من القواعد ايضا في هذا الباب ان امور الغيب بعامة بابها واحد كما ذكرنا وانه لا يتعرض فيها بالتأويل ونخصنا ذكر التأويل لان التأويل تجده مبثوثا في كثير من كتب التفسير. كثير من كتب الحديث يخرج المسألة عن ظاهرها الى ما يقبله العقل والتأويل لفظ كان مستعملا بل جاء في القرآن لفظ التأويل وجاء في السنة واستعمله المتأخرون على معنى باطل اما الذي في القرآن والسنة فان التأويل له معنيان. المعنى الاول ان التاويل بمعنى التفسير والثاني يعني تأويله كذا يعني تفسير كذا. كما قال جل وعلا قال يا ابتي هذا تأويل رؤياي من قبل وقد جعلها ربي حقا تأويل رؤياي يعني تفسير رؤيا وما نحن بتأويل الاحلام بعالم يعني بتفسير الاحلام. هذا هو المعنى الاول تأويل بمعنى التفسير المعنى الثاني الذي في القرآن التأويل بمعنى ما تؤول اليه حقائق القرآن حقائق الاحكام او حقائق الاخبار تؤول اليه يعني ما تؤول اليه في النهاية وهذا كما في قوله جل وعلا وما يعلم تأويله الا الله يشمل تأويل التفسير بما اشتبه على بعض الناس علمه ويشمل التأويل الذي ما تؤول اليه الحقائق يوم القيامة كذلك في قوله تعالى في سورة الاعراف هل ينظرون الا تأويله يعني تأويل القرآن يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل ايش يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء الى اخره اذا في قوله هل ينظرون الا تأويله؟ يعني ما تؤول اليه حقائق القرآن يوم القيامة تؤول اليه يعني تنتهي اليه. يوم القيامة يبين يبين الوصف الحق يبين الجنة يبين النار يبين الظالم يبين حقائق التبين هذان المعنيان صحيحان