فاذا جاهد العبد نفسه في امتثال الاوامر وفي الابتعاد عن النواهي كان مزكيا لنفسه. ثم النوافل نوافل في جانب الاوامر والنوافل في جانب المنهيات يعني ترك المكروهات لان ترك المكروه مستحب وان فعل النافلة مستحب ان فعل النوافل في هذا وذاك مما يقرب الى الخير. وقد ثبت في صحيح البخاري ان الله جل وعلا قال يعني في الحديث القدسي ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. ولئن سألني لاعطينه. ولئن استعاذني لاعيذنه. وما ترددت في شيء انا فاعله ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموتى واكره مساءته. يعني جل وعلا بقوله كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به الى اخر الحديث يعني كنت مسددا له في سمعه فبي يسمع وبي يبصر فلا يسمع العبد الا ما يحب الله ولا يبصر الا ما يحب الله ولا يمشي الا الى ما يحب الله ولا يعمل بيده الا ما يحب الله جل وعلا هذا بعد ان يكون العبد بالنوافل بعد الفرائض