بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. هو الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. واحد لا شريك له ولا شيء مثله ولا شيء يعجزه سبحانه وتعالى تقدس وتعاظم ربنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فهذا الدرس شروع في شرح مختصر في العقيدة مختصر مهم لان اهل العلم يحبذون اقراءه وشرحه ويؤكدون على اهمية ما اشتمل عليه من مسائل الاعتقاد بلفظ موجز وبيان حسن وهذه العقيدة التي نبتدأ شرحها في هذه الدروس هي عقيدة العالم المحدث ابي جعفر احمد ابن محمد ابن سلامة الهزدي الطحاوي المتوفى سنة احدى وعشرين وثلاثمائة. وهي المسماة بالعقيدة الطحاوية نسبة اليه. وهي عقيدة موافقة في جل مباحثها لما يعتقده اهل الحديث والاثر اهل السنة والجماعة. كما سيأتي بيانه ان شاء الله وتعالى وهذه العقيدة الطحاوية ذكر عدد من اهل العلم ان اتباع ائمة المذاهب الاربعة ارتضوها. وذلك لانها اشتملت على اصول الاعتقاد المتفق عليه بين اهل العلم وذلك في الاجمال بان ثم مواضع انتقدت عليه كما سيأتي بيانه وابو جعفر الطحاوي من علماء الحديث المعروفين ومن الفقهاء المشهورين ايضا كان شافعيا تفقه على المزني رحمه الله تلميذ الشافعي ثم انتقل في الفروع من مذهب الشافعية الى مذهب الحنفية. فصار في المذهب حنفي المذهب الا انه لا يتعصب لقول ابي حنيفة ولا يقلده بل صنيع العلماء المحققين ان يتابعه فيما ظهر فيه الدليل وان يأخذ بالدليل اذا خالف قول الامام وجرت مناظرة في ذلك او جرى حوار في ذلك بين الطحاوي وبين احد العلماء في مصر من الحنفية فقال له فقال الطحاوي في مسألة بغير قول الامام ابي حنيفة فذاك قال له الست من اتباع ابي حنيفة قال بلى ولكني لا اقلده لانه لا يقلد الا عصبي يعني متعصبا فقال الاخر وغبي ايضا يعني لا يقلد من اهل العلم الا متعصب الا عصبي او غبي فصارت الكلمة مثلا في مصر تداولها الناس في مقولة هذين العالمين وذلك يدل على تحري ابي جعفر الطحاوي للحق وعلى ابتغاء له وهو في الفروع كما ذكرنا حنفي المذهب واما في الاصول ففي الجملة هو على مذهب اهل السنة والجماعة اتباع اهل الحديث والاثر الا في مسائل تبع فيها مرجعة الفقهاء وفي جمل كلامه في هذه العقيدة يوافقوا معتقد السلف الا في المواضع التي ذكر فيها مسألة الايمان في تعريفه حيث قال والايمان قول باللسان وتصديق بالجنان وقال واهله في اصله سواء وهذه من مقالة المرجئة وقد ذكر هو في صدري عقيدته هذه ان هذا المعتقد الذي كتبه هو اعتقاده ابي حنيفة وابي يوسف ومحمد الحسن وهذا ظاهر في ما ذكر من مسألة الايمان فنقول هذا الكتاب كما سيأتي كتاب مشتمل على اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة بعبارة حسنة جيدة وبتقرير لها طيب الا في مسائل انتقدت عليه ولهذا كان بعض مشايخنا عافاهم الله وختم لهم برضاه. يقول هذه عقيدة الطحاوي ولا يقال هذه عقيدة اهل السنة والجماعة اذا اريد الجميع لانه ثم مسائل خالف فيها معتقد اهل السنة والجماعة اتباع الحديث والاثر في الاصول وفي التعبير عن الاعتقاد كما سيأتي بيان وهذه العقيدة اهتم بها علماؤنا لاجل شرحها العظيم وهو شرح ابن ابيه العز الحنفي من تلامذة الحافظ ابن كثير صاحب شرح العقيدة الطحاوية المشهور بينكم على ان هذه العقيدة لها شروح كثيرة. فالماتوريدية شرحوها بشروح متنوعة ووجهوا الكلام فيها على معتقد اتباع ابي منصور الماترينيدي ولكن شرح ابن ابي العز وجهها توجيها سلفيا متابعا فيه طريقة شيخ الاسلام ابن تيمية وطريقة ابن القيم رحمهما الله تعالى واجاد في ذلك حيث صار هذا الشرح مرجع ان في علم الاعتقاد بعام ودافع الشارح عن المصنف طحاوي في مواضع منه ما عبر فيه بغير ما ينبغي من التعبير او فيما قرره في مسألة الايمان بما هو معروف في موطنه وسيأتي بحثه ان شاء الله تعالى عند التعرظ لعبارات المصنف هذا الكتاب او هذه الرسالة والنبذة العقيدة الطحاوية فيها