السلام عليكم ورحمة الله وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقه واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان ابن عيينة عن عمرو ابن دينار عن ابي قابوس مولى لله ابن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء وارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق برحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى مسائل العلم وهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب التاسع من برنامج مهمات العلم وهو في سنته الثالثة ثلاث وثلاثين بعد الاربع مئة والالف وهو كتاب فضل الاسلام. يا شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المائتين وقد انتهى من البيان الى قوله رحمه الله باب وجوب الدخول في الاسلام كله وترك ما سوى نعم اقرأ. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام محمد بن عبد وهاب رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا وللحاضرين والمسلمين اجمعين. امين. قال رحمه الله باب بالدخول في الاسلام كله وترك ما سواه مقصود الترجمة بيان وجوب بيان وجوب الدخول في الاسلام كله بيان وجوب الدخول في الاسلام كله بالتزام احكامه كلها لا بعضها دون بعض والتأكيد بقوله كله للتفريق بين هذه الترجمة والترجمة المتقدمة باب وجوب الاسلام فتلك الترجمة تتعلق بالدخول المجمل وهذه الترجمة تتعلق بالدخول المفصل وقوله وترك ما سواه هي في معنى الجملة الاولى لانه لا يتمكن من الوفاء بالدخول بالاسلام كله الا بترك ما سواه لكن المصنف رحمه الله تعالى زادها لان الاولى في الاتصاف والتحلية والثانية في الاجتناب والتخلية فالاول من جنس المطلوب المراد حصوله والثاني من جنس ما يطلب تركه واطراحه فلاجل تقوية المعنى جمع بينهما نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة وقوله تعالى الاية تعالى ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء. الآية قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه تبيض وجوه اهل السنة والائتلاف وتسود وجوه اهل البدع والاختلاف. وعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على امتي ما اتى على بني اسرائيل حذو النعل بالنعل حتى ان كان فيهم من اتى امه علانية انا في امتي من يصنع ذلك وان بني اسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملة وتمام الحديث. قوله اتفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة. قالوا من هي يا رسول الله؟ قال ما انا عليه اليوم واصحابي فليتأمل المؤمن الذي يرجو لقاء الله كلام الصادق المصدوق قفي هذا المقام خصوصا قوله ما انا عليه اليوم واصحابي يا لها من موعظة لو وافقت من القلوب رواه الترمذي ورواه ايضا من حديث ابي هريرة وصححه ولكن ليس فيه ذكر النار وهو في حديث معاوية عند احمد وابي داود وفيه انه سيخرج في امتي قوم تتجارى بهم تتجارى بهم تلك الاهواء وكما يتجارى الكلب بصاحبه فلا يبقى منه عتق ولا مفصل الا دخله. وتقدم قوله ومبتغى في الاسلام سنة الجاهلية ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثمانية ادلة فالدليل الاول قوله تعالى يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة ودلالته على مقصود الترجمة في الامر بالدخول في السلم اي الاسلام والامر للايجاب والتأكيد بقوله كافة اي كله وهو يتضمن ترك ما سواه لان من خرج عن شيء منه لا بد ان يقع في شيء سواه والدليل الثاني قوله تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به فان الله سبحانه وتعالى استنكر فعل المنافقين الزاعمين الايمان بما انزل الله عز وجل على محمد وعلى الانبياء من قبل ووبخهم على ارادة التحاكم الى غيره مع انه امرهم بالتحاكم اليه سبحانه وتعالى وامرهم بالتحاكم اليه ونهيهم عن التحاكم عما سواه يتضمن الامر بالدخول في الاسلام كله وترك ما سواه والامر كما سلف للايجاب فالاية في وجوب الكفر بما سوى الاسلام وتركه قل له ولا يتأتى ذلك الا بالدخول في الاسلام كله فدل على وجوبه والدليل الثالث قوله تعالى ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا الاية ودلالته على مقصود الترجمة في كون تفريق الدين باخذ بعظه وترك بعضه ليس من طريقة محمد صلى الله عليه وسلم التي بعث بها وهو بريء ممن كان كذلك وفعله محرم والذي دعا اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وامر به هو الاجتماع على الدين كله فيجب الدخول فيه كله وترك فيجب الدخول فيه كله هو ترك ما سواه والمراد باخذ بعضه وترك بعضه اي اعتقاد كون بعضه دينا وعدم اعتقاد كون بعضه دينا فيأخذ منه ما يوافق هواه. والدليل الرابع قوله تعالى يوم تبيض وجوهه وتسود وجوه واورد فيه المصنف تفسير ابن عباس تبيضوا وجوه اهل السنة والائتلاف وتسود وجوه اهل البدعة والتفرق اخرجه ابن ابي حاتم في تفسيره واللالكائي في شرح اعتقاد اهل السنة والجماعة واسناده ضعيف جدا وصحة المعنى من مآخذ المسامحة في اسانيد التفسير فاذا كان التفسير صحيحا في معناه تسمح في اسناده ومن ثم اخرج اهل السنة والحديث في كتبهم في التفسير وغيرها اشياء لا تثبت اسانيدها لصحة معانيها وفي السنة ما يغني عن هذا الاثر فقد روى احمد بسند حسن عن ابي غالب عن ابي امامة رضي الله عنه انه رأى رؤوسا منصوبة على درج مسجدي دمشق فقال كلاب النار كلاب النار شر قتلى تحت اديم السماء خير قتلى من قتلوه ثم قرأ قوله تعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فقال له ابو غالب اسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال لو لم اسمعه الا مرة او مرتين او ثلاثا او اربعا او خمسا او ستا او سبعا لما حدثتكموه فقراءة النبي صلى الله عليه وسلم الاية بعد حكاية حال الخوارج تصديقا لها دليل على ان الاية تجيء في اهل البدع كما فسرها به ابن عباس في الاثر المتقدم. ودلالته على مقصود الترجمة ان تبييض الوجوه يوم القيامة لا يكون الا على امتثال واجب كما ان تسويدها لا يكون الا على مقارفة محرم ومن جملة الواجبات السنة والجماعة والسنة اسم للشريعة كلها والجماعة اسم للمجتمعين عليها دون غيرها وتشويد الوجوه بالبدعة والضلالة دال على حرمتهما ولا يقع العبد فيهما الا بترك السنة والجماعة وهما لا يقعان الا بترك شيء من الاسلام واحسن ما قيل في معنى قوله تعالى يوم تبيض وجوهه وتسود وجوه ما ذكره ابن جرير في تفسيره واصله عنده من كلام ابي ابن كعب رحمه الله تعالى ورضي عنه مختصرا انها تبيض وجوه المؤمنين وتسود وجوه الكافرين وكل ما يرجع الى افرادهما مندرج فيهما فالسنة والجماعة من شعار المؤمنين. والبدعة والضلالة من شعار الكافرين فتصبح الاية في تفسير علي بيظاظي للوء بيظاظ الوجوه بالسنة والجماعة واسودادها بالفرقة والبدعة لرجوع كل منهما لاصله قدم والدليل الخامس حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على ما اتى على بني اسرائيل اخرجه الترمذي باسناد ضعيف من حديث عبدالله ابن عمرو لا من حديث ابن عمر الا انه ثابت في نسخ الكتاب الخطية وهي ست عزوه الى عبد الله ابن عمر. فكأن المصنف وقع له انتقال ذهن فجعله من حديث ابن عمرو وهو عند الترمذي من حديث فجعله من حديث ابن عمر وهو عند الترمذي من حديث ابن عمرو رضي الله عنهما واسناده ضعيف وله شاهد في معناه دون الجملة الاخيرة عند الطبراني في كبير من حديث عوف بن زيد رضي الله عنه واسناده ضعيف ايضا وللجملة الاولى بالتفرغ في اتباع بني اسرائيل شاهد في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر وذراعا من ذراع ولاخره شواهد لا يصح منها شيء ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في ذكر الافتراق بذكر الافتراق وموجبه اخذ بعض الدين وترك بعضه والوعيد عليه دليل على حرمته والوعيد عليه دليل على حرمته والاخر ذكر ان الناجي هو الباقي على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه والذي كانوا عليه هم الاسلام هو الاسلام كله والذي كانوا عليه هو الاسلام كله فوجب الدخول فيه كله وترك ما سواه والدليل السادس وحديث ابي هريرة رضي الله عنه بمعنى حديث ابن عمرو رضي الله عنهما ولفظه افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وتفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة وليس فيه ذكر النار اخرجه اصحاب السنن سوى النسائي واسناده حسن ولفظه من اتم الالفاظ في بيان عدد الفرق ودلالته على مقصود الترجمة في ذكر افتراق الامة على ما مر ايضاحه من ان التفرق لا يقع الا باخذ شيء من الدين وجعله دينا وترك بعضه واقتراحه منه والدليل السابع حديث معاوية رضي الله عنه وفيه وانه سيخرج في امتي قوم تتجارى بهم الاهواء الحديث رواه ابو داود وغيره واسناده حسن وفيه ذكر النار والكلب داء يصيب الانسان يعتريه من عظة كلب به سعار فتصير حاله كالمجنون فتصير حاله كالمجنون ودلالته على مقصود الترجمة في الوجهين المتقدمين في حديث ابن عمرو وهما ذكر الافتراق وبيان الناجي ففي هذا الحديث ايضا ذكر افتراق هذه الامة وبيان الناجي من تلك الفرق ويزاد عليها عليهما وجه تالف يضم اليهما وهو تسمية تلك الاحوال من الافتراق اهواء فان الهوى دال على وقوع الضلال وتجاريها بهم دال على انصباغهم في ذلك الضلال واشراب قلوبهم اياه وقد سيق مساق الذم لهم مما يدل على حرمة ذلك واجتنابه ولا يتأتى الا بالدخول في الاسلام كله والدليل الثامن حديث ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية وهو عند البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وتقدم لفظه في باب وجوب الاسلام ودلالته على مقصود الترجمة ان من ابتغى في الاسلام سنة الجاهلية يترك بعضه ان من ابتغى في الاسلام سنة الجاهلية يترك بعضه وانما يسلم من سنن الجاهلية من اخذ الاسلام كله وشدة البغض دالة على شدة التحريم وشدة البغض دالة على شدة التحريم وتحريم ذلك يدل على وجوب مقابله وهو الدخول في الاسلام كله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله باب ما جاء ان البدعة اشد من الكبائر مقصود الترجمة تعظيم شر البدعة وبيان خطرها وانها اشد ضررا واعظم خطرا من الكبائر والبدعة شرعا ما احدث في الدين مما ليس منه لقصد التعبد ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد والكبائر جمع كبيرة والكبائر جمع كبيرة وهي شرعا ما نهي عنه على وجه التعظيم ما نهي عنه على وجه التعظيم وتشمل كل من درج في هذا المعنى من الكفر والبدعة وما دونهما فاسم الكبائر في الشرع يتناول جميع الذنوب المعظمة ومن جملتها الكفر والبدعة وخصت اصطلاحا بما سوى الكفر والبدعة وصار الاصطلاح الشائع ان الكبيرة اذا ذكرت فهي معنى يختص بما سوى الكفر والبدعة وهو مراد المصنف هنا واشتداد البدعة وتعظيمها حتى فاقت الكبائر وسبقتها في الشر هو بالنظر الى متعلقها هو بالنظر الى متعلقها لا بالنظر الى قدرها فان البدعة تتضمن نسبة الشريعة الى النقص والاستدراك عليها وان النبي صلى الله عليه وسلم لم يبلغ الدين كن له قال الامام مالك من ابتدع في الاسلام شيئا فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم قال الامانة لانه ينسب هذا الى دينه وهو صلى الله عليه وسلم لم يأتي به فيقتضي ذلك كون النبي صلى الله عليه وسلم وهو من ذلك بريء طوى شيئا من الدين فلم يبلغنا اياه وفاعل الكبيرة يقع في نفسه انه مخالف للشريعة اما فاعل البدعة فلا يقع هذا المعنى في قلبه بل يتخذها دينا ويجعلها قربة يتقرب بها الى الله عز وجل فمن وعى هذا المأخذ في تعظيم البدعة على الكبيرة لم يقل حينئذ ان كبيرة الزنا بالمحارم او كذا او كذا اعظم من بعض البدع لانه نظر الى ان الى قدرها واثرها الكوني القدري ولم ينظر الى منشأ تعظيم البدعة وهو كونها استدراكا على الشريعة ونسبة لها الى النقص. وازراء بالنبي صلى الله عليه وسلم. واتهاما له بعدم اداء الامانة ولا تبليغ الرسالة فمن استقر في قلبه هذا المأخذ في تقبيح البدع اشتد بغضه لها ونفرته منها ولم ومن لم يعي هذا المأخذ هانت عليه البدع وهان عليه اهلها وربما صار في كلامه من الغيرة وطلب الانصاف لهم ما ليس في كلامه من الغيرة على التوحيد الذي ينتسب اليه وطلب الانصاف لاهله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به الاية وقوله قال فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم. وقوله تعالى احملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة. الآية وفي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم قال في الخوارج اينما لقيتموهم فقتلوهم لئن لقيتهم لاقتلنهم قتل عاد وفيه ايضا انه صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل امراء الجور ما صلوا. وعن جرير ان رجلا تصدق بصدقة ثم تتابع الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من بها من بعده من غير ان ينقص من اجورهم شيء. ومن سن في الاسلام سنة جاهلية كان عليه وزرها ووزر ونعمل بها من بعده الى يوم القيامة من غير ان ينقص من اوزارهم شيء. رواه مسلم وله مثله من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ولفظه من دعا الى هدى ثم قال ومن دعا الى ضلالة ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة سبعة ادلة والدليل الاول قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به الاية وجلالته على مقصود الترجمة بكون الشرك غير مغفور لمن مات عليه وان ما دونه تحت مشيئة الله والذي دون الشرك منه البدع ومنه الكبائر والبدع اشبه بالشرك منها بالكبائر لانهما يتخذان دينا ويتعبد بهما فالشرك يفعل على ارادة القربة والبدعة تفعل على ارادة القربة فالبدعة حينئذ اعظم وصاحبها في استحقاق القبور في استحقاق في استحقاق العقوبة اجدر لمقاربتها الشرك الذي لا يغفر فالخوف عليه من وقوع العقوبة اشد من الخوف على صاحب البدعة فالخوف عليه في وقوع العقوبة وعدم المغفرة اشد من الخوف على صاحب الكبيرة فتكون البدعة اشد من الكبيرة والدليل الثاني قوله تعالى فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا الاية ودلالته على مقصود الترجمة ان المبتدع ممن يفتري على الله كذبا ليضل الناس بغير علم ولا احد اظلم منه فان هذا التركيب كما تقدم يدل على بلوغ غاية من الفعل فيكون معنى قوله تعالى فمن اظلم اي لا احد اظلم فما جناه من البدع اشد من الكبائر لان الكبيرة لا يدعي اربابها انها دين مفترى والدليل الثالث قوله تعالى ليحملوا اوزارهم كاملة الاية ودلالته على مقصود الترجمة انه كما ان