هنا تقف ان الانبياء عليهم السلام والرسل عليهم الصلاة والسلام كانوا اكثر بخلق بذلا في الدعوة الى الله جل وعلا. لان الله كلفهم بذلك وامرهم به كما امر نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك فالجميع مأمورون بتبليغ رسالات الله الجميع مأمورون بتبليغ الدعوة الى الله جل وعلا. وهذا السبيل وهو سبيل ابلاغ الدعوة هو قبيل الانبياء وهو هداهم وهو هديهم وهو سمتهم الواجب الذي اوجبه الله جل وعلا عليهم. ونحن مأمورون ان فدي بهم قال جل وعلا في حقهم اولئك الذين هداهم اولئك الذين هدى الله فبهداه مقتضى يعني تدي بذلك الهدى الذي منه انهم كانوا دعاة الى الله جل وعلا. وخذ مثلا لذلك يوسف عليه يوسف عليه السلام في جميع احواله التي تقلب فيها منذ ان كان في بيت العزيز وما حصل في بيت العزيز الى ان مكنه الله جل وعلا وقدم عليه ابوه وامه واخوانه قروا له سجدا كان في هذه المقامات جميعا داعيا الى الله جل وعلا ولهذا تستطيع ان تثني سورة يوسف عليه السلام سورة الدعوة لان اسماء السور ليست توقيفية على الصحيح يمكن ان تسميها سورة الدعوة او ان تقول موضوعها سورة موظوعها الدعوة الى الله جل وعلا. فهذا يوصف السلام في السجن كان داعيا الى الله جل وعلا. يا صاحبي السجن اارداد متفرقون خير؟ ام الله الواحد القهار. ولما وصل الى الملك وقربه كان داعيا الى الله جل وعلا. ولما اتاه اخوته كان كذلك حتى صارت هذه السورة فيها سيرة والداعية وفيها خلق الداعية وفيها ما يكاد للداعية من القيل والقال والكيد وفيها ايضا صبر الداعية وتحمله وما يأتيه من البلاء في ذلك فهي محل للاعتبار والتدبر والدرس. وهي سورة يوسف عليه السلام. لهذا جاء في كره ليربط موضوع السورة باخر السورة جاء في اخرها قول الحق جل وعلا قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني