وثاني درجات تذكية النفس ان يكون العبد ممتثلا للاوامر مجتنبا عن النواهي يعني ان يحمل نفسه على طاعة الامر على الواجبات وان يباعد نفسه من ارتكاب المنهيات. فان لله جل وعلا اوامر. وان لله جل وعلا نواهي. وان عسى الله جل وعلا وتزكية النفس انما هي باتباع الامر واجتناب النهي. وباب المنهيات عظيم وباب المأمورات عظيم وقد اختلف العلماء هل باب الامر اعظم؟ ام باب النهي اعظم؟ فقال طائفة من اهل العلم ان باب النهي اعظم يعني اذا العبد ما نهى الله جل وعلا عنه فانه يكون معرضا للعقوبة ويكون فرط في الامر الاعظم ولهذا واستدلوا على ذلك بفعل ادم عليه السلام حيث خالف النهي فكانت العقوبة بان اخرج من دار الكرامة اخرج من والاوامر والنواهي عظيمات ولكن هل جانب الامر اعظم ام جانب النهي اعظم؟ هل رجحان الحسنات اعظم ام رجحان ترك السيئات اعظم هذا مما اختلف فيه اهل العلم وهذا وهذا ولا شك ان تحصيل تزكية النفس انما يكون امتثال الفرائض واجتناب النواهي. قد يتساهل العبد مع نفسه يتساهل في ترك فرائض يتساهل في ترك الواجبات يتساهل في غشيان بعض المنهيات وبعض المحرمات ولكن هذا يعقبه غصة في نفس ويعقبه سيئة اخرى. وقد قال بعض السلف اذا رأيت الرجل يعمل السيئة فاعلم ان له عنده فاعلم ان له فاعلم ان لها عنده اخوات. واذا رأيت الرجل يعمل الحسنة فاعلم ان لها عنده اخوات. ولا شك ان الحسنة تجلب الحسنة والسيئة تجلب السيئة. وهذا يقود الى ذاك فاذا جاهد العبد نفسه في امتثال الاوامر وفي الابتعاد عن كان مزكيا لنفسه