قال العلماء العلم علمان علم نافع وعلم غير نافع اما العلم النافع فهو العلم بالله جل وعلا. يعني علم الدين العلم الذي يراد للاخرة. الذي يصلح الله جل لو علا به دنيا العبد ويصلح الله به اخرته. وهذا العلم هو في الحقيقة النافع لانه نفع العبد في حياته كلها وحياة العبد منقسمة الى حياة اولى والى حياة اخرى. فحقيقة العلم النافع النفع المطلق الكامل هو علم الشريعة علم الدين العلم بالله جل وعلا وبرسوله صلى الله عليه وسلم وبما انزل من حدود جل جلاله. لهذا لما تكلم بعض السلف في الانساب وسئل هل علم انساب من العلم النافع قال هو جهالته لا تضر يعني لا تضر العبد في دينه ولا تضر العبد في دنياه واخرته معا توجه الى ان يعتني طالب العلم بالعلم الذي ينفعه في دنياه وفي اخرته وهذا العلم النافع هو العلم الموروث عن النبي عليه الصلاة والسلام فقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام من حديث ابي موسى رضي الله عنه كما في الصحيح انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما بعث الله به من العلم والهدى كمثل الغيث الكثير اصاب ارضا. فكانت منها طائفة نقية قبلت الماء وانبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها اجادوا امسكت الماء فاستقى الناس وشربوا وزرعوا وكان منها طائفة انما هي قيعان. لا تنبت كلعا ولا تمسك ماء. فذلك مثل ما بعثني الله من العلم والهدى ومثل من علم من علم وعلم وهذا الحديث لا شك انه يدل على ان العلم الذي خص الله جل وعلا به انبيائه وخط اعلى الانبياء مقاما محمدا وخط اعلى الانبياء مقاما محمدا عليه الصلاة والسلام باعلى العلم هو العلم الذي ورثه النبي عليه الصلاة والسلام. لهذا صح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال العلماء ورثة الانبياء. فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ واقع