بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على اشرف الانبياء والمرسلين. قال العلامة حجة الاسلام ابو جعفر الوراق والصفاوي رحمه الله تعالى نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله ان الله واحد لا شريك له ولا شيء مثله ولا شيء يعجزه ولا اله غيره. قديم بلا ابتداء دائم بلا انتهاء لا يتناول ولا يبيت ولا يكون الا ما يريد. لا تبلغه الاوهام ولا تدركه الافهام. ولا يشبه الانام. حي لا يموت. قيوم لا لا ينام خالق بلا حاجة رازق بلا مؤونة مميت بلا مخافة باعث بلا مشقة. ما زال بصفاته قديما قبل خلقه لم يزدد بك ولهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته. وكما كان بصفاته ازليا كذلك لا يزال عليها ابديا. ليس منذ خلق قد استفاد اسم الخالق ولا باحداثه البرية لاستفاد اسما باري. يكون معنى الربوبية ولا مربوب. ومعنى الخالق ولا مخلوق بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. اللهم نسألك العلم النافع والعمل الصالح والدعاء المسموع والقلب الخاشع اللهم تقبل منا اعمالنا وثبتنا على ما يرضيك واجعلنا من عبادك المخلصين. اما بعد فهذه الجمل التي سمعنا من هذا المثل عظيم الذي هو متن العقيدة الطحاوية متصلة بما قبلها سلام فيما تقدم كان عن وصف الله جل وعلا بصفات الكمال ونعوت الجلال والجمال. فقال رحمه الله تعالى في وصفه سبحانه وتعالى لا تبلغه الاوهام ولا تدركه الاثهام ولا يشبه الانام وهذه كما ذكرنا لك فيما سلف عامة في جميع الصفات وان صفات الحق جل وعلا لا تشبه صفات الانام بالقيد الذي ذكرناه لك مفصلا بما سلف و بعدها ذكر جملة من ما يفارق به وصف الله جل وعلا صفة المخلوق فقال بعد قوله ولا يشبه الانام اي لا يموت قيوم لا ينام طالب بلا حاجة رازق بلا مؤونة مميت بلا مخافة باعث بلا مشقة وهذه الصفات هي صفات واسماء للحق جل وعلا فان حياة ثابتة له جل وعلا وكذلك صفة القيومية وصفة الخلق والرزق والاماتة والبعث له سبحانه وهو سبحانه المحيي والحي وهو القيوم جل وعلا كما قال سبحانه الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم وكما قال الف لام ميم الله لا اله الا هو الحي القيوم وكذلك صفة الخلق وصفة الرزق وغير ذلك من الصفات الاسماء اسماه الله جل وعلا كما هو معلوم مشتملة على صفات وصفات الحق جل وعلا مباينة لصفات المخلوق من جهات الجهة الاولى ان الرب جل وعلا يتصف بالصفة على وجه الكمال والمخلوق يتصف بالصفة على وجه النقص والثاني ان الرب جل وعلا صفاته متلازمة لانه سبحانه له الكمال المطلق وله الصفات العلا كاملة من كل وجه واما المخلوق فصفاته غير متلازمة بل قد يكون فيه يملى من صفات النقص ويكون ثم ببعض الصفات التي هي كمال في حقه وان كانت في الجملة لا يتصف بها الا لنقص فيه الوجه الثالث ان انتصاف المخلوق بالصفات وان كان في اصل المعنى تركة مع صفات الحق جل وعلا لكنه اتصف بها على وجه الحاجة اليها اما الرب جل وعلا فهو متصف بصفاته لا على وجه الحاجة الى اثار الاسماء والصفات فمثلا المخلوق يقدر او يقيموا الاشياء لحاجته ويخلق ما يخلق لحاجته والله سبحانه وتعالى خالق بلا حاجة ويهب المخلوق ويرزق لحاجته والله سبحانه وتعالى يهب ويرزق ويعطي وهو الغني جل وعلا انتم الفقراء الى الله. والله هو الغني الحميد وهكذا في بقية الصفات فاذا نصاب المخلوق بالصفات التي يشترك فيها حيث اصل المعنى مع الرب جل وعلا هو اتصاف على سبيل النقص وهذا الاتصاف مع ضميمة ما سبق ان ذكرنا لك فيما سلف لا يشبه فضلا ان يماثل صفات الرب جل وعلا لهذا فصل الطحاوي رحمه الله بعد قوله ولا يشبه الانام بعض صفات الحق جل وعلا التي يتصف بها وفارق بها صفة المخلوق الذي ربما اتصف بتلك الصفات فقال رحمه الله ولا يشبه الانام حي لا يموت قيوم لا ينام وكونه جل وعلا حيا هذا دل عليه العقل ودل عليه السمع يعني دل عليه الكتاب والسنة و قبل ورود الكتاب والسنة العقل يدل على ان الله جل وعلا موجود بكثرة الدلائل وتواترها وتتابعها على وجود الحق جل وعلا وكونه سبحانه وتعالى موجودا يدل باللازم الذي لا امتكاك منه على انه حي سبحانه وتعالى. وحياته جل وعلا تدل على انه متصف بصفات كثيرة فاذا قال اسم الله الحي يدل عليه العقل قبل ورود السمع وكذلك الله القيوم وصفة القيومية له جل وعلا هذه ايضا يدل عليها العقل ويدل عليها السمع لانه سبحانه هو الذي اقام الاشياء. فكونه هو الخالق للاشياء يدل عقلا على انه هو الذي اقامها وان قيوميتها به جل وعلا. اذا كان كذلك فنقول هذان الاسمان حي والقيوم قد قيل فيهما وهو قول قوي وله حظ من الترجيح انهما اسماء الرب جل وعلا الاعظمان. الاسم الاعظم الذي اذا دعي به الرب جل وعلا اجاب واذا سئل به اعطى كما جاء في الحديث وفي سورة البقرة وفي سورة ال عمران وفيهما قول الله جل وعلا الله لا اله الا هو الحي القيوم وهذا له معنى وذلك ان الحي والقيوم بلوازمه بلوازم اسم الحي وما يلزم من اسم القيوم يقتضي جميع الاسماء التي هي من افراد الربوبية والصفات التي هي من افراد الربوبية. ولهذا علق اعطاء السائل الفولى لهذين الاسمين الاعظمين لان اجابة السؤال واجابة السؤال واعطاء الداعي ما دعا هذا متعلق بربوبية الله جل وعلا فاذا انضم اليها ادانة العبد و اقراره بتوحيد الالهية وان الله جل وعلا لا اله الا هو سارة هذا الدعاء الله لا اله الا هو الحي القيوم متظمنا بتوحيد الالهية ولتوحيد الربوبية توحيد الاسماء والصفات لهذا فان اسم الحي واسم القيوم هما اسم الله الاعظمان لذان اذا دعي بهما اجاب واذا سئل بهما اعطى بقول قوي مرجح لاحد القولين في اسم الله الاعظم اذا تبين لك ذلك ففي قوله حي لا يموت قيوم لا ينام مسائل المسألة الاولى ان صفة الحياة صفة مشتركة بين كل مخلوقات الله جل وعلا وكل حياة لها ما يناسبها حتى الجماد له حياة تناسبه حتى الشجر والحجر له حياة تناسبه وانما سمي جمادا لانه جامد في الظاهر ليس له حركة ظاهرة والا فانه ليس بميت يعني لا حراك فيه ولا حياة وانما هو ميت باعتبار عدم الحركة وجماد باعتبار عدم الحركة. ولهذا فان اشتراك المخلوقات مع الرب جل وعلا في هذا الاسم وفي صفة الحياة هذا اشتراك في اصل المعنى. فكل له حياة تناسبه على حد القاعدة المعروفة وهي ان الصفات بما يناسب الذوات فاثبات الصفات اثبات وجود لله جل وعلا لا اثبات كيفية وصفات المخلوقات تناسب ذواتهم الوضيعة الضعيفة الفقيرة. وهذا ظاهر ايضا في صفتي السمع والبصر كما قد قررناه لكم مرارا لقوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فان صفة السمع وصفة البصر تركه بين اكثر الكائنات هيا وكذلك الحياة هي مشتركة بين جميع الكائنات الحية منها ما حياته بالروح والنفس. ومنها ما حياته بالنماء ومنها ما حياته خاصة به كالصقور وتراب واشباه ذلك ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يقول كما رواه مسلم في الصحيح اني لاعلم حجرا بمكة ما مررت عليه الا سلم عليه فاذا اثبات هذه الصفة صفة الحياة واسم الحي لله جل وعلا يدل على نفي التعطيل بجميع انواعه. ويدل على ابطال التجسيم بجميع انواعه. ولهذا صار مختصا بالرب جل وعلا على وجه الكمال لان المخلوق يعلم ان حياته ناقصة قليلة يريد زيادتها فلا يستطيع يريد ان يكون في وصفه بالحياة اكمل من وصف غيره فلا يستطيع. فدل على ظهور نقصه في الصفة المشتركة وبين جميع المخلوقات المقصود من هذا ان في اثبات صفة الحياة لله جل وعلا ابطال للتعطيل وابطال للتجسيم على الوجه الذي ذكرته لك و هو ظاهر في قوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. المسألة الثانية ان الله جل وعلا قال الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه ولا نوم وذلك لكمال حياته جل وعلا ولكمال قيوميته جل وعلا و قوله هنا حي لا يموت قيوم لا ينام دلنا على القاعدة المقررة لاهل السنة والجماعة وهي ان وصف الرب جل وعلا بالنفي ليس مقصودا لذاته وانما هو لاسباب كما لضد ما نفي بهذا سبحانه اثبت الكمال له ثم نفى ليدل على اثبات الكمالات له جل وعلا. فلما قال الله لا اله الا هو الحي القيوم على لا تأخذه سنة ولا نوم ليدل على ان قوله لا تأخذه سنة ولا نوم لكمال حياته ولكمال قيوميته فنفى بتأكيد الاثبات هذا هو القاعدة المحررة عند اهل السنة والجماعة فيما ينفع في القرآن وفي السنة عن الله جل وعلا فانما هو لاثبات كمال ضده من صفات الحق جل وعلا كما في قوله سبحانه ولا يظلم ربك احدا لكمال عدله وكما في قوله سبحانه وما كان ربك نسيا في كمال علمه سبحانه وحفظه سبحانه وقيوميته و كقوله لم يلد ولم يولد كقوله ولم يكن له كفوا احد واشباه ذلك المسألة الثالثة ان اسم القيوم لله جل وعلا واسم الحي هذان الاسمان متعلقان بخلقه جل وعلا يعني ان لهما الاثر في خلقه سبحانه وكل حياة تراها في حلقه فهي من اثار حياته جل وعلا وكل صلاح او فعل تراه في خلقه فهو من اثار قيوميته جل وعلا واسم القيوم مبالغة باثبات كمال قيامه سبحانه وتعالى على الوجه المطلق بنفسه وبخلقه. فلفظ القيوم اسم القيوم يدل على انه سبحانه كامل فيما يختاره سبحانه وتعالى لنفسه من الصفات التي تقوم بمشيئته واختياره وقدرته انا وكذلك له الكمال في ما يقيم به خلقه جل وعلا واذا تبين ذلك فان قول قول المؤلف قيوم لا ينام هذا راجع الى الاية حيث قال لا تأخذه سنة ذلك لكمال حياته ولا نوم وذلك لكمال قيوميته جل وعلا فسر القيوم بانه الذي لا ينام وهذا كما ذكرت لك ليس تفسيرا بمعنى القيوم فان معنى القيوم انه الذي قام بنفسه واقام غيره اليس تم شيء الا والله جل وعلا مقيم له على ما تقتضيه حكمة الرب جل وعلا فاذا تبين ذلك فان اسم القيوم لله جل وعلا واسم الحي له سبحانه وتعالى لهما اثر في اجابة السؤال كما ذكرنا لك في اول الكلام وهذا الاثر مرتبط بقاعدة كلية في ارتباط الاجابة بحسن السؤال هذا قال جل وعلا ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه فدعوة الله باسمائه يعني بما يناسب مقصودك من الاسماء وكل مقصود لك في حياتك فهو من اثار اسم القيوم له جل وعلا لانك تحتاج ما تقيم به حياتك وكل ما تقيم به حياتك فانما هو من القيوم جل وعلا فاذا اقامت جل وعلا على شيء او اقام لك شيئا فانه سبحانه القيوم الذي وقاهم على كل نفس بما كسبت وتعالى لهذا فان فقه الدعاء مرتبط بفقه الاسماء والصفات فكلما كان العبد اعرف باسماء الله وصفاته واثارها في خلقه كلما كان اعرف واعلم بسؤال الله بها وباستحضاره بمعناه ذلك وكان ذلك ارجى لقبول الدعاء وحصول المطلوب الوجه الرابع والاخير متعلق بهذين الاسمين لانه سبحانه حي لا يموت وقيوم لا ينام وهي التي ذكرتها لك في اول الكلام ملخصه وهي ان اسم الحي واسم القيوم بلازمها تدل على بقية صفات الرب جل وعلا بان الحياة مستلزمة و القيومية مستلزمة لكثير من الصفات لهذا قال طائفة منه المحققين من اهل العلم في هذا الباب ان الصفات التي اثبتها الاشاعرة او اثبتها غيره من اهل البدع وزعموا اثباتها بالعقل انهم قصروا في ذلك لان العقل بالتلازم واللزوم يثبت صفات كثيرة لله جل وعلا اكثر من السبعة التي اثبتوا طائفة منها بالعقل لهذا لا اسم الحي يستلزم صفات كثيرة واسم القيوم يستلزم صفات كثيرة فلهذا ينبغي ان يتأمل هذا الموضع من جهة ان حياة الرب جل وعلا واسمع الرب جل وعلا الحي وانا قيومية الرب جل وعلا واسمها القيوم يستلزمان عقلا عددا كثيرا جدا من الصفات في بفضل الله جل وعلا وهذا موضع يحتج به على من يثبتون الصفات في العقل لان حياته سبحانه ثابتة عقلا عند الجميع. وكذلك قيوميته سبحانه ثابتة عقلا عند الجميع قال بعدها خالق بلا حاجة رازق بلا مؤونة وكما قال بما سبق حي لا يموت قال هنا خالق بلا حاجة رازق بلا مؤنة والخلق او خالق هذا اسم فاعل الخلق خلق مصدر خلق الشيء يخلقه خلقا واسم الخالق لله جل وعلا وعلى مقتضى اللغة يشمل مراتب الاولى التقدير فان الخلق في اللغة هو التقدير كما قال جل وعلا فتبارك الله احسن الخالقين كما قال جل وعلا وخلق كل شيء وقدره تقديرا و اشبه ذلك فان الخلق في اللغة يدل فان الخلق في اللغة هو التقدير تقدير الشيء على وفق علم المقدر وفي هذا قول قول الشاعر انت تفري ما خلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري تثري ما خلقت يعني تقطع ما قدرت من الامر او من الصناعة وبعض القوم لعجزه يخلق يعني يقدر ثم لا يدري وهذه المرتبة ثابتة لله جل وعلا فان الله سبحانه هو المقدر للاشياء وخلق كل شيء فقدره تقديرا قلق كل الاشياء فقدره فخلقه كان مشتملا على تقديرها شيئا فشيئا او على تقدير ما يصلح لها لهذا تقديره سبحانه للاشياء بلا حاجة بهذا التقدير فان المخلوق يقدر خشية الا يصل الى ما يريد فان تقديره للاشياء شيئا فشيئا حتى يصل الى نهايتها حتى يكون ما يريد على وفق ما قدم او على وفق ما يريده احتاجوا الى التقدير ليتم الامر والله سبحانه حين قدر لا لحاجته لذلك بل هو سبحانه يجري الاشياء ويخلقها على كن فتكون على وفق حكمته سبحانه وارادته جل وعلا بمشيئته الكونية. فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. اذا فكونه سبحانه قدر الاشياء لا لحاجة اليها الى التقدير لا لحاجة للتقدير ولكن ليكون ذلك موافقا لحكمته سبحانه ولله جل وعلا الحكمة البالغة كما خلق السماوات والارض في ستة ايام وهو قادر ان يخلقها جل وعلا مباشرة الامر لها بكن فتكون مرة واحدة. المرتبة الثانية من صفة الخلق او اسم الخالق و تصوير الشيء وتصوير الاشياء خلق لها انها اعظم من التقدير العام فاذا صور الاشياء سبحانه وتعالى قد خلقها كما قال سبحانه هو الذي يصوركم بالارحام كيف يشاء وفي حديث ابن مسعود المتفق عليه قال عليه الصلاة والسلام ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما مضغة لنطفة ثم اربعين يوما كذا مضغة ثم اربعين يوما علقة الى اخره فجعل هذه المراتب داخلة للخلق وهذا يدل مع دلالات كثيرة على ان التصوير خلق ثم المرتبة الثالثة بل نقول المرتبة الثانية هذه وحين صور لا لحاجته سبحانه للتصوير بانه لن ينفذ امره الا اذا صور كما يفعل الانسان فانه يصور او الشيب الذي يريده بمعنى يركب اعضاءه او يجعل هذا مع هذا لانه لن يتم الا بهذه ولو لم يفعل هذه الخطوة لما تمت له الخطوة الاخيرة او التي بعدها لانه بحاجة الى ذلك. فاذا التصوير عند المخلوق لحاجته اليه والله سبحانه وتعالى يخلق مصورا لا لحاجته اليه. فهذه داخلة في قول المؤلف رحمه الله خالق بلا حاجة المرتبة الثالثة البر برأ ما صور وهو انفاذه على اخر مراحله وجعله خلقا سويا كما يريده الرب جل وعلا لهذا قال في اخر سورة الحشر هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى فذكر الخلق العام ثم البرق ثم التصوير وهو سبحانه وتعالى حين خلق وبرأ البرية وصورها وجعلها على هذا المنوال وعلى اختلافها الانسان والملائكة والحيوان على ظهر الارض وبطن الارض والماء وفي السماء الى اخر ذلك ليس لحاجته لهم ولا لانه يستكثر بهم بل لابتلائهم ولاقامة هذا الملكوت على العبودية. فاذا قوله سبحانه وتعالى قالق بلا حاجة هذا قوله المؤلف رحمه الله خالف بلا حاجة ذلك لكمال غناه سبحانه وتعالى وكمال حمده سبحانه كما قال جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين وكما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي قال الله تعالى يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي الى ان قال فانكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. وقد قال جل وعلا يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. وكذلك قوله رازق بلا مؤونة وكونه سبحانه يرزق بلا نفقة ينفقها انقصوا مما عنده سبحانه وبلا تعب وهو سبحانه يرزق من يشاء بغير حساب وما يفتح للناس من رحمة فانه لا ممسك لها وقد قال سبحانه وتعالى ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده. وقال جل وعلا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وفي حديث ابي ذر المعروف قال افرأيتم ما انفق منذ خلق السماوات والارض فانه لم يغض مما في يمينه شيئا وهذا لا شك انه صفة الرب جل وعلا. اما المخلوق فانه اذا رزق فانه يرزق بكلفه تعب ويرزق لحاجته ان يرزق. ويرزق ايضا بمعونة تنقص وتزيد. والله سبحانه له الملك الاعظم في ذلك فتبين ان معنى ان معنى قوله رازق بلا معونة يعني بلا كلفة ولا مشقة او بلا مؤنة يأخذ منها فتحتاج الى ان تمونه بل هو سبحانه لا ينقص ما يعطي خلقه من ملكه شيئا ولا يزيد فيه شيئا بل هو سبحانه الرازق بلا مؤونة انا هو تعالى نكتفي اليوم بهذا القدر ونكمل ان شاء الله تعالى في الاسبوع القادم نعم سؤال هل يوصف المخلوق بكونه خالقا للاشياء؟ الجواب لا خلق الاشياء هذا مختص بالرب جل وعلا فهو سبحانه وتعالى الذي يخلق الاشياء. اما ان يوصف بكونه خالقا نعم لكن لا يقال خالق للاشياء الاشياء هذي لله جل وعلا لكن يخلق ما يناسب كما قال سبحانه فتبارك الله احسن الخالقين ويعنى بالخلق هنا التقدير او التصوير او ما يناسبه. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه البخاري وغيره من اظلم ممن ذهب يخلق يا خلقي فليخلقوا حبة او ليخلقوا شعيرة فاثبت لهم خلقا قال يخلق كخلقي ثم نفى عنهم خلقا فقال هل يخلقوا حبة وليخلقوا شعيرة. فدل على ان المخلوق يخلق اشياء بمعنى يصورها او يقدرها اما برء الاشياء او يعني برضو الامور بمعنى اخراج الصور وجعل فيها حياة فهذه لله جل وعلا. اما تصنيع الجمادات فهذا نوع من الخلق لانه تقدير وتصوير يستدل اهل التعطيل والتجسيم بقوله تعالى ليس كمثله شيء على باطله قد رد اهل السنة والجماعة بردود عليهم في ورود الكاف والمثل في الاية فما هو وجه استدلال المعطلة والمجسمة وما هو الرد الصحيح والوجه الصحيح من ردود اهل السنة في زيادة كفلة؟ لسبق ان ذكرناه مفصلا وقلت الدرس الماظي او الذي قبله اه اظن في اول الدروس او عند قوله ولا يشبهه شيء اولا يشبه الانام او في اوله عند قوله ولا شيء مثله اه المقصود ان استدلال المبتدع بقوله ليس كمثله شيء مصير منهم الى ان المثلية هنا قد تكون ناقصة فيكون هناك مطلق التشابه منسية وهذا يكون مطلق التشابه منفيا قد ذكرنا لكم ان المراد هنا المماثلة والمماثلة منفية في كل حال. والمشابهة بالكيفية او في كمال المعنى يعني في المعنى المطلق ايظا منفي واما المشابهة في مطلق المعنى وهو اصله الذي حصل به الاشتراك فان هذا ليس منفيا لان هذا ثبته الرب جل وعلا ما هو افضل كتاب شرح اسماء الله الحسنى واعتنى بمعناها؟ احسن ما الف في ذلك فيما اعلم كتاب النهج الاسمى او المنهج الاسفل اسما ولا اسماء النهج الاسمى لي طلبة العلم في الكويت اظن يقال له الحمود محمد محمد الحمود وهو من انفع ما كتب في ذلك ويليه ما فرقه الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي في كتبه من معاني اسماء والصفات ولهل هل الله جل وعلا محتاج الى عبادة العبد كما قال وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزقي وما اريد ان يطعمون. فهو غير محتاج سبحانه للرزق ولا لاطعام ولكن اثبت العبادة ما ادري ما وجه السؤال وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. اللام هنا هذي لام كي لام الحكمة وليست لاجل الحاجة من صلى صلاة وهو جنب حياء فانه يعني صلى الصلاة وهو جنب غير متوضئ غير مغتسل فيجب عليه الاعادة فيسأل بانه صلى بعض الصلوات وهو جنب مكتفى بالتيمم فيجب عليه ان يعيد سائل يعرف واصيل سؤاله يجب عليه ان يعيد الصلوات جميعا وان يستغفر الله جل وعلا من كونه صلى صلاة بلا طهارة شرعية كاملة والله جل وعلا احق ان يستحي منه هل يقال ان الصفات الذاتية راجعة الى صفة الحياة والصفات الفعلية؟ راجعة الى صفة القيومية لا لا يقال ذلك مثل صفة الرحمة ذاتية و هي ذاتية باعتبار وفعلية ايضا لكنها هي راجعة ايضا لقيوميته فهو سبحانه اقام خلقه على الرحمة كيف نعرف ان نفي صفة من صفات النقص؟ يدل على كمال المطلق اي نفي جاء في الكتاب والسنة نفي صفة عن الله جل وعلا المراد من هذا النفي اثبات كمال الطفل لان النفي المجرد ليس مدحا وليس كمال بنفسه نفي الصفة عن المتصف او عمن يتصف بها او عن من قالوا او تنسب اليه قد يكون لنقصه ولعجزه لعدم علمه ولعدم قدرته ليقال مثلا فلان لا يسيء الى احد لاجل انه ضعيف حتى الكافر المشرك المعاند لا يسيء اليه لضعفه ويقال فلان مثلا ليس كثير الكلام قد يكون لعجزه عن الكلام بما ينفع ولهذا قال الشاعر في ذم قبيلة من القبائل قال قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل. لا يكفرون بذمة قبيلة لا يخطرون بذمة لعجزه العرب كانت تفتقر بالاعتداء بالقوة فهو نفى عنهم صفة لاجل عجزهم عنه. وقال ولا يظلمون الناس حبة خردل لعجزه بهذا في وصف الرب جل وعلا اذا نفي قوله لا تأخذه سنة لكمال حياته لا لعرقه مثلا او الاهتمامه بخلقه او لعدم ارادة تركهم حتى لا يفسد الملك او نحو ذلك. بل لا تأخذه سنة لكمال حياته يتضمن النفي فاثبات كمال الصفة التي هي ضد ذلك والنفي المحض كما هو معروف وذكرناه لكم سالفة سابقا ليس كمالا كذلك وما كان ربك نسيا بكمال علمه واحاطته لم يلد ولم يولد لكمال غناه سبحانه وتعالى ولم يكن له كفوا احد ليه كمال هديته سبحانه قل هو الله احد وهكذا في غير ذلك من الصفات ودي لو شرحتم كتاب عقيدة السلف واصحاب الحديث للصابوني فهو اجمع من شرح متن الطحاوية لانه حسب علمي لم يشرع لا اظن عقيدة السلف واصحاب الحديث الصابوني سبق انه شرح بعض المشايخ موجود مسجلا واما متن الطحاوية فله مرجع والاهتمام به منهجيا اولى من الاهتمام عقيدة السلف هل الحديث للصابون اه لاننا نمشي على منهجية في قراءة كتب العلم في الشرح يكون على كتاب له صلة بتكوين الطالب علميا وشرح الطحاوية المقصود لانه يشتمل على مسائل لم تذكر في الواسطية يشتمل على مسائل لم تذكر في لمعة الاعتقاد ولا في الحموية. فهو مهم من هذه الجهة. اضافة الى ان ثم استدراكات عليه وهذا مما ينمي طالب العلم. ومشايخنا رحمهم رحم الله الميت حفظ الحي اه يعتنون بشرح الطحاوية ولذلك قرر في جامعات المملكة ما حكم تعريف الاسم المضاف الى الله عز وجل مثل العبد اللطيف هذا لا يجوز واذا نبهنا مرارا انه لا يجوز كتابة هذه ولا نطقها على هذا الشكل كتابتها العبد اللطيف او العبد الله عمر عبد العزيز او العبد الكريم بهذا الشكل ان تكون العبد هكذا معرفة واللطيف معرفة لان هذا يجعل اسم الله جل وعلا مشتبها ان يكون نعتا للعبد هذا لا شك انه يجب لحظه ويجب رده تكتب ال منفصلة المنفصلة ثم عبداللطيف حتى تقرأ ال عبد اللطيف ال عبد الكريم قالوا عبد العزيز آل عبد الله آل عبد الوهاب وهكذا في نظائرها طلبة العلم ينبغي ينبهون على ذلك وربما يجري تنبيه على الجهات الرسمية في هذا الامر ان هذا آآ فيما يظهر لي انه من المنكرات لانه فيه امتهان لاسماء الله جل وعلا ان شاء الله يذكر كتابنا سبق وعدت باخراجه ان شاء الله نرجو ان يتيسر ذلك قريبا و اسأل الله لي ولكم العفو والعافية وصلى الله وسلم على نبينا محمد