ايضا من ضوابط الاستحلال ان يكون مما يعني ان يكون هذا الفعل مما قامت عليه الادلة من الكتاب والسنة وساعة ليست خفية ما يعلمها الا بعض الناس. فلا تفسير باستحلال عمل انما يعلم حكمه طائفة من اهل العلم. وهذا راجع الى كون استحلال مقيد بما اجمع عليه بما هو معلوم من الدين بالضرورة. فمثلا العلماء لم يكفروا طائفة من الفقهاء. ممن يبيحون الذي يحقر كثيره فيه ادلة كثيرة. وهذا النبي الذي يبيحه طائفة من اهل الرأي يستحلونه ويشربونه ويعتقدونه حلالا. لم يحكم احد من اهل السنة على تلك الطائفة من الفقهاء بانهم كفار لانهم استحلوا محرما. الذي هو النبيل الذي يسكر كثيره. تجد في التراجم فلان اتيناه فوجدنا عقله مختلفا يعني من شرب النبي. فاكثر منه اكثر وسكت. يرى ان ذلك حلالا يرى ان ذلك حلال فجائز ويستحل هذا من المسائل المختلف فيها ان بيدو ليس مجمعا عليه فلهذا لا تكفير به لانه قول لطائفة من الفقهاء ولو كان قولا ضعيفا لكن لا تكفير الا بمجمع عليه. مثلا ابن عباس رحمه رضي الله عنه يرى ويقال انه رجعا في اخر عمره انه لا ربا الا في النسيئة. فمن رابى ربا الفضل فهذا جائز عند ابن عباس. فمن ذهب الى هذا الرأي واجاز ربا الفضل. وقال نعتقد ان ربا الفضل حلال؟ الا تكفي له لانه ليس هذا هو الربا المجمع على تحريمه. وهناك معاصي يكون منها ما هو مجمع على تحريمها وبعض صورها غير مجمع على تحريمها مثل الربا ليس كل صور ليس كل صور الربا قد اجمع العلماء على تحريمه. الخمر ليس كل احوال الخمر قد اجمع العلماء على تحريمها. الزنا كل احواله قد اجمع العلماء على تحريمها وهكذا. فاذا ننتبه الى ان الاستحلال الذي هنا هو ناقض من نواقض النواقض الاعتقادية له ضوابطه وله شروطه والاستحلال انما يكون في القلب