وقال ايضا له وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله فربط الدعوة في انتفاعها باذن الله جل وعلا. وهنا ينظر اهل العلم في هذه الفوائد من الايات وسورة النبي صلى الله عليه وسلم في ان الدعوة ليس المراد منها ان تصل فيها الى هداية الخلق انما ان تمتثل امر الله جل وعلا بالدعوة اذا حصلت نتيجة فالحمد لله. وان لم تحصل ليس عليك هداهم. ولكن الله يهدي من يشاء. فالانبياء وخاتم محمد صلى الله عليه وسلم بذلوا ما بذلوا في سبيل الدعوة وورثه منهم اهل العلم وخاصة هذه الامة من الدعاة الى الله بذلوا في ذلك لكن لا يعني ذلك ان يتحقق المقصود او لا يتحقق يحرصون على ان ينفعوا الناس وان يتحقق سبيل الدعوة لكن اذا لم يتحقق فالامر لله جل وعلا من قبل ومن بعد. وهذان مثالان عجيبان. الاول لنوح عليه السلام كمكثف في قومه الف سنة الا خمسين عاما داعيا الى الله لكن ما الحصيلة هل كان في الحصيلة كبيرة قال جل وعلا وما امن معه الا قليل قال المفسرون امن معه اثنا عشر رجلا وامرأة واكثر الموايات على انه امن معه بضعة وسبعون بين رجل وامرأة قصيدة الف سنة هذا العدد لكنهم امتثلوا امر الله جل وعلا وعبدوا الله جل وعلا بذل الدعوة. المثال الثاني محمد ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام نتف في مكة ثلاثة عشر عاما كم نتيجة الدعوة في هذه السنين قليل نحو خمسمائة من اهل مكة واهل المدينة فقط لكن في العشر سنين في العهد المدني كم حصل قد جمعه مئة الف عليه الصلاة والسلام او يزيدون في بين لك ربك جل وعلا ان العبرة في الدعوة بالبذل لكن متى تنفتح القلوب للدعوة؟ ومتى يدخل الناس في دين الله افواجا؟ ومتى يهتدون هذا الامر لمن؟ لله جل وعلا ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء. انت عليك البلاء ان عليك الا البلاء. الذي على الرسل البلاغ على العلماء ان يبينوا ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وان يجتهدوا في بيان الكتاب والسنة وما امر الله به وما نهى ليتبع الناس وليحذروا. لكن هل يستجيب الناس او لا يستجيبون؟ هل ما يكون ذلك من مهامهم؟ انما ان يبذلوا في ذلك