بسم الله الرحمن الرحيم المجلس الخامس عشر في قراءة كتاب انباه الرواة على انباه النحاة احمد بن يحيى بن سهل بن الساري ابو الحسين الطائي المنبجي الشاهد المقرئ النحوي فكان دمشق وكان وكيلا في الجامع وروى بها عن عدة من المشايخ الذين روى عنهم وروى عن الادباء اللغويين منهم ابو العباس احمد بن فارس وتوفي بدمشق سنة خمس عشرة واربعمائة ووثقوه في روايته احمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان بن المهاجر المصري مولى قيبسة بن كلثوم السومي يكنى ابا عبدالله كان عالما بالشعر والادب والاخبار وايام الناس والانساب والفقه وكان يجالس عبدالله بن وهب وكان مولده في سنة احدى وسبعين ومائة وتوفي في وتوفي في شوال سنة خمسين ومئتين في حبس ابن المدبر صاحب الخراج لخراج كان عليه ودفن يوم الاحد الاثنتين وعشرين ليلة خلت من شوال احمد بن يعقوب بن يوسف الاصبهاني ابو جعفر النحوي المعروف ببزرويه غلام يفتضيه اصبهاني سكن بغداد رواه عن ابي خليفة الفضل بن الحباب ومحمد بن العباس اليزيدي وتصدر لاقراء النحو والعربية الى ان مات في رجب سنة اربع وخمسين وثلاثمائة ذكر ذلك ابو بكر ابن شاذان احمد بن عبدالله بن شبير بن الرديني ابو رياش بن ابي هاشم القيسي الرباعي اللغوي اليمامي هكذا نقلت نسبه واليمامة مدينة بالبادية من بلاد العوالي وكان من المتوسعين في الحفظ حتى قيل انه حفظ من اللغة خمسة الاف ورقة ومن الشعر عشرة الاف بيت وله شعر كان يحذو فيه حذو الاوائل وكان بينه وبين ابن لنكك البصري مناحاة شديدة وعداوة متباينة وهجاه ابن لنكك ولم يجبه ابو رياش وكان منقطعا الى الوزير ابي محمد الحسن ابن محمد المهلبي وتوفي في سنة خمسين وثلاثمائة ومن شعره يمدح ابا حاتم ابا حامد وارقاء ابن محمد ابن ورقاء الشيباني من قصيدة الى ماجد لم يبق في الارض مشرق ولا مغرب الا له فيه حامد فتى من بني شيبان اوفى به العلا واشرف خال لا يسامى ووالد ومنها ترى الناس افواجا اليه لكلهم عليه من المعروف حاد وقائد فما ضل منتاب ولا خاف عائز ولا زيد هيمان ولا خاب رائد جميل المحيا يجعل المال جنة لاعراقه ما وحد الله ساجد احمد بن عبدالله بن عبدالجليل التدميري الاندلسي اللغوي ابو العباس من اماكن النحات واللغويين عالم بالعربية واللغة اديب فاضل يدل على فضله شرحه لمقصورة ابي بكر ابن دريد. فانه اودعها علما جما من انواع علم العربية حتى انه لم يشرحها احد من العلماء كشرح وله في خطبتها شعر يمدح به من صنفها له منه امام همام ما استمرت مريرة من الامر الا منذ كان اميره ابراهيم ابن عبد الله ابو اسحاق الغزال الهمزاني اللغوي كان من ائمة اللغة والعربية وفيه فضل وادب اما انا ابو طاهر السلفي في اجازته العامة قال انشدني ابو القاسم الحسن بن الفتح بن حمزة الهمزاني قال انشدني ابراهيم ابن عبد الله الغزال اللغوي لنفسه وكان يتبجح بهما والبرق في الديجور اهطل مزنة ابدت نباتا ارضه كالزرنب فوجدت بحرا فيه نار فوقه غيم يرى فيه كليل الغيهب ابراهيم ابن اسحاق ابن ابراهيم ابن بشير ابن عبد الله ابن ديسم ابو اسحاق الحربي العالم الكامل الفاضل اللغوي المحدث ولد في سنة ثمان وتسعين ومئة روى عن العالم الجم من العلماء وروى عنه من الادباء ابو بكر ابن الانباري ابن الانباري النحوي وابو عمر الزاهد صاحب ثعلب وكان اماما في العلم رأسا في الزهد عارفا بالفقه بصيرا بالاحكام حافظا للحديث قيما بالادب جماعا للغة وصنف كتبا كثيرة منها غريب الحديث وهو اجل كتاب واكبر ما صنف في هذا النوع وكان اصله من مرو قال امي تغلبية. وكان اخوالي نصارى اكثرهم وصحبت قوما من الكرخ على الحديث وعندهم ما جاز قنطرة العتيقة من الحربية فسموني الحربية بذلك وورث اموالا كثيرة فانفقها على طلب الحديث ومن زهده انه ما احتفل في ملبسه ولا في مأكله يوما قط ولا شكى مرضا يجده الى احد من اهله واقام سنين ينظر بفرض عين وما اعلم احدا بذلك وافنى من عمره ثلاثين سنة لا يأكل سوى رغيفين ان جاءته امه واخته بهما والا بات جوعان واقتنع ثلاثين اخرى برغيف في كل يوم ان جاءه اكل والا بات جوعان وربما مشى قطعة من زمانه بنصف رغيف واربع عشرة تمرة ويصح وربما مشى قطعة من زمانه بنصف رغيف واربع عشرة تمرة وغابت امرأته عنه عند بنته زائرة لمرضها. فكانت مؤنته في الشهر بدرهم ودانقين ونصف واشترى صابونة ودخل الحمام بدانقين فقامت نفقة الشهر وهو رمضان بدرهم واربعة دوانق ونصف وقال ما كنا نعرف من هذه الصباغ شيئا سوى بازنجانة مشوية او لعيقة بن او باقة فجل وما تروح بمروحة قط ولا روح ولا اكل من شيء واحد في يوم مرتين وجاء انسان الى ابراهيم الحربي يشكو اليه ضائقة ادركته فقال له ابراهيم لا تقنط فان مع العسر يسرا. ولقد ضقت مرة حتى عدمنا القوت فقالت لي امرأتي ان الصبيين لا يصبران على ما نصبر عليه فاعطني شيئا من كتبك نبيعها ونتفرج به فشحت نفسي بالكتب فقلت لها امهليني بقية اليوم والليلة الله مرجو الفرج وما دخل الليل حتى دق الباب. فقلت من قال رجل قلت ادخل قال اطفي السراج قال فكببت على السراج شيئا ودخل فوضع شيئا كان معه الى جانبه وانصرف فرفعت الغطاء عن السراج. فاذا شيء ملفوف فكشفته فاذا هي اطعمة واذا فيها قرطاس فيه خمسمئة درهم فقلت للمرأة امبه الصبيين ليأكلا واوفي ما علينا من دين فلما اصبحت جلست على باب الدار واذا رجل معه جملان محملان وكان الحاج الخراساني قد قدم وهو يسأل عن بيت ابراهيم الحربي فقلت له انا ابراهيم فقال قد سير اليك رجل من خراسان هذين الحملين وهما ورق خراساني فقلت من هو؟ فقال قد احلفني الا اذكر لك اسمه فاخذتهما منه ودعوت الله لمرسلهما وللحامل وسير اليه المعتضد عشرة الاف درهم فلم يقبلها فقيل له فرقها في جيرانك قال للرسول قل لامير المؤمنين هذا مال ما تعبنا في جمعه فلا نتعب في تفريقه فان تركنا امير المؤمنين والا رحلنا من جوارك وسير اليه المعتضد وهو مريض الف دينار. فلم يقبلها وردها فخاصمته بنته فقال لها اتخشين اذا مت الفقر فقالت نعم قال لها في تلك الزاوية اثنا عشر الف جزء حديثية ولغوية وغير ذلك كتبتها بخطي تبيعي منها كل يوم جزءا بدرهم. ومن له اثنا عشر الفا ومن له اثنا عشر الف درهم. ليس بفقير وقال ثعلب ما فقدت ابراهيم الحربي من مجلس لغة او نحو خمسين سنة وقال له رجل وقد رأى كتبه فقويت على جمعها فغضب ابراهيم وقال بلحمي ودمي. وبلحمي ودمي ومات ابراهيم الحربي رحمه الله يوم الاثنين لسبع بقين من ذي الحجة ودفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من ذي الحجة سنة خمس وثمانين ومائتين وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي في شارع باب الانبار وكان الجمع كثيرا جدا وكان يوم مطر وحمل ودفن في بيته رحمه الله