الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمد غدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم. انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد. فحدثني جماعة من المسندين وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سجانة بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قاوس مولى عبدالله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. ومن اكد الرحمة رحمة المعلم كد الرحمة رحمة المعلمين للمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات علم باقراء اصول المتون وتبيئ باقراء اصول باقراء اصول المتون وتبيين معانيها الاجمالية ومقاصدها الكلية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه ينتهون الى تحقيق مسائل العلم. وهذا تتمة شرح الكتاب الرابع من برنامج مهمات العلم في مرحلته الاولى وهو كتاب العقيدة الواسطية لابي العباس ابن تيمية الحفيد. وقد فرغنا من بيان ان الاحاديث التي اوردها المصنف رحمه الله تعالى وعدتها ستة عشر حديثا جميعها في الصحيحين اتفاقا او انفرادا سوى اربعة احاديث قدم بيان مخارجها ودرجاتها. وبقي وراء هذا ذكر ما تضمنته هؤلاء الايات. هؤلاء الاحاديث من الاسماء والصفات الالهية. ففي هذه الاحاديث من الاسماء الالهية اسم الرب. لقوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا وقوله عجبا وربنا ومنها اسم الله لقوله صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا وقال ايضا ربنا الله وقال يقول الله تعالى يا ادم وقال ايضا اللهم رب السماوات سبع كيف يكون هذا الحديث دليل على اسم الله؟ اللهم رب السماوات السبع ما الجواب؟ كيف اللهم كيف من نفس الكلمة لان معنى اللهم يا الله بلا خلاف ذكره ابن القيم في جلاء الافهام. ومنها رب العزة قال النبي صلى الله عليه وسلم حتى يضع رب العزة اي صاحب العزة وهي صفة الله. ومنها رب قال النبي صلى الله عليه وسلم انت رب الطيبين. ولا يحفظ هذا الاسم في نص ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم والحديث المذكور هنا ضعيف ومنها رب السماوات السبع ومنها رب العرش العظيم ومنها رب كل شيء ومنها فالق الحب والنوى ومنها منزل التوراة والانجيل والقرآن وكلها في حديث واحد هو حديث اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم الى تمام الحديث. وهذه الاسماء جميعا من الاسماء الالهية المضافة. ومن الاسماء ايضا الاول والاخر والظاهر والباطن وكلها جاءت في حديث واحد هو قوله صلى الله عليه وسلم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء الى تمام الحديث. ومنها اسم السميع والقريب. قال النبي صلى الله عليه وسلم انما تدعون سميعا قريبا ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم في اول الحديث المذكور اربعوا على انفسكم اي ارفقوا بها. ولا تجهدوا انفسكم ومن الصفات الالهية الواردة في الاحاديث المذكورة الالوهية والربوبية والعزة وهو الشق قل انزالوا والاولية والاخرية والظاهرية والباطنية والسمع والقرب. وهذه الصفات مستفادة على التوالي من اسماء ربنا عز وجل الله هو الرب هو رب العزة وفالق الحب والنوى الى اخر ما تقدم من اسمائه. ومن الصفات الالهية الواردة في الاحاديث المذكورة ايضا صفة النزول. قال صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا. ومنها صفة الفرح. قال قال صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا. ومنها صفة الضحك قال صلى الله عليه وسلم يضحك الله الى رجل ومنها صفات العجب والنظر والضحك والعلم وكلها في قوله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ينظر اليكم ازلين فيضل يضحك يعلم ان افرجكم قريب. وتقدم البيان بان هذا الحديث فيه ضعف وما فيه من الصفات ثابتة بادلة ذكرها المصنف ايضا سوى صفة العجب فانها مفتقرة الى دليل ثابت خارج ما ذكره المصنف وذلك في كتاب الله وفي سنة النبي صلى الله وعليه وسلم فاما في كتاب الله ففي قوله تعالى بل عجبت ويسخرون على قراءة الضم وهي قراءة حمزة والكساء خلف العاشر. وفي السنة ايضا ما في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعجب ربكما من صنيعكما بضيفكما الليلة. ومنها صفة القدم قال الله عليه وسلم قال لا تزال جهنم يلقى فيها حتى يضع فيها رب العزة قدمه. ومنها صفتا النداء والصوت قال صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى يا ادم الى تمام الحديث ومنها صفة الكلام قال صلى الله عليه وسلم ما منكم احد الا سيكلمه ربه. ومنها صفة العلو لله في قوله صلى الله عليه وسلم وانا امين من في السماء وقوله الله فوق العرش في احاديث اخرى. ومنها صفة المعية في قوله صلى الله عليه وسلم افضل ايماني ان تعلم ان الله معك حيثما كنت وقوله صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم الى الصلاة فان الله قبل وجهه. ومنها صفة التجلي. قال صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم وهذا الحديث يفيد تجليه سبحانه وتعالى. ومنها نفي الصمم والغياب لقوله صلى الله عليه وسلم فانكم لا تدعون اصما ولا غائبا. الى امثال هذه الاحاديث الصحيحة التي يؤمن بها يا اهل السنة والجماعة من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. وهم بهذا وثق بين وسط في باب الصفات بين فرق الامة. كما ان الامة هي الوسط في الامم كما سيذكره المصنف رحمه الله قريبا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين اهل التعطيل الجهمية وبين اهل التمثيل المشبهة وهم وسط في باب افعال الله تعالى بين القدرية والجبرية. وفي باب وعيد الله بين المرجئة وبين الوعيدية من القدرية وغيرهم. وفي باب بالايمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية. وفي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروافض وبين لما قرر المصنف رحمه الله ان اهل السنة والجماعة وسط بين فرق الامة اوضح هذا الامر بذكر خمسة اصول كاشفة عن حقيقة وسطيتهم اولها اسماء الله وصفاته فهم وسط في هذا بين اهل التعطيل المنكرين لها واهل التمثيل المبالغين في اثباتها بذكر مماثلها. وثانيها القدر المشار اليه بقول المصنف باب افعال الله. فهم وسط بين القدرية