الكلام في اهل العلم ما تجرأ عليه احد الا وخذه ولهذا قال الحافظ ابن عساكر في اول كتابه فبين كذب المفتري لحوم العلماء مسمومة وعادة الله يعني وسنة الله لهتك استار منتقصهم معلومة لم كان ذلك؟ لان النيل من العالم ليس ليلا من شخصه. وانما هو نيل لما حمله من العلم والا فلو لم يكن عالما وتخلى من العلم يعني لو تصورت انه ازيل عنه العلم وبقي فلان بن فلان المعروف او العالم المشهور بدون علم لاصبح هذا لا يقع فيه. لكن لما حمله من العلم الذي يخالف ما عنده فانه يقع فيه وهذا لا شك انه من البعض. وهذا مما نهى عنه السلف اشد النهي وتكلموا في ذلك اشد الكلام. واستثنوا من هذا حالة وهي فيما اذا كان التحذير من العالم تحذير من خطأ وقع فيه كما عليه العلماء بانه اخطأ فيه. مثل ما قال صالح بن كيسان وروية ايضا عن الامام احمد. فيما اذكر قيل له انك تتكلم في اناس من العلماء قد ماتوا افلا تخشى من ذلك؟ قال ويحك على ثراه اني انفع لهم من امهاتهم وابائهم الا ترى كيف احجز الناس عن ان يتبعوهم فيما اخطأوا فيه. فتعظم اوزار المتبع. فهو يرى ان هذا الذي اخطأ واتبعه الناس على خطأه ان من محبته ان يبين انه اخطأ حتى لا يتبعه حتى لا يتبعه الناس على خطأه فتعظم اوزاره لانه وقد ثبت في الصحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ومن سن في الاسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة. فاذا كلام اهل كلام في العلماء هذا حرام ولا يجوز واذا احتاج العالم العالم وليس العامي او الشاب اذا احتاج العالم الى ان بين خطأ عالم اخر فعند العالم ضوابطه. فيخطئه فيما اخطأ فيه نصحا للامة. ولكن لا تراه يطعن في سلوكياته التي لا علاقة لها بالمسألة التي اخطأ فيها. مثلا تجد ان بعضهم اخطأ في مسألة علمية او في مسائل علمية فتجد ان الذي يتكلم ويريد ان يحذر من خطأه يتعرض لمسائل سلوكية يقول كان في صغره يفعل كذا وكان يلبس كذا وكان يحضر كذا. وهذا لا شك انه مما لا يؤذن به شرعا. كيف تنتقل من شيء لا نفع للناس في ان تحذرهم تبين لهم عورته انت اطلعت على انه كان في صغر عمل معصية كذا واخذت له صورة كذا او انه في بيته كان له كذا او الى اخره. فتنشر هذا ما له ليس لها علاقة بخطأه الذي اخطأ اما في التوحيد او خطأه الذي اخطأ في عقيدة او في الفقه او الى اخره. فاذا اذا تجاوز الناصح حد النصيحة المأدوم بها شرعا في تبيين ما غلط به العالم فانه ينتقل من كونه ناصحا الى كونه متعديا على حق اخيه المسلم فيما اذا قال شيئا لا يحتاج اليه في نصيحته. مثل الكلام عن سلوكياته الكلام عن اشياء لا علاقة لها بالاراء وما اشبه ذلك لهذا ترى ان الائمة رحمهم الله تعالى فيمن ردوا عليه من معاصريهم لم يفضحوهم في شيء من من اعمالهم وانما امتثلوا قول النبي عليه الصلاة والسلام لا تسبوا الاموات فتؤذوا الاحياء هذا في الصحيح فاذا هناك مسبة لا يؤذن بها. وهي التي لا يتعلق بها ونصيحة للامة فيما تكلم به فاذا هذه المسألة التي نبه عليها الشيخ لها ضابطان. الضابط الاول الا تتكلم الا فيما فيه نصيحة للامة فيما به الخطأ الذي يخشى ان يتعدى للامة هذا واحد. والثاني ان يتكلم العالم وان لا يتكلم صغار طلبة العلم او المنتسبين او العوام يتكلمون في اخطاء الناس وهذا يقول كذا وهذا يقول كذا لان هذا يربي في الناس النقد نقد للعلماء جميعا هذا اخطر في كذا وعلى اخطاء في كذا وبالتالي لا يكون للدين ولا للعلم حرمة في القلوب بعد زمن. فلهذا اذا اخذ بهذا الضوابط الا ينتقد الا عالم وانه اذا انتقد وبين الخطأ في مال فيه حاجة شرعية ماسة حفاظا على الامة ونصيحة للامة فان هذا لا بد منه وما عدا ذلك فانه لا يجوز لاحد ان يشغل نفسه بذكر اهل العلم الا بالخير. لان ذكرهم بغير السبيل لان من ذكرهم بغير الجميل فهو على غير السبيل كما قال الطحاوي في عقيدته