هكذا في امثلة كثيرة يكون المتعلم يأخذ مع العلم الهدي والسمع والادب لان هذه لا يحصلها الم تعلم بالقراءة من الكتب. فلا يحصلها بالاطلاع ولا يحصلها بكثرة السماع عن الاختلاط ولهذا كان كثير من طلاب العلم الذين لا يخالطون المشايخ ولا يقتربون منه يفقدون كثيرا من الهبهدي والسلب والمنهج لاجل عدم القرب من اهل العلم والمشايخ. فالاصل العام ان يكون طالب العلم حريصا على الهدي وعلى الشمس وعلى العلم وان يكون متأدبا في اداب المشايخ وكلما كان المرء اصحب للمشايخ واقل صحبة لاقرانه كلما كان اقرب الى العلم. لان هناك صلة وثيقة ما بين ادراك العلم فاذا خالط من هو اكبر منه من اهل العلم والمشايخ فانه يكون هديه وفهمه وفكره يكون قريبا من حيثهم وعلمهم وفكرهم وسلكهم فرؤيتهم للاشياء وكيف تعلموا وكيف اخذوا وكيف يتعاملون مع الكتب ومع الناس الى اخر مما لا يدركه من قرأ في الكتب وحدها. ولهذا قال المتقدمين كما ذكره العسكري في بعض كتبه وذكره غيره قال من اعظم البلية تشيع الصحفية يعني الذين اخذوا العلم عن الصحف ولم يخالطوا المشايخ فان تصدرهم يحدث بلاء وان انتفع الناس بهم لكن عدم مخالطتهم لاهل العلم واخذهم الهدي والدل والسلب من اهل العلم فانه يفقدهم ذلك شيئا كثيرا