كما ذكرنا ذكر الاعتقاد بعامة ولكنه اخذ عليه انه لم يرتبه ولهذا وقع الكلام على الصفات مفرقا ووقع الكلام على القدر مفرقا ووقع الكلام على الايمان مفرقا. وهكذا في نظائر هذه المسائل فهي كانت شبيهة بالاملاء على ما جاء في قلب المؤلف رحمه الله واجل له المثوبة دون ترتيب علمي يجمع المسائل بعضها الى بعض يجمع النظير الى نظيره والشبيهة الى شبيهه ولهذا وقع كلام الشارح علي بن علي بن ابي العز الحنفي وقع كذلك تبعا للاصل غير مرتب وذكر في اواخر شرحه انه تمنى ان لو رتب هذا الشرح على ترتيب اركان الايمان ثم ما يتصل بذلك من الكلام ليكون ابلغ في الانتفاع فيجعل الكلام في الالوهية متتابعا هو الكلام في الصفات متتابعا والكلام في الايمان متتابعا وفي القدر متتابع مثل النبوات متتابعا الى اخر ذلك. وهذا لو حصل لكان انفع وادعى لاستحضار شرح تلك المسائل هذه العقيدة ايضا على جلالتها ووجازة الفاظها تحتمل شرحا طويلا كما صنع الشارح ابن ابي العز الحنفي وتحتمل شرحا متوسطا وتحتمل شرحا مختصرا ولما كنا قد شرحنا عددا من كتب العقيدة في سنيننا التي مرت رأيت والتوفيق بيد الله جل وعلا ان اجعل الكلام عليها ليس على طريقة الشارع في الاستطراد في ذكر الشرح وادخال المسائل بعضها في بعض ولكن على طريقة مرتبة متعلقة اولا بالفاظ المصلي وثانيا بالمسائل التي اوردها المصنف وثالثا بتحقيق القول في ان ما ذكره هو مذهب اهل السنة والجماعة ورابعا بادلة ما ذكره من المسألة خامسا بذكر تفريعات تلك المسألة على اعتقاد اهل الحديث والاثر. وسادسا في ذكر الاقوال المخالفة اقوال اهل الفرق. وادلتها والرد عليها وكما تنظر في هذا التقسيم يحتمل تطويلا كثيرا ويحتمل توسطا ويحتمل اختصار. فاسأل الله جل وعلا ان يوفقني لما ينفعكم وان ينفعكم بما تسمعونه ان شاء الله وارجو ان يكون منكم الاجتهاد في متابعة الشرح والتفريع على هذه المسائل من جهة النظر في الشروح وكلام شيخ الاسلام ابن القيم وائمة الدعوة رحمهم الله تعالى جميعا لان في بحثك بعد الدرس ومراجعتك للدرس ما يؤكد هذه المسائل ويبينها لان التطويل والتفصيل قد يذهب بعضه بعضا عند المبتدأ والمتوسط. لكن اذا رجعت واكدت على نفسك المراجعة المستمرة الاسبوعية كان في ذلك ان شاء الله تعالى خير كثير واستحضار لتلك المسائل. اللهم لا حول لنا ولا قوة الا بك فهيء لنا من امرنا رشدا اللهم لا يسير الا ما يسرت ولا سهل الا ما جعلته سهلا. انت تجعل الحزن اذا شئت سهلا. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وسددنا في القول والفهم والعمل انك على كل شيء قدير نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. قال العلامة حجة الاسلام ابو جعفر الوراق الطحاوي. بمصر رحمه الله هذا ذكر بيان عقيدة اهل السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملة ابي حنيفة النعمان ابن ثابت الكوفي وابي يوسف يعقوب ابن ابراهيم الانصاري وابي عبدالله محمد بن الحسن الشيباني رضوان الله عليهم اجمعين وما يعتقدون من اصول الدين ويدينون به رب العالمين. نقول في توحيد الله. هذه المقدمة اشتملت على مسائل الاولى منها ان هذه عقيدة والعقيدة فعيلة بمعنى مفعول يعني معقودا عليه المسائل منقسمة الى اخبار واحكام كما قال جل وعلا وتمت كلمة ربك وعدلا تمت كلمة الله على هذين القسمين صدقا في الاخبار وعدلا في الاوامر والنواهي والاخبار يجب تصديقها فما كان مرجعه الى التصديق والايمان به ولا دخلا للعمليات به فانه يسمى عقيدة لان مرجعه الى علم القلب. فسمي هذا عقيدة لانه معقود عليه القلب يعني كأنه دخل للقلب فعقد عليه فلا يخرج منه من شدة الاستمساك به ومن شدة الحرص عليه لئلا يخرج او ينفلت وهذا اللفظ لفظ العقيدة كما ذكرت راجع الى علم القلب. لانه هو الذي يعقد الشيء الذي فيه واما العمليات فهذه من الايمان كما هو معروف لكن موردها عمل الجوارح لذلك لم تدخل في العقيدة وهناك الفاظ مرادفة للعقيدة في الدلالة على ما ذكرنا وهي التوحيد السنة الشريعة واشبه ذلك فمنها ما يكون مختصا بالعقيدة كالتوحيد ومنها ما يكون لها ولغيرها كسنة والشريعة فان لفظ الشريعة يشمل العقيدة ايضا لان الله جل وعلا بين لنا ان الانبياء اجتمعوا على شريعة واحدة فقال جل وعلا شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. فهذه شريعة اجمع عليها بين المرسلين والمقصود بها التوحيد والعقيدة الواحدة وتأتي الشريعة ويراد منها العمليات كما قال جل وعلا لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا وكما ثبت في الصحيح انه عليه الصلاة والسلام قال الانبياء اخوة لعلات. الدين واحد والشرائع شتى نخلص من ذلك الى ان تصانيف في العقيدة قد تكون باسم العقيدة او باسم التوحيد او باسم السنة او باسم الشريعة كما هو موجود فعلا في تصانيف ائمة اهل السنة والجماعة المسألة الثانية قوله اهل السنة والجماعة واهل السنة والجماعة هذا لفظ اطلق في اواخر القرن الثاني الهجري على اتباع الاثر والمخالفين للفرق المختلفة الذين خرجوا عن طريقة الصحابة والتابعين واول من استعمله بعض مشايخ البخاري رحمهم الله تعالى جمع بين لفظين بين السنة والجماعة لان هناك من يدعي اتباع السنة ولكنه لا يكون مع الجماعة وهناك من يدعو الى الجماعة بلا اتباع سنة فصارت طريقة اهل الحديث والاثر اتباع السلف الصالح مشتملة على شيئين اتباع السنة والجماعة وكل منهما في الحقيقة لازم للاخر فاتباع السنة هو اتباع الجماعة واتباع الجماعة هو اتباع السنة. وذلك لان النبي عليه الصلاة والسلام صح عنه الحديث الذي في السنن انه قال وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة وهي الجماع فصارت الفرق النار يعني متوعدة بدخولها في النار والناجية فرقة واحدة هي الجماعة وهم المتبعون للسنة هل ممتثلون لقول النبي عليه الصلاة والسلام عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ الحديث واذا افرد اهل السنة فقد يطلق ويراد بهم ما يقابل الرافضة والشيعة لان لفظ اهل السنة يطلق ويراد به ما يخالف التشيع ويطلق ويراد به اهل الحديث والاثر ولهذا زادوا على السنة الجماعة مع ان كلا منهما ملازم للاخر لاجل ان يكون هناك تحديد في الاطلاق فيكون المراد بالاطلاق ما يخالف الفرق كلها الرافضة والخوارج والجهمية المرجئة والقدرية والجبرية الى اخر اصول الفرق. وقد ذكرنا لكم في اول شرح الواسطية تفصيل معنى اهل السنة والجماعة ومعنى جماعة الدين وجماعة الابدان بما يرجع في ذلك اليه. المسألة الثالثة ان هذه العقيدة التي ذكرها الطحاوي رحمه الله بنيت على مذهب فقهاء الملة ابي حنيفة وابي يوسف ومحمد بن الحسن وهؤلاء عند اهل الحديث والاثر وافقوا السنة والجماعة في اكثر المسائل لكنهم خالفوهم في اصل عظيم من اصول الدين الا وهو الايمان ولهذا اطلق عليهم مرجعة الفقهاء فهم مرجعة لان كلامهم في الايمان كلام المرجعة لانهم ارجأوا العمل عن مسمى الايمان فقالوا ان اهله في اصله سواء قيل لهم مرجعة الفقهاء لانهم فقهاء اشتهروا بذلك فاذا يظهر من هذا التقديم ان هذا المؤلف مبني على كلام اهل السنة والجماعة بعامة وعلى مذهب مرجئة الفقهاء في الايمان بخاصة وهذا هو الواقع فعلا فان كلامه في الايمان هو كلام المرجئة فاذا قوله اهل السنة والجماعة يدخل فيهم المرجعة مرجعة الفقهاء وهذا منه يدل على ان مدلول اهل السنة والجماعة يشمل اهل الحديث والاثر ويشمل قال ما تريدية والاشاعرة وهذا باطل وهذا القول صرح به بعض الشراح من المتقدمين ومن المتأخرين كالسفارين في لوامع الانوار حيث قال في فصل الله اعلم ان اهل السنة والجماعة ثلاث طوائف اهل الحديث والاثر والاشاعرة والماتروريدية. وهذا باطل لان اهل اهل السنة والجماعة هم الذين اخذوا بالسنة والجماعة في كل المسائل في كل اصول المسائل واعظم المسائل التي حصل فيها الاختلاف اولا هي مسألة الايمان ومسائل الاسمى والاحكام