هل يصح ان يقال ان من صفات طالب العلم كثرة الشيوخ حتى يتجرد طالب العلم من التعصب للرجال كما يظهر من حال اهل الحديث بخلاف حال كثير من الفقهاء التعصب مذموم بالاتفاق تعصب مذموم بالاتفاق. باتفاق المحدثين والفقهاء. وجميع اصناف العلماء لكن ما هو الضعف تعصب تأخذ بقول وتنصره وتدفع غيره مع عدم وضوح الدليل عليه. هذا هو التعصب تأخذ بقول فلان لانه قال والاصل عندنا ان الحق لا يعرف بالرجال ولكن الرجال يعرفون الحق على الاصل العام عند السلف يعني ان قبول كلام المتكلم اذا كان على اطلاقه وتدفعا وتنصره سواء الله الحق ام لم يوافقه ولو ظهر لك الدليل بخلافه فهذا هو التعصب المذموم. هذا هو الذي يقال فيه تعصب اما ان يكون الرجل محبا لشيخ من المشايخ ويأخذ باقواله لظهور دليلها عنده او يأخذ طائفة من الناس بمذهب من المذاهب لظهور الدليل عندهم فيه او لمتابعتهم لتأصيل المذهب فهذا ليس بتعصب اذا لم يردوا القول الحق اذا ظهر الدليل فاذا تم فرق ما بين المتابعة والتقليل فقد يتابع المذهب في مسألة ويتابع شيخا معينا في مسألة لاقتناعه بكلامه. مع ان السنة تكون بخلاف. لكن هو مقتنع بكلام هذا العالم وبوجهة نظره في هذا الدليل. وبتوجيه للاستدلال ونحو ذلك فيأخذ بهذا لا يوجد تعصبا. ولو كان كذلك لقيل في كل من اخذ بقول احد من اهل العلم انه يتعصبون وهذا ليس بصحيح. فاذا كثرة الشيوخ قد تكون محمودة وقد تكون مذمومة قد تكون محمودة اذا كانت في تنوع العلوم. وقد تكون مذمومة اذا كانت كثرة الشيوخ تسبب الارباك لطالب العلم في طلب العلم. بعض الناس يذهب هنا يحضر الى عشر لعشرة ولا ستة ولا ثمانية. من اهل العلم هنا وهناك. وفي النهاية تذهب ماذا حصل تجد انه لم يحصل والافضل ان يجعل له شيخا مختصا في التوحيد والعقيدة فيأخذ طريقته حتى ينهيها معه. ثم بعد ذلك يريد ان ينتقل الى غيره لا بأس. فهو يأخذ له شيخا في الفقه ويأخذ ما عنده في ذلك ويأخذ له شيخا يثق به في السنة في الحديث ويأخذ ما عندك في ذلك ثم كل طالب العلم تتكون شخصيته بقدر بتقدير الشيخ المعين فيه. فهو يميل الى فلان في الفقه يميل الى فلان في الحديث بحسب استعداداته وما جعل له طلاب شيخ الاسلام ابن تيمية منهم المتخصص في العقيدة ومنهم المتخصص في الفقه كابن مفلح مثلا ويكون غيره في غير ذلك اقل. ومنهم المتخصص في الرد على المتصوفة ومنهم المتخصص في الرجال ونحو ذلك. فاذا لا يعني الاخذ من شيخ والذب عنه وتلقي ما يقول ان يكون الرجل طالب كهيئة شيخية في كل شيء لا يعني ذلك بل يكون له هو باستعداداته وبما وهبه الله جل وعلا وما يسر له وما قدر له. واعملوا فكل ميسر لما خلق له يكون ينصب وبصبغة بصبغة جديدة بحسب ما كتب الله جل وعلا له كما يظهر من حال اهل الحديث بخلاف حال كثير من الفقهاء بعض اهل الحديث يتعصبون اكثر من تعصب الفقهاء بعض اهل الرقية يتعصبون مكة وهذا ليس على اطلاقه ان كل من كان من اهل الحديث ليس بمتعصب وكل من كان من اهل الفقه فهو متعصب هذا ليس بصحيح لا يقول هذه من يفقه العلم ويعرف مدارك اهله لان اصلا التقليد يجري لانه مثلا اخذ قول عن العالم الفلاني بان الحديث صحيح احد العلماء قال هذا الحديث صحيح وبناء عليه نأخذ منه كذا وكذا طيب هل هو شارك العالم هذا الذي اخذ قوله هل شاركه في صحة الحديث هل شاركه في البحث وصارت صحة الحديث عنده عن دليل لا عن تقليد له سؤال الثاني هل اذا نظرت الرجال نظرا متجردا فيشارك هذا العالم لا. الخلاف في درجات الحديث وهل الحديث هذا صحيح او حسن او ضعيف؟ بين اهل العلم بالحديث اكثر من خلاف الفقهاء لانها مبنية على الحكم على الرجال. ومعلوم ان الرجال من الرواة المتفق عليهم قليل قليل جدا واكثر الرواة مصطلح فيهم. اما من جهة الثقة والضعف هل هو ثقة؟ هل هو ليس بثقة واما من جهة صحة حديثه مطلقا او في بعض الاحيان كحال المختلطين واما من جهة صحة حديثه في بلد وعدم صحته في بلد اخر في حال عدد مثل معمر وغيره هم من رواة الصحيح لكن حديثه في البصرة اذا علمنا ان الحديث هذا في البصرة فانه ضنك وان كان من هواة من روايات الصحيحين وهو من من العفاف العلم. وهل هذا وهل هذا الحديث معلل؟ ومعلوم ان العلل والتعليم يدخلها الاجتهاد في كثير له. هل يرجح قول يحيى هي القطان في هذا الرجل على قول احمد هل يرجح قول بلدي الرجل يعني اذا كان الرجل كوفيا نرجح قول العالم من اهل الكوفة في ثقته ام يرجح قول البغدادي في توثيقه؟ هذه مسائل كلها تبين لك ان الكلام في صحة الاسلام خير فيه خلاف وميدان للاجتهاد والاخذ والنظر هل يؤثر العمل في صحة الحديث ام لا يؤثر هل تؤثر رواية الصحابي في تقوية المرفوع ام لا وهذه مسائل كثيرة تحتاج الى الى نظر ولهذا نقول ان التقليد يكون من اهل الحديث في صحة الاحاديث وفي قبولها كما يقول في اهل الفقه في قبول من فتوى ونحو ذلك. التقليد موجود لن يسلم احد من التقليد لكن هو درجات. والتعصب هو المذموم