السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين رب السماوات ورب الارض رب العرش العظيم. واشهد ان لا لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا. اما بعد فهذا المجلس الاول في شرح الكتاب الاول من اليوم الواحد التاسع والكتاب المقروء فيه هو اداب طالب الحديث لعلامة بكر ابن عبد الله ابو زيد رحمه الله تعالى. وقبل الشروع في اقرائه لابد من ذكر مقدمة ثلاث المقدمة الاولى التعريف بالمصنف. وتنتظم في ستة مقاصد المقصد الاول جر نسبه هو الشيخ العلامة بكر بن عبدالله ابن محمد ابو زيد ال غيثب ال غيهب القضاعي النجدي الحنبلي يكنى بابي لله المقصد الثاني تاريخ اوليدي ولد غرة شهر ذي الحجة سنة اربع وستين بعد الثلاثمائة والالف وما في بعض المقيدات انه ولد في السنة التي تليها باعتبار كونه ولد في اخر شهر من السنة المتقدمة عليها وهي سنة اربع وستين بعد الثلاثمائة والالف. المقصود التالت جمهرة شيوخه تلقى رحمه الله تعالى علومه عن جماعة من علماء قطره وغيرهم. منهم محمد الامين ابن محمد المختار الشنقيطي وعبدالعزيز ابن عبد الله ابن باز وعبدالحق ابن عبدالواحد الهاشمي وسليمان مال ابن عبد الرحمن الحمدان وصالح ابن عبد الله ابن مطلق وجل انتفاعه من الشيخين الاولين. ولا سيما اولهما المقصد الرابع جمهرة تلاميذه تصدى رحمه الله للتدريس في المسجد النبوي. سنوات عدة وكان من الكتب التي اقرأها سنن ابن ماجة والتحقيقات الجلية في المباحث الفرضية ثم انقطع بالنصف الثاني من عمره بعد سنة الف مئة عن التدريس. وذكر انه لم يستفد من ابدان تدريسه في المسجد النبوي الا رجل واحد من افريقيا ولم يسمه فبقي اسمه مجهولا ثم استفاد منه بعد جماعة من من الباحثين بالمدارسة والمناقشة. منهم يحيى ابن عبد الله. الثماني وعلي بن محمد العمران. المقصد الخامس ثبتوا مصنفاته يعد رحمه الله احد من التصنيف في المتأخرين فله تأليف متنوعة مطولة ومختصرة. منها معجم المناهي اللفظية وتصحيح الدعاء هو حكم الى الجماعات والاحزاب وكتاب النوازل المقصد السادس تاريخ وفاته توفي رحمه الله يوم الثلاثاء. السابع والعشرين من شهر محرم سنة تسع وعشرين بعد الاربع مئة والالف وله من العمر اربع وستون سنة ورحمه الله رحمة واسعة. المقدمة الثانية التعريف بالمصنف وتنتظم في ستة مقال قاصدا ايضا المقصد الاول تطبيق عنوانه اسم هذا الكتاب اداب كطالب الحديث فهو الاسم المثبت على قدرته في نشرته حال حياة مصنفه. المقصد اثبات نسبته اليه من القاطع الدالة على تصحيح نسبته اليه انتشار طباعته في حياته منسوبا اليه. دون نكير منه بالاضافة الى ذكره في مقدمته احد كتب به وهو حلية طالب العلم. المقصد الثالث بيان موضوع هذا الكتاب هو اداب المحتاج اليها. مما ينبغي ان حلية لطالب الحديث خاصة. وطالب العلم عامة فهو في نوع من الاداب الشرعية يختص بطلب علم الحديث المقصد الرابع ذكر رتبته من مستجدات صنائع المصنفين اختصار الكتب ولا وهو احد مقاصد التأليف الشهيرة. وكتاب الجامع لابي بكر للخطيب كتاب عظيم. الا انه كبير الحجم والقيام على اختصاره معونة نافعة لايقاف الطلبة عليه. فعظم هذا المختصر للاحتياج الى الاصل. مع ضعف الهمم عن المطولات فهو مختصر جيد نافع ووقع فيه اخلال يسير بالاختصار في مواضع متفرقة لا ينقص من قدره في وصفه بالجو وده المقصد الخامس توضيح منهجه عمد المصنف رحمه الله الى