كيف نفسر قبول كثير من السلف عند النظر في بعض شيوخهم انهم اهل محن ومنن من غير اهل السنة والجماعة مع ان المشهور عن السلف انتقاء هذا الكلام ليس صحيحا على الاطلاق السلف في رواية المبتدعة لم يجعلوا المبتدعة على درجة واحدة بل التحقيق ان المبتدعة فيه من اهل الرواية فرجاء آآ اذا علموا ان هذا الراوي الذي اتهم بالبدعة انه صادق في قوله صادق في روايته فانه يقبل حديثه ولا يقبل مطلقا بل يقبل بعض حديثه انتقاء كما خرج البخاري لعمران ابن حطان وكما خرج قتادة وكان يوم القدر وكما الى اخره. هناك عدد من اهل العلم من الرواة الحديث لم تؤثر بدعتهم في صدق حديثهم وكان منهم من اثرت بدعته في صدق حديثه كما قال احدهم كنا اذا هوينا امرا سيرناه حديثا بعض اهل العلم يقول لا يؤخذ برواية المبتدع فيما يؤيد بدعته. اما في غيرها فلا بأس. والتعقيد عند اهل العلم كعب عند المحققين كما ذكرها ابن رجب رحمه الله وكلامه متين في اخر شرح علل الترمذي ان المسألة فيها تفصيل وانه لا يطلق القول بقبول رواية المتبع ولا يطلق القول بردها. بل لابد من التفصيل والمذاهب في هذه المسألة متعددة. منها مذهب من يرد احاديث المبتدع مطلقا. هذا مذهب شاذ. ومنها مذهب ان يقول العمدة في رواية مبتدع صدقه فاذا ثبتت ثقته من جهة الصدق فلا ننظر الى عدالته من جهة البدعة. وهذا مذهب بعض المتأخرين وليس بجيد. ومذهب المحققين من اهل العلم ان البخاري ومسلم والامام احمد وجماعة انهم ينظرون الى هذا المبتدع فيما يروي بحسب بدعته فلا يجعلون البدع مرتبة واحدة. فبدعة الارجاء لا يجعلونها كبدعة الخروج يعني ان يكون مرجعا ليس كأن يكون خارجيا فالقدر حال الجهمي حال المعتزل حال الخال المرجئ حال وهكذا في انواع البدع فيجعلون لكل ما يناسبه فالذين بالقدر من اهل البصرة عفي عن اكثرهم من جهة الرواية الخوارج انتقي من احاديث من احاديثهم ما ظهر صدق القائل فيه او غلب على الظن صدق القاتل فيه ومنهم من كان يرى الكذب في الحديث الكفر من طوائف الخوارج من يرى الكذب في الحديث كفرا ولهذا قبل منهم عدد كما في في الصحيحين ولكن في الجملة ترى ان هؤلاء نوادر وان كان اربعة خمسة ستة عشرة لكنهم نوازل في جملة الرواة كذلك المرجئ تجد انهم يتركون قوله يتركون الرواية عنه. لهذا يرى البخاري او البخاري قال في كتابي هذا لم خرج لاحد الا وهو يقول الايمان قول وعمل ما روى لاحد الا وهو يقول الامام قول وعمل هذا قد يكون من جهة التعبير الا يروي عن المرجف وقد يكون من جهة اتهامه في صدق حديثه اما الجهمية فانهم لم يرووا عن جهلي وعن معتزلي شيئا. بل من اجاب في الفتنة في فتنة خلق القرآن وسكت فانه تركوا حديثه اتقاء واحتياط كما تعلمون فيما ذكر حتى ان البخاري رحمه الله مع جلالته وانه امام من ائمة اهل السنة والجماعة وامام وامير المؤمنين في الحديث لما ترجم له ابن ابي حاتم في الجرح واثيل قال محمد ابن اسماعيل البخاري ها ابي وابو زرعة الحديث عنه يعني انه عند ابي حاتم وعند ابي ذر انه متروك لم؟ قال لما اظهر القول عندهما الا وقصة المعروفة بينه وبين محمد في ما هو معلوم لما ترجم لمسلم لاجل تولي مسلم للبخاري؟ قال القدوم ابن ابي حاتم تجد مسلم ابن الحجاج ان يحيى بن معين وعلي يعني تسأل هذه الفتنة ترى ان من وقف فيها اهل الحديث واهل السنة اشتدوا في التغليظ عليهم حتى لا يقتدي الناس به مع ان الامة اجمعت على امامتهم وجلالتهم كالبخاري ومسلم وعلي بن مدين ويحيى بن معين الى اخره. وهل يقوى كل احد على ما يعني امام اهل السنة احمد بن حنبل ذلك قول الله يؤتيه من يشاء والله يلفظ العظيم