بسم الله الرحمن الرحيم المجلس السادس عشر في قراءة كتاب انباء الرواة على انباه النحاة ابراهيم ابن اسماعيل الطرابلسي اللغوي المغربي الافريقي المعروف بابن الاجدابي من اهل اللغة وممن تصدر في بلده واشتهر بالعلم واجدابية قرية من قرى افريقية ينسب سلفه اليها وكانت له يد جيدة في اللغة وتحقيقها وافادتها هو متأخر وصنف في اللغة مقدمة لطيفة سماها كفاية المتحفظ يشتغل بها الناس في الغرب ومصر ابراهيم بن احمد بن محمد ابو اسحاق الطبري النحوي يعرف بتيزون كان من اهل الفضل والادب وسكن بغداد وصحب ابا عمر الزاهد صاحب ثعلب واخذ عنه عن غيره علما كثيرا. وذكر ابو القاسم ابن الثلاج انه حدثه عن ابراهيم بن عبدالوهاب ابن عبدالوهاب الابزاري الطبري صاحب ابي حاتم السجستاني كان يكتب خطا حسنا صحيحا ينافس في تحصيله الرغبة في الادب نقلت من خط ابن الرزاز البغدادي في الوفيات التي جمعها وفيها يعني سنة خمس وخمسين وثلاثمائة توفي ابو اسحاق الطبري النحوي يعرف بتيزون وذلك في جمادى الاولى ابراهيم بن السري بن سهل ابو اسحاق الزجاج النحوي صاحب كتاب معاني القرآن كان من اهل الفضل والدين حسن الاعتقاد وله مؤلفات حسان في الادب قال ابو محمد ابن دروستويه النحوي حدثني الزجاج قال كنت اخرط الزجاج فاشتهيت النحو فلزمت المبرد لتعلمه وكان لا يعلم مجانا ولا يعلم باجرة الا على قدرها فقال لي اي شيء صناعتك قلت اخرط الزجاج وكسبي في كل يوم درهم ودانقان او درهم ونصف واريد ان تبالغ في تعليمي. وان اعطيك كل يوم درهما. واشرط لك اني اعطيك اياه ابدا. الى ان يفرق الموت استغنيت عن التعليم او احتجت اليه قال فلزمته وكنت اخدمه في اموره مع ذلك فاعطيه الدرهم فينصحني في العلم حتى فجاءه كتاب بعض بني مرمة من السراة. يلتمسون معلما نحويا لاولادهم فقلت اسمني لهم فاسماني فخرجت فكنت اعلمهم وانفذ اليه في كل شهر ثلاثين درهما واتفقده بعد ذلك بما اقدر عليه ومضت مدة على ذلك فطلب منه عبيد الله بن سليمان مؤدبا لابنه القاسم فقال له لا اعرف لك الا رجلا زجاجا بالصراة مع بني مارمة قال فكتب اليهم عبيد الله فاستنزلهم عني فنزلوا له فاحضرني واسلم القاسم الي فكان ذلك سبب غناي وكنت اعطي المبرد ذلك الدرهم في كل يوم الى ان مات ولا اخليه من التفقد معه بحسب طاقتي وحكى ابو الحسين عبدالله بن احمد بن عياش القاضي حدثني ابو اسحاق الزجاج قال كنت اؤدب القاسم بن عبيد الله. فاقول له ان بلغك الله مبلغ ابيك ووليت الوزارة ماذا تصنع بي فيقول ما احببت فاقول له تعطيني عشرين الف دينار وكانت غاية امنيتي فما مضت الا سنين حتى ولي القاسم الوزارة واني على ملازمتي له. وقد صرت نديما له فدعتني نفسي الى اذكاره بالوعد ثم هبته فلما كان في اليوم الثالث من وزارته قال لي يا ابا اسحاق لم ارك اذكرتني بالنذر فقلت عولت على رعاية الوزير ايده الله وانه لا يحتاج الى اذكار لنذر عليه في امر خادم واجب الحق فقال لي انه المعتضد ولولاه ما تعاظمني دفع ذلك كله اليك في مكان واحد ولكن اخاف ان يصير لي معه حديث فاسمح لي باخذه متفرقا فقلت يا سيدي افعل فقال اجلس للناس وخذ رقاعهم في الحوائج الكبار واستجعل عليها ولا تمتنع من مسألته شيئا تخاطب فيه. صحيحا كان او محالا الى ان يحصل لك مال النذر قال ففعلت ذلك وكنت اعرض عليه كل يوم رقاعا فيوقع فيها وربما قال لي كم ضمن لك على هذا؟ فاقول كذا وكذا. فيقول غبنت. هذا يساوي كذا وكذا ارجع فاسترد فاراجع القوم فلا ازال اماكسهم ويزيدونني حتى ابلغ الحد الذي رسمه قال وعرضت عليه شيئا عظيما فحصلت عندي عشرين الف دينار واكثر منها في مديدة فقال لي بعد شهور يا ابا اسحاق حصل مال النذر؟ فقلت لا فسكت وكنت اعرض عليه فيسألني في كل شهر او نحوه هل حصل المال؟ فاقول لا خوفا من انقطاع الكسب الى ان حصل عندي ضعف ذلك المال سألني يوما فاستحييت من الكذب المتصل فقلت قد حصل ذلك ببركة الوزير فقال فرجت والله عني فقد كنت مشغول القلب الى ان يحصل لك ولثم اخذ الدواء فوقع لي الى خازنه بثلاثة الاف دينار صلة فاخذتها امتنعت ان اعرض عليه شيئا ولم ادري كيف اقع منه فلما كان من غد جئته وجلست على رسمي فاومأ الي هادي ماما ما معك فاومأ اليه هاتي ما معك يستدعي مني الرقاع على الرسم فقلت ما اخذت من احد الرقعة لان النذر قد وقع الوفاء به ولم ادري كيف اقع من الوزير فقال يا سبحان الله اتراني كنت اقطع عنك شيئا قد صار لك عادة؟ وعلم به الناس صارت لك به منزلة عندهم وجاه. وغدو الى بابك ورواح ولا يعلم سبب انقطاعه فيظن ذلك لضعف جاهك عندي. او تغير رتبتك اعرض علي على رسمك وخذ بلا حساب قبلت يده وباكرته من غد بالرقاع فكنت اعرض عليه كل يوم شيئا الى ان مات وقد تأثرت حالتي هذه رحمه الله قال ابو علي الفارسي دخلت مع شيخنا ابي اسحاق الزجاج على القاسم ابن عبيد الله الوزير فورد اليه خادم وساره بشيء استبشر له ثم تقدم الى شيخنا ابي اسحاق بالملازمة الى ان يعود ثم نهض فلم يكن باسرع من ان عاد وفي وجهه اثر الوجوم فسأله شيخنا عن ذلك لانس كان بينه وبينه فقال له كانت تختلف الينا جارية لاحدى المغنيات فصمتها ان تبيعني اياها فامتنعت من ذلك ثم اشار عليها احد من ينصحها بان تهديها الي رجاء ان اضاعف لها ثمنها فلما وردت اعلمني الخادم بذلك فنهضت مستبشرا لافتضابها فوجدتها قد حاضت فكان مني ما ترى فاخذ شيخنا الدواة من بين يديه وكتب فارس ماض بحربته حاذق بالطعن في الظلم. رغم ان يدمي فريسته فاتقته من دم بدم وذكر انه جرى بين الزجاج وبين مسينة وكان من العلماء شر استحكم حتى خرج الزجاج الى حد الشتم كتب اليه مسيلمة ابى الزجاج الا شتم عرضي لينفعه فاثمه وضره واقسم صادقا ما كان حر لينطق لفظه في شتم حرة ولو اني كررت لفر مني ولكن للمنون علي كرة فاصبح قد فاصبح قد وقاه الله شري ليوم لا وقاه الله شره فلما اتصل هذا بالزجاج قصده معتذرا اليه وسأله الصفح وتتاز يوم نيروز بشارع الانبار راكبا فصب عليه بعض الصبيان ماء فانشأ يقول وهو ينفض رداءه من الماء اذا قل ماء الوجه قل حياؤه ولا خير في وجه اذا قل ماؤه كان الجماعة فقيل هو الزجاج قال ابو الفتح عبيد الله ابن احمد النحوي وفي ابو اسحاق ابراهيم بن سري الزجاج النحوي في جماد الاخرة سنة احدى عشرة وثلاثمائة وقال غيره مات يوم الجمعة لاحدى عشرة ليلة بقيت من الشهر وقيل توفي ببغداد في سنة ست عشرة وثلاثمائة وقد اناف على الثمانين وكان الزجاج نديما للمكتفي وقال الاوراجي الكاتب وحدثني بعض اصحابنا ان الزجاج قال لازمت خدمة عبيد الله بن سليمان الوزير ملازمة قطعتني عن ابي العباس المبرد وعن بره واجرائي عليه واجرائي عليه ما كان تعوده مني ثم مضيت اليه يوما فقال لي هل يقع حسد الانسان الا من نفسه فقلت لا قال فما معنى قول الله عز وجل ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسنا من عند انفسهم فلم ادري ما وجه ذلك فقال ينبغي ان تعلم ان ها هنا اشياء قد بقيت عليك فاعتذرت اليه ووعدته بالرجوع الى ما تعوده مني وكانت درجة الزجاج قد ارتفعت ونادم المعتضد وسبب اتصاله به ان بعض الندماء وصف للمعتضد كتاب جامع النطق الذي عمله محمد النديم وهو محمد ابن يحيى ابن ابي عباد ويكنى ابا جعفر واسم ابي عباد جابر ابن يزيد ابن الصباح العسكري وكان حسن الادب ونادم المعتضد وجعل كتابه جداول فامر المعتضد قاسم بن عبيد الله ان يتطلب من يفسر تلك الجداول فبعث الى ثعلب وعرض وعرضه عليه فلم يتوجه الى حساب الجداول فقال لست اعرف هذا فاعطي للزجاج ففكه وتقدم به وصار له به رزق في الفقهاء ورزق في الندماء وله من التصانيف كتاب ما فسر من جامع النطق كتاب معاني القرآن. كتاب الاشتقاق كتاب القوافي كتاب العروض كتاب الفرق كتاب خلق الانسان كتاب خلق الفرس كتاب مختصر في النحو كتاب فعلت وافعلت. كتاب ما ينصرف وما لا ينصرف كتاب شرح ابيات سيبويه كتاب النوادر. كتاب الانواء وذكر ابو القاسم الحسن ابن بشيرين الامدي الاصلي البصري المنشأ احد ائمة الادب قال حدثني ابو اسحاق الزجاج قال كنا ليلة بحضرة القاسم بن عبيد الله نشرب وهو وزير فغنت بدعة جارية عريب او جارية عريب ادل فاكرم به من مذلي. ومن ظالم لدمي مستحلي. اذا ما تعزز قابلته بذل وذلك جهد فادت فيه صنعة حسنة جدا فطلب القاسم عليه طربا شديدا لجودة الصنعة والشعر وافرط فقالت له بدعة يا مولاي ان لهذا الشعر خبرا حسنا احسن منه قال وما هو قالت هنا موجود قال لعلها قالت قالت هو لابي خازمني القاضي. قال فعجبنا من ذلك من شدة تقشف ابي خازم وورعه وتقبضه قال الوزير بالله يا ابا اسحاق اركب الى ابي خازم واسأله عن هذا الشعر وسببه فباكرته وجلست حتى خلا وجهه ولم يبقى الا رجل بزي القضاة عليه قلنسوة فقلت له بينما شيء اقوله على خلوة فقال ليس هذا ممن اكتمه شيئا فقصصت عليه الخبر وسألته عن الشعر والسبب فتبسم وقال هذا شيء قلته في الحداثة في والدتي هذا واومأ الى القاضي الجالس واذا هو ابنه وكنت اليها مائلا وكانت لي مملوكة فاما الان فلا عهد لي بمثله منذ سنين. ولا عملت شعرا منذ دهر طويل. وانا استغفر الله مما مضى قال فوجم الفتى حتى ارتض عرقا. وعدت الى القاسم فاخبرته. فضحك من خجل الابن وكنا نتعاون ذلك زمانا ابراهيم ابن سفيان الزيادي. ورأيت في بعض كتب المغاربة سفيان. وقد سماه شقيرا هو تصحيف وانما هو سفيان الزيادي ابو اسحاق النحوي قال ابو العباس المبرد وابو اسحاق ابراهيم ابن سفيان ابن سلم ابن ابي بكر ابن عبدالرحمن ابن زياد ابن ابيه هكذا نسبه المبرد وكان الزيادي قرأ كتاب سيبويه ولم يتممه وقرأ على الاصمعي وعلى غيره. قال الزيادي قرأت على الاصمعي هذا البيت اغنيت شأني فاغنوا اليوم شأنكم واستحمقوا في ميراث الحرب او كيسوا فصحبت فقلت اغنيت شاتي. فقال الاصمعي فاغلو اليوم تيسكم قال ابن السكيت قال ابو الحسن الزيادي نسيج وحده الذي ينفرد برأيه. ولا يكاد يخطئ وهو مدح من مدائح الرجال وقال محمد بن اسحاق النديم في كتابه الزيادي هو ابو اسحاق ابراهيم بن سفيان بن ابي بكر بن عبدالرحمن بن زياد بن ابيه قرأ على الاصمعي وغيره من العلماء وله من الكتب كتاب اخراج نكت كتاب سيبويه. كتاب الامثال كتاب النقد والشكل. كتاب تنميط الاخبار كتاب اسماء السحاب والرياح والامطار