فالعين عباد الله حق والناس منهم طائفة مصابون بالعين اما ان تكون عينا من الاثم واما ان تكون عينا من الجن والناس في هذا ثلاثة اصناف منهم من يكذب عين رأسه منهم من لا يؤمن بوجود العين. وهؤلاء هم الذين لا يؤمنون الا بالمحسوسات ولا يعقلون اثر النفوس وتعلقات الرؤى بالغير ولا يوقنون بما انزل الله رسوله واخبر به عليه الصلاة والسلام هؤلاء ماديون لا يرون ان العين حق لا يرون انها واقعة في الناس. فاذا اصيب مصاب بشيء من الامراض التي يسمونها او بشيء من الاصابات التي لا يعرفون سببها قالوا هي كذا وكذا ولم ولم يعزوها ولم يعزوها الى العين وربما كانت من العين تثريبا بالعين. وهؤلاء لم يؤمنوا بما انزل الله جل وعلا وبما اخبر به نبينا صلى الله عليه وسلم وطائفة اخرى من المسلمين تعلقت قلوبهم اكبر التعلق باثر العين. فاذا اصابهم شيء صغر او تضع علقوه بالعين فاصبحوا يخافون من العين خوفا كبيرا. واصبحت قلوبهم اصبحت قلوبهم وجلت من اثر العين ومن حسد الحاسدين في انفسهم وفي اولادهم وفي اموالهم فرأوا ان كثيرا من الاشياء معلقة معلقة الوقوع بالعين. وهذا فيه نوع مبالغة وفيه غلوا والطائفة الثالثة التي سارت على الحق وايقنت بما اخبر به عليه الصلاة والسلام فآمنت بان العين حق وانها واقعة في الناس وان من الناس من من نفسه تتعلق بما عند الاخرين؟ فتارة تحسدها وتارة تتمنى ما في ايدينا فيؤثر ذلك اما باثر العين مباشرة او باثر تعلق النفس فيؤثر ذلك بالغير تأثيرا مباشرا وهذا واقعك ولكنه ليس كما يظنه كثير منتشر انتشارا كبيرا لان ذلك نوع من الغلو وليس هذا بما امرنا به