الكافر المضل يحمل يوم القيامة وزره ووزر من اتبعه فكذلك المبتدع المضل يحمل يوم القيامة ذنوبه كاملة وذنوب من اتبعه ممن لا يعلم انه ضال فقوله تعالى في تمام الاية ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم فيه نفي العلم عن المضل فالمضل هو الذي لا علم له وليس المضل فالمضل هو الذي لا علم له وليس المضل اختاره الزمخشري وقواه الالوسي في تفسيره وهو الاشبه لما فيه من زيادة تقبيح فعله والتشنيع عليه وانه يغرر باناس لا علم لهم يظنون ان ما يدعوهم اليه هو قربة من القرب فيجيبون اليها فيكون من عقوبته ان يجعل الله سبحانه وتعالى عليه اثمه واثم من فعل كفعله من البدع كاملا لا ينقص من وزره شيء والدليل الرابع حديث انه صلى الله عليه وسلم قال في الخوارج اينما لقيتموهم فاقتلوهم. اخرجه البخاري ومسلم من حديث علي رضي الله عنه ودلالته على مقصود الترجمة في الامر بقتالهم على بدعتهم استعظاما لشرهم بالامر بقتالهم على بدعتهم استعظاما لشرهم ولم يأت مثله في اهل الكبائر ولم يأت مثله في اهل الكبائر فالبدعة اشد من الكبيرة لورود الامر بقتال اربابها والدليل الخامس حديث لئن لقيتهم لاقتلنهم قتل عاد اخرجه البخاري ومسلم من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ودلالته على مقصود الترجمة في خبره صلى الله عليه وسلم عن عزمه على قتلهم اي الخوارج حسما لمادة بدعتهم واستئصالا لشأفتهم ومبالغة في تقبيح دعوتهم ولا نظير له في اهل الكبائر وعلم ان البدعة اشد من الكبيرة والدليل السادس حديث انه صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل امراء الجور ما صلوا وهو عند مسلم بمعناه ودلالته على مقصود الترجمة ان جور الامراء وهو ظلمهم الرعية كبيرة من الكبائر وحرم شرعا قتالهم ما لم يكفروا وقال النبي صلى الله عليه وسلم ما قال انفا في قتال الخوارج لبدعتهم فدل النهي عن قتل امراء الجور وهم اهل كبائر. والامر بقتال الخوارج ان البدعة اشد من الكبيرة والدليل السابع حديث جرير رضي الله عنه ان رجلا تصدق بصدقة الحديث رواه مسلم ودلالته على مفصول الترجمة في قوله ومن سن في الاسلام سنة سيئة الحديث فالسنة السيئة بالاسلام هي البدعة لانها تنسب اليه مع كونها ليست منه ويبلغ ذنب صاحبها هذا المبلغ ان يكون عليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة من غير ان ينقص من اوزارهم شيء ومن دعا الى الكبائر يلحقه اثم دعوته القولية او الفعلية ويكون له حظ اي نصيب من ذنوب من اتبعه فلا يكون عليه الذنب كاملا وانما عليه قدر من الذنب فصاحب البدعة يتحمل ذنوب من اتبعه كاملة واما صاحب الكبيرة فيكون عليه نصيب منها دون كمالها والدليل على ذلك اية وحديث فاما الاية فقوله تعالى ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له طفل منها اي نصيب منها فيحمل من اثم تلك الشفاعة حظا ونصيبا ولا يتحمل اثما كاملا فيها واما الحديث فحديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من نفس تقتل ظلما الا كان على ابن ادم الاول كفل منها ما من نفس تقتل ظلما الا كان على ابن ادم الاول كفل منها. متفق عليه فالذي يلحق من دعا الى كبيرة هو كفل اي حظ من ذنوب من اتبعه ويكون صاحب البدعة محاطا باسمي باسم الضلالة والاضلال معا والمراد بالاضلال دعوته. ضلالة فعله واما صاحب يرحمك الله. واما صاحب الكبيرة فانه يكون محاطا باظلاله غيره واما ضلاله فلا يتجاوزه هو فيعاقب على فعله واما فعل غيره فانه لا يكون تاما عليه وانما يحمل حظا منه تبعا لكونه دعا الى تلك الكبيرة واضل الخلق بتلك الدعوة والدليل الثامن حديث ابي هريرة رضي الله عنه ولفظه من دعا الى هدى ثم قال ومن دعا الى ظلالة في صحيح مسلم وهو بمعنى حديث جرير رضي الله عنه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الاثم مثل اثام من تبعه لا ينقص ذلك من اثام لا ينطق ذلك من اثام من اثامهم شيئا على ما تقدم في نظيره السابق وقوله فيه ومن دعا الى ضلالة يبين معنى قوله في الحديث المتقدم ومن دعا الى ومن سن في الاسلام سنة سيئة فالسنة الاسلام في السيئة هي الضلالة وهذه حقيقة البدعة فان كل بدعة ضلالة كما في حديث العرباض عند بعض اصحاب السنن واسناده صحيح نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله باب ما وهو حديث صحيح ناده لا يصل الى الصحة لكن يروى من وجوه اخرى خارج السنن تدل على ان للحديث اصل فرط اذا قلنا حديث صحيح واذا قلنا اسناد صحيح نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله باب ما جاء ان الله احتجر التوبة عن صاحب البدعة. مقصود هذه الترجمة كمقصود سابقتها من التحذير عن البدع والتنفير منها لكن من جهة اخرى وهي بيان شؤم البدعة وجنايتها على فاعلها ان الله عز وجل احتجر عنه التوبة وهو لفظ حديث مرفوع يأتي في الباب ومعنى احتجر اي منعه منها بحيث لا يكون له رغبة فيها ولا تطلع اليها لان هواه اغراه ببدعته. والزمه اياها وحظه عليها وهو المذكور في قوله تعالى واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه قال بعض السلف يريد ان يتوب فلا يتوب ويريد ان يهتدي فلا يهتدي بغلبة الهوى عليه واشباع قلبه ما اعتراه من شهوة او شبهة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله هذا مروي من حديث انس رضي الله عنه ومن مراسيل الحسن وذكر ابن وضاح عن ايوب قال كان عندنا رجل يرى رأيا فتركه فاتيت محمد ابن سيرين فقلت اشعرت ان فلانا ترك رأيه قال انظر الى ماذا يتحول؟ ان اخر الحديث اشد عليهم من اوله يمرقون من الاسلام ثم لا اليه وسئل احمد بن حنبل رحمه الله تعالى عن معنى ذلك فقال لا يوفق للتوبة ذكر يصنف رحمه الله بتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة والدليل الاول حديث انس رضي الله عنه مرفوعا ان الله حجب التوبة عن صاحب كل بدعة اخرجه اسحاق ابن راهويه في مسنده والطبراني في معجمه الاوسط واسناده ضعيف وروي من وجوه لا تثبت بل قال الذهبي في ميزانه منكر ويروى الحديث بلفظ حجب وحجر وحجز ودلالته على مقصود الترجمة ظاهرة للمطابقة بينهما والدليل الثاني حديث الحسن البصري رحمه الله احد التابعين مرسلا اخرجه ابن وضاح في البدع والنهي عنها واسناده ضعيف لارساله وهو احسن ما في هذا الباب ودلالته على مقصود الترجمة كسابقه فانه مطابق للترجمة والدليل الثالث حديث يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون اليه وهو في الصحيح وهو في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه وليس عند مسلم ثم لا يعودون اليه والقصة التي ساقها المصنف صحيحة الاسناد والحديث فيها مرسل لكنه جاء موصولا في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ثم لا يعودون اليه لتجاري الاهواء بهم وغلبتها عليهم وتمكنها منهم فلا ينزعون عنها ولا يعودون الى السبيل والسنة فلا ينزعون عنها ولا يعودون الى السبيل والسنة وصدق رحمه الله تعالى فان من اوغل في البدع وكرع من نتن مستنقع الهوى اشرب قلبه حبه واستولى عليه فلا يرضى بان ينزع عنه وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم ثم لا يعودون اليه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله باب قول الله تعالى يا اهل الكتاب لم تحاجون في ابراهيم الى قوله وما كان من المشركين. مقصود الترجمة بيان ان مآل البدعة رغبة صاحبها عن الاسلام بيان ان مآل البدعة رغبة صاحبها عن الاسلام وهذا معنى المثل السيار البدعة شرك الاشراك وهذا معنى القول السيار البدعة شرك الاشراك اي حبالته التي تفضي اليه فينصبها الشيطان للخلق فاذا وقعوا فيها جرهم الى الكفر فهي قنطرة توصل الى الكفر بالله سبحانه وتعالى فان من استحسن البدع ورضي بها يوشك ان يتخذ سوى الاسلام دينا فكثرة البدع فيما يتقرب به تتضمن عدوله عما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فربما استشرى فيه شربة هذا العدول فرغب عن دين الاسلام ومن محاسن الله ومن محاسن ترتيب المصنف اتباعه الباب المتقدم بهذا الباب فان الباب المتقدم فيه بيان خطر البدعة من جهة لصوق العبد بها وثباته عليها وهذا الباب فيه بيان خطر البدعة من جهة ما يوصل اليه ما توصل اليه الرغبة فيها والميل اليها واللصوص بها الى ما هو اعظم من عدم التوبة. وهو الخروج من الاسلام بالكلية فهذا الباب متمم ما قبله في المعنى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله تعالى ومن يغضب عن ملة ابراهيم الا من سخن نفسه الايتين وفيه حديث الخوارج وقد تقدم. وفي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم قال ان ال ابي فلان ليسوا لي باولياء. انما اوليائي المتقون وفيه ايضا عن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له ان بعض اصحابه قال اما انا الا اكل اللحم وقال الاخر اما انا فاقوم ولا انام وقال الاخر اما انا فلا اتزوج نساء وقال الاخر اما انا فاصوم الدهر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكني انام واقوم واصوم وافطر واتزوج النساء واكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني فتأمل اذا كان بعض افاضل الصحابة لما ارادوا التبتل للعبادة قال فيه هذا الكلام الغليظ افعله رغوبا عن السنة؟ فما ظنك بغير هذا من البدع؟ وما ظنك بغير الصحابة ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى يا اهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم الى قوله وما كان من المشركين. ودلالته على مقصود الترجمة ان اليهود والنصارى لما تفرقوا واختلفوا رغبوا عن ملة ابراهيم عليه الصلاة والسلام وجادلوا فيه بغير علم وكذلك يفعل الذين يبتدعون في هذه الامة فانهم بما صنعوا مختلفون مخالفون وحقيقة مسلكهم الرغبة عن الاسلام ولا تزال هذه الحقيقة تعظم في نفوسهم حتى تؤول بهم الى ترك الاسلام والدليل الثاني قوله تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله الا من سفه نفسه وسفه الدين النفاق والكفر فمن خرج عن ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام من توحيد رب العالمين واتباع المرسلين لحقه سفه الدين فمستقل ومستكثر فمنهم من به سفه لا يخرجه عن الاسلام ومنهم من به سفه لا يزال يتزايد به حتى يخرجه من الاسلام ومما يخاف ان يكون سفه سفهه كذلك من ابتدع البدع في الدين وجعلها دينا يتقرب به فانه بعدوله عن اتباع سيد المرسلين صلى الله عليه يعتريه سفه بقدر ما يبتدأ من البدع فاذا تزايد حظه من البدع تزايد حظه من السفه فربما حمله سفهه لقلة عقله على زوال دينه فيخرج من الاسلام بالكلية ويصير سفيها تاما فيما يتعلق بامر الديانة والدليل الثالث حديث الخوارج المتقدم وهو حديث يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية الحديث في الصحيحين عن ابي سعيد الخدري واللفظ للبخاري وجلالته على مقصود الترجمة في مروقهم وعدم رجوعهم الى الاسلام لرغبتهم عنه بالبدعة ومروقهم خروجهم من السنة الى البدعة وقيل الى الكفر والاول قول الجمهور ومروقهم خروجهم من السنة الى البدعة وقيل بل الى الكفر. والاول هو قول الجمهور. ونقل ابو العباس ابن تيمية الحفيد اجماع الصحابة على ان الخوارج ليسوا بكفار فيكون مروقهم هو بالخروج من السنة والجماعة الى البدعة والفرقة ومن خرج من السنة والجماعة الى البدعة والفرقة فربما افضى به مروقه الجزئي الى مروقه الكلي فيكون الحديث متحققا في المروق الجزئي متخوفا في المروق الكلي فيكون الحديث متحققا في المروق الجزئي متخوفا في المروق الكلي يعني ايش من يشرح العبارة هذي متحققا المروق الجزئي متخوفا في المروق الكلي. كن متحققا في المروق الجزئي ان الخوارج خارجون جزما من السنة والجماعة الى البدعة والفرقة ويتخوف في المروق الكلي اي ان يبلغ لصاحبه خروجه من البدعة والضلالة الى الكفر والانحلال من الاسلام والانخلاع من الاسلام بالكلية والدليل الرابع حديث انه صلى الله عليه وسلم قال ان ال ابي فلان ليسوا لي باولياء وهذا الحديث لا يوجد بهذا اللفظ الذي اورده المصنف هو وغيره من العلماء وكأنه دخل عليهم حديث في حديث فالحديث المشهور في الصحيحين عن عمرو بن العاص رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا ان ال فبيعني فلانا ان ال ابي يعني فلانا ليسوا لي باولياء انما ولي الله وصالح المؤمنين انما ولي الله وصالح المؤمنين وابهم فلان ولم يعين لعدم الحاجة الى ذكره فدخل هذا الحديث في عجزه اي اخره مع حديث اخر رواه احمد من حديث عاصم بن حميد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اولى الناس بي المتقون حيث كانوا من كانوا وحيث كانوا وهو حديث حسن واعله بعض المتأخرين بان اعاصما لم يسمع معاذا ووقع في سنن ابي داوود تصريح عاصم بسماعه من معاذ في حديث اخر وهذه الفائدة لم يذكرها مترجموه تلمزي في تهذيب الكمال وابن حجر في تهذيب التهذيب فاستفيد ثبوت سماع عاصم من معاذ مما وقع في سنن ابي داوود باسناد صحيح الى عاصم انه سمع معاذا ابن جبل فالحديث حديث حسن ومن هذين الحديثين الف الحديث الذي ذكره المصنف وغيره من العلماء ودلالته على مقصود الترجمة ان من احدث في الاسلام ولو كان من قرابة النبي صلى الله عليه وسلم فقد برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس هو له بولي فالبدعة تقطع صاحبها عن موالاة المؤمنين فهو بريء منهم وهو بريء وهم بريئون منه لانه بفعلته راغب عن الاسلام فاستحق براءة اهله منه لانه بفعلته راغب عن الاسلام فاستحق براءة اهله منه. والدليل الخامس حديث انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له ان بعض الصحابة قال الحديث متفق عليه بالفاظ متقاربة ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من رغب عن سنتي فليس مني اي من ترك طريقتي فليس مني والرغبة عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم يعني شرعته وطريقته نوعان احدهما الرغبة عنها اعراضا باعتقاد ان غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم اكمل من هديه وهذا كفر اكبر مخرج من الاسلام والثاني الرغبة عنها بتأويل الرغبة عنها بتأويل وهذا لا يخرج به العبد من الاسلام وهذا لا يخرج به العبد من الاسلام والحكم عليه بحسب قوة مأخذ تأويله وضعفه بحسب قوة مأخذ تأويله وضعفه فان قوي مأخذ تأويله لم يتحقق عليه وصف الفسق وان ضعف مأخذ تأويله وكان مدعى لا حقيقة له فهو فاسق نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله باب قول الله تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا. فطرة والله التي فطر الناس عليها الآية. مقصود الترجمة الامر بالاستقامة على الاسلام الامر بالاستقامة على الاسلام والثبات عليه وانه دين الفطرة والثبات عليه وانه دين الفطرة والتحذير من البدع والتحذير من البدع لانها تغيير للاسلام لانها تغيير للاسلام واعوجاج عنه لانها تغيير للاسلام واعوجاج عنه نعم. قال رحمه الله وقوله تعالى ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب. الآية وقوله وتعالى ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا. الآية وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان لكل نبي ولاة من النبيين وان ولي منهم ابي ابراهيم وخليل ربي ثم قرأه نبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين. رواه الترمذي وله عنه ايضا. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى اجسامكم ولا الى ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم ولهما عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا فرطكم على الحوض ان الي رجال من امتي حتى اذا اهويت لانولهم اختلجوا دوني فاقول اي ربي اصحابي. فيقال انك لا تدري ما احدثوا بعدك ولهما عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وددت انا قد رأينا قالوا اولسنا اخوانك يا رسول الله؟ قال انتم اصحابي واخواننا الذين لم يأتوا بعد قالوا كيف تعرف من لم يأت بعد من امتك؟ قال ارأيتم لو ان رجلا له خيل غر محجلة بين ظهراني خير دهم بهم. الا يعرف خيله؟ قالوا قال فانهم يأتون غرا محجلين من الوضوء وانا فرطهم على الحوض الا ليزادن يوم القيامة عن حوضي كما يزاد البعير الضال. اناديهم الا هلم. فيقال انهم قد سلوا بعدك فاقول سحقا سحقا وللبخاري بينما انا قائم اذا زمرة حتى اذا عرفتهم وعرفوني. خرج رجل بيني وبينهم فقال فقلت الى اين؟ قال الى النار والله. قلت ما شأنهم؟ قال انهم ارتدوا بعدك على كبارهم القهقرة ثم اذا زمرة فذكر مثله قال فلا اراه يخلص منهم الا مثل همل النعم ولهما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما فأقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم ولهما عنه مرفوعا. ما من مولود يولد الا على الفطرة. فابواه يهودانه او يحصرانه او كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء. هل تحسون فيها من جدع؟ حتى تكونوا انتم تجدعونها ثم قرأ ابو هريرة رضي الله عنه فطرة الله التي فطر الناس عليها. الاية متفق عليه وعن حذيفة رضي الله عنه قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير فاسأله عن الشر مخافة ان يدركني فقلت يا رسول الله انا كنا في جاهلية وشر فجاء الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم فقلت وهل بعد هذا الشر من خير؟ قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه؟ قال قوم يستنون بغير سنتي ويهتدون بغير هدي تعرف منهم وتنكر قلت فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم فتنة عمياء ودعاة على ابواب جهنم من اليها قذفوه فيها. قلت يا رسول الله صفهم لنا. قال قوم من جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا قلت يا رسول الله فما تأمرني ان ادركت ذلك؟ قال تلزم جماعة المسلمين امامهم قلت فان لم يكن لهم جماعة ولا امام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو ان تعض على اصل شجرة حتى يأتيك الموت وانت على ذلك اخرج زاد مسلم ثم ماذا؟ قال ثم يخرج الدجال ومعه نهر ونار فمن وقع في ناره وجب اجره وحط عنه وزره. ومن وقع في نهره وجب وزره وحط اجره قلت ثم ماذا؟ قال هي قيام الساعة وقال ابو العالية تعلموا الاسلام. فاذا تعلمتموه فلا عنه وعليكم بالصراط المستقيم فانه الاسلام. ولا تنحرفوا عن الصراط شمالا ولا يمينا كن بسنة نبيكم واياكم وهذه الاهواء تأمل كلام ابي العالية هذا ما اجله واعرف زمانه واعرف زمانه الذي يحذر فيه من الاهواء التي من اتبعها فقد رغب عن الاسلام وتفسير الاسلام بالسنة بالسنة والاسلام وخوفه على اعلام التابعين وعلمائهم من الخروج عن الاسلام والسنة يتبين لك معنى قوله تعالى اذ قال له ربه اسلم وقوله تعالى ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب. وقوله تعالى ومن يبغض عن ملة ابراهيم الا ومن سفه نفسه واشباه هذه الاصول الكبار التي هي واشباه هذه الاصول الكبار كذا عندك واشباه هذه الاصول الكبار التي هي اصل الاصول والناس عنها في غفلة وبمعرفة هذا يتبين لك معنى الاحاديث في هذا الباب وامثالها. واما الانسان الذي يقرأها واشباهها الا وهو امن مطمئن انها لا تناله ويظنها في ناس كانوا فبانوا امنا مكر الله فلا امنوا مكر الله الا القوم الخاسرون وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا. ثم قال هذا سبيل الله ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله. ثم قال هذه سبل وعلى كل سبيل منها شيطان يدعو اليه وقرأ وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفضلوا وقبكم عن سبيله. رواه الامام احمد والنسائي ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة عشر دليلا فالدليل الاول قوله تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا الاية ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من الامر باسلام الوجه لله ما فيه من الامر باسلام الوجه لله والاقبال عليه وذلك هو الموافق للفطرة وهو الدين المستقيم فمن بدله خرج عنه كله خرج عنه كله او بعضه والبدعة تنافي اسلام الوجه لله وتناقض الفطرة والبدعة تنافي اسلام الوجه لله وتنافي وتناقض الفطرة والدليل الثاني قوله تعالى ووصى بها ابراهيم بنيه الاية ودلالته على مقصود الترجمة وصية ابراهيم ويعقوب بنيهم بلزوم الاسلام حتى الموت لانه دين الله المصطفى ومن رغب عن شيء منه اخل بوصية النبيين الكريمين وليس وراء الدين المصطفى الا الرديء المطرح فماذا بعد الحق الا الضلال والبدع من جملة المطرح من الدين وهي ضلال وخيم والدليل الثالث قوله تعالى ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا والامر باتباعها ولكونها حنيفية تتضمن الاقبال على الله ومن الاقبال عليه التدين بشرعه والانكفاف عن البدع ومن الاقبال عليه التدين بشرعه والانكفاف عن البدع فان الله امرنا ان نعبده بما شرع لا بالاهواء والبدع والدليل الرابع حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان لكل نبي ولاة الحديث رواه الترمذي ولا يصح ودلالته على مقصود الترجمة في موالاته صلى الله عليه وسلم ابراهيم عليه الصلاة والسلام وكونه اولى به هو والذين امنوا وكونه هو اولى به والذين امنوا وموجب الموالاة له اتباع ملته والاستقامة عليها وموجب موالاته اتباع ملته والاستقامة عليها وملته تتضمن الاقبال على الله والميل عن كل ما سواه ومما يندرج في حقيقة الاقبال على الله عبادته بما شرع واضطراح الاهواء والبدع فلا يكون العبد حنيفا كامل الحنيفية الا بعبادة الله بشرعه دون البدع والاهواء والدليل الخامس حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى اجسامكم الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من ان محل نظر الله عز وجل الى العبد هو عمله وقلبه فهما احق بالرعاية واولى بالعناية فهما احق بالرعاية واولى بالعناية واعظم العناية بهما والقيام على رعايتهما ان يكون عمل العبد بالسنة مستقيما على الاسلام ثابتا عليه متحصنا من غوائل البدع وعواديها والدليل السادس حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انا فرطكم على الحوض الحديث متفق عليه ومعنى انا فرضكم اي سابقكم الى الحوض ودلالته على مقصود الترجمة في بيان سوء عاقبة الاحداث والميل عن الصراط المستقيم فالمذكورون في الحديث رجال من امة رسول الله صلى الله عليه وسلم رفعوا له اي اظهروا له حتى اذا اهوى ليناولهم من حوضه اختلجوا دونه اي اقتطعوا دونه ومنعوا عنه وانتزعوا منه وموجب حرمانهم هو احداثهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا قد صحبوه ثم نافقوا وارتدوا وظن صلى الله عليه وسلم انهم باقون على العهد الذي عهد اليهم وشفع لهم بصحبته فقال اي رب اصحابي او وسأل الله وسأل الله لهم داعيا بصحبته فقال اي رب اصحابي فقيل له انك لا تدري ما احدثوا بعدك واذا كان من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم احدث يدفع عن حوضه فغيرهم ممن يحدث بعدهم اولى بالدفع واحق بالمنع وجميع اهل البدع هم مبدلون محدثون قاله ابن بطال في شرح البخاري وجميع اهل البدع كلهم مبدلون محدثون قاله ابن بطال في شرح البخاري فلهم حظ من هذا الحديث كما قال القحطاني في نونته نونيته لما ذكر الحوض قال يسقى بها السني اعذب شربة ويذاد عنها كل مخالف فتان والدليل الثامن حديث ابي هريرة رضي الله عنه والحديث والدليل السابع حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وددت انا قد رأينا اخواننا الحديث متفق عليه واللفظ لمسلم وسياق البخاري مختصر ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في فضيلة الاستقامة على الاسلام في فضيلة الاستقامة على الاسلام واستحقاق اخوة رسول الله صلى الله عليه وسلم الدينية بذلك واستحقاق اخوة رسول الله صلى الله عليه وسلم الدينية بذلك وان بعد الزمان وطال العهد فالمستقيمون على الاسلام من المتأخرين هم اخوان سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم والاخر سوء عاقبة الاحداث بالمنع عن الحوض توء عاقبة الاحداث بالمنع عن الحوض على ما تقدم شرحه وفيه زيادة تقرير للمعنى ببراءته صلى الله عليه وسلم من المحدثين من المحدثين المبدلين ودعائه عليهم اذ قال سحقا سحقا والدليل الثامن حديث بينما انا قائم فاذا زمرة الحديث اخرجه البخاري من حديث ابي هريرة ودلالته على مقصود الترجمة كسابقيه في بيان سوء عاقبة الاحداث واستحقاق المنع بها من الحوض وقوله فلا اراه يخلص منهم يخلص منهم الا مثل همل النعم اي لا يخلص منهم من النار الا قليل والهمل هو ما يترك من الابل مهملا لا يتعاهد ولا يرعى حتى يضيع ويهلك والدليل العاشر حديث ابن عباس رضي الله عنهما فاقول كما قال العبد الصالح الحديث متفق عليه ايضا ودلالته على مقصود الترجمة في برائته صلى الله عليه وسلم من المحدثين المبدلين كما يدل عليه تمام الحديث في الصحيحين والعبد الصالح المراد هو عيسى ابن مريم ووقع التصليح باسمه في رواية للبخاري في صحيحه والدليل العاشر حديث ابي هريرة رضي الله عنه ما من مولود الا يولد على الفطرة متفق عليه ايضا ودلالته على مقصود الترجمة في الخبر عن ان الناس يولدون على الفطرة والمراد بها فطرتهم الدينية في باطنهم وهي الاسلام فهي الاصل الديني والخروج عن هذا الاصل خروج عن الفطرة فيكون الاحداث والتبديل خروجا عنها والدليل الحادي عشر حديث حذيفة رضي الله عنه قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير الحديث متفق عليه ايضا وزيادة المذكورة بعده معزوة الى مسلم ليست في النسخ التي منه بايدينا وانما هي عند ابي داوود وفي ثبوتها نظر ولعل المصنف اراد اصل الحديث ودلالته على موصول الترجمة من وجهين احدهما ذكره صلى الله عليه وسلم ما سيقع بعده من الاحداث والتبديل تحذيرا عنه وتنزيرا منه والاخر وصيته صلى الله عليه بالاستقامة والثبات على الاسلام بلزوم جماعة المسلمين وامامهم فان لم يكن لهم جماعة ولا امام فليعتزل العبد تلك الفرق كلها ولو ان يعض على اصله شجرة حتى يدركه الموت وهو كذلك والدليل الثاني عشر اثر ابي العارية الرياح رحمه الله احد التابعين قال تعلموا الاسلام. الحديث اخرجه عبد الرزاق في المصنف واسناده صحيح وزاد واياكم وهذه الامور التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء واياكم وهذه الامور التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء يعني الاهواء ودلالته يعني بالامور الاهواء وجلالته على مقصود الترجمة في امره رحمه الله بتعلم الاسلام وعدم الرغبة عنه ولزوم صراطه المستقيم وتحريره من الانحراف عنه يمينا وشمالا والوصية بالسنة والزجر عن الاهواء وهي المحدثات والبدع التي يحدثها الناس فيكون اثرها كما ذكر انها تلقي بينهم العداوة والبغضاء فمن شؤم الاهواء كونها سببا لوقوع العداوة والبغضاء ومن امعن النظر في حال المسلمين وجد صدق ذلك فان من اسباب مع بغض بعضهم بعضا وتفرقهم القاء الاهواء بينهم فتجد كل حزب بما لديهم من الهوى فرحون وهم لغيرهم من المسلمين مبغضون معادون فمن اراد السنة والاجتماع والائتلاف فليلقي الاهواء وراءه ظهريا وليعمل على نفسه القرآن والسنة وليمتثل ما فيهما وليعلم انه ان حاد عن شيء من ذلك فقد وقع في الهوى وانه اذا وقع في الهوى وقع في عداوة بعض المسلمين وبغضهم وهذا امر عند الله عظيم فان الله عز وجل جعل المؤمنين بعضهم اولياء بعض ومن يغري بما يبث بينهم العداوة والبغظاء من الاهواء فهو مغرم بشر عظيم وبلاء وخيم. يجب يجب الحذر منه وانما كثرت الاهواء في المسلمين لما تعددت الموارد التي ينهلون منها فكل قوم قد اصطفوا لهم منهلا يريدون عليه فتتكدر تلك المناهل بقدر بعدها عن المنبع الاصيل وهو القرآن والسنة فيكون من اثار الكرع فيها والشرب منها وقوع العداوة والبغضاء بين المسلمين والواجب على المسلمين عامة فعلى طلاب العلم خاصة ان يدعوا الموارد الضيقة التي احدثها الناس وان يقبلوا على المنبع الاعظم وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وان يستضيئوا بآراء السقاة الذين يسقون الناس منه. وهم العلماء الراسخون فاذا تقاطر المسلمون على الاخذ من الكتاب والسنة وجعلوا المبلغ لهم فهم الكتاب والسنة العلماء الراسخون اجتمعت قلوبهم واذا نهلوا من موارد ضيقة دون الكتاب والسنة. وارتضوا ان يكون سقاتهم الذين يسقونهم هم المفكرون والمثقفون والحماسيون والخطباء والشعراء وانصاف المتعلمين والسياسيون وغيرهم فانه لا بد ان يحدث التفرق بينهم فمن اراد ان يسلم له دينه فليعظم هذا الامر في قلبه ومن عدل عن ذلك فليعلم ان الشر فيه اصيل اثيل وانه سيظهر اثر الشر عليه فيما بعد. وكم من انسان تجارت به هذه الاهواء عصبيا لها ورغبة فيها فما هي الا ثنيات قليلات واذا الهوى الذي كان يدعو اليه من قبل قد القاه وراءه ظهريا وقد اشرب هوى اخر يدعو اليه وتجد من الهمج الرعاع الذين يتبعونه اذا انحرف يمينا انحرفوا يمينا واذا انحرف يسارا انحرفوا يسارا تحت دعوى اصول شيدوها وادعوها واما الراسخ في العلم فلا تجد دينه متغيرا ولا متبدلا. فالدين الذي يؤمن به ويتعبد الله به قبل عشرين سنة هو الدين الذي يدين الله عز وجل به ويفتي على اصوله لان اصوله ثابتة وهي الاصول التي قررها العلماء. اما من يحدث اصولا كفقه المواجهة واهلية المرحلة واحتياج الامة وافتقار الساحة وغير ذلك من الاصول الحادثة فلابد ان تحدث اراء حادثة فلابد ان يسعى الانسان في استنقاذ نفسه من هذا والا يولد نفسه مورد العطب مع النظر الى اولئك بعين الرحمة ودعوة الله عز وجل لهم الهداية وبذل الجهد في دعوتهم الى الكتاب والسنة والاجتماع عليها اتباع العلماء والتحذير من التفرق والابتداع والاختلاف وانه من اسباب الشر والشؤم على المسلمين نسأل الله ان يهدي ضاله ويلهمهم رشدهم والدليل الثالث عشر حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا الحديث رواه احمد والنسائي في كبراه ويروى هذا الكلام عن عبد الله من غير وجه نحوه او قريبا منه مرفوعا كما قال البزار فلا ريب في صحته وقد صححه الحاكم وابن القيم. ودلالته على مقصود الترجمة في بيان ان سبيل الله هو صراطه المستقيم في بيان ان سبيل الله هو صراطه المستقيم. وذلك هو الاسلام وان ما خرج عنه يمينا وشمالا فهي سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو اليها وهذه الشياطين منها شياطين جنية ومنها شياطين انسية والواجب على احدنا هو اتباع سبيل الله عز وجل ومجانبة ما سواه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله باب ما جاء في غربة الاسلام وفضل الغرباء مقصود الترجمة بيان وقوع غربة الاسلام بيان وقوع غربة الاسلام وفضل الغرباء وغربة الاسلام تكون بقلة العاملين به وانفرادهم عن غيرهم وغربة الاسلام تكون بقلة العاملين به وانفرادهم عن غيرهم ولفظ الغربة شرعا يراد به الباقون على الهدي النبوي يراد به الباقون على الهدي النبوي دون سائر المسلمين فليس كل المسلمين غرباء وانما الغرباء شرعا المستحقون للفضائل المذكورة والمناقب المأثورة في هذا الباب وغيره هم المتمسكون بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول الله تعالى فلولا كان من القرون من قبلكم اولو بقية ينهون عن الفساد الاية وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء رواه مسلم ورواه الامام احمد من حديث ابن مسعود وفيه قيل ومن الغرباء؟ قال النزاع من القبائل وفي رواية الغرباء الذين يصلحون اذا فسد الناس. ورواه الامام احمد من حديث سعد ابن ابي وقاص وفيه فطوبى يوم اذ للغرباء اذا فسد الناس. وللترمذي من حديث كثير ابن عبدالله عن ابيه عن جده طوبى للغرباء الذين يصلحون ما افسد الناس من سنتي وعن ابي امية قال سألت ابا ثعلبة الخشني فقلت يا ابا ثعلبة كيف تقول في هذه الاية يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم الاية قال اما والله لقد سألت عنها خبيرا. سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى اذا رأيتم شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة واعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك ودع عنك العوام فان من ورائكم ايام الصبر القابض فيهن على دينه كالقابض على الجمر للعامل فيه مثل اجر خمسين رجلا يعمل مثل عملكم قلنا منا او منهم؟ قال بل منكم رواه ابو داوود والترمذي وروى ابن وضاح معناه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ولفظه ان من بعدكم اياما الصابر فيها المتمسك بمثل ما انتم عليه اليوم له اجر خمسين منكم. ثم قال محمد بن سعيد انبأنا اسد قال قال انبأنا اسد. احسن الله اليكم. ثم قال انبأنا محمد بن سعيد قال انبأنا اسد قال اخبرنا سفيان ابن عيينة عن اسلم البصري عن سعيد اخي الحسن يرفعه قال انكم اليوم على بينة من ربكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتجاهدون في سبيل الله ولم تظهر فيكم السكرتان سكرة الجهل وسكرة حب العيش وستحولون عن ذلك فالمتمسك يومئذ بالكتاب والسنة له اجر خمسين. قيل منهم قال بل منكم باسناده عن المعافري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى للغرباء الذين يتمسكون بكتاب الله ليترك ويعملون بالسنة حين تطفئ. ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة تسعة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى فلولا كان من القرون من قبلكم الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله الا قليلا ممن انجينا منهم الا قليلا ممن انجينا منهم فالناجي قليل والقليل غريب بين كثير ونجاته دالة على فضله والمصنف مقتف في ايراد الاية دليلا على غربة الاسلام ابا اسماعيل الهروي الحافظ صاحب منازل السائلين فانه صدر باب الغربة من كتابه في تلك المنزلة بهذه الاية. وذكر ابن القيم رحمه الله تعالى ان استشهاده بهذه الاية في هذا الباب دليل على رسوخ قدمه في العلم والمعرفة وفهم القرآن فان الغرباء في العالم هم اهل هذه الصفة اي المذكورة في الاية والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه بدأ الاسلام غريبا الحديث اخرجه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة ظاهرة ففيه الخبر الصادق عن غربة الاسلام مع بيان فضل الغرباء وان لهم طوبى وهي فعلا من الطيب وهي فعلة من الطيب فلهم كل طيب وهم الفائزون في الدنيا والاخرة بالحياة الطيبة والدليل الثالث حديث ابن مسعود رضي الله عنه وفيه بمثل حديث ابي هريرة رضي الله عنه ومن الغرباء؟ قال النزاع من القبائل اخرجه احمد وهو عند الترمذي دون هذه الزيادة واسنادها صحيح اما الرواية الاخرى في حديث ابن مسعود الغرباء الذين يصلحون اذا فسد الناس فاخرجها الاجري في الغرباء والداني في كتاب الفتن ولا تصح ورويت من وجوه اخرى باسانيد ضعيفة وصحت موقوفة عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما انه قال طوبى للغرباء الذين يصلحون اذا فسد الناس رواه ابن المبارك في كتاب الجهاد باسناد صحيح ودلالته على مقصود الترجمة كسابقه وفيه وصف الغرباء انهم النزاع من القبائل اي من اعراق شتى وانساب متفرقة واجناس مختلفة ووصفهم بالغربة هو معنى قوله الذين يصلحون اذا فسد الناس فان غربتهم انما تظهر بفساد الناس وصلاحهم. والدليل الرابع حديث سعد ابن ابي وقاص وفيه فطوبى يومئذ للغرباء الحديث رواه الامام احمد ورجاله ثقات سوى ابن لسعد وقع ذكره مبهما والاشبه انه ابنه عامر وهو احد الثقافات فاسناده صحيح ودلالته على مقصود الترجمة كسابقه في فضل الغرباء والدليل الخامس حديث عوف بن زيد رضي الله عنه طوبى للغرباء الذين يصلحون ما افسد الناس اخرجه الترمذي واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة كسابقيه في فضل الغرباء وحقيقة غربتهم انهم يصلحون ويصلحون فاغنت هذه الحقيقة عن اللفظ المضعف في الحديث والدليل السادس حديث ابي ثعلبة الخشني بل ائتمروا بالمعروف الحديث اخرجه اصحاب السنن الا النسائي واسناده ضعيف لكن لجمله شواهد يتقوى بها ولا سيما جملة اجر العامل في ايام الصبر ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما بيان غربة الاسلام في ايام الصبر والقبض على الجمر بيان غربة الاسلام في ايام الصبر والقبض على الجمر والاخر ان للعامل فيها اجر خمسين من اصحاب سيد المرسلين ان للعامل فيها اجر خمسين من اصحاب للمرسلين على عمله والدليل السابع حديث ابن عمر ان بعدكم اياما اخرجه ابن وضاح في البدع والنهي عنها ولم يصح اسناده لكن معناه في حديث غيره كما سلف ودلالته على مقصود الترجمة تقدمت في سابقه والدليل الثامن حديث سعيد البصري اخي الحسن انكم اليوم على بينة من ربكم الحديث اخرجه ابن وضاح ايضا في البدع والنهي عنها وهو مرسل فيكون ضعيفا ودلالته على مقصود الترجمة حذو نظيريه السابقين فانه في معناهما والدليل التاسع حديث بكر ابن بكر ابن عمرو المعافر حديث بكر بن عمرو المعافني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى للغرباء الحديث اخرجه ابن وضاح ايضا وهو مرسل فاسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة ظاهرة الا ان ما فيه من وصف الغرباء لا يصح فان الله عز وجل لا يزال يقيم في الارض من يأخذ بكتابه ويتبع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم لم كما ثبت ذلك في احاديث الفرقة الناجية والطائفة المنصورة فلا يترك كتابه ولا تطفأ سنته الا في المدة التي تكون في اخر الزمان اذا قبضت ارواح المؤمنين وبقي شرار الخلق نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله باب التحذير من البدع. مقصود الترجمة التحذير من البدع بالتخويف منها مقصود الترجمة التحذير من البدع بالتخويف منها وبيان خطرها لتجتنب وهذا المعنى تقدمت فيه ترجمتان هما باب ما جاء ان البدعة اشد من الكبائر وباب ان الله احتجر التوبة على صاحب البدعة واعاد المصنف رحمه الله تعالى هذه الترجمة في معناهما تعظيما للتحذير من البدع وانها من اعظم الخطر الذي يعتري دين المسلمين نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله عن العرباض ابن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون قلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال اوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد. فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين دين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة دعة ضلالة قال الترمذي حديث حسن صحيح. وعن حذيفة رضي الله عنه قال كل عبادة لا يتعبدها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تتعبدوها فان الاول لم يجعل الاخر مقالا فاتقوا الله يا معشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم رواه ابو داوود. وقال الدارمي اخبرنا الحكم ابن المبارك. قال انبأنا عمرو ابن يحيى. قال سمعت ابي يحدث عن ابيه قال كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قبل صلاة الغدا فاذا خرج مشينا معه الى المسجد فاذا خرج مشينا معه الى المسجد فجاءنا ابو موسى الاشعري رضي الله عنه فقال فخرج عليكم ابو عبدالرحمن بعد قلنا لا. قال فجلس معنا فلما خرج قمنا اليه جميعا فقال له ابو موسى ابا عبد الرحمن اني رأيت انفا في المسجد امرا انكرته والحمد لله لم ارى الا خيرا قال فما هو؟ قال ان عشت فستره. قال رأيت في المسجد قوما جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة الرجل وفي ايديهم حصى فيقول كبروا مئة فيكبرون مئة فيقول هللوا مئة فيهللون مئة فيقول سبحوا مئة فيسبحون مئة قال فماذا قلت لهم؟ قال ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك؟ قال افلا امرتهم ان تعدوا سيئاتهم وضمنت لهم الا شوفوا يا اخوان الاثار لا تمشي عليكم ما تفهمونها في واقعكم هذا ابو سعيد الخدري بنازلة حلت بالمسلمين ما تجرأ وتكلم. لان في البلد من هو اعلم منه عند نفسه وهو ابن مسعود رضي الله عنه اعتبر هذا الحال بحالنا اليوم نعم احسن الله اليكم قال افلا امرتهم ان يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم الا يفوت من حسناتهم شيء. ثم مضى ومضينا معه حتى اتى حلقة من تلك الحلق فقال ما هذا الذي اراكم تصنعون؟ فقالوا ايا ابا عبدالرحمن حصن نعد بها التكبير والتهليل والتسبيح قال فعدوا سيئاتكم فانا ضامن الا يضيع من حسناتكم شيء. ويحكم يا امة محمد ما اسرع هلك هؤلاء اصحاب محمد بينكم متوافرون. وهذه ثيابه لم تبلى. وانيته لم تنكسر والذي نفسي بيده انكم لعلى ملة هي اهدى من ملة محمد او مفتتح باب ضلالة قالوا والله يا ابا عبد الرحمن ما اردنا الا الخير. قال وكم من مريد للخير لن يصيبه؟ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا ان قوما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم. ويل الله لا ادري ان اكثرهم يكون منكم. ثم تولى عنهم. قال عمرو بن سلمة رأيت عامة اولئك الحلق يوم النهروان مع الخوارج. والله اعلم بالصواب. وصلى الله على محمد واله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة. فالدليل الاول حديث العرباضي ابن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما الحديث اخرجه اصحاب السنن الا النسائي واسناده جيد وله شواهد يصح بها ودلالته وله اسانيد اخرى يصح بها. ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه اولها في امره صلى الله عليه وسلم بلزوم سنته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده وثانيها في تصريحه صلى الله عليه وسلم بالتحذير من البدع في قوله واياكم ومحدثات الامور وثالثها في اخباره صلى الله عليه وسلم ان كل بدعة ضلالة والضلال يفر منه ويحذر عنه والدليل الثاني حديث حذيفة قال كل عبادة لا يتعبدها اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الحديث رواه ابو داوود كما عزاه اليه ابو شامة المقدسي في الباعث وهو اقدم من عزاه اليه. ثم تتابع جماعة من اهل العلم على عزوه الى سنن ابي داوود وليس هو في نسخه التي بايدينا لا المطبوعة ولا ما قدر عليه من المخطوطات ولا وجدته مويا عند غيره باسناد فهو اثر سيار ليس له زمام. فالله اعلم بصحته. ودلالته على تريد ترجمة في نهيه رضي الله عنه عن التعبد بكل عبادة لم يتعبدها اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فانهم بهديه اعرف وعلى سنته اوقف. وما خرج عن ذلك فهو من البدع المحدثات والدليل الثالث حديث عمرو بن سلمة رحمه الله قال كنا نجلس على باب عبد الله ابن مسعود الحديث اخرجه الدارمي في سننه بتمامه واسناده جيد والمرفوع منه في اخره اخرجه الترمذي وابن ماجه باسناد اخر حسن ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في انكاره عليهم وتغليظه القول لهم حتى قال انكم لعلى ملة هي اهدى من ملة محمد صلى الله عليه وسلم او مفتتحوا ابى ضلالة فهم كافرون ان زعموا ان ما هم عليه اهدى من هدي النبي صلى الله عليه وسلم. فان لم يدعوا ذلك فانهم مفتتحوا باب ضلالة بالاحداث والابتلاع في الدين. والاخر تفرسه رضي الله عنهم رضي الله عنه فيهم بالاخبار عما سيؤول اليه امر وهم تفرسه رظي الله عنه فيهم بالاخبار عما سيؤول اليه امرهم بان ستعظم بدعتهم وتتشعب بهم الاهواء حتى يخرجوا على المسلمين بالسيف. ومن احسن ما يصدق هذا المعنى قول البربهاري في شرح السنة ان البدع تبدأ صغارا حتى تعود كبارا. ان البدع تبدأ صغارا حتى تعود كبارا. وهذا اخر شرح الكتاب على نحو مختصر يبين ومعانيه الاجمالية ومقاصده الكلية نسأل الله عز وجل علما في المهمات ومهما في المعلومات وبالله التوفيق. وبعد صلاة المغرب نبدأ ان شاء الله في كتاب المبتدأ في الفقه