بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وبه استعين وعليه اتوكل رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلوا العقدة من لساني يفقهوا قولي اما بعد فحيا الله الاخوة والاخوات في مجلس جديد من مجالس تيسير البلاغة. نحن معا في المجلس السابع عشر واليوم ختام حديثنا عن علم البيان بحمد الله تعالى بمجلس اليوم نكون قد فرغنا من ثلثي علوم البلاغة كنا قد تحدثنا في علم البيان عن التشبيه وعن المجاز المفرد وعن المجاز الاسنادي او الاسناد المجازي. او المجاز العقلي حدثنا عن كل ذلك بشيء من التفصيل واليوم نبدأ ان شاء الله تعالى دروسنا بتمرين عام ثم بعد ذلك نتكلم على ختام مباحث علم البيان وهو الكناية نعرفها ونتحدث عن اقسامها ونبين فوائدها وجمالياتها ان شاء الله تعالى فلنبدأ بعون الله تعالى بالتمرين العام لان التمرين يصقل المعلومات ويهذبها في العقل ويرتبها ويؤكدها فلا تضيع فاذا نبدأ بالتدريب ان شاء الله ميز التشبيه من الاستعارة من المجاز المرسل من الاسناد المجازي ما شاء الله مما يلي قال سهرنا ليلة سمعنا فيها مدائح الحبيب ترنم بها عن دليب فترنح السامعون ومالوا كالغصون هزها النسيم ثم انصرف النادي وكلهم السن شكر وثناء سهرنا ليلة سمعنا فيها مدائح الحبيب. الى الان كلام حقيقي لا مجاز فيه ثم قال ترنم بها عن دليب المراد بالعندليب ها هنا المنشد المنشد الذي غنى هذه الاشعار في مدح النبي صلى الله عليه وسلم فاذا ليس المراد بالعندليب هنا معناها الحقيقي الوضعي بل المراد بها معنى مجازي ما العلاقة بين المنشد والعندليب العلاقة بينهما المشابهة فاذا كلمة استعملت في غير ما وضعت له لعلاقة المشابهة. فعندي ها هنا استعارة ولان المشبه به هو المذكور فالاستعارة تصريحية الاستعارة تصريحيا. ولان كلمة عندليب اسم جامد اسم ذات فاذا عندي استعارة تصريحية اصلية اذا لان كلمة عنذليب جامدة. لان نفكر ترنم بها عن دليب قال فترنح السامعون ومالو كالغصون هزها النسيم هل هذا الكلام الذي ورد بعده هل يتعلق بالمشبه او المشبه به يعني ترنم بها عن دليب اي منشد هل قوله فيما بعد؟ ترنح السامعون وماله كالغصون هزها النسيم هل هذا مما يناسبه المشبه او المشبه به غالبا هذا مما يناسب المشبه لان المنشد اذا انشد اطرب الناس اقرب الناس فجعلهم يتمايلون نعم. ولذلك نقول ان هذه الاستعارة استعارة تصريحية اصلية مجردة نعم اذا وجدنا اولا الاستعارة ثم عندنا ايضا فترنح السامعون. هنا نتنبه اذا ذهبنا الى المعجم فاننا نجده ينص على ان الترنح يكون للتمايل من السكر وغيره اذا ليس محصورا في السكر اذا حصرته في السكر فستقول ترنح السامعون كالسكارى فحينئذ عندي عندي حينئذ ترنح السامعون كالسكارى عندي استعارة تصريحية اصلية لانني شبهت السامعين بالسكارى حذفت المشبه به ابقيت شيئا من لوازمه وهو ترنح فالاستعارة تصريحية اه مكنية عفوا اعتذر استعارة مكنية وكل استعارة مكنية هي اصلية لانها واقعة هنا في كلمة السامعون ترنح السامعون هذا اذا قلنا ان الترنح خاص بالسكارى لكن كما قلنا لا حاجة الى ذلك. لانك اذا رجعت الى المعجم وجدته ينص على ان الترنح يكون من السكر وغيره وحينئذ الكلام على حقيقته ولا مجاز فيه نعم ومالو كالغصون هزها النسيم ثم انصرف النادي وكلهم الشكر. طبعا عندنا اشياء اخرى لكن هنا مثلا وكلهم السن شكر. يعني وكلهم لكن الة الشكر وسبب الشكر هو اللسان. ولذلك عندنا هنا كما ذكر ها هنا مجاز مرسل علاقته السببية. علاقته السببية. ويمكن ان نقول ان علاقته الالية لان اللسان الة الشكر لان اللسان الة الشكر مجاز مرسل علاقته علاقته الالية او السببية نعم ايضا ومالوا كالغصون ومالك الغصون هزها النسيم انظروا الان اول شيء عندي مشبه هو الواو فيما له وعندي مشبه به وهو الغصون وعندي اداة التشبيه وهي الكاف اما وجه الشمه فغير مذكور فربما تستعجل وتقول ان التشبيه ها هنا مجمل لكن انتبه اذا كان وجه الشبه مركبا ولو كان محذوفا فاننا نقول عن هذا التشبيه انه تشبيه تمثيلي ندقق الان ومالوا كالغصون هزها النسيم طبعا هزها النسيم ليس وجه الشبه بل