بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وبه استعين وعليه اتوكل واصلي واسلم على نبينا الامين وعلى اله وصحبه ومن اقتفى اثره الى يوم الدين ربي اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي اما بعد فمرحبا بالكرام من الاخوة والاخوات في درسنا الثاني عشر من دروس شرح تيسير البلاغة في الدرس الماضي كنا قد انطلقنا في رحلة جديدة في العلم الثاني من علوم البلاغة. وهو علم البيان فعرفنا هذا العلم ذكرنا قصة لطيفة تصب في توضيح هذا العلم ثم بعد ذلك بدأنا بالنوع الاول وهو التشبيه ورأينا ورأينا ان التشبيه يكون على انواع متعددة بحسب اركانه واركانه اربعة كما قلنا وله طرفان لا يستغنى عنهما وهما المشبه والمشبه به فاذا سقط احدهما دون تقدير انقلب الكلام الى نوع من انواع المجاز يسمى الاستعارة وسندرسها في بابها ان شاء الله تعالى تبينا انواعه فرأينا انه يكون تام الاركان ويكون مفصلا ويكون مفصلا ويكون مؤكدا ويكون مرسلا ويكون بليغا ورأينا انه ان هذه من التشبيهات العادية. ورأينا انه يكون ضمنيا يكون تمثيليا ويكون مقلوبا اه وهكذا ثم اجرينا بعض التطبيقات واليوم ان شاء الله تعالى نبدأ بدرس جديد متعلق بالتشبيه سنتحدث اليوم عن اغراض التشبيه ثم نتحدث باذن الله تعالى عن بلاغة التشبيه قبل ذلك دعونا نرجع الى بعض الامثلة المتعلقة بالتشبيه حتى يستقر في نفوسنا وعقولنا مثلا خذوا هذا البيت كأن اخلاقك في لطفها ورقة فيها نسيم الصباح كأن اخلاقك في لطفها ورقة فيها نسيم الصباح انظروا يا كرام اداة التشبيه هنا كأن طيب المشبه قلنا قلنا ان كأن هي الاداة الوحيدة من ادوات التشبيه التي يأتي بعدها المشبه لا المشبه به فاذا المشبه هو اخلاقه والمشبه به هو نسيم الصباح شبه اخلاقه بنسيم الصباح. طيب ما الصفة المشتركة بين اخلاقه ونسيم الصباح؟ الصفة المشتركة بينهما لطف والرقة كأن اخلاقك في لطفها ورقة فيها نسيم الصباح ووجه الشبه هنا يا كرام ليس مركبا كما قد يظن بعضكم هو هنا متعدد وعلى هذا يا كرام وجه الشبه اما مفرد واما متعدد يتعدد بالعطف واما مركب كالصور التي ركبناها وكاوجه الشبه التي ركبناها من التشبيهات في الدروس السابقة اما وجه الشبه ها هنا فهو متعدد شبه اخلاقه بنسيم الصباح في اللطف والرقة يقول اخر انا كالماء ان رضيت صفاء واذا ما سخطت كنت لهيبة او نرجع الى الاول ارجعوا الى الاول ما نوع التشبيه ايها الكرام انظر اداة ومشبه ومشبه به ووجه شبه. حينئذ حينئذ ما نوع هذا التشبيه هذا التشويه نوعه تام الاركان وبالنظر الى وجود وجه الشبه فاننا نسميه مفصلا وبالنظر الى وجود الاداة فاننا نسميه مرسلا انا كالماء ان رضيت صفاء. واذا ما سخطت كنت لهيبا انا كالماء ما رأيكم في هذا التشبيه انا كالماء صفاء مشبهة اداة اداة تشبيه وجه شبه والمشبه به وهو صفاء والمشبه به يا كرام قد يأتي مجرورا بفي وقد يأتي منصوبا على التمييز المشبه به قد يأتي مجرورا بفي قد يأتي منصوبا على التمييز كما ترون في المثال