بسم الله الرحمن الرحيم. المجلس السابع في قراءة كتاب انباه الرواة على انباه النحاة متابعوا ترجمة ابي العلاء المعري رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله ورأيت في اوراق منقولة عن المعريين انه ما تسامحه الله في يوم الجمعة بليلتين خلتا من شهر ربيع الاول من سنة تسع واربعين واربعمئة كتب الي ابو الضياء شهاب بن محمد بن منصور المروزي الشيباني رحمه الله من خراسان اخبرنا عبد الكريم بن محمد بن منصور المروزي رحمه الله في كتابه بقراءة ابي النصر الفامي عليه ونحن نسمع انشدنا احمد ابن المبارك ابن عبدالعزيز الارجي من لفظه املاء انشدني ابو زكريا يحيى ابن علي الخطيب الشيباني انشدني ابو العلاء احمد بن عبدالله بن سليمان المعري لنفسه بمعرة النعمان من بمرة النعمان من شعره منك الصدود ومني بالصدود رضا من ذا علي بهذا في هواك قضاء لي منك ما لو غدا بالشمس ما طلعت من الكآبة او بالبرق ما ومضى جربت دهري واهليه فما تركت لي التجارب في ود امرئ غرضا فقد غرضت من الدنيا فهل زمني معطي حياتي لغر بعدما غرض اذا الفتى ذم عيشا في شبيبته فما يقول اذا عصر الشباب مضى وقد تعودت عن كل بمشبهه فما وجدت لايام الصباع وضى انبأنا الشيباني قال اخبرنا المروزي انشدني ابو عثمان المبارك ابن احمد ابن احمد ابن عبد العزيز الانصاري املاء من حفظه انشدنا ابو زكريا يحيى ابن عليين الشيباني التبريزي انشدنا ابو العلاء احمد بن عبدالله بن سليمان المعري لنفسه وصفراء لون التبن مثلي جليدة على نوب الايام والعيشة الضنك تريكا ابتساما دائما وتجلدا وصبرا على ما نابها وهي في الهلك ولو نطقت يوما لقالت اظنكم تخالون اني من حذاري الردى ابكي الا تحسبوا دمعي لوجد وجدته فقد تدمع الاحداث من كثرة الضحك شاهدت على نسخة من كتاب اصلاح المنطق يقرب ان يكون بخط المعريين ان الخطيب ابا زكريا يحيى بن علي بن ميل خطيب يحيى بن علي بن الخطيب التبريزية قرأه على ابي العلاء وطالبه بسنده متصلا فقال له ان اردت الدراية فخذ عني ولا تتعداها وان قصدت الرواية فعليك بما عند غيري وهذا القول من ابي العلاء يشعر انه قد وجد من نفسه قوة على تصحيح اللغة كما وجدها ابن السكيت مصنف الاصلاح ربما احس من نفسه اوفر من ذلك لأن لأن ابن السكين لم يصادف اللغة منقحة مؤلفة. قد تداولها العلماء قبله وصنفوا فيها واكثروا كما وجدها ابو العلاء في زمانه قد روى ابو العلاء ولم يكن مكثرا. وذلك انني شاهدت بخط ابن كهبار الفارسي صاحب الخطيب ابي زكريا التبريزي والاخذ عنه وكان ذكيا فاضلا محققا لما ينقله حاكيا عن صاحبه حاكيا عن صاحبه في تصنيفه لتهذيب غريب الحديث لابي عبيد قال الخطيب التبريزي وكنت قرأت هذا الكتاب سنة خمس واربعين واربعمائة على ابي العلاء احمد بن عبدالله بن سليمان التنوخي المعري قال قرأ علينا سنة خمس وثمانين وثلاثمائة كتاب غريب الحديث القاضي ابو عمرو عثمان بن عبدالله الكرجي وذكر انه سمعه من ابي عمير عدي