هذا مما يتعلق بالمشبه به ليس قوله هزها النسيم وجه شبه جامعا للطرفين للمشبه والمشبه به لا بل قوله هزها النسيم مما يتبع المشبه به. ولذلك جملة هزها النسيم في محل نصب حال. وصاحب الحال هو كلمة الغصون نعم المجرور بالكاف على القول بان الكاف حرف جر او المجرور بالاضافة على القول بان الكاف اسم كما هو مذهب الاخفش. فاذا مالو كالغصون هزها النسيم هزها النسيم ليس وجه الشبه وجه الشبه محذوف لكن نفكر هل وجه الشبه ها هنا مفرد او مركب منتزع من متعدد. انظروا قال ومالك الغصون هزها النسيم وجه الشبه فيه شيء ساكن يهزه ويحركه شيء قوي شيء ساكن يأتيه شيء قوي فيهزه ويحركه هذه حال السامعين سمعوا هذا النشيد العذب. هذا الانشاد العذب فماذا حصل لهم تحركت فيهم تحركت اجسادهم وصاروا يميلون يمنة ويسرة وكذلك وكذلك الغصون تكون ساكنة فيأتيها النسيم فيحركها. اذا وجه الشبه الجامع بينهما هو شيء ساكن يهزه حركه شيء قوي قال ومالو كالغصون هزها النسيم؟ ولذلك عندنا تشبيه تمثيلي لان وجه الشبه فيه مركب قال ثم انصرف النادي. النادي انصرف النادي انظروا هنا ايضا عندي انصرف النادي اسناد الانصراف الى النادي. والنادي مجتمع القوم ومجلسهم اسناد الانصراف الى النادي هذا مجاز عقلي لان العقل يحيل اسناد الانصراف الى النار حقيقة. فاذا عندي مجاز عقلي. علاقته المكانية وقد قلت لكم من قبل ان كل مجاز عقلي علاقته المكانية يمكن ان يكون او ان يجرى مجازا مرسلا علاقته المحلية وهذا ذكرته في الدرس السابق ونصصت عليه تنظروا هنا آآ انصرف النادي نقول ان يمكن ان نقول ايضا النادي اي اهل النادي ففي الكلمة مجاز مرسل علاقته المحلية. ذكر المحل واراد الحال فيه. وهو اهل النادي فاذا اما ان تقول مجاز عقلي علاقته المكانية او مجاز مرسل علاقته المحلية علاقته المحلية ثم عندنا مثال اخر قال لا تكن اذنا تقبل كل وشاية لا تكن اذنا يعني لا تكون رجلا يقبل كل وشاية باذنه يسمع كل وشاية باذنه فاذا انا عندي ها هنا مجاز مرسل ذكر الجزء واراد الكل. ذكر الاذن واراد الكل او نقول مجاز مرسل علاقته الالية لانه ذكر الالة واراد صاحبها. يعني لا تكن رجلا يسمع باذنه باذنه كل ما يقال وكفى بالمرء اثما ان يحدث بكل ما سمع كما قال عليه الصلاة والسلام لا تكن اذنا تقبل كل وشاية. اذا علاقته الجزئية او علاقته الالية كما قلنا ايضا قال قال المتنبي يصف ملك الروم بعدما هزمه سيف الدولة ويمشي به العكاز في الدير تائبا وقد كان يأبي مشي اشقر اجردا كان يأبى ان يمشي مشي الجواد الاشقر. يعني آآ الجواد ذو القيمة ماشية اشقر اجرد والاجرد قصير الشعر. وهذا احسن في صفة الفرس. واحسن لجريه نعم قال وقد كان يأبى مشي اشقر اجردا يتبخدر يتبختر نعم فاذا ملك الروم كان يتفاخر ويمشي متبخترا متكبرا هكذا ثم بعد ان هزمه سيف الدولة جعله يلزم الدير والدير آآ في المسيحية يعني يذهب الى الدير وينقطع عن الدنيا يكون راهبا يتبتل نعم قال ويمشي به العكاز في الدير تائبا يمشي به العكاز هنا اسنانا المشي الى العكاز والعكاز ليس هو الذي يمشي به. لكنه الة المشي اذا الاصل يمشي بالعكاز. فقلب التركيبة للمبالغة للمبالغة في الاستهزاء بملك الروم ويمشي به العكاز اسند المشي الى العكاز اسنادا مجازيا. فعندنا مجاز عقلي علاقته كما قلنا السببية لان العكاز الة المشي او سببه نعم وكذلك قوله يصف دخول رسول الروم على سيف الدولة واقبل يمشي في البساط فما درى الى البحر يسعى؟ ام الى البدر يرتقي واقبل يمشي في البساط فما درى الى البحر يسعى ام الى البدر يرتقي؟ وانا ارى ان قوله واقبله يمشي في في البساط لا على البساط ايضا فيه شيء من الازدراء والتحقير وكأن البساط يحتويه يعني وكأن البساط ظرف لهذا الرجل ينصب فيه واقبل يمشي في البساط فما درى الى البحر يمشي ام الى البدر يرتقي فقوله الى البحر يسعى عندنا ها هنا استعارة تصريحية لانه شبه سيف الدولة بالبحر وقوله ام الى البدر يرتقي؟ عندنا ايضا استعارة تصريحية شبه فيه سيف الدولة بالبدر ولان الباقي هو المشبه به قلنا انها تصريحية ولان المشبه به الباقية جامد قلنا انها استعارة اصلية. اذا استعارة تصريحية اصلية. ولم يأتي بعدهما ما يناسب المشبه او ان يشبه به. فحينئذ هذه استعارة تصريحية اصلية مطلقة ليست مرشحة ولا مجردة وقال الحجاج مهددا اهل العراق اني لارى رؤوسا قد اينعت وحان قطافها واني لصاحبها واني لارى رؤوسا قد اينعت اني لارى رؤوسا قد اينعت ها هنا في قوله اين عد استعارة تصريحية والمراد تهيأت للقطع فشبه تهيئها للقطع شبه تهيؤها للقطع بالايناع يعني بايناع الثمر بنضجه الذي يكون جاهزا للقطف شبه تهيؤها للقطع بالايناع نعم ثم كما قلنا شبه تهيؤها للقطع بالاناء ثم حذف المشبهة وابقى المشبه به فالاستعارة كما قلنا تصريحية. ولانها واقعة في الفعل وهو اينع فهي استعارة تبعية واقعة في الفعل. لان كما قلنا لاننا اجريناها اولا في المصدر وهكذا يفعل العقل يعني يذهب مباشرة الى الحدث شبه تهيؤها للقطع اه بالإناء ثم اشتق من المصدر الفعل اينع واستعاره للتهيؤ اه على سبيل للتهيئ على سبيل الاستعارة تبعية. نعم وهي استعارة مرشحة لانه قال قال بعدها وحان ق قطافها وهذا مما يناسب المشبه به لا المشبه المحذوف قوله وحان قطافها مما يناسب المشبه به لا المشبه المحذوف نعم ثم قلنا كذلك من قبل اذكركم ان كل استعارة تصريحية تبعية يصح اجراؤها مكنية اصلية بان نقول شبه الرؤوس او ضمير الرؤوس قد اينعت هي شبه الرؤوس بالثمرة التي تؤينها التي تنعم حذف المشبه به ثم كنى له ورمز له بشيء من لوازمه وهو اينعت وهو اينعت فالاستعارة فالاستعارة مكنية اصلية لانها واقعة في كلمة الرؤوس هنا فإذا اما ان توقع الإستعارة في كلمة اينعت فحينئذ هي تصريحية تبعية واما ان توقعها في كلمة في ضمير الرؤوس. فحينئذ الاستعارة مكنية اصلية لانها وقعت في الجامد نعم وقد نصصت من قبل ان الاستعارة الاصلية ان الاستعارة المكنية غالبا تكون اصلية وهي هنا كذلك اصلية لا تبعية نعم وعلى كل حال تكون مرشحة. لانه ذكر ما يناسب المشبه به لا المشبه طبعا كما قلنا يمكن ان نجعلها اصلية يعني يمكن ان نجعلها استعارة مكنية اصلية كما ذكرنا. ثم قال لا عاصم اليوم من امر الله الا من رحم. هذه مرت بنا من قبل وقلنا بعضهم قال بعضهم قال اننا اسندنا العصمة الى المرحوم الى من؟ ومن هنا تدل على المرحوم. يعني الا من رحمه الله والضمير العائد على من محذوف من رحمه الله فاذا اسندنا عاصم الى المفعول الى الى الفاعل فاذا عندي مجاز عقلي علاقته المفعولية لانني اسندت اسم الفاعل لا الى الفاعل بل الى المفعول نعم اذا علاقته المفعولية وقلنا يمكن ان يكون كلاما حقيقيا. لا عاصم اليوم من امر الله الا الراحم يعني الا الله فمن تعود على الله حينئذ فمن تعود على الله؟ الا من رحمه هو وهو يعود على لفظ الجلالة يعود على من؟ ومن هي مراد بها؟ الله سبحانه وتعالى. لا عاصم اليوم من امر الله الا الراحم الا الله مجاز عقلي عفوا كما قلنا نعم مجاز عقلي علاقته المفعولية ان كانت من لغير الله. فان كانت لله فلا مجاز اصلا والكلام على حقيقته الاسلام يحث على تحرير الرقاب يحث على تحرير الرقاب حينئذ اذا كان الكلام على حقيقته فحينئذ الرقاب ستجتث يعني ستقطع تحرر من الجسد فتقطع. ولا يمكن هذا وانما عندنا مجاز مرسل علاقته الجزئية انه ذكر اهم جزء كانوا غالبا يربطون العبيد من اعناقهم نعم ومن ايديهم يجعلون الاغلال في اعناقهم ويربطونها الى ايديهم كذلك يقيدون ايديهم فلاحظوا تحذير الرقاب لانه ذكر اهم جزء لانه كان يقاد العبد هكذا اول ما يشترى وحين يراد ان يباع فاذا عندي مجاز مرسل علاقته الجزئية نعم. ففي المجاز المرسل احيانا تصوير لاهم شيء للمطلوب نعم وتركيز في المطلوب تحرير الرقاب اي تحرير العبيد مجاز مرسل علاقته الجزئية كما قلنا غاض الوفاء وفاض الغدر. هذه تكلمنا عليها من قبل. قلنا شبه نقص الوفاء بالغيض وشبه زيادة الغدر بالفيض نعم ثم اشتق من المصدرين الفعلين غاض وفاض نعم واستعارهما للمشبه فالاستعارة التبعية تبعية وهي استعارة تصريحية كما قلنا لان الباقي هو المشب هو المشبه به غاض نعم غاض الوفاء وفاض الغدر. نعم فالاستعارة تصريحية لان الباقي هو المشبه به والمشبه محذوف وهو النقص وهو نقص او زاد. نعم وهي استعارة مطلقة لم يأت بعدها ما يقوي جانب المشبه به او جانب المشبه. استعارة تصريحية تبعية لانها واقعة في الفعل مطلقة لانه لم يأت بعدها اي مما يناسب المشبه او المشبهة به اليوم باذن الله كما قلنا وكما وعدنا نبدأ بالكناية فيما تبقى من هذا الدرس قال اذا اردنا وصف شخص بالكرم فقلنا نزلنا ضيفا على بحر اغرقنا بكرمه كان هذا مجازا بالاستعارة يمتنع فيه ارادة الحقيقة لوجود لوجود القرينة المانعة. وهي نزلنا ضيفا وانت لا تنزل ضيفا على البحر فهذه قرينة لفظية تمنع من ارادة الحقيقة. نعم. ثم قوله بعدها اغرقنا بكرمه هذا ترشيح للاستعارة. لان عندي استعارة تصريحية اصلية لانها واقعة في كلمة بحر وهو جامد ثم هي مرشحة بقوله اغرقنا بكرمه نعم وكذلك نزلنا على رجل كثير الرماد. الان ننتبه نزلنا على رجل كثير الرماد قال نكني بذلك عن كرمه وكثرة ضيفانه لان كثرة الرماد تقتضي كثرة الطبخ وكثرة الطبخ تقتضي غالبا كثرة الضيوف بل تقتضي في العصر الجاهلي في العصر وفي اوائل العصر الاسلامي تقتضي كثرة الضيوف لان العربية كان يتفاخر بقلة الطعام كان يفاخر بانه لا يكثر من الاكل فعلام الاكثار من الطبخ اذا اه اذا لا غرض لذلك الا اطعام المسافرين الا اكرام الضيوف فاذا فاذا عندما يقول نزلنا على رجل كثير الرماد. كثير الرماد هذا الرماد ينتج من الحرق والحرق ينتج من الطبخ. وكثرة الطبخ تنتج من كثرة الضيفان فاذا عندي ها هنا كناية لكن كثرت فيها الوسائط حتى وصلنا الى المقصود قال كان هنا كناية كان كان هذا كناية عن كرمه الا ان الحقيقة هنا جائزة غير ممتنعة لا يمكن ان يكون كثير الرماد حقا يعني يمكن ان يكون يطبخ ويستعمل الحطب حينئذ ويكثر رماده فالمعنى الحقيقي مراد والمعنى المجازي مراد. اذا المعنى المجازي هنا هو المراد لكن لا يمنع ذلك من ارادة المعنى الحقيقي فقد يكون فقد يكون الرجل الكريم كثير الرماد حقيقة وقد يكون كريما لا رماد عنده لانه يطبخ على الغاز او الكهرباء مثلا نعم او ربما اطعمهم من اشياء اخرى لا تحتاج الى حرق وطبخ على النار مثلا فاذا نزلنا على رجل كثير الرماد فحينئذ عندي كناية عندي كناية ما الكناية قال لفظ اطلق واريد به لازم معناه مع جواز ارادة المعنى الاصلي غالبا لا دائما قد يمتنع المعنى الاصلي فاذا في الكناية نريد ما يلزم عن المعنى. ماذا يلزم من كثرة الطبخ؟ كما قلنا يلزم من ذلك الكرم. لكن بوسائط كما قلنا كثرة الطبخ اي كثرة الضيفان وكثرة الضيفان يعني الكرم نعم اذا لفظ اطلق واريد به لازم معناه. لما قال نزلنا على رجل كثير الرماد هذا هو اللفظ. اطلق اللفظ واريد به لازم معناه ما قلنا اللازم هنا في النهاية هو الكرم مع جواز ارادة المعنى الحقيقي غالبا قد يراد المعنى الحقيقي. طبعا المعنى المجازي ايضا مقصود بانه كريم لكن حقا هو كثير الرماد بان كان يطبخ على النار مثلا اقصى ملكناية قال الكناية اما ان تكون كناية عن موصوف واما ان تكون كناية عن صفة واما ان تكون كناية عن نسبة بينهما الان الكناية عن موصوف قال وهي ان يذكر المتكلم صفة خاصة بموصوف فينتقل الذهن من تلك الصفة الى المتحقق بها المتخصص بها اكثر من غيره مثلا الضاربين بكل ابيض مخذم والطاعنين مجامع الاضغان اذا الضاربين بكل ابيض مخذم والطاعنين مجامع الاضغان. الضاربين بكل ابيض يمدح قومه بشجاعتهم وبسالتهم فالان الضاربين بكل ابيض. الابيض هو السيف نعم ومخزم قاطع والطاعنين مجامع الاضاني. قوله بكل ابيض. هنا ذكر صفة خاصة بموصوف فانتقل الذهن مباشرة الى اللازم الى اللازم فاذا عندنا هنا كناية عن موصوف وهو السيف وهو السيف ما الكناية كل ابيض مخزما وهو القاطع والطاعنين مجامع الاضغان ومجامع الاضغان القلوب ومجامع الاضغان القلوب نعم اذا مجامع الادغان صفة ينتقل الذهن فيها الى الموصوف مباشرة الى اللازم وهو الموصوف وهو القلب الان كناية عن صفة كناية عن صفة قال وهي ان يذكر المتكلم موصوفا وينسب اليه صفة غير مرادة في ذاتها. ولكن يستدل منها على صفة اخرى هي التي يريدها كما في قول الخنساء ترثي اخاها صخرا قالت طويل النجاد رفيع العماد كثير الرماد اذا ما شتى طويل النجاد هذه الصفة وذكرت الموصوف والموصوف هنا مقدر وجوده يعني هو مبتدأ يعني عندي خبر للمبتدأ فالمبتدأ هنا مذكور مقدر والمقدر كالثابت لفظا قالت طويل النجاد طويل نجاد السيف وهذا يكنى به عن طول القامة يكلى به عن طول القامة فاذا وصفته اولا عندنا كناية عن صفة اذا ذكرت صفة مع الموصوف لكنها غير مرادة هي سبيل الى الصفة المرادة. والصفة المرادة هنا طول قامته رفيع العماد عماد البيت وهي كناية عن صفة. ما هي رفعته وشرفه كثير الرماد اذا ما شتى كثير الرماد اذا ما شتى وكثرة الرماد كما قلنا تقتضي كثرة الطبخ الذي يقتضي كثرة الضيوف فيه الذي يقتضي الكرم كثير الرماد ثم انظروا الى هذا القيد العجيب اذا ما شتى في الشتاء يخزن الناس مؤنتهم فلا ينفقونها في في اطعام الطعام وفي اطعام المسافرين وفي انفاقها عليهم بل ينفقون على انفسهم يدخرونها لانفسهم. فاذا لكن قالت هو في الشتاء في وقت الادخار كثير الضيفان في وقت ادخار ينفق ماله فلا يدخره ابدا ولا يأبه ان لم يبق عنده ما يتزود به لنفسه ولعائلته كثير الرماد اذا مشيت انظروا قالت كثير الرماد اذا ما شتى اي في الشتاء اي اذا ما كان في الشتاء فانه كسير الرماد اذا كناية عن نسبة هذه الثالثة اي اثبات امر لاخر او نفيه عنه. اذا تحدثنا عن الكناية عن الصفة. والان الكناية عن النسبة قال اثبات امر لاخر او نفيه عنه وتكون بان يصرح بالموصوف والصفة. دققوا الان ولا يصرح بالنسبة بينهما بل يصرح بنسبة اخرى تستلزم هذه النسبة كما رأينا في الكناية عن الصفة نحن نذكر الموصوف ونذكر صفة ليست مرادة لكنها الطريق الى الصفة المرادة والان كذلك في النسبة عندي صفة وعندي موصوف لكن النسبة بينهما غير ظاهرة بل جاءت بطريقة بطريق اخرى كما نرى قال اي ان هذه النسبة المقصودة تتوارى وراء النسبة المذكورة انظروا الان المجد بين ثوبيه المجد بين ثوبين نعم المجد بين ثوبيه فعندي هنا ذكر للموصوف وهو الضمير يعني بين ثوبيه وعندي الصفة وهي المجد. لكن لم انسبها اليه مباشرة. لم اقل هو ماجد بل نسبتها بطريقة مختلفة فقلت المجد بين ثوبيه المجد بين ثوبيه والكرم ملء برديه الكرم ملء برديه. الموصوف موجود والصفة كذلك موجودة وهي الكرم لكن النسبة بينهما غير واضحة لا نقول انها غير واضحة بل هذه النسبة مقصودة فنيا بلاغيا قال الكرم ملء ملء برديه. وهذا ابلغ فيها الكرم ملء برديه لم يقل هو كريم لم يقل هو ماجد وانما غير في الاسلوب. فعندي مجاز عفوا كما قلنا عندي ها هنا كناية عن نسبة اي عن نسبة المجد اليه كناية عن نسبة عن نسبة الكرم اليه وهكذا الان ملاحظة قل الفرق بين الكناية عن النسمة والكناية عن الصفة ان كناية الصفة لا يصرح فيها بالصفة بل تكنى وتخبأ تحت لفظ اخر او قلنا قد قد تخبأ تحت صفة اخرى غير مرادا اذا الفلك نهي عن الصفة تخبأ الصفة وتستر. الصفة المرادة اما كناية النسبة فالصفة فيها صريحة ظاهرة وانما النسبة الى الشخص الى الشخص مثلا مستورة بلفظ غير صريح وبتأمل الامثلة يتضح الفرق تماما. فصفات الطول والزعامة والكرم مخبوءات تحت الفاظ اخرى في المثال الثاني اما اما صفتا المجد والكرم من المثال الثالث فمصرح بهما. اذا كما قلنا في الكناية يعني الصفة تكون الصفة غير مذكورة ويكون هناك اشارات تنبأ عنها او كلام تلزم هي عنه. لاننا قلنا ان الكناية لفظ اطلق واريد به لازموا معناه. مع جواز ارادة المعنى الحقيقي قال اما صفة المجد والكرم فمصرح بهما نعم الان تدريب تدريب في بحث الكناية قال المتنبي في وقيعة سيف الدولة ببني كلاب فمساهم وبسطهم حرير وصبحهم وبسطهم تراب ومن في كفه منهم قناة كمن في كفه منهم خضاب انظروا فمسهم وبسطهم وحرير وكناية عن ماذا كناية عن العز والرفعة. اليس كذلك يا شباب كناية عن العز والمكانة العالية والمنعة. ثم قال وصبحهم وبسطهم تراب. بسطهم الارض تلك البسط الفاخرة ازالها عنهم فمساهم اي اغار عليهم سيف الدولة مساء ما اتى الصباح الا وسيف الدولة قد انتصر ولذلك قالوا وصبحهم وبسطهم تراب. صاروا يفترشون الارض ذهبت الابهة وهذه الدار لا تبقي على حالي. نعم اذا وبسطهم حرير كناية عن الصفة. وهي صفة العز وبوسطهم وتراب هي كناية عن صفة نعم والصفة هنا الذل ومن في كفه منهم قناة ومن في كفه منهم قناة من الذي في كفه قناة في العادة يقارع بها الاعداء ويواجههم ويدافع عن دينه وعرضه ونفسه واهله ووطنه من الذي في العادة يحمل القناة ليقاتل الرجل فاذا عندنا هنا كناية عن موصوف وهو الرجل كمن في كفه منهم خضاب الخطاب معروف اذا هذا كناية عن المرأة لان المرأة تكثر من الخضاب نعم اذا ومن في كفه منهم قناة كمن في كفه منهم قباب اذا عندنا هنا كما قلنا كناية عن صفة التنعم وكذلك كناية عن صفة الذل والهوان ثم عندنا كناية عن موصوف وهو الرجل وكناية عن صفة وهي المراد نعم وكناية عن صفة هنا كمان في كفي منهم خطابه كناية عن الصفة وهي وهي المرأة كناية عن موصوف عفوا كناية عن موصوف وهي المرأة ها هنا وهي المرأة ها هنا طيب ثم قال اومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين من الذي ينشأ في الحلية والدلال المرأة البنت تنشأ في الحلية والصبي يعود الشدة من صغره اما البنت فتستصحب الدلال والراحة والتنعم والاحسان اليها من والديها. الى ان تكبر الولد يعود على المسؤولية من صغره الان او من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين؟ من الذي لا يبين في الخصام ولا يلتزم الخط العقلي في النقاش بل تغلبه عاطفته. المرأة وهكذا جبلت المرأة على هذا وجبل الرجل على خلاف ذلك فالمرأة لا تبين في الخصام بل تجنح الى عاطفتها حتى ان من يحاجها ويخاطبها اذا ما ذكر شيئا يتعلق بها ومدحها فانها قد تنسى كل المشكلة التي كانت وهكذا وهو في الخصام غير مبين اذا هذا كناية عن موصوف وهو المرأة كناية عن موصوف وهو المرأة وكذلك كبرت سنك كلام حقيقي. وجاءك النذير. ما النذير وجاءك النذير. كبرت سنك وجاءك النذير. النذير الشيب وهو منذر بالفناء منذر بالموت والانسان لن يخلد في هذه الدنيا. اذا كبرت سنك وجاءك النذير نذير الموت يعني اعتبر اعتبر فانك اذا بلغت الى تلك السن ما بعدها لن تجد مسامحة من الله سبحانه اعذر الله اليك قد صرت في سن تيأسوا من متاع الدنيا وزخرفها كيف تقبل عليها حينئذ كبرت سنك وجاءك النذير والنذير الشيب فاذا كناية عن موصوف وهو الشيب بناية عن موصوف وهو الشيب. لانه ذكر الصفة وحذف الموصوف فهي كناية عن موصوف اليمن يتبع ظله والمجد يمشي في ركابه ما قال هو ذو يمن بل قال اليمن يتبع ظله. انظروا عندي ها هنا كناية عن نسبة اليمن اليه لكن نسبها اليه بطريقة اخرى بطريقة مجازية والمجد يمشي في ركابه والمجد يمشي في ركابه عندي هنا كناية ايضا عن كناية عن نسبة المجد اليه عن نسبة المجد اليه ايضا قال صلى الله عليه وسلم اطولكن يدا اسرعكن لحوقا بي فكانت اسرعهن موتا زوجه زينب لطول يدها بالصدقة رضي الله عنها كانت كثيرة الصدقة ويقال لزلك هو طويل اليد بالخير يعني يده ممتدة بالخير نعم يكثر الانفاق فالان قال هي كناية عن صفة وهي الكرم وهي الكرم انه ذكرها الموصوف نعم. وذكر صفة ليست هي المراد لكنها الطريق الى الصفة المرادة. قال اطولكن يدا نعم فكانت كانت الكناية كما قلنا كناية عن صفة الكرم فلان نقي الثوب طاهر الذيل نهاية عن العفة والعرب تكني تكني بنقاء الثوب وطهارة ذيله ذيل الثوب بذلك عن العفة نعم فلان عريض القفا والمراد بالقفى قفى الرأس نعم فلان عريض القفا وتزعم العرب ان الرأس اذا كان عريضا ان القفا اذا كان عريضا فاحشا في ذلك نعم فانه دليل على البلادة والبلاهة. هكذا يقول العرب والله اعلم هكذا يزعمون اذا كناية عن صفة وهي البلادة خلق الانسان من عجل. خلق الانسان من عجل. كناية عن نسبة العجل اليه اناية عن نسبة العجلة والطيش اليه. لكن لم ينسبها اليه هكذا مباشرة وانما قال خلق الانسان من عجل نعم ومن عادة العرب في التعبير من عادة العرب في التعبير انهم اذا ارادوا وصف شخص بكثرة مزاولة شيء يقولون هو مما يفعل كذا يعني مسلا عندما نقول فلان يقرأ في الليل والنهار. نقول فلان مما يقرأ يعني من القراءة وكأنه خلق من القراءة في هذا غاية المبالغة في الامر نعم وكذلك خلق الانسان من عجل يعني هو عجول وكأنه خلق من العجلة نفسها اشكو اليك قلة الفيران في بيتي هذه امرأة جاءت الى احد الولاة او المسؤولين قالت اشكو اشكو اليك قلة الفيران في بيتي ما معنى ان الفيران لا تألف بيتها معنى ذلك انها لا زاد عندها فتأكله الفيران ليس عندها من الزاد ما يستدعي مجيء الفيران وحوامانها حول بيتها او في بيتها قال ما احسن هذه الكناية؟ املؤوا بيتها خبزا وسمنا اذا كناية عن صفة وهي الفقر كناية عن صفة الفقر نعم لكنها عبرت عنها بهذا التعبير الجميل فلان لا يضع العصا عن عاتقه ولكن يسير الجود حيث يسير. كناية لاحظوا فلان لا يضع العصا عن عاتقه. الاولى كناية عن صفة وهي كثرة السفر لا يضع العصا عن عاتقه. عصاه دائما على عاتقه ويحمل عليها زاده كناية عاصفة وهي كثرة السفر. ولكن يسير الجود حيث يسير كناية عن نسبة الجود اليه. لكن لم ينسبها اليه مباشرة نسبها بطريق المجاز فاصبح يقلب كفيه. كناية عن صفة وهي التندم وهي الندم نعم ضربت سرادقها المهابة فوقه فاذا بدا بادت به الاعداء ضربت المهابة فوقه سرادقها جوانبها نعم. وسرادق البيت جوانبه ضربت سرادقها المهابة فوقه. عندنا هنا كناية عن نسبة المهابة اليه. لكن اسندها اليه او بطريقة مجازية اسندها اليه بطريقة مجازية فلان جبان الكلب مهزول الفصيل جبان الكلب والكلب ينبح الطراق فاذا الف الطراق جعلهم بمثابة اهل البيت هذا من عجائب التعبير في العربية نعم نقول فلان جبان الكلب. اي هو كريم كيف عرفنا هذا قال اذا كان جبان الكلب هذا يعني انه كثير الضيوف فهو لكثرة الطراق ما عاد ينبح صار يألفهم وصار يعدهم من اهل البيت وصار الكلب يعد ان هؤلاء الناس جاءوا للضيافة. فلا ينبحهم ولا ينبهوا اهل البيت نعم. فلان جبان الكلب. مهزول الفصيل. ايضا كناية عن كرمه. لكن كيف وهذا الفصيل الذي ما زال يرضع امه يعني ما زال يرضع ثديها طيب ما معنى انه مهزول الفصيل؟ انه ضعيف اذا لم يتغذى كما يجب. لم؟ لان لان صاحب الناقة اذا جاءه ضيوف فانه يهرع الى تلك الناقة فيجرها ويذبحها غير مبال بان هناك فصيلا ينبغي ان يربيه نعم ويتعهده حتى يكبر وهذا يكفر تجارته وخيره لا يأبه لذلك بل يذبح تلك الناقة نعم اذا قال هذه كنايتان عن صفة الكرم. ايضا فلان نظيف اليد يكنون بها عن صفة الامانة. وما نزال نستعمل هذا في العامية الى اليوم. فلانة بعيدة مهوى القرض نعم فلانة بعيدة ما هو القرط الذي يعلق عليه الذهب بعيدة ما هو القرض وهذا الذي يهوي هنا فاذا كانت بعيدة المهوى فهذا يعني انها طويلة الرقبة. وطول العنق صفة مستحسنة في المرأة فلانة بعيدة ما هو القرض كناية عن صفة وهي كما قلنا طول الرقبة او طول العنق لا يرفع الضيف عينا في منازلنا الا الى ضاحك منا ومبتسم لا يرفع الضيف عينا في منازلنا الا الى ضاحك منا ومبتسم نعم فهي كناية عن موصوف لانه ذكر الصفة وهي الضاحك كناية عنهم نهاية عنهم انفسهم كنى عنهم بهذه الصفة الضحك والمبتسم ايضا قال ابو تمام يرسي شهيدا تردى ثياب الموت حمرا فما اتى لها الليل الا وهي من سندس خضر هي كناية عن صفة وهي موته تردى ثياب الموت معنى لبس ثياب الموت يعني انه مات ثم قال فما اتى لها الليل الا وهي من سندس خضر. يعني الا وهي خضر من سندس ها هنا كناية كناية عن صفة دخوله الجنة فكنى بترديه ثياب الموت عن حمرا عن الموت. وكان بكون ثيابه ليلا فما اتى لها الليل الا وهي من سندس خضر كان بذلك عن دخوله الجنة تجول خلاخيل النساء ولا ارى لي رملة خلخالا يجول ولا قلبا القلب الذي يكون في المعصم والخلخال الذي يكون في الساق هذه كناية عن صفة وهي امتلاءه امتلاء جسدها يعني انها بدينة نعم وكانت العرب تحب هذه الصفة في المرأة صفة السمن. السمن غير المفرط نعم لكن اختلفت الاذواق وصار الناس اليوم يميلون الى ازواق غربية اوروبية. نعم فاذا كناية عن صفة كما قلنا وهي سمن المرأة قال ولو كانت سقيمة الجسم لتحرك الخلخال في ساقها. والقلب في معصمها. لو كانت سقيمة الجسم. انظروا كانوا يقولون سقيمة الجسم هي سقيمة الجسم نعم يعني يجعلون ذلك سقما في المرأة والاصل ان تكون سمينة نعم يقول احدهم ايضا مطبخ داوود في نظافته اشبه شيء بعرش بلقيس ثياب طباخه اذا اتسخت انقى بياضا من القراطيس واضح ان هذين البيتين في غاية السخرية نعم من ذلك الرجل الذي اسمه داوود واطبخه نظيف دائما معنى ذلك هذا يعني انه لا يطبخ لاحد لا لنفسه ولا لغيره فهو بخيل. كناية عن صفة البخل. نعم اخيرا قال الشاعر فلسنا على الاعقاب تدمى قلومنا اي جروحنا والكلوم جمع كلم نعم وهو الجرح او الجرح فلسنا على الاعقاب تدمى كلومنا ولكن على اقدامنا تقطر الدم جروحنا لا تدمع على الاعقاب وهذا يعني انهم يفرون من الحرب فيجرحون من خلف تجرح اعقابهم وهم ينهزمون ولكن على اقدامنا تقطر الدماء ولكن على اقدامنا تقطر الدماء نجرح من الامام فاذا جرح مثلا في يده او في وجهه فان حين هذا الدم سيتساقط على قدميه اما اذا جرح ظهره فانه سيتساقط على عقبيه جرح ظهر هذا يعني انه منهزم اه اما اذا جرح وجهه او يده فان الدم سيتساقط على على قدميه. هذا بيت فخم جدا نعم وهو كناية كناية عن صفة الجبن والفرار في الشطر الاول وكناية عن صفة الاقدام والشجاعة في الشطر الثاني. نعم اما عن بلاغة الكناية قال فالكناية تضع المعاني في صور المحسات فالمزاح نصوره برسول الشر تقول ما فعلتموه رسول الشر تريد بذلك المزاح والافراط في المزاح ليس من شيم الرجال قال والشيب بنذير الموت والبخل ببياض المطبخ وراحة الخدم والفقر بقلة الفيران. ولا يخفى ما في ذلك من متعة ودعابة. وايماء الى الحق حقيقة مصحوبة بدليلها. وفي طيها برهانها انظروا عندما تقول نذير الموت انت كنيت عن الشيب عن الشيب بهذه الصفة وهي برهان برهان ايما برهان هو نذير للموت فاحذر وانتبه نعم قال والبلاغة والكناية تشفي نفسك من خصمك نعم دون ان تجعل له اليك سبيلا فتعرض بافتراءه ونفاقه اذ تقول انا لا اكذب ولا انافق كناية عن كذبه وهذه كناية التعريض هذه يقال لها كناية التعريض. نعم ايضا طبعا وفي ذلك مندوحة عن الكذب تستغني عن التصريح بالقبيح وتكتفي ادبا بالتلويح كما في حديث عائشة ما رأيت منه ولا رأى مني رضي الله عنها وعلى سيدنا رسول الله الصلاة والسلام. ما رأيت منه ولا رأى مني نعم في هذا كناية وكما قال تعالى عن عيسى وامه ردا على من زعم انهما الهان كانا يأكلان الطعام فانظروا الى هذا التعبير اللطيف والقرآن الكريم يعلمنا ادب التعبير العربية تنمي الذوق تنمي العقل فانظر كانا يأكلان الطعام يعني من اكل مضطرا تخلى مضطرا فكيف يكونان الهتين حينئذ لا يمكن هذا اذا ومن اكل مضطرا تخلى مضطرا وهذا لا يكون الها ايضا تعبر عن المراد دون خوف لائمة كما قال حميد بن ثور وقد كان عن صاحبته بالسرحة نوع من الشجر حين سد عليه سبيل التصريح بها. سيدنا عمر رضي الله عنه كان شديدا على الشعراء يتبع الحق ويأبى الباطل والكذب والتشبيب بالنساء وقال سيدنا عمر ما امسكت رجلا شبب بامرأة اي تغنى بها وتغزل بها الا جعلته نكالا الا جلدته تصار الشعراء يخافون. وحميد بن ثور صحابي رضي الله عنه وشاعر مخضرم نعم عاش في الجاهلية مدة وفي الاسلام وتوفي بعد خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه فلما سد سبيل التصريح بالتشبيب عدل الشعراء الى الكنايات فهذا صاحبنا حميد بن ثور رضي الله عنه كان عن صاحبته بالسرحة. ولذلك يقول ابى الله الا ان سرحة مالك على كل افنان العضاه تروق فيا طيب رياها ويا برد ظلها اذا حان من شمس النهار وذوقوا ايضا الكناية تحصل المعنى من معنى اخر وهو مما يضاعف ابتهاج العقل بالكشف والتعرف بعد طول بحث وتشوق. كما ترى مثلا في قولهم فلان كثير الرماد فلان جبان الكلب تحصينك لهذه المعلومة بعد لئي وعناء يبهج العقل. لان العقل مما يبتهج اذا حصل الشيء بعد عناء وتعب هذا ما وقفنا عليه اليوم وبما وقفنا عليه اليوم نكتفي آآ بدراسة علم البيان نكون قد اوفينا الغاية على دراسة علم البيان نكون قد تكلمنا على على التشبيه والمجازي والكناية ولنا موعد قريب ان شاء الله تعالى لنفتتح الحديث عن علم البديع. فكونوا معنا على الموعد وتابعوا الدروس جيدا. ودققوا فيها. ونسأل الله لنا ولكم التوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته