والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. اما بعد فنجيب على بعض الاسئلة والاستفسارات يقول قول الرسول صلى الله عليه وسلم انما ابيت عند ربي يطعمني ويسقيني في الوصال. هل الاطعام حقيقي؟ وما هي الاقوال في ذلك؟ الجواب ان الامور المضافة الى الله جل وعلا من الافعال الاصل فيها ككل فهم اللغة ان يفهم ظاهر الكلام وظاهر الكلام هو مات الى الذهن ذهن العرب من سماع الكلام. والظاهر تارة يكون بافراد الكلام وتارة يكون بتركيبه والصحابة رضوان الله عليهم واصلوا الصيام فنهاهم النبي عليه الصلاة والسلام. وسبب نهي عليه الصلاة والسلام الصحابة عن المواصلة للابقاء عليهم وعدم التكليف لان في الوصال مشقة ترك الطعام الذي به قوام الانسان. فقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث حينما نهاهم قالوا يا رسول الله انك تواصل. قال اني لست كهيئتكم. اني ابيت عند ربي يطعمني ويسقيني فدل هذا على ان ظاهر الكلام ان الله جل وعلا يطعم الرسول صلى الله عليه وسلم ويسقيه معلوم ان الاطعام والاسقاء ان الاطعام والسقيا ليست بالاكل والشرب المعتاد لان هذا يفطر. فيكون اذا ظاهر الكلام دل على شيئين. الاول ان الاطعام والاسقاء اطعام السقيا. هذا حقيقي على ظاهره. وانه طعام به يقوى البدن ولكن ليس عن طريق الفم. والثاني ان النبي عليه الصلاة والسلام ليس اطعامه من ربه جل وعلا الاكل والشرب المعروف لانه بهذا يفطر الصائم. قال الاقوال بذلك متعددة لكن هذا القول هو الذي يوافق ظاهر الحديث والحديث ليس من احاديث الصفات لكن هذا هو الذي يوافق ظاهر الحديث. اذا تضرر الناس من المطر اضطروا الى الاستصحاح. هل يصلى لها صلاة او يدعو الامام في الجمعة؟ الاستصحاء هو طلب الصحو والنبي عليه النبي عليه الصلاة والسلام جاءه رجل وهو يخطب فشكى اليه الحال فدعا واستغفر فخرجت سحابة مثل الترس فملأت السماء فامطروا الى الجمعة القابلة. ثم اتى رجل قيل لانس هل هو ذلك الرجل قال لا ادري. فقال يا رسول الله انقطعت السبل الى اخره. دعا النبي عليه الصلاة الصلاة والسلام بقوله اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الاكام والطراب وبطون الاودية ومنابت واشار بيده هكذا وهكذا وهكذا فصار ما فوق المدينة كالجوح يعني كالفتحة من اشارة يعني تفرق السحاب وهذا من دلائل نبوته عليه الصلاة والسلام. فاذا احتيج الى ذلك دعا الامام في هذا وهذا كما دلت عليه السنة. ما حكم تعليق المشيئة على امر متأكد انه واقع؟ كقوله هذا فلان الواقف امامه ان شاء الله كذلك حكم تعليقها على امر قد حصل وانتهى. كقوله اكلت ان شاء الله. وثم سؤالا ثاني. المشيئة في استعمال المسلم لها على درجتين. الاولى انه يقصد بها حقيقة التعليق. يعني ان ما سيفعله معلق بمشيئة الله. كما قال جل وعلا وما تشاءون الا ان يشاء الله. رب العالمين وما تشاءون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما. وقال ولا تقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا. الا ان شاء الله واذكر ربك اذا نسيت. فاذا كان الامر يعلق على المستقبل فانه يتأكد استعمال المشيئة يعني ان يعلق الامر على مشيئة الله. لان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. والدرجة الثانية ان تكون ان شاء الله لتحكيد تحقق الامر بمشيئة الله يعني ان الامر وقع ووقوعه ليس بمشيئتي ولكن بمشيئة الله. فلا بأس ان يؤكد اي امر وقع بانه بكلمة ان شاء الله ويقصد بها انه تحقق ووقع بمشيئة الله جل وعلا. وعلى هذا جاء في القرآن قول الله جل وعلا ادخلوا مصر ان شاء الله امنين. بعد ان دخلوا وكقوله جل وعلا لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام ان شاء امنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافوا. السؤال الثاني ما حكم الاحتجاج بالقدر اه بالمناسبة بالتعليق والمشيئة الكلمة المعروفة التي تروى عن شيخ الاسلام ابن تيمية انه لما حض الناس على جهاد فقال انكم منصورون. فقال له احد القضاة قل ان شاء الله قال ان شاء الله تحقيقا لا تعليق. يعني انتم منصورون والنصر بمشيئة الله يتحقق. وهذا لاجل ان الله جل وعلا وعد عباده ووعده حق ان ينصرهم. انا لننصر رسلنا. والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد وقال جل وعلا كتب الله لاغلبن انا ورسلي. وقال سبحانه ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون ونحو ذلك من الادلة. السؤال الثاني ما حكم الاحتجاج قدر على فعل المكروهات وترك المستحبات. مثل ان يترك الانسان النوافل بعد الصلاة فاذا اشقى حاجه قال هذا بقضاء الله وقدره. آآ القدر لا يجوز الاحتجاج به على المعايب فاذا كان ثم فعل للانسان فيه عيب من ترك فريضة او فعل محرم او من ترك نافلة او فعل مكروه فانه لا لا يجوز ان يحتج ان يحتج على ذلك بالقدر. وانما يجوز الاحتجاج بالقدر على المصائب. اذا اصيب الانسان بمصيبة علق ذلك لله جل وعلا لانه في تعليقه بالقدر تطمئن النفس. يكمل الايمان والهدى. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه ما شاء الله كان قدر الله وما شاء فعل. هذا في المصايب اما في المعايب فان هذا من وسائل الشيطان لان الاحتجاج بالمعايب بالقدر على المعايب ليس فيه في الحقيقة حجة بل حجة على صاحبه الذي احتج به. لان الانسان مخير هل يعمل هذا او يعمل الامر الثاني؟ فكونه واختار احد الامرين بارادته التي توجهت الى احد الامرين وبقدرته التي توجهت الى احد الامرين فان احتجاجه بالقدر حينئذ احتجاج للخروج من التبعة لانه كان عنده ارادة ولو صح احتجاج بالقدر في المعايب لما بقي معنى للتكليف ولا للحساب لان هذا هو معنى قول الجبرية. ما الفرق بين معجزات الانبياء ومعجزة القرآن؟ وهل معجزات الانبياء معجزة بنفسها كالقرآن حملة معجزات الانبياء ومنها معجزات المصطفى صلى الله عليه وسلم ذكرنا لكم انها ايات وبراهين ودلائل. فلفظ المعجزة لفظ حادث. ولهذا تارة يقع الاشكال في توجيه بعض الامور لانه ينتقل من استعمال العلماء لها في احد معانيها او في كثير من معانيها الى ان تجعل حقيقة شرعية عامة. وهذا ينتبه له. فان كلام العلماء تقريب للحقائق فاذا كان الاستعمال الاصطلاحي لهم في الالفاظ لم يأتي في القرآن ولا في السنة فينبغي ان يجعل بقدره والا يزاد على ما عملوه فيه. ولهذا لفظ المعجزة كما ذكرنا لكم لن يأتي في القرآن ولا في السنة. وانما فهم ذلك فهما وهذا الفهم صحيح اذا قدر بقدره الشرعي ولم ينتقل عنه الى ما لم يأتي به دليل فلهذا نقول ايات الانبياء والبراهين الدالة على صحة رسالاتهم. وعلى انهم على انهم مرسلون من عند الله وان ما اجابوا به حق هذه كلها دليل صدقها في نفسها. لانها شيء خارج عنه الانس والجن في ذلك الزمان جميعا. فكل معجزة كل اية كل برهان اقترن بدعوى النبوة فهو خارج عن قدرة الانس والجن جميعا. في النبي محمد عليه الصلاة والسلام وفي جميع الانبياء والمرسلين. لاننا نقول ان كل نبي يخاطب به يعني يخاطب برسالته الذين بعث فيهم وكذلك يخاطب برسالته من سمع رسالته من الجن. فلهذا يقع الاعجاب وتقع الحجة بان تكون الاية والبرهان خارجا عن مقدور الانس والجن جميعا. وهذا هو في ايات وبراهين الانبياء والمرسلين عليهم صلوات الله وسلامه وكذلك في القرآن فكلها اية وبرهان في نفسه قاطع في نفسه لمعارضة المعترض. وتدبر هذا في جميع الايات التي اوتيها الانبياء والمرسلون عليهم صلوات الله وسلامه. نكتفي بهذا اقرأ بسم الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه والتابعين. قال الامام الطحاوي رحمه الله والرؤية حق لاهل الجنة بغير احاطة ولا كيفية. كما نطق بذلك كتاب ربنا وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة وتفسيره على ما اراد الله تعالى وعلمه. وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كما قال ومعناه على ما اراد لا ندخل في ذلك متأولين بارائنا ولا متوهمين باهوائنا. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه. اللهم نسألك علما نافعا وعملا صالحا وقلبا خاشعا. ودعاء مسموعا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا ارحم الراحمين. قال الطحاوي رحمه الله تعالى والرؤية حق لاهل الجنة بغيره احاطة ولا كيفية كما نطق به كتاب ربنا وجوه يومئذ الى ربها ناظرة وتفسيره على ما اراده الله تعالى وعلمه. وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كما قال ومعناه على ما اراد لا ندخل في ذلك متأولين بارائنا ولا باهوائنا. هذه المسألة مسألة عظيمة جدا وهي مسألة رؤية الرب جل وعلا في الجنة ورؤية الله جل جلاله في جنات النعيم هو اعلى بل هي اعلى ما يلتذ به اهل الجنة. فاهل الجنة اعلى نعيمهم. رؤية وجه الله جل وعلا وذلك بانه منتهى الجمال. ولان في الرؤية الرضا. ولان في الرؤية الاكرام ان في الرؤية صلاح القلب برؤية محبوبه جل وعلا. فكل انواع الجمال التي يتعلق بها المتعلقون انما هي بعض جمال صفات الرب جل وعلا. يعني انها شيء من جمال الصفات. كما ان رحمة الله جل وعلا منها جزء يتراحم به وكذلك جمال الحق جل وعلا في ذاته وصفاته وافعاله من جماله افاض على هذا الوجود فصارت الاشياء جميلة. لما افاض عليها جل وعلا من جماله سبحانه وتعالى كما قال ابن القيم رحمه الله فجمال سائر هذه الاكوان من بعض اثار الجميل اولى واجدر عند ذي العرفان. فكل جمال يطمع اليه الطامع وتتعلق به نفس المتعلق من جمال المخلوقات في الدنيا او من انواع الجمال والتلذذ في الجنة فانه ليس بشيء عند رؤية والتلذذ بمن افاض ذلك الجمال وافاض تلك اللذات. على من شاء من خلقه لهذا قال من قال من اهل العلم ان الرؤية لله جل وعلا هي الغاية التي شمر اليها المشمرون. فاذا كانت الجنة غاية في تشمير المشمر وفي تعبد العابد. فان اعلى نعيم الجنة اعظم نعيم الجنة ان يرى المؤمنون ربهم جل وعلا. كما قال وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة نظرت الى الرحمن فاكتست الوجوه نظرة وجمالا وبهاء وحسنا. تبارك ربنا وتعالى قال والرؤية حق لاهل الجنة. يعني ان الرؤية ثابتة وهي حق لا مرية فيه ولا شك فيه. وهي حق لاهل الجنة. فاهل الجنة يرون ربهم جل وعلا ويتلذذون بذاك النعيم قال بغير احاطة ولا كيفية. فنفى الاحاطة لان رؤية الله جل وعلا لا يمكن ان تكون باحاطة للمرء كما قال سبحانه لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف قبيح. فرؤية الله جل وعلا رؤية عيان لكن لا يمكن ان يحاط بالله جل وعلا رؤية كما لا يمكن ان يحاط بالله جل وعلا علما. ولا يحيطون به علما. ولكن اصل العلم بالله جل وعلا ثابت وكذلك الرؤية لا يحاض بها فلا تدرك لا تدرك الرب وعلى الابصار لا تدركوه الابصار لكن اصل الرؤية موجود. فالمنفي اذا في الايات الاحاطة وهذا ليس بالرؤية وحدها ولكن في كل صفات الله جل وعلا فان الله سبحانه بذاته وبصفاته لا يحاط به علما ولا يحاط بالله جل وعلا ادراكا ورقية. قال ولا كيفية يعني لا تكيف رؤية الناس لربهم جل وعلا. وانما هي حق على ما جاء في الادلة منفية لان رؤية الناس لله جل وعلا يعني بالناس المؤمنين في الجنة فان رؤية المؤمنين لله جل وعلا في الجنة تبع لصفاته. وصفات الرب جل وعلا لا طرق كيفيتها فرؤية الرائي للرب جل وعلا في ذاك النعيم في دار النعيم والخلود والحبور عادة ليست رؤية احاطة ولا تكيف بكيفية لان الله جل وعلا في علوه لا كيف ذلك؟ ولان الله جل وعلا في رؤية الخلق في رؤية المؤمنين اليه. لا تعلم كيفية ذلك ولان ان الله جل وعلا في كشف الحجاب الذي يحجبه عن رؤية الخلق اليه لا تعلم كيفية ذلك. فربنا اعلى واعظم مما يدور في الذهن او مما يحوم عليه الخاطر او يتوهم يتوهمه فلذلك نثبت الرؤية دون نظر فيه. كيف تكون هذه الرؤية؟ لكنها بالعيال رؤية بالعينين ليست رؤية قلب وانما هي رؤية عينين كما سيأتي ذلك في الادلة وكما استدل المصنف رحمه الله بقوله كما نطق به كتاب ربنا ذكرنا لكم ان هذا من الذي استعمله اهل العلم كثيرا ان ينسب القول والنطق والكلام للقرآن يعنون بذلك من تكلم به وهو الرب جل وعلا. فقوله كما نطق به كتاب ربنا لا بأس به ويستعمله كثير. من اهل العلم من المحققين والائمة. قال جل وعلا وجوه يومئذ ناضرة الى ربها هذه الاية فيها اثبات رؤية اهل الجنة للرب جل وعلا وان وجوب من رأى الرب جل وعلا ستكون ناظرة يعني حسنة بهية تعلوها النضرة والنضرة كما دعا النبي عليه الصلاة والسلام بقوله نضر الله وجه امرئ او قال نضر الله امرء امرءا نضر الله امرأ وامرأ سمع مقالتي كما سمعها الحديث دعا له بنضارة الوجه يعني بالحسن والبهاء والزينة والجمال وهذا انما هو لاهل الايمان وجوه يومئذ ناضرة. يعني يوم القيامة تلك الوجوه ناضرة. حسنة بهية وتلك الوجوه الى ربها ناظرة ناظرة الى الرب جل وعلا يعني رائية ربها جل وعلا تنظر الوجوه الى الرب جل وعلا. ووجه استشهاد المصنف هذه الاية اية سورة القيامة من ثلاثة وجوه. الوجه الاول ان النظر اودي به الى تعدية النظر الى تفيد ان معناه الرؤية. كما سيأتي بيان ذلك في قال ناظرة الى ربها وناظرة والنظر يأتي لمعان فاذا عدي به الى كان المراد رؤيته رؤية العيال. الوجه الثاني انه جعل النظر الى الرب جل وعلا مضافا الى وجوه. فجعل الوجوه هي التي تنظر الى ربها. قال وجوه يومئذ حاضرة الى ربها ناظرة. فالوجوه ناظرة ناظرة الى ربها. ومحل الرؤية والنظر في الوجه هو العينان. الوجه الثالث انه قال يومئذ ناضرة والنظرة وهي الحسن والبهاء والسرور والقبور الذي يعلو الوجوب والاطمئنان هذا انما يكون رؤيته لانها منتهى النعيم واللذة لا بالانتظار الذي لا يدرى هل بعده نعيم ام بعده غير ذلك. فكون الا وجه بالنظر صارت ناظرة يعني حسنة بهية على ان هذا انما هو الرؤية. لانه اثر الرؤية. واما مجرد الانتظار ليس كل منتظر للرب جل وعلا ينظر وجهه بل من المنتظر من يكردس في جهنم والعياذ بالله وسيأتي مزيد بيان لاوجه الاستدلال في المسائل ان شاء الله تعالى. قال وتفسيره على ما اراده الله تعالى علي تفسيره يعني تفسير النظر الى الرب جل وعلا على ما اراده الله تعالى وعلم التفسير هنا يراد به احد نوعي التفسير. وذلك انه جعل الرؤية حق ونفى في الرؤية التي هي حق ويثبتها الاحاطة والكيفية. فدل على انه يثبت معنى الرؤية الذي يعلمه السامع للكلام من ظاهر الكلام. فلما نفى الاحاطة والكيفية دل على ان قوله الرؤية حق لاهل الجنة انه ان الرؤية على ظاهرها. وهذا هو المعنى الاول للاشياء هو المعنى المتبادل الذهن في الصفات نقول هذا على ما يتبادر الى الذهن. فصفة الرحمة معروفة وصفة معروف الى اخره. والنوع الثاني من التفسير هو التفسير لتمام المعنى كيفية فان تمام المعنى والكيفية لا يعلمها الا الله جل وعلا. كما قال سبحانه ما يعلم تأويله الا الله على من وقف هنا فاراد بالتأويل الذي هو التفسير تمام المعنى الكيفية. فاذا تفسير النظر الى وجه الله الكريم. تفسير النظر الى الرب الكريم جل وعلا بتمام معناه لا نعلمه. تفسيره على ما اراده الله تعالى. هو حق وتمام المعنى لا نعلم كيف ذلك. هل كيف تعطى العيون القدرة النبي عليه الصلاة والسلام قيل له ارأيت ربك؟ قال نور انا اراه قال رأيت نورا كما في الصحيح من حديث ابي ذر وموسى عليه السلام سأل ربه قال ربي ارني انظر اليك قال لن ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا قال طائفة من السلف كشف الله جل وعلا من الحجاب قدر هذا. انملة واحدة فساح الجبل فلم ردت الرؤيا طلب الرؤيا على موسى لانه لن يقدر على ذلك. وكذلك قال عليه الصلاة السلام حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه. فاذا الناس ليس عندهم القدرة على الرقية فكيف تكون عندهم القدرة على الرؤية؟ وكيف تكون وكيف تكون قدرهم؟ وكيف يعطون؟ وعلى اي حال تكون الرؤيا وتفسير. ذلك على تمام معناه هذا كله لا يعلم كما قال وتفسيره يعني بتمام معناه بما يزيد على اثبات الرؤية وانها حق على ما اراد الله تعالى وعلمه لا ندخل في ذلك متأوذين ولا متوهمين كما ذكر بعد ذلك وهذه الكلمة تشبه ما ذكره ابن قدامة وغيره عن الامام احمد وعن الامام الشافعي في الايات والاحاديث التي فيها اثبات الصفات صفات الرب جل وعلا انهم قالوا امروها كما جاء لا كيف ولا معنى. وهذه استدل استدل بها بعض اهل التعويل على انهم يعني الامامين يعنون بذلك التأويل. لا كيف فلا نكيف الصفات ولا معنى لا نثبت المعنى بل نفوظ المعنى والكيفية وهذا ليس بمراد بل المراد من قولهم لا كيف ولا معنى ان امرار الصفات كما جاءت معناه اثبات الصفات على ما دل عليه ظاهر الكلام. لان الصفة لا تثبتها الا بما دل عليه ظاهر الكلام ونفي الكيفية عن الصفة يعني الكيفية التي نحى اليها المجسمة ونفي المعنى بقولهم لا كيف ولا معنى يعني المعنى الذي ذهب اليه المؤولة الذي يخالف ظاهر الكلام ويخالف الامرار كما جاءت. فاذا الامرار كما جاءت بما يفهم. فمن كيف فقد صار مجسما او صار مكيفا ومن تأول المعنى فقد دخل بما يخرج دخل في الكلام بما يخرج اللفظ عن ظاهره لهذا قول القائل لا كيف ولا معنى يعني لا كيف كما يقول المجسمة ولا معنى كما يقول المؤول بما يخرج تلك الاحاديث والايات بل تلك الايات والاحاديث عن ظاهرها المتبادل منها من اثبات صفات الرب جل وعلا والامور الغيبية بعمل. وهذا كما قال هنا تفسيره على ما اراد الله تعالى وعلم. قال وكل ما في ذلك من الحديث الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كما قال. وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام رؤية المؤمنين جل وعلا بالتواتر. عد ذلك متواترا. في اكثر من عشرين حديثا جاءت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم في الرؤية باحاديث متنوعة مختلفة في الفاظها وفي طرقها عن عدد كبير من الصحابة فهي تواتر ولهذا كفر طائفة من اهل السنة من انكر رؤية الرب جل وعلا بانه انكار للمتواتر من القرآن وللمتواتر من سنة النبي عليه الصلاة والسلام. قال فهو كما قال ومعناه على ما اراد لا ندخل في ذلك متعوذين بارائنا ولا متوهمين باهوائنا. لا ندخل في ذلك متأولين هنا يعني نخرج هذا الظاهر بتأويل. ولا متوهمين باهوائنا بما يجعل للرؤية كيفية معينة فنثبت الرؤية بكيفية او لاجل الكيفية نفي الرؤية كما ذهب اليه المعتزلة وكما ذهب اليه المجسمة فالمعتزلة توهموا ان الرؤية تكون بكيفية فنفوا والمجسمة توهموا ان الرؤية تقول بكيفية فاثبتوها على تلك الكيفية. اذا تبين لك هذا المعنى العام لكلام الماتم رحمه الله تعالى ففي هذه المسألة العظيمة مسألة الرؤية مسائل. المسألة الاولى ان المؤمن في تعلقه بربه جل وعلا في عبادته سبحانه بانواع العبادة القلبية والعملية يرى ان الانعام عليه بان يكون من اهل الجنة هذا اعظم الانعام. لان من دخل الجنة قد رضي الله عنه ومتعه بملاذها حبورها وسرورها وافاض عليه الزيادة وهي رؤية وجه الله الكريم ومن احب تعلق بالمحبوب. واذا تعلق القلب بالمحبوب لم يهدأ له بال ولا يقر له قرار حتى يلقى محبوبه راضيا عنه. متمتعا بلذة النظر اليه ومحادثته وتحيته. كما قال سبحانه هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور وكان بالمؤمنين رحيما. تحيتهم يوم يلقونه سلام. واعد لهم اجرا كريما فهذا اعلى انواع التمتع والقلب اذا خشع لله جل وعلا وتلذذ بتلاوة القرآن وبالصلاة وعلم ان هذه من اللذات الحاضرة التي هي التلاوة والصلاة فكيف باعظم اللذات وهو رؤية الرب جل وعلا وهي الغاية كما العلماء التي شمر اليها المشمرون الذين تعلقت قلوبهم بالرب جل وعلا. المسألة الثانية ان اهل السنة والجماعة جعلوا الرؤية حق والرؤية بالعينين وهذه الرؤية جاءت فيها ايات كثيرة واحاديث متواترة عنه عليه الصلاة والسلام. واجمع اهل التفسير من الصحابة والتابعين على قول بالرؤية ولم ينكرها احد من السلف الصالح رضوان الله عليهم. ومن الادلة على ان الرؤية حق قول الله جل وعلا لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير. وقوله جل وعلا احسنوا الحسنى وزيادة. وقوله جل وعلا على الارائك ينظرون. وقوله جل وعلا وجوه يوم الناضرة الى ربها ناظرة. وقوله جل وعلا عن الكفار كلا انهم عن يومئذ لمحجوبون. وقوله جل وعلا لهم ما يشاؤون فيها. ولدينا مزيد ونحو ذلك من الادلة وكذلك الادلة التي فيها ذكر لقاء الله جل وعلا. كلها صالحة للاحتجاج بها على رؤية الله سبحانه. كقوله سبحانه فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحة ولا يشرك بعبادة ربه احدا. فسرها طائفة من العلماء من السلف فمن بعدهم بان لقاء الله برؤيته وهو المعروف لغة. وكذلك في قوله جل وعلا تحيتهم يوم يلقونه سلام. واعد لهم اجرا كريما. قال ثعلب وهو من علماء اللغة المبرزين العارفين. اجمع اهل اللغة. قال اجمع اهل اللغة على ان لقي ها هنا هي الرقية وذلك لانه لا يمكن وتحية وخطاب في اللغة الا برؤية. والادلة على ذلك متنوعة في كل دليل فيه ذكر الرؤية لله جل وعلا او فيه ذكر اللقاء. او ما بالسنة بلقاء الله في رؤية الله جل وعلا. واما من سنة النبي عليه الصلاة والسلام فكما ذكرت لكم الادلة كثيرة جدا بلغت مبلغ التواتر. فمنها قوله عليه الصلاة والسلام انكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون البدر ليلة التمام. لا تضامون في رؤيته. والحديث الاخر قال فيه عليه الصلاة سلام هل ترون الشمس في وسط النهار؟ هل تضامون فيها؟ قالوا لا. قال هل ترون القمر ليلة البدر هل تضامون فيه او تضامون فيه؟ قالوا لا قال فانكم سترون ان ربكم كما ترون الشمس وقت الظهيرة لا تضامون فيها وكما ترون القمر ليلة التمام لا تضامون فيه. وفيه ايضا قوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه مسلم في الصحيح في تفسير قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة من حديث صهيب رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام الزيادة بحديث طويل الزيادة النظر الى وجه الله الكريم. وايضا في الباب قوله عليه الصلاة والسلام في وصف الجنة جنتان من ذهب وما فيهما وجنتان من فضة وما فيهما وليس بين القوم وبين ان يروا ربهم الا ان يكشف الحجاب. نسأل الله سبحانه من المن والكرم برؤية جل وعلا وان يغفر لنا ذنوبنا واثامنا وان نلقاه وهو راض عنا سبحانه انه جواد كريم. هذه الايات والاحاديث فيها تقرير لقول اهل السنة واضح الدلالة ولا نخوض في ذلك بتقرير الاوجه اللغوية ما ذكر لان بتكاثرها وتواردها بلغت مبلغ القطع بهذه المسألة. من حيث ان المسألة ليست بخفية حتى قال الامام احمد لمن قال له ان فلانا ينكر رؤية قال كافر كافر يعني لان هذه لا لا تحتمل التعويل وليس ثم فيها شبهة. المسألة الثالثة ان قول اهل السنة في الرؤية ان الرؤية حق لاهل الجنة وللمؤمنين في عرصات القيامة. والرؤية التي للمؤمنين هي رؤية سرور وتلذذ واكرام. واختلف اهل السنة في رؤية الله جل لو على في الموقف هل هي للمؤمنين وحدهم؟ ام للمؤمنين والمنافقين ام للناس جميعا ثلاثة اقوال وكل الاقوال في مذهب اهل السنة. يعني قال بها طائفة. وكما قال الامام فقي الدين ابن تيمية رحمه الله ان الخلاف في هذه المسألة يعني هل يرى الكفار ربهم يوم القيامة او لا يرون هل يراه المنافقون هنا او لا يرون لا ينبغي ان تكون من المسائل التي تشدد فيها الخلاف. بل الامر فيها خفيف. هذا نص عبارتين والمذاهب فيها كما ذكرت لكم ثلاثة. فجمهور اهل السنة والحديث على ان الرؤية للمؤمنين في عرصات وقال طائفة ممن ذهب الى ذلك الامام ابن خزيمة كما نص عليه في كتاب التوحيد. القول الثالث ان الرؤية للجميع للمؤمنين والمنافقين والكفار. واستدلوا على ان الكافر يحجب يستدل على ذلك بان الكافر يحجب. كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوب قالوا فكونه حجب يومئذ دل على انه قبل ذلك لم يكن محجوبة لان الكلام في الاخرة واما في الدنيا فالكل محجوب عن رؤية الرب جل وعلا وهذه الاقوال جمعت النظر في الرؤية ويظهر لي ان رؤية الرب جل على نوعان رؤية اكرام ولذة ونعيم وانعام وحضور وسرور فهذه للمؤمنين في الجنة وللمؤمنين في عرصات القيامة فهي من طمأنينة له. والنوع الثاني من الرؤية رؤية حساب وتقرير وتعريف هذه هي التي يمكن ان يقال انها مراده. في حديث المنافقين في ما ثبتت الصحيح ان الله جل وعلا يأتي الامة وفيهم منافقوها. ثم يأتيهم في الصورة التي في في غير الصورة التي رأوها من قبل. ثم فيأمرهم بالسجود فلا يسجدون يقولون نحن هنا حتى يأتي ربنا ثم بعد ذلك يكشف الرب عن ساق فيعرفونه فيسجد المؤمنون ويبقى من لم يكن يسجد مخلصا في الدنيا فيعود يريد ان يسجد فيعود ظهره صدقا واحدا. فهذا يدل على ان هذه الرؤية هي التعريف ورؤية حساب. وهذا النوع من الرؤية لا ينبغي ان يكون الخلاف فيه. لان الحديث دل عليه. فاذا الرؤية التي نقول انه اجمع اهل السنة على انها للمؤمنين هي رؤية التنعم والتلذذ وفي ضمن ذلك رؤية التعريف. واما رؤية الله جل وعلا لي التعريف والحساب فهذه كل يراه بحسب حاله والله اعلم بكيفية ذلك وتفسيره. اما الكفار فعامة اهل العلم الا من شد الا من شذ وقل يقولون ان الكافر لا يرى الله جل وعلا لا رؤية تعريف ولا رؤية تلذذ من باب اولى لان الكافر محل العذاب والنكاء. واجابوا عن استدلالهم بقوله تعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون بان هذا استدلال بالمفهوم بمفهوم يومئذ كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. وهم محجوبون في الدنيا عن الرؤية وكذلك محجوبون في الاخرة عن الرؤية. وكلمة يومئذ ليس لها مفهوم. كما قال جل وعلا ويحمل ربك فوقهم يومئذ ثمانية. وكما في قوله ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ففي ايات كثيرة علقت اشياء تحصل يوم القيامة بيومئذ وقد يكون جنسها او بعضها بها يحصل في الدنيا اما بالعموم او بالخصوص. المقصود من رد الاستدلال انه ليس كلمة يومئذ ليس لها مفهوم. لا نفهم منه انهم حجبوا يومئذ فمعنى ذلك انهم قبل ذلك يعني قبل الحج يومئذ لم يكونوا محجوبين. بل كانوا محجوبين ثم ثم صاروا محجوبين لكن توعدهم بين حالهم بقوله كلا انهم عن ربهم يومئذ يتوبون ثم انهم لصانوا الجحيم. فحجبوا ثم صاروا صالين للجحيم. المسألة الرابعة في مذاهب الناس في الرؤية. المذاهب فيها متعددة. منها يعني من خالف قول اهل السنة سنة اشهرها مذهبا. مذهب من منع الرؤية وتأول كل النصوص الواردة في ذلك وهم المعتزلة قبلهم الجهمية والخوارج بعامة و الامامية من الروافض بل الروافض عامة. لان الزيدية ينكرون رؤيتك قول المعتزلة وهذا القول له حججه واستدلالاته ستأتي. الثاني المشهور من اثبت الرؤية ولكن قال الرؤية ليست الى جهة. وانما تكون ادراكا وهذا هو قول الاشاعرة ومن نحى نحوه ردوا قول المعتزلة بانه رؤية ممتنعة ها باثباتها ووافقوهم في انه ليس على العرش رب وان سبحانه ليس في جهة في جهة العلو فقالوا الرؤيا لا الى جهة. وكيف تكون رؤية اذا وليس الى جهة. اما قول المعتزلة والخوارج ويشهر هذا القول في زمننا هذا طوائف الروافض والزيدية والاباضية. من الخوارج. ويستدلون له من ادلتهم قوله جل وعلا حين سأل موسى عليه السلام الرؤيا قال لن تراني. ولكن الى الجبل الى اخره. قالوا وجه الاستدلال انه نفى رؤيته لله جل وعلا وموسى الكليم احق الناس بالرؤيا والنفي بلم يفيد التهديد. والجواب عن هذه الحجة التي ادلى بها اوائل المعتزلة ومن شابههم الى يومنا هذا ان النفي بلن في اللغة لا يفيد التأبيد وانما يفيد النفي المجرد. واما من قال انه يفيد التأبيد وهو الزمخشري في الكشاف وفي كتابه المفصل في النحو فانه باطل. ورده بن مالك في الشافية في قوله ومن رأى النفي بلا مهبدا. فقوله اردد وسواه فاعبده. ورده ايضا بن هشام في اوظح المسالك قال ولا تفيدوا تأبيد النفي خلافا لمن قاله. ويدل على ذلك ان الله جل وعلا قال ولن يتمنوه ابدا. يعني الموت. فقال ولن ابدا فنفى بالتأبيد بكلمة ابدا وباستعمال لن نفى تمني واثبت انهم يتمنونه يوم القيامة. قال جل وعلا ونادوا يا ما لك ليقضي علينا ربك قال انكم ماكثون يعني ليميتنا ربك. قال انكم ماكثون. فدل على ان نفيهم بلا وبكلمة ابدا لم يفد التأبيد المستغرق للدنيا والاخرة معه. فاذا افاد اولا ان قول لن يتمنوه ابدا انه لما استعمل ابدا دل على ان لن لا تفيد التأبيد تاني على ان كلمة لن لم تفيد التأبيد لانهم تمنوا الموت في الاخرة فدلت على انها تفيد النفي في الدنيا. ومن ادلتهم انهم قالوا ان النظر في القرآن وفي اللغة يفيد الانتظار وهو اصله. وليس اصل النظر في الرقية الايات التي فيها ذكر النظر تفيد الانتظار. فقوله جل وعلا فهل ينظرون الا يعني فهل ينتظره قوله وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة يعني الفرج ويستدلون عليه بقول الشاعر وجوه يوم بدر ناظرات الى الرحمن يأتي بالفلاح ناظرات الى الرحمن قالوا معناها منتظرات. وهذا القول بالاستدلال بمعنى النظر والاتيان عليه بهذا الشاهد اللغوي ليس على ما قال وذلك ان اللغة فيها افعال تختلف بالتعبير كثيرة جدا. فيكون للفعل يكون للفعل معان متعددة مختلفة بانواع التعبير. ومنها فعل نظر ونظر ومصدر ذلك واسم الفاعل ناظرة. وتبين ذلك ان يقال كما اوضحه الشارف وغيره من من اهل اللغة ان كلمة النظر وما اشتق منها تارة تتعدى بنفسها يكون المعنى الانتظار يعني تصل الى المفعول بنفسها. فيكون معناه الانتظار. وتارة تتعدى بفيه فيكون المعنى التفكر والاعتبار. وتارة تتعدى بالايلاء. فيكون المعنى الرؤية. وقد يكون مع الرؤية الانتظار. بحسب لكن لا يمكن ان تتعدى بالى وتكون رؤية وتكون ويكون انتظارا بلا رؤية لا يمكن ولم يأتي في اي شاهد في لغة العرب ولا في القرآن ولا في السنة ان النظر يتعدى بالى ويكون معناه الانتظار المجرد من الرؤية. بل النظر اذا تعدى بالا صار معناه الرؤيا وقد يكون على قلة مع الرؤية بانتظار. وهذا له نظائر في اللغة يطول الكلام ببيانها فاذا قوله جل وعلا وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة كونه عد الفعل عد اسم الفاعل ناظرة الذي يعمل عمل فعله الى دل على ان المراد الرؤية. وكونه اضاف هذه الرؤية وجوه للوجوه التي هي مكانا اظاف النظر الى الرؤية الى الوجوه التي هي مكان الرؤية دل على ان الرؤية كونوا بحالة في هذا الوجه وهي العينان. من ادلتهم ايضا قوله جل وعلا لا الابصار وهو يدرك الابصار. قالوا فنفى الادراك ونفي الادراك مستلزم لانتفاء رؤية والجواب ان هذا غلط كبير بان نفي الادراك لا يستلزم انتفاء الرؤيا. فانه وختر الشيء ولا تدركه يعني لا تحيط به. فهذه السماء نراها ولا احد يشك في انه يرى السماء ولو قلت لاي احد يرى السماء هل تدرك السماء رؤية وتحيط بها فسيكون جواب كل احد؟ لا. يعني لا يدركها. رؤية وانما يرى منها ما يمكنه ان يرى. وكما قال جل وعلا فلما تراءى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون قال كلا. ووجه الدلالة انه نفى الادراك ومع نفي الادراك اثبت الله جل وعلا التراهي وهو رؤيته كل جمع للاخر. فقال فلما تراءى الجمعان هذا الجمع رأى الجمع وذاك الجمع رأى الجمع ومع ذلك قال اصحاب موسى انا لمدركون فقال موسى كلا يعني لن ندرك يعني لن يحاط بنا فالاحاطة نفي الاحاطة لا يستلزم ان تنفى الرؤية بل نفي الاحاطة يستلزم اثبات الرؤية نقيض ما قال. وهو الوجه الثاني من الاستدلال عليهم بهذه الاية. وهو ان نفي ادراك ليس كمالا. والقاعدة المعروفة ان كل نفي في القرآن فكماله باثبات ضده ربنا جل وعلا قال لا تدركه الابصار. وذلك لكماله سعته سبحانه وتعالى وكمال علوه وكمال استغناه عن خلقه الى غير ذلك من صفات الجلال للرب جل وعلا. فلا يقال انه لا يدرك ويكون المراد كمالا الا واصل ذلك ثابتا وهو انه انه في محل من يرى او في محل الرؤيا. مثال ذلك انك لو قلت انني لم ارى العقل ولم ارى الفهم ولم ارى القلب ولم ارى السمع ولم ارى الابصار وهكذا الصفات ولم ارى الرحمة ولم ارى الرأفة الى اخرها فان نفي هذه الرؤية ليس كمالا في ان هذه الاشياء ترى ولكنك عجزت لانك متى ما قلت في شيء انك لا تراه او لا تدركه رؤية فانما يكون كمالا اذا كان في محل ما يمكن ان يرى. اما الاشياء التي لا ترى اصلا فانه ليس من الكمال ان تنفي الرؤية عنها فكونك تنفي الرؤية عن الرحمة لا يعد هذا كمالا في الرحمة وانما هلا هكذا هكذا وجد ونكتان في الرؤية عن الابصار والادراك لا يدل على كمال فيها. فاذا دل نفي الادراك عن الرب جل وعلا ان نفي الادراك لاجل انه عظيم جل وعلا فانه يرى ولكنه لا يدرك. والادراك ينقسم الى الى قسمين ادراك برؤية وادراك بعلمه. والادراك بعلم نفاه الله جل وعلا في قوله سبحانه ولا يحيطون به علما. وادراك الرؤية نفاه الله جل وعلا في هذه الاية. وهذه الاية في ادراك الرؤية لا في ادراك العلم. دل عليها قوله بعد النفي وهو يدرك الابصار. وهو اللطيف الخبير فكونه سبحانه يدرك الابصار يعني يراها. وخص الادراك بادراك الابصار لان الابصار هي محل نفي الادراك السابق. فقال لا تدركه الابصار. وهو يدرك الابصار لما قال لا تدركه الابصار دلنا على ان المنفي هو ادراك الرؤيا لا ادراك العلم. الادلة التي استدلوا بها متنوعة كبيرة لا نشغلكم بها معروفة وهذه المسألة من اطول المسائل التي فيها الكلام لكن دائما المؤمن احق بالحجة من غيره. وفهم الحجة يكون بالاناة تتأنى في فهم احتجاج اهل السنة. فاننا ولله الحمد بتجرد لا نعلم مسألة قال فيها اهل السنة قولا واستندوا فيها الى الادلة ويكون ثم فيها شبهة. لا في الاصول اصول صفات الرب جل وعلا ولا في الغيبيات بعام. لان قولهم مبرأ من الهوى لا يدخلون متوهمين باهوائهم ولا متعودين بارائهم وقلوبهم. وانما يثبتون ما ثبت في الكتاب والسنة. وانما هم مستسلمون لنصوص الوحي كما سيأتي ان شاء الله في الدرس القادم باذن الله تعالى. من العجيب ان الحجج عند المعتزلة يجيبون فيها على يحتجون بما ذكرنا ويردون اهل السنة على حسب اقوالهم بتفسير النظر كما قلنا بانها ناظرة يعني منتظرة الى اخر ما ذكرت لكم. لكن اذا اتت السنة والاحاديث في تفسير الايات وفي اثبات الرؤية وهي بالغة مبلغ فانهم يشرحون ولا يستطيعون حتى الابانة عن وجه ربها. يعني انهم يقلقون ولا يحسنون ولا يتفقه لهم قولا. قد سمعت كلام بعضهم سمعته باذنيه وقرأت كلام بعضهم ايضا بعيني فما احسنوا جوابا ولا خلصوا الى قول يردون به الادلة من السنة. لهذا قال طائفة من المحققين من اهل السنة ان تأويل نصوص المعاد والبعث والقبر والصراط والجنة والنار ونحو ذلك ما يحصل يعني في عرصات القيامة وما يحصل في السماء اسهل بكثير من تأويل ايات واحاديث الرؤية لانها بلغت مبلغ التواتر واكدت بانواع من التأكيدات وعرض لها وبينت بانواع من البيان بما يقطع معه السامع ان المراد بها ظاهرها على حقيقتها حتى عند قول من يجيز من يجيز القول بالمجاز او التأويل الذي ينحو اليه اولئك فان هذه لا يمكن ان يجري عليها ما يجري على غيرها بقطعه فاذا الحجة فيها قوية وقاطعة وانما هو الهوى. نسأل الله جل وعلا السلامة والعافية. ولكن يجب على المؤمن الموحد ان تعلم الادلة ووجه الحجة حتى يدلي بحجته في تلك المسائل. اما قول الاشاعرة في المسألة وهو انه قالوا يرى ادراكا لا الى جهة فانه عجيب. فان قول المعتزلة في نفي الرؤيا اقرب الى العقل من قول الاشاعرة. يعني الى عقل وفعل خلافا قول السارح ان قول الاشاعرة اقرب الى العقل من قول من نسخ. بل الحقيقة العكس من نفى الرؤية لانه لا يثبت العلو. قال ما دام اننا لا نثبت العلو. فالرؤية لا يمكن ان تكون الا الى جهة الانسان كيف يرى؟ لابد الى جهة يراها. اما يرى شيئا ليس امامه ولا خلفه ولا عن يمينه ولا عن شماله وليس باعلى منه ولا اسفل منه فكيف يراه؟ واين يراه؟ لا شك ان هذا العقل يرده. ولهذا نقول قول الاشاعرة انه يرى لا الى جهة يعني لا يرى في جهة العلو ويرى ادراكا فان هذا ولو كان اثباتا للرؤية هو غير مقبول عقله. والواجب ولا مقبول سمعا. والواجب اثبات النصوص. التي جاء فيها ذلك واثبات ما دلت عليه من ان الرؤية تكون على ما اخبر الله جل وعلا. وان الله سبحانه يطلعوا الى اهل الجنة وانه يكشف الحجاب فيرفعون رؤوسهم فينظرون الى الرب جل وعلا. وانه سبحانه مستو على عرشه كما يليق بجلاله وعظمته وان عرش الرحمن فوق الجنة. يعني سقف الجنة. وهكذا في ادلة كثيرة. فمن نفى علو جل وعلا وقال هو سبحانه في كل مكان فكيف يقبل اثباته؟ فكيف يقبل اثباته للرؤية؟ لا شك ان قول عجيب وليس لهم حجة من جهة سمعية ولا من جهة عقلية الا شيئا واحدا وهو انهم اصلوا نفي علو الله جل وعلا وانه سبحانه في كل مكان. وفرعوا عليه ان الرؤية لما جاءت بها الادلة قالوا يرى لا الى جهة وهذا باطل. المسألة الخامسة ان رؤية المؤمنين في الجنة لربهم جل وعلا عامة. الانس والجن للرجال وللنساء وللملائكة ايضا. والملائكة يدخلون عليهم من كل باب. سلام عليكم بما صبرتم فنعم بدعة فالملائكة في الجنة يعني طائفة منه في الجنة في الجنة المؤمنون من الجن والانس ومن الرجال والنساء. ولم يدل دليل على اختصاص الرؤية بالرجال دون النساء. ولا على اختصاص الرؤية بالانس دون الجن. وهذه فيها اقوال. فمن فمن اهل العلم من قال ان الرؤية الانس دون الجن. وهذا خلاف الصواب كما ذكرنا. لان الايات عامة في الرؤية في كل مؤمن فمن فمن دخل الجنة رآه. قال طائفة ايضا من اهل العلم ان الرؤية للرجال دون واحتجوا على ذلك بقوله جل وعلا حور مقصورات في الخيام. وان في الخيام يدل على عدم خروجهن من ذلك. والصواب ان الرجال والنساء من المكلفين من الجن والانس يرون ربهم جل وعلا. اذ كانوا من اهل الجنة. واما الاستدلال بالاية عجيب بان الاية اولا في الحور. والحور خلق ينشئهن الله جل وعلا ان شاء في الجنة وليسوا من المكلفين في الدنيا. الثاني ان الله جل وعلا قال هم وازواجهم في ظلال على الارائك على الارائك متكئون. وقال جل وعلا في الاية الاخرى على الارض ارائك ينظرون فنعيم من نعيم اهل الجنة انهم يتمتعون هم وازواجهم على الارائك فيتكئون وينظرون واخراج النساء من الاتكاء ضده الاية فكذلك اخراجهم من النظر رده الاية. لهذا نقول غلط من قال ان الرؤية للرجال دون النساء فالنساء يرون ربهم جل وعلا كما يراه الرجال لانهم مكلفون متعبدون والنعيم عار الذي يدخل الجنة من الرجال والنساء جميعا نسأل الله الكريم من فضله. باب فيه مسائل نذكر مشهورة. المسألة السادسة رؤية النبي عليه الصلاة والسلام لربه. وهل حين رأى ربه ام لا؟ اختلف فيها اهل العلم على اقواله. القول الاول من ينفي رؤية النبي عليه الصلاة والسلام لربه جل وعلا. يعني بعينيه. القول الثاني من يثبت الرؤية اما بالقلب او بالعينين. والقول الثالث توقف. والتوقف لا ينبغي ان يكون قولا لكن هكذا اما القول الاول وهو ان النبي عليه الصلاة والسلام لم ير ربه فهذا هو القول الذي عليه الجماهير و لما قال مسروق لعائشة رضي الله عنها ان قوما يقولون ان النبي عليه الصلاة والسلام رأى ربه. فقالت عائشة لقد شعري يعني وقف شعري مما قلت وهذا مما يدل على تعظيم الصحابة لربهم جل وعلا وانهم قدروه سبحانه حق قدره. وان منزلة النبي عليه الصلاة والسلام في قلوبهم مهما علت وعظمت وعظمت فانهم يعلمون عظمة الرب جل وعلا وعظيم صفاته سبحانه وتعالى. قالت لقد قف شعري مما قلت من زعم ان محمدا عليه الصلاة والسلام رأى ربه فقد اعظم على الله الفريان. وفي حديث ابي ذر عند مسلم ان النبي عليه الصلاة والسلام سئل فقيل له هل رأيت ربك؟ قال رأيت نورا. وهي الرواية الاخرى قال نور انا ارى قوله رأيت نورا يعني الحجاب. فان الله جل وعلا نور وحجابه نور نورا يعني رأى الحجاب ولم يرى الرب جل وعلا. ولهذا في الرواية الثانية قال نور انا اراه يعني ثم نور حاجب فكيف اراه؟ وهذا هو الصحيح في ان النبي عليه الصلاة والسلام لم يرى ربه بعينيه بل لا يرى احد ربه بعينيه في في الدنيا. واما من قال ان محمدا عليه الصلاة والسلام رأى ربه بعينيه او بقلبه وهو المنسوب الى ابن عباس وقاله طوائف قليلة من الناس فهذا بناء على اية سورة نجم والاستدلال بها فيه نظر. اما القول بالتوقف فلا يصلح لان الحديث دال على نفي الرؤيا مع كلام ابن عائشة رضي الله عنه. نكتفي بهذا القدر وثم مسائل كثيرة في رؤية الله جل وعلا نرجمها او نطويها والمسألة من اراد المزيد فيها فليراجعها في اسأل الله سبحانه ان يوفقني واياكم لما يحب ويرضى وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم