الله وبركاته بحمل العلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد حدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم ارحموا من في الارض يرحمكم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اكل الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبين مقاصدها الكلية الاجمالية ليستفتي بذلك المبتدئون تلقيهم فيجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق في مسائل العلم وهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب السادس من برنامج مهمات العلم في سنته الثالثة ثلاث وثلاثين بعد باربع مئة والالف وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام للعلامة يحيى بن شرف المتوفى سنة ست وسبعين وست مئة فقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله الحديث التاسع عشر لا الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللحاضرين ولجميع المسلمين. اما بعد قال العلامة النووي رحمه الله تعالى الحديث التاسع عشر عن ابي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا غلام اني اعلمك كلمات احفظ الله احفظ الله تجده تجاهك. اذا انت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك. وان اجتمعوا على ان يضروك ان لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك. رفعت الاقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي حسن صحيح. وفي رواية غير الترمذي احفظ الله تجده امامك تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك. وما اصابك لم يكن ليخطئك. واعلم ان النصر مع الصبر وان وجمع الكرب وان مع العسر يسرا هذا الحديث اخرجه الترمذي في الجامع لهذا اللفظ الا قوله وان اجتمعوا على ان يضروك فلفظه عنده ولو اجتمعوا على ان يضروه واسناده حسن والرواية التي ذكرها المصنف عند غيره اخرجها عبد ابن حميد في مسنده باسناد ضعيف ورويت من طرق اخرى تحسن بها الا قوله فيها واعلم ان ما اخطأك لم يكن يصيبك وان ما اصابك لم يكن ليخطئك فان هذه الجملة لا تروى بوصية النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس من وجه يثبت وانما رويت في احاديث اخرى ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقوله فيه احفظ الله اي احفظ امره وامر الله نوعان احدهما امر الله الكوني وحفظه للصبر على ما يجري من الاقدار والثاني امر الله الشرعي وحفظه بتصديق الخبر وامتثال الطلب بتصديق الخبر وامتثال الطلب وبين النبي صلى الله عليه وسلم جزاء من حفظ امر الله فقال يحفظك وفي الرواية الاخرى تجده تجاهك وفي الرواية الثالثة امامك فمن حفظ امر الله عز وجل حظي بنوعين من الجزاء احدهما تحصيل حفظ الله له تحصيل حفظ الله له والاخر تحصيل نصر الله وتأييده والفرق بينهما ان الاول من باب الوقاية والثاني من باب الرعاية وقوله فيه رفعت الاقلام وجفت الصحف اي ثبتت المقادير وفرغ منها واشير الى الفراغ منها برفع الاقلام التي كتب بها القدر وجفاف الحبر الذي جرت به تلك الاقلام وقوله تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة مشتمل على عمل وجزاء فاما العمل فمعرفة العبد ربه واما الجزاء فمعرفة الرب عبده فالعبد يبتدئ العمل والله سبحانه وتعالى يتفضل عليه بالجزاء ومعرفة العبد ربه نوعان احدهما معرفة الاقرار بألوبيته بربوبيته وهذه معرفة يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر والاخر معرفته بالوهيته وهذه تختص بالمؤمنين ومعرفة الله سبحانه وتعالى عبده نوعان ايضا احدهما معرفة عامة تتضمن شمول علم الله العبد واطلاعه عليه تتضمن شمول علم الله العبد واطلاعه عليه والاخر معرفة خاصة تتضمن رعاية الله العبد وتأييده ونصره يتضمن رعاية الله العبد وتأييده ونصره ومن اجل ابواب الكمال الانساني الفوز بمعرفة الله سبحانه وتعالى فمن عرفه الله عز وجل معرفة خاصة تتضمن التأييد والنصر ارتقى في مقامات العبودية لله عز وجل نعم حشومة عليكم قال رحمه الله تعالى الحديث العشرون عن ابي مسعود عقبة ابن عمرو الانصاري البدري عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تصلحي فاصنع ما شئت. رواه البخاري قوله صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اي ما شاع بينهم وتناقلوه من كلام الانبياء السابقين وقوله اذا لم تستح فاصنع ما شئت له معنيان صحيح ان احدهما انه امر على حقيقته فاذا كان ما تريد صنعه مما لا يستحي منه فاصنعه فلا تثريب عليك ولا لوم لك ان كان ما تريد فعله مما لا يستحيا منه فاصنعه فلا تثريب عليك ولا لوم لك والاخر انه ليس من باب الامر الذي تقصد حقيقته انه ليس من باب الامر الذي تقصد حقيقته والقائلون بهذا القول يحملونه على احد معنيين احدهما انه خرج مخرج التهديد والوعيد انه خرج مخرج التهديد والوعيد بانه ان لم يكن لك حياء فاصنع ما شئت فستلقى ما تكرهه بانه ان لم يكن لك حياء فاصنع ما شئت فستلقى ما تكرهه والاخر انه امر بمعنى الخبر انه امر بمعنى الخبر فاذا كان ما تريد صنعه مما لا يستحي منه من الله ولا من الخلق فافعل فان من كان له حياء رجعه عن فعل القبائح ومن لم يكن له حياء لم يبالي بالله ولا بخلقه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الحادي والعشرون عن ابي عمرو وقيل قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قول لا اسأل عنه احدا غيرك. قال قل امنت بالله ثم استقم. رواه مسلم اقليم هذا الحديث اخرجه مسلم في الصحيح ولفظه في النسخ التي بايدينا قل امنت بالله فاستقم بحرف الفاء عوضا ثم والاستقامة شرعا هي اقامة العبد نفسه على الصراط المستقيم والصراط المستقيم هو الاسلام ثبت تفسيره به في حديث النواس ابن سمعان عند احمد بسند جيد واصله عند الترمذي وابن ماجه بسند اخر ضعيف المستقيم هو المقيم على شعائر الاسلام باطنا وظاهرا نعم قال رحمه الله تعالى الحديث الثاني والعشرون عن جابر بن عبدالله الانصاري رضي الله عنهما ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ارأيت اذا صليت الصلوات المكتوبات وصمت رمضان واحللت وحرمت الحرام ولم ازد على ذلك شيئا اأدخل الجنة؟ قال نعم رواه مسلم. ومعنى حرمت الحرام اجتنبته ومعنى احللت الحلال فعلته معتقدا في الله قوله واحللت الحلال اي اعتقدت حله وقيد الفعل الذي ذكره المصنف فيه نظر لتعذر الاحاطة بافراد الحلال فيكفي في ثبوت تحليل الحلال اعتقاده ولو لم يحط العبد به فعلا لتكاثر افراد الحلال وقوله وحرمت الحرام اي اعتقدت حرمته مع اجتنابه فلا بد من الجمع بين امرين عدوهما اعتقاد حرمته والاخر اجتناب فعله وخصه المصنف بالاجتناب دون الاعتقاد وفي ذلك قصور بل لابد من الاجتناب مع اعتقاد الحرمة اذ قد يقع اجتناب المحرم عادة فلا بد من اعتقاد يبين ان مقصد الترك هو اجابة داعي الله في اعتقاد كون ما حرمه محرم واهمل ذكر الزكاة والحج في الحديث وهما من اجل شرائع الاسلام بالنظر الى حال السائل فقد علم النبي صلى الله عليه وسلم من حاله انه لا مال له تجري فيه الزكاة ولا استطاعة له على الحج فلم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم له الزكاة والحج وانما قنع بما اخبر به الرجل عن اعماله وقوله ولم ازد على ذلك شيئا اادخل الجنة؟ قال نعم فيه بيان ان الاعمال المذكورة من موجبات الجنة بيان ان الاعمال المذكورة من موجبات الجنة بحسب اجتماع شروطها وانتفاء موانعها على ما هو مقرر في محله عند اهل العلم نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى الحديث الثالث والعشرون عن ابي مالك الحارث ابن عاصم الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان والحمد لله تملأ وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماوات والارض برهان والصبر ضياء. والقرآن حجة لك او عليك. كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها او وموبقها رواه مسلم قوله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان لضم الطاء من الطهور يراد به فعل الطهارة اي التطهر والشطر هو النصف واختلف بالمراد بالطهور على قولين احدهما ان المراد بالطهارة هنا الطهارة الحسية المعروفة عند الفقهاء والاخر ان المراد بالطهارة هنا الطهارة المعنوية التي يذكرها المتكلمون في السلوك والرقائق وهي التخلي من الذنوب والمعاصي وجاء التصريح في بعض الروايات بما يدل على ان الطهارة المرادة في الحديث هي الطهارة الحسية وجرى عليه تبويب الائمة الحفاظ فادخلوه في كتاب الطهارة منهم مسلم ابن الحجاج والنسائي وابو عبدالله ابن ماجة رحمهم الله والراجح ان الطهور المراد في الحديث هو الطهارة الحسية وفي بيان كونها شطرا قولان احدهما ان المراد بقوله صلى الله عليه وسلم شطر الايمان اي شطر الصلاة فالايمان هنا الصلاة عبر عنه بعمل من اجل اعماله ونظيره قوله تعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم فان الايمان في الاية كما يعلم من سبب النزول في حديث البراء في الصحيحين هو الصلاة والقول الثاني ان المراد بالايمان شرائع الدين فان الايمان اسم للدين كله فتكون الطهارة الحسية مطهرة للظاهر وبقية شرائع الايمان مطهرة للباطن فتكون الطهارة الحسية مطهرة للظاهر بالوضوء والغسل وما ينوب عنهما وهو التيمم وتكون الطهارة وتكون الطهارة وتكون بقية الاعمال مطهرة للباطن والتحقيق ان المراد بالايمان هنا هو شرائع الدين لا الصلاة فيكون معنى الحديث ان الطهارة الحسية تطهر الظاهر وبقية اعمال الدين تطهر الباطن ان الطهارة الحسية تطهر الظاهر وان الطهارة المعنوية تطهر وان بقية شرائع الايمان والدين تطهر الباطن ما الدليل على ترجيح هذا من القولين ما الدليل على ان الطهارة الحسية لا تبلغ قطر الايمان يعني شطر الصلاة ايه مع زين لا ليس اشياء سلطان حديث علي رضي الله عنه في السنن الطهور مفتاح الصلاة فجعله مفتاحا لها والمفتاح للشيء لا يبلغ كونه شطرا فدل هذا على ان الطهور لا يبلغ من الصلاة شطرها فلا يكون هذا المعنى مرادا وانما المراد هو المعنى الثاني وهو ان الطهور الذي هو فعل الطهارة قطر الايمان فهو يطهر الظاهر كما ان بقية شرائع الاسلام والدين تطهر الباطن وقوله فيه وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماء والارض هكذا على الشك فيما يملأ ما بين السماء والارض هل هو الكلمتان معا او احداهما فعل الاول يكون المعنى ان سبحان الله والحمد لله تملآن معا ما بين السماء والارض وعلى الثاني تكون كل واحدة منهما تملأ السماء والارض ووقع في رواية النسائي وابن ماجه والتسبيح والتكبير ملء السماء والارض والتسبيح والتكبير ملء السماء والارض وهذه الرواية اشبه بالصواب من وجهين احدهما انها اصح اسنادا واوثق رجالا فالمحفوظ في لفظ هذا الحديث والتسبيح والتكبير ملء السماء والارض واما الدراية واما الوجه الثاني فمن جهة الدراية. واما الثاني فمن جهة الدراية فلان الميزان اعظم مما يملأ ما بين السماء والارض والحمد لله تملأه فكيف تملؤه اذا كانت وحدها واذا اقترنت بغيرها قل قدرها فالصحيح المحفوظ الرواية التي وقعت عند ابن عند النسائي وابن ماجة التسبيح والتكبير ملء السماء والارض واختار هذا القول او الفرج ابن رجب في جامع العلوم والحكم وقوله صلى الله عليه وسلم والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء تمثيل لمراتب هذه الاعمال بحسب انوارها فهي درجات متدلية في الانارة فالصلاة نور مطلق والصلاة برهان والبرهان اسم لشعاع الشمس الذي يحيط بقرصها اسم لشعاع الشمس الذي يحيط لقرصها والصبر ضياء والضياء هو النور الذي معه حرارة واشراقة دون احراق هو النور الذي معه حرارة واشراق دون احراق فالاعمال المذكورة مشبهة بمقاديرها من النور على الوجه المذكور فالصلاة نور مطلق والصدقة اقل منه وهي بمنزلة البرهان والصبر اقل منه وهو بمنزلة الضياء فمنفعة هذه الاعمال للروح بمنزلة منفعة هذه المقادير من النور للخلق فمنفعة هذه الاعمال للروح بمنزلة منفعة هذه المقادير من الانوار للخلق وكذلك يكون قدر جزائها وكذلك يكون قدر جزائها والصلاة اعظم في جزائها من الصدقة والصدقة اعظم في جزائها من الصبر ووقع في بعض نسخ صحيح مسلم والصيام ضياء والصيام فرض من الافراد التي تتعلق بالصبر وقوله كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها او موبقها اي كل الناس يخرج في اول النهار فالغدو اسم للسير في اول النهار والمعنى ان كل انسان يسعى فمنهم ساع في عتق نفسه ومنهم ساع في ايباقها اي في اهلاكها فمن سعى في طاعة الله كان ساعيا بعتق نفسه واستنقاذها من العذاب ومن سعى في اباقها استحق عذاب الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى الحديث الرابع والعشرون عن ابي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن ربه عز وجل انه قال يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني. فاستهدوني اهدكم. يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم. يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر انكم يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك كفي ملكي شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد ما نقص من ملكه شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها. فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم بهذا اللفظ واوله في النسخ التي بايدينا فيما روى عن الله عز وجل وبين الله سبحانه وتعالى فيه حرمة الظلم من وجهين احدهما تحريمه سبحانه وتعالى الظلم على نفسه مع كمال قدرته وتمام ملكه فاذا كان محرما عليه مع ما له من الكمال فغيره احق بكونه عليه محرما والثاني ان الله سبحانه وتعالى جعله بيننا محرما فنهانا عنه ان الله سبحانه وتعالى جعله بيننا محرما فنهانا عنه والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه هو وضع الشيء في غير موضعه وبيان حقيقة الظلم مما زلت فيها الاقدام واختلفت فيها الاقلام وفيها بحث طويل اوعب فيه قولا فاحسن ابو العباس ابن تيمية الحفيد في رسالة مفردة شرح فيها هذا الحديث وقوله فيه فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن نفسه هذه الجملة لها معنيان صحيح ان الاول انها امر على حقيقته انها امر على حقيقته فمن وجد طيرا في الدنيا فليحمد الله على ما عجل من جزاء عمله الصالح فمن وجد خيرا في الدنيا فليحمد الله على ما عجل له من جزاء عمله الصالح ومن وجد غير ذلك فهو مأمور بلوم نفسه على ذنوبها فهو مأمور بلوم نفسه على ذنوبها التي وجد عاقبتها في الدنيا التي وجد عاقبتها في الدنيا والثاني انه امر يراد به الخبر انه امر يراد به الخبر وان من وجد في الاخرة خيرا فسيحمد الله وان من وجد في الاخرة قيرا فسيحمد الله ومن وجد غير ذلك فسيلوم نفسه ولا تمندم فسيلوم نفسه ولا تندم وكلا المعنيين صحيح باختلاف المحل فالاول محله الدنيا والثاني محله الاخرة احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الخامس والعشرون عن ابي ذر رضي الله عنه ايضا ان ناسا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ذهب اهل الدثور بالاجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضون اموالهم. قال اوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون. ان بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميد وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وامر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بضع احدكم صدقة. قالوا يا رسول الله ايأتي احدنا شهوته ويكون له فيها اجر قال ارأيتم لو وضعها في حرام اكان عليه في وزر؟ فكذلك اذا وضعها في الحلال كانت له اجر. رواه مسلم هذا الحديث اخرجه بهذا اللفظ ورواه ايضا في موضع اخر من صحيحه بلفظ مختصر وقوله في الحديث اهل الدثور اي اهل الاموال وقوله اوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ان بكل تسبيحة صدقة الحديث فيه بيان ان الصدقة شرعا اسم جامع لجميع انواع المعروف والاحسان اسم جامع لجميع انواع المعروف والاحسان فهي تتضمن ايصال ما ينفع الى الغير ايصال ما ينفع الى الغير والصدقة من العبد نوعان احدهما صدقة مالية صدقة مالية والة النفع فيها المال والاخر صدقة غير مالية كالتسبيح والتهليل والتكبير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقوله في الحديث وفي بضع احدكم صدقة الوضع كلمة يكنى بها عن الفرج ويطلق على الجماع ايضا وكلاهما مما تصح ارادته هنا ذكره المصنف في شرح صحيح مسلم وكلاهما مما تصح ارادته هنا ذكره المصنف في شرح صحيح مسلم وظاهر الحديث ان العبد يؤجر على اتيانه اهله ولو كان لمجرد قضاء شهوته والمعتمد ان الثواب لا يتحقق للعبد في تناول المباح الا اذا اقترن بنية صالحة وهو قول جمهور اهل العلم فمن فعل مباحا لم يتحقق له اجر عليه الا اذا قامه بنية صالحة فاذا اتى اهله وجمع مع قضاء شهوته نية طلب الولد الصالح واعفاف نفسه وغير ذلك من المطالب الشرعية حصل له الاجر على ذلك ووقع في الرواية المختصرة في الموضع الاخر عند مسلم في اخره زيادة ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى فيجزئ عن هذه الصدقات المذكورة في الحديث فعل العبد لركعتين يركعهما في وقت الضحى وسيأتي بيان وجه ذلك في الحديث الاتي نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث السادس والعشرون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سلامة من الناس اني صدقة كل يوم تقنع فيه الشمس. تعدل بين اثنين صدقة وتعين الرجل في دابته عليها او ترفع له عليها متاعه صدقة. والكلمة الطيبة صدقة. وبكل خطوة يمشيها الى الصلاة صدقة وتميط الاذى عن الطريق صدقة. رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه وسياق المثبت الى لفظ مسلم اقرب وبه اشبه ووقع فيه تعدل بين الاثنين معرفا وليس في روايته وبكل خطوة وانما لفظه وكل خطوة وقوله فيه كل سلامى من الناس اي كل مفصل فالسلامى المفصل وعزة المفاصل في الانسان ستون وثلاثمائة ثبت ذلك في حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم وقوله عليه صدقة اي تجب فيه صدقة على العبد اي تجب فيه صدقة على العبد لان على موضوعة في خطاب الشرع للدلالة على الوجوب لان على موضوعة في خطاب الشرع للدلالة على الوجوب ذكره ابن القيم في بدائع الفوائد والامير الصنعاني في شرح منظومته في اصول الفقه والمراد في الحديث ان اتساق العظام وانتظام خلقها نعمة من الله توجب الصدقة على كل مفصل منها ليحصل شكرها كل يوم تطلع فيه الشمس ومقتضى هذا ان الشكر بهذه الصدقة واجب على العبد ويكون بالاتيان بالواجبات واجتناب المحرمات وما ورائها فمن النوافل فالشكر المأمور به في كل يوم وليلة له درجتان الاولى فريضة وجماعها الاتيان بالفرائض واجتناب المحارم الاتيان بالفوائض واجتناب المحارم والثانية نافلة وجماعها التقرب بفعل النوافل وترك المكروهات التقرب بفعل النوافل وترك المكروهات وتقدم فيما سبق ان الرواية المختصرة في حديث ابي ذر متقدم الذكر وقع اخرها ويجزئ من ذلك ركعتان من الضحى فالصدقات المضروبة على المفاصل وعدة تلك الصدقات ستون وثلاث مئة في كل يوم يجزئ عنها ركعتان يركعهما العبد من الضحى فاذا ركعهما اغنت عن هذه الصدقات المأمور بها التي تبلغ ستين وثلاث مئة واضح يعني معنى ويجزئ عن ذلك يعني يكفي عن الصدقات التي على كل مفصل والمفاصل ستون وثلاث مئة فتكون الصدقة التي تؤمر بها في كل يوم ستون وثلاث مئة صدقة ويجزي عن ذلك ان تركع ركعتين من الضحى. فاذا ركعت ركعتين من الضحى جئت بهذه الصدقات من منا يا اخوان يتصدق ستين وثلاث مئة في اليوم هذا من فظل الله عز وجل ان العبد يركع ركعتين فيكون قد جاء بما يبلغ قدره من الصدقات ستون وثلاث مئة طيب لماذا كانت الركعتان مجزئتان مجزئتين عن هذه الصدقات لا خلي لا الركعتين لماذا الركعتين احسنت لان العبد اذا ركع ركعتين فقد حرك فيهما جميع مفاصله فاصاب في ذلك كل مفصل حظه من الصدقة حظه من الصدقة واختير وقت الضحى دون غيره لان وقت الضحى وقت غفلة ومن قواعد الشريعة ان العمل يعظم قدره اذا وقع في وقت غفلة ان العمل يعظم قدره اذا وقع في وقت غفلة نعم الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث السابع والعشرون عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رواه مسلم وعنوابصة ابن وعن وابسطة ابن معبد رضي الله عنه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت تسأل عن البر؟ قلت نعم. قال استفت قلبك. البر ما اطمأنت اليه النفس وطمأن اليه والاثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وان افتاك الناس وافتوك. حديث حسن رويناه في الامامين احمد بن حنبل والدارمي باسناد حسن هذه الترجمة الحديث السابع والعشرون تشتمل على حديثين لا حديث واحد وبإدراجهما صارت عدة احاديث الكتاب باعتبار تراجمه اثنين واربعين حديثا وباعتبار تفصيلها فهي ثلاثة واربعون حديثا فاما الحديث الاول منهما وهو حديث النواس فهو عند مسلم في صحيحه بهذا اللفظ ووقع في رواية له الاثم ما حاك في صدرك واما حديث وابسة فرواه احمد في المسند والدالمي في المسند له باسناد ضعيف ورواه الطبراني في المعجم الكبير والبزار في مسنده من وجه اخر لا يثبت ايضا لكن له شاهد عند الطبراني في المعجم الكبير من حديث ابي ثعلبة الخشني باسناد حسن فيتقوى بهذا الشاهد ذكره ابو الفرج ابن رجب في جامع العلوم والحكم فهو حديث حسن لشاهده المذكور عن ابي ثعلبة الخشني وقوله صلى الله عليه وسلم فيه البر حسن الخلق البر يطلق على معنيين احدهما خاص وهو الاحسان الى الخلق في المعاملة احدهما خاص وهو الاحسان الى الخلق بالمعاملة والاخر عام وهو اسم لجميع الطاعات الظاهرة والباطنة عام وهو اسم لجميع الطاعات الظاهرة والباطنة فيشمل المعنى الاول وزيادة وتقدم قبل ان الخلق يقع على هذين المعنيين ايضا وفي هذه الجملة بيان حقيقة البر وسيأتي في حديث وابسة بيان اثره وثمرته ويقابل البر الاثم وله مرتبتان الاولى ما حاكى في النفس وتردد في القلب ما حاكى في النفس وتردد في القلب وكرهت ان يطلع الناس عليه لاستنكارهم له وكرهت ان يطلع الناس عليه لاستنكارهم له وهذه المرتبة مذكورة في حديث النواس ووابسة رضي الله عنهما معا والثانية ما حاك في النفس وتردد في القلب وان افتاه غيره انه ليس باثم ما حاك في النفس وتردد في القلب وان افتاه غيره انه ليس باثم وهي المذكورة في حديث وابسة ده والمرتبة الثانية اشد على صاحبها من الاولى لان العبد قد ينكف عن الاولى لاستنكار الناس لذلك واما في المرتبة الثانية فانه يجد فيهم من يفتيه ان ما ارتكبه ليس باثم والمذكور هو بيان لحد الاثم بالنظر الى اثره واما الاثم شرعا بالنظر الى حقيقته فهو ما بطأ صاحبه عن الخير واخره عن الفلاح ما بطأ صاحبه عن الخير واخره عن الفلاح وعلامته في الشرع النهي عنه على وجه الالزام علامته في الشرع النهي عنه على وجه الالزام وقوله في حديث وابسة استفت قلبك امر باستفتاء القلب وهو طلب الفتيا منه وله موردان احدهما استفتاؤه بالحكم والثاني استفتاؤه بالمناط الذي علق به الحكم شرعا استفتاؤه في المناط الذي علق به الحكم شرعا والمعتد به منهما في ميزان الشرع هو الثاني دون الاول فليس القلب محلا للاستفتاء في بيان احكام ما يريد العبد ارتكابه اهو حلال ام حرام ما المرد ذلك الى الدليل الشرعي وانما يكون القلب محل الاستفتاء في تحقيق المناط الذي علق به الحكم شرعا ويبين ذلك المثال الاتي فمن عرظ له صيد فاستفتى قلبه هل هذا الصيد حلال ام حرام كان استفتاؤه قلبه في هذا المورد صحيحا ام غير صحيح غير صحيح لان القلب لا مكنة له على تمييز الحل من الحرام الا ببرهان من الشريعة فان عرض له من الصيد غزال وعلم بحكم الشريعة ان صيد الغزالي حلال ثم رمى هذا الغزال فلما رمى هذا الغزال غاب عنه وفقده ثم بعد ثلاثة ايام وجد غزالا فيه رمية وهو ميت فهنا يستفتي قلبه هل هذا الغزال هو الغزال الذي رماه فمات برميته ام هو غزال غير غزاله لعله مات برمية غيره فيكون استفتاء القلب بالمناط الذي علق به الحكم فيعتد به حينئذ والمأذون له باستفتاء قلبه في تحقيق مناطق الحكم هو من كمل ايمانه واستقام دينه فليس استفتاء القلب في تحقيق مناط الحكم حقا لكل احد لعدم امن العبد على نفسه. وانما يعول عليه من كان مستقيم الدين واثقا من صدق ارادته فيما يستفتي فيه قلبه فيكون استفتاء القلب مشروط بشرطين احدهما ان يكون الاستفتاء في المناط الذي علق به الحكم الشرعي لا في الحكم نفسه ان يكون الاستفتاء في المناط الذي علق به الحكم الشرعي لا في الحكم نفسه والثاني ان يكون مستفتيه مطمئنا الى ايمانه عارفا صدق نفسه في طلب الحكم وقوله في الحديث البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب تفسير للبر باعتبار اثره وانه يحدث في النفس سكونا وفي الصدر انشراحا وقوله وان افتاك الناس وافتوك معناه ان ما حاك في نفسك وتردد في قلبك فهو اثم وان افتيت انه ليس باثم معناه ان ما حاك في نفسك وتردد في قلبك فهو اثم وان افتيت انه ليس باثم وهذا مشروط بامرين احدهما ان يكون من وقع في قلبه الحيك وفي صدره التردد ممن استقام دينه ان يكون من وقع في قلبه الحيك وفي نفسه التردد ممن استقام دينه والثاني ان يكون مفتيه ممن شهر بالافتاء بموافقة الاهواء ان يكون فيه ممن شهر بموافقة الاهواء فاذا عرض للانسان هذه الحال فيما يستفتي فيه فافتي في شيء سأل عنه بانه ليس باثم ثم لاحقه تردد وحيك وغلب على ظنه ان المفتي انما افتاه موافقة لهواه فانه يترك هذه الفتوى ولا يعول عليها. نعم قال رحمه الله تعالى الحديث الثامن والعشرون انا بنجيح ذي العرباض ابن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون. فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فاوصنا. فقال اوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد. فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي وسنتي للخلفاء الراشدين المهديين. عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة رواه ابو داوود والترمذي وقال الترمذي حديث حسن صحيح. هذا الحديث اخرجه ابو داوود الترمذي كما عزاه اليهما المصنف واخرجه ابن ماجة ايضا فكان ينبغي تتميما للعزو ان يعزوه اليه جريا على القاعدة المشهورة عند اهل العلم ان ما كان في واحد من كتب ان ما كان باكثر من واحد من كتب السنن عزي الى ما فيها فهذا الحديث في ابن ماجة فكان ينبغي تتميم ذلك بعزوه اليه وليس هذا الحديث بهذا السياق عند احد من اصحاب السنن بل مؤلف من مجموع هواياتهم وهو حديث صحيح من اجود حديث اهل الشام وهذا الحديث مؤلف من شيئين احدهما موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون ووجل القلب رجفانه وانصداعه عند ذكر من يخاف سلطانه رجفانه وانصداعه عند ذكر من يخاف سلطانه وعقوبته ذكره ابن القيم في مدارج السالكين وزرف العين جريان الدمع منها وذرف العين جريان الدمع منها ولم يأتي في شيء من طرق الحديث ذكر لفظ هذه الموعظة بل وقعت مجملة مدلولا عليها بالاثر الناشئ منها والاخر وصية عظيمة ارشد اليها الرسول صلى الله عليه وسلم وهي تجمع اربعة اصول الاول تقوى الله وحقيقتها جعل العبد بينه وبين الله وقاية بامتثال خطاب الشرع جعل العبد بينه وبين الله وقاية بامتثال خطاب الشرع وتقوى الله هي الفرد الاعظم من التقوى. فان التقوى تتضمن تقوى الله وتقوى عذابه وتقوى يوم جزائه وغير ذلك مما جاء في الادلة الامر باتقائه وتقوى الله منها حقيقتها اتخاذ العبد وقاية بينه وبين الله بامتثال خطاب الشرع والثاني السمع والطاعة لمن ولاه الله امرنا السمع والطاعة لمن ولاه الله امرنا ولو كان المتأمر عبدا مملوكا في اصله يأنف الاحرار حال الاختيار من الانقياد له والفرق بين السمع والطاعة ان السمع هو القبول والطاعة هي الامتثال ان السمع هو القبول والطاعة هي الامتثال والثالث لزوم سنته صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين لزوم سنته صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم واكد الامر بلزومها بالعض عليها بالنواجذ وهي الاضراس اشارة الى قوة التمسك بها والرابع الحذر من محدثات الامور الحذر من محدثات الامور وهي البدع وتقدم بيان حقيقتها في حديث عائشة وهو الحديث الخامس من احدث في امرنا هذا ما ليس منه نعم قال رحمه الله تعالى الحديث التاسع والعشرون عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار قال لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله تعالى عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت. ثم قال اا ادلك على ابواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. وصلاة الرجل في جوف الليل ثم ثلاثة تجافى جنوبهما عن المضاجع حتى بلغ يعملون. ثم قال الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه قلت بلى يا رسول الله. قال رأس امر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد. ثم قال الا يلقى بملاك ذلك كله. قلت بلى يا رسول الله. فاخذ بلسانه وقال كف عليك هذا. قلت يا الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به. فقال ثكلتك امك وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح هذا الحديث اخرجه الترمذي في جامعه واخرجه ايضا ابن ماجة من اصحاب الكتب الستة باسناد ضعيف وروي من وجوه اخرى لا يسلم شيء منها من الضعف وهو بمجموعها مرتق الى التحسين عند جماعة من اهل العلم واللفظ المذكور الى لفظ الترمذي اقرب وهو حديث عظيم جليل ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم امات الفرائض والنوافل فاما الفرائض فذكرهن في قوله صلى الله عليه وسلم تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وتقيم الصلاة الى اخره والمذكورات من الفرائض هن اصولها المعظمة المذكورة باسم اركان الاسلام المتقدمة في حديث ابن عمر بني الاسلام على خمس واما النوافل فذكرهن في قوله صلى الله عليه وسلم الا ادلك على ابواب الخير وابواب الخير التي مدحت نوافلها في هذا الحديث ثلاثة اولها الصوم المذكور في قوله الصوم جنة والجنة اسم لما يتقى به اسم لما يتقى به والصيام يتقى به في الدنيا من المعاصي وفي الاخرة من النار صيام يتقى به في الدنيا من المعاصي وفي الاخرة من النار والثاني الصدقة المذكورة في قوله والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار والثالث صلاة الليل المذكورة في قوله وصلاة الرجل في جوف الليل وجوف الليل هو وسطه وذكر الرجل خرج مخرج الغالب. والا فالمرأة مثله وتلاوة الاية عقب ذكر صلاة الليل للدلالة على جزاء اهلها وقراءة الاية عقب ذكر صلاة الليل للدلالة على جزاء اهلها المذكور في سورة السجدة ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذكر تفاصيل الجمل في وصيته اعاد كلياتها فقال الا اخبرك برأس الامر وعموده وسنامه ثم ذكرهن فقال رأس الامر الاسلام والمراد بالامر هنا الدين الذي بعثه الله عز وجل به ورأسه الاسلام اي الشهادتان لان فيهما اسلام الوجه لله بالتوحيد وللرسول صلى الله عليه وسلم بالاتباع ثم قال وعموده الصلاة اي هي منه بمنزلة العمود الذي يقوم عليه الفسطاط والخيمة ثم قال وذروة سنامه الجهاد اي اعلاه فالذروة اعلى الشيء وارفعه وهي مثلثة الذال كسر وظما وفتح واخرها اضعفها لغة فان الفتح انما ذكره بعض المتأخرين ثم بين ملاك الامر كله فقال الا اخبرك بملاك ذلك كله ثم قال كف عليك هذا اي اللسان والملاك بكسر الميم وتفتح ايضا هو قوام الشيء وعناده هو قوام الشيء وعماده فاصل الخير واجماعه حفظ اللسان فاصل الخيل وجماعه حفظ اللسان وقوله ثكلتك امك اي فقدتك فقوله ثكلتك امك اي فقدتك وهو دعاء لا تراد به حقيقته وهو دعاء لا تراد به حقيقته فانها من الكلام الجاري على السنة العرب لا تقصدوا حقيقتها وقوله هل يكب الناس في النار على وجوههم او على مناخهم الا حصائد السنتهم اي هل يطرح الناس في النار على وجوههم او مناخرهم وهي انوفهم الا حصائد السنتهم والحصائد جمع حصيدة وهي كل شيء قيل في الانسان وحكم به عليه كل شيء قيل به في الانسان وحكم به عليه ذكره ابن فارس في مقاييس اللغة فليست حصيدة اللسان اسما عاما بما يتكلم به الانسان وانما تختص بنوع منه وهو ما حكم به على غيره وجرى به لسانه مسلطا على احد من الخلق مما يندرج فيه النميمة والغيبة والبهتان فيكون هذا الحديث ليس في بيان خطر الكلام كله وانما في بيان خطر نوع منه وهو اي نوع من الكلام الذي يتضمن الحكم على الاخرين الذي يتضمن الحكم على الاخرين من اين استفيد عامة الشراح جعلوه عام في الكلام كله لكن من اين استفيد تقييده بهذا احسنت من المعنى اللغوي للحصيدة من المعنى اللغوي لحصيدة اللسان التي ذكرها ابن فارس في مقاييس اللغة نعم. احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى الحديث الثلاثون عن ابي ثعلبة الخشني جرثوم ابن ناشر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله عز وجل فرض فرائض فلا تضيعوها. وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم اشياء فلا تنتهكوها وسكت عن اشياء رحمة لكم من غير نسيان فلا تبحثوا عنها. حديث الحسن رواه الدارقطني وغيره هذا الحديث اخرجه الدارقطني في سننه بسياق قريب من الذي ذكره المصنف بتقديم وتأخير واسناده ضعيف وليس عنده في النسخة المنشورة بايدينا رحمة لكم وانما وسكت عن اشياء من غير نسيان وفي الحديث جماع احكام الدين فقد قسمت فيه الاحكام الى اربعة اقسام مع ذكر الواجب فيها فالقسم الاول الفرائض والواجب فيها عدم اضاعتها القسم الاول الفرائض والواجب فيها عدم اضاعتها والقسم الثاني الحدود والمراد بها في هذا الحديث ما اذن الله به فيشمل الفرض والنفل والمباح فيشمل الفوضى والنفل والمباح والواجب فيها عدم تعديها والواجب فيها عدم تعديها اي عدم مجاوزة الحد المأذون به فيها اي عدم مجاوزة الحد المأذون به فيها والقسم الثالث محرمات والواجب فيها عدم انتهاكها والواجب فيها عدم انتهاكها بالكف عن قربانها والانتهاء عن اقترافها والقسم الرابع المسكوت عنه وهو ما لم يذكر حكمه خبرا ولا طلبا وهو ما لم يذكر حكمه خبرا ولا طلب بل هو مما عفا الله عنه والواجب فيه عدم البحث عنها والواجب فيه عدم البحث عنها وقوله وسكت عن اشياء فيه اثبات صفة السكوت لله ويغني عن الحديث المذكور لضعفه في اثبات هذه الصفة الاجماع عليها نقله ابو العباس ابن تيمية الحفيد وصح فيه اثر عن ابن عباس رضي الله عنهما عند ابي داود وغيره فالسكوت من صفات الله سبحانه وتعالى والمراد به عدم اظهار الحكم والمراد به عدم اظهار الحكم وليس المراد به الانقطاع عن الكلام وموجب حمله على المعنى الاول دون الثاني رعاية السياق الذي ورد فيه ذكر هذه الصفة من الاحاديث والاثار والاحاديث فيها ضعف والاثار فيها اثر صحيح عن ابن عباس فسياق ما جاء في النصوص ما جاء في المنقول يدل على ان المراد بالسكوت ها هنا هو عدم اظهار الحكم لا الانقطاع عن الكلام واضح المسألة هذه العرب عندهم السكوت معناه الانقطاع معناه الانقطاع ولذلك اخر الخيل الحلبة السكيت لانه ينقطع بعده العد لمن يفوز. شكيت عندهم العاشر في العاشر لا لا بعده احد ممن ينسب الى الظفر فالظفر ينسب الى العشرة وهذا اصل العشرة الاوائل الموجود عند الناس هو مبني عن على اصل عربي تناقلوه ثم نقل من حلبة السباق للخيل التي تعرفها العرب الى المسابقات التي يعرفونها اليوم. فعد المسابقين الفائزين عند العرب ينتهي الى عشرة وسموا عاشر الخير سكيتا لانقطاع العد بعده فالسكوت عندهم هو الانقطاع ومن الانقطاع الانقطاع عن بيان الحكم وهو المراد في هذا الحديث. لا الانقطاع عن الكلام فان هذا المعنى وهو الانقطاع عن الكلام لا يعرف التصريح به في شيء من الادلة وانما يقال يتكلم الله اذا شاء ولا يتكلم الله اذا شاء واهل السنة مجمعون على المعنى لكن مختلفون في اللفظ الذي يدل به على المعنى والموافق للنصوص ان يقال يتكلم اذا شاء ولا يتكلم اذا شاء. ولا نقول ولا يسكت اذا شاء. لان السكوت الذي بمعنى الكلام لم يأتي صفة لله. وانما الذي اتى صفة لله عز وجل هو عدم اظهار الحكم الشرعي نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الحادي والثلاثون عن ابي العباس سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل اذا انا عملته احبني الله واحبني الناس. فقال ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس حديث حسن رواه ابن ماجة وغيره باسانيد حسنة هذا الحديث اخرجه ابن ماجة في سننه واوله عنده اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل واسناد ابن ماجة ضعيف جدا وروي هذا الحديث من وجوه اخرى لا يثبت منها شيء فتحسينه بعيد والزهد في الدنيا شرعا الرغبة عما لا ينفع في الاخرة الرغبة عما لا ينفع في الاخرة وهذا معنى قول ابي العباس ابن تيمية الحفيد الزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة ويندرج تحت هذا الوصف اربعة اشياء ويندرج تحت هذا الوصف اربعة اشياء اولها المحرمات وثانيها المكروهات وثالثها المشتبهات لمن لا يتبينها المشتبهات لمن لا يتبينها ورابعها فضول المباحات وهو ما زاد على حاجة العبد وهو ما زاد عن حاجة العبد من المباح ويستفاد من ذلك ان الزهد له درجتان الاولى درجة واجبة تتضمن الرغبة عن المحرمات والمشتبهات لمن لا يتبينها درجة واجبة تتضمن الرغبة عن المحرمات وعن المشتبهات لمن لا يتبينها. والثانية درجة مستحبة تتضمن الرغبة عن المكروهات وفضول المباحات تتضمن الرغبة عن المكروهات وفضول المباحات ويعلم منه ان الزهد غير متعلق بالمباح ان الزهد غير متعلق بالمباح ولا يقدح في زهد العبد تناوله لما اباحه الله عز وجل له الا ان يزيد عن حاجته الموافقة لحاله فان زاد على المباح ووقع فضوله ووقع في فضوله عيب عليه ذلك والزهد مما في ايدي الناس من جملة الزهد في الدنيا وافرد بالذكر لاختلاف الاثر الناشئ منه والزهد مما بايدي الناس من جملة الزهد في الدنيا وافرد بالذكر لاختلاف الاثر الناشئ عنه فالزهد فيما في ايدي الناس يورث العبد محبتهم فلما نشأ منه اثر استحق الافراد استحق الافراد بالذكر عن الزهد في الدنيا فاعيد ذكره. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الثاني والثلاثون عن ابي سعيد سعد ابن مالك ابن سنان الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ضرر ولا ضرار حديث حسن رواه ابن ماجة والدار قطني غيرهما مسندا. ورواه مالك في الموطأ مرسلا عن عمرو ابن يحيى عن ابيه عن صلى الله عليه وسلم فاسقط ابا سعيد وله طرق وله طرق يقوي بعضها بعضا هذا الحديث عزاه المصنف الى ابن ماجه في سننه من حديث ابي سعيد الخدري وليس هو عنده من حديث ابي سعيد الخدري وانما رواه ابن ماجة من حديث ابن عباس اما حديث ابي سعيد فرواه الدارقطني بالسنن وكلا الحديثين اسناده ضعيف وروي هذا الحديث عن جماعة من الصحابة وطرقه يقوي بعضها بعضا فيعد من جملة الاحاديث الحسان فهو حديث حسن في مجموع طرقه وشواهده وفي الحديث المذكور نفي امرين الاول الظرر قبل وقوعه الضار الاول الضرر قبل وقوعه في دفع بالحيلولة دونه في دفع بالحيلولة دونه والثاني الضرر بعد وقوعه في رفع بازالته فيرفع بازالته وباجتماع هذين النفيين فيه يكون قوله صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار اكمل من قول الفقهاء الضرر يزال لان عبارة الفقهاء تختص بضرر واقع يطلب رفعه واما قوله صلى الله عليه وسلم فانه يشمل ذلك وغيره فيشمل الضرر الذي وقع ويطلب رفعه والضرر المتوقعة فيطلب دفعه وتقديم خبر الشرع اولى من تقديم خبر غيره والقواعد الفقهية عامة مما ضعف فيها العناية بما جاء بالادلة تعبيرا عنها فافترع المتكلمون فيها عبارات غيرها اوفى منها وسبق الاشارة الى بعضها فيما سلف بيانه من معاني منظومة القواعد الفقهية نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الثالث والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو يعطى الناس بدعواهم لدعا رجال اموال قوم ودماءهم لكن البينة على المدعي يمين على من انكر. حديث حسن رواه البيهقي وغيره هكذا واصله في الصحيحين هذا الحديث اخرجه البيهقي في السنن الكبرى وهو بهذا اللفظ غير محفوظ وانما يثبت بلفظ لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال واموالهم. لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال واموالهم ولكن البينة على المدعى عليه متفق عليه واللفظ لمسلم فلفظ البيهقي خطأ من بعض الرواة وليس في الصحيحين البينة على المدعي والدعوة اسم لما يضيفه المرء لنفسه مستحقا على غيره اسم لما يضيفه المرء الى نفسه مستحقا على غيره كقوله لي على فلان الف ريال فان هذا يسمى دعوى والبينة اسم لما يبين به الحق ويظهر اسم لما يبين به الحق والحق ويظهر فالشاهد وغيره والمدعي هو المبتدئ بالدعوة المطالب بها هو المبتدئ بالدعوى المطالب بها وضابطه عند الفقهاء من اذا سكت ترك وضابطه عند الفقهاء من اذا سكت ترك اي اذا انصرف عن دعواه ترك ولم يطلب والمدعى عليه هو من وقعت عليه الدعوى والمدعى عليه هو من وقعت عليه الدعوة وضابطه عند الفقهاء من اذا سكت لم يترك وضابطه عند الفقهاء من اذا سكت لم يترك لانه مطالب بمظمن الدعوة التي اقيمت عليه وقوله واليمين على من انكر اي من انكر دعوى المدعي فعليه اليمين وهي القسم اي من انكر دعوة المدعي فعليه اليمين وهي القسم ومقتضى هذا الحديث ان البينة على المدعي وان اليمين على المدعى عليه مطلقا ان البينة على المدعي وان اليمين على المدعى عليه مطلقا وليس الامر كذلك بل هذا الحديث من العام المخصوص فان القاضي قد يجعل اليمين على المدعي بحسب ما يحف بالقضية من القرائن كما هو مبين بادلته في كتاب القضاء عند الفقهاء نعم قال رحمه الله تعالى الحديث الرابع والثلاثون عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. رواه مسلم هذا الحديث متضمن الامر بتغيير المنكر والامر يفيد الوجوب فانكار المنكر بتغييره واجب والمنكر شرعا اسم جامع لكل ما انكره الشرع اسم جامع لكل ما انكره الشرع بالنهي عنه على وجه التحريم بالنهي عنه على وجه التحريم فالمنكرات هي المحرمات وتغيير المنكر المأمور به وتغيير المنكر المأمور به له ثلاث مراتب الاولى تغيير المنكر باليد والثانية تغيير المنكر باللسان والثالثة تغيير المنكر بالقلب والمرتبتان الاوليان شرط لوجوبهما الاستطاعة بخلاف المرتبة الثالثة لان انكار القلب ممكن في حق كل احد واما الانكار باليد واللسان فليس مقدورا من كل احد وانكار المنكر بالقلب يكون بكراهته انكار المنكر بالقلب يكون بكراهته وبغضه ولا يشترط ظهور اثرها على الوجه من العبوس والتغير ولا يشترط ظهور اثرها على الوجه من العبوس والتغير وقيد وجوب انكار المنكر في الحديث بوقوع رؤيته لقوله صلى الله عليه وسلم فيه من رأى منكم منكرا والمراد بالرؤية هنا الرؤية البصرية التي تكون بالعين وليس المراد الرؤية العلمية اي اتصال خبره به لان الرؤية البصرية عند اهل العربية تفتقر لا تفتقر الى نفتقر الى مفعول واحد واما الرؤية الخبرية العلمية فتفتقر الى مفعولين وهذا الحديث ليس فيه الا ذكر مفعول واحد لقوله من رأى منكم منكرا فيدل ان رأى فيه هي رأى البصرية وليست رأى العلمية الخبرية فمن رأى بعينه منكرا وجب عليه ان ينكره نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الخامس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغموا ولا تدابغوا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله اخوانا المسلم المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره. التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات. بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم في الصحيح دون قوله ولا يكتبه فانها غير واردة في روايته جزم بذلك جماعة من اهل العلم فليست هي من اختلاف النسخ ما الغلط من بعض من ذكر الحديث فادخل فيه ما ليس منه وقوله لا تحاسدوا نهي عن التحاسد وحقيقة الحسد كراهية العبد جريان النعمة على غيره كراهية العبد جريان النعمة على غيره سواء اقترن بالكراهية تمني زوالها ام لم يقترن فبمجرد وجود الكراهية يكون حاسدا وقوله لا تناجشوا نهي عن النج واصله في كلام العرب اثارة الشيء بمكر وحيدة اثارة الشيء بمكر وحيدة فهو نهي عن تحصيل المطالب بالمكر والحيلة فهو نهي عن تحصيل المطالب بالمكر والحيلة ومن افراده البيع المشهور المسمى ببيع النج وليس هذا الحديث مختصا بالنهي عنه بل يشمل النهي عنه وعن كل ما كان سبيله التوصل اليه بمكر وحيلة وقوله ولا تباغضوا نهي عن التباغض اذا عدم المسوغ الشرعي نهي عن التباغظ اذا عدم المسوغ الشرعي فان وجد المسوغ الشرعي ابغض بما يقتضيه الشرع فان اوجد المسوغ الشرعي ابغض بما يسوغه الشرع فمن وجد منه مخالفة للشريعة كان محل البغظ منه تلك المخالفة وبقي اصل المحبة الدينية محفوظا له وقوله في الحديث ولا تدابروا نهي عن التدابر اي لا يولي احدكم اخاه دبره. والمراد به التهاجر. والتباعد والهجر نوعان احدهما هجر لامر دنيوي فلا يحل شرعا فوق ثلاث هجر لامر دنيوي فلا يحل شرعا فوق ثلاث والاخر هجر لاجل امر ديني هجر لاجل امر ديني فتجوز الزيادة عليه شرعا بحسب ما تستدعيه مصلحة الهجر فتجوز الزيادة عليه شرعا بحسب ما تستدعيه مصلحة الهجر وتقدير مدته معلق بالمصلحة والمفسدة وقوله وكونوا عباد الله اخوانا يحتمل معنيين احدهما انه انشاء لا تراد به حقيقته بل يراد به الخبر انه انشاء لا تراد به حقيقته بل يراد به الخبر ومعناه انكم اذا تركتم التحاسد والتباغض والتدابر والتناجس ولم يبع بعضكم على بعض كنتم عباد الله اخوانا والاخر انه انشاء تراد به حقيقته وهي الامر اي كونوا عباد الله اخوانا ففيه امر بتحصيل كل سبب يحقق الاخوة الدينية ويقويها وكلا المعنيين صحيح وقوله التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات اي اصل التقوى في القلوب فالقلب في الصدر ثم اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى صدره للاعلام بان اصلها مستقر في قلب العبد واذا عمر بها القلب بدت اثارها على اللسان والجوارح نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث السادس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من نفس عن مؤمن كربة من كرب وبالدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخي ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت سكينة الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. رواه مسلم بهذا اللفظ ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث خمسة اعمال مقرونة بذكر ما يترتب عليها من الجزاء فالعمل الاول تنفيس الكرب عن المؤمنين في الدنيا وجزاؤه ان ينفس الله عن عامله قربة من كرب يوم القيامة وجعل جزاء هذا العمل مؤخرا لانه اكمل في الاجابة فلم يعجل هذا الجزاء لعمله في الدنيا طلبا لايفاءه الاجر الاعظم فان الحاجة الى كشف الكرب يوم القيامة اكبر فكرب يوم القيامة اعظم الكرب وتعلق الثواب بها اكمل والعمل الثاني التيسير على المعسر وجزاؤه ان ييسر الله على عامله في الدنيا والاخرة والثالث الستر على المسلم وجزاؤه ان يستر الله على عامله في الدنيا والاخرة ومحل الستر في حق من لم يشتهر بفسق ومحل الستر في حق من لم يشتهر بفسق اما من شهر به فيجب الاخذ على يده بابلاغ ولي الامر عنه حسما لمادة شره واستئصالا لها والرابع سلوك طريق يلتمس فيه العلم سلوك طريق يلتمس فيه العلم وجزاؤه ان يسهل الله له طريقا الى الجنة فجزاؤه ان يسهل الله له طريقا الى الجنة كيف يسهل الله له الطريق الى الجنة اذا طلب العلم اللي عند العمود ايش يتعلم كيف يعبد الله طيب محمد ايش يسر له الاسباب بهدايته الى اعمال اهلها في الدنيا والى طريق الوصول اليها في الاخرة بهدايته الى اعمال اهلها في الدنيا وبالوصول الى طريقها في الاخرة يعني عند المرور عند عند المرور على الصراط والخامس الاجتماع في بيت من بيوت الله وهي المساجد الاجتماع في بيت من بيوت الله وهي المساجد على تلاوة كتاب الله وتدارسه وجزاؤه نزول السكينة وغشيان الرحمة وحف الملائكة وذكر الله المجتمعين في من عنده وقول النبي صلى الله عليه وسلم في اثناء ذكر هذه الاعمال والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه بيان للاصل الجامع للعمل والجزاء فالاصل الجامع للعمل معونة المسلم والاصل الجامع للجزاء معونة الله عبده ثم ختم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث بقوله ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه اعلاما بمقام العمل وان من وقف به عمله عن المقامات العالية فانه لا يبلغها بانسابه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث السابع والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال ان الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وان بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة. وان ما بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة. وان هم بها فعملها كتبها الله مئة واحدة. رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف. فانظر يا اخي وفقنا الله واياك الى عظيم لطف الله تعالى وتأمل هذه الالفاظ. وقوله عنده اشارة الى الاعتناء بها وقوله كاملة للتأكيد وشدة الاعتناء بها. وقال في السيئة التي هم بها ثم تركها كتبها الله عنده حسنة كاملة فاكدها بكاملة وان عملها كتبها الله سيئة واحدة فاكد قيل ابي واحدة ولم يؤكدها بكاملة. فلله الحمد والمنة سبحانه لا نحصي ثناء عليه الله التوفيق قوله ان الله كتب الحسنات والسيئات المراد بالكتابة هنا الكتابة القدرية دون الشرعية لان المكتوب شرعا اي المأمور به شرعا هو الحسنات دون السيئات فيكون المراد بالكتابة في الحديث الكتابة القدرية فقدر الله سبحانه وتعالى على عباده الحسنات والسيئات والكتابة القدرية لهما تشمل امرين احدهما كتابة عمل الخلق لهما كتابة عمل الخلق لهما فكتب الله على كل عبد ماله من عمل الحسنات والسيئات والاخر كتابة ثوابهما كتابة ثوابهما وجزائهما والحديث المذكور متعلق بالثاني لقوله فيه ثم بين ذلك اي بين الجزاء والحسنة شرعا اسم لكل ما وعد عليه بالثواب الحسن اسم لكل ما وعد عليه بالثواب الحسن وهي كل ما امر الشرع به وهي كل ما امر الشرع به والسيئة شرعا اسم لكل ما توعد عليه بالثواب السيء اسم بكل ما توعد عليه بالثواب السيء وهي كل ما نهى الشرع عنه نهي تحريم وهي كل ما لها الشرع عنه نهي تحريم فيندرج في الحسنة الفرائض والنوافل فيندرج في حسنة الفوائض والنوافل وتختص السيئة بالمحرم وتختص السيئة بالمحرم والعبد بين الحسنة والسيئة لا يخلو من اربعة احوال والعبد بين الحسنة والسيئة لا يخلو من اربعة احوال الحال الاولى ان يهم بالحسنة ولا يعمل بها ايهم بالحسنة ولا يعمل بها فيكتبها الله عنده حسنة كاملة والمراد بالهم هنا هم الخطرات والمراد بالهم هنا هم الخطرات فاذا وجد في القلب نزوع الى فعل الحسنة وخطر وجرى ذلك في الخاطر تفظل الله عز وجل عليه فكتبها للعبد حسنة كاملة وان لم يعملها الحال الثانية ايهما بالحسنة ثم يعمل بها ان يهم بالحسنة ثم يعمل بها فيكتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة واختلاف المضاعفة بعد العشر بحسب كمال العمل والاخلاص فيه واختلاف المضاعفة بعد العشر بحسب كمال العمل والاخلاص فيه والحال الثالثة ايهما بالسيئة ويعمل بها ان يهم بالسيئة ويعمل بها فتكتب سيئة مثلها فتكتب سيئة مثلها من غير مضاعفة لها والمضاعفة المنفية في السيئات هي مضاعفة الكم لا مضاعفة الكيف هي مضاعفة الكم لا مضاعفة الكيف فان السيئة كيفما كانت لا تكتب الا واحدة باعتبار عددها واما باعتبار كيفها يعني قدرها فقد يقترن بها من شرف الفاعل او الزمان او المكان ما تعظم به السيئة قدرا ولا تعظم به عددا فتعظيم السيئة يكون بالكيف يعني بالقدر ولا يكون بالكم يعني بالعدد فالنظرة في البلد الحرام اعظم وزرا واكبر قدرا من النظرة في غيره وكلاهما يكتب على فاعله سيئة واحدة لكن ثقلها في الميزان متفاوت والحال الرابعة ان يهم بالسيئة ثم لا يعمل بها اي يهم بالسيئة ثم لا يعمل ثم لا يعمل بها وتختلف احواله باختلاف ما يعرض له فان ترك العمل بالسيئة يكون لاحد امرين فان ترك العمل بالسيئة يكون لاحد امرين اولهما ان يكون الترك لسبب دعا اليه ان يكون الترك لسبب دعا اليه وثانيهما ان يكون الترك لغير سبب ان يكون الترك لغير سبب بل تفتر عزيمته من غير ورود سبب عليه فما كان فيه الترك لسبب داع اليه فهو على ثلاثة اقسام فما كان فيه ترك السيئة لسبب داع اليه فهو ثلاثة اقسام القسم الاول ان يكون السبب خشية الله تعالى ان يكون السبب خشية الله تعالى فتكتب له حسنة والقسم الثاني ان يكون السبب مخافة المخلوقين فيعاقب على هذا ان يكون السبب مخافة المخلوقين او مرائتهم فيعاقب على هذا والقسم الثالث ان يكون السبب عدم القدرة على السيئة مع الاشتغال بتحصيل اسبابها ان يكون السبب عدم القدرة على السيئة مع الاشتغال بتحصيل اسبابها فهذا يعاقب كمن عمل وتكتب عليه سيئة فهذا يعاقب كمن عمل وتكتب عليه سيئة اما ترك السيئة لغير سبب فهو قسمان اما ترك السيئة لغير سبب فهو قسمان القسم الاول ان يكون الهم بالسيئة اما خطرات ان يكون الهم بالسيئة هم خطرات فلم يسكن القلب اليها ولا انعقد عليها بل نفر منها فهذا معفو عنه بل تكتب للعبد حسنة جزاء نفور قلبه بل تكتب للعبد حسنة جزاء نفور قلبه وهو المقصود في حديث الباب والقسم الثاني ان يكون الهم بالسيئة هم عزم والقسم الثاني ان يكون الهم بسيئة هم عزم وهم العزم هو الهم المشتمل على الارادة الجازمة هو الهم المشتمل على ارادة جازمة المقترنة بالتمكن من الفعل المقترنة بالتمكن من الفعل وما كان كذلك فهو نوعان وما كان كذلك فهو نوعان احدهما ان يكون هم العزم متعلقا باعمال القلوب ان يكون هم العزم متعلقا باعمال القلوب واحوالها كالشك في الوحدانية او التكبر او العجب فهذا يترتب اثره عليه ويؤاخذ العبد به فهذا يترتب اثره عليه ويؤاخذ به العبد وربما صار كافرا به او منافقا والثاني ما كان هم العزم فيه متعلقا باعمال الجوارح ما كان هم العزم فيه متعلقا باعمال الجوارح فيكون القلب هاما به هم عزم لكن لم يظهر اثر العمل في الخارج فيكون القلب هاما به هم عزم لكن لم يظهر اثر العمل في الخارج فجمهور اهل العلم على المؤاخذة به ايضا فجمهور اهل العلم على المؤاخذة به ايضا وهو اختيار جماعة من المحققين منهم المصنف وابو العباس ابن تيمية الحفيد والحسنات والسيئات في مراتبها وما يترتب عليها من القواعد الكبار في الدين ولابي العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى كلام متفرق فيها منها ما هو في قاعدة له معروفة بقاعدة الحسنة والسيئة وما ذكر من الافصاح عن التقاسيم والانواع المتعلقة بجزاء الحسنة والسيئة هو تلخيص تنازع انظار وتباين افكار بالادلة المذكورة في جزاء الحسنة والسيئة. لكن صفه فيما يظهر والله اعلم هو ما ذكر لكم. نعم اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الثامن والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى قال من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده الذي يبطش بها ورجلاه التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه. رواه البخاري هذا الحديث اخرجه البخاري بهذا اللفظ ووقع في بعض روايات كتاب البخاري وان سألني لاعطينه وقال ولئن استعاذ بي وزاد في اخره وما ترددت عن شيء انا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموتى واكره وانا اكره مساءته وفي الحديث بيان جزاء معاداة اولياء الله والولي شرعا هو كل مؤمن تقي واما الولي اصطلاحا فهو ايش يعني كل مؤمن تقي غير نبي كل مؤمن تقي غير نبي المراد بالإصطلاح اصطلاح علماء الاعتقاد والسلوك والرقائق فالولي اصطلاحا لا يندرج فيه النبي واما شرعا فهو وصف للنبي وغيره وهو المراد في الحديث ومعاداة اولياء الله تؤذن صاحبها بحرب من الله وذلك في حالين الاولى ان تكون معاداته لاجل الدين ان تكون معاداته لاجل الدين والحال الثانية ان تكون معاداته لاجل الدنيا مع ظلمه والتعدي عليه ان تكون معاداته لاجل الدنيا مع ظلمه والتعدي عليه فمتى عرض للعبد احدهما فمتى عرض للعبد احداهما استحق الايذان من الله بحربه فان عاد الولي لاجل الدنيا مع عدم تعديه وظلمه لم يكن مندرجا في الحديث فان عاد الولي لاجل الدنيا مع عدم تعديه مع عدم التعدي عليه وظلمه لم يكن مندرجا في الحديث مثل ايش؟ مثل الانسان مشهور بالصلاح عنده املاك من الاراضي وينازعه اخر في ملك هذه الارض لوجود بينات عنده فيما يظهر له ان الارض له وليست لذلك المذكور بالصلاح والولاية فمثل هذا فيه نوع معاداة له لكن لا يتضمن لا تتضمن ظلمه والتعدي عليه فحينئذ لا يكون داخلا في الحديث بل يختص الحديث بالحالين الذين ذكرنا. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث التاسع والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله تجاوز لي عن امتي الخطأ والنسيان وما استقيموا عليه حديث حسن رواه ابن ماجة والبيهقي وغيرهما. هذا الحديث اخرجه ابن ماجة بلفظ ان الله وضع عن امتي واخرجه البيهقي ايضا بلفظ قريب منه واسداده ضعيف والرواية في هذا الباب فيها لين وفي الحديث المذكور بيان فضل الله على هذه الامة بوضع المؤاخذة عنها في ثلاثة امور احدها الخطأ والمراد به هنا وقوع الشيء على وجه لم يقصده فاعله وقوع الشيء على وجه لم يقصده فاعله وثانيها الجنسيان وهو ذهول العبد عن معلوم له متقرر عنده ذهول العبد عن معلوم له متقرر عنده وثالثها الاكراه وهو ارغام العبد على ما لا يريده ارغام العبد على ما لا يريده ومعنى الوضع نفي الاثم مع وجودها ومعنى الوضع نفي الاثم مع وجودها فلا اثم على مخطئ ولا ناس ولا مكره من رفعه الله عز وجل عنهم رحمة بهذه الامة اما ترتب الضمان عليه فيما اتلفه حال نسيانه او خطئه او اكراهه فانه ثابت في ذمته على ما تقدم في شرح القواعد الفقهية نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الاربعون عن ابن عمر رضي الله عنهما قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول اذا امسيت فلا تنتظر الصباح واذا اصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك رواه البخاري ارشد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الى الحال التي يكون بها صلاح العبد في الدنيا بان ينزل نفسه احدى مرتبتين الاولى مرتبة الغريب وهو المقيم في غير بلده فقلبه متعلق بالرجوع الى بلده واشتغاله بالدنيا في غيرها قليل لان ركونه الى اهلها ضعيف والثانية مرتبة عابد السبيل وهو المسافر الذي يمر ببلد ثم يخرج منها ولا يقيم بها لانها ليست محط رحله فتعلقه بها قليل والحال الثانية اكمل من الاولى والحال الثانية اكمل من الاولى لان الاولى فيها نوع اقامة واما الثانية فهي مقتصرة على المرور فمن اراد ان يصلح نفسه انزلها احدى المنزلتين المذكورتين في الحديث نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الحادي والاربعون عن ابي محمد عبد الله ابن عمرو ابن العاص الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. حديث حسن صحيح روي في كتاب الحجة باسناد صحيح. هذا الحديث عزاه المصنف الى كتاب الحجة على تارك المحجة وهو لابي الفتح نصر ابن ابراهيم المقدسي ولم يظفر به بعد وانما يوجد له مختصر مجرد من الاسانيد واخرج هذا الحديث من هو اشهر منه كابن ابي عاصم في السنة والبغوية في شرح السنة واسناده ضعيف وتصحيحه بعيد من وجوه بسطها ابو الفرج ابن رجب في جامع العلوم والحكم لكن اصول الشرع تصدق معناه وتشهد بصحته دراية لا رواية والهوى الميل المجرد ويغلب اطلاقه على الميل الى خلاف الحق ويغلب اطلاقه على الميل الى خلاف الحق ويكاد يكون الثاني هو المراد شرعا ويكاد يكون الثاني هو المراد شرعا بل الهوى معنيان احدهما لغوي وهو الميل المجرد دون ملاحظة اتجاهه الى الحق او غيره والاخر شرعي وهو الميل الى خلاف الحق شرعي وهو الميل الى خلاف الحق وفيه قول ابن عباس رضي الله عنهما عند الللكاء وغيره باسناد صحيح كل هوى ضلالة كل هوى ضلالة يعني باعتبار حكم الشرع عليه والحديث المذكور هنا يرجع الى الاول دون الثاني اي الى المعنى اللغوي اي الى المعنى اللغوي وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الدين قسمان الاول ما لا يصح اسلام العبد الا به ما لا يصح اسلام العبد الا به وهذا اذا ذكر نفي الايمان عن تاركه كان نفيا لاصله وهذا اذا ذكر نفي الايمان عن تاركه كان نفيا لاصله والثاني ما يصح اسلام العبد دونه ما يصح اسلام العبد دونه وهذا اذا ذكر نفي الايمان عن تاركه كان نفيا لكماله وهذا اذا ذكر نفي الايمان عن تاركه كان نفيا لكماله فنفي الايمان المذكور في الحديث يمكن ان يكون نفيا لاصله او كماله بحسب متعلقه فان تعلق بالاول كان نكيا لاصله او تعلق بالثاني كان نفيا لكماله. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الثاني والاربعون عن انس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان ولا ابالي. يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك. يا ابن ادم انك لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح هذا الحديث اخرجه الترمذي في الجامع ولا يخلو اسناده من كلام لكن يروى من وجوه اخرى يحسن بها الحديد ولفظه في النسخ التي بايدينا من جامع الترمذي على ما كان فيك عوض على ما كان منك وهو مشتمل على ذكر ثلاثة اسباب تحصل بها المغفرة اولها الدعاء المقترن بالرجاء الدعاء المقترن بالرجاء وقرن الدعاء بالرجاء لافادة ان الداعي حاضر القلب مقبل على الله وقرن الدعاء بالرجاء لافادة ان الداعية حاضر القلب مقبل على الله وثانيها الاستغفار وهو سؤال الله المغفرة وثالثها توحيد الله واشير اليه بعدم الشرك في قوله لا تشرك لان غاية التوحيد ابطال الشرك لان غاية التوحيد ابطال الشرك واخر ذكره مع جلالة قدره في محو واخر قدره لجلالة ذكره مع جلالة قدره لعظم اثره في محو الذنوب فاعظم هذه الاسباب الثلاثة اثرا في محو الذنوب هو توحيد الله سبحانه وتعالى والقراب بضم القاف وتكسر ملء الشيء فيكون المعنى لو اتيتني بملئ الارض ذنوبا وانت موحد لاتاك الله بملئها مغفرة والعنان بفتح العين هو السحاب نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى خاتمة الكتاب فهذا اخر ما قصدته من بيان الاحاديث التي جمعت قواعد الاسلام وتضمنت ما لا يحصى من انواع العلوم في الاصول والفروع والاداب وسائر وجوه الاحكام وها انا اذكر بابا مختصرا جدا في ظبط خفي الفاظها مرتبة لئلا يغلط في شيء منها بها حافظها عن مراجعة غيره في ضبطها ثم يشرع في شرحها ان شاء الله تعالى في كتاب مستقل وارجو من فضل الله تعالى ان يوفقني فيه لبيان مهمات من اللطائف وجمل من الفوائد والمعارف لا يستغني مسلم عن معرفة مثلها ويظهر لمطالعها جزالة هذه الاحاديث وعظم فضلها وما اشتملت عليه من النفائس التي ذكرتها والمهمات التي وصفتها ويعلم بها الحكمة في اختيار هذه الاحاديث الاربعين وانها حقيقة بذلك عند الناظرين. وانما افردتها عن هذا الجزء ليسهل حفظ الجزء بانفراده. ثم من اراد ضم الشرح اليه فليفعل. ولله عليه المنة بذلك اذ يقف على نفائس اللطائف المستنبطة من كلام لمن قال الله في حقه وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ولله الحمد اولا واخرا وباطنا وظاهرا. لما فرغ المصنف رحمه الله من سرد الاحاديث الجامعة قواعد الاسلام اشار الى انتهاء مقصوده منها تنبيها الى انتهاء عدها الى ما ذكر ثم بين انه يذكر بعد فيما يأتي بابا مختصرا في ظبط خفي الفاظها اي الغامظ من الفاظها المفتقر الى الافصاح عن ضبطه بالحروف كقوله فيما يأتي يرى بضم الياء والضبط بالحروف اوثق من الضبط بالحركات لان الضبط بالحركات يدخله الغلط كثيرا بتصرف النساخ اما الضبط بالحروف فهو اقرب الى الاتقان واورد ضبط المشكلات وفق ترتيب الكتاب مبتدأ بالمقدمة ومنتهيا باخر احاديث الكتاب والحامل له على اتباع كتابه بالباب المذكور امران احدهما منع الغلط في قراءتها كما قال لان لا يغلق في شيء منها منع الغلط في قراءتها لئلا يغلط في شيء كما قال لئلا يغلط في شيء منها والثاني اغناء حافظ تلك الضبور عن مراجعة غيره في تحقيق ضبطها. اغناء حافظ تلك الضغوط عن مراجعة غيره في تحقيق ضبطها كما قال وليستغني حافظها عن مراجعة غيره في ضبطها ثم وعد المصنف ان يشرح الاحاديث التي انتقدها في كتاب مستقل وهذا الشرح ليس بايدينا اليوم. واختلف المتقدمون هل شرح النووي كتابه الاربعين ام لا قولين والمجزوم به انه لا يوجد اليوم باينا لا مطبوعا ولا مخطوطا فيما نعلم. اما الكتاب المطبوع باسم شرح الاربعين للنووي فهذا لا تصح نسبته للنوي رحمه الله ثم ذكر انه افرد الشرح عن الجزء المتقدم يعني عن الاحاديث ليسهل حفظ تلك الاحاديث ثم من اراد ان يضم اليها هذا الشرح ظمه بالحفظ وغلب على نسخ المتأخرة اهمال هذا الجزء الذي الحقه المصنف مما يتعلق بظبط خفي قاضيها وهو تابع للكتاب لا تكمل قراءة الاربعين الا به. ومن قرأ الاربعين على شيخ دون هذه الخاتمة لم يجز له وان يقول قرأت كتاب الاربعين وانما يقول قرأت كتاب الاربعين سوى خاتمتها تنبيها الى انه ترك هذه الخاتمة وفي ثبت الحافظ زكريا الانصاري لما ذكر قراءته الاربعين قال قرأت كتاب الاربعين مع الباب الملحق بها في ضبط خفية الفاظها تنبيها الى انه من جملة كتاب الاربعين. نعم. احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى باب الاشارات الى ضبط الالفاظ المشكلة هذا الباب وان ترجمته بالمشكلات فقد انبه فيه على الفاظ من الواظحات. في الخطبة نظر الله امرأ روي بتشديد الضال وتخفيفها والتشديد اكثر ومعناه حسنه وجمله. قوله ومعناه حسنه وجمله اي بالنظرة وهي اشراق الوجه نعم الحديث الاول امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو اول من سمي امير المؤمنين قوله صلى الله عليه وسلم وانما الاعمال بالنيات المراد لا تحسب الاعمال الشرعية الا بالنية. قوله صلى الله عليه وسلم فهجرته الى الله ورسوله معناه مقبولة قوله رحمه الله معناه مقبولة المعهود في خطاب الشرع متقبلة لان التقبل مرتبة فوق القبول فالتقبل يدل على محبة الله العامل ورضاه عنه وبه وقع دعاء الانبياء ربنا تقبل منا. فالتقبل مرتبة اعلى من القبول نعم الحديث الثاني لا يرى عليه اثر السفر هو بضم الياء من يرى قوله قوله رحمه الله هو بضم الياء من يرى ذكر رحمه الله تعالى ايضا ان الحافظ ابا حازم العدوي ربطه بالنون المفتوحة نرى وانها وقعت كذلك عند ابي يعلى في مسنده نعم. قوله تؤمن بالقدر خيره وشره. معناه تعتقد ان الله قدر الخير والشر قبل خلق الخلق. وان جميع الكائنات بقضاء الله تعالى وقدره وهو مريد لها. هذا الذي ذكره المصنف رحمه الله هو بعض معنى الايمان بالقدر والمختار ان الوفاء بالايمان بالقدر راجع الى حقيقته الشرعية كاملة وسبق ان القدر شرعا هو علم الله بالكائنات وكتابته لها وخلقه ومشيئته اياها. علم الله بالكائنات وكتابته لها. وخلقه ومشيئته اياها. والمراد بالكامل الوقائع والحوادث نعم. قوله فاخبرني عن امارتها هو بفتح الهمزة اي علامتها. ويقال امار بلا هاء لغتان لكن الرواية ما معنى لغتان لكن الرواية انه يجوز فيه من جهة اللغة وجهان لكن ما جاء في الرواية هو واحد منهما وما خفي ضبطه من الاحاديث النبوية من جهة اللغة جاز حمله على وجوه اللغة القوية دون الضعيفة الواهية. اما ان امكن معرفة الوجه المنقول فيه رواية فالمصير اليها نعم. قوله ترد الامة ربك ها اي سيدتها. ومعناه ان تكثر الصلاة. ومعناه ان تكثر السراري حتى تلد السرية بنتا لسيدها السيد في معنى السيد وقيل يكثر بيع السوء وقيل يكفر بيع السراري حتى حتى تشتري المرأة امها وتستعبدها جاهلة بانها ام جاهلة بانها امها وقيل غير ذلك. وقد اوضحته في شرح صحيح مسلم بدلائله وجميع طرقه قوله العانة اي الفقراء ومعناه ان اسافر الناس يصيرون اهل ثروة ظاهرة قوله لبثت مليا هو عشني دنيائي اي زمانا كثيرا وكان ذلك ثلاثا هكذا جاء مبينا في رواية ابي داود والترمذي وغيره قوله رحمه الله هكذا جاء مبينا في رواية ابي داوود والترمذي وغيرهما تقدم انه عند اصحاب السنن جميعا نعم. الحديث الخامس قوله من في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. اي مردود كالخلق بمعنى المخلوق الحديث السادس قوله فقد استبرأ لدينه وعرضه اي صان دينه وحمى عرضه من وقوع الناس فيه قوله يوشك هو بضم الياء وكسر الشين اي يسرع ويقرب. قوله حمى قوله حمى الله محارمه معناه الذي حماه الله تعالى ومنع دخوله هو الاشياء التي حرمها الحديث السابع قوله عن ابي رقية وبضم الراء وفتح القاف وتشديد الياء قوله الدالي منسوب الى جدل له اسمه الدار وقيل الى موضع يقال له دارين ويقال فيه ايضا الديري نسبة الى دير كان فيه قوله رحمه الله وقيل الى موضع يقال له ان ذكر ابن طاهر في الانساب المتفقة عن ابي المظفر النسابة ان ذلك لا يعرف. وانه غلط فاحش وقوله ويقال له الديلي نسبة الى دين كان يتعبد فيه يوهم ظاهره ظاهره ان تعبده كان بعد اسلامه وليس هذا هو الواقع وانما كان تعبده فيه قبل الاسلام لما كان نصرانيا فكان جديرا بالمصنف ان يقيده بما يدل عليه وجنح الى ذلك في كتابه الاخر توحي صحيح مسلم وتهذيب الاسماء واللغات ايضا. فقيده بان تعبده كان قبل الاسلام التعبد بالتخلي في الجبال ليس من شرائع الاسلام. نعم الحديث التاسع قوله واختلافهم هو بضم الفائدة بكسرها. الحديث العاشر قوله غذي بالحرام هو بضم الغين وكسر الذال المعجمة المخففة. قوله وغذي بالحرام بضم الغين وكسر الدال للمعجمة المخففة ذكر الجرداني الدمياطي في شرح الاربعين نقلا عن المصابيح انه جاء فيه التشديد ايضا فيقال غذي وغذي والمشهور التخفيف نعم الحديث الحادي عشر قوله دع ما يريبك الى ما لا يريبك بفتح رياء وضمها لغتان والفتح افصح واشهر اترك ما شككت فيه وعد الى ما لا تشك فيه. ما ذكره رحمه الله من تفسير الريب بالشك فيه نظر فالصحيح ان الريب هو قلق النفس واضطرابها فهو شك وزيادة لان الشك هو تداخل الامر في النفس ويزيد الريب بان هذا التداخل يقترن بما يبلبل الخاطر ويقلقه نعم الحديث الثاني عشر قوله يعنيه بفتح اوله. الحديث الرابع عشر قوله الثيب الزاني معناه المحصن اذا زنى وللاحصان شروط معروفة وللاحصان شروط معروفة في كتب الفقه. الحديث الخامس عشر قوله او ليصمت بضم ميم قوله او ليصمت في ضم الميم وسمع كسرها ايضا وهو القياس نعم. الحديث السابع عشر القتلة والذبحة بكسر اولهما. قوله وليحده وبضم الياء وكسر الحاء الدال يقال احد السكين وحدها واستحدها بمعنى الحديث الثامن عشر جندب بضم الجيم وبضم الدال وفتحها وجنادة بضم الجيم. الحديث التاسع عشر تجاهك بضم بالتاء وفتح الهاء اي امامك كما في الرواية الاخرى. فذكر صاحب القاموس وغيره ان التاء من تجاه جاءت مثلثة بالظم والفتح والكسر واشهر لغاتها الضم نعم. تعرف الى الله في الرخاء اي تحبب اليه بلزوم طاعته واجتناب مخالفته الحديث العشرون قوله اذا لم تستحي قوله اذا لم تستحي فاصنع ما شئت معناه اذا اردت فعل شيء فان كان اما لا تستحي من الله ومن الناس في فعله فافعله والا فلا وعلى هذا مزار الاسلام الحديث الحادي والعشرون قل امنت بالله ثم استقم اي استقم كما امرت ممتثلا امر الله تعالى مجتنب النهيه الحديث الثالث والعشرون. قوله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان. المراد بالطهور الوضوء. قيل معناه تضعيف ثوابه الى نصف اجر الايمان. وقيل الايمان يجب ما قبله من الخطايا وكذلك الوضوء. ولكن وتتوقف صحته على الايمان فصار نصفا وقيل المراد بالايمان الصلاة وقيل المراد بالايمان الصلاة والطهور شرط لصحتها فصار كالشطر وقيرا غير ذلك قوله رحمه الله وقيل الايمان يجب ما قبله من الخطايا وكذا الوضوء اما اما ان الايمان يجب ما قبله من الخطايا ففي صحيح مسلم ما يشير اليه من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه ان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الاسلام يجب ما قبله والاسلام والايمان كلاهما من الالفاظ الدالة على الدين يشمل الصغائر والكبائر اما جب الوضوء ما قبله من الخطايا فلم يثبت فيه حديث بلفظه. وانما هو معنى عدة احاديث لكنها تختص بالصغائر دون الكبائر في اصح قولي اهل العلم. ففرق بين جذب الايمان للخطايا وجب الوضوء للخطايا. فالاول يعم صغائر الكبائر والثاني يختص بالصغائر قوله صلى الله عليه وسلم والحمد لله تملأ الميزان اي ثوابها وسبحان الله والحمد لله تملآن اي لو قدر ثواب جسما لملأ ما بين السماء والارض وسببه ما اشتملتا عليه من التنزيه والتفويض الى الله تعالى صلاة نور اي تمنع من المعاصي وتنهى عن الفحشاء وتهدي الى الصواب. وقيل يكون ثوابها نورا لصاحبها يوم القيامة وقيل لانها سبب للثنارة القلب. والصدقة برهان اي حجة لصاحبها في اداء حق المال. وقيل حجة في لصاحبها لان المنافق لا يفعلها غالبا. والصبر ضياء اي الصبر المحبوب. وهو الصبر على طاعة الله والبلاء كاره الدنيا وعن المعاصي. ومعنى هنا لا يزال صاحبه مستضيئا مستمرا على الصواب. كل الناس يغلو فبائع نفسه ومعناه كل انسان يسعى بنفسه فمنهم من يبيعها لله تعالى بطاعته فيعتقها من العذاب. ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما يوبقها ان يهلكها وقد بسطت شرح هذا الحديث في اول شرح صحيح مسلم فمن اراد زيادة فليراجعه وبالله التوفيق الحديث الرابع والعشرون قوله تعالى حرمت الظلم على نفسي اي تقدست عنه فالظلم مستحيل في حق الله تعالى لانه مجاوزة الحد او التصرف او التصرف لانه مجاوزة الحد او التصرف في غير ملك. وهما جميعا محال في حق الله تعالى. تقدم ان المختار ان الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه وما ذكره المصنف هو من كلام المتكلمين وفيه نظر بسطه ابو العباس ابن تيمية في رسالته التي اشرنا اليها في شرح حديث ابي ذر من غفاري نعم قوله تعالى فلا تظالموا هو بفتح التاء اي لا تتظالموا. قوله تعالى الا كما ينقص المخيط. هو بكسر واسكان الخاء المعجمة وفتح الياء اي الابرة ومعناه لا ينقص شيئا. الحديث الخامس والعشرون الدثور ضم الدال والثاء المثلثة الاموال واحدها دثر كفرس وفلوس. قوله وفي بضع احدكم هو بضم الباء كان الضاد المعجمة وهو كناية عن الجماع لا نوى به العبادة. وهو قضاء حق الزوجة وطلب ولد صالح واعفاف النفس وكفها عن المحارم. الحديث السادس والعشرون. السلامى بضم السين وتخفيف اللام وفتح الميم. وجمعه وجمعه سلاميات بفتح الميم وهي المفاصل والاعضاء وهي ثلاثمئة وستون مفصلا. ثبت ذلك في مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث السابع والعشرون النواس بفتح النون وتشنيد الواو وسمعان بكسر السين المهملة وفتحها. والفتح اشهر نعم. قوله حاكى بالحاء المهملة والكاف اي تردد. وبسط بكسر الباء الموحدة. الحديث الثامن والعشرون بكسر العين بكسر العين وبالموحدة. سارية بالسين المهملة والياء المثناة من تحت. قوله ذرفت بفتح اذ للمعجمة والراء اي سالت قوله هو بالذار المعجمة وهي الانياب وقيل الاضراس والبدعة ما على غير مثال سبق. ما ذكره رحمه الله في حد البدعة هو حدها في اللسان العربي لا في الوضع الشرعي وقد تقدم بيان حجها الشرعي المراد في الحديث نعم. الحديث التاسع والعشرون وذروة السنام بكسر الذال وضمها اي اعلاه. بلاك الشيء قوله رحمه الله بكسر وضمها وذكر ايضا الفتح فهي مثلثة كما تقدم الا ان الفتح لغة فيها ضعف نعم. ملاك الشيء بكسر الميم اي مقصوده. وتفتح ايضا فيقال ملاك وملاك نعم قوله يكبه وبفتح الياء وضم الكاف الحديث الثلاثون الخشني بضم الخاء وفتح الشين المعجمتين وبالنون منسوب الى خشينة قبيلة معروفة. قوله جرثوم بضم الجيم والثاء المثلثة واشكال الراء بين وفي اسمه واسم ابيه اختلاف كثير. قوله صلى الله عليه وسلم فلا تنتهكوها انتهاك الحرمة تناولها الا يحل الحديث الثاني والثلاثون ولا ضرار هو بكسر الضاد المعجمة به معناه فلينكر بقلبه. وذلك اضعف الايمان اي اقله ثمرة. الحديث الخامس والثلاثون ولا يخذله بفتح الياء واسكان الخاء وضم الذال المعجمة ولا يكذبه هو بفتح الباء واسكان الكاف قوله بحسب امرئ من الشر همزة ممدودة اي اعلنته بانه محارب لي. قوله تعالى استعاذني ربطوه بالنون وبالباء وكلاهما صحيح قوله رحمه الله ظبطوه بالنون اي استعاذني وبالباء اي استعاذ بي وكلتاهما وقعتا في رواية الحديث عند البخاري نعم. الحديث الاربعون كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل. اي لا تركن اليها ولا تتخذها وطنا ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها ولا بالاعتناق بها ولا ولا تتعلق منها بما لا يتعلق به الغريب في في غير وطنه ولا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب الى اهله. الحديث الثاني والاربعون عنان كما بفتح العين قيل هو السحاب وقيل ما عن لك منها اي ظهر اذا رفعت رأسك قوله بقراب الارض بضم القاف وكسرها لغتان قوله بقراب الارض بضم القاف وكسرها لغتان روي والضم اشهر معناه ما يقارب ملئها اصل اعلم ان الحديث المذكور اولا من حفظ على امتي اربعين حديثا معنى الحفظ هنا ان ينقلها الى وان لم يحفظها ولم يعرف معناها هذا حقيقة معنى. وبه يحصل انتفاع المسلمين لا بحفظ ما ينقله اليهم والله اعلم بالصواب الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين قال فرغت منه ليلة الخميس التاسع والعشرين من جمادى الاولى سنة ثمان وستين وست مئة. قوله رحمه الله معنى الحفظ هنا ان ينقلها الى المسلمين وان لم يحفظها اي لا يشترط ان يكون حافظا لها عن صدره بل متى نقلها بصدره اي بكتابته حصل الاجر الموعود به في هذا الحديث. والاكمل جمع بينهما فان تخلف حفظ الصدر كان حفظ الصدر كافيا في ايصال منفعة ذلك الى المسلمين وهذا اخر شرح كتاب الاربعين على نحو يبين معانيه الاجمالية ومقاصده الكلية. اللهم انا نسألك علما في المهمات ومهما في المعلومات وبالله التوفيق. ونبتدأ ان شاء الله تعالى بعد العصر في الكتاب السابع وهو كتاب التوحيد وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والحمد لله رب العالمين