الزاعمين ان العبد يخلق فعله استقلالا وبين الجبرية الزاعمين ان العبد الزاعمين ان العبد مجبور على فعله لا اختيار له. ثالثها الوعيد بالعذاب والعقاب لهم وسط فيه بين الموجئة الزاعمين ان الفاعل الكبيرة لا يدخل النار ولا يستحق ذلك والوعيدية الذين ينفذون الوعيد اي يمضونه مطلقا ويقولون فاعل كبيرة مخلد في النار. ورابعها اسماء الايمان والدين. فهم وسط بين الحرورية وهم الخوارج والمعتزلة الذين يخرجون صاحب الكبيرة من الايمان. ثم يختلفون في كيفية الاخراج الحرورية من الايمان بالكلية. واما المعتزلة فانهم يخرجونه من الايمان لكنهم لا يدخلونه دائرة الكفر. بل ولدوا له رتبة مترددة بين الدائرتين متوسطة بينهما سموها بالمنزلة بين المنزلتين فهو في منزلة في منزلة بين الايمان والكفر فهو خارج عندهم عن دائرة الايمان. لكنه لم يدخل دائرة الكفر بل في برزخ بين تلك بين هذه وتلك سموه المنزلة بين المنزلتين. وهم في هذا الباب وسط ايضا ومن بين المرجئة والجهمية الذين يجعلون فاعل الكبيرة مؤمنا كامل الايمان. وخامسها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم وسط بين الرافضة الذين بالغوا في حب بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من اله وغلوا فيهم وبين الخوارج الناصبية. الذين بالغوا في بغض بعظ اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسبهم بل كفروا كثيرا منهم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد دخل فيما ذكرناه من الايمان بالله الايمان بما اخبر الله به في كتابه وتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واجمع عليه سلف الامة من انه سبحانه تعالى فوق سماواته على عرشه علي على خلقه وهو سبحانه معهم اينما كانوا يعلم ما هم عاملون كما جمع بين ذلك في قوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش. يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير. وليس معنى قوله وهو معكم انه مخترع بالخلق فان هذا لا توجبه اللغة وهو خلاف ما اجمع عليه سلف الامة وخلاف ما فطر الله عليه الخلق بل القمر اية من ايات من اصغر مخلوقاته وهو موضوع في السماء وهو مع المسافر اينما كان وهو سبحانه فوق العرش رقيب على خلقه مهيمن عليه مطلع اليهم الى غير ذلك من معاني ربوبيته. وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من انه فوق العرش وانه مع حق على حقيقته لا يحتاج الى تحريف ولكن يصان عن الظنون الكاذبة. وقد دخل في ذلك الايمان بانه قريب من خلقه كما قال سبحانه وتعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي بي لعلهم يرشدون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته. وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته فانه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وهو علي في دنوك قريب في علوه من الايمان بالله الايمان بعلوه ومعيته. فهو سبحانه فوق عرشه علي على خلقه وهو معهم اينما كانوا وهي من جملة الصفات الالهية التي تقدم ذكرها لكن المصنف رحمه الله رجع الى اعادتها وافرادها عن نظائرها لما احتف بها من معارضات الابتداع العاطلة ومناقضات اهل اهل الاهواء الباطلة من الجهمية ومن تبعهم من نفاة العلو والاستواء. ولا يراد بالمعية ان الله عز وجل مختلط بالخلق. فهذا شيء لا توجبه اللغة التي خطبنا بها في القرآن والسنة كما انه خلاف اجماع سلف هذه الامة وما خطر الله عز وجل عليه الخلق كافة وكون الله فوق العرش وانه سبحانه معنا حق على حقيقته. لا يحتاج الى تحريف ولكن يصان عن الظنون الكاذبة كما ذكر المصنف. ووقع تبيين شيء من الظنون الكاذبة في بعض النسخة اخرة مثل ان يظن ان ظاهر قوله في السماء ان السماء تقله او تظله وهذا باطل باجماع اهل العلم والايمان. فان الله وسع كرسيه السماوات والارض وهو يمسك السماوات والارض ان ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه وهذه الزيادة المفسرة لما قبلها ليست في النسخ العتيقة. واحداها مقروءة على المصنف وهي تشبه كلامه فكأنها اخذت من كتاب اخر له ثم الحقت في هذا الموضع. لكن هذا الكلام ليس في شيء من كتب ابي العباس ابن تيمية المطبوعة. ويوجد في نقول المتأخرين لكلام ابي العباس ابن تيمية ما هو مفقود اليوم من الكتب التي بايدينا؟ كما ينقله بعض من كان في القرن الذي الا كالسيوط او في القرن الماضي كالالوسي والجمال القاسمي فان هؤلاء وقفوا على كتب لم نقف عليها اليوم لانها ضاعت في العصور الاخيرة وقد فني في العصور الاخيرة كتب عظيمة لابي العباس ابن تيمية تلميذه ابن القيم بقي بعضها قبل خمسين سنة او قريبا من ذلك موجودا بايدي الناس وقد ذهب ذلك ومن جملتها ما حدثني به محمد ابن سليمان ابن جراح عالم الكويتي في زمانه انه رأى كتاب الكبائر لابن القيم في مجلدين في مكتبة شيخه عبد الله بن خلف الدحيان وهذا الكتاب مفقود اليوم من الارض قاطبة فلا اذا وقف على كلام لاحد هؤلاء ولا سيما ابي العباس ابن تيمية الحفيد ان يكون هو كلامه. ولا طريق الى انكاره كما نقل عنه الجمال القاسم كلاما في المجاز يبين مذهب ابي العباس ابن تيمية النفس نفسه والقول قوله ولكنه ليس موجودا في كتبه التي والمقصود ان تعلم ان في هذا الموضع من كتاب العقيدة الواسطية في النسخ التي بايدي الناس الحاق بكلام فسرت به الظنون كاذبة لكنه ليس موجودا في النسخ العتيقة ومنها نسخة مقروءة على المصنف. وقد دخل في ما ذكره المصنف من اثبات علو الله ومعيته خلقه اثبات انه سبحانه قريب من خلقه. وقرب ومعيته لا تنافي علوه عز وجل وفوقيته بل كما قال المصنف علي في دنوه قريب في علوه والقرب المذكور في باب الصفات مختص بالمؤمنين في اصح قول اهل العلم فلا يقال ان قرب الله نوعان احدهما قرب عام للخلق جميعا والاخر قرب خاص وهو قربه من المؤمنين بالمعية والنصرة والتأييد فان النصوص لا تساعد على هذا وانما جاءت صفة القرب مختصة بقربه سبحانه وتعالى من المؤمنين تأييدا ونصرة لهم. والايات العامة التي توهم خلاف ذلك كقوله تعالى ونحن اقرب اليه من حمل الوريد فالمراد بها في تفسير السلف الملائكة والمنقول في تفسير السلف في القرب انما هو قرب الله سبحانه وتعالى من المؤمنين. واما القرب العام فانما هو في الايات الواردة قرب الملائكة هذا اصح قولي اهل العلم رحمهم الله تعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن الايمان به وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله سبحانه وتعالى منزل غير مخلوق. منه بدأ واليه يعود وان الله تكلم به حقيقة وان هذا القرآن الذي انزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة لا كلام غيره ولا يجوز اطلاق القول بانه حكاية عن كلام الله او عبارة عنه. بل اذا قرأه الناس او كتبوه في المصاحف لم يخرج بذلك عن ان يكون كلام الله سبحانه وتعالى حقيقة فان الكلام انما يضاف حقيقة الى من تكلم به مبتدأ لا الى من قاله مبلغا مؤديا الايمان بالله وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق. منه بدأ اي تكلم به واضيف اليه وانه اليه يعود اي برفعه من المصاحف والصدور في اخر الزمان ثبتت بذلك الاحاديث وانعقد عليه الاجماع وهو كلام الله حقيقة لا كلام غيره ولا يقال فيه انه حكاية عن كلام الله عز وجل او عبارة عنه بل هو كلام الله حروفه ومعانيه. والحكاية والعبارة في كلام الله مذهبان رديئان للكلابية والاشاعرة فانهم زعموا ان كلام الله عز وجل معنى قائم بذاته قائم في ذاته عز وجل ثم حكي عنه حكاه عنه جبريل في قول عندهم او محمد صلى الله عليه وسلم وهذه هي مقالة الكلابية ثم انتحلها ابو الحسن الاشعري غفر الله له الا انه عدل عن دعوى الحكاية لما يقتضيه هذا اللفظ من المماثلة فلاجل كون القول بان القرآن حكاية كلام الله يوهم المماثلة امتنع منه واختار له العبارة فقال القرآن عبارة عن كلام الله سبحانه وتعالى. والمعبر عنه هو جبريل او محمد صلى الله عليه وسلم وبقية الانبياء في الكتب التي نزلت عليهم وعلى وعلى كلا المذهبين فان الكتب المنزلة على الانبياء ومنها القرآن يكون معناها من الله وتكون الفاظها ممن من غير الله اما من النبي الملكي المبلغ للانبياء وهو جبريل او من الانبياء البشريين ان موسى في التوراة وعيسى في الانجيل ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم جميعا في القرآن الكريم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد دخل ايضا فيما ذكرناه من الايمان بكتبه ورسله الايمان بان المؤمنين يرونه يوم القيامة بابصارهم كما يرون الشمس صحوا ليس دونها سحاب. وكما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته. يرونه سبحانه وهم في عرصات صلاة القيامة ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله سبحانه وتعالى من الايمان بالله وبكتبه وبرسله الايمان بان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة عيانا بابصارهم بلا خلاف وثبت هذا اللفظ عيانا في صحيح البخاري. يرونه سبحانه وتعالى في عرصات القيامة اي متسعاتها. ثم يرونه سبحانه في الجنة والفرق بين الرؤيتين ان الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة هي رؤية امتحان وتعريف والرؤية التي تكون في الجنة هي رؤية انعام وتشييف ويشترك في الاولى المؤمنون وغيرهم في اصح القولين عند اهل السنة والجماعة واما الثانية فانها مختصة بالمؤمنين لانفرادهم في الاخرة باستحقاق الانعام والتشريف نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن الايمان باليوم الاخر الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فيؤمن بفتنة القبر وبعذاب القبر ونعيمه. فاما الفتنة فان الناس يفتنون في قبورهم. فيقال للرجل من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت. فيقول المؤمن الله ربي والاسلام ديني ومحمد نبي. واما المرتاب فيقول قولوا اه اه لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلت فيضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء ان الا الانسان ولو سمع الانسان لصعق. ثم بعد هذه الفتنة اما نعيم واما عذاب الى يوم القيامة الكبرى. فتعاد الارواح الى الاجساد وتقوم القيامة التي اخبر الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم واجمع عليها فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة عراة غرلا وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق وتنصب الموازين فتوزن فيها اعمال عبادة فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال فاخذ كتابه بيمينه واخذ كتابه بشماله او من وراء ظهره. كما قال تعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. اقرأ كتابك فبنفسك اليوم عليك حسيبا. ويحاسب الله الخلائق ويخلو بعبده المؤمن. فيقدره بذنوبه كما وصف ذلك الكتاب والسنة واما الكفار فلا يحاسبون محاسبة فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته فانه لا فانه لا حسنات لهم. ولكن تعدد اعمالهم وتحصى لحسنات لهم. فانه لا حسنات لهم ولكن تعدد اعمالهم وتحصى فيوقفون عليها ويقررون بها ويجزون بها. وفي عرصة القيامة الحوظ الحوض المورود لمحمد صلى الله عليه وسلم ماؤه اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل طوله شهر وعرضه شهر انيته عدد نجوم السماء فمن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا. والصراط منصوب على متن جهنم وهو الجسر الذي بين الجنة والنار يمر الناس عليه على قدر اعمالهم فمنهم من يمر عليه كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الابل ومنهم من يعدو عدوى ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يخطف فيلقى في جهنم فان الجسر عليه كلاليب تخطف الناس باعمالهم. فمن مر على الصراط دخل الجنة فاذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض فاذا هذبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة واول من واول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم. واول من يدخل الجنة من الامم امته صلى الله عليه وسلم وله في القيامة ثلاث شفاعات. اما الشفاعة الاولى فيشفع لاهل الموقف حتى يقضى بينهم. بعد ان يتراجع الانبياء ادم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن ابن مريم عليهم عليهم من الله السلام. الشفاعة حتى تنتهي اليه. واما الشفاعة الثانية فيشفع في اهل الجنة ان يدخلوا الجنة. وهاتان الشفاعتان خاصتان له. واما الشفاعة الثالثة فيشفع فيمن استحق النار هذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم فيشفع فيمن استحق النار الا يدخلها ويشفع فيمن دخلها ان يخرج منها ويخرج الله تعالى من النار اقواما بغير شفاعة بل بفضل رحمته ويبقى في الجنة فضل عمن دخل من اهل الدنيا فينشئ الله لهم اقواما ينشئ الله لها اقواما فيدخلهم الجنة واصناف ما تضمنه واصناف ما تتضمنه الدار الاخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة من السماء. والاثارة من العلم المأثور عن الانبياء. وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي فمن ابتغاه وجد شرع المصنف رحمه الله يبين الركن الخامس من اركان الايمان وهو الايمان باليوم الاخر واليوم الاخر على ما ذكره هو كل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فهو اسم لما يكون بعد الموت وهذا من احسن ما قيل في حده ووصفه العلامة ابن سعدي في التنبيهات اللطيفة بانه ضابط جامع لكن الخبر عن اليوم الاخر غير مخصوص بالسنة وثبوت احواله يكون بالقرآن تارة ويكون بالسنة تارة اخرى. فالاولى ان يقال ان وما الاخرة شرعا قسم جامع كل ما يكون بعد الموت اسم جامع كل ما يكون بعد الموت طيب هنا اشكال. اسم جامع لما يكون بعد الموت طيب والموت؟ هل يدخل في حقيقة الايمان باليوم الاخر ام لا يدخل ولماذا لم يذكروه؟ جعلوا واليوم الاخر ما بعد الموت؟ نعم. ايش طيب لماذا قالوا بعد الموت؟ ما قالوا الموت وما بعدها يا اخوان لان الموت لا ينكر هو احد. الموت لا ينكره احد. كل المخلوقات الموجودة حتى من البهائم العجماء تقر الموت بينها فجميع الاحياء من الكائنات موجود الموت فيها فلم يحتج الى ذكر الايمان به شرعا لتحققه وجودا واتفاق الناس لمؤمنهم وكافلهم عليه فيؤمن اهل السنة والجماعة بفتنة القبر وهي سؤال الملكين العبد عن ربه ودينه ونبيه يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت واما المرتاب فيقول اه اه لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلت والمشهور في لفظ الحديث ها ها والمثبت هو الوارد في النسخة المقروءة على المصنف ووقع كذلك في بعظ الفاظ الحديث. ويؤمنون بنعيم القبر وعذابه وهو ما يجري على العبد من عذاب او نعيم في قبره ما يجري على العبد من عذاب او نعيم في قبره. ويؤمنون بيوم يوم القيامة اذا اعيدت الارواح الى الاجساد وقام الناس لرب العالمين حفاة عراة غرلا اي غير مختونين وحينئذ ينصب الميزان وهو واحد في اصح الاقوال ولكنه جمع باعتبار ما يوزن فيه. فلما عدد الموزون جمعت الته تعظيما لها. فقيل الموازين فتوزن الاعمال وصحائفها وعمالها فالوزن واقع على ثلاثة على العبد العامل وعمله وصحيفة عمله في اصح اقوال اهل العلم وفي ذلك قال منشدكم الوزن في اصح قول للعمل الوزن في اصح قول للعمل وعامل مع صحفه نلت الامل وعامل مع صحفه نلت الامل. وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال ويحاسب الله الخلائق والحساب في الشرع هو عد اعمال العبد يوم القيامة. هو عد اعمال العبد يوم القيامة وله درجتان احداهما الحساب اليسير الحساب اليسير وفيه تعرض اعمال العبد عليه ويقرر بها والاخرى الحساب العسير وفيه يناقش العبد وتستقصى عليه اعماله والكفار لا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته اذ لا حسنة لهم. فقد جوزوا بها في دنيا وانما يحاسبون بتقريرهم على اعمالهم السيئة وتبكيتهم عليها ومجازاتهم بها وفي عرصة القيامة اي متسعاتها الحوض المورود لنبينا صلى الله عليه وسلم ولكل نبي حوض الا ان حوض النبي صلى الله عليه وسلم هو اعظمها وصفا واكملها حالا ويؤمن اهل السنة بالصراط وهو جسر منصوب على متن جهنم. اي ظهرها جسر منصوب على متن جهنم اي ظهرها الى الجنة وهذا معنى قول المصنف وهو الجسر الذي بين الجنة والنار اي منصوب على النار يوصل الى الجنة. يمر المؤمنون فقط على الصحيح من اقوال اهل السنة. فالاحاديث ظاهرة في ان المرور على الصراط مختص بالمؤمنين ومن اصحها حديث ابي سعيد الخدري في الصحيحين واللفظ لمسلم وفيه قوله صلى الله عليه وسلم فيمر المؤمنون. فالحديث قاطع بان المرور مختص بالمؤمنين فقط. واما الكفار فانهم يصرفون من العرض الاول فان الله عز وجل يتجلى للخلق ثم بعد ذلك يراه الكفار والمنافقون والمؤمنون. ثم يؤمر بان يتبع كل من كان يعبد غير الله معبوده فيتبع من كان يعبد الاصنام الاصنام ومن كان يعبد الطواغيت الطواغيت فيسقطون بهم في نار جهنم ويبقى المؤمنون والمنافقون فيأمرهم الله عز وجل بالسجود فيسجد المؤمنون وتبقى ظهور المنافقين قال لا يستطيعون ان يسجدوا ثم تلقى عليهم الظلمة فيجعل الله للمؤمنين انوارا يهتدون بها الى فيمرون عليه. واما المنافقون فانهم لا يهتدون الى الصراط. ويلقون في نار جهنم ساقطين فيها فلا يمر على الصراط الا اهل الايمان. والذين تخطفهم كلاليب جهنم هم عصاة الموحدين الذين يستحقون دخول النار فيدخلونها ثم يخرجون منها من بعد. ويمر المؤمنون على قدر اعمالهم. فمنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفارس الجواد ومنهم من يمر كركاب الابل اي الابل الرواحل التي تتخذ للركوب فمن مر على الصراط دخل الجنة ولم يسبق دخوله عذاب في النار ومن خطفته كلاليب لجهنم فانه يدخل النار ثم يخرج منها ويدخل الجنة. والكلاليب جمع كلاب وكلوب وهو حديدة معوجة الراس ذات شعب حديدة معوجة الراس ذات شعب يعني اجزاء متفرقة في رأسها وهي من الالات المعروفة عند اهلي هذه البلاد ثم يوقف الذين عبروا الصراط على قنطرة بين الجنة والنار ويقتص ببعضهم من بعض فاذا هدوا هذبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة واول من يستفتح الجنة هو محمد صلى الله عليه وسلم وله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ثلاث شفاعات الشفاعة الاولى شفاعته صلى الله عليه وسلم في اهل الموقف ان يقضى بينهم. وهي الشفاعة العظمى والثانية شفاعته صلى الله عليه وسلم لاهل الجنة ان يدخلوها وهاتان الشفاعتان خاصتان به والشفاعة الثالثة شفاعته صلى الله عليه وسلم في من استحق النار وهذه الشفاعة لا تختص به صلى الله عليه وسلم بل هي له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم من الشفعاء هي تتناول كما ذكر المصنف من استحق النار الا يدخلها ومن دخلها الا يخرج منها فهي واقعة لطائفتين والصحيح ان هذا النوع مختص بمن دخل النار ان يخرج منها واما الشفاعة فيمن استحق النار الا يدخلها فالتحقيق عدم ثبوتها. لخلو القول بها من دليل صحيح صريح اختاره العلامة ابن القيم باسطا ادلته خلافا لشيخه ابي العباس ابن تيمية فتصير الشفاعة الثالثة شفاعته صلى الله عليه وسلم هو ومن ومن كان من الشفعاء لمن دخل النار ان يخرج منها ولا نقول لمن استحق النار لانه يشمل من دخلها ليخرج منها ومن وقف دونها ليدخلها. والاحاديث انما تدل على الاول دون الثاني. ويخرج الله من النار اقواما بغير شفاعة احد من خلقه بل بفضله ورحمته. ويبقى في الجنة فضل يعني زيادة عن من دخلها من اهل الدنيا فينشئ الله للجنة اقواما يدخلهم الجنة. واحوال للاخرة فوق هذا القدر لكن هذه مهماتها وتفاصيلها مذكورة في القرآن والسنة لمن التمسها فمن اراد ان يتحقق احوالها فليقبل على الايات القرآنيات والاحاديث والصحاح المروية عن الثقات. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وتؤمن الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره والايمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئين. فالدرجة الاولى الايمان بان الله تعالى علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم. الذي هو موصوف به ازلة وابدا وعلم جميع احوالهم من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال ثم كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ مقادير الخلاء فاول فاول ما خلق الله القلم قال له اكتم. فقال ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة. فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئ وما اخطأه لم يكن ليصيبه. جفت الاقلام وطويت الصحف. كما قال سبحانه وتعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماوات والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير. وقال ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفس الا في كتاب الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه وتعالى يكون في مواضع جملة وتفصيلا. فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء. فاذا خلق جسد الجزاء فاذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه بعث اليه ملكا فيؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقيقه وشقي او سعيد ونحو ذلك. فهذا القدر فهذا القدر قد كان ينكره غلاة القدرية قديما. ومنكره اليوم ومنكره اليوم قليل واما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة وهو الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وان انه ما في السماوات ولا في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى. لا يكون في ملكه ما لا يريد. وانه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات فما من مخلوق في السماوات ولا في الارض الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا بس هو ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته. وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين المقسطين ويرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن القوم الفاسقين ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده كفر ولا يحب الفساد والعباد فاعلون حقيقة. والله خالق افعالهم والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة والله خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم. كما قال تعالى كما قال لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين فسماهم يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الامة ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات حتى العبد قدرته واختياره ويخرجون عن افعال الله ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها. ذكر رحمه الله في هذه الجملة الركن السادس من اركان الايمان وهو الايمان بالقدر وانه يأتي على درجتين الاولى الدرجة السابقة لوقوع المقدر. الدرجة السابقة لوقوع المقدر. وتتضمن علم الله بالمقادير وكتابته لها والثانية الدرجة المصاحبة لوقوع المقدر وتتضمن مشيئة الله للمقادير وخلقه لها ومراتب القدر اربع هي العلم والكتابة والمشيئة والخلق وهي منتظمة في هاتين الدرجتين اللتين ذكرتا وحقيقة القدر شرعا علم الله بالكائنات وكتابتها ومشيئته وخلقه لها علم الله بالكائنات وكتابتها ومشيئته وخلقه لها وقولنا الكائنات اي الوقائع والحوادث وهذا الحد جامع لمراتب القدر بدرجتيه السابقتين. ومما يندرج في هذا الباب الايمان بان الله جعل للعبد مشيئة وقدرة لكنها تابعة لمشيئة الله وقدرته غير مستقلة عنها. والدرجة الاولى من درجتي القدر قد كان ينكرها غلاة القدرية قديما ومنكروها اليوم قليل. بل في زماننا هم معدومون اما الدرجة الثانية فينكرها عامة القدرية الذين يزعمون ان العبد يخلق فعله فيقدره ويشاؤه ولا يعلمه الله الا بعد وقوعه تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. ويغلو فيها قوم من المثبتة. اي مثبتة القدر وهم الجبرية حتى سلبوا العبد قدرته ومشيئته وجعلوه مجبورا على افعاله لا قدرة له على شيء منها وعطلوا عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها. فجعلوا العبد بمنزلة الالة في يد محركها فما يجري عليه من الافعال من الله عز وجل تقديرا خال من الحكمة والمصلحة عند هؤلاء. ونشأ من هذا الاصل الفاسد كثير من المسائل المذكورة في علم اصول الفقه خاصة وبه تعلم تأثر العلوم بعضها ببعض. وانه لا يوجد في العلوم الاسلامية علم جزء مقطوع عن لذاته لا صلة له بها. بل العلوم بعضها موصول ببعض ومبني عليه سواء كان بناء صحيحا او فاسدا قال الزبيدي في الفية السند فان انواع العلوم تختلط وبعضها بشرط بعض مرتبط فمن امعن في فهم عقائد اهل السنة والجماعة تبين له الخطأ في جملة من مسائل العلوم بابواب علوم الالة كالاصول والمصطلح والنحو لفساد اصول نشأت من عقائد المخالفين ثم سرت في العلوم الالية وكرع منها من كرع وشربها حتى صارت مشهورة في علوم الالة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن اصول الفرقة الناجية ان الدين والايمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح وان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وهم مع ذلك لا يكفرون اهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما يفعله الخوارج بل اخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي كما قال سبحانه في اية القصاص فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف وقال وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما. فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء. حتى تفيء الى امر الله فان فائت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين. انما المؤمنون اخوة ولا يسلبون الفاسق الملي اسم الايمان بالكلية. ولا يخلدونه في النار كما تقول المعتزلة بل الفاسق يدخل في اسم الايمان في مثل قوله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة وقد لا يدخل في اسم الايمان المطلق كما في قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم وقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن. ولا ينتهب ذات شرف يرفع الناس اليه فيها ابصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن. ويقولون هو مؤمن ناقص الايمان او مؤمن بايمان فاسق بكبيرته فلا يعطى الاسم المطلق ولا يسلب مطلق الاسم. الايمان في الشرع له معنيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم وحقيقته التصديق الجازم بالله باطنا وظاهرا تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة تصديق الجازم بالله باطنا وظاهرا تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان والايمان بمعناه العام منقسم على القلب واللسان والجوارح ولذلك يشار بقول اهل السنة الايمان قول وعمل. فالقول قول القلب واللسان والعمل عمل القلب واللسان والجوارح وقول القلب اعتقاده بالتصديق والاقرار والمعرفة اعتقاده بالتصديق والاقرار والمعرفة وعمل القلب حركاته فيما يريده الله من محبوباته ومراضيه حركاته فيما يريده الله من محبوباته ومراضيه وقول اللسان نطقه بالشهادتين وعمل اللسان ايش؟ عمل اللسان مو القلب عمل اللسان ايش؟ الذكر هذا الموضع ترى من مشكلات الواسطية عمل اللسان. لان بعض الشراح قال المعروف قول اللسان ليس هناك عمل. قال لان النطق بالشهادتين هو وقول وغيره يكون قولا. يقول الاخ يقول الذكر يقول هذا قول. لكن الصحيح ان للسان قولا وعملا. فاما قوله فنطقه واما عمله فما لا يؤدى الا به. فما لا يؤدى الا به كتلاوة القرآن وسائل الاذكار. ذكر هذا المعنى ابو العباس ابن تيمية الحفيد والعلامة حافظ الحكمي رحمهما الله وهو المحقق المنصور بالدليل وعمل الجوارح الفعل والترك الواقع بهما الفعل والترك الواقع بهما والايمان يزيد وينقص. وزيادته بالطاعة ونقصانه بالمعصية. ومن فعل كبيرة فهو فاسق ليس بمؤمن كامل الايمان ولا بكافر بل هو مؤمن ناقص الايمان او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته فلا يعطى الاسم المطلق فيقال مؤمن ولا يسلب مطلق الاسم فيقال كافر بل يكون مؤمنا بما عنده من الايمان فاسقا بما اصاب من كبيرة والاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي لا تزول ولا تنتهي في لا كما تزعمه الخوارج الذين يكفرون بفعل الكبيرة ويحكمون بخلود صاحبها في النار ولا كما تزعمه المعتزلة الذين يسلبون الفاسق اسم الايمان ويخرجونه من الايمان بالكلية ويجعلونه في منزلة بين المنزلتين ويحكمون عليه في الاخرة بالتخليد في النار. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن طول اهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما وصفهم الله به في قوله والذين اؤمن من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو ان احدكم وانفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه. ويقبلون ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والاجماع من فضائلهم ومراتبهم فيفضلون من انفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية. وقاتل على من انفق من بعده وقاتل. فيفضلون من انفق من قبل الفتح هو صلح الحديبية وقاتل على من انفق من بعده وقاتل. ويقدمون المهاجرين على الانصار. ويؤمنون بان الله قال لاهل بدر وكانوا ثلاث وبضعة عشر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وبانه لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة كما اخبر به النبي صلى الله عليه بل لقد رضي الله عنهم ورضوا عنه وكانوا اكثر من الف واربع مئة ويشهدون ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة وكثابت ابن قيس ابن شماس وغيرهم من الصحابة ويقرون بما تواتر به النقل عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وغيره من ان خير هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر. ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي كما دلت عليه الاثار وكما اجمعت الصحابة على تقديم عثمان في البيعة مع ان بعض اهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي بعد اتفاقهم على تقديم ابي بكر وعمر ايهم افضل ايهما افضل؟ فقدم قوم عثمان وسكتوا او ربعوا بعلي وقدم قوم علي وقوم توقفوا لكن استقر امر اهل السنة على تقديم عثمان ثم علي. وان كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي ليست من الاصول التي يظلل المخالف فيها عند جمهور اهل السنة. لكن المسألة التي يضلل المخالف فيها مسألة الخلافة وكذلك يؤمنون بان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر. ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم اجمعين. ومن طعن في خلافة من هؤلاء الائمة فهو اضل من فهو اضل من حمار اهله. ويحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خم اذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي وقد قال ايضا للعباس عمي وقد شكى اليه بعض قريش يشفوا بني هاشم وقد شكى اليه ان بعض قريش يشفوا بني هاشم فقال والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم حتى يحبوكم لله وقال ان الله اصطفى اسماعيل واصطفى من بني اسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريش واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ويتولون ازواج النبي صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين ويؤمنون بانهن ازواجه في الاخرة خصوصا خديجة ام اكثر اولادك واول من امن به وعاضده على امره وكان لها منه المنزلة العالية والصديقة والصديقة بنت الصديق التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام يتبرأون من طريقة الروافض الذين ويتبرأون ويتبرأون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقة الذين يؤذون اهل البيت بقول او عمل ويمسكون عما شجر بين الصحابة ويقولون ان هذه الاثار المروية في المروية في مساوئه منها ما هو كذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص ونقص وغير عن وجهه. ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه عامة الصحيح منه هو فيه هم فيه معذورون اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون. وهم مع ذلك لا يعتقدون ان كل واحد من الصحابة معصوم عن عن كبائر الاثم وصغائره. بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر منهم ان صدر ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر منهم ان صدر حتى انهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم. لان لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم. وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم انه خير القرون. وان المد من احدهم اذا تصدق به انا افظل من جبل احد ذهب ممن بعدهم ثم اذا كان قد صدر عن احدهم ذنب فيكون قد تاب منه او اتى بحسنات تمحو او غفر له بفضل سابقته او بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم. الذي هما احق الناس بشفاعته او ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به فاذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف الامور التي كانوا فيها مجتهدين ان اصابوا فلهم اجران وان اخطأوا فلهم اجر واحد والخطأ مغفور ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نزر مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الايمان بالله ورسوله والجهاد في سبيل سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح. ومن نظر في سيرة القوم بعلم وعدل وبصيرة. وما من الله به عليهم من الفضائل علم يقينا انه خير الخلق بعد الانبياء لا كان ولا يكون مثلهم وانهم هم الصفوة من قرون هذه الامة التي هي خير الامم اكرمها على الله تعالى من اصول اهل السنة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ممتثلين امرهم الله به فيقبلون ما في الكتاب والسنة من فضائل الصحابة ومراتبهم ويفضلون من انفق قبل الفتح وهو الصلح الحديبية على من انفق من بعد وقاتل ويقدمون المهاجرين على الانصار ويؤمنون بفضيلة اهل بدر. وان الله قال لهم اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم متفق عليه من حديث علي وانه لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة وهم اهل بيعة رضوان عام الحديبية ويشهدون بالجنة لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم كالعشرة المبشرين بها و كقيس ابن شماس ثابت ابن قيس ابن شماس وغيرهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ويعتقدون ان ترتيب الخلفاء في الفضل في الخلافة فافضلهم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم. وفي المفاضلة بين عثمان وعلي رضي الله عنهما خلاف استقر على تقديم عثمان على علي. وان كانت هذه المسألة وهي المفاضلة وبين عثمان وعلي ليست من المسائل التي تضلل فيها المخالف عند جمهور اهل السنة خلاف مسألة الخلافة فان المخالف بها يضلل لانعقاد الاجماع على الخلافة انها مرتبة على هذا الترتيب. اما الفضل ففيه خلاف قديم وان كان استقر اهل السنة على تقديم عثمان على علي في الفضل ويحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم واهل بيته هم في اصح الاقوال الذين حرمت عليهم وهم بنو هاشم وازواجه صلى الله عليه وسلم ولاجل ما كان للازواج من مقام خاص عند النبي صلى الله عليه وسلم افردهم المصنف فقال ويتولون ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم امهات للمؤمنين الى اخر ما ذكر ويتبرأون من طريقة الروافض والنواصب وما شجر بين الصحابة من الاختلاف وما جرى بينهم من فتنة فان اهل السنة والجماعة يمسكون عنه ولا يسعون في بثه واشاعته. ويقولون ان الاثار المروية في مساوئ ثابت رضي الله عنهم ثلاثة اقسام القسم الاول ما هو كذب في نفسه فلا يثبت البتة والقسم الثاني ما زيد فيه ونقص وغير عن وجهه والقسم الثالث صحيح عنهم واكثره يروى في كتب السنن والاثار الى كتب التواريخ والاخبار. وهم فيه معذورون اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون فهم بين اجر واجرين. ولا يعتقد اهل السنة ان احدا من الصحابة معصوم من الذنوب بل لهم ذنوب جرت منهم وتجوز عليهم في الجملة ولا يعتقد اهل السنة والجماعة ان احدا من الصحابة معصوم من الذنوب بل هي تجري عليهم تصدر منهم لكن لهم من موجبات المغفرة ما ليس لغيرهم. واذا صدر عن احدهم ذنب فيكون قد تاب منه او اتى بحسنات ماحية او غفر له بفضل سابقته او بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذين هم اولى الناس بشفاعته او ابتلي في الدنيا ببلاء كفر به عنه. واذا كان هذا في الذنوب المحققة قطعة المجزوم بها فكيف يكون الحال في الامور التي هم فيها مجتهد؟ فيها مجتهدون. ثمان القدر والذي ينكر من فعل بعضهم هو قليل ونزر يسير في جناب ما لهم من الفضائل والمحاسن رضي الله عنهم ومن نظر في اخبارهم واطلع على سيرهم علم مقدار ما كان لهم من الفضل وانه لم يأتي بعد الانبياء المرسلين احد من بني ادم افضل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن اصول اهل السنة التصديق بكرامات الاولياء وما يجري الله على ايديهم من خوارق العادات في انواع العلوم والمكاشفات وانواع القدرة والتأثيرات كالمأثور عن سالف الامم في سورة الكهف وغيرها وعن صد هذه الامة من الصحابة والتابعين وسائر وسائر قرون الامة. وهي موجودة فيها الى يوم القيامة. من اصول اهل السنة والجماعة التصديق وبكرامات الاولياء والكرامات جمع كرامة وهي الامر الخالق للعادة الذي يظهره الله على يد ولي من اوليائه اكراما له والمراد بالعادة عادة اهل زمانه لا باعتبار الخلق جميعا وهذا الحد هو المشهور لدى المصنفين في هذا الباب وهو مبني على كلام المعتزلة في الخوارق وما نشأ عنه من القول في المعجزة والسحر ولفظ الكرامة لفظ اصطلاحي لم يرد في الكتاب ولا في السنة والتحقيق ان الموافق للوضع الشرعي واللغوي لهذا المعنى ان يقال في حدها هي اية عظيمة تدل على صلاح العبد هي اية عظيمة تدل على صلاح العبد ولا تقترن بدعوى النبوة. هي اية عظيمة تدل على صلاح عبد ولا تقترن بدعوى النبوة والاولياء جمع ولي وهو شرعا كل مؤمن تقي والى هذا اشار ابن ابي العز فاحسن في شرح الطحاوية اذ قال الولي من والى الله بموافقة محبوباته والتقرب اليه بمرضاته اما الولي في اصطلاح علماء العقيدة فهو كل مؤمن تقي غير نبي فلا بد عندهم من زيادة غير نبي ليوافق تصرفهم في هذا الباب لانهم يخصون اسم الاولياء بمن كان غير الانبياء واما في الخطاب الشرعي فان اسم الولي يقع على النبي وغيره. يرحمك الله. وكرامات الاولياء نوعان اشار اليهما المصنف الاول كرامة تتعلق بانواع العلوم والمكاشفات. كرامة تتعلق بانواع العلوم والمكاشفات والثاني كرامة تتعلق بانواع القدرة والتأثيرات واهل السنة يثبتون للاولياء الكرامات وينزهونهم عما يدعى زورا من الخرافات نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ثم من طريق اهل السنة والجماعة اتباع اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم باطنا ظاهرة واتباع سبيل السابقين الاولين من المهاجرين والانصار واتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال عليكم بسنتي سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعد تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة ويعلمون ان اصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. فيؤثرون كلام الله على غيره من كلام اصناف الناس يقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل احد. ولهذا سموا اهل الكتاب والسنة. وسموا اهل الجماعة. لان الجماعة هي وضدها الفرقة وان كان لفظ الجماعة قد صار اسما لنفس القوم المجتمعين. والاجماع هو الاصل الثالث الذي الذي يعتمد في العلم والدين وهم يزنون بهذه الاصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من اقوال واعمال باطنة او ظاهرة مما له تعلق بالدين والاجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح. اذ بعدهم كثر الاختلاف وانتشرت الامة. ذكر المصنف في هذه الجملة طريق اهل السنة الكلي في اخذ دينهم طريق اهل السنة الكلي في اخذ دينهم وان من طريقتهم اتباع اثار رسول صلى الله عليه وسلم واتباع سبيل السلف السابقين من المهاجرين والانصار والتمسك بالسنة النبوية وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ومجانبة محدثات الامور لان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. وهم يعلمون ان اصدق الكلام كلام الله وان خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم فسموا اهل الكتاب والسنة لاخذهم بهذين الاصلين. وسموا اهل الجماعة لانهم مجتمعون عليها بخلاف غيرهم ممن فارقها فصار من اهل الفرقة. وهم يزنون بالقرآن والسنة اجماع جميع ما عليه الناس من اقوال واعمال والاجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف اذ بعدهم كثر الاختلاف وانتشرت الامة. والسلف الصالح المرادون هنا هم الصحابة والتابعون وتابعوهم وليس مراد المصنف رحمه الله نفي امكان وقوع الاجماع بعدهم ولكن المقصود تعذر العلم به غالبا مشقة ذلك لانه لا يمكن ضبطه الا بعسر. اما الذي يمكن ضبطه فهو ما كان عليه السلف ومن المسالك العصرية في نصرة الاقوال الردية دعوى قصر الاجماع دعوى قصر الاجماع على الضروريات ومنع وقوعها في غيره. وحقيقة هذه المقالة ابطال الاجماع والاجماع ثابت وانما انكره المعتزلة واضرابهم نعم الاجماع الذي يمكن ضبطه بيسر هو المنقول في العهد الاول. وما بعده فيمكن وجود الاجماع فيه. لكن نقله فيه عسر ومشقة. وليس مقصود من تكلم بذكر كلام ابي العباس من القدامى كاحمد وغيره ابطال وجود الاجماع بعد الرعيل الاول من الصحابة والتابعين التابعين بل الانباه الى مشقة ذلك. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ثم هم مع هذه الاصول يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة ويرون اقامة الحج والجهاد والجمع والاعياد مع الامراء ابرارا كانوا فجارا. ويحافظون على الجماعات ويدينون بالنصيحة للامة. ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين اصابعه صلى الله عليه وسلم وقوله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد. اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسار يأمرون بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء. ويدعون الى مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال. ويعتقدون معنى قوله الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا. ويندبون الى ان تصل من ان تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عن ما من ظلمك ويأمرون ببر الوالدين وصلة الارحام وحسن الجوار والاحسان الى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك وينهون عن والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق او بغير حق ويأمرون بمعالي الاخلاق وينهون عن سفسافها من طريقة اهل السنة واخلاقهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة اي بحسب الامر الديني لا بحسب الهوى والرأي ويرون اقامة الشعائر الظاهرة كالحج والجهاد والجمع والاعياد مع امرائهم الابرار منهم والفجار فيشاركون في الخير ويفارقونهم في الشر. ويحفظون الاخوة الايمانية ويدعون الى مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال وينهون عن مساوئ الاخلاق كالفخر والخيلاء والبغي استطالة على الخلق بحق او بغير حق والاستطالة على الخلق هي الترفع عليهم واحتقارهم والوقيعة فيهم فان كان المستطيل استطال بحق فقد افتخر وان كان استطال بغير حق فقد بغى وكلاهما خلق مذموم. ونكمل بعد الصلاة ان شاء الله