بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم من اهل العلم النافع والعمل الصالح والقلب الخاشع والدعاء المسموع. ربنا لا تكلنا لانفسنا طرفة عين وافتح لنا من فواتح رحمتك واصرف عنا ما تكره وتأبى يا ارحم الراحمين ثماني لاشكر الله جل وعلا شكرا كثيرا طيبا مباركا فيه. كما يحب ربنا ويرضى. على ما انعم به من الحرص على الخير والاقبال على الديانة. والاندفاع في سبيل العلم الذي هو ميراث محمد عليه الصلاة والسلام. احمده سبحانه على سوابغ النعم وجوازل الفضل واسأله المزيد من ذلك للجميع وان يجعلنا من متسابقين في ذلك وممن منحوا الخير والهدى والسداد ثماني لاشكر الاخوة الكرام ممن جدوا واجتهدوا فنفعوا انفسهم ونفعوا غيرهم. وهم الاخوة القائمون على تنظيم الاعمال الدعوية والعلمية في هذا المسجد المبارك مسجد شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. واخص منهم بالذكر الاخ الكريم الاستاذ فهد الغراب والاخوة الذين معه يعملون لانجاح هذه الاعمال. التي تجمع ما بين العلم والدعوة وما بين النصح وتعميق الديانة كما اني اشكر الاخوة في المكتب التعاوني للدعوة والارشاد وتوعية الجاليات في سلطانة على تعاونهم الكبير في انجاح اعمال هذه المسابقة وانجاح اعمال الدورات العلمية والمحاضرات التي تقوم في هذا المسجد وفي كل ما يدخل في نطاق عمل مكتبهم الخير كما اني اشكر كل من اسهم في انجاح اعمال هذه المسابقة السنوية لحفظ المتون علمية من الاباء الكرام الذين اجتهدوا في التربية فنجحوا اقر الله اعينهم بي ابنائهم وبناتهم. وكذلك ممن اسهم بمال او جهد او رأي واشكر وادعو الله جل وعلا لكل من حضر من اصحاب الفضيلة المشايخ والاخوة الحضور جميعا ان انا دائما ممن كتبت له الحسنات ومحيت عنه الزلات ايها الاخوة ما من شك ان العلم النافع هو ميراث النبي الله عليه وسلم فقد رفع الله جل وعلا شأن العلماء في هذه الامة بنص القرآن حيث قال جل وعلا يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات ولم يأمر الله جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم ان يزداد من شيء شيئا الا العلم. قال جل وعلا وقل رب زدني علما. وصح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال العلماء ورثة الانبياء فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. في الزمن الاول زمن الرسول عليه الصلاة والسلام وزمن الخلفاء. كان فيه الكثير بما يتلى فيه من القرآن وما يعلم فيه من دين الله جل وعلا ثم صارت فيه بعد ذلك حلق العلم لاقراء الحديث. لاقراء القرآن لاقراء الحديث وحفظ ذلك. واعتنت الامة لما ضعف الحفظ فيها اعتنت بالحفظ ايما عناية لان العرب كانوا اهل حفظ بمقتضى طبيعتهم. في اغلبهم ولهذا كانوا يحفظون الاشعار ويحفظون الوقائع ويتناقلونها بينهم. ولما نزل كتاب الله جل وعلا امر الله ان يتبع قرآنه اي قراءته. قال سبحانه فاذا قرأناه فاتبع قرآنه. ثمان علينا بيانه. واتباع قرآنه يعني ان تتبع القراءة. وفي ذلك حفظه ومماثلة قراءته كما القي. ولهذا قال سبحانه لا تحرك به لسانك لتعجل به. ومضى على ذلك السلف من الصحابة كان الحفظ فيهم كثيرا. وكان الاكثر يحفظون ما يسمعون وخاصة القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ثم مضى الامر والحفظ قوي حتى بدأ تدوين الكتب. فلما بدأ تدوين العلم في كتب اوراق ضعفت الحافظة لاشتغال الناس بما دون على الاوراق على الاوراق على عنان يكرروا ويحفظ ما القي اليهم. وهكذا مضى الزمن وكلما امتد الزمن وتوالت القرون ضعفت الحافظة حتى صار يعد الحفاظ شيئا فشيئا. ومن تأمل كتاب تذكرة الحفاظ للحافظ الذهبي رحمه الله تعالى وجد كيف ان الحفاظ المتقدمين في الطبقات الاولى اكثر واكثر من الحفاظ الذين تأخرت بهم طبقاتهم وتأخر بهم زمانهم. ولهذا حرص العلماء ان يتجه الطلاب الى حفظ العلم. لانهم علموا ان سبب نبوغ السلف في العلم وحفظ الشريعة وحفظ الديانة انهم بعد الاستقامة حفظوا ثم فهموا ثم فهموا ما حفظوا وهذا نتطرق لعجله في كلمة سريعة عن سبب نبوغ السلف الصالح في العلم حيث انه يذكر عنهم اشياء قد يستغربها من لا يعي حالهم. يذكر عنهم البراعة في الحفظ والعلم وجودة النظر في الفقه والمداولات العلمية حتى اشتهر ذلك في البيوت وبين النساء فكثر المتعلمون من الكبار والصغار رجالا ونساء فمن اسباب نبوغهم اولا صدق الاخلاص لله جل وعلا في العلم. والاخلاص قد يكون في شأن المتعلم وقد يكون في شأن من وجهه الى العلم. من الوالد والمعلم شيخ ونحو ذلك. ولهذا قال بعض الائمة طلبنا العلم بغير نية. ثم جاءت النية بعده وقال اخر طلبنا العلم لغير الله فابى ان يكون الا لله. ومعنى كلامهم انهم حين توجهوا للعلم لم يكن عندهم من الفهم بحيث يتجهون الى تصحيح النية في القصد لصغر سنهم او لاجل التنافس بين الاقران في الحفظ والعلم وملازمة المشايخ. لكن لاجل صحة التوجه وصحة العمل فان النية جاءت بعد فطلبوا العلم كما قال لغير الله لا يعني انهم يتجهون لغير الله لكن لغير استحضار النية فابى ان يكون الا لله لانهم تعلموا في العلم انما الاعمال بالنيات. وتعلموا في العلم اخلاص لله جل وعلا وتعلموا ان هذا العلم انما هو ميراث النبوة فحينئذ لن يفلح فيه ولن عليه الا من اخلص فيه. سئل الامام احمد رحمه الله تعالى ورفع درجته عن الاخلاص في العلم فهو والنية في العلم كيف هي؟ فقال الامام احمد النية في العلم ان تنوي رفع الجهل عن نفسك فقال ان احتجت الى ان اعلم فقال تنوي رفع الجهل عن نفسك ورفع الجهل عن غيرك. وهذا مقصد صحيح شرعي لان رسالة الانبياء عليهم صلوات الله وسلامه كانت لرفع الجهل عن الناس ونفع الناس بالعلم بالوحي المطهر من عند الله جل وعلا. لهذا اوصي جميع المتعلمين ان تكون همتهم حين يتعلمون في ان يرفعوا الجهل عن انفسهم. واذا انسوا من نفسهم رشدا وطلبوا علما لينفعوا به غيرهم. ولو كان ذلك الغير لو كانوا صغارا او ضعفاء في العلم او كانت حاجتهم قليلة جدا لكن يشتركون في الحاجة الى العلم ان ينوي ايضا رفع الجهل عن غيره فيتخلص من القصد الدنيا في رغبة وتوجهه للعلم. ومن صابر نفسه والزم نفسه بهذه النية فانها لا مثل لها في تحصيل العلم بعد توفيق الله جل وعلا. اما السبب الثاني نبوغ السلف الصالح في العلم والتعليم فان السلف توجهوا الى العلم والدنيا عند لهم فانفتحت الدنيا في عهد الدولة الاموية بل وفي اواخر عهد الصحابة وفي الدولة الاموية العباسية وهكذا بشيء كثير حيث كانت كنوز الدنيا تصب في بلاد المسلمين. ومع ذلك فكان العلماء يرشدون الناس الى طلب العلم لا الى الالتفات الى الدنيا. لان الدنيا يعطيها الله جل وعلا من يحب ومن لا يحب. ولان الدنيا لا تحفظ بها الامة. ولان الدنيا مهما بلغت فهي تأتي وتذر تأتي وتذهب كموج البحر تارة يمتد وتارة يقصر. اما العلم فان بقاءه في الامة ان بقائه سبب قوتها وسبب نبوغها لان معناه الحفاظ على الدين والله جل وعلا فتح الخيرات على هذه الامة بسبب ما من الله به عليها من رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فتوجه العلماء الى ان يحثوا الناس على العلم النافع. فتجد انه حتى في حال وجود الفتن والحروب فان العلماء يشتغلون بالعلم ايما اشتغال. فانظر مثلا في وقت فتنة خلق القرآن كم صنف فيها؟ يعني في اثناء تلك الفتنة التي امتدت اكثر من عشرين عاما كم صنف في تلك الفترة من كتاب؟ بل ان عددا من ائمة الحديث كتبوا كتبهم الكبيرة في اثناء تلك المدة. وكذلك من رأى في زمن تسلط العبيديين على مصر كم صنف في تلك الفترة الطويلة من مؤلفات لاهل العلم كبار وصغار يحفظون بها الديانة على ويشرحون فيها كلام الله جل وعلا وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. فاذا سبب النبوة انه هم لم يلتفتوا عن العلم الى غيره لعلمهم ان العلم اثره باق وان غيره قد يأتي وقد يذهب اما السبب الثالث فهو ان المجتمعات الاسلامية في ذلك الزمان فيها نهضة قوية وكان للعلماء ولاهل الحديث بخاصة كان لهم نشاط كبير وعمل في حث الناس على سماع سنة النبي صلى الله عليه وسلم والتفقه في ذلك. واذا كان البيت مع المسجد مع المدرسة يحث الناس على العلم فانه سينشط الناس في الاقبال عليه. والناس اذا نشطوا في شيء وحثوا وعلى الاقبال اليه فانهم سيظهر منهم نوابا. واذكر ما ذكره عدد من مشايخنا ان علماء الدعوة عن قريب كانوا لا يقبلون ممن يحضر الدروس الا ممن يحفظ المتون العلمية. وكان الاباء في البيوت يحثون الناس يحثون ابناءهم الحفظ وملازمة المشايخ فصار الخير الكثير مما عرفتم فيما قرب. وهكذا كان في زمن السلف فانه اذا تواصى الجميع فبعضهم يحث بعضا. ولهذا كان في البيت الواحد يخرج عدد من اهل العلم هؤلاء اربعة اخوة يطلبون العلم وهؤلاء خمسة وهناك ثلاثة وهكذا مثل ال بن اربعة وابناء ابن عمر ثلاثة وهناك خمسة وهكذا في البيت الواحد يكثر العلم وينتشر لحث اهله عليه. وظهرت هناك بيوت في العلم مشت على مدى الزمن قرون متعددة والعلم ينقله او يتواصل جميع يتواصل الجميع بالعلم في شأن تلك الاسر فامتدت اسر علمية من القرن الاول الى زماننا الحاضر معروفة في امصار المسلمين لاجل هذا الاهتمام بالعلم. فاذا من اسباب نبوغهم ان الجميع يتعاونون. وتعاون الجميع مبني على امر مهم وهو ادراك الجميع من الاباء والامهات ومن اهل المسجد ومن المعلمين والمربين ومن المشايخ ادراكهم باهمية العلم واهمية الحفظ واهمية القوة فيه وان هذا فيه النفع العظيم للامة. فاذا ادركوا وجهوا وصابروا على ذلك. وقد رأينا ولله امثلة فيما سمعنا من القراءات السبب الرابع من اسباب نبوغ السلف في العلم ان السلف اهتموا بمنهجية في العلم. اولها الحفظ وان تحفظ المتون القصيرة قبل الطويلة وبعد الحفظ يأتي الاقراء والدرس على المشايخ الذين يؤتمنون في شرح تلك العلوم. فحينئذ تقدم الحفظ ثم جاء البيان بعد. وهذا اخذه العلماء من قول الله جل وعلا فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم ان علينا بيانه. فقدم الحفظ ثم البيان والحفظ مهم للغاية ولا يستهان به. بل هو الاساس في العلم. لان الفهم عرض يطرأ ويزول. فهم المسائل يأتي ويذهب. حتى اننا في بعض المسائل نحتاج الى مراجعتها كل سنة لاجل انها لا توجد في المتون المعروفة ونحو ذلك. وتلتبس بين الحين والاخر فتحتاج الى مراجعة حتى تستقر. اما اذا كان المحفوظ قائما وواضحا في الذهن ثم بعد ذلك فجاء الشرح ففهم ما حفظ وحافظ على محفوظه فانه في الغالب يستقر العلم ولا يذهب. وهذا من من من مميزات علم السلف وحلق العلم القديمة على المدارس الحديثة. انهم كانوا يعتنون بالحفظ ثم يأتي الفهم اما الان فالفهم اولا ثم الحفظ ثانيا ولذلك لا يهتم بالحفظ لانشغال الناس بالفهم عن غيره وظنهم ان هذا لوقت ثم لا حاجة له فيما بعد. ولهذا اقول انه لابد لنا ان نعتني بهذه المسابقات المهمة في حفظ المتون العلمية المتون العلمية التي يتعلمها العلماء وبها بعد فضل الله جل وعلا نبغوا وظهروا. اذا قرأت كتب تراجم اهل العلم من القرون الاولى الى الان. فاذا قرأت في ترجمة العالم الفلاني مثلا في القرون المتوسطة او في اخيرة لا تجدوا انهم يخصون يخصونه في الترجمة بانه قرأ الكتب المطولة فلا تجد مثلا انهم يقولون قرأ المغني او قرأ المحلى او قرأ فتح الباري او قرأ الجمع بين من الصحيحين وانما يذكرون العالم بانه درس العلم على مشايخه بقولهم انه قرأ النبذة الفلانية والمتن الفلاني والمختصر على اختلاف المذاهب. وفي الحنابلة يقول الاوائل مثلا قرأ مختصر الخراقي على شيخ اخيه فلان وفلان وفلان او قرأ مختصر بي اعلى على فلان وفلان او قرأ بعد ذلك العمدة او قرأ الزاد ونحو ذلك بحسب اختلاف الزمان وكذلك في الفقه الشافعي قرأ التنبيه وكذلك في الفقه الحنفي والمالكي وهكذا. فاذا قراءة العلم بالنظر في تراجم اهل العلم تجد انها كانت العناية فيها بالمتون حفظا ثم دراسة. فاذا جاءت المطولات بعد ذلك كانت خيرا الى خير بعد بعد ان اسس النظر في ذلك. هذه المسابقات العلمية مهمة جدا جدا. لاجل انها احيي في الناس روح حفظ العلم. وكما ترى ان ممن سمعنا بعض قراءتهم للمتون التي حفظوها منهم من هم من اهل البلد ومنهم من الاخوة الذين اقاموا في البلد. وهؤلاء ربما منهم من يذهب الى بلده فيرجع عالما بما قرأ حافظا له ويدرسه فيكونون دعاة خير وارشاد ونشر للعلم في بلادهم ولا يستهان بهذا الامر لان هذا امر في الحقيقة هو نشر للعلم الشرعي بقدره. نعم يجب وعلى طالب العلم كبيرا كان او صغيرا ان يتواضع للعلم. فالعلم لا يصلح الا بالتواضع. والعلم له شهوة وطالب العلم ايضا له شهوات قد كتب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى رسالة قوية من حيث ما اشتملت عليه في المسألة التي نتكلم عنها وهي فيما اذا عمل المسلم عملا له فيه شهوة. فما الحكم في ذلك؟ هل يؤجر او لا يؤجر؟ ومثل له بان يكون يتجه الى العلم وهو يشتهي العلم. ويجد فيه لذة. ويشتهي ان يسحر ويشتهي ان يكتب ويندفع اليه عن شهوة يجدها في نفسه وقد لا يستحضر التعبد في ذلك المقام ذلك رجل يتصدق ويعطي ويكرم وهو له فيه شهوة في داخله. يعني انه يرتاح لذلك وتنشرح صدره بذلك بحيث انه لو لم يعمل هذا الامر لم لم تنشرح صدره لذلك. وهكذا الرجل الشجاع تجد انه يقدم ويتكلم ويعمل لشيء يجده في نفسه والعمل الذي عمله عبادة هو خير في نفسه وكان من كلامه رحمه الله تعالى انه بنى ذلك على قول النبي صلى الله عليه وسلم يعني بنى نظره في المسألة على قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابو داوود وغيره يا بلال اقم الصلاة ارحنا بها. يا بلال اقم الصلاة ارحنا بها فجعل الصلاة مع انها عبادة عللها بان فيها راحة له عليه الصلاة والسلام. فاذا من طلب الشيء وله فيه وله فيه نهمة في ذلك او عمل العمل ويجد في نفسه ذلك الشيء فينبغي له الا يحبط نفسه بان يقول ليس لي نية واخشى ان ان اكون اثما ونحو ذلك. قد قال العلماء في كتب الفقه ان من دعا اضياف الى بيته لان لا بالبخل فانه مأجور. لان البخل مذموم شرع وهو يعمل ما يتخلص به مما يذم شرعا فهو مأجور. وهكذا في مسائل متنوعة من ذلك. فالعلم له شهوة ولا شك العلم له حركة في النفس ولكن ينتبه طالب العلم الى ان هذه الرغبة الجامحة التي تكون في النفس لا توجه في العلم الى غير منهج العلماء في التعلم. مثلا نأخذ في فترة الشباب وفترة القوة يأخذ مسائل يطيل النظر فيها ويحققها من بعض مسائل مثلا مصطلح حديث او السيرة او اصول الفقه او بعض مسائل الفقه او بعض مسائل التوحيد وهو يعلم من نفسه انه لم يجد العقيدة او كتب العقيدة من اولها الى اخرها او كتب الفقه ما مر عليها او او كتب الحديث المختصرة او كتب مصطلح فيعلم من نفسه انه يقبل على العلم لكن مع تفريط في في العلم ايضا. فاذا وقادته الشهوة الى شيء كان الاولى به ان تكون شهوته قائدة له الى العلم كله لينفع وينفع غيره. وهذا وجدناه ايضا وقل من يتخلص من ذلك لانه تنشرح نفسه الى تحقيق مسألة او الى كتابة فيمضي فيها الشهر والشهران او قد يمضي فيها الشهر والشهرين او اكثر من ذلك و يجد في نفسه بعد ذلك انه في مسائل مهمة من التوحيد والعقيدة او في التفسير او في فهم الحديث لا يعلمها وهذا ولا شك قصور. اذا فيحمد من امره ان تكون همته في العلم موجهة كما توجه السلف الصالح الى العلم على منهاج العلما في درسه وتأصيله وحفظ متونه وفهم ذلك فانه سيجد نفسه وقد بلغ الثلاثين من عمر قد حصل جملة وافرة قد لا تكون تفصيلية في المسائل كلها لكنه عم نفسه في العلم من اوله لاخره فيكون متصورا للعلم مدركا له وهذا النظر ينبغي ان نحاسب انفسنا عليه وان نكون تكون همتنا في العلم شاملة للعلم كله بقدر ما اعطى الله جل وعلا العبد من ذلك وما فتح عليه من هذا الامر وفي الختام انني اهنئ الاخوة المشاركين في هذه المسابقة جميعا واخص بالتهنئة من فاز فيها واهنئ واقاربهم واخوانهم كما اني اهنئ الاخوة في هذا المسجد على ما بذلوا من هذا الامر المهم الذي نرجو ان تكون فيه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من سن في الاسلام سنة حسنة كان له اجرها واجر من عمل بها الى يوم يوم القيامة. اللهم انا نسألك ان توفقنا الى ما تحب وترضى. وان توفق ولاة امورنا الى الخير والهدى والسداد ان تجعلنا واياهم من المتعاونين على البر والتقوى واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد