اعتقاد المؤمن وعمله بالشريعة لا انفكاك بينهما ويوضح لك ذلك ان الله جل وعلا في كتابه بين هذا التلازم لكونه سبحانه وتعالى امر بهذا وهذا جميعا فقال سبحانه وتعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين هذه اركان للايمان فذكر البر بذكر العقيدة. ثم قال واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين الاية الى ان قال واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا. فجمع في البر ما بين الاعتقاد وما بين العمل وكذلك في قوله جل وعلا ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليلا. ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهذا الاسلام اسلام الوجه لله هو اخلاصه لله سبحانه وتعالى في عباداته وفي ما يتقرب به الى الرب جل وعلا ثم قال وهو محسن يعني ان يكون عمله حسنة والعمل الحسن هو ما كان نعم فيه الاخلاص وفيه متابعة السنة. فاذا لا بد من اجتماع الاعتقاد الصحيح واجتماع العمل الصواب حتى يكون المرء من اهل البر ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وعات المال على فيه ذوي القربى واليتامى والمساكين الاية