الحمد لله رب العالمين. اوضح المحجة. وابان السبيل للمؤمنين. فغدت بعد نزول القرآن وبيان سيد ولد عدنان واضحة المعالم بينة وكان فالحمد لله فالحمد لله الذي هدى وبين والحمد لله الذي ارشد تعلم هو جل وعلا للحمد اخي. ولا يعلم حقيقة ذلك الا من رأى الشبهات في هذه الدنيا وما تؤول اليه ورأى كيف تكون منازل السعداء ورأى كيف تكون منازل السعداء في الاخرة؟ فانما هي لمن اتى الله بقلب سليم. سلم من وهات وسلم من كلاب الشهوات. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فموضوع هذه المحاضرة بعنوان الفكر العلم واذا ذكر الفكر فانه يتبادر الى الذهن ما شاع في هذا العصر مما يسمى الفكر الاسلامي والمفكر الاسلامي وهذا الاصطلاح الفكر الاسلامي او المفكر الاسلامي هذا اصطلاح جديد في تاريخ هذه الامة فان الامة في تاريخها عرفت انواعا من الذين يتكلمون ويكتبون منهم اهل الاختصاص بالعلم اما المفسر واما المحدث اما اللغوي واما الفقيه واما المؤرخ او الاديب او الفيلسوف او عالم الاجتماع الى اخر انواع العلماء والكتبة في تاريخ الامة. اما هذا المصطلح فكر اسلامي او المفكر الاسلامي فانه اصطلاح جديد. ومعلوم عند اهل الشرف والمحبين للعلم وللديانة ان الامور انما توزن بالعلم. لان العلم نزل من عند الله جل وعلا ليكون حاكما على الناس غير محكوم. فاذا ظهرت اصطلاحات او استجدت احوال فان المرجع في فهمها انما هو الى العلم. فما هذه الصلة التي بين الفكر والعلم؟ وهل هذا الفكر الذي يسمى فكرا اسلاميا؟ هل هو ممدوح كله او هو مذموم كله؟ وكيف هي الصلة بين الفكر والعلم؟ بحوث متصلة بذلك من المهمات ان يتعرض لها لانك ترى في هذا الزمن كثر الذين يتكلمون عن الاسلام باسم الفكر ومنهم من عنده اخطاء يسيرة ومنهم من يسمى مفكرا اسلاميا وانما هو مفكر ليس للاسلام وانما يفكر برأيه وبطريقته وبما يهوى. فظهرت مدارس مختلفة في الفكر والتفكير وظهر مفكرون متنوعون وهذا الذي ظهر من الفكر والمفكرين وما يسمى بالفكر الاسلامي في العصر الحديث ظهر ونشأ ولظهوره ونشأته اسباب. ومن اعظم اسباب بذلك كثرة الهجوم على الاسلام في العصر الحديث. فان ابتداء قلب الامة عن عقيدتها وتاريخها وعن حضارتها وعن ماضيها وعن مؤهلاتها نشأ في العصر الحديث مع المد الاستعماري. والمد الاستعماري كانت له وجهتان. وجهة عسكرية وهذه ظهر منها الاستعمار الكل يعلم عن حقيقة ذلك الاستعمار العسكري. وله وجهة اخرى وهي نار الثقافة والتبعية الثقافية حتى صار في المسلمين من يكون تابعا في فهم الاسلام لاعداء الاسلام وهؤلاء الاعداء تمثلوا في المستشرقين والمستشرقون لهم كتابات متنوعة في تحليل اهداف الاسلام وتحليل احكامه وتحليل ارائه وتحليل تاريخه وتحليل قضاياه الى اخر ذلك. فقام طائفة في البداية يتكلمون عن تلك المسائل التي طرقها المستشرقون اعداء الملة واعداء الدين واعداء هذه الامة تكلموا عنها بنفس منطقهم. لاجل ان يقنعوا الناس وان تكون اللغة بينهم متعارفة فلم يردوا عليهم بالعلم وانما ردوا على افكار المستشرقين غير الاسلامية بافكار مماثلة في الصيغة وفي الاستنتاج والاستدلال والاخذ والعطاء المراجع والمصادر ووسيلة الاقناع حتى صار ذلك فكرا مقابلا لفكر. فظهر الفكر الاستشراقي وبالمقابل ظهر فكر اخر سمي فيما الفكر الاسلامي لانه يقابل ذلك الفكر الاستعماري الاستشراقي. ولهذا صار اول ما نشأ هذا الفكر ونشأ المفكرون راجع راجع ذلك ذلك الى الدفاع. عن الاسلام والى رد هجمات المستشرقين وهجمات اعداء الاسلام. فكل من اراد ان يرد وكل من اراد ان يدافع من المثقفين او من العلماء او ممن عنده بدايات علم او او ممن عنده اطلاع وقراءة عامة كتب في الدفاع عن الاسلام حمية له وبيانا لمحاسنه وردا على المقتريات باسم الفكر. ليسوا بعلماء ولكنهم كتبوا هذه الكتابات فظهر ان هؤلاء مفكرون اسلاميون منهم من تخصص في ذلك حتى غدا ما يكتبه وما يؤلفه في هذا المضمار وخصوا بهذا الاسم باسم المفكرين الاسلاميين وما يكتبونه باسم الفكر الاسلامي لا شك انه في هذا الجيل ايضا يعني في القرن هذا في القرن العشرين او القرن عشر الهجري الذي سلف لا شك ان انه ظهرت مشاكل متعددة في المسلمين. مشاكل ثقافية مشاكل اعلامية مشاكل من جهة الالتزام بالدين والقناعة به مشاكل اقتصادية شبهات تتعلق بالسياسة الشبهات تتعلق بالاقتصاد شبهات تتعلق بتاريخ الاسلام. شبهات تتعلق بموقف علماء الاسلام. شبهات تتعلق بالنصوص وما مدى العمل بالنقص والقواعد وما مدى العمل بالقواعد واصول الفقه الى اخر تلك المسائل فظهر مشاكل وشبهات في هذه الامور فظهر اولئك المفكرون ليدلوا بدلوهم في بيان حقيقته ما عليه الامة في هذا في هذه العلوم وذلك المضمار. فظهرت كتابات متنوعة لا شك ان تلك الكتابات التي ظهرت تتطلب علما تتطلب معرفة تتطلب ثقافة والجميع لو اجتمع لحصلت نتائج سليمة لكن خاض ذلك لقصد نصرة الاسلام ولبيان حقائقه خاض غمرة ذلك من ليس عنده الا الثقافة او عنده بعض المعلومات التاريخية او عنده بعض الاطلاع العام ولكن ليس عنده علم فظهر في كلامهم صواب وظهر في كلامهم خطأ كثير فمزجوا الصواب بالخطأ وسبب ذلك الفكر كما سيأتي ذلك. ايضا لما ظهرت تلك المدارس المختلفة الفكرية يعني من وجهات النظر المختلفة في علاج مشاكل المسلمين وفي الرد على الاعداء لا شك انه سيحصل كيف يحصل نوع من التحزب نوع من الرجوع الى اولئك المفكرين فكل من اعجب بفكرة عالم كل من اعجب بفكرة مثقف فانه ستكون التبعية لذلك فظهر بعد ذلك مفكرون تبعوا الاصليين او ظهر فكر يتبع اساسيات تلك الافكار حتى توسعت الشقة وحتى ابتعد طرف الطريق فتوسع جدا وكثرت الطرق من اجل كثرة افكار الذين ابتدأوا بذلك الفكر سننظر مثلا الى ان اول من دخل في هذا المضمار جمال الدين الافغاني ومحمد عبده من بعد محمد رشيد رضا ثم ظهرت الافكار في الجانب الاخر من مثلا افكار عباس العقاد او افكار طه حسين او افكار الى اخره وهؤلاء كل بحسب ما عنده الخط الاول عنده علم كثير ولكن لاجل الضعف عن مواجهة الغرب بكل شيء صاغوا اساليبهم باساليب فكرية فظهر عندهم من الاخطاء حتى تجاهلوا اصولا عظيمة في الاسلام من اصول الغيبيات ونحو ذلك. والطرف الاخر من من المدرسة الجديدة ارادت ان ترد ولكن باستخدام لغة المستشرقين. حتى غدا ليس التأثير بينة ظهرت بعد ذلك الجماعات العاملة جماعات الاسلامية فظهر لكل مدرسة من تلك الجماعات من يمثل فكرها بكتابات ففي الباكستان ظهرت هناك الجماعة الاسلامية وظهر لها من يمثل فكرها كاب الاعلى الموجود وفي مصر ظهر من يمثل فكر جماعة الاخوان المسلمين وفي الشام ظهر وفي المغرب او الجزائر ظهر من يمثل الفكر الذي يراد او الذي تبنى نقل الناس الى الاسلام بفكر كفكر مالك بن نبي ونحو ذلك. المقصود من هذا انها تنوعت مدارس حتى تنوعت الجماعات وتنوعت الافكار بسبب تنوع تلك المدارس. اذا فلنشأة الفكر اسباب. وهذه بعض اسباب هذه ولا شك ان المتأمل لذلك ينظر الى ان نشأة الفكر اذا لم تكن نشأة على علم. وانما كانت نشأة اندفاعية ليست مأصلة ولا منظمة وانما كانت بحسب الحال دفاع عن التاريخ دفاع عن العقيدة عن الاسلام لكن بطريقة غير مقننة غير منظمة غير مأصلة غير منضبطة وبالتالي ظهر كثير من الكتابات التي تراها اليوم ممن يسمون بمفكرين اسلاميين وفي الحقيقة انما هم مفكرون ليسوا باسلاميين لانهم انما يفكرون تارة للنظرة الاشتراكية وتارة للنظرة الاعتزالية وتارة في نظرات مختلفة. فنشأ ما يسمى بالتنوير والاجتهاد والتطور والتقدم حتى اتى من المفكرين من يزعم انه لابد من اقامة صرح جديد لطريقة العقل والتفكير والتعامل مع النصوص لان تلك انما تناسب زمنا مضى وهذا الزمن لابد له من شيء جديد. انه ولا شك انحراف خطير عن اصل هذا الدين وعن العلم الصحيح الذي نزل به جبريل عليه السلام من عند رب العالمين في كتاب الله جل وعلا وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. هذا الموضوع الذي هو الفكر والعلم مهم وسببه الاختيار له ان كثيرين من طلبة العلم او من الناس من المثقفين من الشباب لا حقيقة المصطلح ولا يعون ابعاده ولا يعون ما ينبغي ان يؤخذ به وما ينبغي بل يجب ان يحذر منه من الفكر. فكان لابد من ترك هذا الموضوع حتى تتضح حقيقة الفكر. ومن اسباب طرح هذا الموضوع كثرة الذين يكتبون عن الاسلام فكريا وانتشار كتاباته فترى في الصحف كثيرا ما يكتبه ناس هؤلاء يقال عنهم مفكرون اسلاميون هناك كتابات قديمة من اناس ليسوا بحاضرين من امثال مالك بن نبي المودودي سيد قطب محمد قطب الى اخره لهم كتابات وهذه الكتابات تتسم بانها كتابات فكرية. فما حجم هذه الكتابات كيف توزن؟ هل ترد؟ هل تقبل؟ هل يعتمد عليها؟ ام لا يعتمد عليها؟ ما حدودها؟ هؤلاء المفكرون الذين ذكرت اسماؤهم ومن لم تذكر اسماؤهم. ما موقعهم الصحيح في الامة؟ وما الذي ينبغي ان يوضع فيه في اي اطار لا شك ان هذه اسئلة؟ الجواب عنها مهم. ولعله ان يكون في هذه الكلمة او هذه المحاضرة. بعض اجابات عن ذلك ومن الاسباب ايضا ان طائفة من المثقفين اعلى درجات وهم في الثقافة او توسطت خلطوا بين الفكر والعلم. حتى صار الفكر دليلا حتى صار ما يكتبه المفكرون اعظم في القناعة واعظم في الاتباع مما يكتبه العلماء بل زاد الامر على ذلك حتى سمي العلماء بانهم متأخرون وان المفكرين هم المتقدمون وهذا لا شك هذا لا شك يتطلب بحثا لهذا الموضوع وتعريفا للناس الفكر ما هو؟ وهل يقبل ام لا يقبل الى اخر ذلك؟ والسبب الرابع لطرح هذا الموضوع ان كثيرا من قيادات وقيادات الجماعات الاسلامية في هذا العصر وهي الجماعات التي سواء كانت منظمة او غير منظمة هي التي يراد منها ان تصلح اوضاع المسلمين وان تعيد الناس الى جادة الصواب كثير بل الاكثر من تلك القيادات انما هي قيادات فكرية وينتج عن تلك القيادات اراء انواع من التعامل وينتج عن قيادتهم الفكرية توجيه للشباب في ان يتخذوا الموقف الفلاني وان لا يتخذوا الموقف الفلاني. ودلائل ذلك انما هو فكر دون علم. ومن المسلم به من المجمع عليه ان الدليل انما هو العلم اما الفكر فليس بدليل وانما هو تلمس كما سيأتي السبب الخامس لطرح هذا الموضوع ان هذا العصر تنوعت فيه افهام الناس وتنوعت فيه طرائقهم في التفكير فنتج من ذلك ان خطاب الناس بالفكر مهم وطرح بعض المسائل طرحا فكريا في الصحف او في بعض الكتيبات هذا مهم لان الناس لا يعون لغة العلم ولا يتحمسون للعلم فاذا طرح لهم باسلوب فكري ثقافي فان كثيرين من المسلمين يقبلون على ذلك يرعونه ويهتمون به وتصلهم افكار وتصلهم اصول بالفكر ربما لا تصلهم بالعلم بعدم محبتهم للعلم او لعدم اقبالهم عليه. وهذا يتطلب ان توضع ضوابط للمفكر وضوابط للفكر فيكون ارشاده للامة حتى تكون الكتابات الفكرية منضبطة غير مخالفة لمقتضى العلم ومقتضى الكتاب والسنة وقواعد الاسلام. نبدأ اولا ايظاح معنى الفتنة الفكر الاسلامي ما المراد به؟ ذكرنا انه مصطلح جديد. واذا كان مصطلحا جديدا فلا بد له اذا من من تعريف عرفه بعضهم بقوله ان الفكر الاسلامي هو عمل المسلمين العقلي ونتاجهم الفكري في خدمة الاسلام بيانا ودفاعا. عمل المسلمين العقلي ونتاجهم الفكري. في سبيل خدمة الاسلام بيانا ودفاعا. وهذا المعرف لهذا التعريف جعل البيان من الفكر جعل الدفاع من الفكر ويعني بالبيان العلم. فجعل العلم من الفكر. لان بيان الاسلام هو علم والدفاع عن الاسلام هذا بعض مهمات الفكر قوله بيانا بانه المراد المراد به بيان الاسلام بيان الاصول بيان التفسير بيان الحديث الى اخره فجعل العلم من الفكر. فهل يصح ان يجعل العلم من الفكر؟ اخر عرف الفكر بانه جمع الشواهد والادلة ثم تحليلها لخدمة الاسلام. يعني اذا اراد ان يبحث قضية من القضايا سيجمع لها الشواهد والادلة بالشواهد والادلة ما يشهد للغاية. فالغاية عنده معلومة فيريد ان يجمع لها من الشواهد ادلة ما يصحح هذه الغاية حتى يدافع عن الاسلام او يبين محاسن الاسلام او ينصر الاسلام في قضية من قضاياه وهذا يعني ايضا انه ادخل العلم في الفكر جمع الشواهد والادلة ما حد ما هي هذه وما هي هذه الشواهد التي توصل الى تلك النتيجة؟ اذا دلنا ذلك على ان تعريف تعريف الفكر بما ذكر ليس منضبطا ولا ثابت بل قد يدخل فيه اشياء قد يخرج منه اشياء ما حدد ذلك مهمة المفكر ولا ما يتعرض له ولا ما لا نتعرض له كيف يصل بفكره الى النتائج؟ هل النتيجة هي الاولى؟ ام النتيجة مرادة؟ في الواقع ان ذلك لم يضبط لهذا تجد ان المفكرين كل يورد ما عنده بحسب طريقته. فيختلفون في البداية ويختلفون في النهاية ويختلفون ايضا في في وسائل ذلك كل بحسب مدرسته. هل يصح ان يقال على هذا ان العلم من الفكر لا شك ان العلم لا يجوز ان يقال انه فكر اسلام. وقد سئل الشيخ العلامة محمد ابن عثيمين عن هذه الكلمة كلمة فكر اسلامي هل يجوز ان تقال؟ فقال الشيخ رحمه الله قال الشيخ حفظه الله ورحمنا واياه كلمة فكر اسلامي من الالفاظ التي يحذر عنها. اذ مقتضاها اننا جعلنا الاسلام عبارة عن افكار للاخذ والرد لان الفكر رأي. فاذا قلنا فكر اسلامي معناه ان الاسلام صار افكار مجموعة افكار قابلة للاخذ والرد قابلة للنقاش قال الشيخ وهذا خطر عظيم ادخله علينا اعداء الاسلام من حيث لا نشعر. وقال الشيخ بكر ابو زيد حفظه الله كيف يصح عند هذه الكلمة في كتابه معجم المنهيات اللفظية؟ قال كيف يصح ان يكون الاسلام ومصدره الوحي فكرا. والفكر هو ما يفرزه العقل. فلا يجوز بحال ان يكون الاسلام مظهرا من مظاهر فكر الانسان فالاسلام بوحي معصوم. والفكر مصدره العقل وليس معصوما. واذا كان بعض الكاتبين يعني الاستاذ سيد قطب يقول واذا كان بعض الكاتبين ادرك الخطأ في هذا الاصطلاح فابدله باصطلاح اخر هو التصور الاسلامي وهذا في كتاب خصائص التصور الاسلامي ومقومات التصور الاسلامي قال اذا كان بعض الكاتبين ادرك الخطأ في هذا الاصطلاح فابدله باصطلاح اخر هو التصور الاسلامي فانه من باب رفع افة باخرى لان التصور ايضا الفكر المحتمل للصدق والكذب. وهذا الذي قاله الشيخ بكر سديد لان من رأى البحث التصور الاسلامي خصائص الاسلامي مقومات التصور الاسلامي وجد انها تبحث في تحليلات للعقيدة توازن الشمول الى اخره فيجعل الاصول عقدية جديدة ويجعلها ويجعل ذلك مزايا تصور كما قال الاسلامي يعني مزايا العقيدة الاسلامية وتلك انما هي بافكار لم يسبق اليها كاتبها والتصور هو الفكر فرجع الامر اذا الى الحديث عن اصول الاسلام وعن العقيدة وعن مزايا ذلك والحكم والاسرار في اصول فكرية وقوالب تصورية ثقافية ولا شك ان هذا كما قال الشيخ رفع افة باخرى يعني علاج افة باحلال افة اخرى جديدة. والكل راجع الى انه فكر. فكر اسلامي كما يعبرون وهو في الحقيقة فكر غير منضبط وليس عندنا ما يسمى فكرا اسلاميا يعني ليس عند العلماء ما يجوز ان يقال له فكر هل يجوز ان يقال مفكر اسلامي؟ قال الشيخ ابن عثيمين مفكر اسلامي يعني من يفكر ويكون مصدره في التفكير الاسلامي هذا اذا انضبط بالعلم صح لان من فكر بطريقة علمية صحيحة فهو مفكر اسلامي فيصح ان يقال عمن انضبط بالعلم في التفكير انه مفكر اسلامي يعني مسلم ذو فكر وهذا الاستعمال صحيح. بعضهم وقال ان هذا الكلام غير منضبط. لان القرآن والسنة فيها الحث على التفكر. والحث على النظر والفكر وقد جاءت ايات كثيرة في ذلك بالحث على التفكر منها قوله جل وعلا ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب. الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم. ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانه. فمدح الله جل وعلا خاصة المؤمنين بانهم يتفكرون. وكذلك قال جل وعلا اولم يتفكروا في انفسهم ما خلق الله السماوات والارض وما بينهما الا بالحق واجل مسمى. وقال جل وعلا قل انما اعظكم واحدة هل تقوم لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا؟ وجاء فى الحديث او فى الاثر اللهم اجعل كلامي ذكرى وصمتي فكرة. ولا شك ان التذكر امر مطلوب ومستحب او واجب في بعض الاحيان لان التفكر ينتج نتيجة عظيمة وهي تعظيم الله جل جلاله وتعظيم ما نزل على رسوله واتباع الرسل والخوف من الاخرة والرغب في الجنة والحذر من النار. فهل هذا التفكر الذي جاء في الحياة وفي بعض الاحاديث تذكروا في الاء الله ولا تفكروا في ذات الله فتهلكوا. هل هذا التفكر هو المقصود بالفكر؟ ننظر الى ما قاله العلماء في كلمة التفكر لان من استدل على صحة الفكر بالتفكر نقول هذا استدلال غير صحيح. لان الفكر او التفكر الذي جاء في هذه الايات ليس هو الفكر في الشرع وانما هو تفكر في الاء الله. ففرق بين الفكر في والتفكر في الاء الله. التفكر في الاء الله في مخلوقات الله هذا هو المقصود بما امر الله جل وعلا به في تلك الايات اما التفكر في الشرع التفكر في احكامه فان هذا هو الذي ينتج الفكر. وهذا الفكر قد يكون صحيحا وقد يكون سقيما فان الفكر اذا الذي يقصد به حين يقال فكر اسلامي لا يقصد به التفكر في ملكوت الله ولا يقصد به النظر في الافاق وفي الانفس وانما يقصد به النظر في الشرع. والنظر في ادلته والنظر في التاريخ للوصول الى نتائج معينة وهذا غير الفكر ولهذا قال بعض الادباء وكلامه كلام حسن قال الفكر مقلوب فرق فرق شيء يتركه فركا فالفكر مقلوب فرك. لكن يستعمل الفكر في المعاني وهو فرك الامور وبحثها طلبا للوصول الى وهذا في الحقيقة تعبير صحيح وتعبير جيد يخرج بالتفكر والفكر عن المدلول العصري والاصطلاحي في قوله فكر اسلام. اذا اذا كان التفكر انما هو في الملكوت التفكر في الاء الله. تفكر في الانفس للوصول الى نتيجة تقوي الايمان وتعظم في العبد تعظيمه لله جل وعلا وخوفه منه ورجاء ثوابه والخوف من عقابه والقرب من والحرم والبعد من عذابه وناره فان هذا يخالف ما يسمى بالفكر والفكر في الحقيقة في الاصطلاح الجديد هذا انما هو الرحم لاننا عندنا في الشرع ادلة دلت على النهي عن الرأي. فما هذا الرأي الذي حذرت منه الادلة؟ هو في الحقيقة هو الفكر لان الرأي مصدره العقل يرى رأيه ومعلوم ان الرأي يكون بعد ترو فيرى بعد التروي هذا في الحقيقة هو الفكر لانه رأى بعد التروي وافطر فكرا او قال فكرا بعد بعد ان فكر. فالرأي والفكر الرأي والفكر متقاربان. ولهذا جاء في النصوص النهي عن الرأي وجاء كلام الصحابة والتابعين كما سيأتي. الفكر اذا رأيه وهذا امر واضح لان انه ناتج عن تصرف العقل وتفكير العقل وهكذا الرأي ناتج عن تصرف العقل وسفير العقل الرأي في تاريخ الاسلام انتج لنا اشياء كثيرة انتج لنا الرأي اراء جديدة في العقيدة. انتج لنا الرأي اراء جديدة في الشريعة. انتج لنا الرأي اراء جديدة في اصول الفقه. انتج لنا الرأي اراء جديدة في الحديث. وما يقبل منه وما يرد والاحاد وغير الاحاد والمتواتر وغير المتواتر والقطعي والظني الى اخر ذلك. انتج لنا اراء جديدة في المصالح والمفاسد. حتى قال حتى قال بعضهم حيث وجدت المصلحة. فثم شرع الله وقلب الحقيقة برأيه. والحقيقة انه حيث وجد الشرع فثم المصلحة وليس حيث وجدت المصلحة فثم الشرط لان المصلحة مفرزة من الشرع وليس الشرع مفرزا من المصلحة فالشرع هو الاساس وعن الشرع تنتج المصالح وتدرى وتدرأ المشاكل. بالرأي ظهرت اراء سياسية متنوعة غير السياسة الشرعية. سياسات يتبع فيها اصحابها ما يرون كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية ظهرت السياسات الملكية والسياسات الاماراتية وظهرت السياسات العقلية وظهرت السياسات الفلسفية الى اخره. فكل يسوس برأيه فجعلوا ان هذه المفردات جميعا صحيحة واسلامية ومرجعها الى الشرع اصحابها في الواقع اهل رأي تمسكوا بقواعد تمسكوا باشياء من المتشابه عنها بتصرفاتهم وافكارهم وهذا هو في الحقيقة هو الذي انتج لنا الرأي وهو الذي انتج بعد ذلك الفكر. اذ ان الفكر فيما ترون في الوقت الحاضر انتج لنا فكرا عقائديا تكلم في العقائد من منطلق فكري من منطلق نظر فقيمت بعض الاتجاهات العقدية تقييما فكريا فبعضهم قال ان المعتزلة هم القوم. وان اهل الحديث هذول ليسوا بشيء. لم؟ بموازنة فكرية رجحوا عقيدة على عقيدة بمعطيات فكرية فاين الدلائل؟ اين النصوص؟ اين ما يدل على ذلك؟ انما هو الرأي المجرد. وكذلك رجحت انواع من المصالح والمفاسد في الدعوات رجحت انواع من السياسة في الدول وسوغ بعض الناس من المفكرين لبعض الدول انواعا من التعامل وانواع من التصرفات بالفكر والرأي. وهذا لا شك انه خطر عظيم وانحراف جسيم. جاء في الامة نتيجة لمفكرين نتيجة لاقوال فكرية وتضخم ذلك تضخم حتى غدت الاقوال والفرق والاختلافات كثيرة. لهذا يجب علينا ان نصيح لدلائل الشرع العظيمة التي تنهى عن الرأي اذ ان الرأي في دين الله مذموم الا اذا كان عن مسائل اجتهاد في مسائل الاجتهاد ممن كانت عنده الات الاستنباط والاجتهاد. يعني ان من رأى رأيا او قاس قياسا او ظهر بافكار وهذا عنده لاجل تمكنه من الات الاستنباط والاجتهاد فهذا مقبول منه. اما ان يرى الرأي ويفطر الفكر والاحكام من ليس عنده شيء الا انه قرأ وتثقف وقال عندي ملكة للمطالعة وعندي ملكة الاطلاع فهذا لا شك لا يقبل بل هو ما جاء في النصوص النهي عنه. ومن تلك النصوص ان عبد الله ابن عمر عبدالله بن عمرو بن العاص قال في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور العلماء. ولكن يقبض العلم بموت العلماء. حتى اذا لم يبقي عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فافتوا بغير علم. وفي رواية مسلم فافتوا برأيهم. فضلوا واضلوا برأيهم يعني حكموا على الامور وعلى الاحوال وعلى ما عندهم مما يحتاج الى حكم بالرفض يعني بالفكر فالرأي والفكر هما شيء واحد. فضلوا واضلوا. ومن ذلك حديث ابن عباس الذي رواه ابو داوود والنسائي وحسنه الحافظ ابن حجر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار. وظهر من المفكرين من يتكلم في القرآن برأيه تجعل بعظ المعطيات الفكرية او النتائج هي من دلالات القرآن. حتى جعل من دلالات القرآن والعياذ بالله امر مجمع على بطلانه ولم يقل به احد من اهل العلم بل جعل من دلالات القرآن ما يدل على عطاء الفاسدة او ما يدل على اراء الادلة والقواعد تقضي عليها من اسها. والادلة في ذلك في السنة كثيرة. ومن من ما جاء عن الصحابة في ذلك قول عمر وهو قول عظيم قال رضي الله عنه ان اصحاب الرأي اعيتكم ان اصحاب الرأي اعداء السنن الرأي اعداء السنن اعدهم الاحاديث ان يحفظوها. والسنن ان يتفهموها فعارضوا السنن برأيهم. فاياك واياك وفي طريق اخرى قال رضي الله عنه فقالوا بالرأي فضلوا واضلوا وهذا الذي قاله عمر منطبق تماما على بعض انواع الفكر يعني الفكر الذي لا دليل عليه او الفكر الذي يهدم اصولا ويكون استدلال اصحابه بالمشتبهات لا العلمية نتج عن ذلك انهم قالوا بالفكر قالوا بالرأي فضلوا فعلا واضلوا وهذا ظاهر في مدارس كثيرة تراها اليوم في كثير من بلاد المسلمين. فاذا نظرت مثلا الى فكر بعض الكتاب الذين تكلموا في اشياء من طريق الرأي وجدت انه تفرغ عنهم نشأ عنهم مدرسة مثل مثلا مالك ابن نبي في الجزاء نتج عنه مدرس مات مالك بن نبي نتائج فكر قامت عليها دعوة بعد ذلك. تأثر به راشد الغنوشي المعروف زعيم الحركة الاسلامية في تونس. كما يقال وهذا هذا حركة لا تعي السنن ولاة العلم وانما هي معطيات فكرية حتى انه قال في يوم من الايام حينما سئل عن مطالب في تونس قال مطالبنا ان يحكم الشعب. قالوا فاذا اختار الشعب الديموقراطية قال ليس عندنا مانع يختار الشعب الديمقراطية فاننا نختار ذلك لكن لا يجبر الشعب على اختيار لا يريد. هذا فهم للاسلام وان كان دلل عليه من قبله وهو ايضا يعني عنده شبه في ذلك لكنه عطاء فكري مارج ليس له من الاسلام نصيب. وتبنى هذا دعوة تبنته دعوة تبنت هذه الدعوة مواقف وتحليلات سواء في داخل بلادها او في خارجها وكل ذلك نتائج مفكر او نتاج فكر سابق كذلك في مصر تراها ان كثيرا من المواقف والمفردات مثل في انتشار الجماعات المختلفة بعد دعوة الاخوان المسلمين. والجيوب التي حصلت في الجماعة واختلاف الاراء فيها كانت نتائج كلام فكري قاله بعض المفكرين تبنى ذلك الكلام سنة جماعات ثم تبنى افكار اخرى جماعات اخر فكثرت الجماعات حتى انه يقال ان اليوم بمصر نحو مئة جماعة او اسم او قريب من ذلك ربما للمبالغة والتكثير. وهذا نتاج الفكر ويأتينا ان الفكر مفرق. الفكر لا يجمع الفكر يفرق الناس لانه اذا كان عندي افكار فلا بد ان يكون ثم من يقتنع بهذه الافكار فيكون هناك تفرق في الامة هؤلاء يقتنعون بهذا الفكر والفكر ليس مصدرا عقليا وليس نتاجا عقليا والغاية عقلية بل يتبعه عمل. ولهذا في كتابات مثلا سيد قطب المتأخرة بل وفي كتابه في ظلال القرآن نتجت هناك جماعات تتبنى افكاره التي قالها في نحو كتاب معالم في الطريق او في نحو كتاب خصائص التصور الاسلامي ونحو ذلك مما فيه انحراف عن قواعد الاسلام وعن اصول هذا الدين. نشأت جماعات الى اخره تبنت هذه الجماعات مواقف الى اخر ذلك وكل له تبريراته وكل له فكره لكن العلم ليس متصلا بذلك بل العلم من ذلك ضرب ننتقل الى نقطة اخرى الفكر ما مصدره يعني اذا نظرت في كتابات المفكر ماذا يعتمد عليه حتى يكتب؟ ما دلائله؟ ما مصادر الفكر عنده متنوعة ومتعددة لكن يمكن ان نذكر منها اولا الثقافة العامة المجموعة مما علق بذهن ذلك المفكر او مر عليه من ادلة الشرع وكلام بعض السابقين وثقافته التاريخية و الواقع السياسي ونفسية الكاتب الى اخره. يعني اشياء مجموعة ثقافية دليل من الكتاب دليل من السنة دليل من قاعدة واقع تاريخي قصة تاريخية الى اخر ذلك. هذا مصدر من مصادر الفكر. فاذا نظرت في كتابات المفكر اي مفكر تشاء لا تجد انه يستدل بامر خارج عن الكلام الاسلام. ولذلك قيل عنه انه مفكر اسلامي. لكن هذا الكلام الذي يستدل به ويجعله من مصادره هل هو مستقيم في نفسه؟ يعني صحيح في نفسه غير معارض؟ ام انه ادلة لكنها تدخل في المتشابه كثيرا من الاحيان. في الواقع انك تجد ادلة. بعضهم يكتب ويبدأ كلامه التفكير اسلامي كما يقولون بقاعدة من القواعد. هذه القاعدة الصحيحة. ويفرع عنها ويبدأ ويتخذ الوسائل ويصل الى الغاية والاحكام والعلاج الى اخره منطلقا من ذلك وكأنه ليس في تقييم ذلك الوضع او في علاج هذه النقطة او في علاج تلك المشكلة الا هذه القاعدة يذكر مسألة اصولية يتعامل في المسألة بنص واحد او يذكر ثقافته او يكون عنده عاطفة من العواطف فيتكلم من منطلق هذا العاطفة يرى مثلا ما حل بالمسلمين من نكبات ما ما يمارسه عدو الاسلام من ضغط على الاسلام والمسلمين واهانة الى اخر ذلك مما هو مشاهد في ميادين مختلفة تتعاظم نفسه ذلك فينتج ذلك افرازا هذا الافراز ثم افراز فكري وهذا الافراز يصبغه بالصبغة الاسلامية فيستدل باية يستدل بحديث ينقل كلام يذكر واقع وهذا يعد اكبر المصادر عند المفكرين. فيرى كثيرا من الناس وينظرون الى هذا المقال او ذلك الكتاب فيجد ان فيه استدلالا اية وفيه استدلال بحديث وفيه استدلال بقاعدة فيه ذكر لخبر تاريخي لقصة تاريخية فيرى ان ذلك الفكر صحيح وان ما نتج اليه كان صحيحا ويطعم ذلك بعاطفة قوية وعبارة جياشة واسلوب ادبي قوي فيقتنع كثير من الناس بذلك هذا من المصادر المهمة عندهم وهي التي يجب ان يكون طالب العلم منها على حذر لانه كما سيأتي هناك فرق بين المحكم والمتشابه فاما الادلة من حيث هي والاستدلال فهذا يمكن ان تستدل على المسائل المخالفة للدين ببعض ما جاء في القرآن. مثلا استدل النصارى على خصوص بعثة النبي صلى الله عليه وسلم للعرب بقوله جل وعلا وانزل عشيرتك الاقربين وفرعوا على ذلك منهم من اباح الخمر واستدل على ذلك بالقرآن قال جل وعلا ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعم واذا ما اتقوا وامنوا وعملوا الصالحات كذلك قال في الخمر فاجتنبوه لعلكم تفلحون و هذا امر ولم يحرم لانه قال لعلكم تفلحون في افرازات كثيرة. كما ذكر ذلك الشاطبي في الموافقة. حيث قال ليس تم صاحب الا ويجب في الشرع من المتشابه ما يدل على رأيه. وهذه عمدة اهل الفكر في الوقت الحاضر يجدون من المتشابه من كلام الله جل وعلا كلام رسوله وربما بعض كلام اهل العلم او الوقائع التاريخية الى اخر ذلك ما يستدلون به فيجعلون احكاما واحوالا بل ربما انواع من التعامل والنتائج مبنية على تلك المصادر التي هي مجموع الثقافة العامة لدى المفكر. الثاني من المصادر عند المفكرين الاسلاميين نظرة الكاف الى الواقع وكيفية علاج ذلك الواقع. وهذا يتنوع بحسب نسعد ذلك الكاتب ومدرسته. فمثلا ترى ان ابا الاعلى المودودي في الباكستان طرحه طرحه الفكرية تماما عن طرح ما لك بن نبي في الغرب. لم؟ لان ذاك نشأ نشأة معينة. والاخر نشأ نشأة اخرى فذاك متأثر بكلام المستشرقين وبالدراسات الاستشراقية وبفرنسا والى اخره فنظر بمنظور اخر والاخ وابو الاعلى ناتج من رأيه في كيفية الاصلاح الواقع وكيف ننهض بالمسلمين مصدر من مصادر الافكار المدرسة اذا نظرت في جانب اخر في جانب المنحرفين جدا بعضهم عاش في الاشتراكية زمنا طويلا مثل مثلا دكتور محمد عمار هو عاش في ذلك وعاش فلما رجع وكتب كتابات اسلامية ويسمى اليوم نسأل الله السلامة والعافية مفكرا اسلاميا وله اعراض واراء وبعض الناس يتبناها وتكتب حتى في صحفنا تجد انه ينبثق من ذلك الماضي الذي عاشه فله افكار متعلقة بذلك فاذا عن التنوير او التقدم او التطور وكيفية صياغة العقلية فانما يرجع الى معاناة سابقة وينتج ما عنده من الافكار بحسب ما دون الرجوع الى الاصل الاصيل لانه لم يدرس ذلك او لان حياته تقلبت في ادوار مختلفة. اذا نظرت الى الذين اعتنوا بالاستشراق وذهبوا ودرسوا في الغرب وواجبوا المستشرقين في مؤتمرات الى اخره وتكلموا تكلموا عن الاسلام بنظرة فكرية لكن باحساس هجوم الغرب على الاسلام مثل الشيخ محمد الغزالي في كتاباته ضعف امام اطروحات المستشرقين وعيبهم في الاسلام وهذا الظعف النفسي اراد ان يبرر ان الاسلام صحيح وان ما عندنا هو الصحيح حتى ولو اخذ قولا شاذا من اقوال العلماء او استدل بواقعه او هدم اجماعا من الاجماعات المقصود ان يظهر الاسلام قويا امام الاستشراق هذا وضع النفس خاص ينتج انواع من التفكيرات وانواعا من الاطروحات التي يقدمها المفكرون كذلك في الفن كذلك في المباحث اللغوية والادب الى اخره. هناك انماط من التفكير ومصادر الفكر تكون واقع ذلك الشخص وحياته عاشها والشيء الذي اهتم به. اذا فيكون الفكر اكثر. لان ذلك المفكر ينظر من واقعه ينظر فيما عاناه فيريد ان يخرج بنتائج هي في الواقع لا تحل شيئا وانما هي تقنع المشكلة التي عنده. تحل المشكلة التي عنده لكن لا تحل مشكلة المسلمين الا اذا تصور اولئك ان كل مسلم عنده نفس المشكلة التي عند ذلك الكهف. وهذا لا شك انه لا يقوله احد من المصادر ايضا تتابع المدارس الكتاب الذين قرأ لهم المفكر فتجد ان من الناس اليوم من يكتب كتابة فكرية مثلا بمدرسة سيد قطب الفكرية. منهم من يكتب كتابات فكرية متأثرا بمدرسة المودود الفكري. منهم من يكتب كتابات فكرية متأثرا بمدرسة مالك ابن نبي متأثرا بمدرسة محمد قطب متأثرا مدرسة محمد البهي الى اخر انور الجندي الى اخر الذين يكتبون في تلك المجالات تتنوع المدارس يكون من المصادر الدراسات القديمة من المصادر الافكار القديمة ولا شك ان هذا يحدث انحرافا بعد انحراف لان فكر الثاني يكون توسعة الفكر الاول فاذا كان الفكر الاول غير منضبط بضابط الشرع فانه يكون هناك خللا يكون هناك خلل في النتائج عن اصل الاسلام. نصل الى سؤال مهم وهو هل الفكر كله مذموم؟ متى تذم الكتابات الفكرية؟ ومتى لا تذم متى تقبل؟ ومتى لا تقبل؟ نرى كما ذكرت في المقدمة ان الفكر والكتابات الفكرية في هذا الزمان مهم. ولا شك ولها فوائد لكن متى ما انضبطت بضوابط الشرع متى ما قام اصحابها عليها بنظر صحيح متأمل رأوا فيه حق العلم وصاروا ذلك بقوالب فكرية ونقاشات يقتنع بها الناس. نعم لغة العلم عديدة. لغة العلم لا يفهمها كل احد. اعتاد الناس هذا الزمن على كتابة على المقالات مقالات الجرائد والمجلات اعتادوا على الكتب الصغيرة كتب الجيب التي يأخذ منها فكرة مدللة قناعات سطحية متنوعة باسلوب جذاب فيحدث قناعات كثيرة عند الناس. هل نلغي الفكر؟ الجواب نلغي الكتابات الفكرية؟ الجواب ليس الامر كذلك. بل لا بد ان يكون هناك من يقوم بهذه الكتابات الفكرية. لكن على الضابط الذي سنذكره او نعرض له فيما يأتي ان شاء الله تعالى. من فوائد الكتابات الفكرية في هذا الزمن اولا ان يخاطب الناس باللغة التي التي يفهمونها. لو نظر احدكم الى دخوله طالب علم يدخل الى البيت ويكلم بعض المثقفين مثلا عنده اخ دارس دراسة مثلا مدنية او عنده اخ كثيرا او تاجر او قريب له الى اخره فانه قد لا يستجيب للغة العلم قد لا يفهم مدلولات لغة العلم هؤلاء لابد ان يوضح لهم الاسلام اصول الاسلام وقواعد الاسلام وما عليه اهل الاسلام هو عقيدة اهل السنة وتوضح له توضح لهم الاصول في عبارات سهلة. هذه العبارات هي التي نسميها طرح فكري. لان من الناس من عنده مثلا الاستشهاد بواقعة تاريخية اعظم في التأثر من ان تستشهد له بحديث. اذا اظهرت له تناقضا بين موقفين تناقضا في حالتين يكون عنده اكثر اقناع من اكثر اقناعا مما لو اتيته بكلام عالم من اهل العلم العقول مختلفة فاذا لا بد ان تخاطب الناس بما يفهمون وبما يعقلون. وخاطبوا الناس مخاطبة الناس بما يفهمون وتحبيث الناس بما يعقلون هذا لا شك انه من المطالب التي يدخل فيها التحدث مع الناس بالفكر لكن اي فكر هو الفكر الذي كان العلم عليه حكما ولم يكن حاكما على العلم الفكر الذي صدقه اهل العلم وصدقه النص والقواعد الشرعية. ثانيا اننا نحتاج في هذا الزمن لا شك الى الرد على الاعداء الرد على اهل الخصومات في الاسلام وللاسلام الشبه كثرت والاراء كثرت فلابد من اطروح مقابلة وهذه الاطروحات ان كانت بصيغة علمية لا تناسب كل الطوائف وكل الفئات فان كانت بصيغة فكرية قبلت. لهذا نرى انه من الحاجة ان يكون ثم كتابات فكرية. لكن كتابات فكرية صحيحة وهذه الكتابات بشرطها الذي سيأتي واعظمه ان تكون العلم حكما عليها وليست منفصلة ولا بعيدة عن العلم. هذا في جانب الفوائد. في جانب المضار هل الكتابات الفكرية التي قرأناها منها ورأينا منها القديمة والحديثة هل هذه سلمت من المضار الجواب بل انها حوت مضارا عظيما. واخطارا متنوعة. فمن ذلك وهو اعظمه انها احدثت اجيالا تفكر دون اعتماد على العلم. والامة لا تعرف الا ان يكون العلم هو الاصل. فالامة مرتبطة بالعلماء. منذ عهد الصحابة بل حتى في حياة النبي عليه الصلاة والسلام قال الله جل وعلا واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم. قال المفسرون اولوا الامر هنا هم الذين تنبطون وهم اهل العلم. فالامة مرتبطة بعلمائهم. اجيال الناس مرتبطة باهل العلم. يأتي في هذا الزمن احداث لمصطلح فكر اسلامي ويقوم عليه اناس يسمون مفكرين اسلاميين هذا احدث اجيالا من قناعاتهم فكرية لا يعون العلم ولا يرضخون للعلم ولا يحكمهم العلم وانما يحكمهم الفكر. اذا فكروا فان ما هو بمعطيات فكرية واذا تناقش احد معهم فانما يقتنعون بالفكر دون غيره. اذا تكلم مفكر بالفاظ جذابة بالفاظ فضفاضة بثياب واسعة فانه يقتنع. واذا اتاهم بمصطلحات جديدة اقتنعوا. فاتت المصطلحات الذي دعا الخروج من من الذل الرجوع الى الاسلام انما هو بتحديد فهم النصوص. الرجوع الى الاسلام انما هو بالتطوير بفتح باب انما هو التنوير انما هو بالتقدم في النظرة الى النصوص انما هو بالنظرة الفلسفية العامة بتقديم العقل بالعقلانية الى اخر ذلك. وهذه كلها افرازات لكتابات المفكرين. لانه في القرن الاخير يعني في القرن الثالث الثاني عشر او اقصد الثالث عشر في القرن الثالث عشر ما كان يعرف ان ثمة مشكلة لا يرجع فيها الى اهل العلم. انما كان الرجوع الى اهل العلم الخلاص ينظر الى كلام اهل العلم. فبدأت هذه المعطيات واحدة تلو الاخرى حتى نشأت اجيال تفكر بتفكيرات فكرية حتى قيل عن نبينا المصطفى محمد ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام قيل عنه انه عبقري فكتب كاتب عبقرية محمد. وهل النبي عليه الصلاة والسلام كان مفكرا؟ كان من عند نفسه حتى يقال انه عبقري انما هو وحي يوحى كما قال جل وعلا ان هو الا وحي يوحى. فظهر استقلال في الفكر واجيال تتعامل مع الالفاظ مع النصوص بمجرد رفيعها. لا ترجعوا الى شيء. حدث هناك مصطلحات مخالفة. تعدي على الرسل. تعدي على الانبياء تكلم بكلام انما هو نتاج الفكر. حتى تكلمه في الصحابة فحلل. حللت تصرفات بعض الصحابة حللت خلافة حتى قال بعضهم ان الخلافة الاسلامية لم تعرف الاجتماع الا في عهد ابي بكر وعمر. ومن دعاة عثمان الى يومنا هذا حدث الخلاف في الامة والتفرق والدماء والتطهر. فالى اي شيء الى اي شيء يدعى؟ في النصوص فلابد ان يكون هناك اشياء فكرية تجمع الناس على معطيات جديدة ليست هي المعطيات السابقة لان النظر في النصوص فرت ثم والعياذ بالله وهذا لا شك انه يعني في الجانب الاخر الغالي لا شك انه خروج عن الديانة وابتغاء لغير سبيل المؤمنين من المضارع العظيمة ايضا ان الامة تفرغت واذا نظرت الى هذه الاشياء التي ذكرنا وبداية نشأة الجماعات الاسلامية في القرن الماضي وكيف ان نتاج هذه الجماعات كان فكريا؟ وكيف بنيت جماعات وفئات على الفكر نظرت ان التفرق يكون بحسب زيادة الفكر. فكلما ازداد المفكرون ازداد التفرغ. وكلما زادت الاطروحات الفكرية ازدادت كثرت الاراء الجديدة وكثر التفرغ. وهذه لا شك مضرة عظيمة لان الفرقة عذاب كما قال عليه الصلاة والسلام الجماعة رحمة والفرقة عذاب. والامة انما يجمعها العلم. والفكر مفرق. الثقافة اذا لم تكن منطوية تحت لواء العلم. والعلم هو الذي يجمع. العلم هو الذي يقل معه التفرق والاختلاف هيوجد لان لان الاختلاف في فهم النصوص هذا موجود لكنه يكون قليلا. اما هذا الذي تراه افكار مختلفة كل واحد عنده طرح غريب حتى انه غدا من اثار الفكر ان يقال لا فرق بين السنة والرافضة. الا في مسائل قليلة لابد من الالتقاء حتى انه يمدح رؤوس الضلال بحجج فكرية. لماذا تمدح رؤوس الضلال من مثل الخميني مثلا وغيره مدحه بعض المفكرين الاسلاميين لماذا؟ قال بكلام فكري لا حاصل وراءه لكن حاصله انه لابد ان تجتمع الامة للهجوم على المستعمر للهجوم على الدول الكافرة الى اخره. وهل هذه مصلحة شرعية ان مع كل احد حتى ولو كان هو الذي يطعن في عقيدة الامة ويطعن في اصول اهل السنة لا شك ان هذا كلام فكري تبنته جماعات تبنته فئات حتى في زماننا هذا وحتى في بلادنا هذه هناك من يقول بمثل ذلك الكلام في الكلمات الفكرية العامة قيل بتصحيح بعض الاوضاع كلما جد امر وظهر حال او ظهر نازلة بالمسلمين او وجد شيء تعامل معها الكتاب هؤلاء من نظر فكري مجرد هذا ينظر اليها من جهة الفلانية والاخر ينظر ومن الجهة الاخرى وتحدث اراء في الامة جديدة وتتفرق الصفوف لاجل تلك الاراء. فالفكر سواء كان قريبا من العلم او كان بعيدا هو يفرط ما لم يكن العلم حكما عليه. ولا شك هذا ضار لا شك ان هذا ضار جدة وضرره بين لكم فيما حصل من انواع التفرقات في الامة وتنوع الاقوال و المداس من مضاره ايضا انه نتج في المفكرين ان يصدروا احكاما على عقيدته. على العقيدة الصحيحة وعلى الفقه الصحيح وعلى اصول الحديث وعلى السنة فاهل المفكر نفسه وجعل نفسه لانه مفكر اسلامي ان يخوض في كل مسألة حتى في الموازنة بين العقائد. فيدخل فيوازن بين العقيدة الفلانية والعقيدة الفلانية بطرح الذكر السنة ما يقبل منها وما يرد بعطاء فقهي. مخالفة بعض الاحاديث للعقل وللفكر يعرض لها وتبث بعطاء فكري الى اخره تحليل الدول والوقائع التاريخية كل ذلك بعطاء فكري ولا شك ان هذا لا يقبل من اصحابه وهو سبب اظهار وجود جماعات وفئات جديدة وطوائف من الناس تفكر من الناس تفكر في الحكم على كل شيء. اصبحوا اعني اولئك المفكرين اصبحوا كامل ومجتهدين فلا يتورعون عن الحكم على اي شيء. وعلى اي واقعة ويحللون اي شيء ويعللون ويدللون تجد ان لهم من يساعدهم ومن يأخذ بافكارهم ويتبنى اقوالهم وهذا لا شك انشأ انواعا من المضار والانحرافات اما الوسيلة والسؤال الان ما هو واجب المفكرين. خطاب لمن يكتب كتابات فكرية ويريد منها نفع الامة سلمت نيته وطويته وخشي لقاء الله جل وعلا وخاف عذابه ورغب في جنته وخطاب ايضا لاولئك الذين تجرأوا على كل كتابة فكرية وكل طرح بمجرد بوجود مجموعة من الافكار والثقافة والاطلاع عند اولئك. يجب اولا على الجميع في ذلك تقوى الله جل وعلا. وان الكتابة اذا كانت فكرية فانه لابد ان يستحضر صاحبها الذي كتبها ان هناك من سيقتنع بها. ومن سن في الاسلام سنة حسنة كان له واجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة. ومن سن في الاسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة. وفي الصحيح صحيح كمسلم من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من اتبعه لا ينقص ذلك من من اجورهم شيء ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الوزر مثل اوزار من اتبعه لا ينقص من اوزارهم شيء. وهذا امر عظيم ان ينظر الكاتب فيما يكتب والمرء مسئول عما كتب مسؤول عما قال فاذا اعد ليوم القيامة وللسؤال جوابا رأى منزله اين يحب ان يكون فانه اذا سيتحرى ان كان من مريد الخير ومحبي ربهم جل وعلا. الثاني الواجب ان يخضع الجميع للعلم وان لا الا يرفعوا الفكر على العلم. العلم هو قول الله جل وعلا وقول رسوله صلى الله عليه وسلم وقول الصحابة قول ائمة الاسلام قواعد الشرع المرعية وهذا هو الذي ينجي وهو الذي اذن الله جل وعلا باتباعه. اما الفكر فان كان تابعا للعلم فهو مقبول ومنجب واصحابه ناجونا وان كان مخالفا للعلم فاصحابه على هلك. فلا بد بل يجب على كل ما يكتب كتابة فكرية ان يكون رجاءا الى العلم. وان يكون العلم حكما عليه. وهذا يكون بمراجعة اهل العلم لما يكتبه من يريد الكتابة الفكرية العامة. فانه قد يستنتج استنتاجات غير صحيحة وقد يستدل بادلة لكن غير محكمة او معارضة او فهمها على غير فهمها او نظر فيها على غير الصحيح قد يستدل بواقعة تاريخية والتاريخ ليس حجة وقد يستدل بفعل بعض العلماء في الزمن الماضي وفعل بعض العلماء ليس بحجة الى اخر ذلك. من الذي يزن هذا هذه الامور؟ من الذي الصحيح من ذلك بما ليس بصحيح انما هم اهل العلم. فمن اراد كتابة فكرية يريد بها نفع الناس ومخاطبة الناس بما يبقى بما يفهمون حدثوا الناس بما يعقلون من اراد ذلك فعليه ان يجعل العلم حكما. ويجعل اهل العلم مراجعين لكلامه ولكتاباته حتى تكون نافعة غير ضارة ولا مخالفة لقواعد الشرع. كل ذلك بعرضها على اهل العلم واهل الشام. الثاني او الثالث لان لا يدخل المفكر في كل شيء. الا يكون مجتهدا يظن نفسه انه بما عنده من المعلومات والثقافة وحسن الاسلوب يخوض في كل امر. فيعرف حده. فما حد الفكر الذي يخوض فيه ما هو الذي يجوز له من ذلك؟ لا يجوز له ان يكون مجتهدا حكما على على العقيدة حكما على الفقه حكما على الحديث حكما على على الاحاديث من حيث ثبوتها وعدم ثبوتها من حيث ما يقبل وما لا يقبل. حكم في المسائل الفقهية حكم في قواعد الشرع حكم في التاريخ حكم في على العلماء حكم على الفئات حكم على الجماعات حكم على وجهات النظر لان المفكر انما يعرض رأيه والرأي اذا لم يكن مستندا الى ادلة صحيحة في العلم والشرف فانه رأي والرأي كما قلنا مذموم الا ما وافق فيه اصحابه الشرع. فاذا لا بد ان يعلم المفكر حدوده في اي شيء يتكلم ما حدود الكلام؟ واذا عرف حدوده وان الفكر يصدم الامة اذا كان في بيان محاسن دينها اذا اذا كان في وسيلة يقظتها اذا كان في تصحيح عقولها من الخرافات اذا كان في تثقيفها اذا كان في اخذها بوسائل الحضارة وتفهيمها اصولا الفاظ شديدة فيريد ان يعرضها للامة بصيغة فكرية هذا لا شك انه يخدم يحلل يكتب عن عن لخبر او لحادثة تاريخية او لحوادث من السيرة فتكون بعد ذلك معروضة على اهل العلم هذه الحدود لا شك انه يحتاجها الناس ويحتاجها طواف من الشباب والكبار ومن المثقفين وغير المثقفين لاجل ان يبان للناس حقيقة هذا الدين بما يناسب اهل العصر الرابع من واجبات او مما يجب على المفكرين ان يحرصوا ان لا يفرقوا الامة وان لا يحدثوا حدثا في فكلما حدثت معطيات فكرية جديدة والفاظ اصطلاحية جديدة تنوير تقدم الى اخره يتبعها اناس وهذا يفرق الامة لو يعمل المستعمل الفاظ فكرية يستعملها غير الاسلاميين من اصحاب تلك الالفاظ فانه يوقع الناس في شك ويوقع الناس تبعية ومراجعة لتلك الافكار. فتلك الافكار يجب الا يدعى اليها. وتلك الافكار يجب الا يؤخذ بها لان الاخذ بها تفريق الامة فانما يؤخذ بالفكر كما ذكرنا الذي يجمع الامة وهو ما وافق العلم. اما الفكر الذي يفرق الامة فانه مذموم اذ الواجب ان تجمع الامة على ما اجتمع عليه سلفها الصالح وعلى ما اجتمع عليه الرعيل الاول من وحدة العقيدة ووحدة التلقي للنصوص ووحدة التفكير وهذا انما يكون بالرجوع الى العلم وبالتربية والعرض العلمي ايضا وهو الاخير ان لا يغتر المفكرون بانفسهم فربما رأى المفكر انه ربى ونافع وارتفع عن ان يكون منقودا فيظن في نفسه انه مؤهل بان تكون كلمته هي الصواب. وهذا باطل لان المفكر بحسب الواقع الاصل في كلامهم الخطأ. وقليل منهم من يصيب يعني يصيب ويوافق الشرع. فهؤلاء يجب عليهم الا يغتروا. واذا رد عليهم ان يقبلوا. اذا كان ديدن الجميع الحق. واذا كتب اليهم او عن او انتقدوا فان المفكر يخطئ ويصيب. وخطؤه كما ذكرنا في الغالب يعني من حيث وقع اكثر من وربما بعضهم يكون صوابه اكثر من خطأه لكن في الغالب من لجأ الى الفكر فان اخطائه كثيرة ولهذا يجب عليه الا يترفع عن النار. وهذا النقد له درجتان. نقد قبل النشر ونقد بعد ان نسعى فقبل النثر لابد ان يعرضه فينقذ ما كتب. يعرضه على اهل العلم حتى يقوموا كتابه. ثم بعد النشر قد الاول اشياء فينقد مرة اخرى حتى تكون الكتابة سليمة غير مردودة. فاذا لا بد عليه ان ان يرحب اخيرا العلم وما هو العلم؟ لا شك ان العلم هو الاصل والعلم ليس بحاجة الى ان يفصل عنه فصلنا عن الفكر والعلم والعلماء معلومون فالعلم كما قال ابن القيم قال الله قال رسوله قال الصحابة هم اولي العرفان هم العرفان ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين رأي فلان. العلم هو فقه النصوص العلم هو الرجوع بالامة الى اصل الرسالة الا وهو تلقي الكتاب والسنة والعمل بذلك. وهذا العلم هو الذي تحتاجه الامة هو الذي يجب ان يسير به. الناس افرادا وجماعات عاملين للاسلام. وان او غير عاملين خاصة ام عامة؟ فان الجميع اذا رضخوا للعلم فان العلم هو المرجع فهو الذي به تؤهل الامة الى ان ان تكون قوية على اعدائها صابية وراغبة وواصلة الى ما يراد لها ومنه العلم ممدوح اهله. مدحهم الله جل وعلا في كتابه ومدحهم النبي صلى الله عليه وسلم في سنته. وهذا الحديث عنه يطول لكن من ذلك قوله جل وعلا يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات معنى هذه الاية يرفع الله المؤمنين. يعني من هم على مرتبة الايمان من اهل لا هم مرفوعون واهل العلم من المؤمنين مرفوعون على غيرهم درجات. يرفع الله الذين امنوا من والذين اوتوا العلم درجة. الذين اوتوا العلم مرفوعون بنص القرآن على غيرهم درجات. فمن فضل مفكرا عالم او اتبع مفكرا على عالم وجعل درجة المفكر فوق درجة العالم فان هذا ناقض هذا هذه الاية وخالف هذا الذي جعله الله جل وعلا منة منه وتكرما فضلا لاهل العلم ورفعا لدرجاتهم. لابد ان نعلم ان العلم منه محكم ومنه متشابه. وقد قال جل وعلا هو الذي انزل عليك الكتاب. منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهة. فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه. ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عندي ربنا. عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم. العلم منه محكم ومنه متشابه النصوص منه محكم منها ما هو محكم ومنها ما هو متشابه. فما المحكم منها الواضح البين الدلالة؟ المتشابه هو الذي لا يفهمه الا الراسخون في العلم يحمل المتشابه على المحكم يرد المتشابه الى المحكم فمن استدل بالمتشابه وترك المحكم او لم يجعل راجعا الى المحكم فانه ممن سمى الله فاحذروهم ممن قال الله جل وعلا فيهم فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. فاذا العلم المحكم منه بين والمتشابه منه لا يدركه الا اهل العلم. صنيع العلماء صنيع الراسخين في العلم التمييز بين المحكم والمتشابه يستدل بالمحكمات. ويصرف المتشابهات الى المحكمات اما صنيع المفكرين صنيع الجهلة او صنيع القراء او صنيع اهل الهوى فانهم يستدلون بالمتشابهين ويتركون المحكمات. يستدل بالمتشابه من السنن. يستدل بالمتشابه من الايات. فلا غرابة اذا ان استدل الخوارج على بدعهم بالقرآن والسنة لا غرابة ان استدل المعتزلة على بدعتهم وضلالهم بالكتاب والسنة لا غرابة ان استدل اهل التجهمية والصوفية الى اخره على ضلالاتهم بالكتاب والسنة لانهم لم يستدلوا بالمحكمات وانما استدلوا بالمتشابهات. والعلم لو لم يكن فيه المتشابهات لتعاطاه كل احد ولم يفن فيه اهل العلم اعمارهم حتى يفقهوا مراد الله جل وعلا من كلامه والمتشابه لنا له كل واحد وهذا لا يكون فانما العلم للراسخين في العلم الذين استوعبوا حياتهم فيه وعرفوا مديولات النصوص. المفكرون في الحاضر ما صنيعهم في الواقع ان الكثرة الكافرة منهم انما يستدلون بالمتشابهات. صحيح. عندهم ادلة وشواهد واقوال وحكايات ولكنها اذا نظرت الى ما جاءوا به من القرآن والسنة فقليل منه ما هو صحيح الاستدلال ومنه ما وهو الاكثر منه وهو الاكثر ما هو من المتشابه مما يشتبه هذا منه بذاك وهذا يضل الامة ويجعلها في انحرافات فكرية وسلوكية وعقدية واجيال تتبع اجيال في انحرافات وافهام ومفاهيم انما كان نتاجها اتباع المتشابه وترك المحكم العلماء والعلم هو التفريق بين المحكم المتشابه والعلماء هم الذين يعلمون المتشابه ويعلمون المحكم وليس كذلك المفكرون ولهذا فانه ينبغي ان تعلم يقينا انه ليس كل من استدل على شيء بكلام الله جل وعلا او بكلام رسوله ان يكون صحيح في نفس الامر والابعد من ذلك ان يستدل المفكر على ما يريد بحدث تاريخي او يستدل بواقع او يستدل بتحليلات او استدل برأي او يستدل بقول عالم مضى او بفعله فان هذا ايغال في البعد لانه في افعال اولئك وفي اقوالهم وفي ما هو متشابه من باب اولى. فاذا كان في كلام الله وكلام رسوله ما هو متشابه فمن باب اولى ان يكون في كلام بعض اهل العلم وفي افعالهم وتصرفاتهم وتعقيماتهم ما هو من المتشابه. فلهذا تجد ان من المفكرين من يحيل على بعض المتقدمين ويحلل او ينقل ركعة او ينقل كلام بعض اهل العلم وينقل من الكتب الى اخره وانما هو كلام فكري لانه استدلال بالمتشابه وهو سمة اهل الرأي واهل الفكر ثمرة العلم العلم له ثمرة عظيمة. واول ثمراته سلامة التدين. فالمفكر الاسلامي كما يقولون انما يريد ان يحمل الناس على التدين او ان يجعلهم في تصور كما يقولون في تصور اسلامي صحيح وهذا ليس نتيجة حتمية بل انه في النتيجة الغالبة ان لا يكون كذلك. لكن العلم يحمل على سلامة التدين لان العلم اذا اخذ اتخذ بقواعده وادلته واصوله على منهج السلف الصالح فانه يحمل على سلامة التدين وسلامة الاعتقاد وسلامة التصرف وسلامة النظر وسلامة التعاملات المختلفة مع الواقع مع النفس مع الاهل مع جميع الاحوال والمستجدات. اما الفكر والرأي فهو متقلب. ولذلك تجد ان الناس لما لم يكن العلم حكما عليهم فانهم كلما جدت لهم حادثة انتظروا الافكار انتظروا الاقوال فتظهر افكار عشرة في الواقعة الواحدة وكل يحلل بنفسه فتجد التفرقات وفي المجلس الواحد يتنوع الاربعة الى اربعة اقوال وهذا رؤيا وسيرى ما دام ان الفكر هو المرجع واما اذا جعلنا العلم هو المرجع فانه سيضيق الخلاف سيضيق يكون الناس على تدين صحيح ونظر صحيح. اخيرا من ثمرات العلم ان العلم يجمع والفكر يفرق. وهذه من كلمات مفتي الديار السعودية في زمنه الشيخ العلامة محمد بن ابراهيم رحمه الله. فانه في وقته لما رأى انسياق الناس الى الثقافات في اخر زمنه وترك الناس للعلم قبل ان تعرف الجماعات وقبل ان تعرف الطوائف والجهات في هذه البلاد قال تلك الكلمة لبعض خاصته ولبعض طلبة العلم. فقال اوصوا الناس بالعلم فان العلم يجمع. وان الفكر والثقافة تفرق وهذا صحيح وقد رؤي ذلك فالعلم هو الذي يجمع والثقافة تفرق اذا نظرت اذا اختلفت مع اخر في مسألة المرجع فيها هو العلم يرضخ الجميع. خذ مسألة فقهية. قلت والله الظاهر ان الحكم فيها كذا. والاخر يقول لا الظاهر ان الحكم فيها كذا فرجعتم الى عالم فقال قولا اتفقتم على صحة قوله فاجتمعتم بعد اختلاف في الرأي في تلك المسألة. الاختلاف في الفقهيات امره سهل لكن كيف اذا كان الاختلاف في مسائل اعظم من ذلك؟ في مسائل تتعلق بمصير الامة بمصير دعوة بالاصلاح بالامن والنهي الى اخر ذلك في الجهاد ونحو هذه الامور فان الاختلاف اذا وقع دون الرجوع الى اهل العلم ابشر بالتفرغ والامة اخذ عليها الميثاق ان تتبع الرسول عليه الصلاة والسلام كما اخذ على من قبلنا ان يتبعوا رسولهم او ان يتبعوا رسلهم عليهم السلام وقد قال جل وعلا في النصارى ومن الذين قالوا انا نصارى اخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فاغرينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة. اخذ عليهم الميثاق ان يتبعوا العلم. وان يتركوا الرأي. فما الذي صنعوا كما قال ابن شهاب الزهري ان اليهود والنصارى ما ضلت الا بالرأي اخذ على النصارى الميثاق ان يتبعوا العلم ان يتبعوا ما ذكروا فاخذوا بالرأي فما الذي حصل؟ تفرقوا والتفرق عقوبة من العقوبات. قال جل وعلا ومن الذين قالوا انا نصارى اخذنا ميثاق فنسوا يعني تركوا حظا مما ذكروا به من العلم فاخذوا بالاراء والاهواء فتفرقوا قال جل وعلا فاغرينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة. التفرق ليس مجرد فرقة. ولكن التفرق سيتبعه بغضا. وسيتبعه شحنا. وسيتبعه بغض حتى في الله من اجل التفرغ وسبب التفرغ هو عدم اخذ العلم في الاصل واتباع الاراء. فالعلم جامع والثقافة والفكر تفرق وهذا واضح في تاريخ الامة وتاريخ ما حصل في العصر الحديث من انواع التفرقات في الافكار والمفاهيم وفي والجماعات حتى في العداوات بين المفكرين والكتاب واتخاذ نشأة المدارس المختلفة نلخص فنقول الفروق بين العلم والفكر. ما الفرق بين العلم والفكر والفكر؟ العلم ادلته منضبطة ادلته معلومة. هي ثلاثة عشر هي ثلاثة عشر دليلا. وبالتفصيل عشرون دليلا. كما ذكر ذلك القراء فيه كتبه الاصولية اما الفكر فادلته غير منضبطة الفكر سياح. ترى مرة من ادلة المفكر حدث تاريخ ويستدل به على الحكم على نازل هو واقعة من من الواقعات التي تحصل في هذا الزمن. متى كان التاريخ دليلا يأتي مفكر فيقول اهل بلد من البلاد كما ذكر المؤرخون اهل بلد من البلاد تفرقوا لما قل الخبز وكثر الجوع او نحو ذلك بان قاموا بمظاهرات عامة. فهذا اصل من اصول جواز المظاهرات في الاسلام. متى كان الاستدلال بمثل هذه الاشياء دليلا؟ هذا فكر رأي وهذا الفكر غير صالح وهذا الرأي غير صائب لانه استدلال بتاريخ والفكر غير منضبط الفكر سياح ممكن ان اقول اي كلمة واستدل عليها باي شيء لكن الكلام ليس في ان تقول تعليلا وتفسيرا برأيك لكن الكلام ان يكون هذا التفسير وهذا مقتولا صحيح. يأتي اخر فيستدل ان اهل الحديث تنكبوا عن الصناعات وتنكبوا عن الدخول في الانتاج العلمي وقال ان في انه في تاريخ المسلمين ما انتج التقدم ولا الحضارة ولا الاكتشافات ولا اسرى المكتبة الا اصحاب العقل العقلانيين الا اصحاب العقل اي العقلانيون فهم الذين شجعوا الصناعة وشجعوا الافكار الحضارية وتقدموا وانتجوا الطب والرياضيات الى اخره فلا يعرف في المحدثين من كان كذلك. فهذا دليل على ان مدرسة اهل الحديث مدرسة قاصرة عن ان تقود الامة. والمدرسة السلفية قاصرة ان تقود الامة؟ نعم. هم في الاحكام في اراء لكن فيما دعى به الناس الامة فانما هم المعتزلة. فالمعتزلة هم الحقيقون بقيادة الامة في الزمن الماضي وفي الزمن الحاضر. الافكار العقلانية هي التي تتقدم بالامة واما المحدثون او الفقهاء فانما هم مجرد وعار. هذا حدث تاريخي او تحليل تاريخي يستدل به يستدل به اذا على ابطال اصل من الاصول ودليل من الادلة الذي فيه ان الفرقة الناجية انما هم اهل السنة والجماعة وهم اهل العلم اولئك وجود اولئك يحكم عليه اهل العلم. هل هو جائز ام غير جائز؟ الصناعات لا يحرمها اهل العلم. والمعطيات الحضارية لا اهل العلم ومن حرمها فلقصور نظره او لبعده عن فهم مقاصد الشرع. فاولئك يحكمون هم اطباء للقلوب. سائرون بالناس الى الدار الاخرة. فمن وجد ليقوم الحياة الدنيا ويعطي معطيات حضارية وصناعية واكتشافات طب هندسة الى اخره. واشياء وضوابط كيميائية فيزيائية الى اخر ذلك فلكية في الامة هذا انما يحكم على فعله هل فعله صحيح ام غير صحيح؟ ولا يعني ان ما ذكر من انهم هم القادة. بل القيادة معروفة انما هي في الدين لاهل العلم لهذا ذلك الاستدلال الفكري هذا سياح غير منضبط استدل بشيء من التاريخ في ابطال اصل من اصول في الشرعية وهناك من يقتنع بذلك ويردده في هذه المسألة الثاني من الفروق ان العلم له اصول يوزن بها. والفكر ليس له اصول يوزن بها. اذا تكلم احد في مسألة علمية فتستطيع ان تزن هل كلامه مقبول؟ ام غير مقبول؟ هل كلامه قوي؟ ام غير قوي؟ اما الفكر فما ضوابطه؟ ما اصوله؟ اريد ان اذن كلاما فكريا يعني من عامة الناس فيزن باي شيء لا يستطيع ان يصل الى موازين معروفة. فالعلم له موازين. واما الفكر فان انه غير منضبط وليس له موازين واصول يقيم بها الا الرجوع الى العلم فانه هو الحكم عليه. العلم الاصل فيه المدح والاصل في اهله المدح واما الفكر فهو الرأي والرأي الاصل فيه الذنب. وهذا فرق عظيم بين الامرين الرابع العلم حاكم على الفكر. حاكم على الافكار. والرأي والفكر محكوم عليه. وهذا فرق مهم بين هذا وذاك الخامس وهذا تلخيص لما سبق العلم جامع ويجمع الامة وينبذ الفرقة يقلل الاختلاف ويقلل المدارس المختلفة اما الفكر والرأي فانه يفرق ويزيد من المدارس ويزيد من الاختلاف وهذا الاختلاف وكثرة المدارس تنتج تحزبات تنتج اراء يتبعها مواقف شتى. اخر كلمة في هذا البيان ان ما ذكر نريد منه الوصول الى نتيجة مهمة. الا وهي ان العلماء في دين الامة وفي مواقفها هم القادة. هم الذين يبينون للناس ما يحل ويحرم. ما ينبغي اتخاذه وما لا ينبغي اتخاذه. ما يجوز وما لا يجوز كيف تتخذ المواقف؟ كيف يحكم على الاوضاع؟ على الافكار الى اخره. العلماء هم المؤهلون لذلك. هم في امور الدعوة. هم المرجع عند الاختلاف. هم القادة وهم الدعاة. يعني في امرهم الدين هم القادة وهم الدعاة الى الدين. فاذا كان المفكرون هم قادة الدعوات واذا كان المفكرون هم رؤساء في الجماعات فانه لا شك سينتج الجماعات والمدارس في بعض البلاد كيف ال بهم الامر الى ان يعادي بعضهم بعضا وان يقتل بعضهم بعضا نسأل الله جل وعلا السلامة والعافية اذا المفكرون لا يصلح ان يكونوا قادة لا يصلح ان يكونوا قادة بامر الدين لا يصلح المفكرون لا يصلحوا المفكرون لا يصلحون ان يكونوا حكاما على الاوضاع. حكاما على الاراء حكاما على اهل العلم المفكرون لا يجوز ان يتحكموا في مصير دعوة الله ودعوة الله مرجعها الكتاب والسنة والذين يفقهون الكتاب والسنة هم الذين يتأهلون لان يقودوا الدعوة. فالمفكر ينبغي ان يقف عند ما حد له واذا جاوز ذلك فان مجاوزته عليه لا له المفكر لا يصلح له ان يقيم المصالح والمفاسد لا يصلح ان يعرض بفكره المصالح والمفاسد فيقول هذه هي المصلحة وهذه هي المفسدة. يقيم وضعا اجتماعيا يقيم دولة يقيم موقفا من واقف ويقول المصلحة في كذا والمفسدة في كذا ما دليلك على ذلك؟ وهكذا نرى هكذا ادى اليه الرأي والفكر لا يجوز للمفكر ان يكون كذلك وانما من ويقيم المصلحة والمفسدة هم اهل الشرف. لان الشريعة كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية جاءت بتحصيل وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها. اذا متى يصح من المفكر ان يفكر وان ان يفكر وان يكتب؟ اذا كان محكوما بالعلم وفي النهاية نصيحة موجهة الى شباب الامة والى المفكرين والى اهل العلم ان يقوموا بواجب العلم وان يقيموا الامة على العلم وان يوسعوا قاعدة العلم لان الامة اشد ما تكون حاجة الى العلم والعلم هو وقد قرر ذلك جمع من العقلاء والمفكرين بعد اهل العلم. فالجميع متفق على ان القاعدة التي تنطلق منها الامة هي العلم ولكن من الذي يأخذ بذلك؟ الناس بحاجة الى العلم بحاجة الى من يرجعهم اليه من يبينهم له من يبينه لهم الى اخر ذلك الفكر والكتابات الفكرية لابد ان تقيمها. لا تعتمد على افكار الكتاب لا تكن في الكتب الفكرية هي الغالبة عليك في يومك وليلتك. انما ليكن الغالب العلم. لان العلم هو الذي ينور الصدور. اما فانما هو رأي واذا جعلت العلم هو الاصل كان الفكر في مكانه الصحيح وكنت سائرا بتثقيف وبفكر يمكن ان تخوض به فيما يخاض به في المجتمع من الافكار والاقوال لكن ان كان علمك قليلا فانك تكون ريشة في مهب رياح الافكار وهذا لا شك يقود الى خلل في الفكر وخلل في التفكير. كتابات المفكرين يكتبون الكتابات المختلفة من الموجودين المعاصرين او ممن توفاهم الله جل وعلا يجب ان تظعهم في مكانهم الصحيح والا تكون تلك الكتابات حكما ولا مدرسة ولا قيادة وانما هي شواهد وانما هي افكار يقبل منها ويرد هذا واسأل الله جل وعلا ان يجعلنا واياكم من الدعاة الى سبيله وان يختم لنا بالحسنى وان يجعلنا ممن رضي عنهم وارضاهم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد