الكلام عن البدع والسنن متعلق بهذه الاية ذلك ان الله جل جلاله اكمل لنا الدين واتم علينا النعمة فليس في الدين مجال لزيادة من جهة التعبد بل ان الله جل وعلا اكمله وقد قال الامام ما لك ابن انس الاصبحي امام دار الهجرة قال من زعم ان في الدين بدعة حسنة فقد زعم ان محمدا عليه الصلاة والسلام خان الرسالة ذلك لان الله جل وعلا يقول اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ولهذا ايضا قال الشاطبي رحمه الله ان المحسنين للبدع ليس عندهم معنى واضح لهذه الاية ذلك لان الاية ظاهرة المعنى لان الله جل وعلا اكمل لنا ديننا فليس فيه مجال للزيادة والذين احدثوا البدع جعلوا البدع زائدة في امر يقرب الى الله جل وعلا فاذا سألتهم هل فعل النبي عليه الصلاة والسلام ذلك قالوا لا ولكنه امر حسن وعمر خير يقرب الى الله تعالى وهذا يعني ان ثمة من امور الخير ما لم يدلنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقد ثبت في صحيح مسلم ابن الحجاج رحمه الله تعالى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وان ينهاهم عن شر ما يعلمه لهم ولهذا نقول بوفي محمد ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام لا خير الا دل الامة عليه ولا شر الا حذرها منه ومن الخير الذي دلها عليه ان تتبع الامة السنن ومن الشر الذي حذرها منه ان تتبع الامة البدع