السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين رب السماوات ورب الارض رب العرش العظيم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا اما بعد فهذا المجلس الثالث في شرح الكتاب الاول من برنامج اليوم الواحد التاسع والكتاب المقروء فيه هو واداب طالب الحديث العلامة بكر ابو زيد رحمه الله. وقد انتهى من البيان الى قوله رحمه الله تعالى جاء القول في رد الحديث الى الصواب. نعم. احسن الله اليكم. قال المنتقي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. قال المنتقي رحمه الله وغفر له ولشيخنا ونفعنا بعلومهما. القول في رد الصابرين كان راويه قد خالف موجب الاعراب. بعض من اوجب رواية الحديث على لفظه كان يروي الحديث ملحونا اذا كان قد سمعه كذلك ولا يغير ويحكى ذلك من التابعين عن ابي معمل عبد الله ابن سخبرة ونافع مولى ابن عمر ومحمد ابن سيرين. قال ابو بكر كان الاوزاعي اي يسبقه لسانه الى اللحن الى انه كان يراه مذهبا. لان المحفوظ عنه اجازة اصلاح اللحن في الحديث. وسنذكر الرواية عنه بعد عنه بذلك بعد ان شاء الله وممن كان يلحن اتباعا لما سمع في الرواية يزيد ابن ابراهيم التستري والذي نذهب اليه رواية على الصواب وترك اللحن فيه وان كان قد سمع ملحونا. لان من اللحن ما يحيل الاحكام ويصير ويصير الحرام حلالا. والحلال حراما لا يلزم اتباع السماع فيما هذه سبيله. والذي ذهبنا اليه قول المحصلين والعلماء من المحدثين. فينبغي للمحدث ان يتقي الله احنا في روايته لعلة للعلة التي ذكرناها ولن يقدر على ذلك الا بعد درسه النحو ومطالعته علم العربية. قال ابو بكر كان ابو اسامة موصوفا باللحن وكذلك ابو شيبة ابراهيم ابن عثمان العبسي واللحن في القرآن ايضا غير مأمون على من لم يكن حافظا له ولا عالما بالعربية وقد حفظ ذلك على غير واحد من الرواة. من الاداب الحديثية المتعلقة بروايته. رواية الحديث عن على وجه الصواب اذا كان ملحونا. والحديث الملحون هو الذي وقع الغلط في روايته من من جهة العربية والاصل ان الاحاديث النبوية منقولة على اتم وجه لغوي. وربما دخل اليه اللحن من نقلتها. واختلف اهل العلم رحمهم الله تعالى في من سمع الحديث منحونا ايرويه على وجهه الملحون ام يصلحه؟ واصح الوجهين ان المرء يقويه على الوجه الصحيح ثم يشير الى انه اتصل به سماعه ملحونا. ونظير هذا في حق من يعتني بنشر مخطوط حديثي. ويقع في نسخته الخطية روايات على وجه غير صحيح اما من قبل الناسخ او من الرواية نفسها. فينبغي اصلاحه على الوجه الاتم في اصل الكتاب ثم ينبه في حاشيته الى انه وقع منحونا واصلح بما تقتضيه العربية ثم ختم المصنف رحمه الله تعالى هذه الالماعة المتعلقة بهذه المسألة بالتنبيه الى تحري التقاء اللحن فان العلم لا يجامع اللحم. وهجمة اللحن التي ضربت بسلطانها على اهله هي من اثار العجبة التي فشت في الخلق حتى ضعفت العربية. فينبغي ان يجتهد العلم ومعلمه في اقامة السنتهم على العربية التامة ولا يمكن ذلك الا بالعلم بالعربية بدروس النحو ومطالعة علم العربية. ولا يفلح في العلوم قاطبة من لم تكن من صنعته النحو فلابد ان يحكم الطالب مختصرا وجيزا على اقل ان لم يرتفع الى ما فوقه. فان اللحن في اللسان سبة لمناقضتها اللغة الفصيحة التي نسجت عليها الشريعة فان الشريعة عربية ذكر هذا الاصل وشيد اركانه منتصرا له الشاطبي رحمه الله تعالى في كتاب الموافقات واطنب في رفعة مقام العربية حتى ذكر ان المرء لا يصل الى الاجتهاد في علوم الشريعة حتى يبلغ مبلغ الامامة في العربية الذي بلغه سيبويه واضرابه. ولا ريب ان هذا فيه لكن العربية اذا خلا منها ملتمس العلم ضعفت الته في العلوم كلها او لا سيما في استنباطه من دلائل القرآن والسنة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله رواية الحديث المعنى وروي اجازة التحديث على المعنى عن عبد الله ابن مسعود وابي الدرداء وانس ابن مالك وانس ابن مالك وعائشة ام المؤمنين وعمرو بن دينار وعامل الشعبي وابراهيم وابراهيم النخعي وابن ابي نجيح وعمرو بن مرة وجعفر بن محمد بن علي السلام عليكم. وعن وابن ابي نجيح وعمرو بن مرة وجعفر بن محمد بن علي وسفيان بن عيينة. ويحيى بن سعيد القطان وقد ذكرنا الروايات عن جميعهم بذلك في كتاب الكفاية فغنينا عن ايرادها في هذا الكتاب. واما ما لك بن انس فكان يرانا لفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجوز تغييره. ويجوز تغيير تغيير غيره ويجوز تغيير غيره اذا اصيب المعنى قال ابو بكر ورواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحديث غيره على المعنى جائزة عندنا. اذا كان الراوي عالما بمعنى الكلام بصيرا بلغات العرب ووجوه خطابها عارفا بالفقه واختلاف الاحكام. مميزا لما يحيل المعنى وما لا يحيله. وكان من معنى ايظا ظاهرا معلوما واما اذا كان غامضا محتملا فانه لا يجوز رواية الحديث على المعنى ويلزم ايراد اللفظ بعينه وسياقه على وجهه وقد كان في الصحابة رضوان الله عليهم من روايته الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بان يقول او نحوه او شكله او كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة ارباب اللسان واعلم الخلق بمعاني الكلام ولم يكونوا يقولون ذلك الا تخوفا من الزلل. لمعرفتهم بما في الرواية على المعنى من الخطر والله اعلم واذا اورد المحدث في المذاكرة شيئا واراد السامع له ان يدونه ان يدونه عنه فينبغي له اعلام المحدث بذلك ليتحرى في تأدية لفظه وحصر معناه ثم ساق بسنده عن ابي موسى محمد ابن المثنى قال سألت عبدالرحمن يعني ابن مهدي عن حديث وعنده قوم فساقه فذهب واكتبه؟ فقال اي شيء تصنع؟ قلت اكتبه فقال دعه فان في نفسي منه شيئا فقلت قد جئت به فقال لو كنت وحدك لحدثتك فكيف اصنع بهؤلاء؟ قال ابو بكر كان ابو موسى من الملازمين لعبد الرحمن فقوله لو كنت وحدك لحدثتك به اراد انه متى بان له الحديث على غير ما حدثه به امكنه استدراكه لاصلاح غلطه ولا يمكنه ذلك مع الغرباء الذين حضروا عنده والله اعلم. وكان عبدالرحمن ابن مهدي يحرج على اصحابه يكتب عنه في المذاكرة شيئا. واستحب لمن حفظ عن بعض واستحب لمن حفظ عن بعض شيوخه في المذاكرة شيئا واراد روايته عنه ان يقول حدثناه في المذاكرة فقد كان غير واحد من متقدمي العلماء يفعل ذلك؟ ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة رواية الحديث بالمعنى التي سبق ذكرها الا انه بسط عبارته هنا الى خلاف اهل العلم فيه. وفوق هذه البسطة بسطة اخرى قررها في كتابه الحافل في اصول الحديث المعروف بكتاب الكفاية. والذي انتهى اليه اجتهاد حملة الحديث جواز روايته حديث بالمعنى بشرط ان يكون راويه على هذا الوجه عارفا بما تحيله المعاني وجعلوا من اداب ذلك ان يقرنه راويه بما ينبه الى كونه مرويا بالمعنى كأن اولى نحوه او قريبا منه او شبهه او شكله او نحو هذه العبارات المؤدية للغرض المذكور ثم ذكر من ادب الرواية التفريق بين مجالس العلم والاملاء مجالس المذاكرة فالاصل ان من جلس في مقعد التعليم حقق الفاظه وتحرى فيما يلقيه الى سامعيه. اما في مجالس المذاكرة فربما انبسط العالم او المحدث في كلامه وتوسع في روايته فمن اراد ان ينقل عنه شيئا في حال المذاكرة فينبغي له ان ينبه كانه من مسموعه فيها ومجلس المذاكرة المراد به مجلس مدارسة العلم. الذي لا يكون في الاصل موضوعا له وانما جرى فيه ذكر العلم. فاذا قيد احد عن شيخه في المذاكرة فينبغي له الى ان ينبه الى كونه وقع في هذا المقام ويقيده بذلك. لان المذاكرة ربما جرى فيها من الكلام وفق الحفظ مع بعد المدة عن مراجعة الاصول. فمن اطلع عليه ورأى فيه وهما ثم عرف ان هذا في مجلس مذاكرة عذر المتكلم به. نعم. احسن الله اليكم رحمه الله الحادي والعشرون ذكر الحكم فيمن روى من حفظه حديثا فخورف فيه. يلزم الراوي اذا خالفه فيما رواه راوي غيره ان يرجع الى اصل كتابه فيطالعه ويستثبت منه. وهكذا لو لم يحدث من حفظه لكنه روى من فرع له شيئا له شيئا خولف فيه فانه يلزمه الرجوع الى الاصل جواز دخول الخطأ على الناقل في حال النقل. فيجب على المحدث الرجوع في الرجوع عما رواه اذا تبين انه اخطأ فيه فاذا لم يفعل كان اثما وعلى الطالب الامساك عن الاحتجاج به وينبغي للطالب اذا دون عن المحدث ما رواه له ومن حفظه ان يبين ذلك حال تأديته لتبرأ عهدته لتبرأ عهدته من وهم ان كان حصل فيه فان الوهم يسرع كثيرا الى الرواية عن الحفظ. واذا روى المحدث من حفظهما ليس له به كتاب فخالفه فيه من هو اثبت او اثبت او احفظ منه لزمه الرجوع الى قوله وكان سفيان الثوري اذا اذا حفظ شيئا لم يلتفت الى خلاف من خالفه فيه. ثقة منه بنفسه اعتمادا على اتقانه وظبطه. قال ابو بكر استحب للراوي ان يدع المراء فيما خولف فيه وان كان محقا. فقد كان شبابة ابن سواق عن شعبة حديثا عرف به واشتهر عند الناس انه تفرد بروايته. فرواه ابو داوود الطيارسي وعن شعبة فانكره اصحاب الحديث عليه فامرهم ان يتركوه وتحمل ابي داود من وتحمل ابي داوود من العلم معروف فهو بالحفظ والصدق موصوف الا انه ورأى ترك ذلك الحديث ابعد من الظنة وانفار التهمة فتركه. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك لما لا لما لا يريبك فانك لن تجد فقد شيء تركته لله عز وجل. قوله رحمه الله وكان سفيان الثوري اذا حفظ شيئا لم يلتفت الى خلاف خلقه فيه ثقة منه بنفسه تعليل عليم. لان الثقة بالنفس لا تنبغي وسئل العلامة محمد بن ابراهيم عن قولهم تجب الثقة بالنفس فقال بل لا ينبغي انتهى كلامه. لان الانسان اذا وكل الى نفسه خذلته. وفي حديث فاطمة عند البزار وغيره باسناد حسن في اذكار طرفي النهار ولا تكلني الى نفسي طرفة عين فلا ينبغي للانسان ان يعول على الثقة بنفسه ولهج بها المتأخرون يريدون بها العزيمة على الامر وهذا المعنى الذي ارادوه حق وهو من مقاصد الشرع. الا ان العبارة التي اتخذوها للدلالة على العزيمة على الامر ليست صحيحة وهي قولهم يجب على المرء ان يثق بنفسه. فهذا مما لا يجب بل لا يجوز. لان الاغترار بالقوى النفسانية والقدر البشرية يهلك صاحبها. وفي بعض الاثار وروي مرفوعا ولا يصح اعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك وكان اللائق به ان يقول رضا منه بحفظه فانه راض بما انتهى اليه حفظه فاذا خولف من غيره لم يلتفت اليه نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله مراجعة المحدث وتوقيفه عندما يتخارج في النفس من رواية غاية لا يجوز للطالب ان ينكر على المحدث شيئا رواه اذا لم يعرفه او وقع في نفسه شيء من سماعه لكن ينبغي له ان يوقفه عليه تثبته فيه فما اخبره به قبيله منه لكونه امينا في نفسه عدلا في حديثه. من حلف الا من حلف الا يحدث قال ابو بكر اذا حلف بالله تعالى الا يحدث ثم حدث فقد فقد حنف. ويلزمه كفارة يمين والذي ذهب اليه عكرمة من ان التحديث اجزيه عن التكفير خطأ يجزيه في التكفير خطأ والفقهاء يجمعون على خلافه. قوله ثم حدث فقد حنت اي نكث يمينه ونفث اليمين بنقضها فيه كفارتها في اي امر عليه فحنذ فيه ونقل عن ابي عبدالله عكرمة مولى ابن عباس في هذا الموضع ان من حلف الا يحدث ثم حدث كان تحديثه كفارة كان تحديثه كفارة له. وفيه نظر بل فيه كفارة اليمين المعروفة. ولعل عكرمة لم يرد. المعنى المتبادل من حكمها الشرعي انما اراد ان تحديثه بعد يمينه يكفر خطيئته من جهة اتباع السيئة بالحسنة فمن امتنع عن التحديث مع حاجة الناس الى علمه كان كاتبا له. وهذه خطيئة واحسن ما تكفر به الخطيئة ما كان من جنسها. فاذا فعل حسنة من جنسها وهي التحديد بالعلم كان كفارة له فلعل عكرمة اراد هذا المعنى. واما المتعلق بكفارة اليمين نفسها فذلك واقع في هذه المسألة وغيرها نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله قول المحدث حدثنا واخبرنا قال الخطيب رحمه الله اخبرنا احمد بن ابي جعفر قال اخبرنا علي ابن عبد العزيز البردعي قال حدثنا عبد الرحمن ابن ابي حاتم الرازي قال حدثنا الربيع بن سليمان قال قال الشافعي اذا قرأ عليك فقل حدثنا واذا قرأت عليه فقل اخبرنا وهذا الذي قاله الشافعي مذهب جماعة من اهل العلم وروي من المتقدمين عن عبد الملك ابن جريج المكي وعبد الرحمن ابن عمه الاوزاعي وكان حماد ابن سلمة وهشيم ابن بشير وعبدالله وعبدالله ابن مبارك وعبد الرزاق ابن همام ويزيد ابن ويزيد ابن هارون ويزيد ابن هارون ويحيى ابن يحيى النيسابوي واسحاق واسحاق ابن راهوية. واسحاق ابن راهوية وعمرو وعمرو ابن عوف وابو مسعود احمد ابن الفرات ومحمد ابن ايوب ابن يحيى ابن الضريس يقولون في غالب حديثهم الذي يروونه اخبرنا ولا يكادون يقولون حدثنا وكان غيرهم يقول ينبغي ان يبين السماع كيف كان فما سمع من لفظ المحدث الخلافي حدثنا؟ وما قرئ عليه قال الراوي فيه قرأت ان كان سمعه بقرائته ويقول فيما سمعه بقراءة غيره قريها وانا اسمع. وقال اكثر اهل العلم اذا كان الحديث في الاصل مسموعا فالرواء فليراويه اي يقول ما شاء من حدثنا واخبرنا ولم يروا في ذلك فرقا. وقد ذكرنا هذا الباب في كتاب الكفاية على الاستقصاء واوردنا هناك ما فيه غنية لمن وقف عليه وكان كافة من ادركنا من الشيوخ نقرأ عليهم الحديث قراءة وبعضهم كان يجعل في كل اسبوع يوما للاملاء خاصة وبقية الايام للقراءة فمن شيوخ من الذين ادركناهم وحضرنا مجالسهم للاماني. ابو الحسن محمد بن احمد بن زر بن رزقوية وابو الحسين وابو القاسم علي وابو القاسم علي وعبد الملك بن محمد بن عبد الله بن ابن بشران وابو الفتح محمد بن احمد بن ابي الفوارس وابو القاسم عبدالرحمن بن عبيد الله وكانوا يملون في ايام الجمعات وكذلك القاضي ابو بكر احمد بن الحسن الخيري وابو القاسم عبدالرحمن بن محمد السراج وابو اسحاق ابراهيم بن محمد الاسبرايني حظرت اماريهم بني سابوه ايام الايام الجمعات وكذلك حظرت املاء عيسى ابن غسان ومحمد بن علي بن حبيب المتوفي جميعا بالبصرة واملاء ابي طاهر الحسين بن علي بن سلمة وابي منصور محمد ابن عيسى ابن عبد العزيز البزاز كلاهما بهمدان. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا من الاداب المتعلقة بالرواية كيفية التعبير عن صيغ التحمل والاداء. والمشهور عند هما هاتان اللفظتان اللتان ترجم بهما وهي وهما حدثنا واخبرنا ومذهب جماعة من اهل العلم منهم البخاري وبوب عليهم في صحيحه التسوية بينهما وصنف ابو جعفر الطحاوي جزءا مفردا اسمه التسوية بين حدثنا واخبرنا والذي استقر عليه عمل اهل الحديث ان ما سمعه الراوي او التلميذ من شيخه قال فيه حدثنا وما قرأه عليه قال فيه اخبرنا يجمعهما اذا كان معه غيره. وان كان له افرد فقال حدثني واخبرني ثم ذكر المصنف انه ادرك اكثر شيوخ الحديث وهم يقرأ عليهم الحديث قراءة وكان فيهم من يجعل مجلسا في الاسبوع يملي هو من لفظه فيسمعون في ذلك المجلس منه. فاكثر ايامهم كانت بقراءة تلاميذهم واصحابهم عليهم وفي بعض مجالسهم يجعلون يوما مضروبا وميعادا مؤقتا للاملاء من الفاظهم وذكر المصنف جماعة منهم كان اكثرهم يملي ايام الجمعات. وكان من محدثين من يملي يوم الثلاثاء. فهذان اليومان هما اليومان المشهوران عند المحدثين لتخيل الجلوس فيهما لاملاء الاحاديث. وليس في ذلك شيء مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم. وان انما المرعي فيه هو تفرغ الناس له واقبالهم عليه فيه. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الثاني والعشرون املاء الحديث وعقد المجلس له. يستحب عقد المجالس لاملاء الحديث لان ذلك اعلى مراتب الراوي. ومن احسن مذاهب المحدثين مع ما فيه من جمال الديني والاقتداء بسنن السلف الصالحين. وينبغي للمحدث ان يعين لاصحابه يوم المجلس بالا ينقطع عن اشغالهم. وليستعدوا لاتيانه ويعد بعضهم بعض اعظم به واذا عين لهم اليوم واعدهم بالاملاء فيه فلا ينبغي له اخلاف موعد الا ان يقتطعه عن ذلك امر يقوم عذره به وينبغي للمحدث ان من يبلغ عنه الاملاء الى من بعد في الحلقة. ويستحب للمستملي ان يستملي وهو جالس. على موضع مرتفع او على كرسي فان لم يجد استملاء قائما ويجب ان يكون المستلم متيقظا محصلا ولا يكون ولا يكون بريدا مغفلا. يستحب له ان لا الا يخالف يستحب له الا يخالف له الا يخالف لفظ الراوي في التبليغ عنه بل يلزمه ذلك وخاصة اذا كان الراوي من اهل والمعرفة باحكام الرواية ثم يستنصف الناس ان سمع منهم لغطا. فاذا انصت الناس قال بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وانما وانما استحببت له ذلك لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال كل امر ببال لم يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم اقطع وروي لم يبدأ فيه بالحمد بالحمد لله اقطع ثم ثم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم ويصلي عليه فان اتباع ذكر الله بذكره واجب. والصلاة عليه في تلك الحال امر لازم. واذا صلى المستملي على النبي صلى الله عليه وسلم اقبل على المحدث فقال له من حدثك او من ذكرت رحمك الله؟ واذا فعل المسلم لما ذكرته قال الراوي حدثنا فلان ثم نسب شيخه الذي سماه حتى يبلغ وبنسبه منتهى والجمع بين اسم الشيخ وكنيته ابلغ في اعطامه واحسن في تكريمته. وجماعة من المحدثين تقتصر في الروايات عنهم على اسماء يمكن انسابهم اذ كان ابوهم لا يشكي ومنزلتهم من العلم لا تجهل. فمنهم ايوب ابن ابي تميمة السختياني ويونس ابن عبيد وسعيد وسعيد بن ابي بن ابي عروبة وهشام ابي عبد الله ومالك بن انس وليث ابن سعد ونحو وليث ابن سعد ونحوهم من طبقتهم واما من كان واما ممن كان بعدهم فعبدالله بن المبارك يروي عنه عامة اصحابه فيسمونه ولا ينسبونه وربما لم ينسب المحد وربما لم لم ينسب المحدث اذا كان اسمه لم ينسب المحدث اذا كان اسمه اسمه مفردا عن اهل لحصول الامان من دخول الوهم في تسميته. وذلك مثل قتادة ابن دعاء ابن دعامة ومسعى ابن كتام للهلال وشعب بن الحجاج ووكيع الجراح وهشيم ابن ابن بشير وعفان ابن مسلم ومسدد ابن مسرهل وعارم للفضل وقتيبة ابن سعيد وغيرهم. وهكذا من كان مشهورا بالنسبة او قبيلته فقد اكتفي في كثير من الروايات عنه بذكر ما اشتهر به. وان لم يسمى هو فيه. وذلك نحو الرواية عن ابن عون وابن جريج وابن لهيعة وابن عيينة وابن ابليس وابن وهب وابن ابي نجيح وابن ابي ذئب وابن ابي اويس وكنحو الرواية عن الشعبي والنخعي والزهري والتيمي والاوزاعي والشافعي والحميدي والحماري والزنج والزنجي. وهو مسلم ابن خالد المكي. وكان الزنجي لقبا لقب به اصحاب الالقاب قد غلبت القاب جماعة من اهل العلم على اسمائهم فاقتصر الناس على ذكر القابهم في الرواية عنهم فمنهم غندر واسمه محمد بن جعفر غندر واسمه محمد بن جعفر ومنهم لوين وهو محمد بن سليمان بن حبيب المصيصي ومنهم المشتدان وهو عبدالله بن ابن عمر ابن محمد ابن ابانا الكوفي ومنهم عالم وهو محمد ابن الفضل السدوسي وقيل ان عالما اسمه وليس بلقب له. والمشهور ان اسم اخي عالم بسطان ولعل اباه ايضا سماه شغبا؟ شغبا وتسمى هو بستانا والله اعلم. ومنهم سعدويه وهو سعيد سليمان الواسطي نزيل بغداد ومنهم صاعقة وهو ابو يحيى محمد بن عبدالرحيم البغدادي ومنهم مطين وهو ابو جعفر محمد بن عبد الحظامي الكوفي ومنهم نفطويه وهو ابو عبد الله ابراهيم ابن محمد ابن عروة النحو ومنهم ابو العيناء وهو محمد ابن خلاد البصري اصحاب الكنى وفي المحدثين جماعة اكتفى الرواة عنهم بذكر كناهم يونس ماهم وانسابهم لغلبتها عليهم واجتهادهم بها والامن من دخول اللبس فيها فمنهم ابو الزناد وهو هو عبدالله بن ذكوان. وقيل ان كنيته ابو عبدالرحمن وكان يلقب بابي وكان يلقب ابا الزناد فغلب عليه وابو بشر وهو جعفر بن ابي وحشية وابو معاوية وهو محمد ابن خازن وابو مسهر وابو مسهر وهو على ابن مشرق وابو اليماني وهو الحكم المنافع وابو النضر وهو هاشم القاسم وابو الوليد وهو هشام ابن عبدالملك وابو خيثمة وهو زهير ابن حرب وابو كريب وهو محمد ابن العلاء وابو نعيم وهو الفضل بن دكين وقد كان بالكوفة في طبقة ابي نعيم. محدث اخر يكنى ابا نعيم ايضا. يكنى يكنى احسن الله اليكم. يكنى ابا نعيم ايضا واسمه عبدالرحمن بن هاني النخعي. الا انه قل ما تجيء الرواية عنه الا وهو مسمى فيها او منسوب واكثر الروايات عن ابي نعيم الفرض بن دكين تجيء مقصورة على كنيته دون اسمه ونسبته. نسبة المحدثين اذا كان الراوي معروفا باسم امه وهو الغالب عليه جاز جاز نسبته اليه. وذلك مثل ابن بحينة وهو عبدالملك ابن ما لك عبد الله بن مالك بن القشب الاسري القشم الاسدي اسأل الله يعني الازدي يقال لهما الازد والاسد بالسين افصح وبالزاي اشهر هم بنو الازد يعني القبيلة المعروفة يقال بالسين وتقال بالزاي والسين افصح ولكن الزاي اشقر. نعم. احسن الله اليكم. وهو ابن مالك ابن قصب القشم الاسدي وامه بحينة بنت الحارث ابن ابن المطلب ابن عبد مناف وعبدالله بن ام مكتوم الاعمى وهو عبد الله ابن عمر ابن شريح ابن قيس ابن زائدة ابن الاصم العامري ويعلى ابن منية احسن الله اليكم ويعلى ابن منية وهو يعلى ابن امية التميمي وامية جدته ام ابيه وهي منية بنت بنت الحارث ابن جابر والحارث ابن البرصة وهو ابن ما لك والبرصاء امه ومعاذ ابن عفراء وهو معاذ بن الحارث بن رفاعة. وامه عفراء بنت عبيد بن من بني النجار. وبشير بن الخصاصية وهو وبشير بن معبد خصاصية. احسن الله اليك. وبشير بن الخصاصية وهو بشير بن معبد بن شراحين بن سعد بن ضبار بالياء ضباري. ضباري السدوسي والخصاصية هي ام الذي سقنا نسبه وباري. وهي ام ضباري الذي سقنا نسبه اليه وشرحبيل ابن حسنة. وهو شرحبيل ابن ابن عبيد ابن المطاع ابن عمرو الكندي وحسنة مولاة معمر ابن حبيب ابن حذافة الجمحي وقيل ان حسن لم ترده وانما اعتقته وتبنته ونسب اليها وهؤلاء المذكورون كلهم من الصحابة فاما من بعدهم فمنصور بن صفية وهو منصور بن عبدالرحمن بن طلحة الحجبي امه صفية بنت شيبة ابن عثمان القرشي واسماعيل ابن علية وهو اسماعيل ابن ابراهيم ابو بشر الاسدي. الاسدي اسدي الاسد. الاسد. هناك بنو الاسد وبنو الاسد. هذا الاسد. نعم. احسن الله اليكم. وهو اسماعيل ابن ابو بشر الاسد واما عاصم ابن بهدلة وهو عاصم ابن ابي النجود فقد اختلف في بهدلة فقيل هو اسم ابيه وقيل بل هو اسم وقيل هو اسم امه ومن قال هو اسم ابيه اكثر وقوله اصح والله اعلم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى من الاداب المتعلقة رواية الحديث املائه وعقد المجلس له. وانه يستحب عقد مجالس املاء الحديث ان ذلك اعلى مراتب الراوي فكان المحدثون فيما مضى يعقدون مجالس يفسدون فيها الاحاديث الى النبي صلى الله عليه وسلم وكان لتلك المجالس رونق وناموس وادب. ذكر المصنف رحمه الله تعالى طرفا منه في قوله ينبغي للمحدث ان يعين لاصحابه يوم المجلس لان لا ينقطعوا عن اشغالهم. اي اذا لم يعين لهم يوما فانه اذا فجأهم بمجلس تحديده انقطعوا عن اعمالهم طلبا لسماع الحديث. ثم ذكر انه اذا عين لهم اليوم ووعدهم بالاملاء فيه فلا ينبغي له اخلاف موعده. الا ان يقتظعه عن ذلك امر يقوم عذره به لان بذل العلم عبادة وضرب الموعد له في منزلة توقيته. والعبادات المؤقتة من وجوه كمالها الوفاء بها في اوقاتها. فالصلاة على وقتها تكون اداء فاذا صلاها العبد بعد ذهاب وقتها كانت وكذلك بذل العلم عبادة اذا وقت لها وقت فان كمال الاتيان بها على الوجه الاتم يكون بالوفاء بها على وقتها. ثم ذكر انه ينبغي للمحدث ان يتخذ من يبلغ عنه الاملاء الى من بعد في الحلقة. فربما تعظم حلقة المحدث ويكثر الناس فيحتاجون الى من يسمع من المحدث ويبلغ عنهم. ويستحب تملي وهو من يتخذ ليستخرج حديث المحدد بقوله من حدثك رحمك الله. ثم يبلغوا عنه فكان المحدث اذا جلس على كرسيه في مجلس الاملاء انتصب المملي قريبا المستملي قريبا منه. ثم قال له من حدثك رحمك الله فيسوق المحدث اسانيده ويبلغ عنه ذلك رافعا مستملي رافعا صوته بان يقول قال الشيخ حدثنا فلان قال حدثنا فلان واذا كان الجمع عظيما كان وراء المستملي من يبلغ عنه. وربما عظم المجلس فكان فيه جماعة من المبلغ وفي زمن الرواية الذهبي ربما اجتمع في المجلس الواحد بضعة عشر الفا من السامعين فيحتاجون الى من يبلغ حديث المحدث. ثم ذكر انه ينبغي ان يكون المستملي متيقظا محصلا. ولا يكون بليدا مغفلا ولا يخالف لفظ الراوي في التبليغ بل يلزمه الاقتداء به ولا سيما اذا كان الراوي من اهل والمعرفة باحكام الرواية. ثم يستنصت المستملي وهو المستخرج لحديث المحدث الناس ان سمع منهم لغى بان يأمرهم بالانصات وينهاهم عن اللغط والضوضاء. فاذا انصت الناس شرع قائلا بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين. مستفتحا بذلك الدلائل المروية في ذلك ومن هذا الحديث وهو لا يثبت بلفظيه. ولفظ البسملة ضعيف جدا. واما الروايات الاخرى ففيها ضعف كلفظ بحمد الله وبذكر الله ثم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم ويصلي عليه لان المذكور في المجلس حديثه ثم اذا صلى المستملي على النبي اقبل عن المحدث فقال له من حدثك او من ذكرت رحمك الله؟ واذا فعل المستملي ذلك قال الراوي حدثنا فلان ثم ينسب شيخه الذي سماه حتى يبلغ بنسبه منتهاه. لان تعريف الراوين بشيوخ لشيخهم على التعيين ينبغي ان تكون على وجه بين فيقول اخبرنا فلان ابن فلان ابن فلان الفلاني وينسبه نسبا تاما يتميز به واذا ذكر معه كنيته كان مستحسنا لانه ابلغ في تعظيمه واحسنوا في تكليمته ثم ذكر ان جماعة من المحدثين يقتصر في الرواية عنهم على ذكر اسمائهم بشهرتهم بذلك. وذكر منهم جماعة منهم ايوب وابي تميمة السختيان فتح السين في اللغة المشهورة. وذكر فيها الكسر والضم ايضا. فهو مثلث السين. لكن مشهورة فيه الفتح ونظيره في تدريس سينه من الاسماء المشهورة سفيان فان نسينا سفيان مثلثة فيقال سفيان وسفيان وسفيان لكن المشهور منها هو الضم ثم سمى جماعة اخرين ممن شهروا باسمائهم وتميزوا بها فاذا ذكروا عرفوا بذلك. ومن الناس من يكون مشهورا في طبقته باسمه المفرد ولا حاجة الى ذكر بقية نسبه او لقبه كقتادة في التابعين فان قتادة في التابعين اذا ذكر فالمراد به قتادة ابن دعامة السدوسي تكسر جاله وتفتح فيقال دعامة ودعامة. ومثله بعده مسعر وشعبة ووكيع وهشيم وعفان ومسدد وعارم وقتيبة فهؤلاء شهروا باسمائهم الاولى وعرفوا بذلك. فيكتفى بذكر ما شهروا به دون حاجة ما بعده ومنهم من يشهر بنسبته الى ابيه او جد له كابن عون فانه عبد الله ابن عون او ابي جريج فهو عبدالملك بن عبدالعزيز او ابن لهيعة وهو عبدالله بن لهيعة او ابن عيينة وهو سفيان ابن عيينة الى اخر ما ذكر رحمه الله تعالى من من اضيف الى ابيه او جد له ومثله ايضا من شهر بلقبه. كالشعب فان شعبي اذا ذكر في اسناد فهو عامر بن شراهيل ويقال سرحبيل الشعبي ومثله النخعي انه ابراهيم ابن يزيد النخعي ومثله الزهري فانه محمد ابن مسلم ابن عبد الله ابن عبيد الله ابن شهاب الزهري وهلم جرا ونظير هذا ايضا من شهر بلقبه فاذا ذكر بلقبه عرف فاذا قال مثلا محمد ابن بشار او محمد ابن المثنى وهما من شيوخ الائمة الستة اذا قال حدثنا غندر عرف ان غندر هذا ان غندرا هذا هو محمد ابن جعفر ومثله يقال في بقية المذكورين بالقاب بهم ومثلهم كذلك من عرفوا بكناهم كابي الزناد عبد الله بن ذكوان من تابعي من تبع اتباع اهل المدينة اوكى ابي مصهر الدمشقي ابو مسهر الدمشقي وهو عبد الاعلى بن مسهر الدمشقي او ابو الوليد الطيالس وهو هشام بن عبدالملك الطيارسي. ثم من الرواة ايضا من ينسب الى امه ويشتهر بذلك كعبد الله ابن بحينة فان بحينة امه ومثله يعلم ابن منية فهي امه الى اخر ما ذكر رحمه الله تعالى والمقصود ان المملي للحديث ينبغي له اذا ذكر احدا من الرواة ان يذكره بما يعرف به. ونظير هذا من نقل عن احد من اهل العلم فانه ينبغي له ان يسميه في المقام الاول عند ذكره بحيث يعلم مطالع هذا الكتاب انه اذا طوى ذكره فيما يستقبل فالمراد به من سماه اولا تجد من صنيع بعض حذاق المحدثين في المئة السابعة والثامنة اذا ذكروا البخاري ومسلما او مسلما في اول مقام ذكروا اسم احدهم تاما ومنه ما في كتاب الاربعين النووية فان النووي رحمه الله لما ذكر البخاري ومسلما لما ذكر البخاري ومسلما في الحديث الاول ذكر جر نسبهم تاما وكان ينبغي ايضا عمل هذا في بقية المخرجين اذا ذكروا اول مرة وكذلك في تسمية كتبهم بحيث يعلم الطالب اسم هذا الكتاب اذا اعيد ذكره مختصرا. فاذا ذكر البخاري اولا قيل اخرجه محمد ابن اسماعيل ابن ابراهيم البخاري في كتاب الجامع المسند الصحيح المختصر من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وايامه. ثم اذا ذكر مرة ثانية اكتفي بقول اخرجه البخاري. ورعاية هذا الاصل يحصل به قدر عظيم من العلم اخذا له بالتدرج شيئا فشيئا. وغفل عن هذا الاصل باخرة. فربما رأيت احدا ملأ كتابه بالعزو الى ابن ابي شيبة. ولم يسمه قط فكيف يعرف المطالع كتابه من ابن ابي شيبة هذا؟ واذا كان في المشهورين بالعلم اثنان مذكوران بهذا اللقب المقصود منهما فلا يستفيد الطالب من ذلك. فينبغي في حق من تكلم او صنف ان بالاعلام باسم من يذكره في اول مقام من شخص او كتاب او جماعة او بلد او غير ذلك حتى يكون تبينا عند مطالعيه فاذا طوى ذكره فيما يستقبل من كتابه كان معلوما عند المتلقي نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعريف المحدث بالنقص كالعمى والعور ونحوهما من الافات. لم يختلف العلماء انه يجوز ذكر الشيخ وتعريفه بصفته التي ليست نقصا في خلقته كالطور والزرقة والشقة والحمرة والصفرة. وقد جاءت الرواية عن حميد الطويل واسحاق بن يوسف واسحاق ابن يوسف الازرق وحسين بن الحسن الاشقر وجعفر بن زياد الاحمر ومروان الاصفر. وكذلك يجوز وصفه بالعرج والقصر ما هو العمل والعمش والحول والاقعاد والشلل؟ فممن ذكر بذلك في الرواية عنه؟ عمران قصير وابو معاوية الضريب وهارون بن موسى الاعور وسليمان الاعمش وعبد الرحمن ابن هرمز الاعرج وعاصم الاحول وعاصم الاحول وابو معمل المقعد ابن عبدالرحمن الاشل وجماعة يطول ذكرهم فاكتفينا بذكر هؤلاء منهم بذكر هؤلاء منهم. واذا كان الشيخ معروفا بالعلم موصوفا بالجلالة والنبل حسن ذكر ذلك في حال الرواية عنه. وان لم يكن مشهورا زكاه الراوي ان كان عدلا عنده فيقول حدثنا فلان وكان ثقة يتلوه من روى عن شيخ فاثنى عليه ومدحه وعظمه. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا قاعدة النسبة المتعلقة بالخلقة. فنسبة امرئ ما الى شيء يتعلق بخلقه نوعان احدهما ان يذكره بصفة تتعلق بالخلقة ليست نقصا ان يذكره بصفة تتعلق بالخلقة ليست نقصا كالطول والزرقة والشقرة والحمرة والصفرة فهذا جائز اتفاق. والاخر ان يذكره بصفة ناقصة تتعلق بخلقته. وهذا جائز بشرطين احدهما ان يكون قد شهر بها فلا يتميز الا بذكر ان يكون قد شهر بها فلا يتميز الا بذكرها. والاخر الا يقصد تنقصه بذكره بها. الا يقصد تنقصه ذكره بها فاذا وجد هذان الشرطان جاز ذكره بذلك كالاعمش والاعمى والضليل والاعرج والاشل واما ذكره بما ليس نقصا وهو النوع الاول فانه جائز بالاتفاق. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله استحباب الرواية عن جماعة والا يقتصر على شيء واحد يستحب للراوي ان لا يقتصر في املائه على الرواية عن شيخ واحد من شيوخه بل يروي عن جماعتهم. ويقدم من على اسناده منهم ويكون املائه عن كل شيخ حديثا واحدا فانه اعم للفائدة واكثر للمنفعة ويتعمد ما ما علا سنده وقصر متنه. وان لم يكن الراوي من اهل المعرفة وعلله واختلاف وجوهه وطرقه وغير ذلك من انواع علومه فينبغي له ان يستعين ببعض حفاظ وقته في تخريج الاحاديث التي التي يريد املائها قبل بمجلسه فقد كان جماعة من شيوخنا يفعلون ذلك فمنهم ابو الحسين ابن بشران كان محمد بن ابي الفوارس يخرج له الاملاء والقاضي عمر ابن عبدالواحد الهاشمي البصري كان ابو الحسين ابن غسان يخرج له وابو القاسم عبدالرحمن ابن محمد السراج النيسابوري كان ابو حازم العبدوي يخرج له وصاعد من محمد الاستوائي. فقيه اصحاب الرأي بنيسابوه. كان احمد بن علي الاصفهاني يخرج له. وكان ابو الحسن محمد ابن احمد ابن زرفوية يخرج الاملاء لنفسه الى ان كف بصره. ابن رزقويه ابن رزقويه يخرج الاملاء نفسه لا يكف بصرك ثم كان ابو محمد خلان يخرج له احيانا واحيانا كنت انا اخرج له فان احب الراوي خرج احاديث مجلسي لنفسه وناقلها من اصوله الى فرع الى فرعه بخطه ثم عرضها على من يثق بمعرفته وفهمه ليصبح خللا ان وجده فيها من الاغطية ما امكن تلافها. وينبغي للراوي ان يعتمد في املائه الرواية عن عن ثقات شيوخه. ولا يروي عن كذاب ولا متظاهر ببدعة ولا معروف بالفسق بل تكون روايته عن من حسنت طريقته وظهرت عدالته. قال ابو بكر اما من ثبت فسقه وظهر كذبه فلا تصح الرواية عنه واما من كان معروفا بالصدق في حديثه والامانة في نفسه وله رأي يذهب اليه في الرواية عن غيره من اهل المذاهب القويمة والاعتقادات السليمة اولى وان روى عنه جاز ذلك وحكم من صح اعتقاده وثبت صدقه الا ان الا انه يهم في حديثه هذا الحكم ايضا فينبغي للمحدث ان يتشدد في احاديث الاحكام التي يفصل بها بين الحلال والحرام فلا يرويها الا عن اهل المعرفة والحفظ وذوي الاتقان والضبط. واما الاحاديث التي تتعلق بفضائل الاعمال وما في معناها فيحتمل روايتها عن عامة الشيوخ؟ ذكر المصنف رحمه الله تعالى كلاما لاحقا بما سلف من عقد مجالس الاملاء فان المحدثين الماضيين كانوا يعقدون مجالس للاملاء يعمد احدهم قبل املاء الى الرجوع الى اصوله وهي مدوناته ومقيداته التي كتبها عن الشيوخ. فيكون مثلا ان كتب حديثا عن الاعمش واحاديث اخرى عن شعبة واحاديث ذلك كثيرة عن سفيان الثوري فاذا اراد ان يملي انتخب من مسموعاته ومروياته. وعامة المحدثين القدامى كانت لهم قدرة على التخريج لانفسهم من مروياتهم. عند عقد مجالس الاملاء كان فيهم من يستعين بغيره عند عجزه كأن يكون مشتغلا بالفقه او العربية وله رواية فيريد ان يملي فيعمدوا بعض اصحابه الى اصوله ويخرج له منها احاديث يمليها او ان يكون ممن اعجزه المرض او كف بصره فلجأ الى بعض العارفين بالحديث من اصحابه او غيرهم ليخرجوا له احاديثا من مروياته يمليها على اصحابه. ويتحرى فيما يمليه. من اصوله الصحيحة مع التوقي من الغلط فيه. وترك الرواية عن الضعفاء والمجروحين والمتظاهرين بالبدع والمعروفين بالفسق فينتخبوا روايته عن شيوخه انتخابا. لان الانتخاب يدل على عقل صاحبه وهذه كلمة مشهورة. فان المرء اذا انتخب كلاما افصح عن عقله فبقدر حسن انتخابه يبين عن حسن عقله ومثله قولهم الاختصار دليل عقل المختصر. لان حسن اختصاره يدل على منزلة في الحسن كما ان سوء اختصاره يدل على سوء عقله في معرفة العلم. ثم ذكر ما ينبغي للمحدث بان يتشدد في احاديث الاحكام بان لا يرويها الا عن اهل المعرفة والحفظ. واما الاحاديث التي تتعلق بالفضائل الاعمال فيحتمل روايتها عن عامة الشيوخ اي الذين لا يبلغون الدرجة العليا من الضبط والاتقان. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الاقتداء بذوي السنن المستقيم في ذكر تاريخ السماع القديم للسماع المتقدم مزية على ما تأخر عنه لان المتأخر يكون الخطر وعدم امان الغضب لكبر سن الراوي وتغير احواله وتناقص آلاته واختلال حفظه وبعد ذكره ولو سلم الراوي عند السن وتناهي العمر من دخول الوهم عليه في روايته لكان لمن تقدم سماعه منه الفضيلة على من سمع منه في تلك الحال الا ترى ان الا ترى ان عبد الله ابن مسعود ذكر تقدم حفظه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن على حفظ زيد ابن ثابت مفتخرا بذلك ومتبجحا به فاذا لم يشارك الراوي غيره في التحديث عن شيخه لتفرده به كان ذكره تاريخ سماعه احسن ولاظهار ما خصه الله به من تلك الفظيلة ابين قوله رحمه الله في وصف حال ابن مسعود ومتبجحا به اي به فان التبجح هو المباهاة. وربما اطلق على المباهاة المقترنة بعجب. الا انها هذا المعنى مما ينزه عنه ابن مسعود وانما الذي كان عليه ابن مسعود ممن يصلح مما يصلح وصفه به انه كان يباهي باخذه القديم عن النبي صلى الله عليه وسلم وتلقيه القرآن غضا عنه. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه تحريم رواية الاخبار الكاذبة ووجوب اسقاط الاحاديث الباطلة. يجب على المحدث الا يروي شيئا من الاخبار المصنوعة والاحاديث الباطلة الموضوعة فمنفعة ذلك باء بالاثم المبين ودخل في جملة الكذابين كما اخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ويستحب للراوي ان روى حديثا معلولا ان يبين علته واذا كان في اسناد اسم يشاكل غيره في الصورة كحبان المشابه لحيان ونحو ذلك مما يخشى التباس استحببت للراوي ان يذكر سورة واعرابه ليقيد عنه. الصلاة على النبي استحببت للراوي ان يذكر سورة اعجامه واعرابه الاعجاب هو نقط ما يحتاج للنقط. كالخاء والضاد والظاء وانها تسمى حروفا معجمة. اشتمالها على النقد فيقال بالخاء المعجمة. كما انه يقال في مقابلها المهملة فيقال بالحاء المهملة. والاعراب هو التبيين والافصاح فاصل الاعراب في لسان العرب اخراج الشيء واضحا بينا فمقصوده ان يذكر اسم في صورته واضحا بينا. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما ذكر الترحم على الصحابة رضي الله عنهم اذا انتهى المستمل في الاسناد الى ذكر النبي صلى الله عليه وسلم استحب له الصلاة عليه رافعا صوته بذلك. وهكذا يفعل في كل حديث عاد فيه ذكره صلى الله عليه وسلم واذا انتهى الى ذكر بعض الصحابة قال رضوان الله عليه ذكر ما يستحب في الاملاء رواية روايته لكافة اسوء ما يكره من ذلك خوف دخول الشبهة فيه والالتباس والالماس. والالباس احسن الله اليكم. ينبغي ان يملى من الاحاديث ما تعلق باصول المعارف وتضمن الدلائل على صحة المذاهب والاعتقادات. اذ كان ذلك اس الشرع ودعامته واصل كل نوع من من التكليف وقاعدة ويتجنب المحدث في امانه رواية ما لا تحتمله عقول العوام لما لا يؤمن لما لا يؤمن عليه فيه من دخول الخطأ والاوهام ومما رأى العلماء ان الصنوف عن روايته للعوام اولى احاديث الرخص وانت وان تعلقت بالفروع المختلف فيها دون الاصول من انفع ما تملى الاحاديث الفقهية الفقهية التي تفيد معرفة الاحكام السمعية كسنن الطهارة والصلاة واحاديث الصيام والزكاة وغير ذلك من العبادات وما تعلق بحقوق المعاملات ويستحب ايضا املاء احاديث التنظيم في فضائل الاعمال وما يحث على القراءة وغيرها من الاذكار. واذا والمحدث حديثا فيه كلام غريب فسره او مع غامض بينه غامض غامض بينه واظهره ولا يجوز للراوي ان يفسر الا ما عرف معناه اما ما لم يعرف معناه فيلزمه السكوت عنه. تراه في رواية احاديث بني اسرائيل المأثورة عن اهل الكتاب ما كره العلماء رواية احاديث الانبياء واقاصيص بني اسرائيل المأخوذة عن الصحف. مثلما رواه وهب المنبه وكان يذكر انه وجده في كتب المتقدمة وتلك الصحف لا يوثق بها ولا يعتمد عليها. وكذلك ما نقل عليه من كتاب انفسهم دون اخذه من صحفهم. فان اقتراحه واجب لازم وقد كان محمد ابن اسحاق صاحب السيرة ضمن كتبه من ذلك اشياء كثيرة. واما ما حفظ من اخبار بني اسرائيل وغيرهم من المتقدمين من رسول رب العالمين وعن صحابته الاخيار المنتخبين صلى الله عليه وعليهم اجمعين وعن العلماء من سلف المسلمين فان رواية تجوز ونقله غير محظور. املاء فضائل الصحابة ومناقبهم والنشر لمحاسن اعمالهم وسوابقهم. ان الله تعالى اختار لنبيه اعوانا جعلهم افضل الخلق واقواهم ايمانا وسد بهم ازر الدين واظهر بهم كلمة المؤمنين واوجب لهم الثواب الجزيل والزمه اهل الملة ذكرهم بالجميل فخالفت الرافضة امر الله فيهم وعمدت لمحو مآثرهم ومساعيهم واظهرت البراءة منهم وتدينت بالسب لهم يريد ليفسدوا نور الله بافواههم كما راب ذلك المتقدمون من اشباههم والله متم نوره ولو كره الكافرون وسيعلم الذين ظلموا اي منقلبيا فلزما الناقلين للاخبار والمتخصصين بحمل الاثار نشر مناقب الصحابة الكرام واظهار منزلتهم ومحلهم من الاسلام عند ظهور هذا الامر والخطب الجسيم واستعلاء الحائذين عن سلوك الطريق المستقيم. ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وان الله لسميع يعني واذا كان كل حديث يتضمن فضيلة واحدة من الصحابة من فراده فاستحب ان يقدم املاء فضائل ابي بكر ثم عمر ثم ثم كذلك يرتب الاحاديث على قدر منازل اصحابها وما يقتضيه من موجب درجاتهم واستحقاقها وليجتنب المحدث رواية ما شجر بين الصحابة ويمسك عن ذكر الحوادث التي كانت منهم ويعم جميعهم بالصلاة عليه والاستغفار لهم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة من كلامه طرفا مما يستحب املائه مع التنبيه الى ما ينبغي حبس اللسان عن املاء في المجالس العامة. وضابط الممدوح مما يلقى الى الناس من العلم. هو اذوا اليه فما احتاج اليه الناس في امور المعارف والديانات والمذاهب والاعتقادات وما تعلق من الاحاديث الفقهيات والمرويات في ابواب الترغيب والترهيب والاخلاق والرقائق هو الذي يحدث به الناس ويلقى اليهم وما كان فوق مداركهم ولا تحتمله عقولهم ولا يؤمن عليهم فيه من دخول الخطأ والاوهام فهذا مما ينبغي ان يطوى ولا يروى له ملاحظة لقوى مداركهم. وعند البخاري في كتاب العلم موقوفا عليه حدثوا الناس بما يعرفونه ان يكذب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وروي مرفوعا ولا يصح. ومن الغلط الواقع في هذا الباب ما ذكره جماعة ان مما يجتنب ذكره للعوام الاحاديث المروية في صفات ذكر هذا ابو الفضل ابن حجر في شرح كتاب العلم من فتح الباري ونسبه الى الامام ما لك. فذكر ان الامام ما لك ابن انس كره التحديث باحاديث الصفات ولا يوجد هذا الكلام من وجه مسند صحيح عن مالك وصنيع مالك في رواية الاحاديث المروية في خلافه واشار العلامة سليمان ابن عبد الله ابن محمد ابن عبد الوهاب في تيسير العزيز في الحميد في شرح باب من جحد شيئا من الصفات الى تضعيف هذا القول الذي ذكره الحاف عن الامام ما لك فهو قول علي عن الثبوت عن مالك خاصة وعن السلف عامة فالمنقول عن السلف هو التحديث باحاديث الصفات في المجالس والانكار على من انكرها. فقد روى عبد الرزاق بسند صحيح عن ابن عباس انه روى حديثا في الصفات فارتجف رجل عنده مستنكرا فقال ما فرق هؤلاء يجدون رقة عند محكمه ويهلكون عند والمتشابه يعني باعتبار حال السامع لا باعتبار حال الحديث نفسه. فابن عباس بهذا الحديث واستنكر استنكار هذا الرجل له. وروى عبدالله بن احمد في كتاب الرد على الجهمية عن وكيع بن الجراح انه حدث بحديث من احاديث الصفات فاستنكره رجل فغضب وكيع وقال ادركنا الاعمش وسفيان يعني الثوري وهم يحدثون باحاديث الصفات ولا ينكرونها. فطريقة السلف رحمهم الله تعالى من الصحابة والتابعين. واتباع التابعين التحديث باحاديث في مجالس العامة وهي نظير ايات الصفات التي تقرأ على الناس في صلواتهم. فما ذكره المصنف في كتابه عند هذا الموضع وحذفه المنتقي من الغلطات التي وقع فيها غيره والصواب ما ذكرناه من ان ذلك سائغ لا شيء فيه ولم يزل عليه عمل السلف رحمهم الله تعالى ثم ذكر مما يكره التحديث به احاديث بني اسرائيل التي تنقل عن اهل الكتاب ولا يطلع على صحتها والامثل منها ما حفظ في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والعلماء من سلف المسلمين فان روايته تجوز للاذن بذلك فانه جاء الاذن بالتحديث عن بني اسرائيل. ففي صحيح البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج. ومن احاديثهم ما علم بصدقه فهذا حجة لصحة الخبر به كالاخبار التي حدث بها النبي صلى الله عليه وسلم ومنها ما قطع بكذبه ومنها ما لم يعلم كذبه ولا صدقه فالامر واسع في ذكره. لكن لا ينبغي الشغف بذلك والاعتماد عليه كما ولع به بعض الناس باخرة خاصة من يتكلم في اشراط الساعة وعلامات يوم وما يكون في اخر الزمان من الفتن والملاحم والاكوان. فصار في الناس اليوم من ينقل من التوراة و كتب اهل الكتاب شيئا من الاخبار التي يستدل بها على تأييد ما يراه من نهاية العالم او ازدياد الفتن او ونحو ذلك وكل ذلك مما ينبغي ان يطرح ولا يشتغل به. ثم ذكر ان من اولى ما ينبغي املائه في مجالس التحديث فضائل الصحابة. ومناقبهم نشرا لمحاسنهم. وبيانا لرفعة رتبتهم واغاظة لمبغضيهم من الروافض وغيرهم ويتأكد هذا اذا كان المحدث في بلد ظهر فيه القول بالغظ من الصحابة والطعن فيهم فاذا ظهر ذلك لزمه ان يحدث بالاحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائلهم تعريفا للناس مقامهم وليجتنب رواية ما شجر بينهم من الخلاف ويمسك عن ذكر الحوادث ويعمهم جميعا بالصلاة عليهم والاستغفار لهم والترحم عليهم فان هذا هو دأب اهل السنة والحديث في معاملة الصحابة رضي الله عنهم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله كلام المحدث عن الحديث بالصحة والثبوت وغير ذلك من الصفات والنعول. يستحب للراوي ان ينبه على فضل ما يرويه ويبين المعاني التي لا يعرفها الا الحفاظ من امثاله وذويه فان كان الحديث عاريا علوا متفاوتا ووصفه بذلك. وان كان الحديث من عيون السنن واصول الاحكام ذكر ذلك. وان كان على الوصف الذي ذكرنا انفا وانضاف اليه ان يكون رواته من اهل الفقه والفتية فناهيك به. وهكذا اذا كان هوته غاية في الثقة والعدالة. مشهورين عند الكافة بضبط الرواية ورواية عبيد الله بن عمر عن القاسم بن محمد بن محمد بن محمد عن عائشة ورواية عبيد الله ايضا ومالك بن انس جميعا عن نافع عن ابن عمر وما شاكل ذلك ومن كتب عنه بعض الحفاظ المبرزين واحد الشيوخ المتقدمين حديثا كان استحسنه احببت له ذكر ذلك اذا رأى جاء اوردت وربما كان ما يستحسن من الحديث راجعا الى متنه مع سلامة اسناده وقد يعبر عن مثل ما ذكرناه انفا بانه غريب واكثر ما يوصف بذلك الحديث الذي ينفرد به بعض الرواة بمعنى فيه. لا يذكره غيره اما في اسناده او في متنه. فاما العبارة عن الحديث المستحسن بانه غريب. فاول ومن حفظت عنه عبد الله ابن عباس في حديث فذكره. واسنده المصنف رحمه الله تعالى في الاصل بسند لا يصح وتطلب الالقاب التي جرت على السنة المحدثين من المباحث النفيسة لانه يعلم بمثل هذا اوائل المتكلمين بها فان حكم على الرواة والمرويات كان قديما في عهد الصحابة والتابعين واتباعهم قبل ان تقيد كتب الحفاظ ككتب البخاري واحمد والترمذي والنسائي وعلل ابي حاتم عنل ابن ابي حاتم والدار فضني رحمهم الله. فتجد في كلام الاقدمين من الصحابة والتابعين الفاظا جعلوها للدلالة على مراتب الحديث كقولهم غريب او مسند او نحو ذلك. وتقف من هذا المبحث اللطيف على الفاظ وجدت متأخرة كقولهم حديث شريف فان هذا اللفظ لم يكن في كلام الحفاظ الاوائل وانما نشأ في المئة الخامسة فما بعدها. وقد يكون الموصوف بذلك حديثا ليس بشريف. كالاحاديث الموضوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله كراهة للسامع واضجاره بطولهم لا المحدث واكثاره ينبغي للمحدث الا يطيل المجلس الذي يرويه بل يجعله متوسطا ويقتصد في حذرا من سآمة السامع وملله واي يؤدي ذلك الى فتوره عن الطلب وكسله. ما قيل في فوات المجلس والاعادة والاعتياظ من تعدل استدراكه بالاجازة. قد جرت العادة في الحديث كراهات تكرير ماضي واستثقال الاعادة لفائته ومنقضيه. حتى قال بعض الشعراء يخاطب احد الثقلاء خلي عنا فانما انت فينا روى عمرو او كالحديث المعادي فينبغي لمن اراد سماع الاملاء البكور خوفا من فوات الميت لان واو عمرو ايش الزائدة والحديث المعاد يعني الذي يرد بعد انقضائه. نعم. احسن الله اليكم فينبغي لمن اراد سماعا لله الذكور خوفا من المجلس بتأخير الحضور وان يتعذر عليه مع ذلك اعادته من قبل شيخ لعل التمنع عادته. مستعملا في فعله ما يأثره الرؤون عن سفيان ابن عيينة ويزيد ابن هارون وجماعة ممن كان قبلهما رحمة الله عليهم وعليهما. وقد كان خلق من طلبة بالبصرة في زمن علي ابن المدين يأخذون مواضعهم في مجلسه في ليلة الاملاء ويبيتون هناك حرصا على السماع وتخوفا من الفوات. فمن فاته او شيء كان يؤثر سماعه وحال بينه وبين اعادته تعسر راويه وامتناعه فليتوصل الى استجازته واذن الراوي له في روايته فان الاجازة منزلة للسماع تالية يعد هو يعد هو الاولى وهي الثانية. وقد اوردنا في كتاب الكفايات ذكر دروبها وانواعها اختلاف العلماء في احكامها ودللنا على ثبوتها وصحة العمل بها بما فيه غنية لمن وقف عليه ان شاء الله. الثالث والعشرون من المنافسة في بين طلبته وكتمان بعضهم بعضا للظن بافادته. والذي نستحبه افادة الحديث لمن لم يسمعه والدلالة على الشيوخ والتنبيه على رواياتهم. فان اقل ما في ذلك النصح للطالب والحفظ للمطلوب مع ما يكتسب به من جزيل الاجر وجميل الذكر. ونحن نذكر ما ورد عن عن السلف في ذلك ان شاء الله. فذكر رحمه الله تعالى وجوب المناصحة فيما يروى وذكر افادة الطلبة بعضهم بعضا وينبغي لمن افيد حديث عن شيخ ان يذكر في حادث ويأتي ذلك الحديث ان فلانا فاده اياه ومن اداه لجهله فرط التيه والاعجاب والاعجاب فرط التيه والاعجاب الى المحاماة فيه والاعجاب. فرط التيه والاعجاب الى الى المحاماة عن الخطأ والعظام. كيف؟ كيف يعني ايش؟ الضياع فيها الضياع والتي يعني الكبر المقترن بالعجب نعم احسن الله اليكم. فهو بذلك الوصف مذموم مأثوم ومحتجز الفائدة عنه غير غير مؤنب ولا ملوم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى من اداب طلب الحديث ان يحرص الطلبة على افادة بعضهم بعضا بمسموع الحديث والدلالة على الشيوخ والتنبيه على رواياتهم لما في ذلك من بذل النصيحة رجاء جزيل الاجر وجميل الذكر. الا ان يعلم ان بذله لاحد لا يصلح لانه ليس ممن ترجى فائدته وانتفاعه كما قال المصنف ومن اداه لجهله فرط التيه والاعجاب الى المحاماة على الخطأ والمماراة في الصواب فهو بذلك الوصف مأذون مأثوم ومحتجز الفائدة عنه غير مؤنب ولا ملوم يعني لا يلحقه تأنيب بالدم ولا يلام على كتمه ما يعرفه من علم او شيخ فمن كان مفسدا للعلم ممن ينتسب اليه جرى جماعة من المحدثين على حرمانه من الدلالة على الشيوخ لانه يفسد العلم اذا وصل الى امثالهم. وهذا مذكور في شرح الالفية وشرح الفية العراق لفتح المغيث وغيرها. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الرابع والعشرون القول في انتقاء الحديث وانتخابه لمن عجز عن كتبه على الوجه واستيعابه. اذا كان المحدث مكثرا وفي الرواية متعسرا فينبغي للطالب ان ينتقي احد ان ينتقي حديثه وينتخبه في كتب عنه ما لا يجده عند غيره ويتجنب المعادى من رواياته. وهذا حكم الوالدين من الغرباء الذين لا يمكنهم طول اللقاء والثواب واما من لم يتميز واما من لم يتميز للطالب معاد حديثه من غيره وما يشارك في روايته مما يتفرج به. فالاولى ان يكتب وحديثه عن الاستيعاب دون الانتقاء والانتخاب. قال ابو بكر من لم تعلو في المعرفة درجته. ولا كملت الانتخاب الحديث الته ينبغي ان يستعين ببعض ففاض وقته على انتقاء ما له غرض في سماعه وكتبه. قال ابو بكر وكان ينتقي على الشيوخ ببغداد ممن ادركناه ابو الفتح محمد ابن احمد ابن ابي الفوارس وابو القاسم هبة الله ابن الحسن الطبري. فاما المتقدمون الذين لم ندركهم وقد لقينا من وقد لقينا من عنهم وكان فيهم جماعة يستفيد الطلبة بانتقائهم ويكتب الناس بانتقابهم كابي بكر ابن الجعاب وعمر البصري وعمر ابن المظفر ابي الحسن الدارقبني وغيرهم ومعنى ذلك ان عمر كان كان معظم انتخابه الاحاديث المشهورة والروايات المعروفة خلاف ما يتخير هو اكثر النقاد من كتب الغرائب والافراد. واما ابو الحسن الدارقطني فكان انتخابه يشتمل على النوعين من الصحاح والمشاهير والغرائب والمناكيب ويرى ان ذلك اجمع للفائدة واكثر للمنفعة من طرائق المحدثين في الرواية عن الشيوخ الانتخاب عليهم بان بعض مروياتهم ويسمعها منهم. فالانتخاب هو انتقاء بعض مرويات الشيخ. وسماعها عليه فيكون للشيخ من المرويات الاف من الحديد. فيعمدوا الراوي الى انتخاب مئة او اكثر يحتاج اليها ويسمعها عليه. هذا اذا كانت له في الانتخاب او يسمع بانتقاء وانتخاب غيره. وذكر المنتقي كلاما مبتورا متعلقا بشيء قبله لا يتبين الا به اذ قال ومعنى ذلك ان عمر ولم يذكر ما هذا معناه وهو المذكور في كتاب ابي بكر الخطيب قال سمعت غير واحد من شيوخنا يقول سمعت غير واحد من شيوخنا يقول كان يقال انتقاء عمر البصري يصلح ليهودي قد اسلم يصلح ليهودي قد اسلم. ثم قال الخطيب ومع ذلك ان عمر كان معظم انتخابه للاحاديث المشهورة والروايات المعروفة اي ان الحافظ عمر البصري كان ينتقي من احاديث الشيوخ ما يحتاج اليه في الدين فينتفع به حديث الاسلام. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله كن حافظ العلامة على ما ينتخبك. كان ابو الحسن علي ابن علي ابن احمد النعيمي يعلم على ما ينتخبه في اصول الشيوخ صاد صاد ممدودة وكان ابو محمد الخلال يعلم طاء ممدودة ايضا وكانت علامة محمد ابن طلحة النعال حائين احداهما الى جنب الاخرى وكانت علامة ابي فضل علي ابن الحسين ابن الفلكي الهمداني نزيل نيسابور صورة همزتين وكلهم كان يعلم في الحاشد يعلم وكلهم كان يعلم في الحاشية اليمنى من الورقة بحبر. ورأيت علامة ابي الحسن الدارقطني في اصل لبعض الشيوخ بالحاشية خطا عريضا بالحمرة وكذلك كان هبة الله بن الحسن الطبري يعلم بالحمرة الا انها كانت خطا صغيرا على اول اسناد الحديث الانتقاء ينبغي للمنتخب ان يقصد تخير الاسانيد العالية والطرق الواضحة والاحاديث الصحيحة والروايات المستقيمة ولا ولا يذهب ولا يذهب وقته في الترهات من تتبع الاباطيل والموضوعات وتطلب الغرائب والمنكرات. والغرائب التي كره العلماء الاشتغال بها وقطع الاوقات طلبها انما هي ما حكم اهل المعرفة ببطونه لكون رواتهم من يضع ممن يضع الحديث او يدعي السماع فاما ما استغرب يراويه به وهو من اهل الصدق والامانة فذلك يلزم كتبه ويجب سماعه وحفظه. ويترك المنتخب ايضا الاشتغال باخبار الاوائل مثل كتاب ونحوه فان الشغل بذلك غير نافع وهو عن التوفر على ما هو اولى قاطع. ونظير ما ذكرناه انفا احاديث الملاحم. وما يكون من فان اكثرها موضوع وجلها مصنوع كالكتاب المنسوب الى دانيال والخطب المروية عن علي ابن ابي طالب ولما اسند قول الامام احمد ثلاثة كتب ليس لها اصول. المغازي والملاحم والتفسير. قال وهذا الكلام محمول على وجه وهو ان المراد به كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة غير معتمد عليها ولا موثوق بصحتها لسوء احوال مصنفيها وعدم عدالة ناقليها وزيادات القصاص فيها. فاما كتب الملاحم فجميعها بهذه الصفة وليس يصح في ذكر الملاحم المرتقبة والفتن المنتظرة غير احاديث يسيرة غير احاديث يسيرة اتصلت الى الرسول صلى الله عليه وسلم من وجوه مرضية وطرق واضحة جلية. واما الكتب المصنفة في تفسير القرآن فمن اشهرها كتابا الكلب ومقاتل بن سليمان ولا يعلم في التفسير كتابا مصنفا سليما من علة فيه او عريان من مطعن علي واما المغازي فمن المشتهرين بتصنيفها وصرف العناية اليها محمل ابن اسحاق المضطرب ومحمد ابن عمير الواقري فاما ابن اسحاق فقد تقدمت منا الحكاية عنه انه كان يأخذ عن اهل الكتاب اخبارهم ويضمنها كتبه وروي عنه ايضا انه كان يدفع الى شعراء وقته اخبار المغازي ويسألهم ان يقولوا فيها الاشعار ليلحقها بها اما الواقدي فسوء ثناء المحدثين عليه مستفيض وكلام ائمتهم فيه طويل عريض وليس في المغازي اصح من كتاب موسى ابن عقبة مع صغره وخلوه من اكثر ما يذكر في كتب غيره. فما فما روي من هذه الاشياء عمن اشتاق عمن اشتهرت عمن اشتهر تصنيفه وعرف بجمعه وتأليفه هذا حكمه فكيف بما يريده القصاص في مجالسهم ويستمرون به قلوب العوام من زخارفهم ان النقل لمثل تلك العجائب من المنكرات وذهاب الوقت في الشغل بامثالها من اقصر التجارات. قال ابو بكر وتلك الاحاديث انما يسمعها العوام من القصاص ويطرفونهم بها ويتوصلون الى نيل ما في ايديهم بروايتها فيعلق بقلوب العوام حفظها ويبدؤون ويعيدون فيها استحسانا منهم لها وباعثوا القصاص على ذلك معرفتهم نقص العوام وجهلهم ولو صدقوا الله فيما يلقونه اليهم لكان خيرا لهم. واذا سلك الراوي طريقا تلحق به الضنة وتلوح ممن سلكها للعلماء امارات التهمة لزم اهل المعرفة بيان امره واظهار حاله واشادة ذكره ليتوقف عن الاحتجاج ليتوقف ليتوقف عن الاحتجاج به وان كان غير مقطوع على كذبه. واما اذا كشف الراوي قناعه واسقط في تخرص الكذب حياءه فيجب على انهاء امره فيجب انهاء امره الى السلطان والاستعانة في النكر عليه بمن وجد من الاعوان ويحتاج ان يبين ضعف هذه الاحاديث لهذا الرجل الذي حدث بها انها موضوعة لا اصل لها. فان رجع عنها والا عن سلطان ان ينهاه عن روايتها فان انتهى والا عاقبه بما يراه. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا من المعاني المرعية في الانتقاء ان يتخير المنتخب الاسانيد العالية والطرق الواضحة والاحاديث الصحيحة والروايات المستقيمة تجنبا الاباطيل والموضوعات والغرائب والمنكرات. لكراهة الاشتغال بها. وعدم انتفاع الخلق من قبلها. فمما حذر منه من تلك الترهات الاشتغال باخبار الاوائل ومثل كتاب المبتدأ لاسحاق ابن بشر. فان الشغل بمثله غير نافع. ونظيره كذلك احاديث الملاحم وما يكون من الحوادث في اخر الزمان. وفي ذلك قول مشهور للامام احمد ابن حنبل انه قال ثلاث كتب ليس لها اصول. المغازي والملاحم والتفسير. وحمله ابو بكر الخطيب على ان بذلك كتبا مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة لا يعتمد عليها ولا ينتق بصحتها. واحسن من هذا المعنى الذي ذكره ابو بكر الخطيب ما ذكره ابو العباس ابن تيمية الحفيد في الرد على البكري ان معنى قوله الامام احمد ثلاثة كتب ليس لها اصول المغازي والملاحم والتفسير اي ان الغالب عليها انها مرسلة ومنقطعة اي ان الغالب عليها انها موصلة ومنقطعة انتهى كلامه. وغالب الكتب المصنفة في هذه الابواب داخلها الضعف والوهن وامتدح المصنف رحمه الله تعالى كتابا في احدها وهو كتاب المغازي لموسى ابن عقبة المدني وهو كتاب لطيف لكن ليس بايدي الناس اليوم الا احاديث منتخبة منه طبعت باسم احاديث منتخبة احاديث منتخبة من كتاب المغازي لموسى ابن عقبة واما اصول الكتاب فانه مفقود ولم يذكر المصنف رحمه الله تعالى شيئا يستحسن في التفسير والملاحم والفتن. واحسن الكتب المسندة في التفسير كتاب ابي جعفر ابن ابن جرير الطبري المسمى بجامع البيان انه كتاب وفيه قال ابو بكر ابن خزيمة لو رحل احد الى الصين في تحصيل تفسير ابن جرير كان قليلا واما الفتن والملاحم فاحسن الكتب المصنفة فيها كتاب السنن الواردة في الفتن كتاب السنن الواردة في الفتن لابي عمرو الداني رحمه الله فهو امثل من كتاب الفتن لنعيم بن حماد الخزاعي المشهور فاحاديثه اقوم رجالا واصح وانفع منه لكثرة ما فيه من الاثار كتاب الفتن من مصنف ابن ابي شيبة. فانه مليء بالاثار المسندة عن الصحابة في هذا الباب ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى مما ينبغي ان يعتزل حال القصاص في الذين يميلون اليهم العوام بهذه الاحاديث الغرائب. ومن عرف منه تعمد الكذب وجب رفع امره الى السلطان لينهاه عن ذلك. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الوصف بالحفظ الوصف بالحفظ على الاطلاق ينصرف الى اهل الحديث خاصة وهو سمة لهم لا يتعداهم ولا يوصف ولا يوصف بها احد سواهم لان يقول حدثنا فلان الحافظ فيحسن منه اطلاق ذلك. اذ كان مستعملا عندهم يوصف به علماء اهل النقل ونقادهم. ولا يقول القارئ لا قال لي فلان الحافظ ولا يقول الفقيه درسني فلان الحافظ. ولا يقول النحوي النحوي علمني فلان الحافظ فهي اعلى صفات المحدثين واسمى درجات الناقلين ومن وجدت فيه قبلت اقاويله وسلم له تصحيح الحديث وتعليله. غير ان المستحقين لها يقل معدودهم بل يتعذر وجودهم فهم في قلتهم بين المنتسبين الى مقالتهم اعز من مذهب السنة بين سائر الاراء والنحل واقل من عدد المسلمين في مقابلة جميع اهل الملل ولقلة من يوجد من اهل الحفظ والاتقان. قيل ان احدهم يولد بعد برهة من الزمان. فمن فمن صفات الحافظ الذي يجوز اطلاق هذا اللفظ في تسميته ان يكون عارفا بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم مصيرا مميزا باسانيدها يحفظ منها ما اجمع اهل المعرفة على صحته وما اختلفوا فيه الاجتهاد في حال نقلته يعرف فرق ما بين قولهم فلان حجة وفلان ثقة ومقبول وسط ولا بأس به وصدوق وصالح وشيخ ولي وضعيف ومتروك وذاهب الحديث. ويميز الروايات بتغاير العبارات. نحو عن فلان وان فلانا ويعرف اختلاف الحكم في ذلك. بين ان يكون المسمى صحابيا او تابعيا. والحكم في قول الراوي قال فلان وعن فلان كذلك وان ذلك غير مقبول من المدلسين دون اثبات السماع على اليقين. ويعرف اللفظة في الحديث تكون وهما. وما عداها صحيحا الالفاظ التي ادرجت في المتون فصارت بعضها لاتصالها بها. ويكون ويكون قد انعم النظر في حال الرواة من معاناة علم الحديث دون ما سواه لانه علم لا يعلق الا بمن وقف نفسه عليه. ولم يضم غيره من العلوم اليه. وليس يكفيه اذا نصب نفسه للفتية ان يجمع في ما ذكره يحيى دون معرفته به ونظره فيه واتقانه له فان العلم هو الفهم والدراية وليس بالاكثار والتوسع في الرواية ينبغي له ان يكون قد اكثر من الحديث كتابة وسماعا ويلزم نفسه نظرا في علمه واطلاعا مديما ذلك من غير تقصير ومشمرا في في غاية التشمير فان ذلك سبب حفظه ومعرفته لمن رزقه الله ومن بموهبة وقد ذكرنا ان الحفظ ارفع درجات الحديث واعلاها واشرف منازل الرواية واسماها وابنا عزة وجود المتحققين به وذلك غير مانع من ابتغائه فينبغي للطالب ان يخلص في الطلب نيته ويجدد للصبر عليه عزيمته فاذا فعل ذلك كان جديرا ان ينال منه بغيته ولو لم يكن الاقتصاد على سماع الحديث وتخليده الصحف دون التميز بمعرفة صحيحه من فاسده والوقوف على اختلاف وجوهه والتصرف في انواع علومه الا تلقيب المعتزلة والقدرية من سلك تلك الطريقة بالحشوية لوجب على الطالب الانفة لنفسه ودفع ذلك عنه وعن ابناء جنسك والرئاسة التي اشار اليها ابو عاصم انما هي اجتماع الطلبة على الراوي للسماع منه عند علو سني وانصرام وربما عاجلته المنية قبل بلوغ تلك الامنية فتكون اعظم لحسرته واشد لمصيبته. واذا تميز الطالب بفهم الحديث ومعرفته تعجل بركة ذلك في شبيبته والطريق اليهما ذكرناه من من دوام السماع والاكثار منه والمطالبة له والنظر فيه والمذاكرة به وصرف العناية اليه وسنرتب ذلك ترتيبا ينتفع به من وقف عليه ان شاء الله. ذكر المصنف رحمه الله تعالى من المسائل الحديثية المتعلقة بصنعة اهله في مراتبهم وصف الحاذق منهم بالحفظ فكان يطلق على المتقدم في معرفة الحديد لقب الحافظ. ولا يوصف به غيرهم فليس وصفا لنحو ولا مقرئ ولا اخباري وانما هو من اوصاف اهل الحديث. وهو في الناس قليل في الزمن الاول فضلا عن الزمن المتأخر. حتى بلغ بعض الناس اذ ذكر ان الحافظ لا يولد الا بعد برهة من الزمن اي مدة مديدة. قدرها بعضهم بسبعين سنة. لان السبعين بلسان العرب لفظ يراد به التكثير وقال بعضهم لا يولد الحافظ الا على رأس كل مائة سنة. ثم ذكر من صفاته الحافظ انه يكون عارفا بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيرا مميزا لاسانيدها. عارفا باصطلاحات اهله في صنعتهم رواية ودراية. والجامع لوصف الحفظ هو من كان حاذقا في الحديث رواية ودراية مع حفظه لكثير من المرويين يأتي باسانيدها ومعرفة رجالها ومراتب الحديث صحة وضعفا. وهذا امر نسبي يختلف باختلاف الازمنة فمن يكون حافظا اليوم لا يعدل مرتبة الاولين كاحمد والبخاري والدارقطني لكنه بالنسبة الى اهل زمانه حافظ. لكن لا يصح له اسم الحافظ الا اذا اطلقه وعليه المحدثون اما اذا اطلقه عليه الشببة المتحمسون فانه لا يبالى بمثل هذا اللقب. فان الاصل ان الحفظ هو المعرفة وليس هو مجرد سرد المتون. فان سرد المتون لا يستحق به. المتصل اسم الحافظ قال عبدالرحمن بن مهدي الحفظ المعرفة. اي معرفة مراتب الاحاديث. وتمييز احوال رواتها اما من يحفظ الفاظ المرويات فهذا لا يسمى حافظا ولو حفظ الفاظ الاحاديث وهي في الستة او غيرها فمن يحفظ الفاظ المرويات في الستة ولا يفرق بين الاعمش والاعشى ويظن الاعشى من رواة الحديث وليس من الشعراء ولا يعرف اسم الاعمش اهو سليمان ابن مهران ام عبدالرحمن ابن شيبان ام محمد ابن يعلى؟ فان هذا لا يسمى حافظا ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان من النقص في التقدم في الحديث ما ذكره ابو من الضحاك ابن مخلد النبيل في كلمة مشهورة عنه اسندها الخطيب في كتابه وطواها المختصر مع تعلق قوله والرئاسة التي اشار اليها ابو عاصم في هذا القول وهو قوله الرئاسة في الحديث بلا راية رئاسة نذلة. الرئاسة في الحديث بلا دراية. رئاسة ندلة. اي لا فيها فان قصارى امر المشتغل بالحديث حين ذلك ان السامعين عليه يستفيدون منه عند علو سنه وانصرام عمره رغبة في علو اسانيدهم. اما فهم المعاني وادراك الاحكام فلا ينتفعون به فيها نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الخامس والعشرون القول في كتب الحديث على وجهه وذكر الحاجة الى في الجمع اصناف علومك. من اول ما ينبغي ان يستعمله الطالب شدة الحرص على السماع والمسارعة اليه والملازمة للشيوخ وينبغي له الا تفارقه محضرته وصحفه لئلا يعرض له من يحدثه مما يحتاج الى كتبه ويبتدأ بسماع الامهات من كتب اهل الاثر والاصول في السنن واحقها بالتقديم كتاب الجامع والمسند الصحيح ان محمد ابن اسماعيل ومسلم ابن الحجاج النيسابوري ومما يتلو الصحيحين سنن ابي داود السجستاني وابي عبد الرحمن النسوي وابي عيسى الترمذي وكتاب محمد ابن اسحاق ابن خزيمة النيسابوري الذي سلط على نفسه اخراج سنده بنقل العدل عن العدل الى النبي صلى الله عليه وسلم. ثم كتب المسانيد للكبار مثل مسند ابي عبد الله احمد ابن ابن احمد ابن محمد ابن حنبل وابي يعقوب اسحاق بن ابراهيم المعروف بن راهوية وابي بكر بن عبدالله وابي الحسن عثمان بني محمد بن ابي شيبة العبسي وابي خيثمة زهير بن حرب النسائي وعبد ابن حميد الكشي واحمد بن سنان الواسطي ومن الطبقة التي بعد هؤلاء ما يوجد من مسند يعقوب ابن ابي شيبة السدوس واسماعيل ابن اسحاق القاضي ومحمد ابن ايوب الرازي ومسند الحسن بن سفيان النسوي وابي يعلى احمد ابن احمد ابن علي احمد ابن علي الموصلي ثم الكتب المصنفة في الاحكام الجامعة للمسانيد وغير المسانيد مثل كتب ابن جريج وسعيد ابن ابي عروض وعبدالله بن المبارك وسفيان بن وسفيان بن عيينة وهشيم بن كسير وعبدالله بن وهب بشير وهو شيم ابن ابن بشير وعبدالله بن وهب والوليد بن مسلم ووكيع بن الجراح وعبد الوهاب بن عطاء وعبد الرزاق بن همام وسعيد بن منصور وغيرهم واما موطأ واما موطأ ما لك بن انس فهو المقدم في هذا النوع ويجب ان يبتدأ بذكره على كل كتاب لغيره. ثم الكتب المتعلقة للحديث فمنها كتاب احمد بن حنبل وعلي ابن المدير فمنها كتاب احمد بن حنبل وعلي بن المديني وعبد الرحمن بن ابي حاتم وابي علي الحافظ النيسابوري وابي الحسن علي ابن عمر الدارقطني وكتاب التمييز لمسلم ابن الحجاج القشيري ثم تواريخ المحدثين وكلامهم في الرواة مثل كتاب يحيى ابن معين الذي يرويه عنه عباس بن محمد الدوري وكتابه الذي يرويه عنه المفضل ابن غسان الغلابي كتابه الذي يرويه عنه حسين بن حبان البغدادي وتاريخ خليفة بن خياط العصفري وابي حسان الزيادي ويعقوب ابن سفيان الفساوي واحمد ابن ابي خيثم اتى النسائي وابي زعثة الدمشقي وحنبل ابن اسحاق الشيباني ومحمد بن اسحاق السراج النيسابوري وكتاب الجرح والتعديل لعبد الرحمن ابن ابي حاتم الرازي ويربي على هذه الكتب كلها ويربي على هذه الكتب كلها تاريخ محمد ابن اسماعيل البخاري فاذا احرز صدرا مما ذكرناه عليه ان يشتغل بالسماع والكتب للفوائد المنثورة غير المدونة غير المدونة المجموعة ويعمد لاستيعابها دون انتخابها. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة ما ينبغي ان يبتدأ الحديثي بالاشتغال بكتبه وسماعه من مدونات اهل الحديث فان اهل الحديث صنفوا السنن صنفوا الصعاح والسنن والمسانيد والمعاجم والمصنفات والجوامع والاجزاء فلهم كتب كثيرة متعددة الانواع واستقر الامر باخرة بعد المئة السابعة الى يومنا هذا على تقديم الاعتناء في الصحيحين. ثم اتباعهما بكتب السنن الاربعة سنن ابي داوود فالترمذي سعيد فابن ماجة. وهذه هي الكتب الستة. وورائهن موطأ الامام ما لك وسنن الدارمي ومسند احمد وسنن البيهقي الكبرى. فهذه الكتب العشرة هي بالدرس رواية ودراية وقل ان يخرج منها حديث يحتاج اليه بل ترى ابو الفرج ابن رجب رحمه الله انه لا يخرج عن الكتب الستة حديث يشتمل على اصل من اصول الاسلام. اي من احكام التي يحتاج اليها الناس على وجه الاستقلال. فينبغي ان يكون شغل الطالب بتحصيل هذه الكتب وقراءتها وتفهم معانيها وعرضها على الشيوخ. والنظر في الكتب التي تتعلق بها من جهة الرجال والعلل والتصحيح والتضعيف وشرح المعاني وبيان الغريب واشباه ذلك فاذا استولى طالب الحديث على هذه الكتب الستة فهما وادراكا رواية ودراية فقد استولوا على عظم الرواية في كتب الحديث. فالعارف بهذه الكتب يكون قد حصل اكثر من اربعة اخماس العلوم المتعلقة بالحديث رواية ودراية. ولا يخرج عن ذلك الا نزر يسير طالع المطولات الحديدية رواية ودراية وقف عليه. والاعتماد على الكتب الاصول يسهل الوصول كما ان تضييع الوقت في كتب اخرى دونها مما يذهب به الوقت مع قلة نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله والحديث يشتمل على المسند والموقوف والمرسل والمقطوع والقوي والضعيف والصحيح والسقيم وغير ذلك من الاوصاف المختلفة والنعوت المتغايرة وفي كتب كل فائدة نحن نشير اليها ونذكرها على التفصيل لانواع التي وصفناها وغيرها مما لم نصفه وان شاء الله فاما الاحاديث المسندات الى النبي صلى الله عليه وسلم فهي اصل الشريعة ومنها تستفاد الاحكام وما اتصل منها سنده وثبتت عدالته فلا خلاف بين العلماء ان قبوله واجب والعمل بان قبوله واجب واجب والعمل به لازم والرد والراد له اثم واما الاحاديث الموقوفة الموقوفات على الصحابة فقد جعلها كثير من الفقهاء في منزلة مرفوعات الى النبي صلى الله عليه وسلم في لزوم العمل بها او تقديمها على القياس والحاقها بالسنن. واما الاحاديث المرسلات عن النبي صلى الله عليه وسلم فهي ايضا عند خلق من العلماء اي بمنزلة المسندات المتصلة في تقبلها والعمل بمتضمنها ومن لم يرها كذلك من نقاد الاثار وحفاظ الاخبار فانه يكتبها بها وليجعلها علة لغيرها. وحكم المعضل مثل حكم المرسل في الاعتبار به فقط. واما المقاطيع فهي الموقوفات على التابعين فيلزمك كتبها والنظر فيها لتتخير من اقوالهم ولا تشد عن مذاهبهم. واما احاديث الضعاف ومن لا يعتمد على روايته فتكتب للمعرفة والا والا تقلب الى احاديث الثقات. ويعتبر بها ايضا غيرها من الروايات. كتب احاديث التفسير. قال واخبرنا ابو محمد الحسن ابن علي ابن احمد ابن بشار السابوري بالبصرة قال حدثنا ابو بكر محمد ابن احمد ابن ابن محموية العسكري قال حدثنا ابو الوليد محمد بن احمد بن ابن بريد الانطاكي قال حدثنا الهيثم الجميل قال حدثنا ابو عوانة عن عن عبد الاعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار وهذا كله يدل على ان التفسير يتضمن احكاما طريقها النقل فيلزم كتبه ويجب حفظه الا ان العلماء قد احتجوا في التفسير بقوم لم يحتجوا بهم في مسند الاحاديث المتعلقة بالاحكام. وذلك لسوء حفظهم الحديث. وشغلهم وشغلهم بالتفسير. فهو بمثابة عاصم ابن ابي ابن ابي النجود حيث احتج به في القراءات دون الاحاديث المسندات لغلبة علم القرآن عليه فصرف عنايته اليه كتب احاديث المعازي تتعلق بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم احكام كثيرة. فيجب كتبها والحفظ لها. كتب اشعار المتقدمين بالشعر الحكم النادرة والامثال السائرة وشواهد التفسير ودلائل التأويل. فهو ديوان العرب والمقيد للغاتها ووجوه خطابها كتبه للحاجة الى ذلك كتب كلام الحفاظ في الجرح والتعديل. لما كان اكثر الاحكام لا سبيل الى معرفته الا من جهة النقل. لزم النظر في حال الناقلين والبحث عن عدالة الراوين فمن ثبتت عدالته جازت زوايته والا عدل والا عدل عنه والتمس معرفة الحكم من جهة غيره لان الاخبار حكمها حكم الشهادات في انها لا تقبل الا عن الثقات. ويقال ان اول من تكلم في احوال الرواة شعبة ابن الحجاج. وكلام يحيى ابن معين هذا فيه بيان ان من علم من ان من علم من حال الرواة امرا لا يجوز معهم قبول روايتهم وجب عليه اظهاره لان الحديث لا يكتفى في قبوله لمجرد الصلاح والعبادة كما لا يكتفى بذلك في قبول الشهادة. واذا اجتمع في اخبار رجل واحد معاني مختلفة من المحاسن والمنافع والمطاعم والمثالب وجب الجميع ونقله. وذكر الكل ونشره ما لا يفتقر كتبه الى الاسناد. كل ما تقدم يفتقر كتبه الى الاسناد فلو اسقطت اسانيده واقتصر على الفاظه فسد امره ولم يثبت حكمه. لان الاسانيد المتصلة شرط في صحته ولزوم العمل به واما اخبار الصالحين وحكايات الزهاد والمتعبدين ومواعظ البلغاء وحكم الادباء فالاسانيد زينة لها وليست شرطا في تأديتها وعلى كل حال فان كتب الاسناد او فان كتب الاسناد اولى سواء كان الحديث متعلقا بالاحكام او بغيرها. ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان حديث المأمور بكتبه وجمعه يشتمل على انواع متعددة من علوم الحديث فمنه الحديث المسند الموقوف هو المرسل والمقطوع والقوي والضعيف الى غير ذلك من الاوصاف التي استكمل المصنف نعتها وبين المقصود بها في كتاب ثم ذكرها هنا ما ينبغي رعايته في كتبها فذكر ان الاحاديث المسندات ان النبي صلى الله عليه وسلم هي اصل الشريعة ومنها تستفاد الاحكام. فينبغي ان يعتني الطالب وجمعها وحفظها. فالمقدم من الاحاديث حفظا وفهما ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وبعدها الاحاديث الموقوفة عن الصحابة فان كثيرا من الفقهاء جعلوها بمنزلة المرفوعات الى النبي صلى الله عليه وسلم في لزوم العمل بها عند خلو الباب من حديث مرفوع فهذا وجه قوله جعلها كثير من الفقهاء بمنزلة مرفوعة اي عند خلو الباب من حديث مرفوع فتكون العمدة على الموقوفات. وكانوا يقدمون على الرأي والقياس ويلحقونها بالسنن. ومما يكتب ايضا الاحاديث المرسلة عن النبي صلى الله عليه وسلم مما رفعه التابعون هنا وهي ليست بمنزلة المتصل صحة لكن ذهب جماعة من الفقهاء الى الاعتداد به عند خلو الباب من حديث مسند مرفوع. قال العراقي في الفيته واحتج به مالك النعمان وتابعوهما به ودانه. الى اخر ما ذكر في باب المرسل. ومثله كذلك الاحاديث المعضلة ودونها المقاطيع من الموقوفات على التابعين. فيحسن كتبها والنظر فيها ليتخير من اقوالهم ولا يشد عن مذاهبهم ولا سيما في تفسير القرآن الكريم. فان جملة من ايات الكتاب يعول فيها على ما ذكره فيها التابعون واجمعوا عليه. لعدم وجود حديث مرفوع ولا شيء مأثور عن الصحابة فيه. فتكون على ما ذكره التابعون في تفسير الاية. واما الاحاديث المروية عن الضعاف ومن لا يعتمد على روايته فتكتب للمعرفة اي للعلم بها. لان لا تقلب الى احاديث التقات. ويعتبر بها ايضا غيرها من الروايات اي يعارض بها غير من الروايات ويقابل بها فيعرف الصحيح والضعيف. ثم ذكر كتب احاديث التفسير للاحتياج اليها في فهم كلام الله سبحانه وتعالى. واورد حديثا مسندا شديدا في التحذير من القول في تفسير القرآن بلا علم وهو حديث ابن عباس من قال بالقرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار. رواه الترمذي وغيره ومداره على عبد الاعلى ابن عامر الثعلب احد الضعفاء الا ان معناه صحيح فالقرآن يحرم القول في تفسيره بلا علم وبسط هذا المعنى ابو العباس ابن تيمية الحفيد في اخر مقدمته في التفسير ثم بين ان العلماء احتجوا في التفسير بقوم لم يحتجوا بهم في مسند الاحاديث المتعلقة بالاحكام. ممن عن رتبة الثقات. ووجه ذلك عندهم هو ان التفسير مما يعرف تارة بوجوه غير وجوه النقل كأن يعرف بطريق اللغة العربية ان يعرف بالجادة المستديمة للشرع في لفظ ما فاذا روي في ذلك شيء وفي رواته مغمز خفيف مشوه به ولم يتشددوا في بيان معاني التفسير المأثورة كتشددهم في اسانيد احاديث الاحكام ومن جملة ما يكتب ايضا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكذلك اشعار المتقدمين ان في الشعر الحكم النادرة والامثال السائرة وشواهد التفسير. فهو بحق ديوان العرب. وهذه الكلمة عن عمر ابن الخطاب قال الشعر ديوان العرب رواه ابن سعد في الطبقات وغيره والى ذلك اشرت بقول حاول الشعر وميز بحره. انما ذا الشعر ديوان العرب واقطع الايام في تطلابه واهجر الجهال واهجر الاغمار جهال الادب. واهجر الاغبار جهال الادب فالشعر العربي القديم له نفع كثير في الادراك والفهم وفي استقامة مدارك الانسان لانه مطبوع على العربية الفصيحة والسليقة السوية التي كان عليها العرب الذين شهدوا التنزيل فينبغي ان يستكثر الانسان من حفظ ما ينتفع منه اذا كانت له مكنة في قرضه ونظمه فذلك انفع له. ثم ذكر مما ينبغي كتب كلام الحفاظ في الجرح والتعديل في الكلام على الرواة جرحا وتعديلا وتوثيقا وتضعيفا للاحتياج الى كلامه في الحكم على المرويات ثم ذكر مما لا يفتقر الى كتب اسناده الاخبار العامة والتواريخ السائرة من الحكايات والمواعظ والحكم فالاسناد لها زينة وليس شرطا في تأديتها. ولم يكن الاوائل يشددون في نقل الاخبار والحكايات والمواعظ والقصص. الا اذا تضمنت ما يخالف دلائل الشرع. فاذا كان فيها معنى من المعاني المخالفة للشرع تطلبوا في اسانيدها ما يوجب القدح فيها. اما ان سلمت من ذلك فانهم يمرون ويذكرونها ولم يكن هذا عيبا عندهم ولا يغض على احد به ولا يطعن فيه لاجله اذا تأملت كتب الزهد التي صنفها الائمة الكبار التي صنفها الائمة الكبار كاحمد وابي داوود واسد ابن موسى وابن ابي شيبة ووكيع بن الجراح وهنادي بن السري وابي بكر البيهقي وجدتها طافحة بذكر الحكايات والاخبار والقصص باسانيد لا يرفع اليها رأس لكن ليس المقام مقام تطل برواية الثقة والتشدد في اسنادها عن الاثبات فباب الحكايات والمواعظ والقصص باب واسع ما لم يخالف شيئا من الاحكام الشرعية. هذه طريقة السلف رحمهم الله تعالى. اما التشدد في ذلك المفضي الى كثير من الاخبار التاريخية والاحوال السابقة فهذه من اوابد العصر الحادثة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله السادس والعشرون الرحلة في الحديث الى البلاد النائية للقاء الحفاظ بها وتحصيل الاسانيد العالية. المقصود في الرحلة في الحديث امران احد احدهما تحصيل علو الاسناد وقدم السماع. والثاني لقاء الحفاظ والمذاكرة لهم والاستفادة عنهم. فاذ كان الامران موجودين في بلد الطالب ومعدومين في غيره فلا فائدة في الرحلة. والاقتصار على ما في البلد اولى. واذا عزم الطالب على الرحلة فينبغي له ان لا يترك في من الرواة احدا الا ويكتب عنه ما تيسر من الاحاديث وان قلت وقد رحل في الحديث الواحد جماعة من السلف ذكرنا اسماءهم واوردنا في كتاب الرحلة في في الحديث فغنينا عن اعادتها في هذا الكتاب؟ قال ابو بكر والطلب المفروض على كل مسلم انما هو طلب العلم الذي لا يسع جهله فتجوز الرحلة بغير اذن الابوين ان لم يكن ببلد الطالب من يعرفه واجبات الاحكام. وشرائع الاسلام فاما اذا كان قد عرف علم المفترض علم المفترض عليه فتكره له الرحلة الا باذن ابويه. قال ابو بكر واذا منع الطالب ابواه عن تعلم العلم المفترض فيجب عليه مداراة مداراتهما والرفق بهما حتى تطيب له انفسهما ويسهل من امره ما يشق عليهما ذكر شيء من وجوب طاعة الابوين وبرهما وترك الرحلة مع كراهتهما ذلك وسخطهما ثم ذكر الاحاديث في ذلك. وينبغي للطالب ان يتخير لمرافقته من يشاكله في مذهبه ويوافقه على غرضه ومطلبه ويستحب البكور في يوم مسير. توديع الاخوان والمعارف ينبغي الا يخرج الا بعد توديعه اخوانه ووصاته اياهم بالدعاء له. ثم ذكر الدعاء عند التوديع ودعاء الركوب للراحلة ينبغي للطالب اذا نزل بالبلد الذي اليه رحل ان يقدم لقاء من به من المشايخ. ويتعجل السماع منهم خوف اعتراض الحوادث. ويسمع من كل لشيخ ما ليس عند غيره وما اشترك المشايخ فيه فليقتصر على سماعه من احدهم. وليعلم الطالب ان شهوة السماع لا تنتهي والنهمة من الطلب لا تنقضي والعلم كالبحار المتعذر كيلها والمعادن التي لا ينقطع نيلها فلا ينبغي له ان يشتغل في في الغربة الا بما يستحق لاجله عود الطالب الى وطنه واختيار اقامته على ضعنه اذا بلغ الطالب مروه وحاز في الرحلة ما قصد له من سماع علو الاسانيد وتحصي فوائد الشيوخ فينبغي له الرجوع الى وطنه والاشتغال بالنظر فيما جماه لما لما حدثنا ابو الحسن علي ابن القاسم ابني الحسن الشاهد املاء من حفظه. قال حدثنا ابو روق احمد بن محمد بن بكر الهزاني. قال حدثنا محمد بن النعمان بن النعمان ابن شبل الباهلي عن مالك ابن انس عن سمي عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السفر او قطعة من العذاب يمنع احدكم طعامه وشرابه ومنامه فاذا قضى احدكم نهمته من وجهه فليعجل الى اهلي. قال الشيخ ابو بكر صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصفه السفر وما زال صادقا مصدوقا فان المسافر يقاسي من الاهوال ومشقة الحل والترحال ومعاناة النصب النصب وشدة التعب النصب النصب وشدة التعب والسير مع الخوف في الليل البهيم ما يستحق وصفه بانه العذاب الاليم ذلك في حق صاحب الحديث اكثر وحظه مما ذكرناه واجزل من حظ غيره واوفر. فعود الطالب الى مستقره احمد واشتغاله بالنظر فيما حصله النفع عليه واعوج ذكر المصنف رحمه الله تعالى من اداب طلب الحديث الرحلة فيه تحصيلا لعلو اسناد وقدم السماع وطلبا للقاء الحفاظ والمذاكرة لهما. واذا وجد هذان الامران في بلد الطالب قدم ذلك واكتفى به. ثم ذكر ان العلم المفروض على كل مسلم تجب الرحلة فيه ان ان الطلب المفترض على كل مسلم اذا تعطل علمه به فتجوز الرحلة فيه بغير باذن الوالدين فاذا لم يكن للانسان معلم يلقنه احكام الدين في بلده مما هو فرض عليه وجب عليه ان يرتحل ولم يلزمه اذن والديه. لكنه يجتهد في مدارتهما والرفق بهما حتى تطيب لهم انفسهما بالاذن له بالرحلة في العلم المفترض. فان اصر لم تجب عليه طاعتهما ولا يأثم بالخروج. اما العلم المستحب فانه يكره له ان يخرج بطلبه الا باذن والديه ثم ذكر جملة من الاداب المتعلقة السفر عامة بالنظر الى استحباب التبكير فيه وتوديع الاصحاب ثم ذكر ان من الممدوح للمسافر اذا فرغ من نعمته وقضى طلبته ان يبادر بالرجوع الى اهله. والاصل في ذلك حديث ابي هريرة في الصحيحين السفر قطعة من العذاب الحديث. والعذاب المذكور في الحديث فسره تمامه. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال يمنع احدكم طعامه وشرابه ومنامه. فهذا هو العذاب. فان العين والباء موظوعة في لسان العرب لقطع الشيء عن غيره ومنه سمي الماء الذي ينتفع به كاربه ماء عذبا لانه يقطع حاجة شاربه عن طلب ماء اخر. والسفر قطعة من ليس المراد قطعة من العقاب. وانما هو من جملة القواطع التي تقطع العبد عن مراده وفسر هذا القطع بمنعه طعامه وشرابه ومنامه. وارشد العبد اذا قضى نهمته اي بغيته من في سفره ان يعجل بالرجوع الى اهله. ومن المقولات السائرة وسيلة الظفر. السفر وسيلة الظفر. اي ان من سافر وغامر ظفر بمؤمله فكان سفره وسيلة لظفره. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله السابع والعشرون حفظ الحديث ونفاذ فيه وانعام النظر في اصنافه وغروبه ودروب فيه. اذا استقرت بالطالب داره وانقضت من السفر والاغتراب اوطاره فليأخذ نفسه بالنظر فيما كتب والتدبر لعلم ما طلب. معرفة الحديث ليست تلقينا وانما هو علم يحدثه يحدثه الله في القلب. اشبه الاشياء وبعلم الحديث معرفة الصرف ونقض الدنانير والدراهم فانه لا تعرف جودة الدينار والدراهم بلون ولا مس ولا طراوة ولا ولا نقش ولا صفة تعود الى صغر او كبر ولا الى ضيق او سعة وانما يعرفه الناقد عند المعاينة فيعرف البهرج والزاني والخالص والمغشوش وكذلك تمييز الحديث فانه علم يخلقه الله تعالى في القلوب بعد طول الممارسة له والاعتناء به فمن الاحاديث ما تخفى علته فلا يوقف عليه الا بعد النظر الشديد ومضي الزمن البعيد. ومنها ما قد كفى راويهم مؤنته وابانا في اول حاله علته ينبغي ان يكون قصد الطالب الحفظ ابتغاء وجه الله تعالى والنصيحة للمسلمين في الايضاح والتبيين وليجتنب ارتكاب المحرمات ومواقعة الامور المحظورة ويأخذ نفسه باتباع اوامر الحديث والعمل به ويطيب كسبه غذاءه ويقل طعامه. ما ينبغي للطالب ان يوظفه على نفسه من مطالعة الحديث في الليل وادامة درسه. قال ابو بكر انما اختاروا المطالعة بالليل لخلو القلب فان خلوه يسرع اليه الحفظ. وليس يكون قلة الغم الا مع خلو السر وفراغ القلب والليل واقرب الاوقات من ذلك وينبغي لمن طالع في كتابه ان يجهر بقراءته قدر ما يسمعه. وينبغي تكرير المحفوظ على القلب ومذاكرة الحديث مع الناس والمذاكرة مع الاتباع والاصحاب والمذاكرة مع الاقران والاترام والمذاكرة مع الشيوخ وذوي الاسنان ودوام المراعاة والمذاكرة به واتقاء الفتور عنه. الثامن والعشرون. ذكر المصنف رحمه الله تعالى من اداب طلب الحديث العناية بحفظه ونفاد البصيرة فيه بتعرف مراتبه ودرجاته. فاذا فرغ الطالب من سفره وجمع ما حصل من الحديث اشتغل بتعرف احوال رواته وتنقيد علله مراتب الراوي والمروي. وهذا كما قال المصنف من العلوم التي ينعم الله عز وجل بها تفضلا على من شاء من خلقه بعد طول الممارسة له والاعتناء به. فاذا طالت ممارسة الحديث للحديث واشتغل به وفتح الله عز وجل عليه في فهمه صارت له ملكة قوية في معرفة الحديث والاطلاع على علله ثم ذكر جملة من الاداب التي ينبغي ان يكون عليها المشتغل بالحديث في ادب لنفسه من اجتناب المحرمات والاخذ على نفسه باتباع الحديث والعمل به وترتيبه تطييب كسبه مع الحرص على تكرار المحفوظات وتخيل الاوقات المناسبات ومذاكرة المشتغلين به. ونبه الى طريقة نافعة في تقوية المحفوظ وهي الجهر به كما قال وينبغي لمن طالع في كتابه ان يجهر بقراءة قدر ما يسمع نفسه فان الحفظ يتخير له رفع صوت والفهم يتخير له خفض الصوت. لانك اذا رفعت صوتك بلغ الحفظ الى نفسك من جهة اللسان ومن جهة الاذنين. واذا خفضت صوتك في التفخم جمعت مداركك على فهم ما بين اليك فاذا اردت ان تفهم شيئا اخفض صوتك في قراءة واذا اردت ان تحفظ شيئا فارفع صوتك في قراءته. نعم. احسن الله منكم قال رحمه الله الثامن والعشرون البيان والتعريف لفضل الجمع والتصنيف قل ما يتمهر في علم الحديث ويقف على غوامضه ويستثير الخفي من فوائده الا من جمع متفرقا والف متشتته وضم بعضه الى بعض واشتغل بتصنيف ابوابه وترتيب اصنافه فان ذلك الفعل مما يقوي مما يقوي النفس نفسه يثبت الحفظ ويذكي القلب ويشهد الطبع ويبسط اللسان ويجيل البيان ويكشف المشتبه ويوضح ويوضح الملتبس ويكسب ايضا جميل الذكر وتخليده الى اخر الدهر ولم يكن العلم مدونا اصنافا ولا مؤلفا كتبا وابوابا في زمن المتقدمين من الصحابة والتابعين وانما فعل ذلك من بعدهم ثم حذى فيه حذواهم واختلف في المبتدئ بتصانيف الكتب والسابق الى ذلك. فقيل هو سعيد بن ابي عروبة وقيل هو عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريج. وكان امن سلك طريق ابن جريج طريق ابن جريج في التصنيف واختفى اثره في التأليف من اهل عصره. والمدركين لوقته سوى الاوزاعي وابن وابن ابي سوى الاوزاعي وابن ابي عروبة الربيع بن صبيح بالبصرة وشربة بن الحجاج وحماد بن سلمة بها ايضا جميعا. ومعمر ابن راشد في اليمن وسفيان الثوري بالكوفة وصلب ما لك بن انس الموطأ في ذلك الوقت بالمدينة ثم من بعد هؤلاء سفيان بن عيينة بمكة وهو ابن بشير وجرير ابن عبد الحميد ابن عبد الحميد بالري وعبدالله بن مبارك بخراسان ووكيع بن الجراح ويحيى بن زكريا بن ابي زائدة محمد ابن بفضيل ابن غزوان جميعا بالكوفة وعبدالله ابن وهب بمصر والوليد بن مسلم بن دمشق. ثم من بعد ثم من بعد ثم من بعدهم عبدالرزاق همام وابو قرة موسى ابن طارق جميعا باليمن وروح ابن عبادة بالبصرة ثم اتسعت التصانيف وكثر اصحابها في سائر الامصار على تتابع وكرر الاعصاب. قال الخطيب ينبغي ان يفرغ المصنف للتصنيف قلبه ويجمع له همه ويصرف اليه شغله ويقطع به وقته وكان بعض شيوخنا يقول من اراد الفائدة فليكسر قلم النسخ وليأخذ قلم التخريج. ولا يضع من يده شيئا من تصانيفه الا بعد تهديده وتحديده واعادة تدبره وتكريره. وصف الطريقتين اللتين عليهما يصنف الحديث. من العلماء من يختار تصنيف السنن وتخريجها على الاحكام وطريقة فقه ومنهم من يختار تخريجها على المسند وضم احاديث كل واحد من الصحابة بعضها الى بعض فينبغي لمن اختار الطريقة الاولى ان يجمع احاديث كل نوع ان يجمع احاديث كل نوع من السنن على انفراده فيميز ما يدخل في كل في كتابه في كتاب الجهاد عما يتعلق بالصيام وكذلك الحكم في الحج والصلاة والطهارة والزكاة والزكاة وسائر العبادات واحكام المعاملات ويفرد بكل نوع كتابا ويبوب في تظاعيف ابوابا يقدم فيها الاحاديث المسندات ثم يتبعها بالمراسيل والموقوفات ومذاهب القدماء من مشهور الفقهاء ولا يورد من ذلك الا ما ثبتت عدالة رجالك واستقامت احوال رواتك فان لم يصح في الباب حديث مسند اقتصر على ايراد الموقوف والمرسل وهذان للنوعان اكثر ما في المتقدمين اذ كانوا لكثير من المسندات مستنكرين. مخارج السنن اصح طرق طرق السنن ما يرويه اهل الحرمين مكة والمدينة فان التدليس فيهم قليل والاشتهار بالكذب ووضع الحديث عندهم عزيز ولاهل اليمن روايات جيدة وطرق صحيحة الى الحجاز ايضا الا انها قليلة واما اهل البصرة فلهم من السنن الثابتة بالاسانيد الواضحة ما ليس لغيرهم مع اكثارهم وانتشار رواياتهم والكوفيون كالبصريين في الكثرة غير ان رواياتهم كثيرة الدغل قليلة السلامة من العلل وللمسمية روايات مستقيمة الا انها ليست بالكثيرة تخريج السنن على المسند. قد ذكرنا طريقة التخريج على الاحكام واما الطريقة الاخرى فهي التخريج على المسند واول من سلكها على ما قال نعيم ابن حماد قال الخطيب اخبرنا احمد بن محمد بن غالب الفقيه قال اخبرنا ابو الحسن الدارقطني قال واول من صنف وتتبعه نعيم بن محمد قال ابو بكر وقد صنف اسد بن موسى المصري مسندا وكان اسد اكبر من نعيم سنه واقدم سماعا فيحتمل ان يكون نعيم سبقه الى تخريج المسند. وتتبع ذلك في حداثته وخرج اسد بعده على كبر سنه والله اعلم فينبغي لمن اراد تخريج مسانيد الصحابة ان يعرف المتون المرفوعة من الموقوفة فان فيها ما يشكل على من لم يكن عليهم وخرج الاسد وخرج اسد يعني الحديث المسند. نعم. وخرج اسد بعده على كبر سنه والله اعلم. فينبغي لمن اراد تخريج الصحابة ان يعرف المتون المرفوعة من الموقوفة فان فيها ما يشكل على من لم يكن عارفا بصناعة الحديث ترتيب مساند الصحابة الاختيار في تخريب المسند الى المصلى الى المصنف. فان شاء رتب اسماء الصحابة على حروف المعجم من اوائل الاسماء. فيبدأ بابي ابن كعب واسامة ابن زيد ومن يليهما وان شاء رتبها على القبائل فيبدأ ببني هاشم ثم الاقرب فالاقرب. الى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النسب وان شاء رتبها على قدر سوابق الصحابة في الاسلام ومحلهم من الدين وهذه الطريقة احب الينا في تخريج المسند فيبدأ بالعشرة رضوان الله عليهم ثم يتبعهم بالمقدمين من اهل بدر ويتلوهم اهل الحليبية الذين انزل الله تعالى فيهم لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة. بيان علل المسند يستحب ان يصنف المسند معللا. فان معرفة العلل انواع علم الحديث والسبيل الى معرفة علة الحديث ان يجمع بين طرقه وينظرا في اختلاف رواته ويعتبر بمكانهم من الحفظ ومنزلتهم في الاتقان والضبط. ذكر المصنف رحمه الله تعالى من الاداب اللائقة بمن كملت عدته واجتمعت الته المبادرة الى التصنيف والشروع في التأليف لعظيم نفعه. والى عظم نفعه اشار بعض الشيوخ مصنف الذين لم يسمهم اذ قال من اراد الفائدة فليكسر قلم النسخ وليأخذ قلم التخريج وقلم النسخ المراد به افادة نفسه وقلم التخريج المراد به افادة غيره فاذا خرج الانسان من طلبة افادة نفسه الى افادة غيره تمهر في صنعة الحديث. والعلم عامة المصنف رحمه الله تعالى الحث الى التصنيف والتأليف ببيان مبتدأ كتابة الحديث وتأليفه مسندا او مصنفا فذكر جماعة ممن ابتدأوا في بكتابة الحديث وتصنيفه. واحسن الاقوال المميزة لمبتدأ نشأة تدوين الحديث ما ذكره السيوطي في الفيته اذ قال اول الحديث والاثر ابن شهاب امرا له عمر واول الجامع للابواب جماعة في العصر ذو اقتراب بن جريج وهشيم مالك ومعمل كابن جريج وهشيم مالكي معمل وولد مبارك واول الجامع باقتصار على الصحيح فقط البخاري. فذكر ان تدوين الحديث له ثلاثة ثلاثة مراتب احدها البداءة بجمعه وكان مستفتحه محمد ابن شهاب الزهري لما امره عمر ابن العزيز بجمع السنة والثانية جمعه على الابواب وابتدأ هذا جماعة كانوا في عصر واحد منهم هشيم ابن بشير ومالك ابن انس ومعمر ابن راشد الصنعاني وثالثها جمعه بالاقتصار على الصحيح منه. وكان اول من جمعه مقتصرا على الصحيح هو محمد ابن اسماعيل البخاري صاحب الجامع ثمان تصنيف الحديث انتج طريقتين مشهورتين لكتبه وتأليفه احداهما جمعه وتصنيفه على الابواب والثاني جمعه وتصنيفه على المسانيد. ففي الطريقة الاولى يعمد المحدث الى احاديث متنوعة في باب من العلم في ابواب الطلب او الخبر فيجمعها كاحاديث الرؤية او احاديث الطهور او احاديث الصلاة او احاديث الاحكام. وفي الثاني يعمد الى الاحاديث فيرتبها على مسانيد الصحابة رحمهم الله تعالى ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى في مثاني كلامه فوائد تتعلق باصح طرق السنن اقدم رواية اهل الحرمين لقلة التدليس فيهم وعدم اجتهادهم بالكذب. ثم تلاهم اهل اليمن ثم اهل البصرة ثم اهل الكوفة ووصف رواياتهم بانها كثيرة الدغل اي كثيرة الفساد فهي تشتمل على ما ما يفسدها من وضع وكذب وتهمة بالكذب. ثم ذكر ان لاهل مصر ان لاهل في مصر روايات مستقيمة لكنها ليست بالكثيرة. ثم ذكر طريقة تخريج السنن على اي الاحاديث على المسانيد بان على مساند الصحابة اما بان يبتدأ التصنيف على حروف المعجم فيقدم ابي بن كعب ثم اسامة بن زيد وهلم جرا او يرتبها على القبائل فيبدأ ببني هاشم ثم الاقرب فالاقرب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم النسب او يرتبها على قدر سوابق الصحابة في الاسلام. وهذه الطريقة كما قال المصنف احب اليه وهي المشهورة. فكانوا يقدمون العشرة المبشرين بالجنة واولهم ابو بكر على ترتيب الخلفاء ثم يذكرون بقيتهم ثم يتبعونهم اما باهل بدر او او ثم باهل الحديبية او يتبعون العشرة بذكر الصحابة مرتبين على حروف المعجم ثم ذكر مما ينبغي عند تأليف الكتاب على المسند ان يعتنى ببيان علله والحديث المعلل هو الحديث الذي اطلع علته بجمع الطرق والقرائن. وهو من اجل علوم المحدثين وجمع الحديث عن الاسانيد يعين على المسانيد يعين على الاطلاع على العلل لان العلة لا تكشف الا اذا جمعت الطرق والاسانيد نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ذكر الرجال الذين يعتنى بجمع حديثهم قال ابو بكر واصحاب الحديث واصحاب اذ يجمعون حديث خلق كثير غير هؤلاء. انا اذكر ما حظرني من اسماء فمنهم اسماعيل ابن ابي خالد البجري واي ابن ابي تميمة السخفيان وبيان ابن بشر الاحمس وداوود ابن ابي هند البصري وربيعة بن ابي عبدالرحمن المدني والحسن بن صالح بن حيي بن حي الكوفي وزياد بن سعد الفرساني وسليمان الاعمش الكاهري وسليمان ابو اسحاق الشيباني وسليمان ابن طرحان التيمي وصفوان بن سليم ومحمد المسلم شهاب الزهريان وطلحة بن مصادف اليامي ومصعب بن كداب الهلالي وعبد الله بن عون البصري وابو حصين عثمان بن عاصم بن عاصم كوفي وعبد الرحمن ابن عمر الاوزاعي وعبيد الله ابن عمر العمري ويحيى ابن سعيد الانصاري وعمرو ابن دينار المكي ومحمد ابن جحاثة الاودي ومحمد ابن شوقة العبدي ومحمد ابن واسع الازدي. محمد ابن سوق سوق سوقا. سوي الضم بنسوقه ومحمد بن شوقة العبد ومحمد بن واسع الازدي ومطر بن طهمان الخرساني ويونس بن عبيد البصري والتراجم ويجمعون ايضا تراجم تلحق بدواوين الشيوخ الذين تقدمت اسماؤهم وذلك مثل ترجمة ما لك عن نافع ابن عمر وعبيد الله عمر عن القاسم عن عائشة وسهيل ابن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة وايوب عن محمد ابن سيرين عن ابي هريرة ومعمر عن همام المنبه عن ابي هريرة وايوب عن عكرمة عن عن ابن عباس والاعمش عن ابي وائل عن ابن مسعود وجعفر ابن محمد ابن علي عن ابيه عن جابر وهشام ابن عن ابيه عن عائشة وافلح ابن حميد عن القاسم عن عائشة وابراهيم النخعي عن الاسود بن يزيد عن عائشة جمع الابواب ويجمعون ابوابا يفردون عن الكتب الطوال المصنفة في الاحكام وعن مسانيد الصحابة ايضا فمنها باب رؤية الله عز وجل في الاخرة وباب الشفاعة وباب المسح على وباب النية في العبادات وباب رفع اليدين في الصلاة وباب القراءة وراء الامام وباب افراد اقامة وباب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم والمخافة بها في الصلاة وباب القنوت في الفجر وباب الغسل للجمعة وباب افراد الحج وباب الوضوء من مس الذكر وباب القضاء باليمين مع الشاهد وباب للنكاح بغير ولي وطرق قول النبي صلى الله عليه وسلم من كذب علي وان وان الله لا يقبض علما جزاعا واما يخشى الذين يرفع رأسه قبل الامام واذا اقيمت الصلاة فلا صلاة الا المكتوبة. ونظر الله من سمع منا حديثا فبلغه. وان اهل الدرجات وطلب العلم فريضة وطلب العلم فريضة ومن سئل عن علم فكتمه والاحاديث المسلسلات ويجب ان يقدم من هذه الجموع من هذه الجموع كلها النية ويبدأ بقوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات ويجمعون ايضا ما روي عن سلف المسلمين من اخبار الامم المتقدمين واقاصيص الانبياء وسير الاولياء والذي نستحبه الا يتعرض لجمع شيء من ذلك الا بعد الفراغ من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابو بكر وجميع هذه الكتب قد انقطعت ولم نقف على شيء منها الا على اربعة او خمسة حسب. ولعمري ان في انقراضها ذهاب علوم جمة. وانقطاع فوائد ضخمة. وكان علي المدين فيلسوف هذه الصنعة وطبيبها ولسان طائفة الحديث وخطيبها رحمة الله عليه واكرم مثواه لديه. ومن الكتب التي تكثر منافعه ان كانت على قدر ما ترجمها به واضعوها مصنفات ابي حاتم محمد بن حبان البستي التي ذكرها لمسعود بن ناصر واوقفني على تذكرة باساميها ولم يقدر لي الوصول الى الى النظر فيها لانها غير موجودة بيننا ولا معروفة عندنا انا اذكر منها ما استحسنه سوى ما عدلت عنه واضطرحته. فمن ذلك كتاب الصحابة فاستحسنوا. من استحسنوا. احسن الله اليك. وانا اذكر منها ما استحسنه سوى ما عدلتم عنه واطرحته. فمن ذلك كتاب الصحابة خمسة اجزاء. كتاب التابعين اثنا عشر جزءا كتاب تباع التبع عشرون جزءا كتاب الفصل بين النقلة عشرة اجزاء كتاب اتباع التابعين خمسة عشر جزءا كتاب تتبع الاتباع سبعة سبعة عشر جزءا كتاب علل اوهام اصحاب التواريخ عشرة اجزاء كتاب علل الحديث الزهري عشرون جزءا عشرون جزءا لحديث مالك ابن انس عشرة اجزاء كتاب علل مناقب ابي حنيفة ومثالب عشرة اجزاء كتاب علل ما اسند ابو حنيفة عشرة اجزاء كتاب ما خالف الثوري شعبة ثلاثة اجزاء كتاب ما خالف شعبة الثور جزءان كتاب من فرد به اهل المدينة من السنن عشرة اجزاء كتاب من فاض به اهل مكة من السنن خمسة اجزاء. كتاب من فرد به اهل خراسان خمسة اجزاء. كتاب منفرد به اهل العراق من السنن عشرة اجزاء كتاب ما عند شعبة عن قتادة وليس عند سعيد عن قتادة جزءان. كتاب ما عند سعيد عن قتادة وليس عند شعبة عن قتادة. جزئان كتاب غرائب الاخبار جزءا كتاب ما اغرب الكوفيون على البصريين عشرة اجزاء. كتاب ما اغرب البصريون البصريون على الكوفيين. ثمانية وزة. كتاب يعرف بالاسامي ثلاثة اجزاء كتاب اسامي من يعرف بالكلى ثلاثة اجزاء كتاب الفصل والوصل عشرة اجزاء كتاب التمييز بين حديث النظر الحداني والنظر الخزاز جزءان كتاب الفصل بين حديث منصور ابن المعتمر ومنصور ابن ومنصور ابن زادان ثلاثة اجزاء كتاب الفصل بين حديث مكحول الشام جزء كتاب موقوف كتاب موقوف ما رفع عشرة اجزاء كتاب اداب الرحلة جزءان كتاب ما اسند عن عباده جزء كتاب الفصل بين حديث ثور ابن زيد ثور ابن يزيد وثور ابن زيد جزء كتاب ما جعل عبد الله ابن عمر كتاب ما جعل عبد الله عبد الله ابن عمر عبيد الله ابن عمر جزءان كتاب ما جعل شيبان سفيان او سفيان ثلاثة اجزاء كتاب مناقب مالك ابن انس جزءان كتاب مناقب الشافعي جزئان كتاب المعجم المعجم على المدن عشرة اجزاء كتاب المطلين من الشاميين عشرة اجزاء. كتاب المقلين من اهل العراق عشرون جزءا. كتاب الابواب المتفرقة ثلاثون جزءا كتاب الجمع بين الاخبار المتضادة جزءان. كتاب وصف المعدل والمعدل جزءان. كتاب الفصل بين اخبرنا وحدثنا جزء. كتاب انواع العلوم واوصافها ثلاثون جزءا ومن اخر ما صنف كتاب الهداية الى علم السنن. قصد فيه اظهار الصناعتين اللتين هما صناعة الحديث والفقه. يذكر اذا ويترجم له ثم يذكر ما من يتفرد بذلك الحديث ومن مفارد اي بلد هو ثم يذكر تاريخ كل اسم في اسناده من الصحابة الى شيخه بما يعرف من نسبته ومورده وموته وكنيته وقبيلته وفضله وتيقظه. ثم يذكر ما في ذلك الحديث من الفقه والحكمة. وان عارضه خبر اخر ذكره وجمع بينهما وان تضاد لفظه في خبر اخر تلطف للجمع بينهما حتى يعلما في كل خبر من صناعة الفقه والحديث مع وهذا من انبل كتبه واعزها. قال ابو بكر مثل هذه الكتب الجليلة كان يجب ان يكثر بها النسخ. ويتنافس فيها اهل العلم ويكتبون لانفسهم ويخلدوها ويخلدها احرارهم. ولا احسب المانع من ذلك الا قلة الا قلة معرفة اهل تلك البلاد بمحل العلم وفضلك وجهدهم فيه ورغبتهم عنه وعدم بصيرتهم به والله اعلم. قطع التحديث عند كبر السن. قال ابو بكر اذا بلغ الراوي حد الهرم والحالة التي في مثلها يحدث الخرف فيستحب له ترك الحديث والاشتغال بالقراءة والتسبيح. وهكذا اذا عمي بصره وخشي ان يدخل في حديثه ما ليس منه حال القراءة عليه. فلولا ان يقطع الرواية ويشتغل بما ذكرناه من التسبيح والقراءة. وبه انتهى هذا المنتقى من الجامع للخطيب البغدادي مع فوت قليل في بعض التراجم واوائل المقاطع اقتضاها السياق ومن الله نستمد السداد انتقاء بكر ابن عبد الله ابو زيد. لما بين المصنف رحمه الله تعالى ان تصنيف الحديث مما يعين على التمهد فيه ذكر من طرائقه في الترقي الى اتقان صنعة الحديث لانهم كانوا يسرقون في ذلك كطرائق متعددة فتارة يجمعون حديث راو مشهور وتارة يجمعون ترجمة مشهورة وتارة يجمعون بابا من ابواب العلم مشهور مشهورا فمن اراد ان يدرب نفسه في صناعة الحديث فانه يسلك ما سلكوا. فكانوا يعمدون الى راو فيجمعون حديثه. كحديث اسماعيل ابن ابي خالد الوارد في الكتب الستة. او كحديث زياد ابن سعد الخرساني الوارد في الكتب ستة فان جمع حديث راو ماء يعين على معرفة جماعة من الرواة الذين يكثر دوران حديث ذلك الراوي عليه لان له اصحابا فاذا صنع مثل هذا مع جماعة من الرواة المشهورين بثقة او وهن ومثله ايضا ان يعمد الى جمع ترجمة شهيرة اي نسخة متداولة كحديث ما لك عن نافع عن ابن عمر وحديث عبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة وحديث سهيل بن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة واعون شيء ينتفع به المرء واعون شيء تكون به منفعة هذه النسخ هو حفظ الحديث. فمن عرف صنعة الحديث وجد ان كثيرا منها على جماعة من الرواة وانتم تعرفون ان في الصحابة جماعة سموا بالمكثرين وهؤلاء المكثرون عنهم من المفسدين ولهؤلاء الجماعة جماعة من الطلبة الذين اكثروا عنهم. فاذا عرف الانسان مشجر اسانيد المفترين حوى كثيرا من الاسانيد التي يدور عليها الحديث. ومن اتقن هذا استطاع ان يحفظ في وقت يسير ما يحفظه بعض الناس في وقت كثير. وهي طريقة المتقدمين في الحفظ فان المتقدمين لم يكونوا يحفظون على هذه الكتب المسماة بصحيح البخاري او مسلم او الترمذي او ابي داوود لان هذه ليست صنعة الحديد. وانما هذه تأليف الحديث للانتفاع باحكامه دراية. اما الانتفاع بحفظه فكانوا يفردون كل نسخة على حدة. فمثلا اذا البخاري وجدت نحو خمسين حديثا يقول فيها حدثنا عبد الله ابن يوسف قال اخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر فهذه الترجمة الواحدة فيها احاديث كثيرة من الاحاديث المشهورة عن ابن عمر الله عنهما وعامتها متون قصار. فاذا ظبط الانسان هذه التراجم عرف كثيرا من والمرويات والمشتغلون بالحديث في غفلة عن هذا الاصل مع ان جل المتقدمين كان الحفظ على النسخ والتراجم ومن جملة ما يعين على التمهد في الحديث ايضا جمع الابواب يعني في موضوع ما من مدارك العلم والاحكام كان يجمع الاحاديث الواردة في رؤية الله في الاخرة او الاحاديث الواردة في الغسل في الجمعة او الاحاديث الواردة في من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم او الاحاديث الواردة في من سئل عن علم فكتمه فانه يطلع بذلك على الرواة والمرويات ويتعرف العلل وصنف اهل هذه الصنعة الحاذقون فيها كتبا كثيرة من اشهرها كتب علي ابن المديني وقد سمى الخطيب جملة منها ثم اسقطها المنتقي وذكر من كلام ابي بكر الخطيب ما يتعلق بها فان قوله في الصفحة الثانية والسبعين بعد المائتين وجميع هذه الكتب قد انقرضت ولم نقف على شيء منها الا على اربعة او خمسة يقصد كتب علي ابن المديني ومثلها في المنفعة كتب ابي حاتم ابن حبان وان كانت هذه الكتب قد عدمت قديما فلم يصل لنا شيء مما سمي ها هنا ولم يبقى الا نزر يسير من كتب ابن حبان ككتابه في الصحابة وكتابه في وكتابه في المجروحين. ومنفعة المرور على اسماء هذه الكتب ان العارف بها يقف على مسالك من التصنيف قد تكون اغفلت. فكتاب موقوف بما رفع لابن حبان جمع فيه الاحاديث المرفوعة التي صوابها الوقف. وهذا شيء صنف فيه بعد ابن حبان عمر الموصلي ثم صنف فيه الشيخ محمد ابن عمر عبد اللطيف رحمه الله تعالى كتابا حسنا. وهذا المسلك من احسن طرق معرفة العلل والرواية وهو محتاج الى تصدير فيه. فان كثيرا من الاحاديث تروى مرفوعة والصواب الوقف. مثل حديث حدثوا الناس بما يعرفون تريدون ان يكذب الله ورسوله فان هذا موقوف من حديث علي وروي مرفوعا ولا يصح. فمن منافع الاطلاع على مثل اسماء هذه الكتب هو الايقاف على جملة من مسالك في تدوين حديث سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. ثم ختم ابو بكر الخطيب رحمه الله تعالى بما جاء عن اهل الحديث من قطع التحديث عند كبر السن خوف الوهم والغلط واشتغالا بالقراءة والتسبيح وذكر الله سبحانه وتعالى فمن كبرت سنه حسن به ان ينقطع عن الافادة الا ما تيقنه. وكان بعض الحجاج ممن مضى لا يحجب العالم اذا خشي عليه الوهم. ولكنه يجلسه ثم يقرنه بعض اصحابه الحاذقين لينبهوه اذا غفل. وكان ابن الجزلي رحمه الله تعالى لما تقدمت به السن يجلس معه ابنه ليأخذ على القضاء اذا غلطوا فانه قد يفوت على كبير السن شيء لا يتنبه اليه. فهذه صنيعة حسنة يدرك بها الانسان خيرا كثيرا. واذا حجب العالم عن الناس لاجل هذا العالم افقدهم شيئا من منفعته ومن لطائف ما يذكر في القرن الماضي ان ابا سعيد شرف الدين الدهنوي احد علماء الهند ادرك الشيخ نذير الدهلاوي في كبره بعد ان انقطع عن التدليس. لكنه ذكر انه سمع منه كثيرا من الاحاديث حال انقطاعه عن التدليس لما كان يذكرها في مجالسه وصح له الاخذ عنه رحمه الله تعالى فلا ينبغي حجب منفعة العالم عن الناس وتسويغها بامور يظن اهله ان فيها خيرا له وليست فيه وليست خيرا له الا اذا غلب عليه الخلط والوهم فصيانة لجنابه وحفظا لحرمته فلا بأس به وفي ذلك تنبيه الى الاخذين عن اهل العلم ان منفعة العالم لا تنقطع بكبر سنه بل كلما كبرت سنه كان الانتفاع به اعظم وهذا اخر الايضاح والبيان على جمل هذا الكتاب فيما المقام واود ان انبه الى امرين احدهما انه يكون غدا بعد صلاة المغرب اختبار تعظيم العلم في برنامج تيسير العلم في المسجد ان شاء الله. والامر الثاني ان الاسئلة تكتب في هذه وموجود بعضها على العمودين وبعضها ها هنا ونجيب في ايجاز على ثلاثة منها لان لا نؤخركم عن درس غد وهو القول المفيد في شرح مسائل كتاب التوحيد