اما اذا لم يقم المقتضي على الفعل المقتضي يعني الامر الذي حمل على الفعل لم يكن قائما في عهده عليه الصلاة والسلام فان احداثه لا يسمى بدعة مثاله جمع المصحف جمع القرآن جمع الصحف حتى تكون بين دفتي كتاب هل فعل النبي عليه الصلاة والسلام ذلك لم يفعل هل جمع المصحف محدث الجواب ليس كذلك لم؟ لانه في عهده عليه الصلاة والسلام كان القرآن ينزل وكان يؤمر عليه الصلاة والسلام ان يضع اية كذا في مكانها من السورة فلو كتب المصحف لكان نحتاج بعد نزول جملة من الايات الى كتابات جديدة وهكذا فلهذا المقتضي للفعل وهو الجمع المقتضي للفعل لم يكن موجودا في عهده عليه الصلاة والسلام. فما المقتضي للفعل تمام تنزل القرآن فتمام تنزل القرآن ما علم الا بوفاته عليه الصلاة والسلام. ولهذا كان من فقه الصحابة رضوان الله عليهم انهم جمعوا القرآن في عهد ابي بكر ثم في عهد عمر ثم في عهد عثمان الى اخر ما هو معلوم مع ما في ذلك من دلالة قول الله جل وعلا الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه وقوله الف لام راء تلك ايات الكتاب وقرآن مبين قال الكتاب والنبي عليه الصلاة والسلام نهى ان يسافر بالمصحف الى ارض العدو يعني انه ارشدهم الى ان يجمعوه في كتاب وفي بمصحف او مصحف كلاهما قوام