ابن عبد الباقي وسمعه ابو عمير من علي ابن عبد العزيز صاحب ابي عبيد كنت في سن الصبا وذلك في حدود سنة خمس وثمانين وخمسمائة اقدح في اعتقاد ابي العلاء لما اراه من ظواهر شعره وما ينشد له في محافل الطلب فرأيت ليلة في النوم كأنني قد حصلت كأنني قد حصلت في مسجد كبير في شرقيه صفة كبيرة وفي الصفة تل الحصر مفروش من غير نسج. وعليه رجل مكفوف سمين متوسط البياض ورأسه مائل الى جهة كتفه الايسر هو مستقبل القبلة في جلسته والى جانبه طفل وكأنني فهمت انه قائده. وكأنني واقف اسفل الصفة ومعي ناس قليل. ونحن ننظر اليه وهو يتكلم انا من لم افهم منه شيئا ثم قال في اثناء كلامه مخاطبا لي ما الذي يحملك على الوقيعة في ديني وما يدريك لعل الله غفر لي؟ فخجلت من قوله وسألت عنه من الى جانبي فقال لي احدهم هذا ابو العلاء المعري فابتسمت متعجبا للرؤيا استغفرت الله لي وله. ولم اعد الى الكلام في حقه الا بخير ومرت على ذلك سنين فلما كان في سنة خمس وستمائة ارسلني من كنت في صحبته بحلب الى القوم المقيمين في جبل بهراء في حصونهم لاصلاح ما بينهم وبين امير من امراء الدولة. يعرف باحمد ابن علي ابن احمد وكان قد خشي عاديتهم فلما عدت اجتزت بالمعرة فدخلت للصلاة في جامعها وعندما شاهدته رأيته قريبا مما رأيته في المنام فازكرني من ذلك ما انسيته على طول المدة ونذرت فاذا الصفة الى جانبه الشرقي. وهي قريب مما رأيته. واذا فيها رجل عليه هيئة الرهبان. وبيده قش يفتله فقصدته وسألته عما يفعله فقال ان هذا الجامع اذا احتاج الى حصن حصل له النواب هذا البردي وعلى رهبان الدير الذين انا منهم عمل ذلك. وقد التوبة النوبة اليه. فحضرت لذلك. عجبت من امر الرقية بقربها مما رأيته من الصحة بعد حين وسألته عن قبر ابي العلاء فقال لا اعرفه ولم اعلم حال المقبرة ومن بها وبينما انا معه في الحديث اذ حضر رجل من اهل المعرة يعرف بساطع كنت اعرفه بحلب قبل ذاك فسألته عن قبر ابي العلاء فقصدت اليه اذا هو في ساحة من دور اهله وعلى الساحة باب فدخلنا اليه. فاذا القبر لا احتفال لاهله به ورأيت على القبر خبازة قد طلعت وجفت. والموضع على غاية ما يكون من الشعف والاهمال فزرته وقرأت عنده وترحمت عليه. واعتذرت اليه مما تقدم رحمه الله وذكر انه قرأ بحضرته يوما ان الوليد لما تقدم بعمارة جامع دمشق امر المتولين بعمارته الا يصنعوا حائطا الا على جبل. فامتثلوا وتعسر عليهم وجود جبل لحائط جهة جيرون واطالوا الحفر امتثالا لمرسومه فوجدوا رأس حائط مكين العمل كثير الاحجار يدخل في عملهم فاعلم الوليد امره وقالوا نجعل رأسه اسا فقال اتركوه واحفروا قدامه. لتنظروا اسه وضع على حجر ام لا ففعلوا ذلك فوجدوا في الحائط بابا عليه حجر مكتوب بقلم مجهول فزالوا عنه التراب بالغسل ونزلوا في حفره لونا من الاصباغ تتميزت حروفه وطلبوا من يقرؤها فلم يجدوا ذلك وتطلب الوليد المترجمين من الافاق حتى حضر منهم رجل يعرف بقلم اليونانية الاولى المسمى لي