بسم الله الرحمن الرحيم مما يسأل عنه قول الشاعر ان القلوب اذا تناثر ودها مثل الزجاجة كسرها لا يجبر اين خبر ان وهل اذا ها هنا شرطية واذا كانت شرطية فاين جوابها واذا كان الخبر متأخرا فهل نعد اذا وما دخلت عليه اعتراضا بين ان وخبرها؟ والجواب اما خبر ان فهو قوله مثل ان القلوب مثل الزجاجة وجملة كسرها لا يجبر الاسمية الكبرى ذات الوجهين خبر ثان لان مراد به التوكيد لانه بمعنى الاول ان القلوب مثل الزجاجة ثم قال كسرها لا يجبر ولنا ان نعدها بدلا من مثله. مثل الزجاجة مثل خبر ان وكسرها لا يجبر بدل من مثله للبيان والتوكيد للبيان والتوكيد اما اذا فهي ليست اصلا في الشرط هي دخيلة على الشرط والاصل فيها الظرفية ولذلك اذا لم يكن بعدها الجواب فانها تتمحض للظرفية فاذا ها هنا ظرف وليست شرطية واذا هنا ظرف تنازعه شيئان عاملان مثل لانه بمعنى اسم الفاعل مماثل ولا يجبر والمعنى ان القلوب مماثلة للزجاجة كسرها لا يجبر اذا تنافر ودها ان القلوب مماثلة للزجاجة اذا تنافر. تماثل حين التنافر كسرها لا يجبر حين التنافر فاذا اذا تنازعها عاملان اما ان نعلقها بمثل واما ان نعلقها بلا يجبر. والتعلق يكون بالاقرب على مذهب البصريين بما ان اصل الكلام ان القلوب مثل الزجاجة كسرها لا يجبر اذا تناثر ودها فتعلق بالفعل لا يجبر. بالفعل يجبر منفيا نعم هل نعد اذا مع ما بعدها اعتراضا؟ لا. اذا ظرف والظرف يكون غير حيث لا يكون غيره. يتسمح فيه ما لا تسمحوا في غيره. ولذلك اذا هنا كما قلنا ظرف متعلق بلا يجبر. غاية ما في الامر ان الظرف تقدم على عامله. ولذلك لا نعد ها هنا اعتراضا. ما عندنا اعتراض ها هنا. اما جملة تنافر ودها فهي في محل جر مضاف طاف اليه والجملة الواقعة مضافا اليه تنحل بمفرد ولذلك حين تنافر هذا هو المعنى حين تنافر ودها مثل الزجاجة كسرها لا يجبر ولا يجوز ان نقول ان ها هنا عندنا اعتراضا. لان الجملة الاعتراضية لا تنحل بمفرد. وانت ترى معي ها هنا ان جملة سافر ودها في محل جر مضاف اليه. ولا حاجة الى ان نقدر جوابا لذا ونجعلها شرطية اي ان القلوب اذا تنافر ودها لا تصلح مثل الزجاجة كسرها لا يجبر. لا حاجة الى هذا فان اصررت فان اصررت على جعلها شرطية وجعل جوابها محذوفا فنعم الجملة الشرطية ها هنا من اذا وفعل الشرط وجواب الشرط المحذوف معترضة بين ان وخبرها غير ان هذا الوجه غير ظاهر. والله سبحانه وتعالى اعلم والحمد لله رب العالمين