الثاني. هنا انظروا هذا وجه الشبه هنا مجرور هنا منصوب على التمييز وها هنا وجه الشبه مجرور بفي على كل نقول هنا التشبيه ها هنا تام الاركان لاجتماع الاركان الاربعة وبالنظر الى وجه الشبه فهو مفصل وبالنظر الى الاداة فهو مرسل عن التأكيد اي لا تأكيد فيه على حقيقة التشبيه جاء واذا ما سخطت كنت لهيبا اه كنت لهيبا عندنا مشبه وهو التاء ومشبه به وهو اللهيب والاداة ووجه الشبه محذوفان فالتشبيه ها هنا ايها الكرام تشبيه بليغ التشويه ها هنا تشبيه بليغ يقول يقول ايضا سيف الدولة آآ يقول ايضا المتنبي في مدح سيف الدولة. اين ازمعت اي هذا الهمام نحن نبتوا الربا وانت الغمام اين ازمعت ايه هذا الغمام نحن نبتوا الربا وانت الغمام وقد استعد طبعا قال هذا هذا البيت من قصيدة وقد استعد سيف الدولة لسفر او لحرب نحن نبتو الربا عندي مشبه وعندي مشبه به لكن وجه الشبه وجه الشبيه محذوف والاداة محذوفة وكذلك انت الغمام المشبه انت والمشبه به الغمام لكن الاداة ووجه الشبه محذوفان. فهذا التشبيه نقول عنه انه تشبيه بليغ تشبيه بليغ ايضا يقول يقول ابن المعتز وكأن الشمس المنيرة دينار جلته حدائد الضراب وكأن وكأن الشمس المنيرة دينار جلته حدائق حدائد الضراب اذا عندنا ها هنا تشبيه وكأن الشمس المنيرة دينار شبه الشمس المنيرة بالدينار الذي تجلوه حدائد الضراب. الدينار الذي يجلى لأن مثلا العملة والذهب تمر بمراحل الى ان تصبح على صورتها جلته حدائد الضراب طيب الان عندي مشبه وعندي مشبه به لكن وجه الشبه غير موجود وعندي اداة وهي كأن وقلنا ان كأن يأتي بعدها المشبه لا المشبه به الجاه المشبه ثم المشبه به هذا تشبيه كما قلنا ايها الكرام هذا تشبيه مجمل هذا تشبيه مجمل نعم اذا وكأن الشمس المنيرة دينار جلته حدائد الضراب. اذا شبه الشمس بالدينار في الاستدارة وها التشويه ها هنا واضح نعم وقال اخر انت نجم في رفعة وضياء تجتليك العيون شرقا وغربا انت نجم في رفعة وضياء انت نجم في رفعة المشبه انت والمشبه به نجم ووجه الشبه في رفعة وضياء لكن الاداة محذوفة ولذا فان التشبيه ها هنا تشبيه مؤكد تشويه مؤكد نعم لان الاداة قد حذفت فصار التشبيه اقرب الى صار التشبيه ابلغ لانك تدعي ان المشبه هو المشبه به. انت نجم نعم ووجه الشبه ايها الكرام ها هنا كما ترون وجه الشبه هنا متعدد متعدد نعم يقول اخر وتراه في ظلم الوغى فتخاله قمرا يكر على الرجال بكوكبي وتراه في ظلم الوغى فتخاله قمرا تخاله قمرا يعني تخاله كالقمر فعندنا ها هنا تشبيه بليغ. حذفت الاداة وحذف وجه الشبه اما قوله يكر على الرجال بكوكب فهي صفة لقمرا. من لوازم المشبه به وليس وجه الشبه الجامع بين المشبه والمشبه به فاذا عندي ها هنا تشبيه بليغ. تشبيه بليغ لا تنكري عطل الكريم من الغنى فالسيل حرب للمكان العالي السيل لا يصل الى المكان العالي عادة السيل حرب للمكان العالي لا تنكري لا تنكري عطل الكريم من الغنى الكريم قد يعطل من من الغنى لا يكون غنيا. لماذا لانه كريم لانه كثير الانفاق لا يدخر شيئا قال حالي مع الغنى كحال المكان العالي مع السيل كما ان السيل لا يصل الى المكان العالي فالغنى لا يصيبني نعم لا تنكري يا عطلة الكريم من الغنى حكم ثم اتى بعد الحكم بصورة تؤكده هذه السورة التي تؤكده تسمى تشبيها ضمنيا ايها الشباب. تسمى تشبيها ضمنيا الان ننتقل الى اغراض التشبيه نعم قل التشبيه يدني القصي ويذلل العصي ويكشف الخفي هذه هي الاغراض العامة للتشبيه غرضك من التشبيه ابتداء تبيين خفي او تيسير امر عصي يعني تذليله للمخاطب هو لا يدركه فتقرب له الصورة بالتشبيه او تقريب شيء بعيد هذه غايتك من التشبيه ابتداء قال وان من البيان لسحرا والبليغ يستطيع بسحر بيانه ان يتصرف في المفاهيم بان ينفر من اللذيذ الطيب فيقول عن العسل هذا قيء الزنابير بان يقول عني العسل هذا قيء الزنابير نعم لتقبيح المشبه. هنا اراد ان يقبح المشبه وهو العسل فشبهه قال هذا قيء الزنابير ثم ان يحسن القبيح المستبشع كان يقول في مصلوب كريم مددت يديك نحوهم احتفاء كمدهما اليهم بالهبات مددت يديك نحوهم احتفاء كمدهما اليهم بالهبات مددت يديك نحوهم احتفاء كمدهما اليهم بالهبات نعم فلاحظوا ها هنا حسن القبيح صورته مصلوب وصورة المصلوب صورة قبيحة لا ترتاح اليها النفس ولا تطمئن لكنه واهل البيان هذا شأنهم لكنه ببيانه بحسن بيانه قرب هذه الصورة وحسن القبيح. مددت اليك مددت يديك نحوهم احتفاء تمدهما اليهم بالهبات نعم وهذه من قصيدة طويلة في الرثاء نعم آآ واولها علوا في الحياة وفي الممات لحق انت احدى المعجزات كأن الناس حولك حين قاموا وفودنا ذاك ايام الصلاة كانك قائم فيهم خطيبا وكله مقيام للصلاة الى اخر هذه القصيدة البديعة مددت يديك نحوهم احتفاء كمدهما اليهم بالهبات كمدهما اليهم بالهبات نعم اذا الغرض من التشبيه ها هنا تحسين القبيح تحسين القبيح. قال لتزيينه نعم. اذا قال لتزيينه كما قلنا ثم او يستدل على امكان ما يقول يعني ان يأتي بدليل ليبين امكان ما يقول فيأتي بالتشبيه الغرض من منه ها هنا الاستدلال على الامكان كقول احدهم محمد بشر وليس كالبشر. بل هو ياقوتة والناس كالحجر عليه الصلاة والسلام عليه الصلاة والسلام بل هو ياقوتة والناس كالحجر الان هذا التشبيه الذي اتى به ليستدل على امكان لما قال محمد بشر وليس كالبشر استعصى هذا على بعضهم كيف يكون بشرا وليس كالبشر قال لا غرابة في هذا الا ترون اشياء قريبة من بعضها او من جنس واحد تتفاضل وهكذا سيد البشر هو بشر لكن هيهات ان يبلغه بشر او ان يبلغ رتبته بشر محمد بشر وليس كالبشر. بل هو ياقوتة والناس كالحجر فهنا استدل على امكان ما ذكره اولا بقوله محمد بشر ثم قال او يبين مقدار وصف المشبه فيما يتفاوت لونه او طعمه كان يقول لونه احمر كالدم. التشبيه ها هنا لبيان المقدار قال لبيان مقدار وصف المشبه فيما يتفاوت لونه او طعمه لونه اسود كالفحم او الغراب لونه ابيض كالثلج او الملح اذا طعمه حامض كالليمون او الرمان كل هذه التشبيهات التي تأتي لبيان المقدار. لبيان المقدار. طعمه حلو كالتمر او كالعسل اذا لبيان المقدار كما قلنا قال او يكون الشيء معنويا خفيا فتأتي له بامثلة حسية ليتضح ويقوى ويتقرر لان النفوس تقنع بالحسيات اكثر. النفس تألف المحسوس لانها في هذا الوجود الحسي فهي تألف المحسوس ولذلك تترقى النفس في الف المعنوي وفي الف الاشياء غير المحسوسة وفي الاستغناء عن الاشياء المحسوسة فاذا ما كان عندك معنى خفي لا يصل الى عقل السامع المبتدأ هذا المعافس للحسيات فانك حينئذ تقرب له الصورة بالمحسوس قال مثلا ذوق البلاغة في الكلام هذا امر صعب. ادراك ذوق البلاغة في الكلام. نريد تقريبه فيقول لك ذوق البلاغة في الكلام كذوق الملح في الطعام كذوق الملح في الطعام اي كما ان الطعام لا يلذ الا بالملح فان الكلام لا يلذ الا بالبلاغة ذوق البلاغة في في الكلام كذوق الملح في الطعام انظروا قال شاعر ان القلوب اذا تنافر وده مثل الزجاجة كسرها لا يجبر ان القلوب اذا تنافر ودها مثل الزجاجة كسرها لا يجبر لماذا اتى بالتشبيه ها هنا هو يريد ان يبين لك ان القلوب حين تتنافر فلن تعود الى سابق عهدها ان البشر اذا تخاصموا واقتتلوا فلن يعودوا الى سابق عهدهم من الصفاء. وان اصطلحوا سيبقى في النفوس شيء هكذا يقول ثم اراد ان يقرب لك الصورة فقال لك مثل الزجاجة كسرها لا يجبر اذا كسرت الزجاجة هل تستطيع ان تأتي باجزائها من البلور وتجمعها لا يصعب هذا اذا قال مثل الزجاجة كسرها لا يجبر كسرها لا يجبر فاذا التشبيه ها هنا قال لتقرير حاله للتقرير يعني تأتي للشيء المعنوي بشيء حسي تبينه. وانظروا هذا البيت يا كرام ان القلوب اذا تنافر ودها مثل الزجاجة كسرها لا يجبر ما نوع التشويه ها هنا هنا شبه تنافر القلوب شبه تنافر القلوب بماذا؟ بالزجاجة التي لا يلتئم صدعها ما وجه الشباب ما وجود الشبه وجه الشبه ها هنا صورة منتزعة من متعدد. ولذلك فان هذا التشبيه تشبيه تمثيلي ان القلوب اذا تنافر ودها مثل الزجاجة كسرها لا يجبر مثل الزجاجة كسرها لا يجبر بوجه الشبه هنا صورة منتزعة من متعدد من متعدد في المشبه والمشبه به والمراد وجه الشبه يمكن ان نقوله بهذه الطريقة شيء متفرق لا يعود الى حاله القلوب المتناثرة لا تعود الى اجتماعها والفها والزجاجة المتكسرة لا تعود الى التئامها عرفتم هذا يا كرام وجه الشبه ها هنا صورة منتزعة من متعدد فبتشبيه القلوب المتناثرة بزجاجة متكسرة يتكرر المراد من انها لا تعود للرضا اذا اغراض التشبيه اما ان تكون للتنفير من المشبهة او تحسينه او بيان امكانه او بيان مقداره او تقرير الحال بضرب المثال. او تقرير الحال بضرب المثال تمرين ما رأيكم ان نتمرن في اغراض التشبيه ان نتعرف مجددا على اغراض التشبيه. نعم قال بين الغرض من التشبيه فيما يأتي فان تفق الانام وانت منهم فان المسك بعض دم الغزال فان تفق الانام وانت منهم وقائله المتنبي في المدح فان تفك الانام وانت منهم فان المسك بعض دم غزال القائل يقول كيف يفوق الانام وهو منهم؟ هو من الانام كيف يفوقهم فاتى لك المتنبي في جواب الشرط بما يشفي الغليل؟ قال فان المسك بعض دم الغزال لا غرابة في ذلك لا غرابة ان تفوق الانام وتفضلهم مع انك من جنسهم فالمسك من دم الغزال. المسك من من دم الغزال غير انه ليس كالدم شتان بينه وبين دم الغزال مفضل عليه مع انه من جنسه فان تفق الانام وانت منهم فان المسك بعض دم الغزال. بل الغرض من التشبيه ها هنا ايها الكرام ما الغرض من التشبيه الغرض من التشبيه ها هنا بيان الامكان بيان الامكان الغرض من التشبيه بيان الامكان يقول اخر اذا قامت لحاجتها تثنت كأن عظامها من خيزران يصف امرأته اذا قامت لحاجتها تثنت تمايلت طيب فهي خفيفة الحركة كأن عظامها من خيزوران لما قال التثنت بين هذا لكن لم يبين مقدار هذا التثني لم يبين مقدار هذا التثني حتى اتى بالتشبيه. كأن عظامها من خيزران حتى اتى بالتشبيه فبين مقدار مقدار تثنيها. اذا المراد من التشبيه ها هنا بيان المقدار فيما اوت بيان المقدار فيما يتفاوت ويلاه ان نظرت وان هي اعرضت وقع السهام ونزعهن اليم ويلاه ان نظرت وان هي اعرضت وقع السهام ونزعهن اليم لما قال ويلاه ان نظرت فهو يتألم وان اعرضت عنه فلم تنظر اليه فهو يتألم فالمخاطب يقول افيتألم هذا الرجل دائما يعني يتألم لنظرها اليه ويتألم لاعراضها عنه لما استغربت هذا اتى لك بالدليل. اتى لك بالدليل. فقال وقع السهام ونزعهن اليم وقع السهام ونزعهن اليم فالغرض من التشبيه ها هنا ايضا بيان الامكان الغرض من التشبيه هنا بيان الامكان. ثم مرة اخرى يا كرام دققوا في هذا التشبيه ويلاه ان نظرت وان هي اعرضت وقعوا السهام ونزعهن اليم وقع السهام ونزعهن اليم. ما نوع التشبيه ها هنا منع التشبيه التشويه ها هنا تشبيه ضمني لانه ذكر الحكم ثم اتى بدليل يؤكد هذا الحكم ويزيل استغرابك ايها السامع ذكر الحكم ثم اتى بدليله يقول ايضا خبريني ماذا كرهت من الشيب فلا علم لي بذنب المشيب اضياء النهار ام وضح اللؤلؤ ام كونه كثغر الحبيب خبريني ماذا كرهت من الشيب فلا علم لي بذنب المشيب اضياء النهار ام وضح اللؤلؤ ام كونه كثغر الحبيب فاذا ها هنا عندنا تشبيه ايضا وما الغرض من هذا التشبيه خبريني ماذا كرهت من الشيب فلا علم لي بذنب مشيب نعم اضياء النهار ام وضح اللؤلؤ ام كونه كثغر الحبيب التشبيه ها هنا غرضه تحسين القبيح لا شك ان الانسان ينفر من الشيب ويخاف من هذه المرحلة لانها ستكون بداية انتقاله الى عالم اخر الشيب نذير كما ورد في القرآن الكريم وجاءكم النذير في بعض الاقوال النذير هو الشيب لانه ينذر بالموت فالشيب ليس صورة مستحسنة لكن الشاعر وهكذا يفعل اهل البيان قلب الصورة فجعلها مستحسنة يخاطب تلك المرأة التي تنفر منه. ماذا كرهت من الشيب فلا علم لي بذنب المشيب. يعني ولم يرتكب ذنبا. اضياء النهار هو يشبه ضياء النهار. فهل تكرهين ضياء النهار ام وضح اللؤلؤ ام كونه كثغر الحبيب نعم فاذا الغرض من التشبيه ها هنا كما قلنا تحسين القبيح اما في قوله والورد في شط الخليج كانه رمد الم بم بمقلة زرقاء والورد في شط الخليج كأنه رمد الما بمقلة زرقاء شبه الورد في شط الخليج بالرمد الذي الم بالم بالمقلة الزرقاء. وهذا مستقبح فها هنا في العادة الورد الذي يكون على شواطئ الانهار والبحار والخلجان هذا هذه صورة مستحسنة لكنه قبحها بهذا التشبيه. فهذا فيه تقبيح الحسن اتى بهذا التشبيه ليقبح الحسن نعم الان قال رحمه الله تعالى ان التشبيه السطحي الذي يستعمله ارباب العلوم للايضاح والبيان وتقريب الشيء الى الاذهان لا اثر فيه للبلاغة لظهوره وجفافه وخلوه من الخيال بعض التشبيهات ايها الكرام تكون تشبيهات علمية غالبا التشبيهات التي يكون الغرض منها تقريب المعنوي فترى الاستاذ في درسه مثلا يريد ان يقرب صورة معنوية عصية على طلابه فيأتي حينئذ بالتشبيه غالبا هذه التشبيهات تكون خالية من الروح لا تكون الروح بارزة فيها. نعم. جسم من التشبيه لا روح فيه هكذا يريد ان يقول المصنف رحمه الله اما التشبيه الفني الممتزج بالخيال والحركة فهو الذي يعنى به فحول الشعراء تأمل قول المعري يصف سهيلا من نجوم السماء. وسهيل من النجوم نجم من نجوم السماء يسرع اللمح في احمرار كما تسرع في اللمح مقلة الغضبان كيف يرمقك الغضبان بمقلته هكذا يعني رمقا سريعا غاضبا قال يسرع اللمح في احمرار كما ترمقك عين الغضبان الحمراء الغاضبة نعم يسرع اللمح في احمرار كما تسرع في اللمح مقلة الغضبان سبحان الله يعني استطاع ان يلمح هذه الصورة و اه يأتي لها بذلك المعنى ويجمع بينهما ويؤلف بينهما يعني هذه مرة اخرى اقول هذه هي المفاضلة بيننا وبين الشعراء المعاني تجيش في صدورنا وتجيش في صدورهم لكنهم يحسنون التعبير عنها يحسنون التعبير عنها. ثم انهم يلمحون ما لا نلمح كما رأينا ها هنا صورة رمق الغضبان السريعة رمق الغضبان بمقلته هكذا رمقا سريعا وبعين محمرة ونحن نكني عن الغاضب بقولنا في العامية اليوم احمرت عين فلان منك يعني غضب عليك كناية نقولها فاذا الشاعر يستطيع ان يلمح وان يستعمل ما يلمحه فيما لا نستطيع نحن نحن مرت بنا هذه الصورة من لمح الغضبان لكن لم نستطع استثمارها هذا ما يفعله الشاعر وبهذا يفضل الشاعر سائر الناس في بيانهم قال الشيخ تأمل قول المعري ترى ان هذا النابغة رغم انه لا يرى والمعري كان كفيف رغم انه لا يرى قد وصف النجم وصفا تحدى به البصراء وصف النجم وصفا تحدى به البصراء. وهذا وهذا حقا من عجائب المعري قال وتأمل قول المتنبي بليت بلا الاطلال ان لم اقف بها وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه تجد انه قد اسرك بروعة تشبيهه بروعة تشبيهه هذا لتقف معه طويلا على اطلاله يفتش عن قلبه الذي اضله هناك. كما يقف شحيح ضاع منه خاتمه في التراب. فهو يقلب كل حصاه ويبحث كل جانب بليت بلا الاطلال ان لم اقف بها وقوف شحيح ضاع في الترب خاتم فهو يقف في في اطلال الديار على اطلال الديار ويبحث عن قلبه الذي تركه في هذه الديار ويبحث عن ذكرياته التي تركها سيقف بها ويستمر ويستذكر تلك الذكريات الجميلة وذلك الماضي المشرق الذي كان له الان انظروا هنا الى عقد التشبيه كيف استثمر المتنبي رحمه الله صورة الشحيح الذي اضاع خاتما له اويترك الصحراء دون ان يجد خاتمه؟ لا ولو اضطره ذلك الى جمع الرماد في كفه مرة بعد مرة ثم التفتيش في كل قبضة ولو اضطره ذلك الى تفتيش كل حصاة بليت بلا الاطلال ان لم اقف بها وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه وقد جرى العرب على تشبيه الوجه الجميل بالبدر والاسنان بالبرد تعرفون البرد الذي يتساقط حبات الصغيرة التي تتساقط من السماء والخد بالورد والشعر الفاحم بالليل والقوام بغصن البان والماء الصافي باللجين وهو الفضة والجداول بالحيات الملتوية والطائش بالفراش والذليل بالوتد لماذا لان الوتد يدق نعم ولا يراد على ضيم يقام يراد له الا الاذلان عير الحي والوتد نعم الا الاذلان عير الحي والوتد ولا يقيم على ضيم يراد به الا الاذلان عير الحي والوتد نعم اذا قال والجداول بالحياة الملتوية والطائش بالفراش والذليل بالوتد لانه يدق ولا يرثي له احد كما قال الشاعر. وذا يدق فلا يرثي له احد نعم والمليد بالحمار والماكر بالثعلب والشجاع بالاسد والمؤذي بالعقرب والمؤذي بالعقرب ومن امثال العرب تلدغ العقرب وتصيء هذا من امثالهم يضرب مثلا للشخص الذي يؤذي غيره ثم يشتكي تلدغ العقرب وتصيء اي تصيح نعم اذا كما رأينا ها هنا في هذه التشبيهات قال كما اشتهر رجال بخلال حميدة فجرى التشبيه بهم فالكريم كحاتم او كحاتم. انظروا يا كرام طيب نقرأ ثم نعلق عليه. قال والحليم كالاحنف والعادل كعمر والفصيح كسحبان والذكياس والحكيم كلقمان وهناك اخرون عرفوا بصفات ذميمة فشبه بهم فيها ايضا فالالكن كباقل والاحمق كهبنق والبخيل كمادر والقاسي كالحجاج اذا يا كرام اولا عندما تشبه شخصا بشخص فانما تشبهه به لصفة مشتركة الان كل هذه اسماء اعلام كما ترون. حاتم والاحنف وعمر وسحبان والياس ولقمان كلها اسماء اعلام لكنها اشتهرت بصفة اشتهرت بصفة ولذلك لاحظوا مثلا ها هنا فالكريم كحاتم في الجود وهكذا والحليم كاحنف كالاحنف في الصبر والاناة وهكذا طيب قال والفصيح كسحبان والالكن كباقل نعم ومن لطيف الابيات التي قالها ابو الفتح البستي في نونيته الشهيرة في الحكم سحبان من غير مال باقي حصير وباقل في ثراء المال سحبان اي ان الناس انما ينظرون الى ظاهر الحياة الدنيا. ويحكمون من خلالها على البشر فسحبان وهو رجل من وائل مشهور بالفصاحة لكنه اذا لم يكن ذا مال فلا يعبأ به احد بل يجعلونه مثل باقي وهو رجل مشهور بالعي لا يكاد يبين لا يستطيع ان يبين عن اغراضه سحبان من غير مال باقل حصير وباقل في ثراء المال عند الناس ماذا سيكون؟ سيكون كسحبان يقدمونه في المجالس ويعظمونه لماله لا لفصاحته نعم فاذا هذه هي آآ هذا هو مجلسنا اليوم وبختامنا لاغراض التشبيه وبختامنا كذلك لهذا المبحث نختم درسنا اليوم ونلتقي بكم ان شاء الله تعالى في درس قريب. استودعكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته عم ببعت لك مسموح بيبعت تسعة وتلاتين ايه