طين اقرأ الكتابة الموجودة فكانت باسم الموجب الاول استعين. لما ان كان العالم محدثا لاتصال امارات الحدوث به وجب ان يكون لهم محدث لا كهؤلاء كما قال ذو السنين وذو اللحيين واشياعهما. ووجبت عبادة خالق المخلوقات حينئذ امر بعمارة هذا الهيكل من صلب ماله محب الخيل على مضي ثلاثة الاف وسبعمائة عام لاهل الاسطوان فان رأى الداخل اليه ذكر بانيه عند باريه بخير فعل والسلام فاطرق ابو العلاء عند سماع ذلك فاخذ الجماعة بالتعجب من امر هذا الهيكل وامر الاسطوانة المؤرخ به في اي زمان كان فلما فرغوا من ذلك رفع ابو العلاء رأسه وانشد في صورة متعجب سيسأل قوم ما الحجيج ومكة كما قال قوم ما جليس وما قسم وامر بسطر الحكاية فسترت على ظهر جزء من استغفر واستغفري بخط ابن ابي هاشم كاتبه واكثر من نقل الكتاب نقل الحكاية على مثل ما على الجزء الذي هي مصر عليه وذكره الباخرزي في كتابه وسجع له فقال ابو العلاء احمد بن عبدالله بن سليمان المعري التانوخي ضرير ما له في الادب ضريب ومكفوف في قميص الفضل ملفوف ومحجوب خصمه الالد محجوج قد طال في ظلال الاسلام اناؤه ولكن ربما رشح بالالحاد اناؤه عندنا خبر بصره والله العالم ببصيرته والمطلع على سريرته. وانما تحدثت الالسن باساءاته كتابه الذي زعم وعارض به القرآن وعنونه بالفصول والغايات ومحاذاة السور والايات. واظهر من نفسه تلك الجناية وجذ تلك كما يجز البعير الصليان قال فيه القاضي ابو جعفر محمد بن اسحاق البحاثي الزوزني قصيدة اولها كلب عوى بمعرة النعمان لما خلا عن ربقة الايمان ام عرة النعمان ما انجبت اذ اخرجت منك معرة العميان اما انا ابو طاهر السلفي الاصبهاني في اجازته العامة سمعت ابا الحسن علي ابن بركات ابن منصور التاجر الرحبي بالذنابة من مضافات دمشق يقول سمعت ابي ابا عمران يقول عرض على ابي العلاء التنوخي الكفيف كف من اللوبيا فاخذ منها واحدة ولمسها بيده. فقال ما ادري ما هي الا اني اشبهها بالكلية تتعجب من فطنته واصابة حدثه قال محمد بن طاهر المقدسي سمعت الرئيس احمد بن عبوس احمد بن عبدو سلوى. الوفراوندي احمد بن عبوس الوفروندية بها يقول سألت شيخ الاسلام ابا الحسن علي ابن احمد ابن يوسف ابن يوسف الهكاري عن ابي العلاء ابن سليمان صاروخه المعري وكان رآه فقال رجل من المسلمين ولما وصلت الى هذا الموضع من خبره وسقت ما سقته من اثره قال لي بعض من نظر لو سقت شيئا مما نسب اليه من اقواله التي كفر بها لكنت قد اتيت باحواله كاملة. فان النفس اذا مر بها من الاقوال ما مر. اشتهت ان تقف على فحواه. فاجبته الى ملتمسه وذكرت فساقه ما ساقه غرس النعمة محمد بن الرئيس هلال بن الرئيس هلال بن المحسن بن ابراهيم في كتابه فانه قال وفي يوم الجمعة الثالث عشر من شهر ربيع الاول. يعني من سنة تسع واربعين واربعمائة. توفي بمعرة النعمان من الشام ابو احمد بن عبدالله بن سليمان الرقي اتلوخي معري الشاعر الاديب الضرير. وكان له شعر كثير وفيه ادب غزير. ويرمى بالالحاد. واشعاره دالة على ما نزل به لذلك ولم يأكوا ولم يكوا يأكلوا لحم الحيوان ولا البيض ولا اللبن ويقتصر على ما تنبت الارض ويحرم ايلام الحيوان ويظهر الصوم زمانه جميعا ومولده في يوم الجمعة لثلاث بقين من شهر ربيع الاول سنة سنة ثلاث وستين وثلاثمائة ونحن نذكر طرفا مما بلغنا من شعره ليعلم صحة ما يحكى عنه من الحاده. فمن ذلك طرف الزمان مفرق الالفين. فاحكم الهي بين ذاك وبيني. انهيت عن انهيت عن قتل النفوس تعمدا. وبعثت انت لقبضها ملكين زعمت ان لها معادا ثانية ما كان اغناها عن الحالين ومنه يد بخمس يد بخمس مئة من عسجد فديت ما بالها قطعت في ربع دينار تناقض معنا الا السكوت له وان نعوذ بمولانا من النار ومنهم قران المشتري زحلا يرجى لايقاظ النواظر من كراهة. وهيهات البرية في ضلال وقد فطن اللبيب لما اعتراها تقضى الناس جيلا بعد جيل وخلفت النجوم كما تراها قدم صاحب التوراة موسى واوقع بالخسار من اقتراها. وقال رجاله وحي اتاه. وقال الاخرون بل اشتراها الى احجار بيت كؤوس الخمر تشرب في ذراها. اذا رجع الحكيم الى حجاه. تهاون بالمذاهب وازدراها ومنه عقول تستخف بها سطور ولا يدري الفتى لمن الثبور. كتاب محمد وكتاب موسى وانجيل ابن وانجيل ابن مريم والزبور ومنهم اذا كان لا يحظى برزقك عاقل وترزق مجنونا وترزق احمقا فلا ذنب يا رب السماء على امرئ يرى منك ما لا يشتهي فتسمى ومنه ضحكنا وكان الضحك منا سفاهة وحق لسكان البسيطة ان يبكوا تحطمنا الايام حتى كاننا زجاج ولكن لا يعاد لنا سبك ومنه قبر المقابر في القبور ومن لهم بمبشر يأتي بصدق المحشر هيهات يرجى ميت في قبره لو صح ذاك لكان عين المتجر خسرت تجارتهم فهل من ميت يرجو التجارة من من ضريح المحفر ومنه في كل امرك تقليد تدين به حتى مقالك ربي واحد احد. وقد امرنا بفكر في بدائعه. فان تفكر فيه معشر ومنهم لولا التنافس في الدنيا لما وضعت كتب التناظر لا المغني ولا العمد لولا التنافس في الدنيا لما وضعت كتب التناظر لا المغني ولا العمل او العمد لا ادري ومنهم استغفر الله في امني واوجالي من غفلتي وتوالي سوء افعالى. قالوا هرمت ولم تطرق تهامة في مشاة ولا ركبان اجمالي قلت اني ضرير والذين لهم رأي رأوا غير فرض حج امثالي ما حج جدي ولم يحجج ابي واخي ولا ابن عمي ولم يعرف من الخال وحج عنه قضاء بعدما ارتحلوا قوم سيقضون عني بعد ترحالي. بعد ترحالي ان يفوزوا بغفران افز معهم. او لا فاني بنار مثلهم صال ولا اروم نعيما لا يكون لهم فيه نصيب وهم رهطي واشكال قال اسر ازا حمت محاسبتي او يقتضي او يقتضي الحكم تعنناتي وتسألي من لي برضوانه ادعوه ادعو ارخمه من لي برضوانه من لي برضوان ادعوه ارخمه ولا انادي مع الكفار يا مالي يقول في اخرها ساعبد الله لا ارجو مثوبته لكن تعبد اعظام واجلال ومنه هفت الحنيفة والنصارى ما اهتدت واليهود حارت والمجوس مضللة. اثنان اهل الارض ذو عقل بلا دين واخر دين لا عقل له ومنه كأن منجم الاقوام اعمى لديه الصحف يقرأها بلمس. لقد طال العناء فكم نعاني سطورا عاد كاتبها بطمس اتى عيسى فعطل دين موسى وجاء محمد وجاء محمد بصلاة خمس. وقيل يجيء دين بعد هذا واودى الناس بين غد وامس من لي ان يعود الدين غضا فينقع من تمسك بعد خمس ومهما كان من دنياك امر فما يخليك من قمر وشمس ضحاها الله دارا لا تدارى بمثل المين في لجج وقمص واولها باخرها شبيه ونصبح في عجائبها ونمسي قدوم اصاغر ورحيل ورحيل شيب وهجرة منزل وحلول رمس اذا قلت المحال رفعت صوتي وان قلت اليقين اطلت همسي ومنهم ما بال ذا الحيوان يؤكل لحمه ويقد جلدته ويهشم عظمه. ان كان ذا اكل فاكلك اكله او كان ذا شرب فشربك شربه قل للمريقين جيعه من نحره ما شأنه؟ ما ذنبه؟ ما جرمه؟ الله يقتص الجرائم كلها ويعيدها في نحر من ذا دأبه ومنه قلتم لنا خالق قديم صدقتموه هكذا نقول زعمتموه بلا زمان ولا مكان الا فقولوا هذا كلام له خبيئ معناه ليست لكم عقول ومنه دين وكفر وانباء تقال وفرقان ينص وتوراة وانجيل في كل جيل اباطيل يدان بها. فهل تفرد يوما بالهدى جيل ومنه شهدت بان الكلب ليس بنابح يقينا وان الليث في الغاب ما زأر. وان قريشا ليس منها خليفة وان ابا بكر شكى الحيف من عمر ان عليا لم يصلي بصحبه وما هو والله العظيم من البشر ومنه وقد قيل ان هذا من الالغاز الحمد لله قد اصبحت في لجج مكابدا من هموم الدهر قاموسا. قالت معاشر لم يبعث الهكم الى البرية لا عيسى ولا موسى. وانما جعلوا الرحمن مأكلة وسيروا دينهم للملك ناموسا. ولو قدرت لعاقبت الذين طغوا حتى يعود حليف الغي مغموسا ومنه فلا تحسب مقال الرسل حقا ولكن قول زور سطروه وكان الناس في عيش رغيد فجاءوا بالمحال فكدروه ومنه والنفس ارضية في رأي طائفة وعند قوم ترقى في السماوات تمضي على هيئة الشخص الذي سكنت فيه الى دار نعم او شقاء قواتي وكونها في ضريح الجسم احوجها الى ملابس عنتها واقواتي وانما حمل التوراة قارئها كسب الفوائد لا حب التلاوات ان الشرائع القت بيننا احنا واورثتنا افانينا العداوات وهل ابيحت نساء الروم عن عروض للعرب الا باحكام النبوات ومنه لعمري لقد طال هذا السفر علي واصبحت علي واصبحت احد النفر اخرج من تحت هذه السماء فكيف الاباق واين المفر؟ محى الله قوما اذا جئتهم بصدق الاحاديث قالوا كفر. وان وان غفرت وان غفرت موبقات الذنوب فكل مصائبهم تغتفر هنيئا لجسمي اذا ما استقر وصار لعنصره في العثر وله كتاب سماه الفصول والغايات. عرض به السور والآيات لم يقع الينا منه شيء فنورده وحدثني الوزير فخر الدولة ابو نصر ابو نصر ابن قال حدثني المنازل المنازي الشاعر قال اجتمعت بابي العلاء المعري بمعرة النعمان. فقلت له ما هذا الذي يروى عنك ويحكى فقال حسدني قوما فكذبوا علي واساءوا الي فقلت له على ماذا حسدوك وقد تركت لهم الدنيا والاخرة فقال والاخرة ايها الشيخ قلت اي والله ثم قلت له لم تمتنع من اكل اللحم؟ ولم تلوم من يأكله؟ فقال رحمة للحيوان قلت لا ولا عمري بل تقول انه من شره الناس انهم يجدون ما يأكلون ويتجزون به عن اللحمان ويتعوضون فماذا اقول في السباع والجوارح التي خلقت لا غذاء لها غير اللحوم من الناس والبهائم والطير ودمائها وعظامها ولا طعام تعتاد به عنها ولا تتجزأ به حتى لم يخلص من ذاك حشرته الارض فان كان الخالق لها الذي نقوله نحن فما انت بارأف منه بخلقه. ولا احكم منه في تدبيره. وان كانت الطبائع المحدثة وان كانت الطبائع المحدثة لذلك على مذهبك فما انت باحذق منها ولا اتقن صنعة ولا احكم عملا حتى تعطلها ويكون رأيك وعملك وعقلك اوفى منها وارجح وانت من ايجادها غير محسوس عندها فامسى قال غرس النعمة واذكر عند ورود الخبر بموته وقد تذاكرنا امره. واظهاره الالحاد وكفره ومعنا غلام يعرف بابي غالب بن نبهان. من اهل الخير والسلامة والفقه والديانة. فلما كان من غد يومنا حكى لنا وقد مضى ذلك الحديث بسمعه فقال اريد البارحة في منامي رجلا شيخا ضريرا. وعلى عاتقه افعيان متدليتان الى فخذيه. وكل منهما يرفع او فمه الى وجهه فيقطع منه لحما يزدرده وهو يصيح ويستغيث فقلت من هذا وقد افزعني ما رأيت منه وروعني ما شاهدته عليه. فقيل لي هذا المعري الملحد. فعجبنا من ذلك واستطرفناه بعقب فيما تفاوضنا هم من امره وتجاريناه قرأت بخط المفضل بن مواهب بن ابن مواهب بن اسد بن اسد الفارزي الفارزية الحلبي المسمى بشاعر ال محمد حدثني الشيخ ابو عبد الله الاصبهاني قال لما حضرت الشيخ ابا العلاء احمد بن عبدالله بن سليمان التنوخي لما حضرت الشيخ ابا العلاء احمد بن عبدالله بن سليمان التنوخي الوفاة اتاه القاضي الاجل ابو محمد عبدالله التلوخي بقدح شراب وامتنع من شرابه فحلف القاضي ايمانا مؤكدة لا بد من ان يشرب ذلك القدح وكان وكان سكنجبينا فقال ابو العلاء مجيبا له عن يمينه عبد الله خير من حياتي. وطول ذمائها موت مريح تعللني لتسقيني فذرني لعلي استريح وتستريح وكان مرضه ثلاثة ايام ومات في اليوم الرابع. ولم يكن عنده غير بني عمه. فقال لهم في اليوم الثالث اكتبوا تتناول الدوي والاقلام فاملى عليهم غير الصواب فقال القاضي ابو محمد احسن الله عزاءكم في الشيخ فانه ميت فمات في غداة غده وانما اخذ القاضي هذه المعرفة من ابن بطلان. لان ابن بطلان كان لان ابن بطلان كان يدخل على ابي العلاء لان ابن بطلان كان يدخل على ابي العلاء ويعرف ذكاءه وفضله فقيل له قبل موته بايام قلائل انه املى شيئا فغلط فيه فقال فقال ابن بطلان مات ابو العلاء فقيل وكيف عرفت ذلك؟ فقال هذا رجل فطن ذكي. ولم تجر عادته بان يستمر عليه سهو او غلط فلما اخبرتموني بانه غلط علمت ان عقله قد نقص وفكره قد انفسد والاته قد اضطربت حكمت عليه عند ذلك بالموت. والله اعلم ومن شعره ايام مرضه في القاضي ابي محمد عبدالله التانوخي وقاض لا يزال الليل عندي وطول نهاره بين الخصوم يكون ابر بي من فرخ نسر بوالده والطف من رحيمي سأنشر شكره في يوم حشر اجل وعلى الصراط المستقيم هذه اخر اخبار ابي العلاء بن سليمان