القاعدة الرابعة لا ثواب الا بنية. وهذه قاعدة مهمة. وتتعلق بالثواب. اي ان الانسان لا ينال ثوابه الا بنية. فايما رجل فعل عمل عملا ولم تكن عنده فيه نية فانه لا يثاب عليه. ويدخل في هذا شيئان الشيء الاول العمل الذي الذي يقصد قصدا واحدا فانه لا يثاب عليه ابدا اذا لم ينوي. والشيء الثاني العمل الذي يمكن ان ان يقصد به اكثر من شيء. فلا ينال اجرا الا على ما نواه فقط. مثال ذلك رجل قال المسجد ونوى بالركعتين تحية المسجد فقط. فيثاب على تحية المسجد فقط. رجل دخل المسجد ونوى بالركعتين تحية المسجد والسنة الراتبة. فيثاب ثواب ماذا؟ ثواب العملين لانه ولا يترتب الثواب الا اذا وجدت النية. في من حيث القصد وكذا لا يترتب الثواب الا اذا اذا كانت النية خالصة لوجه الله سبحانه. وهذا الذي ينماز فيه الناس عند رب العالمين. فلربما رجلين كلاهما يحضر مجلس العلم ويحمل كتابه ولا يترك شاردة ولا واردة الا كتبها وحفظها يعتكف في رمضان ويصوم يوما ويفطر يوما مثلا. وهو على هذا الحال قد استمر في الكلام السابق كان مسجلا ولا لم يسجل؟ الجهة والان الله المستعان الان الذي خير فلو انه كان مثلا اثنان يحضران مجالس العلم ويقرأان القرآن ويحفظانه ولكن الامر فهكذا في الدنيا لكن اذا وقفوا بين يدي الله فلربما يكون بينهما كما بين السماء والارض. كيف اذا كان هذا الانسان ما طلب العلم الا ليقال عالم. وما قرأ القرآن الا ليقال قارئ. وما حمل كتابه الا ليقال هذا مجتهد في العلم وما حفظ المتن الفلاني الا ليقال هذا ما شاء الله ما شاء الله حافظ للسنة وحافظ للمتون العلمية فهذا والعياذ بالله مأزور غير مأجور جور. ومن تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه الا لينال عرضا من الدنيا. لم يجد عرف الجنة يوم القيامة. ومن اول من بهم النار يوم القيامة ثلاثة ومنهم قارئ للقرآن وطالب للعلم تعلم ليقال عالم وقرأ ليقال قارئ فيعرفه الله نعمه نعمه فيعرفها فيقال له فماذا عملت فيها؟ فيقول قرأت القرآن وتعلمت العلم فيقال له كذبت. وكانه ما عمل شيئا. يجعل الله عمله والعياذ باء منثورا وكأنه ما عمل شيئا. فيقال له ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت ليقال قارئ فقد قيل هذا جزاؤك في الدنيا. فقد قيل ثم يؤمر به فيسحب على وجهه حتى يلقى في النار والعياذ بالله. والامر في هذا خطير. ولذا حري بالانسان المسلم عامة وطالب العلم خاصة ان يجتهد دائما في اصلاح هذه النية. وان يكثر من الابتهال الى الله سبحانه وتعالى في ان يجعل بنيته خالصة لله سبحانه وتعالى في كل شيء. مما ينبه مما يتعلق بهذه القاعدة ايضا ان ترك المعصية سبق معناه انه لا يحتاج الى نية صحيح؟ بمعنى ان الانسان يسلم من الذنب ولو لم تخطر المعصية في باله. لكن هل يمكن ان يثاب على ترك المعصية الجواب نعم. ولا يثاب عليها الا اذا قصد تركه. وفي هذا كلام نفيس للامام الغزالي الله قال فان الانسان قد يمنعه عن الفاحشة والفجور ظعف او عجز او عدم قدرة وليس في كل هذا اجر. نعم فيه فائدة وهو عصمته من الذنب. الحمد لله ان عصم من وانما يترتب الثواب على من توفرت عنده دواعي المعصية مع قوة الرغبة فيها وشدة للتعلق بها ثم تركها خوفا من الله. فهذا الذي ينال الاجر والثواب. ثم ذكر حديث السبعة الذين يظلهم الله وتحت ظل عرشه ومنهم رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال اني اخاف الله فكان اجره عظيما جدا وهو ان الله يظله تحت ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله. ففرق بين من توفرت عنده دواعي المعصية وترك قال لله وبين من لم يستطعها مع ولربما تبناها لكنه لم يستطعها لعجز او عدم تمكن فانه لا يثاب على نعم كلاهما سلم من الاثم الا ان بينهما كما بين السماء والارض من حيث الثواب. من امثلة ذلك ما كتب لك هنا من رد وديعة غافلا عن النية. فالذي يرد الوديعة ويقصد بهذه بهذا الامر اداء الامانة ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانة الى اهلها ويحفظها لهذا الرجل من اجل هذا فانه يثاب على ذلك والا فلا. انتهينا والحمد لله من هذه القاعدة والتي بعدها. وننتقل الان الى بعض التدريبات