كتاب الجامع لاداب الراوي واخلاق السامع للحافظ ابي بكر الخطيب البغدادي فانتقل بابه مجردا له من اسانيده غالبة مقتصرا على جل تراجمه والاقوال المأثورة فيه مع ابقاء كلام الخطيب نفسه مهملا لفظ باب من التراجم فاسقط كلمة باب مقتديا بذكر نص الترجمة مع اضافات قليلة في مواضع يسيرة واسقاط اشياء لاقامة سياق الكلام وربما اشار احيانا الى تخريج الحديث في مختصرا كقوله رواه مسلم او الترمذي المقصد السادس العناية به لم تتجاوز العناية بهذا الكتاب طبعه اكثر من مرة ولم يحفل بما حفل به كتابه الاخر حلية طالب العلم فلم ارى احدا شرحه لا بالقلم تحريرا ولا في مجالس التعليم تدريسا وهو قم باقرائه بين يدي اقراء كتب الحديث. فان مصنفه اصحاب الناهظين بالعناية بالسنة بكتاب يمل باداب طالب الحديث التي ينبغي ان يكون عليها. فحقيق بمن رام ان يدرس كتب الحديث ولا سيما المسندة ان يقدم امراء هذا الكتاب المقدمة الثالثة ذكر الموجب. ذكر السبب الموجب لاقراءه. تقدم انه ينبغي ان يوضأ بين اقراء بين يديه اقراء كتب السنة باقراء هذا المختصر لان من مسالك المحدثين العناية باداب الدين فهو من مطالبهم العظيمة. واليه اشار السمني في نضم نخبة الفكر اذ قال واعنى بما يليق بالطلاب وبالمشائخ من الاداب. فكانوا رحمهم الله ينوهون قبل البداءة بقراءة الحديث بالعناية بامرين عظيمين. احدهما معرفة اداب طلبه والاخر معرفة علومه المسماة بمصطلح الحديث. قال في الفيته واقرأ كتابا في علوم الاثر فابن الصلاح اوكد المختصر فيكون اقراء هذا الكتاب معينا على تحصيل المقصد الاول وهو الاطلاع على الاداب التي ينبغي ان يتحلى اذا طالب الحديث. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد. قال المصنف رحمه الله وغفر له ولشيخنا ونفعنا بعلومهما تقديم الحمد لله واشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله. اللهم صلي وسلم عليه وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه. اما بعد فسبقان الفت كتابا باسم كلية طالب العلم استنددت مادته من انوار الكتاب والسنة وما دونه الجملة من ائمة الملة ومنها ومنها كتب الخطيب البغدادي المتوفى سنة ثلاث وستين واربعمائة للهجرة رحمه الله تعالى لا سيما كتابه جامع لاخلاق الله واداب السامع لما فيه من المبنى الفائق والاعداد الجامع اذ كان رحمه الله يعقد الباب ويسلم فيه ما شاء الله من الاحاديث والاثار. بلغت نحوا من الفين عقدة لها ثلاثة وثلاثين بابا يتخللها ما هو بمثابة الفصول افرغها في عشرة اجزاء طبعت في مجلدين بلغت صفحاتها نحوا من ستمائة صفحة وفي مقدمة الباب او مثانيه او خاتمته او في المواطن الثلاثة احيانا يذكر رحمه الله خلاصة معتصرة لمؤدى هذه النصوص يشبكها بنقل موجز من حر اللفظ مليح المبنى متين معناه يسبكها بنفض موجز بالنصب مليح مبنى متين المعنى بعد ان جعل بين يدي كتابه مقدمة حافلة. لما كانت الحال كذلك وان هذا في علم تهرع له النفوس وتهفد سنة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولما انتشر في عصرنا ولله الحمد من حب اتباع السنة النبوية والجد في طلبها والطلاب بحاجة لا مقتصر في الاداب يدرسونه قبل الخوض في الحديث وعلومه. ليلجوا اليه من باب بعد معرفة ادابه ولاني لما ارى كتابا مختصرا بخصوص اداب طالب الحديث على هذا المنوال وان كانت معدودة في انواع من حديث كان لا بد من افرادها على نسق واحد في البيان. ومن وراء هذا التدليل على قدر هذا الكتاب وحث الهمم على ديمومة القراءة ضيفي طلبا لصالح العمل والتقاط النفائس والترب لهذه الاسباب رأيت ان التقي من هذا الكتاب العباب ما يلي مقدمة المؤلف من الصيام قوله المنتقى من تراجمه المنتقى من اقواله. وما تركت من وما تركت من الاخيرين الا النذر مما لا يتعلق بمقصدنا. واذا وازنت بين موضوع اقواله رحمه الله تعالى وبينما سبق في حلية طالب العلم تجد اني قد اتيت على جل مقاصده الا ان هذا الملتقى اضاف على اداب المحدث احكاما اخر تحقيقا لتلبية الرغبة في المحافظة على الخطيب ونصه مما هو داخل تحت الانتقام. وان كانت قد وقعت بعض اضافات من كلمات وهي قليلة او حثوها وهو اقل اقتضاها السياق فليعلم والله الموفق. ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان مبتدأ عنايته بهذا الكتاب نشأت من كونه كان احد المصادر التي استمد منها كتابه حينية طالب العلم فانه صنف هذا الكتاب الحافل في اداب العلم. واستمد مادته من القرآن والسنة وما دونه علماء الملة في كتب عدد المصنف كثيرا منها في متقدم في حلية طالب العلم فانه ذكر في حاشية احدى صفحات مقدمته عددا من الكتب التي استمد منها مادته واحدها هو كتاب الخطيب البغدادي الجامع باخلاق الراوي اداب السامع وهو كتاب عظيم جدا. كما قال مختصره لما فيه من المبنى الفائق والاعداد الجامع فهو قد جمع بين الحسن في جانبيه مبنى ومعنى فانه ضمن في اداب العلم واخلاق الرواية نهوا من الفين من الاحاديث والاثار عقد لها ابو بكر الخطيب البغدادي ثلاثة وثلاثين بابا يتخللها ما هو بمثابة الفصول جاءت في عشرة اجزاء بتقسيم المصنف وطبعت في مجلديه وكان من طريقة ابي بكر الخطيب رحمه الله انه يذكر من كلامه ما يكون خلاصة معتصرة تفصح عن مقصود الترجمة وتعبر عما اورده فيها من الاحاديث والاثار يجعلها تارة في صدر الترجمة بعد الباب. وربما لها خاتمته او ذكرها في مكان الباب الذي ترجم له واورد فيه الاحاديث والاثار ثمان المصنف المختصر رحمه الله تعالى ذكر ما يشد الهمة في الاعتناء بهذا الكتاب هو كونه متعلقا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهي علم تفرع له النفوس وتحفيظ. ومعنى تهرع اي تفزع مقبلة اليه. ومعنى تحفد تخف في الاسراع اليه. ولما كان الامر كذلك وانتشر في هذا العصر طباعة كتب الحديث. وعظم الاعتناء به ظهرت السنة في كثير من البلدان بعد ذهاب كثير من انوارها وجد جماعة من الطلبة في تحصيل العلوم الحديثية اقتضى ذلك. تأليف مختصر في اداب الحديث يستعان به على معرفة ما ينبغي ان يتحلى به الحديثي الخائض في يوم الحديث ليلج الى علم الحديث من بابه بعد معرفة الاداب. فان الاداب في منزلة المفتاح الذي يدخل الى العلم منه. فمن لم يكن متأدبا فلن يكون متعلما وما اصابه من العلم فهو قشور. فان العلم فلا يكون الا لذوي النفوس الزكية والاخلاق القويمة. واثار السلف في هذا الباب كثيرة وتقدم منها في مجالس مختلفة ولم يرى المختصر كتابا وجيزة ينفع الطالبين فحمله ذلك على اختصار هذا الكتاب. ورام من وراء هذا الاختصار كما قال التدليل على قدر هذا الكتاب وحث الهمم على ديمومة القراءة والنظر فيه. فلعل المتعاطي للمختصر المجعول له يرغب في الاصل. فيحمله ذلك على ان يقرأه وهذا من المنافع المختصرات. فان المختصرات فان المختصرات تقرب البعير وترغب في اصولها. فرب انسان لم يكن يرفع رأسا الى اصل حتى قرأ مختصره فلما اطلع عليه تشوفت نفسه الى قراءة اصله. ومن وقف على الفوائد والنفائس كما قال المختصر التقط منها ما شاء الله له ان ينتقم وكان من فرح المختصر بكتاب الجامع فيما اخبرني به رحمه الله ان حديث كل امر في بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم. بهذا اللفظ كان مجهولا المخرج له وكان ذلك في زمن قديم قبل تصنيف الفهارس الحديثية. فلما قرأ هذا الكتاب وقف عليه عند المصنف مخرجا باسناده ويكاد يكون تخريج الخطيب له هو اقدم المصادر الحديثية التي روت هذا الحديث بهذا اللفظ. باسناده فانه لم يرويه الا احد جاء بعده كعبد القادر الرهاوي في الاربعين والسبكي في مقدمة طبقات الشافعية والكتب المطولة فيها نفائس ودرر تقربها ثم ذكر المصنف المختصر رحمه الله مقاصد اختصاره بانه يذكر مقدمة المؤلف بنصها ثم ينتقي من تراجمه وقد ذكر اكثرها ثم يلتقي من اقوال ابي بكر الخطيب وما ترك من الاخيرين الا النزر اليسير مما لا يتعلق بمقصد الاختصاص مع ايراده لجملة حسنة من الاحاديث والاثار. وقد حقق رحمه الله تعالى بصنيعته جهدا حسنا في نفع الخلق بتقريب الكتاب الاصل اليهم. لكن لا يزال الكتاب محتاجا الى اختصار جامع لا يترك شيئا مما اورده الخطيب من الاحاديث والاثار فان المختصر رحمه الله ترك كثيرا من الاحاديث والاثار التي اوردها الخطيب كان جل اهتمامه ان يورد عبارة ابي بكر الخطيب. وان هذا لحسن. لكن احسن منه ابقاء الاحاديث والاثار التي ذكرها الخطيب رحمه الله تعالى. فان في هذا الكتاب من الاثار ما لا يوجد في غيره. وجل المصنفين في اداب الطلب قديما وحديثا هم عادة على هذا في التقاط الاثار والقصص والاخبار الواردة في طلب العلم. وقديما قال ابو بكر ابن نقطة رحمه الله كل من صنف في علوم الحديث فهم عيال على كتب ابي بكر الخطيب اي انهم ساروا بسيره فانه مصنف في انواع علوم الحديث كتبا عديدة. ومن جملة تلك الكتب كتاب في اداب الراوي واخلاق السامع المسمى بالجامع. والناس بعده في اداب الطلب عياد عليه. فكثير من الاحاديث والاثار المشهورة في اداب الطلب هي من درر هذا الكتاب المسندة فيه. نعم احسن الله اليكم قال المختصر رحمه الله المنتقى من مقدمة الجامع اخلاق الراء واداب السامع بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله بالقدرة والجلال والنعم السابقة والافضال الذي من علينا بمعرفته وهدانا الى الاقرار بربوهيته وجعلنا من امة خاتم النبيين السامي بفضله على سائر العالمين. الطاهر الاعراقي الشريف الاخلاقي الذي قال الله الكريم مخاطبا له في الذكر الحكيم وانك لعلى خلق عظيم. صلى الله عليه وسلم وازلف منزلته لديه. وعلى اخوانه واقربيه وصحابته وتابعي وسلم علي وعليه واجمعين دائما ابدا الى يوم الدين اما بعد فقد ذكرت في كتاب شرف اصحاب الحديث ما يحلو على تتبع اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم والاجتهاد في طلبها والحرص على سماعها والاهتمام بجمعها والانتساب اليها ولكل علم طريقة ينبغي لاهله ان يسلكها والات يجب عليهم ان يأخذوا بها ويستعملوها. وقد رأيت خلقا من اهل هذا الزمان ينتسبون الى الحديث ويعدون انفسهم من اهله المتخصصين بسماعه ونقله وهم ابعد الناس ممن مما يدعون واقلهم معرفة بما اليه ينتسبون يرى الواحد منهم اذا اذا كتب عددا قليلا من الاجزاء واشتغل بالسماع برهة يسيرة من الدهر انه صاحب حديث على الاطلاق. ولما يجيب نفسه ويتعبها في قلابه. ولا لحقته مشقة الحفظ لصنوفه وابوابه. وهم كتبهم له وعدم معرفتهم به اعظم الناس كبرا. واشد الخلق تيها وعجبا لا يراعون لشيخ حرمة. ولا يوجبون لطالب يخلقون بالراوين ويعنفون عن المتعلمين خلاف ما يقتضيه العلم الذي سمعوه وضد وضد الواجب مما يلزمهم من يفعلون والواجب ان يكون طلبة الحديث اكمل الناس ادبا واشد الخلق تواضعا واعظمهم نزاهة وتدينا واقلهم طيشا وغضبا بدوام فرع اسماعهم من اخبار على محاسن اخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وادابه. وسيرة السلف الاخيار من اهل بيت واصحابه وطرائق المحدثين ومآثر الماضيين فيأخذوا باجملها واحسنها ويصدقوا عن اردبها والونها وانا اذكر في كتابي هذا بمشيئة الله ما بنقلة الحديث حاجة الى معرفته واستعماله من الاخذ بالخلائق الزكية والسلوك الرمية في السماء والحمد والاداء والنقل وسنن الحديث ورسومه وتسمية انواعه وعلومه على ما ربطه حفاظ اخلاقنا عن الائمة من شيوخنا واسلافنا ليتبعوا في ذلك دليلهم ويسر ويسلكوا بتوفيق الله سبيلهم. ونسأل الله ان على ما يرضى والعصمة من اتباع الباطل والهوى. ذكر المختصر رحمه الله مقدمة الاصل التي بين فيها ابو بكر الخطيب رحمه الله تعالى انه صنف كتابا اسمه اسره اصحاب الحديث يحدو ذا الهمة على تتبع اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم والاجتهاد في طلبها والحرص على سماعها والاهتمام بجمعها والانتساب اليها. ولكل علم طريقة ينبغي لاهله ان يسلكوها والات يجب عليهم ان يأخذوا بها ويستعملوها. ومن الة الحديثين الاداب الرظية والاخلاق السوية. فانه لا ينفخ في صناعة الحديث ولا يرتفع فيها الا متخلق بالاخلاق النبوية. قال وكيع بن الجراح رحمه الله لا يرتفع في هذه الصنعة الا صادق وذكر معناه عن الاوزاعي وغيره. فلا يعلو في صنعة الحديث وعلمه الا المتخلق بالاخلاق الزكية فان علم الحديث علم زكي لكونه متعلقا بالهدي النبوي ولا يصلح العطر الا للبدن النظيف. وكذلك لا تصلح العلوم الحديثية الا للمتخلق اخلاق الشريعة ولاجل هذا اعتنى حفظة الحديث واربابه عن الحقيقة بامتثال ادابه والحث عليه فلا تجد حافظا برز في علوم الحديث الا وشهر بحسن الطريقة وسواء السبيل في ملازمة الاداب الشرعية. وقل ان تجد عالما امنا في الحديث وهو مطبوع عن الاخلاق الردية بل لا يكون كذلك. ومن نسب الى الحديث مع خلوه من الاخلاق الكاملة فتلك نسبة اسمية وليست حقيقة رسمية والاسماء سيما في الازمان المتأخرة يتلاعب بها لما تسلط على العلم غير اهله اما من ارباب السلطان او المال او الجاه او غير ذلك. ومما حمل الخطيب زيادة على ما تقدم في كون الاداب الة للحديث هو نشوء ناشئة في زمنه ينتسبون الى الحديث ويعدون انفسهم من اهله وهم ابعد الناس مما يدعون واقلهم معرفة مما اليه ينتسبون. فيعد احدهم نفسه من اهل الحديث واصحابه وليس له جهد ظاهر ولا اخذ باهر له ويزيد في الطنبور نغمة وفي السوء شبرا عندما لا يتخلق باخلاق اهله فهو مع قلة كتبه للحديث. وعدم معرفته اعظم الناس كبرا واشد الناس تيها وعجبا وتيه هو الكبر مع الصلف وضيق الخلق وهؤلاء كما ذكر الخطيب لا يراعون لشيء الحرمة ولا يجيبون لطالب ذمة يخلقون بالراوين ويعنفون على المتعلمين فهم لا يراعون حرمة شيوخ العلم والحرمة المقام العظيم مستحب للصيانة. ومنه سميت المرأة حرمة لوجوب صيانتها وهم لا يوجبون لطالب ذمة اي عهدا ويخرقون بالراوين اي يعاملونهم بالجفاء والغلظة. فالفرق ضد ضد الرفقة وروى البزار وغيره باسناد ضعيف ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما كان الرفق في شيء الا زانه. ولا كان الخرم في شيء الا شانه. وصدر الحديث في الصحيح لكن الجملة الاخيرة لا تصح وهي تبين معنى القرب انه الرفق فمعنى قوله يخرقون بالراوين اي يعاملون الطلبة الملتمسين الرواية بشدة وعسر وجفاء. والواجب ان يكون طلبة الحديث اكمل اداب واشد الخلق تواضعا. فلما كان الامر كذلك من نشوء هذه الناشئة للحديث مع خلوها من الاداب. بالاضافة الى ما تقدم من توقف اخذ الحديث عن الاداب الكاملة جمع ابو بكر الخطيب رحمه الله تعالى هذا الكتاب مرشدا ومنبها واذا كانت الحال على ما نعت ابو بكر الخطيب في زمانه فان الخطب اشد اتساعا والامر اشد وقوعا في هذه الايام التي لم يبقى فيها من علم الحديث الا اسمه ولا عد ترى اهله الا في كتاب او تحت تراب كما قال الذهبي رحمه الله تعالى فمن اراد ان يزكي نفسه من طلبة الحديث حقيق به ان يتمثل اخلاق وهي اخلاق سلفه الاوائل من اهل الحديث. فان اهل الحديث رحمهم الله كانوا اكمل الناس دينا واتمهم عقلا واحسنهم ادبا واسلمهم طريقة ثم تغير الناس وتبدلوا. فمن انتسب الى الحديث فحقيق به ان يكون على سيرة الاوائل من اهله وما صار اليه الامر من نسبة اهله الى الجفاء وغلظة الاخلاق لم؟ صار اليه بعض الناس من الجور عن الحديث واهله. فان احوال المتأخرين ليست معيارا. لارباب العلوم وان كانت العنوف لها اخلاق تظارم اصحابها. كما ذكره جمع من اهل العلم. وذكروا من الاخلاق المقارنة لاهل الحديث الشدة. ذكره ابو بكر الانباري وغيرهم. ومرادهم بالشرك القوة في الحق فالامر كما ذكر الشافعي اذ قال ومن كتب الحديث قويت حجته لان الناس يشتركون غالبا في العلم بالقرآن ويتفاضلون في العلم بالسنن. وكتبة الحديث لهم اطلاع واسع على الحجج الاثرية من الاحاديث النبوية فتقوى عارضتهم في مباحثات العلو وتلك القوة هي التي جماعة باسم الشدة. واما ان يجعل ان من اخلاق اهل الحديث الملازمة لهم هي الضيق والعسر على الخلق هذه جناية عن الحديث واهله. وينبغي ان يكون صاحب الحديث سهلا متخلقا باخلاق اهله من الاوائل رحمهم الله تعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله المنتقى من تراجمه واقواله الاول النية في طلب الحديث يجب على طالب الحديث ان يخلصني نيته في طلبه ويكون قصده بذلك وجه الله سبحانه وليحذر ان يجعله سبيلا الى نيل الاعراض وطريقا الى اخذ الاعوام. فقد جاء الوعيد لمن ابتغى ذلك بعلمه وليتق المفاخرة والمباهات به وان يكون قصده في طلب الحديث نيل الرئاسة واتخاذه واتخاذ وعقد المجالس فان الافة الداخلة على العلماء اكثرها من هذا الوجه. وليجعله الله فان الافة على العلماء اكثرها من هذا الوجه اي من جهة طلب الرئاسة والتكثر بالاتباع وذكر هذا المعنى ابو الفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالى في صيد خاطره. فانه رأى اكثر الناس من الوعاظ والفقهاء همتهم مقصورة على طلب كثرة الجمع والترأس على الخلق وهي افة عظيمة. فان المرء يزين له انه اذا اجتمع الناس عنده عظم شأنه وارتفع ذكره وحصل نفعه. وليس الامر كذلك وانما يكون النفع بقدر ما في القلب من الصدق. فمن صدق في بذل العلم وتعليم الخلق كتب الله عز وجل على يده النفع ولو كان المتلقي عنه واحدا. وفي اخبار نافع مولى عبد الله ابن عمر رضي الله عنه انه كان يجلس في المسجد النبوي بعد الفجر فلا يجلس اليه احد الا ما لك بن انس فكتب ما لك حديث نافع وشهر حديث نافع برواية عنه فامتلأت كتب الحديث من الصحيحين والسنن والمسانيد بحديث نافع من رواية تلميذه الاوحد ما لك بن انس ولنافع تلاميذ اخرين. تلاميذ اخرون لكن اكثرهم انتفاعا به واكثرهم نشرا لعلمه هو ما لك ابن انس فجرى من النفع على يد نافع بطريق تلميذ واحد ما لم يجزي على يد اخرين تلاميذ كثر. لان النفع على قدر ما في القلب. فمن قوي ما في قلبه من الصدق الاقبال على الله في تعليم الخلق كتب الله عز وجل على يديه النفع. ولا ينبغي ان يكون كثرة الجمع للمعلم ولا للمتعلم. فان من المعلمين من لا تقوى عزيمتهم. ولا ترتفع همتهم في التعليم والتدريس الا اذا كثر الجمع عندهم فاذا قلوا قل حظه من العناية بدرسها ومن المتعلمين من لا يهرع الى الدروس الا اذا كثر الجمع الحاضر لها وهذه من علامات الرياء ذكره ابو حامد الغزالي غفر الله له فان من بدروس المشاهير الذين تجتمع الناس عندهم. ولم يكن اخذه للعلم الا عن طريقهم. ففي نخله للعلم نظر من جهة السلامة قصده. فان الصادق في التماس العلم لا يغتر بهذه الظواهر ان يلتمسوا من ينفعهم ولو لم يكن حاضرا عنده الا واحد او لا يحضر عنده احد بالكلية وفي كل زمن وكل بلد الى يومنا هذا من تجد من تجد حلقته حلقته خلية من المتعلمين. فلا يصل اليه الا الواحد بعد الواحد مع ان نفعه لهم اكثر بكثير من نفع المشتهرين لكن الاغترار بهذه الظواهر يوقع في هذه الامور المضلة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وليجعل حفظه للحديث حفظ رعاية الله حفظ رواية ان رواة العلوم كثير ورعاتها ان وضح منك الغائب وعالم كالجاهل وحامل للحديث ليس معه شيء منه شيء. اذ كان في اقتراحه بحكمه بمنزلة الله وليعلم ان الله منزلة الذائب عن معرفته وعلمه. عن معرفته وعلمه قوله رحمه الله وليجعل حفظه للحديث حفظ رعاية لا حفظ رواية حفظ الرعاية هو الحفظ المقارن للعمل. فمن حفظ الحديث مع العمل به كان حفظه حفظ رعاية. اما المقتصر على اجراء الفاظه وسياقها دون عمل بها فذلك حفظ رواية ولهو. نعم. احسن الله اليكم وليعلم ان الله تعالى سائله عن علمه فيما طلب ومجازيه على عمله به. الثاني ذكر ما ينبغي للراوي والسامع ان يتميزا به من الاخلاق الشريفة فذكر جملة فيها يجمعها حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انما بعثت مصالح الاخلاق ذكر المصنف رحمه الله تعالى حديثا جامعا في باب الاداب حديث ابي هريرة انما بعثت لاتمم صالح الاخلاق. اخرجه احمد وغيره باسناد حسن. وهو اصل الاحاديث المروية في باب الاداب. وتقدم ان كل باب ديني ففيه حديث او حديثان هما عماده وهذا الحديث هو عمدة باب الاداب. ففيه تعظيم الاداب وبيان علو لان النبي صلى الله عليه وسلم بعث لاتمام صالح الاخلاق. لان الاخلاق نوعان احدهما وهبي جبلي والتاني مأخوذ كسبي. مأخوذ كسبي. فالاول هو الذي يطبع عليه العبد خلقة. والثاني ما يكتسبه المرء بالرياضة الاخلاقية النفسانية ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كان من مقاصد بعثته رعاية الاخلاق التي جبل عليها الناس مما كان صالحا بتنميته وتقويته وحثهم عليه. فهذا معنى قوله انما بعثت لاتمم صالح الاخلاق. ومن المعلوم ان الاخلاق تطلق على معنى خاص وهي احكام المعاشرة كما انها تطلق على معنى عام. وهو الدين ومنه قوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم اي دين عظيم. قاله مجاهد وغيره نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الثالث ذكر ما يجب على طالب الحديث من الاحتراف بالعيال اذا كان للطائر اذا كان للطالب عيال لا كاسب لهم غيره. فيكره له ان ينقطع عن معيشته ويشتغل بالحديث عن الاحترام والاصل في ذلك والاصل في ذلك ما ذكره بسنده كفى بالمرء اثما ان يضيع من ان يضيع من يقوت ورواه وغيره بنحوه ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان من ما يجب على طالب الحديث الاحتراف للعيال واكتساب الحلال. لان من يعولهم المرء من ونحوها يجب عليه ان يسد حاجتهم. من معاش وغيره. فاذا كان المشتغل بعلم الحديث له عيال لا كاسب لهم غيره فيكره له ان ينقطع عن معيشته ويشتغل بالحديث عن الاحتراف لهم اي الاحتساب لهم. واذا ادى اشتغاله بالحديث الى الاضرار بهم حرم عليه ذلك فان سد حاجتهم من النفقة الواجبة لازم له يأثم بتركه. اما مع اصول النقص دون اضرار فالامر يرجع الى المصالح المفاسد. والاصل في ذلك ما ذكره الخطيب بسنده مرفوعا من حديث عبدالله بن عمرو كفى اثما ان يضيع من يقوت. وعزاه المختصر الى مسلم وغيره وقال بنحوه ومثل هذا العزو يريد به ذاكره كالمختصر وغيره اصل الحديث. لا لفظه فان الحديث في صحيح مسلم ليس بهذا اللفظ وانما بلفظ كفى بالمرء اثما ان يحبس عن من يملك قوته. كفى المرء يثمن ان يحبس عن من يملك قوته. واما باللفظ الذي ذكره المصنف فرواه ابو داوود داود وغيره وهو ضعيف بهذا اللغو. والمحفوظ لفظ مسلم. وبينهما فرق لانه باللفظ الذي ذكره المصنف وهو عند ابي داود كفى بالمرء اثما ان يضيع من يدخل فيه كل احد تجب على المرء نفقته من ذرية او عبد مملوك او غيرهما واما في اللفظ الثابت عند مسلم فمتعلقه المماليك من الرقيق انه قال فيه ان يحبس عن من يملك قوته. والذي يملكه هم ملك اليمين من المماليك من الرجال والنساء. فاللفظ الذي عند مسلم خاص وان كان معناه عام واما اللفظ الاخر فهو عام. وما كان بين المذكور وبين الاصل المعزو اليه فرق في سياقه يؤثر في اختلاف الاحكام فلا ينبغي ان يعزى من الاصل كهذا الحديث فلا ينبغي سوقه بلفظ كفى بالمرء اثما ان يضيع من يقوت ثم يعزى الى مسلم لان لفظ مسلم يخالفه وانما يحسن ذلك عند وجود الطول والاغتصاب. فلو ان اصل الحديث عند مسلم مطولا وهذا لفظ مختصر لا يخالف والمسلمين صاغ العزم عند ذلك الى مسلم. وهذا يفعله البيهقي وغير. وفي قال العراقي في الالبية والاصل يعني البيهقي ومن عزى. وليت اذ زاد الحميدي ميزة. والمقصود انه اذا كان اللفظ المذكور يخالف لفظ الاصل الذي عزي اليه فلا ينبغي ان يعزى اليه بما يوهمه من كون الحديث بهذا اللفظ في ذلك الكتاب مع خلوه منه. اما اذا كان مأخذ المناسبة بينهما الطول والاختصار فان هذا امر واسع وعلى هذا القدر يقع الاختصار مراعاة لحال الموظفين والمدرسين وبقايا الطلاب الذين يحضرون اليوم. ونستكمل بقيته ان شاء الله تعالى بعد صلاة العصر وبعد صلاة العشاء والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبيه ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين