السلام عليكم ورحمة الله ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات. واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمد عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمرو عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اخر الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبيين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية تفتح بذلك المبتدئون تلاقيهم فيجد فيه المتوسطون ما يذكرهم فيطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب الخامس عشر من برنامج مهمات العلم في سنته ثلاث وثلاثين بعد الاربع مئة والالف. وهو كتاب تفسير الفاتحة وقصار مفصل لمعد البرنامج صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي فقد انتهى من البيان الى قوله تفسير سورة التين. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين صلتم حفظكم الله ورعاكم تفسير سورة التين بسم الله الرحمن الرحيم والتين والزيتون وطور دينين وهذا البلد الامين. لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم اسفل سافلين الا الذين امنوا وعملوا الصالحات فلهم اجر غير ممنون. فما يكذبك بعد بالدين. اليس الله باحكم الحاكمين؟ اقسم الله بشجرتين المعروفتين التين والزيتون فقال والتين والزيتون مريدا منابتهما وهي ارض الشام. ثم اقسم بجبل سيناء فقال وطور هو الجبل الذي كلم الله فيه موسى عليه الصلاة والسلام. وسنين لغة في سيناء وهي صحراء بين مصر وبلاد فلسطين. ثم اقسم اخرى فقال وهذا البلد الامين. وهو مكة المكرمة لامن فيها والاشارة اليه للتعظيم. ولان نزول السورة واقع فيها. وهذه المواضع هي مواطن اكثر الانبياء اه فهي ارض النبوات ومهبط الرسالات. قوله فقال والتين والزيتون مريدا من ثابتهما وهي ارض الشام. والمرشد الى هذه الاشارة قرنها بموضعين اثنين ان هما وطول سنين اي جبل سيناء والبلد الامين اي مكة المكرمة فلما اه قرن ذكر الشهادتين ذكر الشجرتين بهذين الموضعين علم ان المراد ليس مجرد ذكرهما بل المناسبة حينئذ تكون ضعيفة بين بين الايات. فلابد من استدعاء معنى يقع به التناسب وهو ان يقال ان المراد من ذكر شجرة الزيتون والتين هو اشارة الى منابتهما وهي بلاد الشام. فتكون السورة قد استفتحت بذكر مواضع ثلاثة وقوله فقال وهذا البلد الامين وهو مكة المكرمة لان الناس فيها والاشارة اليه للتعظيم مراده بقوله والاشارة اليه للتعظيم يعني بذكر اسم الاشارة في قوله هذا البلد الامين فلم يقل والبلد الامين. بل ادخل اسم الاشارة هذا ليتضمن تعظيم المشار اليه كما يتضمن الاعلام بان نزول السورة كان فيه. فاذا فالارادة هذين معنيين من تعظيم البلد وكون الصورة نازلة فيه ادخل اسم الاشارة مذكورا قبل البلد الامين فقال الله وهذا البلد الامين. وقوله وهذه المواضع هي مواطن اكثر اي الانبياء اي ان الله ذكر الشام اولا بالاشارة الى التين والزيتون. ثم ذكر جبل ثانيا بالاشارة اليه في قوله وطول سنين. ثم ذكر مكة المكرمة بالاشارة اليها بقوله وهذا البلد الامين للدلالة على ان هذه المواضع الثلاثة اشتركت في كونها من اكثر الانبياء ومهبط الرسالات. وما ذكره بعض اهل العلم بان الايات تتضمن الاشارة الى ثلاثة من الانبياء اولي العزم هم عيسى وموسى ومحمد صلى الله عليهم وسلم اجمعين. بان تكون الاية الاولى وهي قوله تعالى والتين والزيتون فيها اشارة الى عيسى عليه الصلاة والسلام. والآية الثانية وهي قوله تعالى وطول سنين فيها اشارة الى موسى عليه الصلاة والسلام والاية الثالثة وهي قوله تعالى وهذا البلد الامين هي اشارة الى محمد صلى الله عليه وسلم. فهذا القول فيه نظر لعدم اختصاص الشام بنبوة عيسى بل كان في الشام من هو اعظم من عيسى وهو نبي الله ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام فان بلده التي تديرها وانتهى اليها هي البلدة المعروفة اليوم في ارض فلسطين باسم الخليل فلا تكون الايات مشيرة الى الانبياء الثلاثة المذكورين وانما تشير الى الارض التي جاءت فيها اكثر الرسالات وبعث فيها اكثر الانبياء. نعم. احسن الله انكم قلتم حفظكم الله ثم ذكر جواب القسم في قوله لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم وعدله وفطره على توحيده. ثم رددناه اسفل سافلين. في نار جهنم ان كفر. قوله ثم وجدناه اسفل سافلين في نار جهنم ان كفر فيه اعلام بان السفن المذكورة في هذه الاية هو الرد الى جهنم اذا كفر العبد واختيار هذا القول للمناسبة بين وبين الامتنان عليه المذكور في الاية المتقدمة عليها لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم والتقويم الاحسن الذي خلق فيه الانسان يشمل امرين. الاول تقويم يتعلق بالسورة الظاهرة تقويم يتعلق بالصورة الظاهرة فقد جعله الله عز وجل على اكمل السور. كما قال تعالى يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في اي صورة ما شاء ركبك. والثاني تقويم الباطن بجعل العبد على الفطرة تقويم الباطن بجعل العبد على الفطرة كما قال الله عز وجل واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم الاية؟ فجمع الله سبحانه وتعالى للعبد بين تقويم الصورة الظاهرة وتقويم الباطن. والمناسبة امتنان عليه بهذا التقويم شدة مجازاته اذا لم يحفظ نعمة الله عز وجل ومنته عليه بالكفر فيكون جزاؤه هو المذكور في قوله تعالى ثم رددناه اسفل سافلين اي برده الى نار جهنم ليلحق به الضر في باطنه وظاهره جزاء ما جحد من نعمة بالله عز وجل عليه باطنا وظاهرا. وسوى هذا القول لا يتفق مع نسق الاية وسياقها نعم الا الذين امنوا وعملوا الصالحات فانهم لا يردون اليها بل جزاءهم ما اخبر عنه قوله فلهم اجر غير ممنون. اي لهم اجر لا يشوبه كدر المن ولا يلحقه الانقطاع. وذلك في جنات النعيم فما يكذبك بعد بالدين وهو الحساب والجزاء على الأعمال. فأي شيء يجعلك ايها الإنسان مكذبا بما فجاءت به الرسل من الشرائع والمناهج. وما بشرت به وانذرت من الجزاء بالجنة والنار. وانت قد خلقت في احسن لتقويم اليس الله باحكم الحاكمين؟ في الفصل والقضاء بين عباده من امن منهم ومن كفر تفسير سورة العلق بسم الله الرحمن الرحيم الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم. الذي علم بالقلم علم انما لم يعلم كلا ان الانسان ليقغى قد رآه استغنى ارأيت الذي ينهى عبدا اذا صلى ارأيت ان كان على الهدى او امر بالتقوى ارأيت ان كذب وتولى الم يعلم بان الله طه يرى خاطئة فليدعو ناديه سندع الزبانية. كلا لا تطعه واسجد واقترب صدر هذه السورة الى قوله تعالى علم الانسان ما لم يعلم هو اول القرآن نزولا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ذلك في غار جبل حراء بمكة فانه كان يتعبد فيه الليالي ذوات العدد. فجاءه جبريل عليه الصلاة والسلام فقال له اقرأ فقال ما انا بقارئ. فاخذه فغطه حتى بلغ منه الجهد ثم ارسله. فقال فقال ما انا بقارئ فاخذه فغطه الثانية حتى بلغ منه الجهل ثم ارسله. فقال اقرأ فقال بقارئ فأخذه فغطه الثالثة حتى بلغ منه الجهد ثم ارسله فقال اقرأ باسم ربك الذي الذي خلق الى قوله علم الانسان ما لم يعلم. ثبت هذا في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها ان قوله وكان ذلك في غار جبل حراء بمكة حراء اسم حراء اسم للجبل وليس اسما للغار. وقد يحدث للعلم به فيقال غار حراء اي غار جبل حراء. بتقدير كلمة جبل بينهما. اما تسمية الجبل جبلا نوري والغالي غار حراء فهي تسمية حادثة. ولم تكن العرب تعرف هذا الجبل باسم جبل النور وانما حدث في الازمنة المتأخرة وكأنه في ولاية العثمانيين ثم شاع الى اليوم والمختار الموافق لما تعرفه العرب من مساكنها ان الجبل اسمه جبل حراء وليس للغار اسم يختص به بل ينسب الى الجبل فيقال غار جبل حراء ويختصر فيقال غار حراء على ارادة الجبل. والمنتسبون الى العلم ينبغي لهم ان يحققوا المواضع التي جاء ذكرها في القرآن والسنة حسب الوضع العربي لا بحسب ما عرض له من الانتقال في الازمنة المتأخرة. لان من الاسماء المتعلقة بالمواضع ما علقت به احكام شرعية. فتحديد تلك المواقع وتعيين اسماء يرد الى اهلها من العرب. المقصود بهم الذين حفظوا ذلك من الاولين مما دون في الكتب وهو مميز معروف عند اهله. اما الاسماء التي لحقت باخرة البلدان لاعتبارات مختلفة متعددة فتغيرت بها الاسماء فلا يكون من اثره تغيير الاحكام التي علقت بها شرعا لان ورود الشرع معلق بالوضع العربي حال وروده. لا بما يطرأ بعد ذلك. نعم احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله فامره بافتتاحها ان يقرأ مستعينا بالله مستصحبا الفهم وملاحظة جلاله مأذونا له وقيل له اقرأ باسم ربك الذي خلق اي خلق الخلق جميعا ومنهم الانسان انه خلق الانسان من علق. والعلقة هي القطعة من الدم الغليظ. وذكر خلق الانسان بعد الامر بالقراءة اشارة الى الامر بالعبادة فمن خلق الانسان لم يكن ليتركه سدى. بل سيأمره وينهاه. وذلك بارسال الرسل وانزال الكتب ثم قال اقرأ وربك الاكرم. المتصف بغاية الكرم ومن كرمه عز وجل انه هو الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم. فان الله اخرجه من بطن امه لا يعلم شيء وجعل له السمع والبصر والفؤاد فعلم ما لم يكن يعلمه من قبل. ومن اعظم اسباب علمه تعليمه القلم هو الخط والكتابة ولكن الانسان الظلوم الجهول يطغى متجاوزا حده ويعرض عما امر به ونهي عنه اذا رأى نفسه غنيا بما انعم الله عليه. فقال الله تعالى رآه استغنى. ثم تهدده وتوعده فقال ان الى ربك الرجعى. اي الى الله والمرجع وسيجازي كل انسان بعمله. ومن جنس الانسان من تسوء حاله فيعارض الامر والنهي فوق اعراضه عنه كمن ينهى عن الصلاة التي هي من افضل الاعمال المذكور في قوله تعالى ارأيت الذي ينهى عبدا اذا صلى فتوعده الله بقوله ارأيت ايها الناهي ان كان العبد المصلي على الهدى او غيره بالتقوى. ايستقيم ان ينهى من هذا وصفه. ارأيت اعجب من طغيان هذا الناهي ارأيت ان كذب الناهي بالحق وتولى فاعرض عن الامر والنهي. الم يعلم بان الله الله يرى عمله فهو مطلع عليه محيط به. افلا يخاف الله ويخشى عقابه ولئن لم ينزجر بالوعيد فليسعه التهديد ان استمر على حاله. كلا لئن لم ينتهي عما قولوا ويفعل لنشفع بالناصية. اي لنأخذن بناصيته وهي مقدم شعره اخذا عنيفة فالسفع القبر الشديد بجذب واستحقته ناصيته لاتصافها بوصفين هما المذكوران في قول ناصية كاذبة خاطئة فهي كاذبة في قولها خاطئة في فعلها فليدعوا هذا الاثيم ناديه وهم اهل مجلسه فاننا سندعوا الزبانية. وهم ملائكة العذاب ليأخذوه ويعاقبوه سموا زبانية لانهم يزبنون اهل النار اي يدفعونهم بشدة السابقة نزلت في شأن ابي جهل حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة وتهدده. روى الترمذي والنسائي في السنن الكبرى باسناد صحيح. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند مقام فمر به ابو جهل ابن هشام فقال يا محمد الم انهك عن هذا وتوعده فاغلظ له رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهر. فقال يا محمد بأي شيء تهددني؟ اما والله اني وهذا الوادي ناديا فانزل الله فليدع ناديه سندعو الزبانية. وقال ابن عباس رضي الله وعنهما لو دعا ناديه لأخذته ملائكة العذاب من ساعته. واصله في البخاري مختصر. ولما ومن وعيد الله وتهديده اتباعه بامر المنهي. وهو العبد المصلي الا يطيع ناهيه قال كلا لا تطعه فيما ينهاك عنه ثم امره فيما فيه فلاحه فقال واسجد ربك واقترب منه بالصلاة. فان العبد اقرب ما يكون من ربه وهو ساجد. ففي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فاكثروا الدعاء تفسير سورة القدر بسم الله الرحمن الرحيم انا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر. تنزل والروح فيها باذن ربهم من كل امر. سلام هي حتى مطلع للفجر. يخبر الله عز وجل في هذه السورة عن انزال القرآن فيقول اي القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا وفي اسناد الانزال الى الله تشريف عظيم للقرآن في ليلة القدر اي الشرف العظيم وهو اسم فيقول انا انزلناه اي القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا فيه اعلام بان الانزال المذكور في هذه الاية هو انزال القرآن مكتوبا لا تلوا فانزاله مكتوبا كان في تلك الليلة من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا وليس المراد في الاية ابتداء تنزيله على النبي صلى الله عليه وسلم متلوا نعم احسن الله اليكم. وفي اسناد الانزال الى الله تشريف عظيم للقرآن في ليلة القدر اي الشرف العظيم وهو اسم جعله الله لليلة التي انزل فيها القرآن ولم تكن معروفة عند المسلمين. فذكرها بهذا الاسم تشويقا تشويقا لمعرفتها ولذلك اتبعه بقوله وما ادراك ما ليلة القدر فاستفهم عنها تفخيما وتعظيما لمقدارها. قال ابن عباس رضي الله عنهما انزل القرآن جملة الى السماء الدنيا في ليلة القدر. ثم انزل بعد ذلك في عشرين سنة. قال ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا وقرأ رواه النسائي في السنن الكبرى واسناده صحيح. وهي ليلة مباركة من ليالي رمضان. قال الله تعالى انا انزلناه في ليلة مباركة. وقال شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن وسميت ليلة القدر بشرفها ولانه يقدر فيها ما يكون بعدها من المقادير كالاجال والارزاق. وفي تشريف انزاله تشريف ثان للقرآن يظهر علو قدره عند الله تعالى. حاصل ما ذكره المصنف ان تعظيم القرآن في هذه السورة وقع من وجهين الاول اسناد انزالها الى الله انزالها الى الله في قوله انا انزلناه. والثانية في تشريفه بالانزال في زمن معظم في تشريفه في الانزال في زمن معظم في قوله في في ليلة القدر واجتماع هاتين الجهتين في السورة دال على مبدأ تعظيم القرآن فيها. نعم. احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله. ثم اخبر الله عن فضلها بقوله ليلة القدر خير من الف شهر. فالقيام فيها ايمانا واحتسابا. خير من عمل في شهر ليس فيها ليلة قدر. ومجموع مدتها ثلاث وثمانون سنة واربعة اشهر. وقوله فالقيام فيها ايمانا واحتسابا خير من عمل الف شهر ليس فيها ليلة القدر اصح من اطلاق غيره في قولهم فالعمل فيها خير من عمل الف شهر. لان المراد في تلك الليلة ليس جنس العمل الذي يندرج فيه الصدقة والصلاة والبر والاحسان وانما المراد فيها عمل وهو قيام تلك الليلة بالصلاة. كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فالعمل المعظم المطلوب في ليلة القدر هو عمل واحد وهو عمارتها بالصلاة وهو للصلاة ايش معنى عمارتها بالصلاة ايش؟ يعني اطالة الصلاة فيها يعني اطالة الصلاة فيها. طيب الاخ قال الدعاء والصلاة يعني الدعاء الصلاة ولا خارج الصلاة؟ خارج؟ ها؟ ايه وهو ايش؟ احسنت. يقول الاخ الصلاة الدعاء لحديث عائشة رضي الله عنها عند اصحاب السنن ان النبي انها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم ارأيت ان ادركت ليلة القدر فما اقول؟ فقال قولي ايش؟ ونجي اللهم انك عفو ايش؟ اللهم انك عفو كريم عفو تحب العفو فاعف عني والجواب عن هذا من وجهين احدهما ان الدعاء يرجع الى اصل والثاني ان هذا الحديث لا يثبت فان اسناده منقطع. نعم. قلتم تلك الليلة هي في رمضان وفي العشر الاواخر منه. وارجاها اوتارها وهي باقية في كل سنة الى قيام الساعة. ثم الله فضلا اخر لها في قوله تنزل الملائكة من السماء. والروح فيها اي بتلك الليلة والروح هو جبريل بإذن ربهم اي بأمره من كل امر قضاه الله في تلك السنة الى السنة التي بعدها وتلك الليلة سلام هي اي سلامة والسلامة تشمل كل خير يتصل حتى مطلع الفجر فمبتدأها غروب الشمس ومنتهاها طلوع الفجر وفي التعريف بمنتهاها حث على اغتنام فضلها قبل انتهاء وقتها قوله وفي التعريف بمنتهاها حث على اغتنام فضلها قبل انتهاء وقتها اي ان الله سبحانه وتعالى اشار الى تعيين الوقت الذي تنقضي فيه تلك الليلة وهو الفجر ولم يذكر سبحانه وتعالى مبتدأها. والحامل على ذلك هو الاغراء بالاهتمام بالقيام في تلك كالليلة بالصلاة والاغراء للاهتمام بالقيام في تلك الليلة بالصلاة وتدارك وقتها قبل خروجه نعم. احسن الله اليكم تفسير سورة البينة الرحيم لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفا مطهرة. فيها كتب قيمة وما تفرق الذي اوتوا الكتاب الا من بعد ما جائتهم البينة. وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. وذلك دين القيمة الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها. اولئك هم شر البرية ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ابدا رضي الله عنهم ورضوا عنه. ذلك لمن خشي ربه. كان كفار اهل الكتاب يقولون سيبعث فينا رسول وكان المشركون يقولون لهم اذا دعوهم الى اتباع اليهودية او النصرانية. لم يأتنا رسول ما اتاكم فاخبر الله في هذه السورة عن قولهم موبخا فقال لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب وهم اليهود والنصارى والمشركين منفكين عن كفرهم اي زائلين عن ما هم عليه تاركين له. حتى تأتيهم البينة وهي الحجة الواضحة التي وعد بها اليهود والنصارى في كتبهم وتلقفها عنه المشركون. هذه الآية الاولى من سورة البينة عظيمة الاشكال حتى ذكر الرازي وغيره حتى ذكر وغيره انها اغمض سورة تلك اغمض اية في القرآن ووجه الغموض الذي اعتراها ان الله سبحانه وتعالى ذكر ان اهل الكتاب والمشركين سيبقون زائلين عن الحق مباعدين له حتى تأتيهم بينة ومقتضى ذلك ان ينتهي هي زيغهم عند ورود البينة. فلما وردت البينة وهي بعثة محمد صلى الله عليه سلم لم ينتهي زيغهم بل منهم من امن ومنهم من كفر ثابتا على زيغه وكان اقتضاء المعنى ان يزول الزيغ كله بظهور الحجة ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم. فلاجل هذا المعنى المتبادل من سياق الاية وقعت الحيرة في فهمها. ويدفع هذا الاشكال بان يقال ان الاية لم تأتي بتحقيق الواقع الذي يكون ان الاية لم تأتي لتحقيق الواقع الذي ان يكون وانما اريد بها التوبيخ والتقريع للطائفتين من اهل الكتاب والمشركين. وموجب توبيخهم ان اهل الكتاب من اليهود كانوا يقولون سيبعث فينا رسول فنتبعه وان المشركين كانوا يقولون انه لم يبعث فينا رسول. فان بعث فينا رسول اتبعناه فلما جاءتهم البينة لم يظهر صدق قول اكثرهم. فقيل لهم ذلك توبيخا على دعواهم التي زعموها وهذا معنى قول المصنف فاخبر الله في هذه السورة عن قولهم موبخا. نعم. احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله ثم فسر تلك البينة فقال رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة وهو محمد صلى الله عليه وسلم الذي يتلو ما هو مكتوب في صحف مطهرة منزهة عن كل ما لا يليق وهي صحف الكتاب المكنون في اللوح المحفوظ. ومتلوه النبي صلى الله عليه وسلم منها هو القرآن الكريم المذكورة في قوله حتى تأتيهم البينة هي المفسرة في الاية التالية رسول من الله يتلو صحفا مطهرة وهذه الصحف المطهرة لا يراد بها الالواح والرقاع التي كان يكتب فيها القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بل هذا الوصف اذا اطلق فالمراد به اللوح المحفوظ كما قال الله وتعالى كلا انها تذكرة فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بايدي سفرة والصحف المكرمة المطهرة التي هي بايدي السفرة وهم الملائكة انما هي ما في اللوح المحفوظ فالصحف المطهرة اذا ذكرت في القرآن اريد بها صحف الكتاب المكنون في اللوح المحفوظ والنبي صلى الله عليه وسلم تلا بما هو مكتوب في اللوح المحفوظ من القرآن الكريم فمتلوه صلى الله عليه وسلم من القرآن هو مكتوب في اللوح المحفوظ. وهو واحد من الكتب المنزلة على الانبياء عليهم الصلاة والسلام. نعم. احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله وتلك الصحف فيها كتب قيمة. اي مستقيمة وهي الكتب التي انزلها الله مع النبيين. قال الله عز وجل كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه قوله وتلك الصحف فيها كتب قيمة اي مستقيمة اشارة الى ان تلك الكتب الكائنة في صحف اللوح المحفوظ هي الكتب المنزلة على الانبياء. ان الكتب الكائنة في صحف وفي اللوح المحفوظ هي الكتب المنزلة على الانبياء. واذا تقرر هذا المعنى فان الاشارة الى القرآن الواقعة فيه على ارادة الاشارة للبعد هي اشارة الى كونه مكتوبا في صحف اللوح المحفوظ. واذا اشير الى القرآن على ارادة القرب فالمراد به القرآن حال كونه مكتوبا في المصاحف التي بايدينا. فمثلا قول الله عز وجل ذلك الكتاب لا ريب فيه. هو اشارة الى القرآن حال كونه مكتوبا في اللوح المحفوظ واذا اشير اليه بما يدل على القرب كقوله تعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم فالمراد به القرآن الذي بايدينا. وبهذا تأتلف ايات القرآن في الاشارة. وما يقع في كلام بعض المفسرين من قولهم ذلك الكتاب اي القرآن وان ذلك بمعنى هذا فيه نظر. فالكتاب هو القرآن لكن الاشارة اليه بالبعد اشارة اليه حال كونه مكتوبا في صحف اللوح المحفوظ. فالاشارة الى القرآن الكريم وقعت في اياته على نوعين الاول الاشارة اليه بما يدل على بعده فالاشارة اليه بما يدل على بعده كقوله تعالى ذلك الكتاب لا ريب فيه والاخر الاشارة اليه بما يدل على قربه كقوله تعالى ان هذا قرآنا يهدي للتي هي اقوم. فالاشارة فيه بالبعد حال كونه مكتوبا في اللوح المحفوظ والاشارة اليه بالقرب حال كونه مكتوبا في المصاحف التي بايدينا ولذلك هل في القرآن ذلك القرآن؟ ما فيه. ليس في القرآن ذلك لانتفاء البعد حال الاشارة الى القراءة. لانتفاء البعد حال الاشارة الى القراءة. اما البعد مع الكتابة موجود لانه مكتوب في اللوح المحفوظ. وسبق ان ذكرت لكم او لغيركم ان التصرف القرآني هو اجل معارف القرآن فان الله عز وجل ذكر في عدة ايات اربع او خمس ان هذا القرآن وقع مصرفا اي واقعا على انحاء متعددة من اضرب الكلام. وهذا التصريف يراد به في بيان معانيه فانك تجد كلمة في القرآن لا تأتي الا على نحو معين فحصرها في هذا الوجه هو لمعنى مقصود. واذا جيء بهذه الكلمة في مقام اخر فانه لمعنى اخر مقصود واذا ذكرت الاشارة مع عدم الحاجة اليها في تقدير الكلام كان لمعنى مقصود كما تقدم معنى ان الله قال وهذا البلد الأمين ولم يقل والبلد الأمين مع ان تقدير الكلام كذلك وانما في رسم الاشارة فيها للتنبيه الى امرين احدهما تعظيم هذا البلد والثاني الاشارة الى نزول السورة فيه وتصريف قرآن اجل معارفه على الاطلاق اجل معارف القرآن معرفة تصريفه وهو علم محتاج الى التصنيف فيه وهو اجل مما يسمى باخرى بتدبر القرآن لان تدبر القرآن ليس فهمه. بل تدبر القرآن هو معرفة ما تؤول اليه اياته من طلب الامتثال اي ظهور سورة العمل. لا ما يدرك من المعاني. وهذه المرتبة التدبر لا تكون الا بعد فهم المعاني. واما جعل التدبر بمعنى ما يتبادر من اللفظ بحسب ما يقع في الخاطر فهذا معنى باطل بل كما قال ابو العباس ابن تيمية وتدبر القرآن لا يمكن الا وتدبر الكلام لا يمكن الا بعد فهمه يعني ان من لم يكن له معرفة بالتفسير فلا قدرة له على التدبر. واما تصريف القرآن فهو ما يستفيده المرء عند اختلاف الاية تقديما وتأخيرا واعادة وتكريرا فانه يستفاد فيه من المعاني ما يهمله كثير من المفسرين مع انه هو المراد من القرآن فيما يثمر من الايمان والتزكية والصلاح والعمل ووقوعها على هذه الاوجه هو لمقاصد مذكورة. فينبغي ان يقرأ الانسان كتاب الله عز وجل متطلبا الوقوف على وجوه تصريفه. فكونه موصوفا بانه كتاب صرفت اياته يعني جيء بها على معاني لارادة ما تثمره من الايمان والعلم والعمل. وهذا الباب وهو تصريف القرآن نافع جدا في العلوم كافة. ولهذا اطالة في محلها لكن اجعلوا هذا المعنى نياط قلوبكم راجعوا ما يتعلق بتفسير الايات التي ورد فيها وصف القرآن بالتصريف ثم اعملوا ذلك تجدون في كتاب الله سبحانه وتعالى عجبا لا ينقضي. نعم. احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله. ثم اخبر عن سبب كفر اهل الكتاب فقال وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة. وهذه البينة هي بينة اخرى غير الاولى وهذه البينة هي بينة اخرى غير الاولى. اي ان البينة المذكورة في هذه الاية غير البينة التي ذكرت في تعالى الا من بعد ما جاءتهم البينة. فالبينة في الاية المتقدمة هي بعثة محمد صلى الله عليه وسلم واما البينة في قوله تعالى وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة فهي الحجج والبينات التي جاءتهم. وما ذكره كثير من المفسرين لان البينة في هذه الاية وهي قوله تعالى وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة انه محمد صلى الله عليه وسلم فمنهم من امن ومنهم من كفر فيه نظر من وجهين احدهما من جهة الرواية لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة عند ابي داوود وغيره ان اليهود افترقت على احدى وسبعين فرقة. فهم مفترقون على فرق كثيرة والاخرى من جهة الدراية فان العارف بتاريخ اليهود يقطع بوقوع تفرقهم قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا متفرقين قبل لبعثته ولم يتفرغوا ببعثته صلى الله عليه وسلم. نعم. احسن الله اليكم هنا الحجج والآيات التي جاءتهم من قبل. فاختلفوا فيها وتفرقوا عنها. فهي كقوله تعالى ولا تكونوا كالذين نتفرق واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم. ولم هذا الرسول الا بما امروا به من قبل في كتبهم. وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. اي قاصدين بعبادة اي مواجهة فالاخلاص هو تصفية القلب من ارادة غير الله. حنفاء مقبلين عليه مائلين عما سواه ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وخصهما بالذكر لفضلهما وشرفهما. وذلك المأمور به من اخلاص الدين واقامة الصلاة واداء الزكاة هو دين قيمة. اي دين الكتب القيمة وهو الاسلام فلا عذر لهم في الاعراض عنه. قوله ايدين الكتب القيمة فيه اشارة الى تعلق القيمة بموصوف سابق. وهو الكتب مذكورة اولا فمعنى قوله وذلك دين القيمة اي وذلك دين الكتب القيمة التي في اللوح المحفوظ وهذا يدل على ان دين الانبياء واحد فالدين المذكور هو دين الكتب القيمة التي في اللوح المحفوظ. وهو الاسلام. نعم. احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله ثم ذكر جزاء الكافرين بعد ما جاءتهم البينة فقال ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها اولئك هم شر البرية والبرية الخليقة واتبعه جزاء مقابلهم فقال ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية اباؤهم عند ربهم جنات عدن اي جنات اقامة لا يتحولون عنها تجري من تحتها الانهار اي من تحت باشجارها وغرفها على وجه ارضها في غير قوله في وصف انهارها على وجه ارضها في غير اي انها تجري في غير اخدود فليس لها في الارض مضرب اخدود تجري فيه ويدل على ذلك شيئان احدهما ان هذا التفسير وان فقد مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم وموقوفا عن الصحابة فقد آآ عن التابعين مقطوعا فذكر جماعة من التابعين كمنسوق ابن الاجدع وغيره ان انهار الجنة تجب في غير اخدودي اي في غيري شق وتقدم ان التابعين اخذوا التفسير عن الصحابة فاذا فقد المأثور عن الصحابة ومن فوقهم وهو التفسير النبوي فلا محيد عن الاخذ بما اتفق عليه التابعون. والثاني ما رواه احمد بسند صحيح من حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعطيت الكوثر. فاذا هو نهر يجري ولم يشق شطا رضيت الكوثر فاذا هو نهر يجري ولم يشق شقا والحاق صفة بقية انهار الجنة اولى لانه اعظمها فذكر لجلالته وعظمته وسائر الانهار تلحق به في وصفه في اصفياء فاذا كان الاعظم منها لم يشق الارض فان ما دونه لا يشق ارض الجنة. نعم تجري من تحتها الانهار اي من تحت اشجارها وغرفها على وجه ارضها في غير شق خالدين فيها ابدا رضي الله عنهم ورضوا عنه. فرضي عنهم بما عملوا من طاعته ورضوا عنه بما اتابهم به من النعيم مقيم وان ذلك الجزاء الحسن حق لمن خشي ربه فلا يناله الا من كانت هذه والخشية خوف مقرون بعلم. تسير سورة الزلزلة عن عبد الله ابن رضي الله عنهما قال نزلت اذا زلزلت الارض زلزالها وابو بكر الصديق رضي الله عنه قاعد فبكى ابو بكر قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا ابا بكر؟ فقال ابكتني هذه السورة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو انكم لا تخطئون ولا تذنبون لخلق الله تعالى امة من بعدكم يخطئون ويذنبون فيغفر لهم. رواه الطبراني وفي المعجم الكبير. واسناده حسن اذا زلزلت الارض زلزالها واخرجت الارض اثقالها وقال الانسان ما لها يومئذ تحدث اخبارها بأن ربك اوحى لها يومئذ الناس اشتاتا ليروا اعمالهم. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثل قال ذرة شر نيرة. ذكر الله تعالى ابتداء حال الارض يوم القيامة فقال اذا زلزلت الارض زلزالها فرجت رجا شديدا. واخرجت الارض اثقالها. وهو ما تثقل به مما في بطنها فألقته على ظهرها كما قال تعالى والقت ما فيها وتخلت. وقال الإنسان مستعظما حاله لها ما لها اي ما الذي حدث لها وما عاقبته؟ ولا تكون زلزلتها كلها الا يوم القيامة ولا تكون زلزالتها الا يوم القيامة لان الزلزلة التي تطرأ من الارض نوعان الاول زلزلة فيها زلزلة فيها تتقيد بناحية من نواحيها. وهي جميع الزلازل التي تكون قبل يوم القيامة. فان لا تعم الارض كافة. والثاني زلزلة الارض جميعها. زلزلة الارض جميعها وهي الزلزلة الكائنة يوم القيامة. فلا تختص بناحية دون ناحية بل تعم الارض جميعا والاختصاص تلك الحال بيوم القيامة افردت بهذه السورة المذكورة في السورة هي زلزلة يوم القيامة. نعم احسن الله اليكم ولا تكونوا زلزلتها كلها الا يوم القيامة. يومئذ تحدث الارض اخبارها فتخبر بما عمل على ظهرها من خير وشر. ذلك بان ربك اوحى لها اي امرها ان تخبر به فلا تعصي امره يومئذ يصدر الناس يقبلون الى الموقف والحساب اشتاتا اي اصنافا متفرقين ومقصود صرفهم ليروا اعمالهم فيريهم الله ما عملوا من الحسنات والسيئات ويجازيهم عليها فلمحسنيهم النعيم المقيم ولمسيئهم العذاب الاليم فمن يعمل مثقال ذرة وهي النملة الصغيرة خيرا يره ان يره ويرى ثوابه في الآخرة ان يره ويرى عقابه فيها. قوله في الموضع الاول ان يره ويرى ثوابه في الاخرة. وفي الثاني يره ويرى عقابه في عقابه فيها اشارة الى الجمع بين رؤية العمل وثوابه او عقابه تارة الى الجمع بين رؤية العمل ورؤية ثوابه او عقابه. فان العبد يطلع على العمل ويطلع ايضا على جزائه من والعقاب. فقصر بيان هاتين الايتين على رؤية الجزاء اركن لبعض دلالتها فانها كما تدل على رؤية الجزاء تدل على رؤية العمل فالعبد يطلع في الاخرة على عمله وجزاء عمله. نعم. وروى النسائي في السنن الكبرى عن صعصعة رضي الله عنه قال قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. قال ما ابالي الا اسمع غيرها حسبي حسبي واسناده صحيح تسير سورة العاديات. بسم الله الرحمن الرحيم. والعاديات ضبحا قدحا فالمغيرات صبحا فاثرن به نقعا فوسقنا به جمعا ان الانسان لربه لكنود. وانه على ذلك لشهيد. وانه لحب بالخير لشديد. افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور. ان ربهم وبهم يومئذ لخبير. اقسم الله تبارك وتعالى بالخير الجاريات في سبيل الله فقال والعاديات اي العاديات عدوا بليغا قويا يصدر عنه الضبح وهو صوت نفسها في جوفها. عند اشتداد عدوها فالموريات الموقنات بحوافرهن ما يطأن عليه من الاحجار قدحا فتقدح النار ويتوقد شررها من ضرب حوافرهن اذا عدون. فالمغيرات المباغتات الاعداء بما يكره صبح. فانهم لا يغيرون على القوم اذا غزوا الا بعد الفجر. فتكون الغارة صباحا فاثرن به. اي هيجنا واصعدن غدوهن وغارتهن نقعا وهو الغبار. فوسطنا اي توسطنا براكبهن. جمع هم الاعداء الذين اغير عليهم. والقسم بالخيل على تلك الاوصاف لاجل التهويل وترويع المشركين بما اعد لهم من الجهاد وآلته. احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله. وجواب القسم هو قوله ان الإنسان ربي لكنود اين كفور لنعمة ربه؟ وانه اي الانسان على ذلك الكفر لشهيد. في فلتات واله وافعاله فيبدو منها على لسانه وفي تصرفاته يتضمن الشهادة على نفسه بكفر نعمة ربه وانه اي الانسان لحب الخير وهو المال لشديد اي كثير الحب له. وحبه اياه حمله على البخل به فصيره كفورا. ولهذا قال الله تعالى تحذيرا له وتخويفا. افلا يعلم الكفور عن عقابي اذا بعثر ما في القبور اي اثير ما فيها. واخرج الله الاموات منها. وحصل ما في الصدور فجمع واحصي ما فيها من كمائن الخير والشر اي مطلع على اعمالهم ومجازيهم عليها وخص خبره بيوم القيامة حين تبعثر القبور ويحصن ما في الصدور مع انه خبير بهم في كل وقت لان المراد الجزاء بالاعمال الناشئ عن علم الله بهم واطلاع عليهم الخبر بمعنى العلم. الا انه يختص بكون متعلق دقائق الامور. فالخضر اخص من العين. والله عز وجل خبير بعباده في كل ان. وذكر خبره بهم في هذه السورة يوم القيامة خبره بجزائهم. لا خبره باحوالهم. فالخبر والعلم يجيئان في القرآن لا يراد منهما الاطلاع والاحاطة وانما يراد بهما جزاء كهذه الاية في الخبر فالمراد خبره سبحانه ما للمحسن من الجزاء وما للمسيء من الجزاء ونظيره في العلم قوله تعالى وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر فان الله اعلمه اي يعلم جزاءه المرتب عليه. وليس المراد مجرد اطلاعه على عمل العبد نعم. احسن الله اليكم تفسير سورة القارعة. بسم الله الرحمن الرحيم القارعة ما القارعة وما ادراك ما القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبالك لعهن المنفوش فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة الراضية واما من خفت موازينه فامه هاوية. وما ادراك ما هي نار حامية. القارعة من اسماء يوم القيامة لانها تقرع قلوب الناس وتزعجهم باهوالها ولهذا عظم شأنها وهول امرها بقوله القارعة ما القارعة وما ادراك ما القارعة فاي شيء هي هذه القارعة؟ واي شيء اعلمك بها؟ ثم اخبر عنها فقال يوم كونوا الناس من شدة الفزع والهول كالفراش المبثوث اي المنتشر والفراش فرخ الجراد حين يخرج من بيضه يركب بعضه بعضا. وهو المذكور في قوله. وهو المذكور في قوله تعالى من الاجداد كانهم جراد منتشر. ذكر كثير من المفسرين ان قوله تعالى المبثوث اي كالفراش المتهافت على النار اذا اوقدت. وهذا التفسير فيه نظر بل الصحيح ان معنى الاية ذكر انتشارهم تشبيها لهم بفرخ الجراد حين يخرج من بيضه يركب بعض بعضا. والدليل على تقديم هذا المعنى شيئان. احدهما دليل النقل في قوله تعالى يخرجون من الاجداث كأنهم جراد منتشر. فهذه الاية تفسر اية سورة القارعة والاخر دليل العقل وهو ان المناسب لصورة الناس حينئذ هي صورة فرخ الجراد اذا خرج من بيضه يركب بعضه بعضا وليس المراد صورته حال تهافته في النار فان شدة ما بهم من الحال وفزعهم يناسبها مرجو امرهم واختلاطهم حتى يركب بعضهم بعضا من ازدحامهم وشدة ما يلحقهم من الضيق والعناء نعم. وتكون الجبال كالعين اي الصوف المنفوش المتمزق الذي فرقت بعض اجزائه عن بعض وفي ذلك اليوم تنصب الموازين. فاما من ثقلت موازينه. حسناته على سيئاته فهو في عيشة راضية اي حياة مرضية في جنات النعيم. واما من خفت موازينه لم تكن له حسنات تقاوم سيئاته. اي مأواه ومسكنه النار. تقود له بمنزلة الام التي يأوي اليها ويلزمها كما قال تعالى ان عذابها كان غراما. اي ملازما اهلها وعظم امرها فقال وما ادراك ما هي؟ ثم فسرها بقوله نار حامية اي شديدة الحرارة من الوقود عليها وصح في الحديث ان حرارتها تزيد على حرارة نار الدنيا سبعين ان ضعفا وهذا اخر بيان هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته بعد صلاة العشاء باذن الله والحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين