وصف الله جل وعلا كتابه بانه مبارك وجعل من اصناف بركته التي انزلها سبحانه وتعالى ان انزل هذا الفرقان كما قال سبحانه تبارك الذي نزل القرآن على عبده ليكون للعالمين نذيرا وكما قال جل وعلا كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب وقال ايضا جل جلاله وهذا كتاب مبارك انزلناه ونحو ذلك من الايات التي فيها وصف القرآن بانه مبارك يعني كثير الخير بمن اقبل عليه ففيه شفاء الصدور وفيه شفاء القلوب وفيه الهداية وفيه التوفيق لمن اراد الله جل وعلى ان يوفقه وفي الاية التي ذكرنا وصف الله جل وعلا كتابه بانه مبارك وانه انزله لامرين فقال سبحانه في سورة صاد كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب واللام هنا هي لام كي يعني ان العلة من انزال القرآن وجعله مباركا ان يتدبر العباد هذا القرآن ان يتدبروا اياته ثم لكي يتذكر اولو الألباب وهذا فيه عظم شأن تدبر القرآن وعظم شأنه التذكر حين التلاوة وهذا انما يكون بالتدبر فلا تذكر الا بتدبر القرآن ولكن قص الله جل وعلا في التذكر خص اولي الالباب فقال وليتذكر اولو الالباب وفي الحقيقة ان الذي يتذكر بعد التدبر ويقبل على القرآن هو العاقل وهو ذله الذي بلغ الغاية في ذلك