فخالف فيها الخوارج كما هو معلوم. ثم تبع ذلك ظهور المرجئة الى اخر ما حصل فاذا هذه المسألة مسألة الايمان من مسائل الاصول العظيمة فلا يكون من نفاها على يعني من نفى دخول العمل في مسمى الايمان على طريقة اهل السنة والجماعة اتباع الحديث والاثر لمخالفة قولهم للنصوص الكثيرة الدالة على ان العمل من الايمان كما سيأتي في موضعه ان شاء الله تعالى المسألة الرابعة قوله وما يعتقدون من اصول الدين وهذه الكلمة اصول الدين يعبر بها عن العقيدة لان التعبير عن العقيدة صار فيه اشتراك فيعبر عنها عن العقيدة عند اهل الحديث بما ذكرنا لك من العبارات العقيدة السنة التوحيد الشريعة وعبر بها المخالف عبر عنها المخالفون بعلم الكلام والذين تركوا الفلسفة وما اصله علماء الكلام في بيان العقيدة الى ما دل عليه كلام معظميهم كالاشعر والما تريدي عدلوا عن علم الكلام الى اصول الدين لان كلمة اصول الدين فيها مخالفة بلفظ علم الكلام المذموم وفيها توسط ما بين الالفاظ الشرعية السنة العقيدة توحيد الشريعة وما بين قولهم علم الكلام فاتوا بهذا اللفظ الذي هو بين اللفظين ولهذا نقول هذا اللفظ ان كان دليله ومأخذه هو مأخذ التوحيد والسنة والعقيدة والشريعة فلا بأس باستعماله ولهذا يستعمله اهل السنة والجماعة ويريدون به المعنى الصحيح وهو ان اصول الدين المقصود بها اصول الايمان الستة وما يندرج في ذلك من المسائل الاصلية والتبعية فكلمة اذا اصول الدين كلمة مركبة مضافة لذلك يقولون هي مركب اضافي اضيف فيه الاصل الى الدين واصول الدين كلمة معناها العقيدة يريدون بكلمة اصول ما يخالف الفروع وهي العمليات. واذا كان اللفظ محدثا او مصطلحا عليه فنقول لا مشاحة في الاصطلاح اذا كان لم يختص به اهل البدع فاستعمل طائفة من علماء الحديث والسنة ويعنون به ما دل عليه دلت عليه الالفاظ الشرعية العقيدة السنة التوحيد الشريعة فاذا وما يعتقدون من اصول الدين يعني المقصود بها اصول الايمان المعروفة وما يتصل بذلك من مباحث وما خالف فيه اهل السنة اهل البدعة نعم نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله ان الله واحد لا شريك له. قوله نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله ان الله واحد لا شريك له قوله نقول هذا لانه لا يكتفى في الاعتقاد في اعتقاد القلب لابد من قول اللسان واعظم قول اللسان وكافيه شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله لان العقيدة الصحيحة اعتقاد بالجنان وقول باللسان حتى يكون الايمان صحيحا ثم امتثال العمليات الامر والنهي وقوله معتقدين هذه حال من نقول يعني اقول حالة كوني معتقدا هذا الكلام عاقدا عليه قلبي غير متردد فيه ولا مرتاب فمعتقدين ولو تأخرت فهي حال من الظمير في نقول وقوله بتوفيق الله هذه استعانة بالله جل وعلا ان يوفق في القول الحق لذلك والتوفيق اختلفت فيه التفسيرات بما سيأتي بيانه ان شاء الله مفصلا في ذكر مسائل القدر. فاهل السنة لهم تفسير للتوفيق وللخذلان واهل البدع كل له مشربه في تفسير التوفيق والخذلان قال نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله ان الله واحد لا شريك له. اشتملت هذه الجملة على ذكر التوحيد وعلى تفسيره وكلمة التوحيد هذه مصدر وحد يوحد توحيدا يعني جعل الشيء واحدا. قد جاءت في السنة عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال في حديث معاذ انك تأتي قوما اهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه الى ان يوحدوا الله. وجاء ايضا في قول الصحابي رضي الله عنهم فاهل رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم بالتوحيد في قوله لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك تلبية المعروفة في اول الحج فاهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد فاذا كلمة التوحيد جاءت جاءت في السنة ومعنى التوحيد كما ذكرنا جعلوا الشيء واحدا في اللغة فتوحيد الله معناه ان تجعل الله واحدا واحد قيمة وحد الله جل وعلا نفسه فيه فيما دلت عليه النصوص. والنصوص دلت على ان الله واحد في ربوبيته واحد في الهيته واحد في اسمائه وصفاته التوحيد اذا في الكتاب والسنة راجع الى توحيد الربوبية توحيد الالهية توحيد الاسماء والصفات. وهذا على التقسيم المشهور فقسمه بعض اهل العلم الى تقسيم اخر وهو ان توحيد الله ينقسم الى قسمين ينقسم الى توحيد في المعرفة والاثبات والى توحيد في القصد والطلب وعنا بقوله في المعرفة والاثبات في معرفة الله جل وعلا بافعاله وهذا هو الربوبية والاثبات له فيما اثبت لنفسه وهذا هو الاسماء والصفات وقولك في القصد والطلب هو توحيد الالهية وتقسيم التوحيد الى ثلاثة اقسام الربوبية والالوهية والاسماء والصفات جاء في عبارات المتقدمين من ائمة الحديث والاثر فجاء عند ابي جعفر الطبري بتفسيره وفي غيره من كتبه وفي كلام ابن بطة وفي كلام ابن منده وفي كلام ابن عبد البر وغيرهم من اهل العلم من اهل الحديث والاثر خلافا بمن زعم من المبتدعة ان هذا التقسيم احدثه ابن تيمية فهذا التقسيم قديم يعرفه من طالع كتب اهل العلم التي ذكرنا اذا تقرر ذلك فمعنى توحيد الربوبية اعتقاد ان الله واحد في افعاله سبحانه لا شريك له وافعال الله جل وعلا منها خلقه سبحانه ومنها رزقه واحياؤه واماتته وتدبيره للامر اغاثته للناس ونحو ذلك يعني ان توحيد الربوبية راجع الى افراد الربوبية التي هي السيادة والتصرف بالملكوت فكل ما رجع الى السيادة والتصرف في الملكوت رجع الى توحيد الربوبية. فالايمان بتوحيد الربوبية معناه انه ايمان بان الله وحدة لا شريك له هو المتصرف في هذا الملكوت امرا ونهيا هو الخالق وحده وهو الرزاق وحده وهو المحيي المميت وحده وهو النافع الضار وحده وهو القابض الباسط وحده في ملكوته الى اخر مفردات الربوبية. كما قال جل وعلا قل من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار ومن ان يخرجوا الحي من الميت ويخرج الميت من الحي. ومن يدبر الامر فسيقولون الله. فقل افلا تتقون فاثبت انهم اقروا بالربوبية وانكر عليهم انهم لم يتقوا الشرك به وترك توحيد الالهية وتوحيد الالهية هو توحيد الله بافعال العبيد توحيد في القصد والطلب بان يفرد العبد ربه جل وعلا في انابته وخضوعه ومحبته ورجائه وانواع عبادته من صلاته وزكاته وصيامه ودعائه وذبحه ونذره الى اخر افراد العبادة بما هو معلوم في توحيد الالهية وتوحيد الاسماء والصفات وجعل الله جل وعلا واحدا لا مثل له في اسمائه وصفاته كما قال ليس كمثله شيء وكما قال ولم يكن له كفوا احد وكما قال جل وعلا هل تعلم له سميا اذا قوله نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله هنا ذكر التوحيد لان الخلافة قائم فيه ففي الربوبية قام الخلاف مع الدهرية والفلاسفة الذين يقولون ان الله الذين يقولون ان هذا العالم قديم لم يزل وانه ليس له خالق بل وجد العالم هكذا باتفاق وغير كذلك مما قالت نفاة الرب جل وعلا وكذلك مخالفة للذين جعلوا الله ربا ولكن جعلوا معه شريكا في الربوبية وهم طوائف مختلفة وفي هذه الامة دخل ذلك في قول غلاة المتصوفة الذين يقولون ان لهذا العالم من يتصرف فيه من الاولياء والاقطاب الذي لكل بلد قطب يمنع ويعطي فيها ويرزق ويحيي ويميت الى اخر ما يعتقدون فيه الالهية ثم من خالف في الاسماء والصفات ثم من خالف كما سيأتي تفصيله هنا سؤال وهو انه قدم القول في الاعتقاد في الله جل وعلا لم والجواب عن ذلك انه قدم ذلك بامرين الاول منهما ان الايمان بالله مقدم على غيره من اركان الايمان كما قال جل وعلا ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. فقدم الايمان بالله على غيره وكما في قوله جل وعلا امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله وقول النبي عليه الصلاة والسلام في حديث جبريل المعروف الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره والامر الثاني ان الاعتقاد في الله جل وعلا هو اصل الايمان به يصير المرء مؤمنا بالاعتقاد في الله جل وعلا في الوحدانية بما دلت عليه شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وان ذلك هو اول واجب على العبيد وفي هذا مخالفة للذين زعموا ان اول واجب على العبد ويقدمونه في عقائدهم ان ليستدل ان ليعرف الله او ان يستدل على معرفة الله او ما يسمونه بالنظر للتوحيد او للمعرفة او بالقصد الى النظر فلما كان اول واجب هو التوحيد قدمه مخالفة لمن قال ان اول واجب هو ان ينظر في الدلائل وفي الملكوت لمن كان اهلا لذلك قال ان الله واحد لا شريك له ان الله واحد لفظ واحد من اسماء الله الحسنى كما قال جل وعلا هو الله الواحد القهار وايضا من اسمائه سبحانه الاحد قل هو الله احد وواحد يعني انه لا شريك له ولذلك كانت كلمة لا شريك له هذه مؤكدة من تأكيد مؤكدة تأكيدا بعد تأكيد قال الحافظ ابن حجر وغيره في قوله واحد لا شريك له هذا تأكيد بعد تأكيد لبيان عظم مقام التوحيد وكلمة واحد هذه راجعة عند اهل الاعتقاد الى احاديته سبحانه ونقول الصحيح انه لا فرق بين واحد واحد والمتكلمون يفرقون ما بين الواحد والاحد فواحد واحد فيرجعون الواحدية للصفات والاحدية للافعال لكن الصحيح ان اسم الله جل وعلا الواحد يرجع اليه احاديته. يرجع اليها حديته سبحانه في الذات وفي الصفات وفي الافعال في الربوبية والالوهية والاسماء والصفات لا شريك له هذا تفسير لواحد وتأكيد له ولهذا دل قوله ان الله واحد لا شريك له على ان التوحيد اعظم ما يفسر به نفي الشريك عن الله جل وعلا نقول في توحيد الله ان الله واحد لا شريك له التوحيد يفسر بظده وهو نفي الشرك كما قال الشاعر وبضدها تتبين الاشياء. وقد لا يستقيم معرفة التوحيد بتفاصيله الا بالايقان بنفي الشرك بانواعه لهذا نقول هنا قوله لا شريك له هذا عام يشمل نفي الشريك في الربوبية ونفي الشريك في الالوهية ونفي الشريك في الاسماء والصفات والشركة في الربوبية راجعة الى جعل المخلوق له من صفات الرب جل وعلا في صفات الربوبية يعني ان يجعل للمخلوق تصرفا اذا جعل للمخلوق تصرفا في الكون مما يختص به الله جل وعلا فهذا ادعاء للشريك معه في الربوبية او ان يعتقد ان الله معه معين او ظهير او وزير. وهذا كله منفي وكل هذا داخل في الاشتراك الربوبية كما قال جل وعلا قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وماله منهم من ظهير فذكر انواع الاشتراك في الربوبية اما شركة مستقلة لا يملكون مثقال ذرة يعني استقلالا او معاونة او اتخاذ ظهير ووزير لله جل وعلا. وهذا المعتقدات هذه موجودة في طوائف من هذه الامة. والايمان بتوحيد الربوبية ونفي الشركة في الربوبية على درجتين الدرجة الاولى واجبة على كل مكلف ومن لم يأت بها فليس بموحد بل هو مشرك وهو ما ذكرنا من الاعتقاد بان الله واحد في ربوبيته في افعاله سبحانه فهو الخالق وحده وهو الرزاق وحده وهو المحيي المميت وحده وهو النافع الضار وحده جل وعلا وهو مدبر الامر وحده وهو خالق الخلق وحده الى اخر افراد ذلك وهذه واجبة على كل احد والمرتبة الثانية من الايمان بتوحيد الربوبية هي مرتبة للخاصة واهل العلم وهي شهود اثار الربوبية في خلق الله جل وعلا وهذه بحيث لا يرى غير الله جل وعلا مؤثرا في هذا الملكوت ولو كان تأثير معلولات عن علل فانه يرى او تأثير مسببات عن اسباب فانه يرى الا مؤثر في الحقيقة ولا خالق الا الله جل وعلا وينظر لذلك في الملكوت متفكرا متدبرا وهذه حال الخاصة وهي مستحبة وهي لاهل العلم ولاهل الايمان وليست واجبة على كل احد كما قال سبحانه ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب. الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا. وكما وصف الله جل وعلا بعض عباده بالتفكر والنظر والتدبر في خلق الله جل وعلا. بل امر بذلك في بعض قوله قل انظروا ماذا في السماوات والارض وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون كقوله اولم يتفكروا وكقوله جل وعلا قل انما اعظكم بواحدة ان تقوموا لله مثنى وفرادى ثم فهذا التفكر في ربوبية الله جل وعلا في خلق الله يدل على توحيده في الربوبية وهو حال الخاصة كما قال الحسن البصري رحمه الله تعالى عاملنا القلوب بالتفكر فاورثها التذكر فرجعنا بالتذكر على التفكر وحركنا القلوب بهما فاذا القلوب لها اسماع وابصار. وهذه عند اهل البدع واهل الكلام مطلوبة وواجبة. لمن كان اهلا لها فيوجبون النظر ويوجبون التفكر ولا يصح ايمان احد عندهم. ممن عند طائفة منهم ممن كان اهلا للنظر الا بالنظر فلو مات المتأهل للنظر من غير نظر لم يكن مؤمنا بربوبية الله جل وعلا وان كانت تجري عليه احكام اهل الاسلام في الدنيا فانهم لا يجرون عليه احكام اهل الاسلام في الاخرة على تفصيل مذهب اهل الكلام في ذلك النوع الثاني ان يعتقد بان الله لا شريك له في الهيته سبحانه وتعالى والالهية معناها العبادة يعني لا شريك له في عبادته كما دل عليها دلت عليها كلمة التوحيد لا اله الا الله وحده لا شريك له فيعتقد ان الله جل وعلا ليس معه اله يستحق العبادة وان كل من ادعي فيه الالهية وانه يعبد فانما عبد بالبغي والظلم والعدوان والتعدي كل من اشرك بالله جل وعلا فهو ظالم ابشع الظلم واكبر الظلم لانه سبحانه توعد اهل الشرك بالنار بل اوجب لهم نار في قوله ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وكما قال المسيح عليه السلام وقال المسيح يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. ببيان هذا التوحيد وما يتصل به كتب توحيد العبادة المعروفة ومن اعظمها واشملها التوحيد للامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى الثالث من انواع نفي الشريك المشتمل عليه قوله لا شريك له نفي الشريك لله في الاسماء والصفات وذلك بان يعتقد ان الله جل وعلا لا شريك له في كيفية اتصافه بالصفات يعني لا مماثل له سبحانه وتعالى ولا مشابه له في كيفية اتصافه بالصفة وانه سبحانه لا شريك له ايه المعنى المطلق لصفاته سبحانه ولاسمائه ولا مشابه له في المعنى المطلق لاسمائه وصفاته وان اشتراك بعض خلقه معه سبحانه في الصفات انما هو اشتراك في مطلق المعنى وفي اصله لا في المعنى المطلق ولا في كماله ولا في الكيفية فيعتقد انه لا شريك له في صفاته ولا في اسمائه ولا في افعاله سبحانه بل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير لاجل هذا المعنى العام عطف عليها المصنف بقوله ولا شيء مثله ولا شيء يعجزه ولا اله غيره كما سيأتي تفصيل الكلام على هذه المسائل في ذكر معنى هذه الجمل الثلاث. اذا هذه هذا اجمال لمعنى التوحيد ونفي الشريك. ويأتي تفصيلها مع بيان كل مسألة توحيد الربوبية وابحاثه. توحيد الاسماء والصفات وابحاثه وتوحيد الالهية و ابحاث التوحيد الالهي بقي ان نقول ان في قوله نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله ان الله واحد لا شريك له. ان هذه العبارة لا شريك له تفسيرها على طريقة اهل السنة ذكرناها واما اهل البدع فيقولون في تفسير واحد ولا شريك له عبارات مختلفة تجدونها في التفاسير ويكثر منها اهل البدع فيقولون في تفسير واحد واحد في ذاته لا قسيم له وواحد في صفاته لا شريك له وواحد بافعاله لا ند له وفي قولهم في اولها واحد في ذاته لا قسيم له هذه من التعبيرات المحدثة وان كان يمكن ان تحتمل معنى صحيح. لكن التوحيد والاحدية تفسر بواحديته سبحانه واحاديته في ربوبيته والهيته وفي اسمائه وصفاته واهل البدع بالتوحيد اختلفت عباراتهم وسبب اختلاف عباراتهم في التوحيد انهم نظروا في تعريف التوحيد الى حال النصارى واهل الملل ففسروا التوحيد بما يخالف ما عليه بعظ الطوائف فقالوا واحد في ذاته لا قسيم له يعني نفيا للاقاليم الثلاثة التي هي صور لله جل وعلا مختلفة كما هو اعتقاد النصارى او طائفة من النصارى وكذلك اعتقاد قناويه والذين يقولون ان ثم بلا عيب هو اله واحد لكن له اقنوا ماء شيء للخير وشيء للشر الله سبحانه وتعالى واحد في ذاته واسمائه وصفاته واحد في ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته سبحانه وتعالى. سيأتي ان شاء الله مزيد لقول المخالفين بتفسير الربوبية والالوهية والاسماء والصفات فيما نستقبل ان شاء الله تعالى نكتفي ليلة في هذا القدر ونسأل الله سبحانه ان يوفقكم لما يحب ويرضى وان يزيدني واياكم من العلم النافع والعمل الصالح وان يختم لنا برضاه. اللهم اغفر لنا جميعا ووفقنا لعلم يكون حجة لنا وترفع به درجاتنا ونكون من الذين قلت فيهم يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. اللهم فاغفر ذم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد نختار خمس اسئلة فقط اختر خمسة قد يفهم من الدرجة الثانية من توحيد الربوبية نفي الاسباب واثارها لا يفهم ذلك لان المقصود ان يشهد اثار الاسماء والصفات وشهود اثار الاسماء والصفات هذا ليس نفيا للاسباب بل هو جعل الاسباب اسبابا وعدم مجاوزتها لكونها اسباب فيرى ان الفاعل هو الله جل وعلا وانه سبحانه اجرى الاسباب لجعلها اسبابا وانتج سبحانه وتعالى عنها مسبباتها وان وان العلل تنتج معلولاتها وان المؤثرات تنتج الاثار الى غير ذلك مما هو معلوم من اعتقاد اهل التوحيد ما نكاد نقرأ كتابا من كتب السنة كالسنة عبد الله واللا لك اي ولبانة الا ونجد فصلا او بابا في طعن الائمة في ابي حنيفة فما هو السبب وما مواقفنا من هذه الاثار هذا كان في ذلك الزمان لان ابا حنيفة رحمه الله تعالى خالف السنة والاثار في مسائل كثيرة جدا ورد عليه اهل السنة والحديث حتى لا يأخذ الناس بكلامه في ذلك التعاليف هذه لاجل انتشار مذهب الحنفية في البلاد فكتبوا ذلك تحذيرا من اتباعه فيما اخطأ فيه. لكن لما استقرت المذاهب واستقرت الفرق وصار ابو حنيفة رحمه الله احد الائمة الاعلام الذين يشار اليهم والذين يتبعون بمسائل الفقه ترك اهل السنة ايراد ذلك بعد نهاية القرن الخامس واجتمعوا بل عدوه من الائمة الاعلام كما عقد ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية في كتابه المعروف رفع الملام عن الائمة الاعلام وذكر من هم ابا حنيفة رحمه الله فاخطأ هو في مسائل خالف السنة في مسائل وعد من مرجعة الفقهاء لكن ما ورد في تلك الكتب من شتمه ولعنه وسبه او نحو ذلك هذا تركه اهل السنة فلم يصل من شعار اهل السنة ان يفعل ذلك كما قرره الائمة وفي كتبهم وتركوه في مؤلفاتهم بعد نهاية القرن الخامس بعض اهل العلم يقسم التوحيد الى اربعة اقسام توحيد الالهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات توحيد الحاكمية فهل هذا التقسيم صحيح ام ام لا لما توحيد الحاكمية داخل اما في توحيد الربوبية او في توحيد الالهية او فيهما معا لان الله جل وعلا جعل الحكم اليه سبحانه بقوله ان الحكم الا لله وقال جل وعلا وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله ونحو ذلك من الايات. وكقوله فالحكم لله العلي الكبير فالحاكمية من جهة تحاكم الناس هذا فعل العبد وفعل العبد داخل في توحيد الالهية ولهذا ادخل امام الدعوة مباحث هذا النوع من التوحيد في كتاب التوحيد فعقد عدة ابواب في بيان هذه المسألة العظيمة المهمة ولهذا نقول ان افراده بالذكر لا يصلح لدخوله في توحيد الالهية فهو من ضمن مسائله الكثيرة لكن قد يقسم التوحيد عند طائفة من اهل العلم الى اربعة اقسام ويجعلون الرابعة توحيد المتابعة توحيد المتابعة يعني متابعة النبي عليه الصلاة والسلام وهم يقصدون بهذا التقسيم ما دلت عليه الشهادتان فاذا قالوا توحيد الله قالوا ينقسم الى ثلاثة اقسام واذا قالوا التوحيد بدون الاظافة الى الله جل وعلا جعلوه اربعة اقسام ثلاثة مختصة بالله جل وعلا والرابع هو توحيد والمتابعة في النبي عليه الصلاة والسلام بالا يتبع في التشريع غير المستطاع عليه الصلاة والسلام. وفقكم الله لما يحب ويرضى