بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي انزل القرآن بلسان عربي مبين والصلاة والسلام على سيدنا محمد افصح الناطقين بالضاد اجمعين وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين اما بعد فهذه فوائد منيفة ودقائق ونكات شريفة تتعلق باعراب القرآن وصرفه وبيانه ولطائفه اقدمها لكل معتني بكتاب الله سبحانه حفظا وفهما وتدبرا واسأل الله سبحانه وتعالى ان يكتب لي ولكم فيها الخير والنفع والسداد ومنهجي في هذه الفوائد والفرائض انني اعرض في كل مجلس صفحة واحدة من كلام الله سبحانه ونعلق بما تيسر على مشكل صرفها واعرابها ودقيق بيانها فلنبدأ معا بسورة الفاتحة مما يسأل عنه في هذه السورة المباركة معنى اللام في قوله تعالى الحمدلله واللام ها هنا للاستحقاق اي الحمد مستحق لله سبحانه كيف نعرف ان اللام للاستحقاق اذا وقعت بين معنى وذات الحمد اسم معنى مصدر الله سبحانه اسم ذات وقعت اللام بين معنى وذات فيقال لها لام الاستحقاق ومما يسأل عنه صيغة رب ما هي والجواب ان فيها قولين احسنهما ان رب مصدر ربه يربه ربا. اذا ربه يربه ربا اي ملكه او هي بمعنى التربية وهي تبليغ الشيء الى كماله شيئا فشيئا ستقول اذا كانت مصدرا فكيف تكون صفة للفظ الجلالة والصفة انما تكون من المشتقات والجواب ان المصدر ها هنا عبر به عن اسم الفاعل للمبالغة. كما يقال رجل عدل اي نقول هذا رجل عدل اي عادل اذا الحمد لله رب العالمين. رب ها هنا مصدر بمعنى اسم الفاعل للمبالغة مما يسأل عنه ايضا ما اعراب ما لك الجواب انها صفة رابعة للفظ الجلالة. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم اذا صفة ثانية وصفة ثالثة مالك صفة رابعة فيقول معترض ما لك اسم فاعل واضافته الى ما بعده اضافة لفظية لا تكسبه التعريف اي يبقى نكرة فكيف يجوز ان يكون صفة للمعرفة للفظ الجلالة؟ والجواب ان اضافة ما لك ها هنا الى ما بعده ليست اضافة لفظية بل اضافة معنوية تكسبه التعريف وذلك انه مراد به ها هنا الاستمرار الثبوتي. لا الحال او الاستقبال من شروط عمل اسم الفاعل وان تكون اضافته لفظية ان يكون بمعنى الحال او الاستقبال ما لك يوم الدين ها هنا مراد بها الاستمرار السبوتي في جميع الازمنة هذا شيء متحقق وكأنه جار في جميع الازمنة ولذلك اضافته معنوية وتكسبه التعريف فصح ان تكون مالك صفة للفظ الجلالة ويمكن ان يقال ايضا انها بمعنى الماضي. اي ان هذا كان وتقرر وثبت من الازل ما لك يوم الدين ويدل عليه قراءة ملك يوم الدين ملك يوم الدين ومما يذكر ها هنا ايضا ان اضافة ما لك الى يوم هي اضافة الى الظرف على سبيل الاتساع لادنى مناسبة والمعنى مالك مالك الامر يوم الدين في قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم استعارة تصريحية وذلك انه شبه الدين الحق بالصراط المستقيم في الايصال الى الغاية اهدنا الصراط المستقيم. اهدنا الدين الحق الذي هو كالصراط المستقيم الدين الحق مشبه الصراط المستقيم مشبه به حذف المشبه وبقي المشبه به الاستعارة تصريحية مما يسأل عنه ايضا اعراب غير اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غيري. ولنقدم اولا اعراب صراط اهدنا الصراط المستقيم صراط صراط الثانية بدل كل من كل من صراطا. اهدنا الصراط صراط الذين انعمت عليهم بدل مطابق او يقال له بدل كل منكن صراط الذين انعمت عليهم غيري غير صفة للاسم الموصول الذين تقول لي كيف تكون صفة وغير لفظ مغرق في الابهام. لا يتعرف يبقى نكرة كيف تكون غير صفة للاسم الموصول وهو من المعارف وهي مغرقة في الابهام؟ والجواب قولك صحيح غير مغرقة في الابهام ويستثنى من ذلك ان تقع بين معرفتين متضادتين فحينئذ تكون معرفة وتكون اضافتها مفيدة لها التعريف غير المغضوب. انظروا صراط الذين انعمت عليهم من يقابلهم ويضادهم؟ المغضوب عليهم والضالون فاذا غير وقعت بين صفتين متنافرتين متضادتين. ولذلك اضافتها حقيقية معنوية مفيدة لها التعريف. ولذلك ايصح ان تكون صفة للذين مما يسأل عنه الجار والمجرور في قوله المغضوب عليهم بما نعلقهما؟ والجواب انهما لا يتعلقان المغضوب اسمه مفعول واسم المفعول كالفعل المبني للمفعول يحتاج الى نائب فاعل نائب الفاعل هنا الجار والمجرور لماذا الجار والمجرور نائب فاعل لان فعله غضب لازم فاذا بني للمفعول فليس عندي مفعول به يقوم مقام الفاعل. وانما الذي يقوم مقام الفاعل الجار والمجرور. او المصدر بشروط كذلك او الظرف هنا الجار والمجرور في محل رفع نائب فاعل لاسم المفعول المغضوب ولا يعلقان اذا وقع شبه الجملة نائب فاعل او تابعا فانه لا يعلق من اللطائف المتعلقة بالاية ما ذكره الامام البقاعي تعليقا على قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم قال لما طلب اشرف طريق سأل احسن رفيق نسأل الله سبحانه وتعالى ان يكرمنا بالصحبة الصالحة التي تأخذ بايدينا اليه والحمد لله رب العالمين