اما العصاة اعني الظالمين لانفسهم الذين تسلط عليهم الشيطان فاغراهم بعدم الطاعة اغراهم بان يكونوا مطيعين لشهوات فيهم مطيعين لانفسهم فهؤلاء في التعامل معهم احوال. والاصل العام في ذلك ان لهم الحق العام الذي للمسلم على مسلم. المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله. بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم. هذه حقوق عامة وحق المسلم على المسلم ست كما جاء في الحديث اذا مرض ان يعود واذا عطف عن يشك فحمد الله ان يشمته الى اخر ما جاء واذا دعاك فاجبه الى اخر ما جاء في الحديث هذه حقوق تشمل المطيع وتشمل العاصي لكن كيف يتعامل المسلم؟ كيف يتعامل المرء المؤمن مع العصاة. هل يعاملهم بالاستهلاك في وجوههم؟ هل يعاملهم بالهدر؟ هل يعاملهم بالمخالطة دائما؟ في حال المعصية في حال الطاعة ما هي درجات التعامل مع العصاة من جهة الحجر حجر المسلم اذا كان لحق النفس يعني حق الدنيا فانه لا يجوز ان يهجر المسلم اخاه ولو كان عاصيا ان يهجره فوق ثلاث. قوله لا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث يعني اذا كان في حق من حقوق الدنيا. اذا كان بامر الله في شيء في قلبك تكلم عليك يعني شيء تعدى عليك شخصيا صار بينك وبينه شحناء صار بينك وبينه مراد في الكلام بغظاء الى اخره فهذا هو الذي لا وهو الذي يجوز ان تهجره الى ثلاث ما فوق الثلاث فلا يجوز ان تهجره. ان تهجره في ذلك ولو كان عاصيا. وحق وحقه في ذلك الذي به يزول الهجران عنه تسلم عليه. كما قال في هذا الحديث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. اما الهجر لحق الله جل وعلا فهو على مرتبتين كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية وغيره من المحققين من اهل العلم هجر من جهة الوقاية وهجر من جهة التأديب يعني يعني بذلك حجر يراد منه الوقاية وهجر يراد منه التأديب اما هجر الوقاية يعني هجر العاصي والمبتدع ونحو ذلك هجر الوقاية فان تقي نفسك ان تسمع منه او ان تخالطه في معصيته حتى تقي نفسك ان تتأثر به. لان لان الانسان يتأثر بطفحه اما ان يؤثر واما ان يتعثر. فاذا خالط العصاة وهم على معاصي فيهم وظن ان مخالطته لهم وهم يمارسون المعصية انها خير فهذا من تزويل الشيطان له. لا يجوز لك ان تخالط معاصيا حال عصيانه. واما وانما تخالطه في حال عدم العصيان لتثامره وتنهاه وتحبب اليه الخير اما في حال عصيانه فلا يجوز ان تبقى وهو يعصي الله جل وعلا الا ان تكون امرا بالمعروف ناهيا عن المنكر. هذا النوع من الهجر هو هجر الوقاية. يعني ان تهجر اخاك المسلم ان تهجر هذا العاصي حال ممارسته للمعصية. حال غشيانه لما لا يرضى الله جل وعلا عنه هذا الهجر يسمى هجر وقاية. واما النوع الثاني من الهجر فهو هجر التأديب. هجر التأديب يعني التعذير ان تهجره لكي تصلحه والاصل في ذلك هجر النبي صلى الله عليه وسلم للثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك فنزل فيهم قول الله جل وعلا في اخر سورة براءة وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى اذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت وضاقت عليهم انفسهم وظنوا ان لا ملجأ من الله الا اليه. هؤلاء الثلاثة هجرهم النبي صلى الله عليه وسلم وامر الناس بان يهجروهم فلا يكلموهم ولا يبايعوهم ولا يشاروهم حتى ان ان هؤلاء ضاقت عليهم انفسهم وظنوا ان لا ملجأ من الله الا اليه. هذا الهجر نوع من انواع التعجيل