السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فنسأل الله جل وعلا ان يفقهنا في الدين وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما نافعا وعملا صالحا انه ولي ذلك والقادر عليه ثم اما بعد فهذا هو الدرس الاول من دروس شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للامام موسى ابن احمد الحجاوي رحمه الله تعالى وهذا الكتاب ايها الاخوة الكرام هو احد المتون الفقهية المختصرة التي صنفت على مذهب الامام المبجل احمد ابن حنبل رحمه الله تعالى وجمعنا به في جنات النعيم والامام احمد عليه رحمة الله هو احد الائمة الاربعة المتبوعين ومن المهم جدا لطالب العلم خاصة مع كثرة اه نشر بعظ المفاهيم غير الصحيحة عن الفقه الاسلامي من المهم ان يتصور كيف نشأ هذا المذهب وكيف تكونت المذاهب الفقهية الاربعة النبي عليه الصلاة والسلام فقه الصحابة رضي الله تعالى عنهم وعلمهم وفقههم في الدين وهؤلاء الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم نقلوا هذا الفقه الى التابعين في زمن الصحابة ايها الاخوة الكرام كان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم على طبقات ودرجات من جهة كثرة ما ينقل عنهم من الفتوى ومن الفقه وقد ذكر هذا الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في اعلام الموقعين وقبله الامام الامام ابن حزم رحمة الله عليهم اجمعين فمن الصحابة من كان مكثرا ومتفرغا لتعليم الناس الفقه وافتاءهم فانتشر عنه الفقه وانتشرت عنه الفتوى وصار له مذهب متبوع وله اصحاب يتقلدون رأيه ويأخذون بفتاويه. وقد ذكر هذا الامر الامام علي ابن المديني رحمه الله تعالى فذكر وان الصحابة الذين كانت لهم مذاهب تقلد مذاهب متبوعة ثلاثة وهم عبد الله ابن عمر في المدينة وعبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما في مكة وابن مسعود في الكوفة وبعضهم يذكر كذلك آآ زيد ابن ثابت رضي الله تعالى عنه ايضا في المدينة وهذا الامر ايها الاخوة الكرام امر طبيعي اذا كانت البلد اذا كانت البلد وكان الناس عندهم امام صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن اكابر الفقهاء فان من الطبيعي جدا ان يكون هؤلاء الناس يأخذون بفتوى هذا العالم وهذا الفقيه وهذا الامر ندركه حتى في زماننا فاننا نجد ان بعض مشايخنا رحمة الله تعالى عليهم الذين تفرغوا للتدريس ولتعليم الناس للفقه ولافتاء الناس صارت الفتوى في البلاد على قولهم وصار الناس يسيرون على قولهم فليس هذا امر ليس هذا امرا منكرا. هذا الذي كان من زمن الصحابة رضي الله تعالى عنهم فكان عندنا اصحاب عبد الله ابن مسعود واصحاب آآ ابن عباس رضي الله تعالى عنهما واصحاب ابن عمر فكانت المدينة في الجملة في الاغلب على مذهب الصحابي الجليل عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنه ولا يعني هذا انه لا يخرج عن رأيه وانه لا يوجد احد من طلاب به او من اصحابه يخالفه في مسألة او في رأيه فان هذا اه وجود المخالفة هذا امر حاصل سواء في مذاهب هؤلاء الصحابة رضي الله تعالى عنهم هم او في مذاهب الائمة المتبوعين من بعدهم جيد لكن المقصود ان بداية تكون المذاهب كان موجودا في زمن الصحابة رضي الله تعالى عنهم ثم بعد ذلك سار التابعون آآ على فقه الصحابة وجاء زمن الائمة الاربعة رضوان الله تعالى عليهم فقدر الله سبحانه وتعالى مع كثرة الفقهاء في الامة الفقهاء والمجتهدون في الامة كثير. ليسوا اربعة ولا حتى اربعين لكن الله عز وجل قدر ان هؤلاء الاربعة انبرى من طلابهم من اعتنى بعلمهم ونشر علمهم وكتب فقههم وكتب فتاويهم. وهنا ايها الاخوة الكرام ينبه الى قضية وهي قضية دور طالب العلم مع شيخه فان من ائمة الاسلام رحمة الله تعالى عليهم مثل الاوزاعي او الليث ابن سعد قالوا الليث افقه من مالك ولكن الامام مالك رحمه الله تعالى قام به اصحابه فنشروا علمه ودونوا فقهه فصار مذهبا متبوعا دونت فيه الكتب مختصرات وشروح حتى صار مذهبا متبوعا الى يوم الناس هذا فهذا من المهم ايضا ان يدركه طالب العلم ان يكون لطالب العلم دور في نشر علم شيخه وخدمة علمه نعم فكثر العلماء ولكن الله عز وجل قدر ان يكون هؤلاء الاربعة لهم طلاب جمعوا علمهم ودونوا فتاويهم وكتبوا مذاهبهم فانتشرت بعد ذلك وسنبين هذا بالتفصيل بعد قليل ان شاء الله تعالى فهؤلاء الاربعة هم الامام ابو حنيفة النعمان رحمه الله والامام ما لك بن انس والامام الشافعي والامام احمد بن حنبل رحمه الله تعالى ولن نطيل كثيرا في الكلام عن مذاهب هؤلاء الائمة الاربعة ولكن اريد ان ابين ان هذه المذاهب الاربعة هي في الحقيقة متصلة الاسناد اسناد التفقه والتلقي الى الصحابة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنجد على سبيل المثال مذهب الامام ابي حنيفة رحمه الله تعالى هو في الحقيقة الامام ابو حنيفة اخذ العلم عن عن حماد وحماد اخذ العلم عن ابراهيم وابراهيم اخذ العلم عن علقمة وعلقم اخذ العلم والفقه عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه وكذلك اذا نظرنا في مذهب عالم المدينة الامام مالك ابن نجد انه تلقى العلم عن جماعة وان هؤلاء تلقوا يعني مثلا اخذ عن نافع واخذ عن سالم ونافع وسالم اخذوا عن فعن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه والكلام نفسه يقال في مذهب الامام الشافعي ويقال في مذهب الامام احمد الا ان مذهب الامام الشافعي ومذهب الامام احمد بشكل اظهر قد تميز في انه الامتداد لمدارس لمدارس الصحابة رضي الله تعالى عنهم في جميع الامصار فتجد ان مذهب الامام احمد وهذه من من مميزاته ليس له اختصاص مثلا بصحابة الكوفة كما هو الحال في مذهب الامام ابي حنيفة رحمه الله وليس له اختصاص بصحابة المدينة كما هو الحال في مذهب الامام مالك. ولا نقصد بالاختصاص هنا انه لا يخرج عنه لكن المقصود ان غالب مادة فقه الامام ابي حنيفة رحمه الله تعالى ممتدة ممتدة ومتصلة بصحابة الكوفة اما الامام احمد رحمه الله تعالى فانه بنى مذهبه على اثار الصحابة واقوال الصحابة من جميع الامصار وكان رحمه الله تعالى اذا اذا فرضنا ان هناك من يشارك الامام احمد رحمه الله تعالى في حفظ الحديث فانك لا تكاد قد تجد من يشاركه في معرفة فقه الصحابة وحفظ اثار الصحابة رضي الله تعالى عنهم الامام احمد رحمه الله كان يحفظ الف اتفائل في حديث مليون هذا الحديث لما يقال الف الف حديث لا يقصد بذلك الاثار لا يقصد بذلك الاحاديث المرفوعة فقط بل يقصد بذلك الاحاديث المرفوعة والموقوفة بل والمقطوعة والائمة رضوان الله تعالى عليهم كان لهم عناية بفقه من سبقهم فتجد ان الامام احمد له دراية بفقه من سبقه من اهل العلم وله دراية بفقهه التابعين وله دراية بفقه الصحابة رضي الله تعالى عنهم