بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وولي الصالحين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اللهم نسألك البر والتقوى من العمل ما ترظى. اللهم علمنا ما ينفعنا. وزدنا علما وعملا يا ارحم الراحمين. نجيب على بعظ الاسئلة فيما يجتمع الاخوة هل يجوز لعن من فيه نص بدخول النار كقاتل الزبير بن العوام رضي الله عنه هذا ان صح حديثا بشر قاتل ابن صفية بالنار الى اخره. هذه المسألة مبنية على حكم اللعن وهل يجوز للمسلم ان يلعن ام لا؟ واللعن اما ان يكون لمسلم يعني ان يلعن مسلما ان يلعن مسلم مسلما واما ان يلعن المسلم كافرا. فهاتان مسألتان ولعن المسلم اختلف فيه اهل العلم هل يجوز لعن المسلم الذي ارتكب يستحق به اللعن ام لا على اقوال والصحيح منها ان اللعن يجوز ان يتوجه للجنس لا للمعين من المسلمين فلا يجوز ان يلعن مسلم مسلم مسلما معينا ولو كان قد فعل كبيره او كان ما فعل او كان كاذبا او كان ظالما ونحو ذلك فلا يجوز ان يلعن المسلم. واستدلوا على ذلك بقول الصحابة برجل كان يشرب الخمر وجلد مرة ومرتين ثم لما اوتي به بعد ذلك قال احدهم لعنه الله ما اكثر ما يؤتى به. فقال عليه الصلاة والسلام لا تقولوا هذا فانه يحب الله ورسوله. فدل هذا على ان المسلم المعين الذي يشرب الخمر لا عن مع ان النبي عليه الصلاة والسلام لعن الجنس فلعن في الخمر عشرة لعن شاربها ساقيها الى اخره. فدل على التفريق ما بين الجنس وما بين المعين. وهذا من مثل الايات التي في هذا الباب الا لعنة الله على الظالمين لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه. فالذي لا يتناهى عن المنكر من المسلمين لا يلعن بوصفه لا يلعن بعينه. وانما قد يلعن بوصفه. وكذلك اشباه هذه في لعنة الظالم ولعنة الكاذب الى اخره. فاذا هذا النوع وهو لعن مسلم مسلما فانه لا يجوز لعن المعين. لكن قد يلعن الصفة يلعن الجنس كما لعن الله جل وعلا ولعن رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك لعن الكاسيات العاريات. وقول النبي عليه الصلاة والسلام في حقهن اينما لقيتموهن فالعنوهن فانهن ملعونات. هذا لعن للجنس والقاعدة منطبقة عليه بان المرء لا يجوز ان يلعن معينة مسلمة لكونها كاسية عارية فقوله اينما لقيتموهن فالعنوهن يعني لعن الجنس لا لعن المعينة من مثل لعن شارب الخمر ولعن المرابي واشبه ذلك. اما المسألة الثانية وهي لعن مسلم كافرا. فالعلماء اختلفوا فيها على قولين منهم من اجاز ان يلعن الكافر المعين بان الكافر المعين ليس له حق وعرضه غير مصانع لان معنى اللعن طلب الطرد والابعاد من رحمة الله وهو متحقق في الكافر. فجاز فجاز عند هؤلاء ان يلعن المسلم الكافر المعين كما يلعن جنس الكفرة. واستدلوا لذلك ايضا بان النبي عليه الصلاة والسلام لعن اقواما بعينهم من كفار قريش. والقول الثاني وهو الصحيح ان الكافر ترى ايضا لا يلعن بعينه لان النبي عليه الصلاة والسلام لما لعن اقواما نزل قوله الله جل وعلا في حقهم ليس لك من الامر شيء. او يتوب عليهم او يعذبهم فانهم ظالمون ولانه عليه الصلاة والسلام كان لا يلعن ولان اللعانين لا يكونون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة يعني من جرى اللعن على السنتهم. وكذلك يدل عليه ايضا يعني على امتناع لعن الكافر عين ان السنة لم تأتي به فان النبي عليه الصلاة والسلام لم يلعن كافرا الا هؤلاء ونزل فيهم قول الله جل وعلا ليس لك من الامر شيء. لهذا قال طائفة من العلماء ان لعن الكافر المعين منسوخ بهذه الاية. ويلحق ببحث لعن الكافر لعن الشيطان او لعن ابليس وهذا ايضا اختلف فيه اهل العلم على قولين منهم من اجاز لعنه بعينه لقول الله جل على وان يدعون من دونه الا شيطانا مريدا. لعنه الله. وما جاء في الايات من لعن ابليس وطرده عن رحمة الله جل وعلا. والقول الثاني انه لا يلعن ابليس ولا الشيطان لما صح في الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن لعن الشيطان او عن بني ابليس وقال لا قال لا تلعنوا فانه يتعاظم. رواه تمام في فوائده وغيره باسناد جيد. قالوا فهذا يدل على النهي عن اللعن. وهذا متجه في ان عن عموما في القاعدة الشرعية من المسلم لا يلعن لان اللعن منهي عنه المؤمن بعامة ومن اعظم ما يكون اثرا للعن ان اللعان لا يكون شفيعا ولا شهيدا يوم القيامة. والمسألة فيها ايضا مزيد بحث فيما جرى من لعن يزيد ولعن بعض المعينين ولكن الامام احمد لما سئل عن حال يزيد فقال اليس هو الذي فعل باهل الحرة فعل باهل المدينة يوم الحر ما فعل اليس هو كذا؟ فقال له لم لا تلعنه؟ لم لا تلعنه فقال وهل رأيت اباك يلعن احدا؟ وهذا يدل على ان ترك اللعن من صفات الاتقياء وان اللعن من صفات من دونهم اذا كان في حق من لعنه عند بعض العلماء. اما لعن من لا يستحق اللعن فهذا يعود على صاحبه. يعني من لعن من لا يستحق اللعن عادت اللعنة يعني الدعاء بالطرد والابعاد من رحمة الله على الله والعياذ بالله. هم. لا الجنس حينما لقيتموهن عن الجنس. لقيتموهن بالجمع. الجمع للجنس ما هو للمعين المفرد؟ يعني ادركتموهن اللقي هنا بمعنى الادراك. هل هناك فرق بين جرح المحدثين للمبتدعة وانكار اهل العلم على المبتدعة؟ لعل الوقت يضيق اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم بعدين الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال العلامة الطحاوي رحمه الله تعالى والميثاق الذي اخذه الله تعالى من ادم وذريته حق وقد علم الله تعالى في فيما لم يزل عدد من يدخل الجنة وعدد من يدخل الجنة. نعم. وعدد من يدخل النار جملة واحدة. فلا يزاد في ذلك العدد ولا ينقص منه. خلاص. قال رحمه الله تعالى والميثاق الذي اخذه الله تعالى من ادم وذريته حق. في مسائل الشفاعة قبل آآ مسألة وهي تشير اليها اشارة ويمكن ان تجمعوا انتم المادة لانها قد يضيق الوقت عنها وهي يمكن ان تجعلها المسألة العاشرة كما ذكرنا تسع اظن وهذي تكون المسألة العاشرة وهي الاسباب التي بها يحصل المرء المسلم شفاعة نبيه عليه الصلاة والسلام. والاسباب جاءت بها الاحاديث الصحيحة عن النبي عليه الصلاة والسلام ونذكر منها سببين الاول وهو اعظم الاسباب وارجاها التوحيد واخلاص الدين والعمل لله جل وعلا واسلام الوجه لله جل جلاله. وهذا قد دل عليه ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابي هريرة رضي الله عنه انه سأل النبي عليه الصلاة والسلام فقال يا رسول الله من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال عليه الصلاة والسلام له لقد علمت الا الا يسألني احد عن هذا قبلك اسعد بشفاعتي يوم القيامة من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه او نفسه. و مثله قوله عليه الصلاة والسلام لكل نبي دعوة مجابة واني ادخرت دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة فهي مدركة منهم من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه ونفسه او كما قال عليه الصلاة والسلام السبب الثاني متابعة المؤذن فيما يقول كما دل عليه الحديث الذي رواه البخاري وغيره انه عليه الصلاة والسلام قال من سمع النداء فقال مثلما يقول المؤذن ثم قال اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة. ات محمدا الوسيلة والفضيلة. وابعثه مقام محمودا الذي وعدته الا حلت عليه او له شفاعة يوم القيامة. فمن اسباب نيل عليه الصلاة والسلام متابعة المؤذن باخلاص وصدق لان ذلك دال على التوحيد وعلى لله جل وعلا في شرعه وامره. فيقول مثلما يقول المؤذن ثم اذا ختم لا اله الا الله قال مثلما يقول ثم يقول اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته. وهنا فيه زيادات آآ مروية في بعض الروايات في دعاء مجيب المؤذن منها اتي محمد الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة. هذه الزيادة ضعيفة وكذلك زيادة اخرى. وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته. انك لا تخلف الميعاد. وهذه رواه البخاري في صحيحه في رواية الكشميهني وهي عند المحققين شاذه لا تصح عن البخاري لمخالفة لجميع رواة الصحيح. وثم اسباب اخرى تجمعونها ان شاء الله تعالى فانها من نفيس العلم جعلني الله واياكم ممن ينال هذا الحظ العظيم وهو شفاعته عليه الصلاة والسلام. ثم قال الطحاوي رحمه الله والميثاق الذي اخذه الله الذي اخذه الله تعالى على من ادم وذريته حق والميثاق الذي اخذه الله تعالى من ادم وذريته حق. الميثاق يذكر في بعض كتب العقائد لا في كلها بل كثير منها او الاكثر لا يذكرون مسألة الميثاق والميثاق الذي اخذه الله تعالى من ادم وذريته متصل بمسألة القدر. بل هو مبحوث في القدر ولذلك لا يستقل بحثه عن مسألة القدر بل هو مرتبط بالقدر وذلك ان الروايات والاحاديث التي فيها اخذ الميثاق من ادم وذريته فيها ان انه جعل فئة الى الجنة وفئة الى النار. وعن النبي عليه الصلاة والسلام سئل فيما العمل؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له ونحو ذلك. والاحاديث الصحيحة التي فيها ذكر الميثاق متصلة بالقدر. وليس فيها تقرير لمسألة الميثاق بنفسه بكونه امرا غيبيا او لكونه حجة على العباد دون مسألة القدر بل هي المراد بها القدر ولذلك طحاوي رحمه الله جعل مسألة الميثاق مقدمة لبحثه في القدر. فقال والميثاق الذي الله تعالى من ادم وذريته حق وقد علم الله تعالى فيما لم يزل عددا من يدخل الجنة وعدد من يدخل النار جملة واحدة فهذا العلم مذكور في احاديث الميثاق. هذا الميثاق من الامور الغيبية والاعتقاد والاعتقاد اعتقاد ذلك موافق او مرتب على معرفة ما جاءت به السنة. واما القرآن الكريم فليس فيه ذكر للميثاق الذي اخذه الله جل وعلا من ادم وذريته وانما جاء ذلك في عدد من الاحاديث في الصحيحين وفي غيرهما. ومسألة الميثاق من المسائل التي يتفق عليها اه ارباب الفرق المختلفة فلا خلاف لان الميثاق اخذ لكن كيف يفسر يختلفون فيه كما سيأتي. فاذا قوله الميثاق الذي اخذه الله تعالى من ادم وذريته حق يعني انه ثابت وان هذا جاءت به الادلة الصحيحة. واننا نؤمن بذلك وان الله جل جلاله ما اخذ الميثاق جعل الذرية الى فريقين فريق في الجنة وفريق في النار. وان الرب جل جلاله مضت حكمته في استخراج ذرية ادم ذرية ادم من ظهره كامثال الذر جعل الفريقين في فريق في الجنة وفريق في النار. اذا تبين هذا الاصل العظيم فان هذه المسألة وهي مسألة الميثاق مما يختلف فيها فهم اهل العلم جدا. حتى انك لا تجد فيها قولا واضحا واحدا لاهل السنة والجماعة ولا لغيرهم. فما من فرقة الا ولهم اقوال مختلفة في مسألة الميثاق. وكذلك اهل السنة والجماعة اختلفوا جدا في مسألة الميثاق مع اتفاقهم على حصول الاستخراج من ظهر ادم واخذ الميثاق عليه. اذا تبين هذا الاجمال في هذه المسألة المشكلة فان بحثها يكون في مسائل. الاولى معنى الميثاق ميثاق ذكر في القرآن بمعنى العهد الشديد المؤكد كما في قوله سبحانه اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم. وكما في قوله جل جلاله واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم واخذنا منهم ميثاقا غليظا. والايات في ذكر الميثاق متنوعة كثيرة ومعنى الميثاق والعهد الشديد المؤكد ومنه قوله جل وعلا في سورة يوسف لن ارسله معكم حتى تؤتوني موثقا من الله. يعني عهدا شديدا مؤكدا من الله جل وعلا تشهدون عليه ربنا تشهدون عليه الله لتأتونني به الا ان يحاط بكم فلما اتوه موثقهم قال الله على ما نقول وكيل. المسألة الثانية ان الميثاق الذي اخذ من هذا معناه على ما جاء في بعض الاحاديث ان الله جل وعلا استخرج ذرية ادم من ظهره استخرج صورهم وان هذا الاستخراج لاجل ظهور علم الله جل وعلا في ولاجل اخذ العهد عليهم بما يشاءه الله جل وعلا. والاحاديث في هذا متعارضة متنوعة مختلفة. لهذا يدخل اهل العلم تارة في بحث الميثاق دليل من القرآن على ذلك وهو ليس بدليل في المسألة وهو قول الله جل وعلا وان اخذ من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين. او تقول انما اشرك اباؤنا من قبل. وكنا ذرية من بعدهم افتهلكنا بما فعل المبطن وكذلك نفصل الايات ولعلهم يرجعون. فيجعلون هذه الاية لاجل اختلاف الاحاديث و تنوع العبارات فيها يجعلونها من ادلة هذا الميثاق. وسيأتي بيان ان هذا ليس بصحيح وان من الميثاق الذي اخذه الله من ادم وذريته لا دليل عليه من الاحاديث تحتاج الى عناية والى جمع الاختلاف فيها كما ذكرنا والاضطراب والشذوذ كثير فلعله ان يجمع ما صح من ذلك في الصحيحين ويطرح الضعيف او المضطرب او المختلف مع ان كثيرا من العلماء دخل عليهم بعض تلك الالفاظ في بعض ولذلك اضطربت اقوالهم في المسألة هذا تسبيب يعني ذكر سبب الاضطراب في هذه المسألة العظيمة. فاذا الميثاق امر غيبي والاخذ من ادم وذريته على ما جاء في الاحاديث حق وصواب وان هذا الميثاق لاجل مسألة القدر ولاجل العهد عليهم وهذا العهد امر غيبي وليس متصلا باية الاعراف. المسألة الثالثة ان اية الاعراف التي وهي قوله واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم لا يصح بها الاستدلال على ما اورده هنا طحاوي في قوله والميثاق الذي اخذه الله تعالى من ادم وذريته حق. والطحاوي في كتابه مشكل الاثار ذهب الى تفسير الاية بالميثاق الذي اخذه ربنا من ادم فجعل الاية مفسرة بما جاء في السنة من حديث عمر وحديث ابن ابن حديث عبدالله بن عمرو في ان الميثاق مأخوذ من ادم وذريته تفسيرا لقوله لله جل وعلا وان اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم. فقال ان التفسير الصحيح ما جاءت به السنة من ان اية الاعراف هذه تفسر بالميثاق وان قوله واذ هذا ربك من بني ادم لان ادم هو السبب فذكر المسبب وهم بنو ادم ولم ادم لانه هو السبب كما قال جل وعلا ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ويعني بذلك كادم عليه السلام ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة يعني ادم عليه السلام لاجل هذا المأخذ من الطحاوي ذكر الشارح عندك ابن ابي العز هذه الاية في اول بحثه هذه المسألة لاجل ان الطحاوية نفسه ولان كثيرين جدا من اهل العلم يريدون الاية دليلا وهذا الاستدلال من الطحاوي المصنف ومن عدد كثير من اهل العلم فيه نظر على هذه المسألة فالميثاق كما ذكرنا امر غيبي واما الاية فليس فيها ذكر الميثاق بل قال الله جل وعلا فيها واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم. واشهدهم على انفسهم. الست بربكم قالوا بلى هذا الذي في الاية ان الله سبحانه اخذ من بني ادم ولم يأخذ من ادم. واخذ من الظهور على صفة الجمع ولم يأخذ من الظهر ظهر ادم. وانه اشهد بعضهم على بعض واشهدهم على انفسهم وهذا ليس موجودا في مسألة الميثاق. وان هذا الاشهاد هو متعلق بمسألة الربوبية الست بربكم وانهم اجابوا ببلى. بهذا نقول ان الاية ليس فيها مسألة الميثاق وانما دلهم على انها مسألة الميثاق وجعلوها دليلا على تلك المسألة ورتبوا عليها اشياء لاجل امور. الاول ان الصيغة متشابهة. وان اخذ ربك كمن بني ادم من ظهورهم ذريته وانه جاء في الادلة في السنة ان الله سبحانه اخرج ذرية ادم من ظهره كهيئة الذر فلما جاء هنا ذكر الظهر والاخراج والاستخراج فجعلوا هذا تفسيرا لهذا كما ذكرت لكم من كلام الطحاوي من كلام الكثيرين من اهل العلم من السلف والخلف. الامر الثاني لاجل الربط ما بين الاية وبين مسألة الميثاق انه قال واشهدهم على انفسهم. والاشهاد معناه الشهادة وهذا يقتضي ان يكون الاستخراج على ما جاء في الاحاديث وان الله خاطبهم وانهم ردوا عليه الى اخره. الامر الثالث هو انهم اجابوه القول الست بربكم؟ قالوا بلى. وهذا صريح في القول دون غيره. والجواب ان هذه الامور اشتبهت على من استدل بالاية على مسألة الميثاق. والاية ليست دليلا على مسألة الميثاق الذي اخذه الله تعالى من ادم وذريته وان تفسير الاية اختلف فيه على قولين. القول الاول هو الذي ذكرنا من ان ادم وذريته ان الله استخرج من ظهر ادم ذريته الى اخره وجعلوا الاية تفسيرا فجعلوا آآ السنة لما جاء في الاية والاية دليلا فلم يفرقوا بين هذا وهذا. والقول الثاني وهو قول جمال كثيرة من اهل العلم من جميع المذاهب والفرق والمحققين من اهل العلم ايضا قالوا ان الاية تفسيرها هو ان الله اخذ من بني ادم من ظهورهم يعني اخذ يعني خلق وجعل فجعلهم يتناسلون واخذ بعضهم من بعض يعني انشأ بعضهم من بعض كما قال سبحانه كما انشأكم من ذرية قوم اخرين انشأكم من ذرية قوم اخرين يعني بما خلق من السبب من اراقة الماء في الارحام الى الحمل الى الولادة. فقوله واذ اخذ ربك لما ذكر الربوبية هنا في اخذ دل على ان معنى الاخذ هنا الخلق. قال اخذ ربك يعني خلق ربك من ظهور بني ادم ذريتهم هذا سبك الاية من بني ادم من ظهورهم فتكون من ظهورهم بدل بعض من كل من بني ادم من ظهورهم لان اصلاب الرجال فيها الماء فقال من بني ادم من ظهورهم ذريتهم يعني خلف خلق الذرية من الماء الذي في ظهور الاباء. اخذهم يعني اخذ بعضهم من بعض. وهذا يخلق من هذا وهذا يوجد بسبب هذا. واشهدهم على انفسهم اشهدهم هنا الاشهاد في القرآن له معنيان اشهاد بلسان المقال بان يشهد بقوله اشهد انه كذا وكذا قولا والثاني اشهاد لسان الحال يعني ان حالته تشهد والاشهاد هذا بلسان الحال بمعنى ما جاء في قوله تعالى ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد الله شاهدين على انفسهم بالكفر فشهودهم على انفسهم بالكفر هو بلسان حالهم من تأليههم غير الله وعبادتهم لغير الله. اما هم فلا يقولون عن انفسهم انهم كفار. بل يقولون نحن الحنفاء. وكذلك في قوله جل وعلا ان الانسان لربه لكن وانه على ذلك لشهيد. يعني شاهد بلسان حاله بافعاله انه كنود جاحد بنعمة الله جل وعلا. وهذا ايضا في مثل قوله تعالى كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولو على انفسكم. هنا شهداء لله ولو على انفسكم يعني بلسان الحال او اللسان المقال. فدل اذا على ان الاشهاد في القرآن له هذان المعنيان. ولهذا لما كان الاشهاد على هذين المعنيين صار تفسير الاية واشهدهم على انفسهم اشهدهم على انفسهم ان يكون بلسان المقال او بلسان الحال. ولما كان اول الاية فيه الاخذ والخلق فيه الاخذ بالخلق صار الاشهاد على الربوبية بلسان الحال لا بلسان المقال يعني شاهدين يعني واشهدهم على انفسهم اشهدهم على انفسهم يعني حالهم وما جعل الله جل وعلا فيهم في كل الانفس من دلائل ربوبيته ووحدانيته التي تؤدي وتدل على انه سبحانه هو المستحق للعبادة وحده دون ما سواه اشهدهم على انفسهم بما جعل في انفسهم من العبرة والدلالة على ان الذي خلقهم وفطرهم واوجدهم دعهم وبرأهم هو الله جل وعلا. كما قال سبحانه ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون؟ وكما قال وفي افلا تبصرون. فاذا تكون هنا الشهادة اشهدهم على انفسهم يعني جعل حالهم وما هم مرتبين وما هم مركبون عليه دال على الوحدانية. وايضا جعل بعضهم دليلا على بعض. اشهدهم على انفسهم يعني جعل هذه الذرية بعضها شاهدا على بعض بما اودع الله جل وعلا في الناس من دلالة وحدانيته واثار ربوبيته ومعالم صنعته وبرأه جل وعلا. لهذا قال هنا الست بربكم؟ فذكر الربوبية التي هي الخلق وما يترتب عليه قالوا بلى الست بربكم؟ قالوا بلى يعني انهم جميعا جميع هذه الذرية اذا رجعوا لدلائل الوحدانية التي يشهدونها بلسان الحال فانهم مقرون بالربوبية. وهذا هو الذي ذكره الله جل وعلا عن جميع الفئات والمشركين في انهم مقرون بالربوبية منكرون للالهية. الست قالوا بلى شهدنا. وفي قوله بلى شهدنا وجهان من الوقف الاول ان يوقف بلى ثم تستأنف شاهدنا ان تقولوا يوم القيامة والوجه الثاني ان يوقف على شهدنا بلى شهدنا ثم تقف وتقول بعدها ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين الوجه الاول وهو ان يكون الوقف على بلى هذا اولى واظهر في معنى الاية. الست بربكم قالوا بلى شهدنا هذا من كلام بعضهم لبعض. يعني بلسان الحال شهادة الحال شهد بعضهم على بعض بلسان الحال لم؟ ليكون ذلك دليلا من الادلة التي تكون دافعة لاحتجاجهم يوم القيامة. فان الله جل وعلا جعل دفع احتجاج المشركين يوم قيامة وتنصلهم من التكليف ومن ورغبتهم في عدم التعذيب جعل حججا منها هذا الاشهاد. ان بعض هذه الذرية شاهد على بعض فهذه الاية فيها ذكر الشهداء. وهم الذين يأتون يوم القيامة في قوله جل وعلا وجيء بالنبيين والشهداء يشهد بعضهم على بعض بان الدلائل ظاهرة وانكم مقرون مقرون بالوحدانية ويشهد الاباء على الابناء ويشهد الابناء على الاباء ويشهد بعضهم على بعض حتى لا تكون ثم حجة لكن هذه ليست الحجة التي يحاسبون عليها ويعذبون عليها وانما هي دليل لقطع معذرتهم مع الدليل الاخر وهو وهو الاعظم وهو بعث الرسل هذا هذه الاية فيها ذكر دليل. وما رتب عليها ما رتب على هذا الاشهاد. انما هو مع بعثة الرسل. وتأمل حين قال شهدنا ان تقولوا يوم القيامة. من الذي الذرية شهد بعضهم على بعض ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين. عن هذا الاشارة الى اي شيء لدليل الربوبية ودليل الربوبية هو الذي احتجت به الرسل على ما جاءت به وهو توحيد الالهية. فاذا في قوله شهدنا ان تقولوا يعني اشهد الله بعض الذرية على بعض اب على مسألة الربوبية لئلا يقولوا انا كنا عن هذا غافلين. والرسل جاءت بتقرير الحجة بعدها العذاب لاجل آآ مستمسكة الرسل بالاصل الذي شهد بعضهم على بعض فيه بلسان الحال وهو الايمان بالربوبية. لهذا صارت الاية دليلا على الربوبية وهذه حجة عليهم ولكنها ليست الحجة التي بها يعذبون ولكنها قاطعة لنزاعهم ورغبتهم في التنصل من العذاب. والثاني ان في قوله شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا يعني عن هذا الدليل الذي هو التوحيد توحيد الربوبية او الفطرة الذي ذكرت به الرسل او الذي جاء في الرسل باحياءه في الانفس ليدل الناس على ما يستحقه الله جل وعلا من توحيد العبادة. شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين. او تقولوا يعني يحتجون بالغفلة او يحتجون بالتقليد او تقول انما اشرك اباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم افتى بما فعل المبطلون. فهم احتجوا اما بالغفلة او احتجوا بعدم الشرك متابعة الاباء وهذا لو حصل يوم القيامة ان احتجوا به فان الله سبحانه اقام عليهم الحجة بالشهداء واقام عليهم الحجة دلائل الصنعة وما اقام الله جل وعلا في الانسان من عقل وفكر بحيث يستدل بهذه المخلوقات على خالقها جل جلاله وانما بالثاني مع الاول وهو بعثة الرسل. اذا تبين لك ذلك فان الاية اذا ليس فيها حجة لمن ذهب لان هذه الاية في الميثاق. هذا واحد والثاني الاية ليس في فيها حجة لمن قال انه بالفطرة او بالتوحيد او بما اخذ من الميثاق الاول ان هذا كاف عن اقامة الحجة على العباد. وانه بذلك الميثاق وذلك الاشهاد واقرار على انفسهم والشهادة في الربوبية والعبادة بانه اذا لم تبلغهم الرسل ولم تبلغهم الرسالات لم تأتيهم الرسل ان تلك الشهادة كافية في تعذيبهم. فاذا الاية اولا ليس فيها دليل على الميثاق ليس فيها دليل على ان هذه حجة كافية في تعذيبهم. بل لابد من اقامة الحجة الرسالية لذلك ترى ان ائمة اهل العلم المحققين كشيخ الاسلام وائمة الدعوة دائما يذكرون الحجة الرسالية لا بد من اقامة الحجة الرسالية. لماذا لفظ الرسالية؟ حتى لا يتوهم متوهم ان حجة الفطرية انها كافية. اذا تبين ذلك فان تفسير الشهادة هنا وهذه الاية عند المحققين من اهل العلم على ما ذكرنا هو بالفطرة الفطرة التي فطر الله جل وعلا الناس عليها وهي الفطرة الربوبية التي تدل على الالوهية وهي في معنى قوله جل وعلا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا الا لخلق الله وفي معنى قوله عليه الصلاة والسلام كل مولود يولد على الفطرة. وهذا الذي ذكرت من تفسير الاية على وجه التفصيل والبسط هذا هو مذهب واختيار ائمة اهل السنة كشيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير رحمه الله في تفسيره وشارح الطحاوية وائمة الدعوة والشيخ عبد الرحمن ابن سعدي في تفسيره وهو تفسير جماعات كثيرة من اهل العلم وهو الذي يتعين في مع اصول التوحيد واصول العقيدة بعامة وهو الذي يتعين موافقة لحكمة الله جل وعلا وهو الذي يتعين موافقة لما هو مقرر في الشريعة من مسألة اقامة الحجة في احكام المرتد. لهذا غلط في هذه الاية جماعات ومن المعاصرين جماعات ايضا فجعلوها حجة على انه ليس ثم حاجة لاقامة الحجة جعل العباد بل الفطرة كافية والعهد الاول كافي والى اخره وهذا ولا شك ليس بمرضي. والحجة لا تقوم على العباد بشيء لا يتذكرونه اصلا. وانما العباد امامهم الدلاء. اما تذكر ميثاق وتذكر شهادة اذكر هذه الاشياء فانها فان احدا لا يتذكر ذلك وانما الرسل تذكرهم بذلك فتكون الحجة بالرسل لا بذلك الامر الاول. لهذا ذكرت لك في اول البحث ان مسألة الميثاق مرتبطة بالقدر. وليست متصلة بالتكفير ليست متصلة بالحجة ليست متصلة بهذه المسائل وانما هي يعني الميثاق مرتبط بالقدر لا غيب وليس حجة على خلاف القدر انما هو دليل على القدر فقط دون ما سواه تقرأون الكلام الطويل الذي ذكره شارح الطحاوية وفيه طول. والمسألة بما ذكرت لك تكون واضحة ولا يكون ثم اشكال في هذه الاية ولله الحمد هي من الايات المشكلة كما ذكرت لك لكن بتأمل قول المحققين والنظر في تصحيح الاحاديث وعلل وان الاحاديث التي فيها الربط ما بين الاية والميثاق ان هذا ان هذه الاحاديث فيها اضطراب وفيها ضعف في بعضها ضعف في الاسناد وفي بعضها علة بالوقف وثم اشياء اخر لا نطيل بالكلام عليها. بعدها ذكر مسألة القدر مسألة القدر يطول الكلام عليها. ولعلنا نبحثها ان شاء الله المرة القادمة. نعم. نعم. لكن طلب طلب منهم بايش؟ باي طريقة. الله جل وعلا جعل المؤمنين شهداء على على الكفار. فالاشهاد قائم. انا مشهد على كل مخالف للرسالة. مشهد على كل مخالف دليل الوحدانية. كل مؤمن لما كان مؤمنا مستسلما للرسالة هو مشهد على على غيره. مشهد على المخالف. فهو اشهاد يعني واشهدهم يعني جعل بعضهم شهيدا على بعض. ذلك يوم القيامة ثم الشهداء يشهدون. بعض اهل العلم يستشهد بقوله تعالى واذا اخذ ربك يعني على ان الذي يفعل الشرك ولو كان جاهلا انه يكون مشركا لهذه الاية. قال فانه قد اخذ عليه الميثاق اذ هو عالم فما ثالثهم. هذا هو الذي بحثنا الكلام عليه. هذا اه قول ليس بصحيح وهو مخالف لظاهر الاية سبب الاشتباه هو اللي ذكرنا ان الربط ما بينه وبين الميثاق يعني هذا هو اخذ الالفاظ على مسألة الميثاق. هل هناك ميثاق اول ميثاق غيره؟ هو ميثاق واحد. اثم ميثاق سابق هو الذي نؤمن به اللي جاءت به الاحاديث وهو ان الله استخرج ذرية ادم من ظهره لكن ايش معنى هذا الميثاق الله اعلم بحقيقته ثم هناك عهود مؤكدة كل فئة من من بني ادم. فهذا اخذ عليه عهد موثق بطاعة الله جل وعلا كذلك ذرية ادم القريبين كل رسول اخذ عليه ميثاق واخذت على امته المواثيق بان تطيع وهكذا يعني هذيك مواثيق لفظية وعهود بما انزل الله جل وعلا من الكتب وبعث من الرسل. كيف يكون اهل الفرق متفقين على الميثاق. وهناك من الفرق من يأخذ بالقرآن فقط والقرآن لم يأتي بالميثاق. هل هناك من الفرق من يأخذ بالقرآن فقط؟ ها؟ من الفرق يعني القديمة هل فيها حد؟ انا ما اعرف يعني من الذي يأخذ بالقرآن فقط؟ انا ودي استفيد ما ادري لانه الخوارج تأخذ بالقرآن والسنة الرافضة القرآن والسنة المعتزلة القرآن والسنة المرجئة وقرآنة القدرية كلهم يأخذون بالقرآن والسنة لكن السنة يحتجون في العقائد بالمتواتر لا بالاحاد لكن الاحاد ما قتل الاحاد مقبولة عندهم لكنها تفيد الظن العلم والمتواتر هو اللي على تفصيل الكلام المعروف لديكم فيها يقول اورد الالباني حفظه الله الاحاديث في المسألة في السلسلة الصحيحة. وقد جمعها وحققها وبين الصحيح منها يعني هذه انا ما ادري عن بحث آآ الشيخ ناصر لكن مسألة تحتاج الى نظر فيما قال انها راجعة الى نظر في المتن ونظر في الاسناد. نظر في الاسناد غير النظر في المتن. النظر في المتن يحتاج الى معرفة تفاسير الاية. وان لا يحمل الاية على الاحاديث. يعني لابد من مراجعة البحث حتى نشوف ايش وصل قد اتضح عدم دخول الاية في الميثاق فما معنى الميثاق الذي ذكره اهل العلم؟ هذا كان معنى الميثاق هو العهد لكن ايش هذا العهد ايش حقيقته؟ قال العلماء معناها الفطرة. الفطرة التي فطر الله الناس عليها. فاذا مسألة الميثاق ما في غريب هو الفطرة كل مولود يولد على الفطرة. فطرة الله التي فطر الناس عليها يعني جعلهم مفطورون عليها لما اخذ الميثاق فاذا مسألة الميثاق يعني العهد لما استخرجت الذرية معناها الفطرة السابقة وهكذا. يعني ما في الميثاق في شيء جديد الميثاق ليس فيه شيء جديد عن غيره ولا يتميز بشيء. آآ هل الاشكال بين الاية والاحاديث جاء من قوله تعالى فانما اشرك اباؤنا لا هذي ما فيها ما لها علاقة لان الاية قال شهدنا اان تقولوا يوم القيامة؟ يعني لئلا تقولوا يوم القيامة. اقام الله هذه الدلائل في الربوبية واقام دلائل الوحدانية. لئلا تقول يوم القيامة او تحتج بالغفلة. ولان لا تحتجوا بالتقليد او تقولوا انما اشرك اباؤنا من قبل. فلا بالغفلة ولا تحتج بالتقليد فثم فطرة مركوزة ورسل ارسلت اليكم تدلكم هذه الفطرة المركوزة على حق الله جل جلاله. فليس ثم اذا حجة لاولئك وقطع الله المعذرة. واقام الحجة وابانا المحجة ولله الحمد والمنة. نكتفي بهذا القدر. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد