بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. يسر مركز وسائل لوزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد للمملكة العربية السعودية ان يقدم لكم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح ابن عبد العزيز ال الشيخ. وعنوان هذه المادة السنة والبدعة. بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله لا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. اما بعد فان احسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد ابن عبد الله وشر الامور محدثاتها. وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. ان موضوع البدعة والسنة من الموضوعات المهمة التي يجب ان الناس جميعا لانها في هذا الزمن من العلم الذي يجب تعلمه حتى يكون ثمة ميزان بين السنة والبدعة وبينما يجوز وما لا يجوز في امور العبادات. ولهذا كان طرق مثل هذا الموضوع مهما لاجل ان يتبين هذا العلم. والعلم منه ما هو متعين على كل مسلم. ومنه ما هو فرض كفاية؟ وهذا في سائر العلوم علوم الالة والعلوم الاصلية. وعلم السنة والبدعة من علوم الواجبة ذاك لانه من تحقيق شهادة ان محمدا رسول الله. فالشهادة لان محمدا رسول الله الشهادة لذلك وبذلك تقتضي الا يعبد الله الا بما شرعه رسوله صلى الله عليه وسلم. كما قرر ذلك اهل العلم. واذا كان كذلك كان من اللوازم لتحقيقها ان يتعلم المسلم السنة من حيث مجمل معناها وان يتعلم البدعة من حيث مجمل معناها وما يحتاجه من افرادها واذا تكلم العلماء عن البدع فانهم يبتدعون بذكر ان الله جل وعلا اكمل لنا الدين تم علينا النعمة كما قال جل وعلا اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وقد قال بعض اليهود لعمر رضي الله عنه اية في القرآن لو انزلت علينا معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. فقال عمر واي اية هذه؟ فقالوا قوله اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. قال عمر رضي الله عنه اني لاعلم في اي يوم انزلت وفي اي انزلت وفي اي مكان انزلت. ذلك انها انزلت يوم الجمعة. وكان يوم عرفة في عرفتان على النبي صلى الله عليه وسلم. ويوم عرفة يوم عيد ويوم الجمعة يوم عيد. فالله جل وعلا هدانا لهذا بان كان نزول تلك الاية العظيمة في يوم الجمعة في يوم عرفة. الكلام عن البدع والسنن متعلق بهذه اية ذلك ان الله جل جلاله اكمل لنا الدين واتم علينا النعمة فليس في الدين مجال لزيادة من جهة التعبد بل ان الله جل وعلا اكمله. وقد قال الامام ما لك بن عنس الاصبحي امام دار الهجرة. قال من زعم ان في الدين بدعة حسنة فقد زعم ان محمدا عليه الصلاة والسلام خان الرسالة لان الله جل وعلا يقول اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. ولهذا ايضا قال الشاطبي رحمه الله ان المحسنين للبدع ليس عندهم معنى واضح لهذه الاية. ذلك لان اية ظاهرة المعنى لان الله جل وعلا اكمل لنا ديننا فليس فيه مجال للزيادة. والذين احدثوا البدع جعلوا البدع زائدة في امر يقرب الى الله جل وعلا. فاذا سألتهم هل فعل النبي عليه الصلاة والسلام ذلك قالوا لا ولكنه امر حسن وعمر خير يقرب الى الله تعالى. وهذا يعني ان ثمة من من امور الخير ما لم يدلنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم. وقد ثبت في صحيح مسلم ابن الحجاج رحمه الله تعالى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وان ينهاهم عن شر ما يعلمه لهم. ولهذا نقول في وصف محمد ابن عبد الله عليه الصلاة سلام لا خير الا دل الامة عليه ولا شر الا حذرها منه. ومن الخير الذي دلها عليه ان تتبع الامة في السنن ومن الشر الذي حذرها منه ان تتبع الامة البدع. فقد قال عليه الصلاة والسلام من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. رواه الشيخان عن عائشة وفي رواية في غير الصحيحين من احدث في امرنا هذا ما ليس فيه فهو رد. ورواية مسلم الاخرى قد علقها البخاري ايضا في صحيحه من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. وكان النبي عليه الصلاة والسلام يعلم اصحابه خطبة الحاجة. وفيها ان احسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد ابن عبد الله وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. كان عليه الصلاة والسلام يكثر من ذلك يعلمها اصحابه عليه الصلاة والسلام وفيها ان كل محدثة يعني في الدين بدعة وكل بدعة يعني في الدين ضلالة وكل ضلالة في النار. وقد ثبت ايضا في السنن هو المسند من حديث العرباض ابن سارية ان النبي صلى الله عليه وسلم وعظهم موعظة بليغة. قال العربان وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة. ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب. قلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فاوصنا. قال اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد حبشي. ثم قال واياكم ومحدثات الامور. انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي. وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ يعني لا تتركونها ما استطعتم. عضوا عليها بالنواجذ هذا كناية عن اشد التمسك بالشيخ. واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة. وكل بدعة ضلالة. ولهذا قال العلماء ان ثمة حديثين يوزن بهما العمل. اما الحديث الاول فهو قول عمر رضي الله عنه انه سمع النبي الصلاة والسلام يقول انما الاعمال بالنيات وانما لامرئ ما نوى. قال العلماء هذا الحديث ميزان للعمل في الباطن. فاذا اردت ان تزن العمل في الباطن هل هو صالح ام لا؟ فالميزان حديث عمر هذا انما الاعمال بالنيات وانما لامرئ ما نوى. وفي رواية اخرى وانما لكل امرئ ما نوى. فاذا اردت ان تعلم عمل هل هو صالح من جهة الباطن؟ فانظر في النية الباعثة له. فان كانت مخلصة لله جل وعلا العمل في اعطني صالح وميزان اخر للعمل في الظاهر. قال عليه الصلاة والسلام من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وقال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. يعني انه مردود على صاحبه. قال العلماء هذا ميزان للعمل في الظاهر. فتزن العمل في الباطن بالاخلاص. وتزن العمل في الظاهر بالمتابعة. من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. يعني انه مردود على صاحبه. وهذا ارشاد منه عليه الصلاة والسلام حتى تزن الاعمال لهذا امرنا الله جل وعلا بطاعته وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام. فقال قل اطيعوا الله والرسول وقال واطيعوا الله والرسول وقال واطيعوا الله ورسوله. وقال جل وعلا وما اتاكم الرسول فخذوه. وما نهاكم عنه فانتهوا قال الامام احمد رحمه الله في كتابه طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام ذكر الله طاعة رسوله عليه الصلاة والسلام كلام في القرآن في اكثر من ثلاثين موضعا. وامر الله جل وعلا باتباعه ونهى عن مخالفته. وجعل اتباعه عليه الصلاة والسلام دليل محبته. كما قال جل وعلا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. قال بعض السلف ليس الشأن ان تحب. ولكن الشأن كل الشأن ان تحب لان الله جل وعلا يقول قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فما جعل الله للعبد مترتبة على محبة العبد لله. لان كثيرين يحبون الله ولكنهم على ضلال فالله جل وعلا لا يحب من احبه ولكن يحب من احبه على صواب في المحبة. وكذلك يحب ومن احب رسوله صلى الله عليه وسلم على صواب في المحبة. لهذا قال طائفة من السلف ليس الشأن ان تحب لكن الشأن كل الشأن ان تحب. يعني ليكن سعيك في ما يجعل الله جل وعلا يحب البكاء وليس فيما به تحب الله. فاذا نظرت فيما به يحبك الله جل وعلا نظرت الى ان ذلك الاتباع. قال جل وعلا فاتبعوني يحببكم الله. ويغفر لكم ذنوبكم. ترتب على الاتباع شيئين الاول محبة الله لعبده وهذه المحبة هي المعية الخاصة التي تقتضي التوفيق وتقتضي التثبيت وتقتضي الاعانة وتقتضي التثبيت ورتب على ذلك ايضا مغفرة الذنوب. والله جل وعلا امرنا في كتابه بان يكون اهمنا ان نقتدي بالرسول عليه الصلاة والسلام. وان لا يكون همنا تحصيل ما نريد من العمل او تحصيل كثرة الاعمال. قال جل وعلا الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عمل وقد اجمع السلف على ان حسن العمل ليس بكثرته. وانما الحسن صفة لازمة له من جهة الذات الى من جهة العدد وهو ان يكون في الباطن مخلصا لله جل وعلا وان يكون في الظاهر على سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. اذا تبين ذلك فان الله جل جلاله لما اكمل لنا الدين وبين لنا عليه الصلاة والسلام معالم السنة بين لنا ان اتباعه به يحصل لنا الخير وان مجانبة طريقه عليه الصلاة والسلام به يحصل لنا سبل الضلالة كما قال جل وعلا وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله وصاكم به لعلكم تتقون. اذا تبين ذلك كان من المهم ان نعرف البدعة. لان الاشياء تتبين بضدها فاذا عرفنا البدع تبينت السنن ولان البدع من حيث الضابط من حيث الضابط يمكن حصرها بخلاف في السنن فانها كثيرة متنوعة. لهذا دخل العلماء حين تحدثوا عن البدع في تعريف البدعة وفي معناها من جهة اللغة ومن جهة الشرع. فقالوا البدعة في اللغة مأخوذة من ابتدع الشيء اذا جعله حدثا ليس له سابق على منواله. فيقال هذا الامر بدعة اذا لم يكن له سابق على منواله ومنه قول الله جل وعلا قل ما كنت بدعا من الرسل وما ادري ما يفعل بي ولا بكم ما كنت بدعا من الرسل يعني لم اكن باول رسول جاءتني الرسالة لم يسبق ان اتت احدا منه قبلي بل ثمة رسل من قبل جاءتهم الرسالات وانزل الله جل وعلا عليهم وحيه. قل ما كنت بدعا من الرسل يعني لست باول رسول. وقال جل وعلا بديع السماوات والارض يعني الذي احدثهما باختراع من غير مثال سابق هذا معنى البدعة في اللغة ومنه في قول الصحابة قول عمر حينما رأى الناس اجتمعوا بعد تفرق على ما من في التراويح قال نعمة البدعة هذه. هذا من جهة المعنى اللغوي لان اجتماعهم جميعا على امام واحدا في عهده كان جديدا لم يسبق شيء على مثاله في عهده ولا في عهد ابي بكر رضي الله عنه. فقال على نعمة البدعة هذه يعني من جهة انها اول انها امر اول حدث في عهده رضي الله عنه. والا ان صلاة التراويح قد فعلها عليه الصلاة والسلام وتركها لاجل الا تفرض على الصحابة رضوان الله عليهم. اما ما في الاصطلاح العلماء عرفوها بتعريفات. ومن امثلها تعريف الشاطبي المشهور في كتابه الاعتصام حيث عرفها رحمه الله تعالى بقوله البدعة طريقة في الدين مخترعة طريقة في الدين تضاهى بها الطريقة الشرعية. يقصد بها المبالغة في التعبد لله تعالى. وقال غيره في تعريف البدعة. البدعة في الاصطلاح ما احدث على خلاف الحق. المتلقى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في علم او عمل او حال بنوع شبهة او تأويل وجعل ذلك صراطا مستقيما وطريقا قويما. والتعريف الاول تعريف الشاطبي نحتاج الى ان نفصله لانه مهم وهو تعريف ثديه. والشاطبي تأمل هذا الموضوع موضوع البدع والمحدثات. فالف فيه كتابه الاعتصام فهو كتاب مشهور غني عن الوصف. قال في تعريفه البدعة طريقة في الدين مخترعة. طريقة يعني ان اصحابها جعلوا طريقا ملتزما لان الطريق لا يسمى طريقا حتى يكون ملتزم السلوك عليه. فقوله طريقة كن في الدين نفهم منها ان السير في ذلك الطريق طريق البدعة التزم به لم تفعل مرة وتترك بل لا الطريقة وجعل ذلك طريقا مسلوكا. قد طرق من كثرة السلوك عليه. قال في الدين وفي الدين يخرج في الدنيا لان المحدثات في امر الدنيا راجع الى المصالح المرسلة. وليس براجع الى البدع. لان ليس براجع الى البدع لان البدعة في الدين وليست في الدنيا. لهذا قال البدعة طريقة مخترعة طريقة في الدين زرعه. وقوله مخترعة يعني انها جاءت جديدة. اما من جهة الاصل او جاءت جديدة من جهة الاضافة. يعني بذلك ان البدعة قد تكون جاءت جديدة من جهة الاصل. لم يدل عليها دليل عقلاني ولم يكن في اصلها امر مشروع. وثمة شيء في البدع ما يكون اصله مشروعا لكن تكون مبتدعة. وهذا كله يدخل في قوله طريقة في الدين مخترعة. اذا حصلنا من ذلك على ان بدعة نوعان بدع اصلية وهي التي تكون محدثة من حيث الاصل ومن حيث الوصل وبدع اضافية يكون اصلها مشروعا ولكن هيئتها محدثة من مثل الصلاة على النبي عليه الصلاة الصلاة والسلام على المآذن بعد الفراغ من الاذان. ومن مثل الاستماع على الذكر على نحو معين. بصفة معينة ملتزمة فهذا من حيث هو مشروع في الاصل لان الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام مأمور بها في الكتاب والسنة. لكن ان هذه الهيئة جعلت تلك الهيئة مخترعة. فسميت بدعة اضافية ليست اصلية لان اصلها مشروع لكنها اضافية يعني ان البدعة جاءت من حيث الهيئة. لا من حيث الاصل. فهذا النوع من التعبد بها بدعة لكن اصلها مشروع. قال تضاهى بها الطريقة الشرعية. يعني ان اصحاب البدع التزموا بها فجعلت البدعة تضاهي الطريقة الشرعية فنرى نحن العبادات في الشرع العبادات تعمل يلتزم بها نعملها دائما فاذا اتى احد وجعل شيئا ما يظن انه يقربه الى الله عز وجل فالتزمه وجعله دائما يعمل به في اوقات معلومة وجعل لذلك زمانا او مكانا او عددا فانه ضاهى به الطريقة الشرعية. لان العبادات في الشرع من صفاته بها انها يكون لها الوصف من جهة الزمان قبل الصلاة بعد الصلاة في طرفي النهار ونحو ذلك. لها وصف من جهة العدد لها وصف من جهة المكان. فاذا جعل شيخ له صفة معينة في الدين من جهة المكان او الزمان او العدد فانه يكون قد ضاع به الطريقة الشرعية. قال يقصد بها المبالغة في التعبد لله تعالى. يعني لان قصد اهل البدع ليس قصدا قبيحا. هم قصدوا ان ان يبالغوا في التعبد. قصدوا الخير كما سيأتي. قصدوا ان تهربوا الى الله جل وعلا ولكن ليس كل مريد للخير محصلا له كما قال ابن مسعود رضي الله عنه. اذا تحصل لنا من هذا التعريف ان البدع ملتزم بها. وانها في الدين وليست في الدنيا. وان اصحابها بدون المبالغة في التعبد ودلالة الناس على الخير والهدى. اتى ابو ابو ابو موسى الاشعري رظي الله عنه مرة الى ابن مسعود في الكوفة فقال يا ابا عبد الرحمن انها هنا قوما بالمسجد تحلقوا وبين ايديهم حصى يقول احدهم قم سبحوا مائة في رفعون الحصى ويسبحون مائة وهكذا. قال ابن مسعود لابي موسى فما قلت لهم؟ قال ما قلت لهم شيئا حتى اذكر ذلك لك. فقام ابن مسعود الى اولئك الذين يسبحون الله عن طريق الحصى. يعني يعدون التسبيح بالحصى واجتمعوا على تلك الهيئة. قال ابن مسعود لما وقف عليهم قال انكم فقتم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم او انتم على شعبة ضلالة. قالوا يا ابا عبدالرحمن ما اردنا الا الخير. ما اردنا الا الخير. قال من مريد للخير لم يحصله؟ هذه انية رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكسر. وهذه ثيابه ام تبلى عليه الصلاة والسلام؟ وهؤلاء اصحابه لم ينقطعوا. فدلنا بذلك على ان شبهة ارادة الخير هي في اصل انشاء البدع. كل محدث للبدعة انما اراد الخير. يعني في الجملة. لهذا نقول ان اصل انشاء البدع يقول اصحابه اردن الخير. اردنا التعبد. اردنا ان ينصرف الناس الى الذكر. ان ينصرف الناس الى تذكر السنة تذكر السيرة. اردنا ان يتعبد الناس بصلوات في بعض الليالي وهكذا. فهم ارادوا الخير لكن هل كل مريد للخير يحصله؟ الجواب لا حتى يكون ذلك الخير على وفق السنة والا كان غير خير. من الامور المهمة في مسائل او في ذكر البدع وتأصيل هذا المقام. بعض القواعد التي لابد من ان تكون منك على معرفة ان تكون منها على معرفة وان تكون منك على ذكر وهذه القواعد والضوابط مهمة في باب البدع. اول تلك القواعد ان حقيقة الاتباع للنبي عليه الصلاة والسلام راجع الى ان تفعل ما فعل عليه الصلاة والسلام لاجل انه فعل. وان تترك ما ترك عليه الصلاة والسلام لاجل انه ترك. وهذا يجمع صلاح العمل من جهة الظاهر والباطن. اما الباطن لقولنا في اخر الكلام لاجل انه فعل فيما تفعل ولاجل انه ترك فيما تترك. والظاهر ان تفعل ما قد يفعل المرء ما فعله النبي عليه الصلاة والسلام لكن لا يكون مخلصا. انما يكون مراءيا او يريد ان يحصل شيئا من الدنيا. فلهذا قلنا القاعدة ان تفعل ما فعل عليه الصلاة والسلام. لاجل انه فعل. وان تترك ما تركت لاجل انه ترك. فبهذا تستقيم لنا السنة وتنتفي عنا البدعة. فالسنن تقوم بان نفعل ما فعل لاجل انه فعل. والبدع تنتفي ان نترك ما ترك لاجل انه ترك. عليه الصلاة والسلام. وهذا قول الاصوليين حينما يتكلمون عن افعال النبي عليه الصلاة والسلام. ولهذا يقول العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه الموقعين في بيان هذه القاعدة بصورة اخرى قال السنن نوعان سنة فعلية وسنة تركية فالسنة الفعلية هي التي فعلها عليه الصلاة والسلام. ما فعل عليه الصلاة والسلام ويشمل الفعل القول عمل والاعتقاد ما فعله هذا يقال له سنة فعلية عليه الصلاة والسلام. وما تركه تركه لقصد وسكت عن اشياء رحمة بكم غير نسيان. وما اتاكم الرسول فخذوه. وما نهاكم عنه فانتهوا. ترك ما ترك وهذا يسمى سنة الثرى. فالذي يستن بالنبي عليه الصلاة والسلام يترك ويفعل. يفعل السنن ويترك ما ترك عليه الصلاة والسلام لان السنة بامرين بفعل بفعل وبتركه والترك نوع من انواع الفعل كما هو معروف من القواعد المهمة هنا ان نقول ما كان بعد عهده عليه الصلاة والسلام من الامور فهذا اليه من جهة المقتضي للفعل. يعني السبب الداعي للفعل. هل كان قائما في عهده عليه الصلاة والسلام ام لا؟ فاذا كان السبب الذي يقتضي الفعل قائما في عهده عليه الصلاة والسلام فترك عليه الصلاة والسلام الفعل مع قيام المقتضي للفعل فان احداثه بدعة بخلاف ما لم يكن المقتضى المقتضي للفعل قائما في عهده عليه الصلاة والسلام. مثاله الاحتفال بانواع احتفالات ليلة المولد ليلة الاسراء والمعراج الى اخره. او الاحتفال في ليلة سبع وعشرين من رمضان. هل كان المقتضي للفعل قائما في عهده عليه الصلاة والسلام ام لا؟ قال العلماء المقتضي للفعل كان قائما. لانه عليه الصلاة والسلام يعلم تلك الليالي ولانه يريد ما يقرب الخلق الى ربهم عليه الصلاة والسلام. فالمقتضي للفعل كان قائما لماذا ترك مع قيام المقتضي للفعل؟ يدلنا هذا على ان الترك مقصود. وانه ترك لان ان فعل ذلك الشيء غير مشروع. لهذا قال العلماء اذا كان الامر قد قام المقتضي لفعله في عهده عليه والصلاة والسلام ولم يفعل عليه الصلاة والسلام فان ذلك الفعل احداثه بدعة. اما اذا لم يقم المقتضي على الفعل المقتضي يعني الامر الذي حمل على الفعل لم يكن قائما في عهده عليه الصلاة والسلام فان احداثه لا يسمى بدعة. مثاله جمع المصحف جمع القرآن جمع الصحف حتى تكون بين دفتي كتاب هل فعل النبي عليه الصلاة والسلام ذلك؟ لم يفعل هل جمع المصحف محدث؟ الجواب ليس كذلك لم؟ لانه وفي عهده عليه الصلاة والسلام كان القرآن ينزل وكان يؤمر عليه الصلاة والسلام ان يضع اية كذا في مكانها من السورة فلو كتب المصحف لكان نحتاج بعد نزول جملة من الايات الى كتابات جديدة وهكذا فلهذا المقتضي للفعل وهو الجمع المقتضي للفعل لم يكن موجودا في عهده عليه الصلاة والسلام. فما المقتضي للفعل تمام تنزل القرآن فتمام تنزل القرآن ما علم الا بوفاته عليه الصلاة والسلام. ولهذا كان من فقه الصحابة رضوان الله عليهم انهم جمعوا القرآن في عهد ابي بكر ثم في عهد عمر ثم في عهد عثمان الى اخر ما هو معلوم. مع ما في ذلك من دلالة قول الله جل وعلا الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه وقوله الف لام راء تلك ايات من كتابي وقرآن مبين. قال الكتاب والنبي عليه الصلاة والسلام نهى ان يسافر بالمصحف الى ارض العدو يعني انه ارشد الى ان يجمعوه في كتاب وفي مصحف او مصحف كلاهما قوام. هذه قاعدة مهمة. من القواعد ايضا ان قاعدة البدعة ان تكون ملتزما بها. فاذا فعلت مرة ولم تلتزم كانت خطأ وخلاف هل للسنة ولا تسمى بدعة يعني لا يسمى الحدث في الدين بدعة حتى يلتزم لانهم قالوا في تعريفه ثقة في الدين مخترعة. وقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في موضع من كلامه فضابط الالتزام مهم. في الفرق بين البدعة وخلاف السنة. يعني نقول فلان مخالف للسنة او نقول هذا الفعل خلاف السنة. اذا فعله مرة مرتين ولم يلتزمه. لكن اذا التزمه وجعله طريقا مسلوكا صار بدعة. فالبدعة ضابط ان تكون ملتزما بها. وخلاف السنة ان يخطئ يعمل عملا على خلاف السنة لكن انه مرة او مرتين. فاذا اذا رأيت من يفعل خلاف السنة من الافعال فهذا تقول له هذا الامر السنة. فاذا التزمه صار بدعة في حقه. قد يكون بدعة من دون النظر الى الشخص. من دون النظر الى الفاعل. لكن مع جهة الفاعل فانك تقول هو خلاف السنة حتى يكون الفاعل ملتزما له. والفعل يكون بدعة لان ان الناس التزموا يعني اهل البدع هذا ضابط مهم لان من الناس من يقول في كل خلاف للسنة انه بدعة وهذا ليس بصواب بل الصواب التفريق بين ما هو مخالف للسنة وما هو بدعة. هناك شبهات يوردها بعض القوم المحسنين للبدع. فمن اول تلك الشبه انهم يقولون ان البدع منها ما هو حسن ومنها ما هو قبيح البدعة اذا عندهم تدور عليها الاحكام الخمسة كما بين ذلك العز ابن عبد السلام الفقيه المعروف وكان اشعريا صوفيا. قال البدعة تدور عليها الاحكام الخمسة. وتبنى قوله هذا جماعة بعده. وهذا القول الذي قالوه اذا نظرت الى قول النبي عليه الصلاة والسلام كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة تبين لك به ان المحدثات يعني في الدين جميعا لان كل من الفاظ العموم عند الاصوليين. جميع المحدثات بدع جميع البدع ضلالات وكل من الفاظ الظهور في العموم عند الاصوليين وعند جماعة منهم من الفاظ في العموم. النبي عليه الصلاة والسلام يقول كل بدعة ضلالة. وبعض اهل العلم قال البدع منها ما هو ضلالة ومنها ما هو واجب ومنها ما هو مستحب. ولا شك ان هذا داخل في حد البدعة. لان تقسيمهم للبدع بدعة علمية ولهذا ذكرت لك تعريف الثاني للبدعة وهو قول بعض اهل العلم ان البدعة ما احدث على خلاف الحق المتلقى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في علم او عمل او حال بنوع شبهة او تأويل وهذا داخل في هذا الحد. اذا نقول النبي عليه الصلاة والسلام قال كل بدعة ضلالة. وبعض اهل العلم قالوا من البدع ما هو حسن ومنها ما هو ضلالة. فنقول هذا مخالف لقول النبي عليه الصلاة والسلام. والواجب ان نحكم قوله عليه الصلاة والسلام ولا نحكم قول غيره. لم قسمتم البدع هذا التقسيم؟ قالوا لان عمر قال نعمة البدعة هذه. والجواب ان هذا في البدع اللغوية. وليست في البدع المحدثة. لان النبي عليه الصلاة والسلام قد صلى بصحابته في بعض ليالي رمضان بعض العشر الاخيرة. فاذا ليس هو محدث ليس هو بمحدث وانما منعه عليه الصلاة والسلام من الفعلي انهم تواردوا عليه وكثروا فخشي ان يفرض عليه. جمع القرآن قالوا هذا من اسباب التقسيم. نقول غير ايضا في حد البدع لان البدعة كما ذكرنا من من ضوابطها وشروطها ان يقوم المقتضي على للفعل في عليه الصلاة والسلام في ترك الفعل. من الشبه التي اوردوها ايضا ما رواه مسلم رحمه الله في صحيحه ان النبي عليه الصلاة والسلام قال من سن في الاسلام سنة حسنة كان له اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة. ومن سن في الاسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة. قالوا فالنبي عليه الصلاة والسلام قال من سن في الاسلام سنة حسنة معنى ذلك انه احدث تلك السنة فصارت حسنة باحداثه. هكذا قالوا والجواب نقول ذلك ونذكر هذه الشبه لانها تواجهكم كثيرا. فلا بد ان يكون مع صاحب الحق سلاح يدفع به عن الحق الذي وما احسن قول امام الامام الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسالة كشف الشبهات قال ولكن الخوف على الموحد اذا خاض مع الناس وليس معه سلاح يمضي به. وهذا صحيح. ومن السلاح العلم بالشبه والرد عليها. فهذا الدليل الذي اوردوه هذا في صحيح مسلم كما ذكرنا. والجواب عنه ان العلماء يقولون في تقعيدهم العلم اسباب الحديث يورث العلم بمسبباتها. بل كل علم بالسبب يورث العلم بالمسبب خيرا ما يأتي فهم الامور على غير ما ينبغي من جهة عدم فهم الاسباب. فاذا اتى احد وقال لك كلاما غريبا قل ما السبب الذي من اجله حدث هذا الكلام؟ لانه كما قال شيخ الاسلام وغيره من العلماء العلم وبالسبب يورث العلم بالمسبب. فهذا القول للنبي عليه الصلاة والسلام من سن في الاسلام سنة حسنة له سبب. فاذا فهمنا السبب فهمنا المسببة. يعني فهمنا هذا الكلام ما معناه. وذلك ان قوما اتوا النبي عليه الصلاة والسلام وقد اجتاب النمار. اجتاب النمار يعني قطعوها وكانت مخرقة الجيب هو القطع والشق. وثمود الذين جابوا والصخرة بالوادي يعني قطعوا وشقوا الصخر بالواد. مجتاب النمار كانت نمارهم مشققة. وحالتهم رثة للغاية فلما رآهم عليه الصلاة والسلام عرف ذلك في وجهه برأفته عليه الصلاة والسلام ولرحمته بامته عليه الصلاة والسلام فحث الصدقة وامر بها ورأوا ما رأوا في وجهه عليه الصلاة والسلام. فقام احد الصحابة بعد ان سكتوا قليلا فقال علي يا رسول الله كذا. وهذا السياق موجود في صحيح مسلم. في اول الحديث. قال علي يا رسول الله كذا. فلما رأه الاخرون اقول هذا الكلام فتابعوا في الصدقة. فقال عليه الصلاة والسلام من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجر اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة. قال بعض اهل العلم قوله اذا من سن في الاسلام على هذا السبب وعلى هذا البيان معناه من سن من الاسلام سنة حسنة لان الصدقة مشروعة في الدين وهذا الذي سنه ذلك الصحابي من الاسلام وهو الصدقة. فسن امرا مشروعا. فيكون اذا معنى سن امور المشروعة ان الامور من الاسلام انه احياها بعد اماتها او بعد الغفلة عنها. فمن هي سنة كان له اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة. كما جاء في حديث ابي هريرة الاخر من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل مثل اجور من اتبعه لا ينقص ذلك من اجورهم شيء. ولهذا قال بعده ومن سن في الاسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من من عمل بها الى يوم القيامة. يعني سنة سيئة علمناها من الاسلام. من جهة المعاصي او البدع او المحدثات او نحو نحو ذلك. فالدليل اذا ضد المحسنين للبدع وليس معهم. مما قالوا ايضا ما اردنا بافعالنا الا الخير. مثل ما قال اولئك لابن مسعود قالوا يا ابن مسعود ما اردنا الا الخير يسبحون بالحصى ويعدون التسبيح مئة عشر هل ما اردنا الا الخير فانكر عليهم رضوان الله عليه انكر عليهم ابن مسعود وقال كم من مريد للخير لم ادركه او لم يحصله. فاذا العبرة كما دل عليه كلام ابن مسعود ليس بارادة الخير. وانما بان يكون الخير مستقم من السنة. اذا نظرت الى الذين يفعلون البدع كلهم يقول نريد الخير. اذا نظرت الى للذين يحيون بعض الليالي او يحيون بعض الحفلات او نحو ذلك. اذا سألتهم قالوا ما اردنا الا الخير. نريد ان ننبه الناس على افعال الطيبة وعلى السيرة وعلى الصدقة وعلى وعلى الى اخره لكن هل هذه الحجة الصحيحة؟ الذي يريد ان يصلي نفلا ان يصلي فرضا مثلا الخمس ركعات الظهر او العصر او العشاء او يصلي ثلاث ركعات الفجر او اربعة الفجر. وتقول له لما صليت؟ قال فيك الخير خير. فنريد مزيد من الخير ركعات فيها القرآن فيها التسبيح وفيها الفاتحة وفيها ركوع وسجود وكل ذلك من الاعمال الطيبة فنزيد لاجل الخير. فهل يقبل هذا منه؟ بالاجماع لا يقبل وهو مردود. لما؟ لان الشريعة جاءت بالحد. والحد ضابط اذا تجوز اذا تعدي عليه اذا زاد المرء عليه زاد على السنة وذهب الى الغلو والبدعة فاذا هذه العبرة ما اردنا الا الخير هذا ليس بامر يحتج به. لان كل اهل الضلالة ما ارادوا الا الخير. ايضا قال الو شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يقول في كلام له في اقتضاء الصراط المستقيم في كلامه على احياء او احتفال بليلة مولد النبي عليه الصلاة والسلام قال بعد ان بين انها بدعة ومن الناس من يعمل ذاك على ما قام في قلبه من محبة النبي عليه الصلاة والسلام. قالوا فهذا يدل على ان تلك الاحتفالات يؤجر عليها العبد والجواب على ذلك ان شيخ الاسلام نفسه هو الذي حكم على ذلك الفعل بانه بدعة. وقوله انه هناك من يفعل ذاك ويؤجر لا يؤجر باطلاق. انما يؤجر على ما قام في قلبه. والله جل وعلا يقيم الوزن القسط والملائكة تكتب كل شيء. فيكون هذا معنى كلام شيخ الاسلام فيكون الذي فعل ذلك الفعل يكون مأجورا من جهة وهي جهة المحبة لان الله جل وعلا لا يظلم الناس شيئا ولكنه مأزور من جهة الفعل ففعله بدعة ويذم عليه على لاجل انه ابتدع. اما اصل المحبة فهذا امر لم يعمله بابتداع وانما الذي حصل بارتداء الاحتفالات. فلهذا شيخ الاسلام في كلمته كان دقيقا. وهو انه يقول ان وزن الاعمال عند الله جل وعلا تكون بان يكون لك ما تعمل من الصالح وعليك ما تعمل من الوزر. فالذي قام في قلبه الخير يؤجر عليه لكن يأثم على العمل الذي ابتدعه. والبدعة كما هو معلوم في كلام اهل العلم اشد من جنس المعاصي يعني الكبائر لما؟ لان الكبائر كبائر الذنوب والشهوات لان هذه يعملها المرء وهو يعلم انه عاص لكن صاحب البدعة يظل يعمل ويعمل وهو يظن انه مطيع لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم كونوا قد احدث امرا في الدين. والنبي عليه الصلاة والسلام قال كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فاذا هناك انقسام من جهة العمل ومن جهة ما يقوم بالقلب. فما قام من في القلب من اصل المحبة هذا له حكم سائر اجناسه من العمل من جهة الاجر عليه في كلام شيخ الاسلام ابن تيمية. اما ما قام في القلب من انواع تحسين بدع واعتقاد الصواب في خلاف السنة والعمل الخارجي بالاحتفالات ونحوها فهذا يكون بدعة ضلالة لانه محدث في الدين ولانه منطبق عليه حد البدعة. قالوا ايضا الصحابة رضوان الله عليهم والمسلمون عملوا قال حل مرسلة وعملوا اشياء منها دواوين الجن والديوان وديوان المال وبيت المال في عهد عمر ودواوين الجند في عهد عمر ثم المدارس ثم شق الطرق ما حدث في عهده ثم تقييم الدور ونزع الملكيات واتخاذ دور للسجن في عهد عمر رضي الله عنه ونحو ذلك من اعمال كثيرة عملت لم تكن في عهده عليه الصلاة والسلام. والجواب عن ذلك ان البدع غير المصالح المرسلة. المصالح المرسلة هذا بحث. واما البدع فهذه امر اخر. والفرق بينهما ان المصلحة المرسلة وسيلة لتحقيق ضروري في الدين ازالة الحرج عن المسلمين او حفظ امر ضروري عليهم في دينهم او في انفسهم او في دنياهم او في عقولهم هذا امر واجب شرعا لانه من الامور الظرورية الخمسة المعروفة. فما كان وسيلة الى الواجب فهو واجب. لان لها احكام المقاصد. لهذا المصالح المرسلة هي وسائل لتحقيق امر مطلوب في الشرع. واما البدع فالبدعة نفسها هي الغاية لانه يتعبد بها. فتلك الوسيلة ليست متعبدا بها. واما هذه فنسك الوسيلة يتعبد بها. من جهة انها غاية. فالذين احدثوا المحدثات من البدع التقرب الى الله جل وعلا وجعلوا تلك المحدثات غاية لهم فاذا عملوها حصل لهم ما يريد ما يريدون لانهم يريدون الخير كما يزعمون. فصار الفرق بين المقامين ان باب الوسائل ظاهر في المصالح المرسلة لنفي الحرج على الناس ولحفظ امر ضروري من الضروريات الخمس. اما البدع فهي عند اصحابها مقصودة لذاتها. وليست مقصودة لتحقيق امر ضروري. ولهذا ما تسمى مصلحة مرسلة. حتى الذين حسنوها مثل العز بن عبد ومثل غيره لم لم يسموا البدع الحسنة في عرفهم لم يسموها مصالح مرسلة لانهم يعلمون ان المصلحة المرسلة لا ينطبق عليها. فاذا لا يسوغ الاحتجاز ببناء المدارس وبالدواوين وباحداث الطرق وبنزع الملكيات ونحو وذلك على ذلك الامر وبتأليف الكتب لا يسوغ لان هذا من باب الوسائل التي لها احكام المقاصد. واما ذاك فالعمد في نفسه يراد التعبد به وهذا فرق مهم بين المقامين كما اوضح ذلك الائمة في بحثهم عن مصالح المرسلة والبدع. اذا تبين ذلك نصل الى ذكر امثلة للبدع. البدعة كما ذكرنا كونوا العلم يعني في انواع الاعتقادات. وتكون ايضا في العمل. اما الاعتقاد فكل المحدثات التي احدثت عن طريق الفرق هذه كلها بدع. فالخوارج مبتدعة وبدعتهم بدعة اعتقادية. فمن احدث امرا ثالثا لما عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاعتقاد فانه مبتدع وصاحب ضلالة. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام فيما ثبت عنه ورواه ابو داوود وغيره ان اهل الكتاب اشترطوا على احدى وسبعين او اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة. قالوا من هي يا رسول الله؟ قال الفرق وعدت بالنار لانها احدثت المحدثات. فالعقائد المختلفة محدثات. ولهذا صار من البدع اعتقاد المتعلق بالاسماء والصفات. من البدع التأويل من البدع ان يثبت لله جل وعلا السبع صفات و ينفي غيرها او يؤول غيرها الى ما تدل عليه هذه الصفات السبع او الصفات الثمان كما عند الماثريدية او ثلاث صفات كما عند المعتزلة او كما صنع الجهمية. هذه كلها بدع اعتقادية. من جهة الايمان المرجئة مبتدعة والذين يقولون ان الايمان ليس بقول وعمل واعتقاد جميعا عند سلف هذه الامة مرجعة والمرجئة من انواع المبتدعة لان الارجاء بدعة حدثت في هذه الامة. كذلك مسائل المعروفة في مباحث العقائد من جهة تسمية مرتكب الكبيرة مؤمنا او مسلما او فاسقا او في منزلة بين المنزلتين هذه مباحث خالف فيها اهل الفرق اهل السنة. اهل السنة يقولون ان مرتكب الكبيرة مؤمن بايمانه فاسق ولا يكفر بارتكاب الكبيرة حتى يستحلها. ومعنى الاستحلال يعني حت يقول او يعتقد انها حلال احله الله جل وعلا. او انها حلال في نفسها او لم يلتزم حكم الله بها. يعني قال الحكم في هذه المسألة لست المخاطب به ان ثمة فرقا مهما بين الالتزام بالشيء والقبول له. وبين بين عدم الالتزام الذي هو الامتناع وما بين عدم القبول والجحد. فها هنا اشياء هناك قبول يقابله جحد. وهناك كالتزام يقابله امتنان. ولكل تعريفه كما هو معلوم. فمن خاض في هذه المسائل وخالف اعتقاد اعتقاد السلف الصالح فقد احدث بدعة اعتقادية. كذلك في مسائل الامامة كذلك في مسائل الصحابة وهكذا من انواع البدع الاعتقادي. من البدع البدع العملية والبدع العملية متنوعة. منها ما هو مقيد بالاشهر وهذا حبذا لو تجمع هذه البدع بدع المواد. ويجعل في كل يعني يجمع فيجعل ما لكل شهر من البدع التي احدثها المخالفون. فمثلا في شهر محرم ثمة انواعا ثمة انواع من البدع. وفي شهر صفر ثمة انواع من البدع. وفي شهر ربيع الاول ثمة انواع من البدع كالاحتفال بالمولد ونحوه. وفي رجب انواع من البدع وفي شعبان انواع من البدع وفي رمظان ايظا انواع من البدع وفي وهكذا ولو بصر الناس في بالبدع على الشهور. اذا كان ذلك ترتيبا حسنا مع بيان كل مسألة. وبمناسبة كوننا في شهر في شهر ربيع الاول ما هو معلوم عن بدعة المولد؟ وان احداثها كان كما هو معروف عند المؤرقين كان من جهة الفاطميين وكانت بدعة سياسية لان الفاطميين وهم العبيديون شاعت النسبة او التسمية بالفاطمي والا فحقيقتهم انهم عبيديون لما لم يقبل الناس امرهم في مصر احدثوا بدعة المولد لاجل ان يدلوا الناس على انهم يحبون رسول الله عليه الصلاة والسلام. ثم جعلوا في كل ليلة من ليالي السنة بدعة. من الاحتفالات المختلفة فيشغل الناس عن اصل السنة ويشيع فيهم البدع حتى يبتعدوا عن اصل الدين. ذكر ذلك جماعة من اهل العلم من بدع العمل ايضا ما هو من وسائل الشرك. في جمع ما بين كونه وسيلة الى الشرك وما بين كونه بدعة. مثال الاعتناء بالقبور وتعظيم القبور وبناء القباب عليها وتفريج القبور والاهتمام بذلك هذا كله من وسائل الشرك كما قال العلماء ومن البدع المحدثة. والنبي عليه الصلاة والسلام لما نزل به يعني الامر من الموت عليه الصلاة والسلام. صفق يطرح خميصة على وجهه ثم اذا اغتم كشفها. فيقول عليه الصلاة والسلام لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد الا لا تتخذوا القبور مساجد فان انهاكم عن ذلك. انواع البدع كثيرة كما هو معلوم. ولعلنا نختم الكلام بطرق مهم. الا وهو ان هناك مسائل قد يطلق عليها بعض الناس انها بدعة. فينازع ويكون الحق فيها مع المنازع. يعني في ان انه ليس ببدعة. وهذا من امثلته عمل اعياد الميلاد. مثلا الذين يعملون عيد الميلاد نسأل الله العافية لاولاده او لانفسهم او عيد الزواج او نحو ذلك. فيأتي من يقول هو بدعة فيقول لها الاخر البدعة في الدين. وانا لم اقصد به التقرب وانما هذا من جهة الفرح. والجواب ان هذه الامور لا شك انها محدثة. لكن لما لم تكن في الدين لم يصر حد البدعة منطبقا عليها. فيكون اذا النهي عنها من جهة انها تشبه بالكفار. وليس من جهة ان انها ابتداء. ومن المسائل ايضا المهمة التي يجب ان يكون معك التفريق فيها ان المرء في فهمه للبدع لابد له من ان يتبع ائمة اهل السنة. لان ثمة مسائل قد يشكل على المرء هل هي من البدع ام هي من غير البدع؟ فنرى ان الائمة ربما فعلوا اشياء واذا نظر الى تلك الافعال قال هي بدعة ولكن تتابع العلماء على انها جائزة او على ان الفعل لا بأس به او على انه مستحب. لهذا من المهم الا تحكم في المسائل في شيء بانه بدعة حتى تسمع كلام اهل العلم فيه. فاذا كان كلام الائمة مع ائمة اهل السنة كالامام مالك والشافعي واحمد وكالسفياني سفيان بن سعيد وسفيان بن عيينة وكواكيع ونحوهم من اصحاب احمد واصحاب الشافعي الذين عرفوا بالامامة في السنة وكشيخ الاسلام وابن القيم وكامام هذه الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هو العلماء من بعده تنظر ماذا قالوا في المسألة لان التنبيه على ذلك لا بد منه لان من من يستعجل في الحكم في مسائل على انها بدعة. يقول هذه بدعة وهذه بدعة. واذا نظرت وجدت انه ما من احد حكم من اهل العلم ان بدعة فيكون هو قد اخترع قولا جديدا. من المسائل التي ايضا ينبغي ان يكون معك الفرق فيها ان تفرق في مسائل البدعة ما بين فهم العلماء وفهم غيرهم لانه قد يكون من الناس من يأتي يطبق التعاريف او بعض اقوال السلف على اشياء او على اشخاص او على احوال فيكون ذلك التطبيق نتيجته ان ذلك الفعل بدعة او ان هذا مبتدع او نحو ذلك. فاذا نظرت الى اقوال اهل العلم الذين يعلمون معنى ما هو البدعة ويحكمون ويفتون في ذلك لن تجد انهم يحكمون بذلك الحكم. لهذا ننبه على ان وظيفة طالب العلم ان يفهم ان الحكم في حكم بما حكم به العلماء. اما ان يحكم بما يخالف به حكم اهل العلم فان هذا نوع تعدي وغرور وظن انه اذا فهم بعض التعريفات ودرس ذلك انه حاز العلم جميعا. والعلم الشرعي بعض وهو مرتبط ببعض. ففهم كلام السلف في الابتداع او في من هو المبتدع او في نحو تلك المسائل يجب ان يفهم على طريقة اهل العلم الراسخين فيه. لا على طريقة من قرأ فلم يفهم تلك المسائل. لهذا ينبغي لطالب العلم ان يتنبه الى ان التطبيق تطبيق الاحكام او معرفة هذا الفعل الجديد او هذا الحال الجديد او القول الفلاني او الفعل الفلاني هل هو بدعة؟ وصاحبه مبتدع ام لا؟ يجب ان تنظر الى قول الراسخين في العلم فيه. اما النظر الى قول شباب بعضهم مع بعض وهذا يقنع هذا وذاك يقنع ذاك هذا لا شك انه خروج بالعلم عن الرجوع الى اهله المتخصصين نقف عند هذا واسأل الله جل وعلا ان يبصرني واياكم وان يزيدنا اتباعا لنبيه عليه الصلاة والسلام وان يلهمنا رسلنا وان يقينا شر انفسنا اللهم نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان تجعلنا من المتقين وان تحشرنا مع نبيك محمد صلى الله عليه وسلم تحت لوائه وان تسقينا من حوضه شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها ابدا اللهم وفق ولاة امورنا لما تحب وترضى. اللهم وفق علمائنا لما تحب وترضى واجعلنا واياهم من المتعاونين على البر والتقوى واللهم ابرم لهذه الامة امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويعافى فيه اهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن منكر وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. هنا بعض الاسئلة قال ما الفرق بين الترك الذي تسمى فيه سنة تركية وبين السكوت الذي هو رحمة لنا. السكوت راجع الى الحلال والحرام. ما يحل وما وذلك راجع الى الحدود. واول الحديث يبين ذلك ان الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وسكت عن اشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها. وهذا راجع الى ما كان من قبيل الحلال والحرام. يعني الاحكام العملية من جهة ما يتعاطاه المرء من مأكولات ومشروبات او بعض الاعمال التي كان يعملها الناس في عهده عليه الصلاة والسلام. لهذا يبينه قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الاخر الذي رواه رواه مسلم في الصحيح ان اعظم المسلمين جرما رجل سأل عن شيء فحرم على المسلمين لاجل مسألة فهذا الذي من اجله جاء النهي عن السؤال فما سكت عنه فهو عفو فاقبلوا من الله عافيته. فلا نسأل يعني لا يسأل الصحابة النبي عليه الصلاة والسلام في كل شيء هذا حلال هذا حرام الخبز حلال الشراب حلال كذا حلال هذا حرام هذا حرام اسمعوا المحرمات واسمعوا المباحات وما سكت عنه فهو عفو يقوم على اصل الاباحة فيما اصله يقول اين مظان قولك ان العز ابن عبد السلام صوفي اشعري علما بان هناك رسالة خرجت اسمها صفحات مطوية نفى عنه ذلك. ومن جهة كونه صوفيا تنظر الى كتابه شجرة الاحوال وكتابها القواعد. ومن جهة كونه اشعريا تنظر الى كتابه العقائد مطبوع سار فيه على نهج الاشاعرة لظهور. احيانا يأتي بعظ الاسئلة من جهة الحكم على الشخص وهذا ينبغي لطلاب العلم ولعامة المسلمين ان يتجنبوا السؤال عنه في المحاضرة ان يكون السؤال عن الشخص ما حكم الذي يقول كذا وكذا وكذا؟ والحكم على المعين كما هو معلوم له وله موانعه فليس ايراد السؤال كافيا للحكم على المعين. وانما يسأل عن المقالة يسأل عن الفعل فيكون على بصيرة من دينه. اما الحكم على شخص فهذا يحتاج الى مسائل اخر غير ما ذكر في السؤال. هل تنصح ما بشباب الصحوة في هذا الوقت. هل تنصحهم بطلب العلم والعزلة؟ بعدا عن الجدال؟ ام انهم يلزمهم التوظيح والبيان ومن وما نصيحتكم في من لا يقبل الحق ولو كان واظحا؟ الجواب ان نصيحتي لشباب الصحوة انهم لم يصحوا بعد الصحوة تحتاج الى صحوة لا تزال الصحوة في تقليد. لا يزال كثير من شباب الصحوة بل الاكثر لم يتجهوا الى العلم لم يتعلم ويكون العلم عنده فوق الجميع. ينظر الى الاقوال والى الاعمال من جهة فاعلها او من جهة زملائه وهذا ليس بجيد بل الواجب ان يسعى في ان يكون على وفق وان يطلب الحذر لنفسه. وما ذكره ائمة الاسلام في عقائدهم في عقائد اهل السنة والجماعة يلتزموا. وما لم يذكر يجتنب وما اشتبه عليك فهناك امور مشتبهات فيما بين الحلال والحرام. من واقع الشبهات وقع الحرام. ومن ترك الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. فالعزلة مفيدة لمن اذا خالط الناس لم يؤثر فيهم. لكن كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري في الادب الحاكم وجماعة يعني في الادب المفرد والحاكم في المستدرك وجماعة انه عليه الصلاة والسلام قال المؤمن الذي يخالط والناس ويصبر على اذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على اذاهم لان الصبر عبادة واذا خالطت الناس وامرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ودعوت الى الحق فهذه عبادة من العبادات. فالاكمل طريقة الانبياء والمرسلين في انهم الناس وامروا ونهوا واودوا فصبروا حتى جاء حتى اتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله واما الانسحاب اذا كان مع العزم فهذا السلامة لا يعد لها شيء. اما اذا كان المرء قويا في دين الله واذا خالط الناس اثر فيهم ودعا الى الله وبين الحق والصواب ونهى عن اسباب الضلال فان هذا من الامور المحمودة التي هي طريقة الانبياء والمرسلين فان الرسل امروا ونهوا وصبروا. قال جل وعلا واصبر كما صبر اولو العزم من الرسل. ولا تستعجل لهم. كانهم يوم ثم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار. بلاغ. وقال جل وعلا فاصبر ان وعد الله حق. ولا يتخفنك كالذين لا يوقنون. فالمخالط للناس للدعوة والامر والنهي يحتاج الى صبر. واذا صبر يكون صبره بحيث لا يستخف بحيث لا يستخف من الذين لا يوقنون كما قال جل وعلا ولا يستخفن ظنك الذين لا يوقنون. ومن الناس من يخالط ويدعو ويأمر وينهى ولا يكون صابرا. بل يكون الذين لا يوقنون يستخفونه بالاقوال والاعمال وكثير من المشاكل من المشكلات ومن العوائق جعلت ونصبت من اجل ذلك الاستخفاف. ايضا هذا سؤال عن شخص يقول تقسيم البدعة الى مفسقة ومكفرة هل هو تقسيم صحيح؟ وما ضابط الفرق بينهما؟ وهل نقول ان من قسمها كذلك؟ بنى تقسيمه هذا على التفريق بين الفروع والاصول حيث انه قال البدعة في العبادات مفسقة والبدعة في العقيدة مكفرة. التقسيم الى مفسق ومكفر في البدع تقسيم صحيح منها بدع مفسقة ومنها بدع مكفرة. والبدع المكفرة منها ما هو راجع الى البدع الاعتقادية. ومنها ما هو راجع الى البدع العملية التي يكون معها اعتقاد وقد لا يكون معها اعتقاد. فمن طبق عليه حد البدعة كان بدعة فاذا كان كفرا صارت بدعة كفرية. واما اذا لم يكن كفرا فيكون افقا. يعني تكون البدعة مفسقة البدعة المفسقة تكون في العمل وتكون في العلم. يعني الاعتقادات منها ما هو مفسر. اعتقاد في الله جل وعلا بغير الحق في مثل الاستواء وفي مثل الصفات وفي مسألة الايمان ومسائل الاسمى والاحكام ونحو ذلك هذه كلها بدع وصاحبها بدعته مفسقة وليست مكفرة لان العلماء ما كفروا الفرق الثنتين وسبعين. وانما حكموا عليها بالضلال وبالنار وبالفسق. واما الفرق الكافرة فهي خارجة عن هذه الثلاثة وسبعين فرقة كالجهمية والرافضة الغلاة ونحوهم. فاذا التقسيم صحيح وهو راجع الى الحكم. هل الحكم على البدعة بانها فسق او كفر؟ فاذا كانت كفرا صارت البدعة مفسقة مكفرة واذا كانت فسقا صارت البدعة مفسقة. يقول ما معنى قول شيخ الاسلام وتلميذه ابن القيم؟ ان التوكل على الله من لازم الايمان. وان شفاء لازم يقتضي انتفاع الملزوم. هذا الكلام صحيح. لان الله جل وعلا جعل التوكل عليه شرطا لصحة الايمان. وشرطا لصحة بالاسلام. قال جل وعلا فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين. وقال وعلى الله فليتوكل المؤمنون. ونحو ذلك من الايات فجعل شرط صحة الايمان التوكل على الله جل وعلا. وحقيقة التوكل على الله جل وعلا انه راجع الى معرفة ربوبية الله على عبده. فاذا علم المسلم ربوبية الله على عبده عظم توكله. ولا يصح اسلام احد حتى يكون موقنا بالربوبية لانه لا بد ان يكون قد صح له توحيد الالهية صح له توحيد العبادة توحيد الالهية فانه يتضمن ذلك اقراره وصحة توحيد الربوبية منه. وكل مقر لله جل وعلا بالربوبية له نصيب من هذه العبادة وهي التوكل على الله جل وعلا. لكن الناس فيها مقامات فتوكل المصطفى عليه الصلاة والسلام ليس كتوكل افراد امته عليه الصلاة والسلام. ويعظم التوكل بشيء و قبل ذكره حقيقة التوكل او تعريف التوكل انه تفويض الامر الى الله جل وعلا فعل السبب الذي امر الله جل وعلا به. يعني ان تفعل السبب الذي امر الله جل وعلا به ان كان يمكنك ان تفعل سببا ثم تفوظ الامر الى الله. لعلمك بان الله جل جلاله هو الذي بيده مقاليد كل شيء انه ما من دابة الا هو مع تحيات مركز الوسائل بوزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد المملكة العربية السعودية