بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين قال المصنف رحمه الله تعالى فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر. والدليل قوله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به. فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون وفي الحديث الدعاء نطق العبادة والدليل قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عباده التي سيدخلون جهنم داخرين ودليل الخوف قوله تعالى فلا تخافوهم وخافوا لان كنتم مؤمنين. ودليل الرجاء قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. ودليل التوكل قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين ومن يتوكل على الله فهو حسبه ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا لنا خاشعين ودليل الخشية قوله تعالى فلا تخشوهم واخشون ودليل الانابة قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له ودليل الاستعانة قوله ودليل الاستعانة قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين وفي الحديث اذا استعنت فاستعن بالله ودليل الاستعاذة قوله تعالى قل اعوذ برب الناس ملك الناس ودليل الاستغاثة قوله تعالى اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم. ودليل الذبح قوله تعالى قل ان ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين ومن السنة لعن الله من ذبح لغير الله ودليل الذي قوله تعالى يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستقرا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم هب لنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا اكرم الاكرمين اما بعد هذه صلة لما سبق الكلام عليه من ان العبادة حق لله جل وعلا وان كل معبود سوى الله جل وعلا فان عبادته بغير الحق وانها بالباطل والظلم والطغيان والجور والتعدي من الخلق الله جل وعلا هو الذي يستحق العبادة وحده دون ما سواه من خلقه وبعد ان ذكر انواع العبادات التي موردها اللسان والقلب والجوارح قال رحمه الله فمنصرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر والدليل قوله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون من صرف يعني من توجه لشيء من انواع تلك العبادات لغير الله فهو مشرك كافر يريد الشرك الاكبر الذي يخرج من الملة والشرك حقيقته اتخاذ الند مع الله جل وعلا وهو المذكور في قوله فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون والتنديد يعني ان يجعل لله مثل بالاستحقاق استحقاق التوجه استحقاق العبادة اذا جعل لله ند اما بالقول او بالعمل فذلكم هو الشرك فكل نوع من هذه الانواع وغيرها من الانواع التي تدخل في مسمى العبادة طرفها لغير الله جل وعلا شرك اكبر يخرج من الملة وصاحبه مشرك كافر اما الكفر الظاهر واما الكفر الظاهر والباطن معا وهذا الذي ذكره برهن له بقوله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به قوله هنا لا برهان له به هذا بيان لحقيقة من دعي مع الله جل وعلا. قال ومن يدعو مع الله الها اخر هذا الاله الاخر وهذا الداعي منعوت بانه لا برهان له بما فعل ولا دليل وانما فعل ما فعل من دعوة غير الله هواه وبتعديه فقوله لا برهان له به ليس مفهومه ان ثمة دعوة لغير الله تعالى لها برهان وانما كل دعوة لغير الله ومن يدعو مع الله الها اخر اي اله كان فان ذلك الداعي لا برهان له بما فعلت والدليل على ان دعوة غير الله جل وعلا كفر قوله جل وعلا في الاية نفسها انه لا يفلح الكافرون فدل على ان دعاء غير الله كما انه شرك اذ دعي اله اخر مع الله جل وعلا فهو كفر لانه قال انه لا يفلح الكافرون. والشرك اقسام والعلماء يقسمون الشرك باعتبارات مختلفة تارة يقسم الشرك الى شرك ظاهر وشرك خفي وتارة يقسم الشرك الى شرك اكبر وشرك اصغر وتارة يقسم الى شرك اكبر واصغر وخفي وهذه تقسيمات معروفة عند العلماء وكل تقسيم باعتبار وهي تلتقي نتيجة كل قسم والتعريف لكنه اختلاف في التقسيم باعتبارات مختلفة فمثلا من يقسمون الشرك الى ظاهر وخفي الى جلي وخفي فيكون الجلي منه ما هو اصغر ومنه ما هو اكبر الجلي الظاهر الذي يحث مثل الذبح لغير الله النذر لغير الله هذا جلي هذا من نوع الاكبر هو جلي اكبر كذلك مثل الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه الا الله كذلك هذه من نوع الشرك الجلي الاكبر الحلف بغير الله تعالى شرك جلي ولكنه اصغر هذا قسم شرك جلي قسيمه الشرك الخفي الشرك الخفي منه ما هو اكبر كشرك المنافقين فان شركهم خفي لم يظهروه وانما اظهروا الاسلام ما قام بقلوبهم من التنديد والشرك صار خفيا لانهم لم يظهروه فهو شرك خفي ولكنه اكبر وهناك شرك اخي اصغر مثل يسير الرياء ان كان الرياء كاملا كان ذلك تلك الاكبر في شرك المنافقين. وان كان يسيرا تتصنع المرء ليه بالعبادة لغير بمخلوق مثله لغير الله فهذا اذا كان يسيرا فانه شرك اصغر خفي. هذا نوع من انواع التقاسيم. بعض العلماء يقول الشرك قسمان اكبر واصغر فاذا كان الاكبر قسم الاكبر الى جلي وخفي وقسم الاصغر الى يلي وخفي الاوضح ان يقسم الى ثلاث الى اكبر واصغر وخفي ويكون الخفي مثل يسير الرياء والاصغر مثل الحلف بغير الله تعليق التمائم ونحو ذلك. والاكبر مثل الذبح والنذر والاستغاثة ودعاء ودعوة غير الله جل وعلا هذه تقسيمات للشرك قد تجد هذا او ذاك في كلام طائفة من اهل العلم لكن كلها محصلها واحد وانما التقسيم باعتباراته وهي ملتقية في التعريب وفي النتيجة مراد الشيخ رحمه الله تعالى ها هنا بقوله فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر يريد الشرك الاكبر الذي يخرج من الملة فكل شيء صح عليه قيد العبادة فان صرفه لغير الله يعني التوجه به التعبد به لغير الله هذا كفر مثل نداء الموتى او نداء الغائبين او خوف السر او الذبح لغير الله او النذر لغير الله او الاستغاثة. بالاموات او طلب انواع الطلب المختلفة من الاستعانة ونحوها او بعض اعمال القلوب مثل الاستعاذة ونحو ذلك هذه كلها انواع للعبادات بعضها في القلب وبعضها بالجوارح جميعا من توجه بشيء منها لغير الله فهو مشرك الشرك الاكبر الذي يخرج من الملة البرهان قوله ومن يدعو مع الله الها اخر وقد قدمت لك ان يدعو والدعاء في القرآن قد يكون دعاء مسألة وقد يكون دعاء عبادة فاذا لم يكن في الدليل في النص قرينا احدد احد المعنيين حمل على المعنيين جميعا لان حمل النص على احد المعنيين دون دليل وبرهان تحكم في النص وذلك لا يجوز قال رحمه الله وفي الحديث الدعاء مخ العبادة الدعاء مخ العبادة يعني لبها جوهرها وهو كما جاء في الحديث الاخر الصحيح حديث النعمان الدعاء هو العبادة وكما قال جل وعلا وقال ربكم ادعوني استجب لكم وسبق ان اوضحت لكم هذه المسألة بتفصيل فيما مضى بعد ذلك شرع المؤلف رحمه الله تعالى واجل له المثوبة في بيان ادلة كوني تلك التي ذكر من العبادات وذكر الخوف وذكر الرجاء وذكر الرغبة وذكر الرهبة وذكر الخشوع وذكر التوكل وذكر اشياء والذبح والنذر الى اخره فكان قائلا قال ما الدليل على ان هذه من العبادات التي من صرفها لغير الله جل وعلا كفر فالدليل هو يسوق الادلة والادلة على هذه المسألة على نوعين الاول ان يستدل بدليل يثبت كون تلك المسألة من العبادة يثبت كون الخوف من العبادة يثبت كون الرجاء من العبادة فاذا ثبت كونه من العبادة تدل بالادلة السابقة كقوله وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. وقوله الدعاء هو العبادة دعاء نصح العبادة ان الذين يستكبرون عن عبادتي ونحوها من الادلة العامة بان من توجه بالعبادة لغير الله فهو مشرك الدليل الاول اذا يتركب من شيئين النوع الاول مترتب من شيئين. الاول ان يقام الدليل على ان هذه المسألة من العبادة على ان الخوف من العبادة على ان الرجاء من العباد. فاذا فقام الدليل لاستدلال والاستدلال على ان هذا هذه المسألة من العبادة دللت في الادلة العامة على ان من صرف شيئا من العبادة لغير الله فهو مشرك هذا نوع النوع الثاني خاص وهو ان كل نوع من تلك الانواع له دليل خاص يثبت ان صرفه لغير الله جل وعلا كره وانه يجب افراد المولى جل وعلا بذلك النوع من انواع العبادة وهذا مما ينبغي ان يتنبه له طالب العلم بمقامات الاستدلال لان تنويع الاستدلال عند الاحتجاج على الخرافيين القبوريين واشباههم مما يقوي الحجة تنوع الاستدلال مرة بادلة مجملة مر بادلة مفصلة مر بادلة عامة مر بادلة خاصة حتى لا يتوهم انه ليس ثم الا دليل واحد يمكن ان ينازع المستدل به الفهم فاذا نوعتها صارت الحجة اقوى والبرهان اجلع بدأ في ذكر هذه الادلة بعضها من النوع الاول وبعضها من النوع الثاني قال رحمه الله دليل الخوف يعني دليل كون الخوف عبادة قوله تعالى فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين هذا الدليل فيه ان الخوف من غير الله منهي عنه وان الخوف من الله جل وعلا مأمور به قال جل وعلا فلا تخافوهم نهي عن الخوف من غير الله ثم قال وخافوني وهذا امر بالخوف من الله جل وعلا وما دام ان الله جل وعلا امر بالخوف منه فانه يصدق على الخوف اذا تعريف العبادة. لانه اذ امر بالخوف منه. فمعنى ذلك ان الخوف منه محبوب له مرضي عنده فيصدق عليه تعريف شيخ الاسلام للعبادة انها انها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه وهذا ما دام انه امر به فمعناه ان الله جل وعلا يحبه لانه انما يأمر شرعا بما يحبه ويرضاه وفي هذه الاية دليل من النوع الثاني وهو ان الخوف يجب ان يفرد به الله جل وعلا قال ها هنا وخافوني ان كنتم مؤمنين فجعل الايمان فجعل حصول الايمان مشروط مشروطا بالخوف منه جل وعلا قال خافوني ان كنتم مؤمنين ان كنتم مؤمنين فخافوني ولا تخافوهم وهذا فيه دليل على افراد الله جل وعلا بهذا النوع من الخوف والخوف الذي يجب افراد الله جل وعلا به ومن لم يفرد الله جل وعلا به فهو مشرك كافر هو نوع من انواع الخوف وليس كل انواع الخوف هو خوف السر وهو ان يخاف غير الله جل وعلا بما لا يقدر عليه الا الله جل وعلا وهو المسمى عند العلماء خوف السر وهو ان يخاف ان يصيبه هذا المخوف منه ان يصيبه ذلك الشيء بي شيء في نفسه يعني في نفس ذلك الخائف كما يصيبه الله جل وعلا بانواع المصائب من غير اسباب ظاهرة ولا شيء يمكن الاحتراز منه فان الله جل وعلا له الملكوت كله وله الملك وهو على كل شيء قدير بيده تصريف الامر يرسل ما يشاع من الخير ويمسك ما يشاء من الخير يرسل المصائب. وكل ذلك دون اسباب يعلمها العبد وقد يكون لبعضها اسباب لكن هو في الجملة من دون اسباب يمكن للعبد ان يعلمها. يموت هذا ينقضي عمر ذاك هذا يموت صغيرا ذاك يموت كبيرا هذا يأتيه مرض وذاك تصيبه يصيبه بلاء في ماله ونحو ذلك. الذي يفعل هذه الاشياء هو الله جل وعلا. فيخاف من الله جل وعلا خوف السر ان يصيب العبد بشيء من العذاب في الدنيا او في الاخرة المشركون يخافون الهتهم خوف السر ان يصيبهم ذلك الاله ذلك السيد ذلك الولي ان يصيبهم بشيء كما يصيبهم الله جل وعلا بالاشياء فيقع في قلوبهم الخوف او من تلك الالهة من جنس الخوف الذي يكون من الله جل وعلا يوضح ذلك ان عباد القبور وعباد الاضرحة وعباد الاولياء يخافون اشد الخوف من الولي ان يصيبهم بشيء اذا تنقص الولي او اذا لم يقم بحقه وقد حكيت لي في ذلك الحكاية من احد طلبة العلم انه كان مجتازا مرة مع سائق سيارة اجرة ببلدة طنطا المعروفة في مصر التي فيها قبر البدوي والبدوي عندهم معظم وله من الاوصاف ما لله جل وعلا يعني يعطونه من الاوصاف بعض ما لله جل وعلا هم اجتازوا بالبلدة اتى صغير متوسط في السن يسأل هذا يسأله صدقة فاعطاه شيئا فحلف له البدوي ان يعطيه اكثر وكان من العادة عندهم ان من حلف له بمثل ذلك فلا يمكن ان يرد لا بد ان يعطي لانه يخاف الا يقيم لذلك الولي حقه فقال هذا وهو من طلبة العلم و المتحققين بالتوحيد فقال هاتي ما اعطيتك فظن ذاك انه يريد ان يعطيه زيادة فاخذ ما اعطاه وقال لانك اقسمت بالبدوي فلن اعطيك شيئا لان القسم بغير الله سائق الاجرة هذا مثال للتوضيح ليس من باب القصص لكنه يوضح المراد من خوف السر وضوحا تاما سائق الاجرة علاه الخوف في وجهه ومضى سائقا وهو يقول استر استر استر استر فسأله ذاك قال تخاطب من قال انت اهنت البدوي وانا اخاطبه باي ادعوه بان يستر فان لم فاننا نستحق مصيبة وسيرسل علينا البدوي مصيبة لاننا اهناه وكان في قلبه خوف بحيث انهم مشوا اكثر من مئة كيلو ولم يتكلم الا باستر ازتر يقول فلما وصلنا سالمين معافين توجهت له فقلت يا فلان اينما زعمت واينما ذكرت من ان هذا الاله الذي تؤلهونه انه سيفعل ويفعل فتنفس الصعداء وقال اصل السيد البدوي حليم هذه هذه هذه الحالة هي حالة تعلق القلب بغير الله الذي يكون عند الخرافيين خوف من غير الله خوف السر. البدوي ميت في قبره يخشى ان يرسل اليه احد يصدمه او مصيبة في سيارته او في نفسه هذا هو خوف السر وهذا هو الذي جاء في مثل قول الله جل وعلا وكيف اخاف ما اشركتم ولا تخافون انكم اشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا. فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون قال وكيف اخاف ما اشركتم لانهم يخافون الهتهم هذا النوع من الخوف. لهذا تجد القلب معلق تجد قلوبهم معلقة بالهتهم لانهم يخافونهم خوفا السر وقال جل وعلا مخبرا عن قول قوم هود حيث قالوا اليهود ان نقولوا الا عثراك بعض الهتنا بسوء ان نقول الا اعتراك بعض الهتنا بسوء. فهم خافوا الالهة. عندهم ان الالهة تصيب بسوء. وكان الواجب على حد زعمهم ان يخاف هذا من الالهة ان تصيبه بسوء. فقالوا له ان نقول الا اعتراك بعض الهتنا بسوء يعني بمصيبة في نفسك اذ دل عقلك او اختلت جوارحك او نحو ذلك هذا النوع من الخوف هو الذي اذا صرف لغير الله جل وعلا فهو شرك اكبر. هناك انواع من الخوف قوم جائز وهو الخوف الطبيعي ان يخاف من الاسباب العادية التي جعل الله جل وعلا فيها ما يخاف ابن ادم منه. ان يخاف من النار ان تحرقه يخاف من السبع ان يعدو عليه. من العقرب ان تلدغه يخاف من ذي سلطان غشوم ان يعتدي عليه. ونحو ذلك. هذا النوع خوف طبيعي. من الاشياء لا ينقص الايمان لانه مما جبل الله جل وعلا الخلق عليه هناك نوع خوف محرم هذا القسم الثالث. لان الخوف اربعة اقسام قسم منه شرك شرك اكبر وقسم منه جائز قسم محرم وهو ان يخاف من الخلق في اداء واجب من واجبات الله يخاف من الخلق في اداء الصلاة يخاف ان قام للصلاة من مجلس يقطنه كثيرون ان يعابه فاذا خاف هذا او او فانه هذا الخوف يكون محرما وفي مثله نزل قوله تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوه فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. في قوله فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. لان الواجب ان يجاهدوا فاذا خافوهم عن اداء ذلك الواجب خوف ليس بمأذون به في الشرع وانما هو من تسويد الشيطان كما قال انما ذلكم الشيطان يخوف اولياء هذا النوع من الخوف محرم لا يجوز لان فيه تفويت فريضة من فرائض الله لاجل الخلق. خاف من غير الله لكنه ليس خوف السر وانما هو خوف يكون ظاهر وهذا محرم من المحرمات هذه اقسام ثلاثة مشهورة و بها تجمع مسائل اقسام الخوف والشرك منه وما ليس بشركه منه وهذه المسألة مما يكثر فيها اضطراب طلاب العلم. لانهم ليس عندهم ظبط الخوف الذي يحصل به انصرف لغير الله جل وعلا الشرك الذي يوصف من قام به انه مشرك اي خوف هذا هو خوف السر ووصفه وضبط حاله هو ما ذكرته لك من قبل فكن منه على ذكر وبينة في فهمك لهذه المسألة العظيمة الخوف عبادة قلبية موردها القلب قد يظهر اثره على الجوارح قال بعد ذلك ودليل الرجاء قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا الرجاء ايضا عبادة قلبية حقيقتها الطمع في الحصول على شيء مرجو الرغبة في الحصول على شيء يرجو ان يحصل على هذا الشيء فان كان الرجاء لشيء ممن يملك ذلك الشيء فان هذا رجاء فان هذا رجاء طبيعي ارجو ان تحظر لانه يمكنك ان تحضر ارجوك ان تفعل يمكنك ان تفعل فهذا الرجاء ليس هو رجاء العبادة النوع الثاني هو رجاء العبادة وهو ان يطمع في شيء لا يملكه الا الله جل وعلا ان يطمع في شفائه من مرض يرجو ان يشفى يرجو ان على يمكنك ان تفعل فهذا الرجاء ليس هو رجاء العبادة النوع الثاني هو رجاء العبادة. وهو ان يطمع في شيء لا يملكه الا الله جل وعلا ان يطمع في شفائه من مرض يرجو ان يشفى يرجو ان يدخل الجنة وينجو من النار. يرجو الا يصاب بمصيبة ونحو ذلك هذه انواع من الرجاء لا يمكن ان ترجى وتطلب وتأمل الا من من الله جل وعلا وهذا هو معنى رجاء العبادة الرجاء منه ما هو رجاء عبادة ومنه ما هو رجاء رجاء ليس من العبادة والمقصود ها هنا هو رجاء العبادة قال جل وعلا فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا هذا النوع من الرجاء امتدح الله جل وعلا من قام به قال من كان يرجو لقاء ربه؟ فليعمل عملا صالحا فدل على ان هذا الرجاء ممدوح من رجاه. واذا كان ممدوحا قد مدحه الله جل وعلا فهو مرضي عند الله جل وعلا. فيصدق عليه حد العبادة. من انها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه وهذا نص هذه الاية داخل فيما يرضاه الله جل وعلا لانه اثنى على من قام به ذلك الرجاء وقوله هنا فمن كان يرجو لقاء ربه لقاء ففسر بالملاقاة وفسر بالمعاينة في الرؤية رؤية الله جل وعلا فمن كان يرجو لقاء ربه لملاقاة الله جل وعلا والرجوع اليه ومن او فمن كان يرجو رؤية ربه لان اللقاء يحتمل هذا وذاك وهما تفسيران مشهوران عن السلف قال بعدها ودليل التوكل قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين التوكل ايضا من العبادات القلبية حقيقته انه يجمع شيئين الاول تفويض الامر الى الله جل وعلا الثاني عدم رؤية السبب بعد عمله والتفويض وعدم رؤية السبب كيئان قلبيان العبد المؤمن اذا فعل السبب فهو جزء مما تحصل به حقيقة التوكل فانه لا يلتفت لهذا السبب لانه يعلم ان هذا السبب لا يحصل المقصود ولا يحصل المراد به وحده انما قد يحصل المراد به وقد لا يحصل لان حصول المرادات يكون باشياء منها السبب ومنها صلاحية المحل ومنها غلو الامر من المضاد فثم ثلاثة اشياء تحصل بها المرادات اول سبب نعلم بما خلق الله جل وعلا خلقه عليه ان هذا السبب ينتج المسبب النتيجة الثاني صلاحية المحل لقيام الامر به الامر المراد الثالث خلو الامر او المحل من المضاد له مثاله الدواء النبي صلى الله عليه وسلم امر بالدواء فقال تداووا عباد الله المسلم الموحد يتناول الدواء باعتباره سببا للشفاء لكنه ليس سببا او ليس علة وحيدة بل لا يحصل الشفاء بهذا وحده وانما لابد من اشياء اخرى منها من الاشياء ان يكون المحل اللي هو داخل الانسان باطن متناول الدواء ان يكون صالحا لقبول ذلك الدواء وهذا معنى قولي ان يكون المحل صالحا ايضا من من العلل التي يكمل بها المراد ان يكون السبب هذا الذي عمل خاليا من المعارض له قد يكون يتناول شيء وفي البدن ماء يفسد ذلك الشيء فلا يفصل الى المقصود ومنها وهو الاعظم ان يأذن الله جل وعلا بان يكون السبب مؤثرا منتجا للمسبب وهذا يعطيك ان فعل السبب ليس كافيا في فصول المراد من الامثلة التي نمثل بها كثيرا في هذا الباب غير مثال الدواء رجل رامى سفرا على سيارة فاعد العدة وو فعل اسباب السلامة جميعا من رعاية مثلا للكابحات الفرامل ومن رعاية للاطارات ونحو ذلك فعل اسباب السلامة جميع وسار على مهل هذا كل ما يمكنه ان يفعله لكن هل هذا وحده يحصل السلامة لا يحصل السلام هذا وحده فهناك ان قد يكون معتديا عليه تأتيه السيارة كبيرة او قد بذلت باب السلامة تأتيك في طريقه يصاب بالمصيبة من جراء ذلك فهو فعل ما يمكنه ان يفعله. لكن هناك اشياء بيد الله جل وعلا تتم السلامة باجتماعها وليس بهذا السبب الوحيد الذي عمله العبد لا يجوز للعبد ان يتخلى عن بذل السبب لان بذل السبب من تمام التوكل ولكن لا يلتفت الى السبب ولهذا قال علماؤنا علماء التوحيد من ائمة السلف فمن بعدهم الالتفات الى الاسباب قدح في التوكل الالتفات الى الاسباب قدح في التوحيد ومحو الاسباب ان تكون اسبابا قدح في العقل اذا التفت القلب الى السبب وانه ينتج المسبب هذا قدح في التوحيد لهذا نقول التوكل هو ما يجمع شيئين اولا تفويض الامر الى الله جل وعلا لان الله هو الذي بيده الملك الثاني عدم رؤية السبب الذي فعل. فاذا لابد من فعل السبب ويقوم بالقلب عدم رؤية لهذا السبب انه ينتج المقصود وحده وانما يعلم انه جزء مما ينتج المقصود والباقي على الله جل وعلا ثم يفوض الامر الى الله جل وعلا هذا ينتج لك ان التوكل عبادة قلبية محضة توكل عبادة قلبية محضة ولهذا صار صرفه لغير الله جل وعلا شرك بمعنى ان يفوظ الامر لغير الله جل وعلا كما يقول بعض المشايخ الصوفية لبعض مريديهم يقول اذا اصبت بمصيبة اذكرني فاني اخلصك منها اذكرني يقوم بالقلب ذلك المتذكر ذلك المذكور واذا قام به انه يخلصه من ذلك الشيء فمعناه انه فوض الامر اليه فصار متوكلا على غير الله جل وعلا وهذا هو حقيقة ما يفعله المشركون في الجاهلية ومن شابههم ممن بعده دليل التوكل قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين وفي هذه الاية الامر بالتوكل وما دام انه امر به فهو عبادة لان العبادة ما امر به من غير اقتضاء عقليا ولا اضطراد عرفي. وما دام انه امر به فهو راض له ان يتوكل عليه وهذا معناه كونه عبادة ثم ايضا في هذا الدليل انه جعل التوكل ترقى الايمان فقال وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين فمعنى ذلك انه لا يحصل الايمان الا بالتوكل على الله وحده ايضا هنا قدم الجار والمجرور فقال وعلى الله فتوكلوا وعلى الله فتوكلوا وتقديم ما حقه التأخير في علومين في علم المعاني يفيد الحصر والقصر او يفيد الاختصاص وهنا يفيدهما يفيد الاختصاص ويفيد الحصر والقصر ومعنى هذه الاية في قوله وعلى الله فتوكلوا يعني احصروا توكلكم في الله اقصروا توكلكم على الله ان كنتم مؤمنين. خصوا الله بتوكلكم ان كنتم مؤمنين. وهذه الاية هذا الدليل فيه مركب من نوعي الدليل الذين ذكرتهما لك من قبل النوع الاول ما هو اثبات ان هذا الامر عبادة؟ الثاني اثبات ان هذه العبادة يجب صرفها لغير الله جل وعلا بدليل خاص. وهو المستفاد من قوله وعلى الله فتوكلوا وهو مستفاد من قوله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين وكذلك في قوله ومن يتوكل على الله فهو حسبه هذا فيها الثناء على من يتوكل على الله ففيها الدليل على ان التوكل على الله عمل يحبه الله ويرضاه ومعنى ذلك انه من انواع العبادات هذا هو توكل العباد وهناك شيء اخر ليس من توكل العبادة وهو التوكيل وهو المعروف في باب الوكالة عند الفقهاء وكلت فلانا في امري ووكل علي كما جاء في الحديث ووكل علي عقيلا في خصومة هذا من باب الوكالة وهو شيء اخر غير غير التوكل توكيل والوكالة باب اخر. اما التوكل فهو عبادة قلبية. يضبط ذلك ان الوكالة فيها المعنى الظائع فيها شيء ظاهر اما التوكل فهو عمل قلي على كل حال لهذه الجمل مزيد وتفصيل لكن المقام يضيق عن تفصيلات ما يتعلق بهذه الانواع من العبادات تفصيلها في كتاب التوحيد. لان كل واحدة منها عقد لها باب في كتاب التوحيد قال رحمه الله تعالى ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين هذه الاية فيها المسارعة في الخيرات الدعاء رغبا ورهبا ووصفهم بان حالهم انهم كانوا خاشعين لله ففيها انواع من العبادات قص الشيخ منها بالاستدلال الرغبة والرهبة والخشوع ووجه الاستدلال من الاية ان الله جل وعلا اثنى على الانبياء والمرسلين الذين ذكرهم في سورة الانبياء التي هذه الاية في اواخرها بقوله انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا يعني ويدعوننا راغبين ويدعوننا ذوي رغبة وذوي رهبة وذوي خشوع وهذا في مقام الثناء عليه ثناء على الانبياء والمرسلين وما دام انه اثنى عليهم فان هذه العبادات من العبادات المرضية له فتدخل في حد العبادة الرغبة رجاء خاص والرهبة خوف خاص وجل خاص والخشوع هو التضامن والذل قال تعالى ومن اياته انك ترى الارض خاشعة يعني ليس فيها حركة بالنبات ليس فيها حياة متطامنة ذليلة فاذا انزلنا عليها الماء هزت وربت الخشوع سكون فيه ذل وخضوع هذا الخشوع الذي هو نوع من انواع العبادة وتلك الرغبة وتلك الرهبة هذه من العبادات القلبية التي يظهر اثرها على الجواز لو تأملت او رأيت حال المشركين عند الهتهم على عباد القبور مثلا عند احدى اوثانهم عند المشاهد لوجدت انهم في خشوع ليسوا عليه في مساجد لله ليس فيها قبر ولا قبة وهذا مشاعر فانه يكون عنده وجل خاص رهبة ومزيد رجاء هو الرغبة وخشوع وتطامن وعدم حركة وسكون في الجوارح والانفاس وحتى في شعب في الرؤية وهذا كله مما لا يسوغ ان يكون الا لله. لان المسلم في صلاته اذا صلى فانه يكون. يقوم به الرغبة يقوم به الرهبة المستفادة من قوله تعالى الرحمن الرحيم مالك يوم الدين الرحمن الرحيم تفتح له باب الرغبات وباب الرجاء ومالك يوم الدين يفتح عليه باب الرهبة وباب الخوف من الله جل وعلا فتأتي عبادته حال كونه راغبا راهبا والخشوع سكونه وخضوعه وعدم حراكه في صوته وفي عمله هذا لله جل وعلا في عبادة الصلاة والخشوع يكون بالصوت ويكون بالاعمال كما قال جل وعلا وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع الا همسا الحمس لا ينافي الخشوع في الصوت وهذه حال المصلي حيث حين يناجي ربه جل وعلا فهو في حال رغبة ورجاء في حال خوف ورهبة وفي حال بخشوع لربه جل وعلا يزيد هذا في القلب وربما غلب عليه حتى نال المقامات العالية في تلك العبادة وربما قل وظعف حتى لم يكتب له من صلاته الا عشرها او الا تسعها هذا لانه من انواع العبادات التي يحبها الله جل وعلا ويرضاها. فاذا وجه الاستدلال ان الله جل وعلا اثنى على اولئك الانبياء وعلى اولئك المرسلين بانهم ذو رغب وذو رهب وذو خشوع لله جل وعلا. وبالاخص هذا الدليل العام وبالدليل الخاص في الخشوع وحده قال هنا وكانوا لنا قال هنا وكانوا لنا خاشعين. وكما قدمت ان الجار والمجرور هنا قدم على ما يتعلق به وهو اسم الفاعل خاشع لان الجار والمجرور كما اسلفت لك يتعلق بالفعل او ما فيه معنى وهو اسم الفاعل او اسم المفعول او ما اشبهه من مصدر ونحو ذلك. وهنا قال كانوا لنا خاشعين. اصل سبك الكلام كانوا خاشعين لنا فلما قدم ما حقه التأخير كان ذلك مفيدا للاختصاص وللحصر وللقصر كما هو معلوم في علم المعاني نقف عند هذا نجيب على بعض الاسئلة يقول متى يكون التوكل شركا اكبر؟ ومتى يكون شركا اصاب توكل عبادة مطلوبة التوكل على الله عبادة مطلوبة واجبة يسأل هو عن التوكل على غير الله يكون شركا اكبر اذا فوض امره الى الله اذا فوض امره لغير الله او وضع هذا الامر مصيبة اللي وقع فيها او ما يريد انجاحه من تجارة او عبادة او درس او نحو ذلك فوض انجاح هذا الامر لغير الله وقام بقلبه هذا التعلق يكون شركا اكبر ولا يكون التوكل على غير الله يكون شركا اصغر انما هو شرك اكبر يقول يوجد كتاب باسم حكم تمني الموت صحته احكام تمني الموت للشيخ محمد بن عبد الوهاب وقد قرأت هذا الكتاب ووجدت فيه من القصص الغريبة والاحاديث الضعيفة فهل هذا الكتاب فعلا للشيخ محمد بن عبد الوهاب علما بان دار النشر المكتبة الامدادية بمكة المكرمة هذا سؤال جيد وان كان الجواب عليه قد يطول لان المسألة فيها يحتاج الى ايظاح وبسط لكن الخصوم الجواب بان هذا الكتاب ليس للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وانما الواقع ان الذين ان الجامعة جامعة الامام رأت ان النسخة هذه التي طبعوا عنها انها بخط الشيخ رحمه الله تعالى. وعندي صورة منها وهي بخط الشيخ رحمه الله وقد جلبها العلماء منذ عقود مضت من لندن المتحف البريطاني جلبوها لا لانها من تأليف الشيخ ولكن لاجل انها بخط الشيخ مجموع كبير بخط الشيخ رحمه الله جلبوها من هناك وصوروها واودعوها في المكتبة السعودية بالرياض لانها بخط الشيخ والعلماء منذ ذلك الوقت يعلمون انها ليست للشيخ وانما هي بخطه وسيأتي لما كتبها الشيخ ولهذا لم يسعوا الى نشرها ولا الى طبعها شيخ رحمه الله تعالى في هذه من جنس المجاميع التي كتبها بخطه وهي انه كان يتجول في تجول في رحلاته فاذا رأى كتابا وكما تعلمون في ذلك الوقت يصعب شراء الكتب تكن نسخة عند واحد من الناس فيصعب شراؤها العالم ماذا يصنع يأخذ هذا الكتاب ويختصره ينتخب منه فهو الذي صنع في هذا المجموع انه انتخب منه اشياء تتعلق باوله باحكام تمني الموت ثم بعد ذلك انتخب اشياء من هذه الاحاديث الضعيفة والموضوعة التي يحتج بها الخرافيون في بعض مسائل حياة الموتى وتعلق ارواح الاحياء بالموتى ونحو ذلك ان اخذها من كتاب للسيوط مطبوع الان باحوال اهل القبور اخذ هذه الاحاديث لم؟ ليكون على بينة في تخريجها فيما اذا اوردها عليه الخصوم خصوم الدعوة. فهو لم ينتخبها تأليفا وانما انتخبها انتقاء حتى يكون على بينة منها كعادة في اشياء كثيرة مما انتقاه وانتخبه. والذي غر الذين طبعوه انه موجود بخط الشيخ رحمه الله تعالى وكونه بخط الشيخ لا يعني انه تأليف له. وسموه بهذا الاسم احكام تمني الموت. لان اول صفحة منه في حكم الموت تمني في ذلك الكتاب استغرق صفحة او صفحتين او قريب منها والباقي كلها من الاحاديث التي ذكرها هذا السائل جزاه الله خيرا. والشيخ رحمه والله كما ذكرت لك انتخب هذه ليعلمها من كتاب للسيوط موجود. لو طابقت بين هذه الرسالة المزعومة وكتاب السيوطي لوجدت انها قل عنه حرفا بحرف احاديث المتوالية نقلها عنه ليكون على بينة مما فيها من كما لو احتج فيما لو احتج الخرافيون. ولهذا قال من قال من علماء الحديث اهل الحديث يكتبون كل شيء يكتبون حتى الموضوعات. حتى اذا احتج بها احد بينوا له حكمها وبينوا له وجه معناه قال هل يقدم السبب على التوكل على الله؟ وما معنى قوله عليه السلام اعقلها وتوكل السبب السبب يكون قبل تريد امرا من الامور تفعل السبب الذي يحصل المسبب عادة به شفاء من مرض السبب ان تذهب الى الطبيب بهذا السبب اذا فعلت السبب يقوم بالقلب شيئان. اولا تفويض امر الشفاء لله جل وعلا الثاني الا يرى القلب هذا السبب محصلا للمقصود وحده لا يرى القلب هذا السبب اللي هو الذهاب للطبيب محصلا للشفاء وحده. ولكن يعلم انه ثم اسباب اخرى كلها جميعا بيد بيد الله جل وعلا فهذا السبب يتلوه شيئان هما التوكل والسبب فعل السبب من تمام التوكل ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره فيما ساقه السائل اعقلها وتوكل توكل على الله جل وعلا في حفظ ناقته بدون ان يعقلها. فسرحت وذهبت هنا بعدت عنه فقال اعقلها وتوكل يعني ابذل السبب ثم بعد ذلك فوظ فوظ الامر الى الله جل وعلا بان ينفع بهذا السبب اذ بيده ملكوت كل شيء وليقم بقلبك عدم رؤية ان هذا السبب الذي فعلته وهو العقل كافيا في حصول المراد وهو حفظ تلك الناقة يقول هل البيت المعروف عند الناس ومعتصماه شرك في الاستغاثة ولماذا هذا ليقول رب ومعتصماه انطلقت القصة هذه لا يثبتها لان المرأة نادت المعتصم وقالت وا معتصماه او اين المعتصم مني او ياء معتصما هذه ليست بثابتة تاريخيا لكن اخبار التاريخ كما هو معلوم كثيرة لا يمكن اخذ التثبت منها ومعتصماه هذه لها احتمالان احتمال ان تكون ندبة واحتمال ان تكون نداء واستغاثة وعلى كل اذا كان هذا الغائب لا يسمع الكلام او لا يعتقد ان الكلام سيصل اليه فانه يكون شركا لانه استغاث بغير الله جل وعلا فان كانت من باب الندبة فان باب النجبة فيه نوع من السعة والاصل ان الندبة تكون لسامع كذلك الاستغاثة لما يقدر على الاغاثة فيه تكون لحي حاضر سامع يقدر ان ان يغيب. وهذا كان على القصة هذه لو كانت المرأة قالتها معتصم لا يسمعها وليس قريبا منها يحتمل ان كان مرادها انه يمكن ان يسمعها يقوم بقلبه انه يمكن ان يسمعها دون واسطة طبعية ودون كرامة خاصة لها من الله جل وعلا فهذا شرك من جنس افعال المشركين وان كان مقصودها ان يوصل ويصل الى المعتصم طلبها ان يصل الى المعتصم طلبها واستغاثتها بواسطة من سمعها كما حصل فعلا فهذا ليس بشرك اكبر من الملة فتلخص ان هذه الكلمة محتملة هذه الكلمة محتملة والاصل القاعدة في مثل هذا ان الكلمات المحتملة لا يجوز استعمالها المحتملة لشرك لا يجوز استعمالها لان استعمالها يخشى ان يوقع في الشرك او يفتح باب الشرك والبعض الناس يخاف ان ينكر المنكر اذا كان في مجلس مثلا فيقوم من المجلس ويكتفي بانكار القلب. فهل يدخل هذا في الخوف المحرم لو جلس كان هذا داخلا في الخوف المحرم وذلك بشرط ان لا يكون مستطيعا ان ينكر بيده او مستطيع ان ينكر بلسانه. فان كان بوسعه ان ينكر بيده اذ له مقدرة على الانكار بيده بان يكون الامر في بيته او عند من لهم من له عليهم سلطة من قرابته ونحو ذلك هذا ينكر بيده ان لم يستطع ذلك ينكر بلسانه. وبعد ذلك يفارق المكاره ان لم يغير الثالث ان لم يستطع الانكار باللسان ينكر بقلبه ببغضه لهذا المنكر وان تمكن من الخروج من مكان المنكر فانه يجب عليه الخروج ان خاف الناس في انكاره بيده مع استطاعته ان ينكر بيده فهذا من الخوف المحرم يقول المرتبة الثانية ان خاب ان ينكر بلسانه خاف الناس مع امكانه ان ينكر بلسانه فهذا من الخوف المحرم. ان خاف ان يفارق مع امكانه ان يفارق دون مفسدة راجحة تحصل ولم يفارق كان هذا من الخوف المحرم. والله المستعان. غفر الله لنا جميعا نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد