بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وامام المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المصنف رحمه الله تعالى وان وان محمدا عبده المصطفى ونبيه المجتبى ورسوله المرتضى وانه خاتم وان وانه خاتم الانبياء وامام الاتقياء وسيد المرسلين وحبيب رب العالمين. وكل دعوى النبوة بعده فغي وهو وهو المبعوث الى عامة الجن وكافة الورى بالحق والهدى وبالنور والضياء. اللهم صلي وسلم على محمد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداهم الى يوم الدين. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم من اهل العلم النافع وممن يتعلم لوجه الله كما اسأله سبحانه ان يقر العلم في قلوبنا وان يعيذنا من مضلات الفتن ومن الاهواء ما ظهر منها وما بطن. اما بعد فقول المصنف رحمه الله وان محمدا عبده المصطفى ونبيه المجتبى ورسوله المرتضى وانه خاتم الانبياء وسيد المرسلين وحبيب رب العالمين. وكل دعوة النبوة بعده فغي وهوى وهو المبعوث الى عامة الجن وكافة الورى بالحق والهدى وبالنور والضياء. هذه من كلامه من التوحيد. وذلك انه قال في اول الكلام يعني في اول هذه العقيدة نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله ان الله واحد لا شريك له ثم مضى في ذلك واتى الى مقام الرسالة والكلام على النبوة فقال وان محمدا عبده المصطفى فهي معطوفة على قوله ان الله واحد لا شريك له وان هنا مكسورة لانها معمول القول ومن المعلوم في النحو ان ان تكسر اذا كانت تقدر مع ما بعدها بجملة يعني ان ان مع ما دخلت عليه تقدر بجملة فلذلك تكسر اذا كانت بعد كلام يقدر ما بعده بجملة. معلوم ان القول له مقول ومقول القول جمل وليس بمفردات وهذا بخلاف فتح همزة ان فتح الهمزة في ان فان القاعدة فيها انها تفتح اذا كانت في تقدير المفرد او المصدر. كما هو مقرر في النحو كما هو معلوم لكم جميعا. المقصود ان قوله وان مدى هذا بكسر همزة ان لانها مقول القول في اول الرسالة وهو قوله نقول في توحيد لله وبحث الرسالة والنبوة بحث الرسالة والنبوة هو من توحيد الله جل وعلا. ووجه ذلك ان توحيد الله جل وعلا يطلق ويعنى به العقيدة. بعامة. فكل العقيدة باركان الايمان يدخل فيها تدخل في توحيد الله. فتوحيد الله جل وعلا هو الايمان وهو المشتمل على اركان الايمان الستة والكلام على نبوة محمد عليه الصلاة والسلام من ضمن ذلك والوجه الثاني ان نبوة محمد عليه الصلاة والسلام هي طريق التوحيد لان توحيد الله جل وعلا لم يعلم الا عن طريق الرسل وفي ذلك تقرير ان العقول لا تستقل في معرفة توحيد الله جل وعلا ما يتضمنه ذلك وما يستلزمه ذلك بل انه لابد من بعثة رسل وانبياء للبيان رسلا مبشرين ومنذرين بان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وبعثة الرسل بها علم حق الله جل وعلا وتوحيده توحيد الالهية بها علم نعت الله جل وعلا واسماؤه وصفاته الكاملة الجليلة فاذا بعثة محمد عليه الصلاة والسلام وبعثة الرسل جميعا هي طريق توحيد الله جل وعلا. ولهذا قال هنا نقول في توحيد الله ان الله واحد لا شريك له واستمر ومر حتى قال وان محمدا عبده المصطفى يعني ونقول في توحيد الله ان محمدا عبده مصطفى ونبيه المرتضى ونبيه المجتبى ورسوله المرتضى. وهذه الجملة من كلامه رحمه الله تعالى فيها تقرير عقيدة عظيمة وهي ان محمدا عليه الصلاة والسلام جمعت له اوصاف ونعود ومراتب. فمنها انه عبد. ومنها انه نبي ومنها انه رسول ومنها انه خاتم الانبياء والمرسلين. ومنها انه حبيب رب العالمين خليله ومنها ان بعثته عامة للجن والانس وكافة الورى. وسيأتي بيان هذه الجمل والصفات في شرح كل جملة بما تقتضيه. نخص الان من هذه الجمل المتعلقة بالنبوة قوله وان محمدا عبده المصطفى ونبيه المجتبى ورسوله المرتضى. فذكر ثلاث مقامات لمحمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام وقوله ان محمدا بدون اوصاف زائدة كسيدنا محمد ونحو ذلك فيه اتباع لما جاء في الاحاديث الكثيرة من ذكر التعبد باسم النبي عليه الصلاة والسلام مجردا عن وصف السيادة وغير ذلك. وهذا هو المسنون والمشروع كما في دعاء المصلي في التحيات اذا جلس للتشهد واشبه ذلك وكما في قول المؤذن وكما في على النبي عليه الصلاة والسلام في الصلاة وفي غيرها. فالسنة التي جاءت بها الاحاديث الكثيرة وعمل السلف مقام المصطفى عليه الصلاة والسلام ارفع ما يوصف به ان يوصف بمقام العبودية النبوة والرسالة وذلك لان الله جل وعلا وصف نبيه بذلك في اعلى المقامات وفي اجلها. فقال سبحانه سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى. فوصفه في هذا المقام العظيم وهو مقام الاسراء قال وما تبعه من المعراج الى رب العالمين بانه اوحى بانه اسرى بعبده. وقال سبحانه في وصف نبوة عليه الصلاة والسلام وتذلله. وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا. وقال سبحانه في المعراج وقرب محمد عليه الصلاة والسلام من رب العالمين. قال فاوحى الى عبده ما اوحى وهذا الوصف وصف العبودية الخاصة هو اعلى المقامات التي يوصف بها الانسان فاذا زاد عليه وصف النبوة ووصف الرسالة كان ذلك اعلى الكمال. ولهذا يعظم العبد بتحقيق كمال العبودية لله جل وعلا. وتحقيق كمال العبودية انما هو في الانبياء والمرسلين. فاذا وصف محمد عليه الصلاة والسلام بانه عبده المصطفى هذا فيه رفع له واكرام للنبي عليه الصلاة والسلام ان الله جل وعلا هو الذي رضي له هذا الوصف وهذا النعت وهذا المقام. وهذا هو الذي ينبغي على من يكتب ويصنف او يخطب او يحاضر ان يتبع السنة في الالفاظ فنقول وان محمدا عبده المصطفى دون زيادة لسيده واشباه ذلك وان كان هو عليه الصلاة والسلام سيد المرسلين كما ذكر. هنا هو سيد ولد ادم عليه الصلاة والسلام. قال وان محمدا عبده المصطفى. والاصطفاء هو الاختيار. ومحمد عليه الصلاة والسلام اصطفي للرسالة وهذا اللفظ مأخوذ من قوله تعالى الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس فكل مرسل مصطفى لان الله اصطفاه يعني اختاره وقربه لمقام الرسالة قال ولمقام العبودية الخاصة. قال ونبيه ونبيه المجتبى. والاجتباء هو الاختصاص اجتباهم واجتبيناهم وهديناهم هذا معناه الاختصاص. يعني جعله نبي فاجتباه جعله حبيبا له وخليلا ومختارا ومختصا بالمقامات العالية. والوصف الثالث قال ورسوله المرتضى. وهذا ما قود من قوله تعالى الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا اعلم ان قد ابلغ رسالات ربهم هذا البيان لمعاني تلك الكلمات نتبعه بان هذا الكلام هذه الجمل من المصنف فيها تقرير لعقيدة عامة وهي ان محمد ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام عبد ونبي ورسول. وانه خاتم الانبياء. وان كل دعوة للنبوة بعده فغي وهوى هذا من جملة ما يدخل في اركان الايمان فلا يصح ايمان عبد حتى يعتقد بان محمد حتى يعتقد بان محمدا عليه الصلاة والسلام عبد نبي الرسول وانه خاتم الانبياء وخاتم المرسلين. وانه لا تصح ودعوة للنبوة بعده وكل دعوة للنبوة بعده فكذب وضلال وغي وهوى. الى اخر ما سيأتي في بيان تلك الجمل و هذه الجملة فيها تقرير ان النبوة مختلفة عن الرسالة وان النبوة تسبق الرسالة كما قال ونبي والمجتبى ورسوله المصطفى وهذا هو المعروف عندكم فيما هو مقرر من ان محمدا عليه الصلاة والسلام نبئ باقرأ وارسل بالمدثر السر فالنبوة مرتبة دون مرتبة الرسالة كما سيأتي وجعل العطف متغايرا اولى من جعله يعني متغايرا بالذات اولى من جعله متغاير لفظي. يعني ان المصنف الطحاوي يرى ان النبوة غير الرسالة وان النبي غير الرسول وهذا هو الحق كما سيأتي بيان الجملة فيها تقرير ما ذكرت من العقيدة العامة المعروفة. ويدخل تحت تحتها مسائل. المسألة الاولى تعريف النبي الرسول والنبي والرسول لفظان موجودان في لغة العرب. فتعريفهما في اللغة يؤخذ من به في اللغة وهو ان النبي مأخوذ من النبوة وهي الارتفاع. وذلك لانه بالايحاء اليه وبالاخبار اليه اصبح مرتفعا على غيره. والرسول هو من حمل رسالة فبعث بها ولهذا نقول ان كلمة نبي جاءت في القرآن في القراءات على وجهين يعني على قراءتين متواترتين الاولى النبي بالياء والثانية النبيء. يا ايها النبيء. والفرق ما بين النبي والنبي ان النبي هو من نبأ وكلا الامرين حاصل في النبي عليه الصلاة والسلام وفي كل نبي. فهو منتفع ولاجل ذلك فهو نبي وهو منبأ ولاجل ذلك فهو نبي ولهذا نقول ان كلمة نبي صارت من الرفعة لاجل نبي لاجل انه نبي يعني انه نبئ فصار في نبوة وارتفاع عن غير من الناس. اما في الاصطلاح تعريف الاصطلاح للنبي والرسول فهذا مما اختلف فيه اهل العلم كثيرا والمذاهب فيه متنوعة فمنها قول من قال انه لا فرق بين الرسول والنبي فكل نبي رسول وكل رسول نبي. القول الثاني ان النبي والرسول بينهما فرق. وهو ان النبي ادنى مرتبة من الرسول فكل رسول نبي فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا. والمذهب الثالث ان النبي ارفع من الرسول وهو قول غلاة الصوفية وان الرسول دون النبي المذهب الاول قال به طائفة قليلة من اهل العلم من المتقدمين ومن المتأخرين ومنهم من ينسب الى السنة القول الثاني وهو انه ثمة فرق بين النبي والرسول وان كل رسول نبي ليس كل نبي رسولا هذا قول جمهور اهل العلم وعامة اهل السنة. وذلك لادلة كثيرة ادلوا بها على هذا الاصل مبسوطة في مواضعها ونختصر لكم بعضها. الاول منها قوله جل وعلا في سورة في الحج وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته. فينسخ الله الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله اياته. قال سبحانه هنا وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ووجه الاستدلال ان ان الارسال وهو فعل ارسلنا وقع على الرسول وعلى النبي. فاذا رسول مرسل والنبي مرسل. لان هذا وقع على الجميع وجه الاستدلال الثاني انه عطف بالواو. فقال رسول من رسول ولا نبي. والعطف بالواو يقتضي مغايرة مغايرة الذات او مغايرة الصفات. وهنا المقصود منه ان الصفة التي صار بها اصولا غير النعت الذي صار به نبيا وهو المقصود مع تحقق ان الجميع وقع عليهم ارسال والوجه الثالث من الاستدلال انه عطف ذلك بلا ايظا في قوله وما ارسلنا من قبل بك من رسول ولا نبي. ومجيء لا هنا في تأكيد النفي الاول في اول الاية وهو قوله وما ارسلنا فهي في تقدير تكرير الجملة منفية من اولها كأنه قال وما ارسلنا من من قبلك من رسول ولا ارسلنا من قبلك من نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته هذا هو الدليل الاول والدليل الثاني ان النبوة ثبتت لادم عليه السلام فادم كما صح في الحديث نبي مكلم. وان هناك انبياء جاءوا بعد ادم عليه السلام كادريس وشيث وكغيرهما وادريس ذكره الله جل وعلا في القرآن والرسل اولهم نوح عليه السلام وجعل الله جل وعلا اولي العزم من الرسل خمسة وجعل اولهم نوحا عليه السلام. فهذا يدل على ان ادم عليه السلام لم يحصل له وصف الرسالة بل جاء في الحديث قوله عليه الصلاة والسلام ادم نبي مكلم. ووصف نوح بانه رسول. ووصف ادريس بانه نبي هذا على التفريق بين المقامين. الدليل الثالث الذي اورده اصحاب هذا القول ما جاء في حديث ابي ذر من التفريق لما بين عدد الانبياء وعدد المرسلين. فجعل عدد الانبياء اكثر من مئة الف مئة واربعة وعشرين الف او نحو ذلك. وجعل عدد الرسل اكثر من الثلاث مئة بقليل. بظعة عشر وثلاث مئة رسول. والله جل وعلا قص علينا خبر بعظ الرسل وحجب عنا قصص البعض الاخر. فقال جل وعلا ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك. وهذا الحديث حديث ابي ذر حسنه بعض اهل العلم وان كان اسناده عند التحقيق في فيه ضعف لكن فيه جمل صحيحة وهو حديث طويل رواه ابن حبان وغيره. وثمة ادلة اخرى في هذا المقام قد لا تكون دالة بوضوح على المراد اذا تبين لك ذلك وان الصحيح هو قول الجمهور وهو ان ثمة فرقا بين النبي والرسول فما تعريف النبي وما تعريف الرسول؟ في الاصطلاح قلنا ان النبي يقع عليه الارسال ولكن لا يسمى رسولا عند الاطلاق. والرسول يقع الارسال وهو الذي يسمى رسولا عند الاطلاق. والله جل وعلا جعل ملائكة مرسلين واذا قلنا الرسول فلا ينصرف بالاطلاق على المبلغ للوحي جبريل عليه السلام. والله جل وعلا ارسل الريح وارسل المطر وارسل اشياء من العذاب ولا يقع عند الاطلاق ان يقال هذه مرسلة او هذه رسالة الله او هذه الاشياء رسول من اطلاق المفرد وارادة الجمع به ولهذا نقول قد يقال عن هذه الاشياء كما جاء في القرآن قد يقال عنها انها مرسلة والمرسلات عرفا ولكن اذا اطلق لفظ الرسول فلا ينصرف الى من ارسل من ملائكة وانما ينصرف الى من ارسل من البشر. وهذا يدل على ان الفرق قائم ما بين ابي وما بين الرسول وان النبي ارساله خاص وان الرسول ارساله مطلق. فلهذا نقول دلت اية سورة الحج وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي على ان كلا من النبي والرسول يقع عليه ارسال فما الفرق بينهما من جهة التعريف؟ الجواب ان العلماء اختلفوا على اقوال كثيرة في تعريف هذا وهذا ولكن الاختصار في ذلك مطلوب وهو ان تعريف النبي وهي مسألة اجتهادية. تعريف النبي هو من اوحى الله اليه بشرع لنفسه او امره بالتبليغ الى قوم موافقين يعني موافقين له في التوحيد والرسول هو من اوحى الله اليه بشرع وامر بتبليغه الى قوم مخالفين. وتلحظ من هذا التعريف للنبي وللرسول انه لا مدخل لي ايتاء الكتاب في وصف النبوة والرسالة فقد يعطى النبي كتابا وقد وقد يعطى الرسول كتابا. وقد يكون الرسول ليس له كتاب وانما له صحف صحف ابراهيم وموسى. وقد يكون له كتاب. فاذا من جعل الفيصل او الفرق بين النبي والرسول هو ايتاء الكتاب وحي جاءه بكتاب منزل من عند الله جل وعلا فهذا ليس ليس بجيد بل يقال كما ذكرت لك في التعريف ان المدار على اولا ايحاء فالنبي موحى اليه والرسول موحى اليه. والثاني انه يوحى اليه بشرع او بفصل في قضية شرع يشمل اشياء كثيرة وكذلك الرسول يوحى اليه بشرع. النبي يوحى اليه لابلاغه الى من قوم موافقين او ليكون في خاصة نفسه يعمل به في خاصة نفسه كما جاء في الحديث ويأتي لي وليس معه احد والرسول يبعث الى قوم مخالفين له. ولهذا جاء في الحديث ان العلماء ورثة الانبياء ولم يجعلهم ورثة الرسل وانما قال وان العلماء ورثة الانبياء وذلك لان العالم في قومه يقوم مقام النبي في ايضاح الشريعة. التي معه فيكون اذا في ايضاح شريعته في ايضاح الشريعة يكون ثمة شبه ما بين العالم والنبي ولكن النبي يوحى اليه تكون احكامه صوابا لانها من عند الله جل وعلا. والعالم يوضح الشريعة ويعترض او يعرض لحكمه الغلط. يتعلق بهذه المسألة بحث ان الرسول قد يكون متابعا لشريعة من قبله. كما ان النبي يكون متابعا لشريعة من قبله. فاذا الفرق ما بين النبي والرسول في اتباع الشريعة شريعة من قبل ان النبي يكون متابعا لشريعة من قبل من قبله. والرسول قد يكون متابعا كيوسف عليه السلام جاء قومه بما بعث الله به ابراهيم عليه السلام ويعقوب وقد يكون يبعث بشريعة جديدة. وهذا الكلام هذه الاحترازات اجل ان ثمة طائفة من اهل العلم جعلت كل محترف من هذه الاشياء فرقا ما بين النبي والرسول. فاذا كما ذكرت لكم الكتاب قد يعطاه النبي وقد يعطاه الرسول. بعثه لقوم موافقين او مخالفين مدار فرق ما بين النبي والرسول قد يبعث بشريعة من قبله بتوحيد بالديانة التي جاءت جاء بها الرسول قبله لكن يرسل الى قوم مخالفين. واذا كانوا مخالفين فلا بد ان يكون منهم من يصدقه ويكون منهم من يكذبه لانه ما من رسول الا وقد كذب. كما جاءت بذلك الايات الكثيرة. المسألة الثانية قوة الانبياء هل هي واجبة؟ او ممكنة؟ الصواب ان نبوة الانبياء وارسال الرسل مما جعله الله جل وعلا على نفسه كما قال سبحانه رسلا مبشرين ومنذرين لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. وقد اختلف الناس في ذلك فقال قالت طائفة ارسال الرسل جائز وقالت طائفة ارسال الرسل واجب على الله جل وعلا. وقالت طائفة ارسال الرسل ونبوة الانبياء لا يقال فيها جائزة ولا واجبة. بل هي تبع للمصلحة وكما ذكرنا ان قول اهل السنة في ذلك ان ارسال الرسل جعله الله جل وعلا حجة على الناس كما في الاية ولا يطلق القول بوجوبها ولا بامكانها او جوازها او رد ذلك بل يتبع في ذلك النص الوارد لان افعال الله جل وعلا والايجاب عليه والتحريم انما يكون من عنده جل وعلا. المسألة الثالثة نبوة الانبياء او رسالة الرسل بما تحصل وكيف يعرف صدقهم وما الفرق ما بين النبي والرسول وبين عامة الناس او من يدعي انه نبي او رسول او من يأتي بالاخبار المغيبة او يجري عليه شيء من يديه شيء من الخوارق والجواب عن ذلك ان المتكلمين في العقائد نظروا في هذا على جهات من النظر ونقدم قول غير اهل السنة ونبين لكم قول السلف واهل السنة والجماعة في هذه المسألة عظيمة وهي من المسائل التي يقل تقريرها في كتب الاعتقاد مفصلة. فنقول ان طريقة اثبات نبوة الانبياء وارسال الرسل للناس فيه مذاهب. المذهب الاول ان الرسل والانبياء لديهم استعدادات نفسية راجعة الى القوى الثلاث والصفات الثلاث وهي السمع والبصر والقلب فانه يكون عنده قوة في سمعه فيسمع الكلام كلام الملأ الاعلى وعنده قوة في قلبه فيكون عنده تخيلات او يتصور ما هو غير مرئي وعنده وبصر ايضا قوي يبصر ما لا يبصره غيره. وهذه طريقة باطلة وهي طريقة الفلاسفة. الذين يجعلون هنا النبوة من جهة الاستعدادات البشرية لا من جهة انها وحي واكرام واصطفاء من الله جل جلاله والثاني قول من يقول ان النبوة والرسالة طريق اثباتها والدليل عليها هو المعجزات وهذا قول المعتزلة والاشاعرة وطوائف من المتكلمين و تبعهم ابن حزم وجماعة وجعلوا الفرق ما بين النبي وغيره هو ان النبي يجري على يديه خوارق العادات فمنهم من التزم وهم المعتزلة وبن حزم في انما في انه ما دام الفرق هو خوارق العادات وهي من المعجزات فاذا لا يثبت خارق لغير نبي فانكروا السحر والكهانة وانكروا كرامات الاولياء وانكروا ما يجري من الخوارق لان الا يلتبس هذا بهذا وجعلوا ذلك مجرد تخييل في كل احواله. واما الاشاعرة فجعلوا المسألة مختلفة وسيأتي تفصيلها في موضعها ان شاء الله عند كرامات الاولياء. المذهب الثالث هو مذهب واهل السنة والجماعة والسلف الصالح فيما قرره ائمتهم وهو ان النبوة والرسالة دليلها وبرهانها متنوع ولا يقصر القول بانها من جهة المعجزات الحسية التي ترى او تجري على يدي النبي والولي. فمن الادلة والبراهين باثبات النبوة والرسالة. اولا الايات والبراهين والثاني ما يجري من احوال النبي في خبره وامره ونهيه وقوله وفعله مما يكون دالا على صدقه بالقطع الثالث ان الله جل وعلا ينصر انبيائه واولياءه ويمكن لهم ويخذل مدعي النبوة ويبيد اولئك ولا يجعل لهم انتشارا كبيرا وهذه ثلاثة اصول. اما الاول فمعناه ان من قرر نبوة الانبياء عن طريق المعجزات والبراهين عن طريق المعجزات فاننا نوافقهم على ذلك لكن اهل السنة لا يجعلونه دليلا واحدا لا يجعلونه دليلا فردا بل يجعلونه من ضمن الدلائل على النبوة. وهذا الدليل وهو دليل معجزات كما يسمى يعبر عنه اهل السنة بقولهم الايات والبراهين. وذلك لان لفظ المعجز لم يرد في الكتاب ولا في السنة. لفظ المعجزة وانما جاء في النصوص الاية والبرهان. ان في ذلك لاية ما كان اكثرهم مؤمنين في تسع ايات الى فرعون وقومه. وقال فذلك برهانان من ربك قل هاتوا برهانكم ونحو ذلك من الايات التي تدل على ان ما يؤتاه الانبياء والرسل انما هو ايات وبراهين وبعض اهل والبعض اهل العلم جعل لفظ المعجز نتيجة. في ان اية النبي وبرهان النبوة معجز. لكن لفظ الاعجاز فيه اجمال وذلك لانه معجز لمن فيه اجمال وفيه ابهام. فاعجاز ما يحصل لمن هو معجز. فاذا قلنا معجز لبني جنسه فهذا حال معجز لبني ادم فهذا حال معجز للجن والانس فهذا حال معجز لكافة الورى فهذا حال. ولهذا جعل المعتزلة والاشاعرة في الخلاف ما بينهم في المعجزات جاءت من هذه الجهة ان لفظ معجز اختلفوا فيه معجز لمن كما سيأتي تقريره في موضعه ان شاء الله. ولهذا نعدل عن لفظ الاعجاز الى لفظ الاية والبرهان. ونقول الاية والبرهان التي يؤتها الرسول والنبي للدلالة على صدقه تكون معجزة تكون معجزة للجن والانس جميعا. فما اوتيه فما اتاه الله جل وعلا محمدا عليه الصلاة والسلام معجزا للجن والانس جميعا كما قال تعالى قل لان اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض طهيرة. اما اعجاز بعض الانس دون بعض او الانس دون الجن فهذا هو الذي يدخل في الخوارق ويدخل في انواع ما يحصل على اي بالسحرة والكهنة وما اشبه ذلك. اما الفرق ما بين الاية والبرهان الدال على صدق النبي مع ما يؤتاه اهل اهل الخوارق انه هل هو معجز لعامة الجن والانس ام لا؟ فان كان معجزا لعامة الجن والانس فهو دليل الرسالة والنبوة هذه الايات والبراهين التي اتاها الله جل وعلا محمدا عليه الصلاة والسلام انواع. النوع الاول منها القرآن وهو حجة الله جل وعلا وايته العظيمة على هذه الامة فتحدى الله جل وعلا به الجن والانس ولم يستطيعوا ذلك مع انهم متميزون الفصاحة والبلاغة واشبه ذلك. فاذا الاية والدليل الاول هو القرآن العظيم وهو الحجة الباقية ايات وبراهين سمعية يعني تكون دالة من جهة ما يسمع ومن ذلك تسبيح الحصى تسبيح الطعام على عهده صلى الله عليه وسلم كما روى البخاري في الصحيح ان ابن مسعود قال كنا نسمع تسبيح الطعام ونحن نأكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها ايات وبراهين راجعة الى البصر. وهو ما يبصر من من اشياء. لا تحصل لغيره بل هي اية وبرهان على عجز الثقلين عن ذلك مثل نبع الماء ما بين اصابعه ومثل حركة الجمادات واشبه ذلك ومنها ادلة وبراهين فيها نطق ما لم ينطق وهذه تشمل الاول المسموعة وتحرك ما لم يتحرك في العادة ويشمل حركة الجمادات. وشعور من لا يعرف بشعوره. وهذه انما يخبر عنها نبي وتحصل للرسل والانبياء مثل حنين الجذع تسليم الحجر واشباه ذلك. هذا نوع وهو الايات والبراهين. النوع الثاني كما ذكرنا عند اهل السنة والجماعة هو ان الرسول يأتي بخبر وامر ونهي وللرسول قول وفعل فهذه خمسة اشياء وهذا النوع من الدلائل اهم من الدلائل التي ذكرت لك فيما قبل عدا القرآن فهو اعظم الادلة وذلك ان محمدا عليه الصلاة والسلام جاء باخبار هذه تصدق على جميع النبوات والرسالات جاء بخبر عن الله جل وعلا وهذا قبر منه ما يتعلق بالماضي ومنه ما يتعلق بالحاضر ومنه ما يتعلق بالمستقبل وجاء بامر ونهي وهذا الامر والنهي وما يدخل في الشريعة والاوامر متنوعة والنواهي متنوعة وجاء باقوال هو قالها من من في التبليغ وافعال له وكل هذه بمجموعها تدل للناظر ان من قال واخبر عن الله وفعل وامر ونهى فانه صادق فيما قال. لان كل كمدع للخبر والامر والنهي وله اقوال وله افعال وليس على مرتبة النبوة فلا بد ان يظهر لكل احد ان يظهر له كذبه فيما ادعاه وتناقضه في اقواله وافعاله. وضعف امره ونهيه وعدم اصلاح واشبه ذلك. ولهذا محمد عليه الصلاة والسلام جعل الله جل وعلا له الكمال فيما اخبر به وفيما امر به وفيما نهى وفي اقواله وافعاله. فجعل اتباعه في الاقوال والافعال اتباعا مأمورا به قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله وقال لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة وجعل ما يخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم هو كخبر الله جل وعلا لانه لا ينطق عن الهوى ونحو ذلك فاستقام عليه الصلاة والسلام في هذه الامور الخمسة ولم يعرف ان احدا طعن في شيء من هذه الاشياء واستقام على ولم يستسلم بل كل من طعن في واحد من هذه الاشياء فانه ال به امره الى الاستسلام او ان يكون طعنه مكابرة دون برهان. لهذا نقول ان هذا الدليل من اعظم الادلة التي تفرق ما بين الرسول النبي الصادق وما بين مدعي النبوة. فان الرسول له احوال كثيرة. يرى في في اقواله يسمع في اقواله يرى في افعاله اوامره ونواهيه. جاءت بماذا؟ اخباره جاءت بماذا؟ ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام. اخبر عن اشياء حدثت في لم يكن العرب يعرفونها. وجاء تصديقها من اهل الكتاب. وما كان يقرأ عليه الصلاة والسلام كتب اهل الكتاب. وجاء باخبار عما سيحصل مستقبلا وجاء باخبار عما سيحصل بين يدي الساعة وحصلت بعده عليه الصلاة والسلام شيئا فشيئا منها ما حصل بعد سريعا ومنها ما يحصل شيئا فشيئا ومنها ما سيحصل بين يدي الساعة. وكل هذه الاخبار في تصديقها دالة على انه لا يمكن ان يعطاها الا نبي. كذلك ما امر به عليه الصلاة والسلام وما نهى عنه فهو موافق للحكمة البالغة التي اعرفها اهل الدين ويعرفها اهل العقل الراجح. حتى ان الحكماء شهدوا في الزمن الماضي وفي الزمن الحاضر بان شريعة محمد عليه الصلاة والسلام هي شريعة ليس فيها خلل لا من جهة الفرد في عمله ولا من جهة التنظيم في مجتمعي بعامة وكذلك ما في افعاله عليه الصلاة والسلام فكان عليه الصلاة والسلام له المقام الاكمل في التخلص من الدنيا والبعد عن الرفعة يعني والترفع على الناس بل كان عليه الصلاة والسلام اكمل الناس في هديه وفي وفي قوله وفي عمله عليه الصلاة والسلام. وكان اكمل الناس في عبادته وكل دعوة لمن ادعى النبوة فلابد ان يظهر فيها خلل في هذا الاشياء ايضا هو عليه الصلاة والسلام تحدى الناس في قوله فيما اتى به واخذ يدعو كما يظهر لك من قصته مع ابي سفيان وسؤالات هرقل لابي سفيان. واخذ يدعو غير ملتفت بخلاف من خالفه والناس يزيدون واعداؤه ينقصون وهذا مع تطاول الزمن ونصرة الله جل وعلا له فان هذا دليل على صدقه فيما اخبر وفي امره ونهيه وقوله وفعله عليه الصلاة والسلام. الدليل الثالث كما ذكرنا هذي جنس اجناس الادلة ان الله جل وعلا هو صاحب الملكوت وهو ذو الملك والجبروت وهو الذي ينفذ امره في بريته فمحال ان يأتي احد ويدعي انه مرسل من عند الله ويصف الله جل وعلا بما يصفه به يذكر خبر خبر عن الله واسمائه ونعوته ثم هو في ملك الله جل وعلا يستمر به الامر الى ان يشرع ويأمر وينهى وينتشر امره ويغلب من عاداه ويسود في الناس ويرفع ذكره دون ان يعاقب. ولهذا قال جل وعلا في بيان هذا البرهان ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ولقطعنا من الوتين فما منكم من احد عنه حاجزين. لو كانت دعوة في ملك الله جل وعلا وهذا يدعي انه مرسل ونبي ويأتي باشياء يقول هي من عند الله فان مالك الملك لا يتركه وحاله بل ربما جعل ذلك ابتلاء وامتحانا للناس ولكن لا ينصر وتكون الشريعة هي شريعة وتكون شريعته هي الباقية ويكون ذكره هو الذي يبقى ويكون خبره عن الله وعن اسمائه وصفاته ودينه وشرعه وعن الامم السالفة وعن ما سيحصل هو الذي يبقى في الناس. فان هذا مخالف لقول الله جل وعلا ولو طول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ولقطعنا منه الوتين. فما منكم من احد عنه حاجزين. والمشركون لما كذبوا النبي عليه الصلاة والسلام قالوا شاعر نتربص به ريب المنون لان السنة ماضية عند العقلاء ان الذي يدعي عن الله جل وعلا فانما يتربص به الهلاك والافناء شاعر نتربص به ريب المنون فجاء البرهان قل تربصوا فاني معكم من المتربصين لان هذا برهان صحيح فتربصوا فاني معكم من المتربصين. فقد صدقتم في هذا البرهان لانه لو كان كما تقولون كاذب فانه يتربص به ريب المنون يهلكه الله جل وعلا وان يجعله مخزيا وان يجعله عبرة لمن اعتبر. فالنبي محمد عليه الصلاة والسلام وسائر الانبياء والمرسلين الله جل وعلا حملة لرسالته وشرفهم ورفع ذكرهم ونصرهم بين الناس. ولهذا تجد ان الرسالات هي الباقية هي في الناس رسالة موسى عليه السلام ورسالة ابراهيم ورسالة عيسى عليه السلام ورسالة محمد عليه الصلاة والسلام وكل واحدة منها دخلها من التحقيق ما دخلها فاتباع ابراهيم من حرفوا في دينهم حتى اصبحوا على غير ملة ابراهيم واتباع موسى من اليهود الان على غير دين موسى واتباع عيسى عليه السلام الان على غير دين عيسى واتباع محمد عليه الصلاة والسلام هم الذين حفظهم الله جل وعلا وجعل منهم طائفة ظاهرين بالحق يقومون به الى قيام الساعة. هذا ما يتعلق بالمسألة ايش المسألة الثالثة المسألة الرابعة وهي اخر المسائل ان الانبياء عليهم الصلاة والسلام يجوز بشر يجوز في حقهم ما يجوز في حق البشر مما هو من الجبلة والطبيعة ولهذا في القرآن يكثر وصفهم بانهم بشر وان محمدا عليه الصلاة والسلام بشر لكن يوحى اليه واما من جهة الذنوب والاثام او نجعل البحث هذا يعني رأس المسألة منقسم الى ثلاثة اقسام. القسم الاول من حيث والعاهات فعند اهل السنة والجماعة ان الانبياء والرسل يبتلون ويمرظون مرظا شديدا وعند الاشاعرة انهم يمرضون ولكن بمرض خفيف ولا يمرظون بمرظ شديد هذا غلط بين فان ابن مسعود دخل على النبي عليه الصلاة والسلام وقال يا رسول الله اني اراك توعك يعني فيك حمى شديد قال اجل اني اوعك كما يوعك رجلان منكم. قال ابن مسعود ذلك بان لك اجرين؟ قال نعم الى الحديث والانبياء يضاعف عليهم او يشتد عليهم البلاء بانواع. فاذا من جهة الامراض والاسقام التي لا تؤثر على التبليغ وصحة الرسالة فانهم فانهم ربما ابتلوا في اجسامهم وابدانهم بامراض متنوعة شديدة المسألة الثانية من جهة الذنوب الذنوب اقسام فمنها الكفر وجائز في حق الانبياء والرسل ان يكونوا على غير التوحيد قبل الرسالة والنبوة والثاني من جهة الذنوب فالذنوب قسمان كبائر وصغائر والكبائر جائزة فيما قبل النبوة وممنوعة فيما بعد النبوة والرسالة. فليس في الرسل من اقترف كبيرة بعد النبوة والرسالة او تقحمها عليهم صلوات الله وسلامه بخلاف من اجاز ذلك من اهل البدع. اما الصغائر فمنع فعل الصغائر من الانبياء والرسل والصواب ان الصغائر على قسمين صغائر مؤثرة في الصدق في صدق الحديث وفي تبليغ الرسالة وفي الامانة فهذه لا يجوز ان تكون في الانبياء والانبياء منزهون عنها لاجل انها قادحة او مؤثرة في مقام الرسالة. والثاني من الاقسام صغائر مما يكون من طبائع البشر في العمل او في النظر او فيما اشبه ذلك فهذه جائزة وان لم تكن او من جهة النقص في تحقيق اعلى المقامات واشبه ذلك فهذه جائزة ولا نقول واقعة بل نقول جائزة. والله جل وعلا انزل على نبيه عليه الصلاة والسلام انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر. الاية. فالنبي عليه الصلاة والسلام غفر الله له ما تقدم من من ذنبه وما تأخر المسألة الاخيرة نجعلها خامسة تذكرتها الان هي ان الرسول والنبي فيهم شروط او اوصاف عامة جاءت في القرآن والسنة. اولا ان الرسول يكون ذكرا. وكذلك الانبياء ذكور ليس في النساء رسولة ولا نبيا. وانما هم ذكور. الثاني انهم من اهل القرى يعني من من يسكنون القرى ويتقرون ويجتمعون وليسوا من اهل البادية يعني مما من ممن يبدونه. كما جاء في اية يوسف الثالث ان الرسول لا بد ان يكذب. فلم يأت رسول الا وكذب. حتى كما قال جل وعلا حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا. مباحث النبوة والرسالة كثيرة متنوعة وهذه يعني بعض المسائل المتعلقة بها قد لا تجد وقد لا تجد ذلك مجموعا في موضع واحد وآآ لا شك كان هذا البحث خاصة دلائل النبوة بحث مهم واعتنى به ائمة السنة والسلف فصنف فيه عدد من العلماء في دلائل النبوة وفي ايات وبراهين النبي محمد عليه الصلاة والسلام. نكتفي بهذا القدر و نقف عند قوله وانه خاتم الانبياء. وامام الاتقياء. ان شاء الله. يقول ذكرتم ان العطف بالواو يقتضي المغايرة. فهل اوضحتم وصلتم اكثر وكيف تكون المغايرة في قوله تعالى تلك ايات الكتاب وقرآن مبين. انا ذكرت لك ان المغايرة ان المغايرة نوعان مغايرة في الذات ومغايرة في الصفات مغايرة في الذات تقول هذا قلم وكتاب. هذان قلم وكتاب. خذ القلم والكتاب معلوم ان القلم شيء في ذاته والكتاب شيء في ذاته. دخل محمد وخالق. هذا شيء وهذا شيء. فالعطف بالواو يقتضي بين المعطوف والمعطوف عليه في هذه الامثلة مغايرة ذات هذه هذه ذات وتلك ذات هذه له حقيقة وهذا له حقيقة هذا له ما هي؟ وهذا له ماهية؟ النوع الثاني من المغايرة مغايرة الصفات. اي ان يكون ان يكون المعطوف والمعطوف عليه في الدلالة على مسمى واحد ولكن يكون ثمة فرق ما بين الصفات. كما في قوله كما ذكر من المثال بقوله تعالى تلك ايات القرآن وكتاب مبين. الكتاب المبين هو القرآن. لكن العطف لاختلاف الصفات فالقرآن سمي قرآنا لانه صار مقروءا وسمي كتابا مبينا لانه يكتب فيستبين به كل شيء كما قال تبيانا لكل شيء. فاذا حقيقة المصحف في كونه غير حقيقة المصحف في كونه كتابا فهذا وصف له وهذا وصف له. كما ذكرنا في الاية وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي. فالنبي والرسول قد يجتمعان في شخص واحد. فيكون الرسول والنبي العطف الصفات تكون مقام النبوة غير مقام الرسالة كما نقول في نبينا عليه الصلاة والسلام نبأ بيقرأ وارسل بالمدثر وقد يكون هنا الرسول ولا نبي في الفرق ما بين الذوات. الرسول واحد احد المرسلين والنبي المقصود به نبي اخر وهكذا في نظائرها مثل هذه المباحث ترجعون فيها الى كتب اللغة ومن امثلها في الحروف كتاب مغن لبيب عن كتب الاعاريب لابن هشام وامثل الكتب في حروف المعاني. الكتب التي في دلائل النبوة منها كتاب دلائل النبوة لابي نعيم. وقد طبع مختصره في مجلدين معروف ودلائل النبوة للبيهقي وهي دلائل النبوة للبغوي في كتب الحديث ابواب او كتب تتعلق دلائل النبوة. ما معنى قول بعض السلف النبوة العلم والعمل؟ وهل هذا صحيح ام لا؟ الجواب ان هذا القول ليس قولا لبعض السلف بل قاله ابن حبان صاحب الصحيح وغلط في ذلك وهجر بسبب هذه الكلمة. فانه سئل عن النبوة فقال النبوة العلم والعمل. وهذا كقول الفلاسفة لان الفلاسفة عندهم ان النبوة ليست اصطفاء واجتباء واختيار انما هي تسبية يكتسبها الف ليلة يكتسبها الحكيم. ولهذا لما سئل ابن حبان رحمه الله وقيل له ما النبوة؟ فقال العلم والعمل اتهم بالفلسفة. وكان رحمه الله ربما طالع بعض كتبها ذلك صنف كتابه الصحيح على التقاسيم والانواع. قالوا انه تأثر بما في المنطق من الترتيبات ونحو ذلك. تقاسيم انواع كتاب ابن حبان معروف انها غير موجود ولكن رتبه الفارسي بن بلبان وهو المطبوع رتبها على الابواء لكن نفس كتاب ابن حبان ليس على هذه البابة. لكن الواقع ان ابن حبان سليم مما رمي به رحمه الله. فان تصنيفه للكتاب ليس اخذوه ماخذا فلسفيا ولكنه رأى طلاب العلم يعتمدون على الكتب يعتمدون على ما في الكتب وتركوا الحفظ فصنف لهم كتابا جمع فيه صحيح السنة بحسب رأيه بحسب اجتهاده في التصحيح وجعله غير مبوب على الابواب المعهودة حتى يحفظ رغبة في الحفظ وتوجيه الناس الى الحفظ والزام الطلبة بالحفظ. ومعلوم ان حسن الظن باهل العلم هذا اولى من اساءة الظن بهم. واما قوله النبوة العلم والعمل يعني انك النبوة فيها كمال العلم وكمال العمل وهذا كما هو معروف في ذكر الشيء باعظم صفاته كما سئل النبي عليه الصلاة والسلام عن الحج فقال الحج عرفة مع بقية الاركان والشروط فلا ينفي ان النبوة وحي من الله جل وعلا وانها اصطفاء وان النبي هو من اوحي اليه ونحو ذلك لا ينفي ذلك وانما ذكر الصفة التي يبلغها النبي كمال العلم وكمال العمل وهذه ليست الا في الانبياء رحمهم الله لكن ليس بقول هذا للسلف فينتبه لذلك. اشكل علي قولك ان النبي قد يكون على غير التوحيد قبل الرسالة. نعم يكون النبي قد يكون على غير ذلك فيصطفيه الله جل وعلا وينبهه ما فيه مشكل في ذلك قد يكون غافل لم تذكروا ما اذا كان هناك رسول من الجن اولى الصواب ان الجن ليس فيهم رسول وانما الجن تبع للانس في الرسالة. كما قال جل وعلا واذ صرفنا اليك نفرا من الجن. يستمعون القرآن. فلما حضروه قال انصتوا صرفهم الله جل وعلا الى محمد حتى يسمعوا الرسالة. واذ صرفنا اليك فالصارف هو الله جل وعلا والمصروفين والمصروفون هم الجن لسماع الرسالة. قال فلما حضروه قالوا انصتوا فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين. قالوا يا قومنا ما سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه اتي الى الحق والى طريق مستقيم الاية فدل على انهم متبعون قبل ذلك متبعون للانبياء فلما جاءت رسالة محمد عليه الصلاة والسلام خوطبوا بذلك فهذا هو الصحيح في الاية واما قوله الم يأتكم رسل منكم يا معشر الجن والانس؟ الم يأتكم رسل منكم؟ فالمقصود التغليب لان الجنسين جنسا واحدا في لان الجنسين جنس واحد في التكليف. ارجو بيان بعض الكتب التي بحثت هذا الموضوع لهذا الموضوع تفرق في اه بيان الايات في تفسير الايات التي فيها ذكر النبوة والرسالة والايات والبراهين. وشيخ الاسلام ابن تيمية كتب كتابة عظيمة في هذا الباب خاصة في المعجزات والآيات والبراهين والفرق بين النبوة والرسالة في كتابه النبوات لكنه طويل يحتاج الى اختصار من طالب العلم من طالب علم يقربه لطلاب العلم. ما رأيكم في عبارة اشرف الانبياء للرسول؟ صلى الله عليه وسلم هذه عبارة ما جاءت في الاحاديث والشرف متنوع الشرف نوعان شرف كسب شرف نسبي وهذا من حيث تقسيم الشرف يعني في تعريفه. الشرف النسبي هذا النبي عليه الصلاة والسلام قال ان الله اصطفى من قريش كنانة الى ان قال فانا خيار من خيار من خيار. الشرف الكسبي او شرف النبوة هو الكمال. كمال العبودية. كمال الصفات. ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام. في فيه كمال الصفات الصفات الكاملة التي صار بها اكمل من غيره. وان كنا لا نقول انه افضل من غيره في لجهة الموازنات لكن هو اجتمعت فيه صفات الكمال ولهذا الناس يأتون يوم القيامة الى كل اولي العزم من الرسل فيمتنعون من اجابتهم في حديث الشفاعة المعروف ويأتون الى محمد عليه الصلاة والسلام فيقول انا لها. فقد كمله الله جل وعلا بصفات لم يجعلها في غيره عليه الصلاة والسلام. فاذا الشرف هنا شرف الصفات. ولهذا يقول اهل العلم واشرف اشرف الانبياء والمرسلين. وحدثني الشيخ عبد العزيز ابن بن مرشد رحمه الله تعالى وكان من مشايخنا العباد الزهاد رحمه الله ورفع درجته في الجنة انه كان يقرأ على شيخه الشيخ عبدالله بن عبد اللطيف وكان يقول هذه الكلمة والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. فقال له احد الاخوان هذه ما جاءت هذي ما جاعت من يعني كيف تقول اشرف الانبياء والمرسلين فما جاءت فعظمت عليه يقول فرأيت النبي عليه الصلاة والسلام في المنام فقال قال انا اشرف الانبياء واشرف المرسلين وهذه لها حكم المنامات التي هي للبشرى ولا المعنى كما ذكرت لكم صحيح هل ارسل للعرب رسول غير محمد عليه الصلاة والسلام؟ الجواب لا نكتفي بهذا القدر ونسأل الله لي ولكم التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد