بسم الله الرحمن الرحيم المجلس التاسع في قراءة كتاب انباه الرواة على انباه النحاة احمد بن علي حمويه النيسابوري ذكره ابن البيع الحافظ في تاريخه وسماه النحوي فقال عنه سمع ابا معاذ الفضل ابن خالد النحوي وحفصة ابن عبد الله السلمي وروى عنه محمد بن عبد الوهاب العبدي وابراهيم ابن عيسى الزهلي احمد بن عمر بن بكير النحوي نحوي مذكور متصدر لاقراء العلم. عاصر ابا عبيدة معمر ابن المثنى التيمي والاصمعي ونصر ابن علي الجهضمي ووطأ بسط الامراء والكبراء والوزراء. روى عنه ابو العباس احمد ابن يحيى ثعلب وطبقته قال ابو العباس احمد ابن يحيى اخبرني احمد ابن عمر ابن بكير النحوي قال لما قدم الحسن ابن سهل العراق قال احب ان اجمع قوما من اهل الادب فيخبرون بحضرتي في ذلك فحضر معمر ابن المثنى التيمي ابو عبيدة والاصمعي ونصر ابن علي الجهضمي وحضرت معه فابتدأ الحسن ينظر في رقاع كانت بين يديه للناس في حاجاتهم. ووقع عليها فكانت خمسين رقعة ثم امر فدفعت الى الخازن ثم اقبل علينا فقال قد فعلنا خيرا ونظرنا في بعض ما نرجو نفعه من امور الناس والرعية فنأخذ الان فيما نحتاج اليه فافضينا في ذكر الحفاظ فذكرنا الزهرية وقتادة ومررنا فالتفت ابو عبيدة فقال ما الغرض ايها الامير في ذكر ما مضى وانما نعتمد في قولنا على حكاية عن قوم ونترك ما نحضره ها هنا من يقول انهما قرأ كتابا قط فاحتاج ان يعود فيه ولا دخل قلبه شيء فخرج عنه التفت الاصمعي وقال انما يريدني بهذا القول ايها الامير والامر في ذلك على ما حكى. وانا اقرب عليه قد نظر الامير فيما نظر من الرقاع وانا اعيد ما فيها وما وقع به الامير على رقعة رقعة. على توالي الرقاع قال فامر فاحضر الخازن الرقاع. واذا الخازن قد شكها على توالي نظر الحسن فقال الاصمعي سأل صاحب الرقعة الاولى كذا واسمه كذا ووقع له بكذا وسردهم على التوالي حتى مر على نيف واربعين رقعة فالتفت اليه نصر بن علي فقال يا ايها الرجل ابق على نفسك من العين فكف الاصمعي احمد ابن عمار ابن ابي العباس المهدوي المغربي النحوي اللغوي المفسر اصله من المهدية من بلاد افريقيا رواه عن الشيخ الصالح ابي الحسن القابسي ودخل الاندلس في حدود الثلاثين والاربعمائة وكان عالما بالادب والقراءات متقدما فيها والف كتبا كثيرة النفع مثل كتاب التفصيل. وهو كتابه الكبير في التفسير ولما اظهر هذا الكتاب في الاندلس قيل لمتولي الجنة التي نزل بها من الاندلس ليس الكتاب له واذا اردت علم ذلك فخذ الكتاب اليك واطلب منه تأليف غيره ففعل ذلك وطلب غيره فالف له التحصيل وهو كالمختصر منه وان تغير الترتيب بعض تغير والكتابان مشهوران في الافاق سائران على ايدي الرفاق وله كتاب تعليل القراءات السبع. وهو كتاب جميل ذاكرت به بعض ادباء عصرنا فقال هو عندي انفع من الحجة لابي علي الفارسي فقلت لها هو صغير الحجم فقال الا انه كثير الفوائد حسن الاختصار يصلح للمبتدي والمنتهي وان الواقف على كتاب الحجة اذا نظر الى ابي علي على مألك وما تصرف به القول فيها صد عن النظر في شيء بعده احمد بن فارس احمد بن فارس بن زكريا ابو الحسين المقيم بهمذان من اعيان اهل العلم وافراد الدهر وهو بالجبل كبل لنكة كب العراق يجمع اتقان العلماء وظرف الكتاب والشعراء وله كتب بديعة ورسائل مفيدة واشعار جيدة. وتلامذة كثيرة انهم بديع الزمان الهمزاني. وكان شديد التعصب لال العميد. وكان الصاحب ابن عباد يكرهه لاجل ذلك ولما صنفني الصاحب كتاب الحجر وسيره اليه في وزارته قال له رد الحجر من حيث جاء وامر له بجائزة ليست ثنية ولابن فارس شعر جميل ونثر نبيل فمن شعره تقاهم ذانا الغيث لست بقائل سوى ذا وفي الاحشاء نار تضرموا وما لي لا اصفي الدعاء لبلدة افدت بها نسيان ما كنت اعلم نسيت الذي احسنته غير انني مدين وما في جوف بيتي درهم وله ايضا فقالوا كيف حالك؟ قلت خير تقضى حاجة وتفوت حاج. ولنا ان نرويها تقضى حاجة وتفوت حاج اذا ازدحمت هموم الصدر قلنا عسى يوما يكون لها انفراج نديمي هرتي وانيس نفسي دفاتر لي ومعشوقي السراج وله ايضا وصاحب اللي اتاني يستشير وقد اراد في جنبات الارض مضطربا. قلت اطلب اي شيء شئت وسع وارد منه الموارد العلم والادب وذكره ابو الحسن الباخرزي وسجع له فقال ابو الحسين ابن فارس اذا ذكرت اللغة فهو صاحب مجملها لا بل صاحبها المجمل لها عندي ان تصنيفه ذلك من احسن ما صنف في معناها. وان مصنفها الى اقصى غاية من الاحسان ثناها ورأيت ترجمة لاحمد بن فارس في بعض التصانيف المتأخرين. وقد لقفها من اماكن متعددة. فنقلتها على صورتها وهي احمد بن فارس بن زكريا بن محمد بن حبيب ابو الحسين الرازي فقيل القزويني الزهراوي واختلفوا في وطنه فقيل كان من قزوين ولا يصح ذلك وانما قالوه لانه كان يتكلم بكلام القزاونة قيل كان من رستاق الزهراء من القرية المدعوة كرسف كان واسع الادب متبحرا في اللغة العربية فقيها شافعيا وكان يناضل في الفقه وكان ينصر مذهب ما لك ابن انس وطريقته في النحو طريقة الكوفيين اذا وجد فقيها او متكلما او نحويا كان يأمر اصحابه بسؤالهم اياه ويناظره في مسائل من جنس العلم الذي يتعاطاه فان وجده بارعا جدلا جره في المجادلة الى اللغة فيغلبه بها وكان يحث الفقهاء دائما على معرفة اللغة ويلقي عليهم مسائل ذكرها في كتاب سماه سماه كتاب فتيا فقيه العرب ويخجلهم بذلك ليكون خجلهم داعيا الى حفظ اللغة. ويقول من قصر علمه عن اللغة وغلط غلط قال ابو عبدالله الحميدي سمعت ابا القاسم سعد ابن علي ابن محمد الزنجني يقول كان ابو الحسين احمد بن فارس الرازي من ائمة من ائمة اهل اللغة في وقته محتجا به في جميع الجهات غير منازع انجبا في التعليم. ومن تلاميذه بديع الزمان الهمزاني وغيره. واصله من همذان رحل الى قزوين الى ابي الحسن ابراهيم ابن علي ابن ابراهيم ابن سلمة ابن فخر الامام الفقيه الجليل الاوحد في العلوم فاقام هنالك مدة ورحل الى زنزانة الى ابي بكر احمد ابن الحسن ابن الخطيب راوية ثعلب ورحل الى ميانج ومن شيوخه احمد ابن طاهر ابن المنجم ابو عبد الله وكان ابو الحسين ابن فارس يقول عن ابي عبدالله هذا انه ما رأى مثله ولا رأى هو مثل نفسه واستوطن ابو الحسين الري باخرة وكان سبب ذلك انه حمل اليها من همذان. ليقرأ عليه مجد الدولة ابو طالب ابن فخر الدولة كرهها واكتسب مالا وبلغ ذلك بتعليمه من النجابة مبلغا مشهورا وكان ابن فارس كريم النفس جواد اليد لا يكاد يرد سائلا حتى يهب ثيابه وفرش بيته ومن رؤساء اهل السنة المجودين على مذهب اهل الحديث وتوفي بالري في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة ودفن مقابل مشهد القاضي علي بن عبدالعزيز الجورجاني رحمهما الله تعالى انشد ابو الفتح سليم ابن ايوب ابن ايوب الفقيه الرازي بصورة قال انشدني ابو الحسين ابن فارس لنفسه اذا كنت تأزى بحر المصيف ويبسي الخريف وبرد الشتاء ويلهيك حسن حسن زمان الربيع فاخذك للعلم قل لي متى ولهم مقطعات متعددة من الشعر. توجد في كتب من صنف اخبار الشعراء