لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قد ذكر المؤلف رحمه الله واجل له المثوبة ان الاصل الثاني من ثلاثة الاصول العظيمة هو معرفة دين الاسلام بالادلة وذكر ان دين الاسلام مبني على ثلاث مراتب الاولى هي مرتبة الاسلام وبين ذلك وفسره و ذكر الادلة على ذلك ثم قال رحمه الله المرتبة الثانية الايمان. وهو بضع وسبعون شعبة فاعلاها قول لا اله الا الله وعدناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان واركانه ستة ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وبالقدر خيره وشره والدليل على هذه الاركان الستة قوله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب. ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين ودليل القدر قوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر انتهى كلامه رحمه الله هذه المرتبة الثانية هي مرتبة الايمان والايمان اصله في اللغة كما سبق ان ذكرت لكم هو التصديق الجازم فهو تصديق وجزم و للشرع الايمان قول وعمل واعتقاد او نقول الايمان بالشرع قول وعمل لان القول هو قول اللسان وقول القلب والعمل عمل لعمل القلب وعمل الجوارح فاذا قال من قال من اهل السنة ان الايمان قول وعمل فهو بمعنى من يقول قول وعمل واعتقاد لان القول ينقسم الى قول اللسان وقول القلب قول اللسان هو النطق والاقرار ظاهرا بنطقه وقول القلب النية وعمل القلب وعمل الجوارح. عمل القلب اقسامه كثيرة منها انواع الاعتقادات ومنها انواع العبادات القلبية من الخشية والخوف والرجاء. العلم انواع العلميات هذه من اعمال القلب وكذلك عبادات القلب المتنوعة هذه اعمال قلبية وكذلك عمل الجوارح. وهذا بمعنى قول من قال ان الايمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالاركان يزيد بطاعة الرحمن وينقص بطاعته الشيطان قال اهل العلم ان هذا الايمان الشرعي هو الذي حصل الابتلاء به فهو من الاسماء التي نقلت من اللغة الى الشرع فصارت حقيقتها الشرعية هو ما وصفت لك من ان الايمان على يشمل يشتمل على قول اللسان والعمل بالاركان والاعتقاد وانه يزيد وينقص الايمان كثيرا ما يأتي للقرآن ويراد به اللغوي وكثيرا ما يأتي في القرآن ويراد به الشرع من مثل الالفاظ الاخرى كالصلاة فانها تأتي ويراد بها اللغوي الصلاة اللغوية وهي الدعاء والثناء وتأتي ويراد بها الصلاة المعروفة ومما ذكره بعض اهل العلم المحققين ومما ذكره بعض اهل العلم من ذوي التحقيق ان الايمان اللغوي في القرآن كثيرا ما يعدى باللام. كقوله تعالى وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين وكقوله فامن له لوط نحو ذلك من الامثلة كما سبق ان ذكرت لكم والايمان الشرعي المنقول عن اصله اللغوي الذي يراد به القول والعمل والاعتقاد هذا يعدى كثيرا بالباء امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله الى اخر الاية قال امنوا بما فان امنت فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا ونحو ذلك من الايات. وكقوله ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا هذا الايمان قول وعمل واعتقاد ويراد به سارة الاعتقادات الباطنة وهو الذي يناسب المرتبة الثانية. لان المرتبة الاولى هي الاسلام هي ما يشمل العمل الظاهر كما جاء في حديث جبريل وقد جاء في بعض طرقه انه ذكر عليه الصلاة والسلام لجبريل ان من الاسلام بعد الحج ان منه الغسل من الجنابة ومنه الذكر ونحو ذلك مما هو من جنس الاعمال الظاهرة واما الايمان فهو العقائد الباطنة. الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر شيخ رحمه الله تعالى هنا قال الايمان بضع وسبعون شعبة وهذا يعني به من الايمان العام الذي يدخل فيه الاسلام لان الايمان اوسع من الاسلام والاسلام بعض الايمان والايمان اخص اهل الايمان اخص مرتبة من اهل الاسلام لهذا الايمان يشمل الاسلام وزيادة بهذا المعنى ولهذا المعنى قال الشيخ رحمه الله وهو بضع وسبعون شعبة فاعلاها قول لا اله الا الله ومن المعلوم ان قول لا اله الا الله انه اول اركان الاسلام شهادة لله بالتوحيد من قول لا اله الا الله مع توابع ذلك هذا الركن الاول. فهنا عد قول لا اله الا الله اعلى شعب الايمان وهذا لان الايمان يشمل الاسلام وزيادة و هذا قد جاء مبينا في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما ان النبي عليه الصلاة والسلام قال الايمان بضع وستون او قال بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان فذكر ان اعلى شعب الايمان لا اله الا الله وقوله شعب هذا تمثيل للايمان بالشجرة التي لها شعب ولها فروع قد مثل عليه الصلاة والسلام باعلى الشعب وبادنى الشعب ومثل بشعبة من الشعب وهذه الثلاث التي ذكرها عليه الصلاة والسلام متنوعة الاول وهو اعلاها قول قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق هذا عمل والحياء تعبة من الايمان الحياء عمل القلب فذكر في هذا قول لا اله الا الله وهذا قول باللسان ولا شك انه يتبعه اعتقاد بالجناء وذكر الحياء ايضا وهو عمل القلب وذكر اماطة الاذى عن الطريق وهو عمل الجوارح. فتمثيله عليه الصلاة والسلام بذلك لاجل ان ان يستدل بكل واحد من هذه الثلاثة بكل شعبة من هذه الثلاث شعب على نظائرها. فيستدل بكلمة التوحيد بقول لا اله الا الله على الشعب القولية ويستدل باماطة الاذى عن الطريق بالشعب العملية عمل الجوارح ويستدل بذكره الحياء على الشعب القلبية وهذا من ابلغ ما يكون من التشبيه والتمثيل ذلك لان التنويع كما نوع عليه الصلاة والسلام يجعل القائس يجعل الناظر يؤدي هذا الذي ذكر الى انواع تماثلها كثيرة ولهذا العلماء اختلفوا بشعب الايمان بعدها عدها جماعة وصنفوا فيها مصنفات كما صنف الحليمي كتابه شيخ البيهقي كتابه شعب الايمان المنهاج في شعب الايمان وهو مطبوع وتلاه على ترتيبه وعلى نفقه البيهقي موسعا داعما هذه الادلة في كتابه شعب الايمان و نحو ذلك عدوها على اجتهاد منهم وهذا الاجتهاد يختلف فيه العلماء. بعضهم يعد خصالا من من شعب الايمان. بعضهم يعد اخرى. وسبب ذلك هادهم قياسي ما لم يذكر على ما ذكر فيجعلون بعضا منها قولية ويجعلون بعضا منها عملية ويجعلون بعضا منها لعبادات القلب وهم يقسمونها في الغالب اثلاثا فيجعلون للقوليات نحوا منه خمس وعشرين شعبة ويجعلون للعمليات نحو من خمسا وعشرين شعبة ويجعلون لاعمال القلوب نحوا من سبع وعشرين او خمس وعشرين شعبة يزيدون وينقصون. المقصود ان هذا اجتهاد جهاد من العلماء لكن هذا التمثيل يدل على ما ذكرت لك من ايعابه للاقوال واعمال الجوارح واعمال القلوب اذا سيدخل في هذه الشعب شعب الاسلام اقام الصلاة ايتاء الزكاة صوم رمضان الحج الجهاد وغسل الطهارة ونحو ذلك. يدخل فيها الاعمال الاجتماعية التي امر بها. صلة الارحام بر الوالدين الى اخره. يدخل فيها اعمال القلوب من الخشية والانابة الحياة والمحبة والرجاء والخوف والرغب والرهب الى اخر هذه الامثلة. فكل هذه من الايمان كل هذه من الايمان ودليل ذلك الحديث الصحيح الذي جاء في الصحيحين. بعد ان ذكر ذلك قال رحمه الله تعالى واركانه ستة ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وليؤمن بالاخر وبالقدر خيره وشره اوضحت لكم في شرح الاربعين النووية تفصيل شرح هذه الاركان لكن اذكر ذلك باقتظاب يكمل الشرح لهذا الكتاب الايمان بالله يشمل الايمان بوجود الله لان الله واحد في ربوبيته وانه واحد في الهيته لاستحقاقه العبادة انه واحد في اسمائه وصفاته يعني ليس كمثله شيء في اسمائه وليس كمثله شيء في صفاته كما قال قال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فبيان قوله ان تؤمن بالله وشرح التوحيد قل لهم هو شرط التوحيد كله قال وكتبه اه ان تؤمن بالله وملائكته والملائكة جمع ملك وهو المرسل لان اصلها مأمأ لك من الك يعني ارسل رسالة خاصة الك يألك الوكسل و المرسل مألف او ملأك واصلها مألك لانها من هلك فيصبح خففت الهمزة كما تخفف كثيرا فصارت ملك وجمعها ملائكة لهذا ظهر الجمع ظهر في الجمع الهم لان اصله في المفرد موجود الملك جمعه ملائكة ظهر الهم ومفرد الملائكة ملأك الى اخره. يعني المرسلون الموكلون بما وكلهم الله جل وعلا به هذا الركن من اركان الايمان تحقيقه يكون بان يؤمن المسلم لان لله جل وعلا ملائكة خلق من خلقه جل وعلا جعلهم موكلين بتصريف هذا العالم يأمرهم فينفذون. عباد مكرمون لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون فمن ايقن ان هذا الجنس من خلق الله موجود وعامل بذلك وان منهم من ينزل بالوحي الى الرسل يبلغهم يبلغهم رسالات الله فقد حقق هذا الركن اركان الايمان ثم بعد ذلك يكون الايمان التفصيلي على نحو ما فصلت لكم في شرط الاربعين. يكون الايمان التفصيلي وهذا يختلف فيه الناس بحسب العلم لكن المقصود هنا ان تحقيق هذا الركن من اركان الايمان يكون تحقيق ما ذكرت وبعد ذلك الايمان بكل ما جاء في الكتاب والسنة من اوصاف الملائكة ومن احوالهم صفة خلقهم ومقامهم عند ربهم وانواع اعمالهم وانواع ما وكلوا به هذا كله من الايمان التفصيلي من علم شيئا من النصوص في ذلك وجب عليه الايمان لكن تحقيق الركن يكون بالمعنى الاول. كذلك الايمان بالرسل اذا امن المسلم لان الله جل وعلا ارسل رسلا بعثهم بالتوحيد يدعون اقوامهم الى التوحيد وانهم بلغوا ما امروا به وايدهم الله بالمعجزات بالبراهين والايات الدالة على صدقهم وانهم كانوا اتقياء بررة بلغوا الامانة وادوا الرسالة بهذا يكون امن بالرسل جميعا ثم يؤمن ايمانا خاصا بمحمد صلى الله عليه وسلم بانه خاتم الرسل وان الله جل وعلا بعثه بالحنيفية السمحة بعثه بدين الاسلام الذي جعله خاتم الاديان واخر الرسالة القسم الثاني الايمان التفصيلي بالرسل على نحو ما اوضحت لكم فيه مقامات كثيرة لذلك يتبع العلم التفصيلي في احوال الرسل واسمائهم واحوالهم مع اقوامهم وما دعوا اليه وكتبهم ونحو ذلك قال بعدها وكتبه الكتب قبل الرسل وكتبه ورسله ايمان بالكتب ايضا ايمان اجمالي يتحقق الايمان بهذا الركن بان يؤمن العبد لان الله جل وعلا انزل كتبا مع رسله الى خلقه جعل في هذه الكتب الهدى والنور والبينات وما به يصلح العباد وان هذه الكتب التي انزلت مع الرسل ان كلها حق لانها من عند الله جل وعلا والله جل وعلا هو الحق المبين وما كان من جهة الحق فهو حق ويوقن بذلك يقينا تاما ثم يوقن ويؤمن ايمانا خاصا باخر هذه الكتب. الا وهو القرآن فكما انه يؤمن بالكتب السابقة حتى الثورات والانجيل والزبور وصحف صحف ابراهيم وصحف موسى ونحو ذلك يؤمن بها ايمانا عاما على ما انزله الله جل وعلا على انبيائه ورسله فانه يؤمن ايمانا خاصا بهذا القرآن وانه كلام الله منه بدأ واليه يعود وانه حجة الله على الناس الى قيام الساعة وانه به نسخ نسخت جميع الرسالات وجميع الكتب من قبل وانه حجة الله الباقية الى على الناس وان هذا الكتاب مهيمن على جميع الكتب وما فيه مهيمن على جميع ما سبق كما قال جل وعلا في وصف ومهيمنا عليه. وان ما فيه من الاخبار يجب تصديقها وما فيه من الاحكام يجب امتثالها. وان من حكم بغيره فقد بحسب بهواه ولم يحكم بما انزل الله. هذا كله من الايمان الخاص بالقرآن. قال بعد ذلك واليوم الاخر وهذا هو الركن الخامس الايمان باليوم الاخر يعني الايمان بيوم القيامة وتحقيق هذا الركن يكون بان يوقن العبد يؤمن غير افتراء ولا شك بانه ثم يوم يعود الناس اليه يبعثون فيه واليه يحاسبون فيه وان كل انسان مجزي بما فعل لان الامر ليس منتهيا بالموت بل ثم يوم يجتمع فيه الناس فيقتص للمظلوم من الظالم ويحاسب الناس على اعمالهم كما قال تعالى ووفيت كل نفس ما عملت وهو اعلم بما يفعلون اذا امن بهذا القدر وعنا هناك يوم سيكون واننا نبعث من جديد فانه قد حقق هذا الركن بعد ذلك الايمان التفصيلي باليوم الاخر هذا يتبع العلم بما جاء في الكتاب والسنة من احوال يوم القيامة من احوال القبور احوال ما يكون يوم القيامة الايمان بالحوظ بالميزان الايمان بالصحف الايمان بالصراط الايمان احوال الناس في العرفات احوال الناس بعد ان يجوز الصراط. يعني المؤمنين الذين يدخلون الجنة. وما يكون بعد جوز الصراط من يدخل الجنة اولا واحوال الناس في النار ونحو ذلك احوال الظلم احوال الجسر هذا كلها امور تفصيلية لا يجب الايمان بها على كل احد. ان من سمعها في النصوص فانه يجب عليه الايمان بما سمع. لكن لو قال قائل انا لا اعلم ما ادري هل ثم حوض ام لا؟ لا ادري هل ثم ميزان ام لا؟ ونحو ذلك يعرض بالنصوص فان عرف فانكر وكذب فيكون مكذبا بالقرآن وبالسنة اما تحقيق هذا المقام الذي هو اليوم الاخر ان يؤمن لان ثم يوم يعود فيه الناس فيجازى المحسن باحسانه والمسيء باساءته. فلو سألت احدا قلت له هل ثم يوم اخر يعود فيه الناس قال بلا شك هناك يوم القيامة يبعث فيه ويحاسب الناس فيه فيه اهوال سكن بهذا حقق الركن هو الايمان باليوم الاخر اذا سألته هل تؤمن بالحوض؟ قال وش الحوض؟ انا ما اعرف هذا الحوض هل تؤمن بالميزان انا ما اعرف يعرف النصوص الدالة على ذلك لان هذا من العلم التفصيلي الذي انما يجب العلم به بعد اخباره ما جاء في النصوص عليه الثالث قال وبالقدر خيره وشره الايمان بالقدر تحقيق هذا الركن ان يعلم ويعتقد يؤمن بان كل شيء يحدث في هذا الملكوت في خلق الله قد سبق به قدره وان الله جل وعلا عالم بهذه الاحوال وتفصيلاتها في خلقه قبل ان يخلقهم وكتب ذلك واذا امن ان كل شيء قد سبق به قدر الله فيكون حقق هذا الركن والايمان بالقدر الايمان الواجب يكون على مرتبتين المرتبة الاولى الايمان بالقدر السابق لوقوع المقدم الايمان بالقدر السابق لوقوع المقدر وهذا يشمل درجتين الاولى العلم السابق فان الله جل وعلا يعلم ما كان وما سيكون وما يكون وما هو كائن وما لم يكن لو كان كيف كان يكون علم الله السابق بكل شيء بالكليات وبالجزئيات بجلائل الامور وبتفصيلات الامور هذا العلم السابق كما قال جل وعلا ان الله كما قال جل وعلا في اخر سورة الحج الم تر ان الله يعلم ما في السماء والارض وقال جل وعلا وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو. ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين. فبين جل وعلا ان علمه بالاشياء ثابت وانه يعلم كل شيء الكليات والجزئيات الامور الجليلة وتفاصيل الامور هذا العلم الاول وهذا العلم لم يزل الله جل وعلا عالما به علمه جل وعلا بهذه الاشياء بجميع تفاصيل خلقه علمه بها اول يعني ليس له بداية الدرجة الثانية الكتابة ان يؤمن العبد ان ان الله جل وعلا كتب ما الخلق عاملون كتب احوال الخلق وتفصيلات ذلك قبل ان يخلق السماوات والارض خمسين الف سنة وذلك عنده في كتاب جعله في اللوح المحفوظ. كما قال جل وعلا ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب الا في كتاب مبين فاثبت انه في كتاب وقال جل وعلا وكل صغير وكبير مستط يعني قد سطر وكتب في اللوح المحفوظ وقال جل وعلا الم تعلم ان الله الم تر ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير بين ان كل شيء يقول انما هو في كتاب هذا قد جاء ايضا في صحيح الامام مسلم من حديث عبد الله ابن عمرو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قدر الله مقادير الخلائق يعني بالكتابة قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة الثاني الدرجتان في المرتبة الاولى المرتبة الاولى تسبق وقوع المقدر هذي المرتبة الاولى تحوي درجتين. الثانية المرتبة الثانية ايظا تحوي درجتين. وهي تواكب او تقارن وقوع المقدر اولى الدرجتين الايمان بان مشيئة الله جل وعلا نافذة وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لا يكون فليس ثم شيء يحدث ويحصل في في ملكوت الله جل وعلا الا وقد شاءه الله جل وعلا وقد اراده الله جل وعلا كونا سواء في ذلك طاعات المطيعين او عصيان العاصين سواء في ذلك ايمان المؤمنين او كفر الكافرين فكل شيء يحصل في ملكوت الله انما هو باذنه ومشيئته الكونية ومشيئته وارادته الكونية لان المشيئة ما تنقسم اللي ينقسم الارادة باذنه ومشيئته وارادته الكونية. ومشيئة الله اذا اطلقت يعنى بها الارادة الكونية الارادة تنقسم الى ارادة كونية وشرعية. اما المشيئة فهي مشيئة الله جل وعلا في كونه هذي الدرجة الاولى هذي تواكب وقوع المقدر. فلا يمكن ان يعمل العبد شيء يكون مقدر عليه من الله جل وعلا الا وهذا الشيء قد شاءه الله جل وعلا الدرجة الثانية ان يؤمن بان الله جل وعلا خالق كل شيء كل شيء مخلوق فالله جل وعلا خالقه اعمال العباد احوال العباد السماوات والارض من في السماوات ومن في الارض ما في السماوات وما في الارض الجميع الذي خلقه هو الله جل وعلا فاذا اراد العبد ان يعمل شيئا فانه لا يكون الا اذا شاءه الله جل وعلا وخلق الله جل وعلا ذلك الشيء طاعات المطيعين خلقها الله جل وعلا عصيان العاصين خلقه الله جل وعلا اذا توجه العبد بارادته الى ان يفعل شيء اذا شاءه الله كونا وقع بعد خلقه له. اذا لم يشأه ولو اراده العبد لم يقع كما قال جل وعلا وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين قال وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما مرتبة الخلق عامة اذا هذا الايمان الواجب يصح ان نقول انه ايمان تفصيلي مرتبة قبل وقوع المقدر العلم الازلي العلم الاول والكتابة التي هي قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. ثم ما يواكب وقوع المقدر وهو ان العبد عنده ارادة وعنده قدرة بالارادة وعنده قدرة اذا اجتمعت الارادة الجازمة والقدرة التامة حصل منك الفعل توجهت الى الفعل حصل منك الفعل لكن لا يحصل منك الا بعد ان يشاء الله جل وعلا ذلك منه والا بعد ان يخلق الله جل وعلا ذلك الفعل منه الفعل فعل العبد حقيقة لكن الخالق لهذا الفعل هو الله جل وعلا لما؟ لان الفعل من العبد لا يكون الا بارادة جازمة وبقدرة تامة والارادة والقدرة قد خلقها الله جل وعلا. الله جل وعلا خلق ما به يكون الفعل ويخلق الفعل اذا توجه اليه العبد حصل بهذا الايمان بالتفصيل الواجب القدم وبهذا البيان يتضح لك اركان الايمان ستة الايمان بالله وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشر قال الشيخ بعد ذلك رحمه الله والدليل على هذه الاركان الستة قوله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر ان الذي يمدح من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. النبيين يعني الرسل وهنا ذكر الخمسة حاليا امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين فهذه الاية دليل على خمسة من اركان الايمان وكثير ما تأتي هذه الخمسة مقترنة كقوله جل وعلا في اخر سورة البقرة امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله وذكر الاربعة لا نفرق بين احد من رسله. وكقوله يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا. وكقوله وكقوله جل وعلا ان الذين يكفرون بالله ورسله ويفرقون بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون حقا ونحو ذلك من الايات. وقد جاءت ايضا في حديث جبريل المشهور. بقي القدر القدر ادلتهم في القرآن ادلة عامة بذكر القدر وادلة مفصلة لكل مرتبة من مراتب القدر. فمن الادلة العامة ما ذكره الشيخ رحمه الله تعالى وهو وقوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر وجه الاستدلال مجيء كل شيء كل شيء قال جل وعلا ان كل شيء خلقناه بقدر. يعني ليس ثم مخلوق من مخلوقات الله الا وقد خلق قدر سابق من الله جل وعلا. لا يخرج شيء عن هذه الكلية. ان كل شيء لديك خلقناه بقدر وكل من الفاظ الظهور في العموم ومنه قوله تعالى وخلق كل شيء فقدره تقديرا وكل دليل فيه ذكر مرتبة من المراتب التي ذكرت يصلح دليلا على القدر لانه دليل لبعضه هذا ما ذكره شيخ رحمه الله تعالى في بيان المرتبة الثانية من مراتب الدين الا وهي مرتبة الايمان المرتبة الثالثة الاحسان قال المرتبة الثالثة الاحسان ركن واحد هكذا وهو ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك والدليل قوله تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وقوله تعالى وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين انه هو السميع العليم. وقوله تعالى وما يكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه. وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في السماوات في الارض ولا في السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين. في سورة يونس الاحسان الذي هو مرتبة من المراتب احسان العابد اثناء عبادته وهو مقام المراقبة مراقبة العابد لربه جل وعلا اثناء عباداته لربه جل وعلا بل في احواله كلها لانه اذا راقب ربه بانه قد علم ان الله جل وعلا مطلع عليه كانه يرى الله جل وعلا فان هذا يدعوه الى احسان العمل وان يجعل عمله احسن ما يكون ان يجعل حاله في اقبال قلبه وانابته وخضوعه وخشوعه ومراقبته لاحوال قلبه وتصرفاته نفسه يجعل ذلك اكمل ما يكون في حسنه و بهائه لانه يعلم ان الله جل وعلا مطلع عليه. هذا المقام مقام المراقبة ركن واحد وهو ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراه ان تكون عابدا لله على النحو الذي امر الله جل وعلا به وامر به رسوله وحالتك اثناء تلك العبادة التي تكون فيها مخلصا موافقا للسنة حالتك ان تكون كانك ترى الله جل وعلا فان لم تكن تراه هل تعلم انه جل وعلا مطلع عليك عالم بحاله يرى ويبصر ما تعمل يعلم ظاهر عملك وخفيه يعلم خلجات صدرك ويعلم تحركات اركانك وجوارحك ويعلم وبضعفه تضعف المراقبة لله جل وعلا اذا فمقام الاحسان مرتبة الاحسان تعظم بعظم مراقبة الله جل وعلا. وتضعف بضعف مراقبة الله جل وعلا العبد المؤمن اثناء عبادته اذا كان يعبد الله جل وعلا مخلصا على وفق السنة وحاله انه كانه يرى الله عالم بان الله مطلع عليه يراه هذه تجعله يحسن عمله بل يجعل عمله وحاله اثناء العمل احسن ما يكون والدليل قوله تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وجه الاستدلال ان الله ان الله جل وعلا ذكر ها هنا معيته لي الذين اتقوا ولمن هم محسنون قال ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وهذه المعية تقتضي في هذا الموضع قيئين الاول انه جل وعلا مطلع عليه عالم بهم محيط باحوالهم لا يفوته شيء من كلامهم ولا من احوالهم ولا من تقلباتهم والثاني انه جل وعلا معهم ناصرا لهم بتأييده ونصره وتوفيقه وتسديده المعية في ها هنا معية خاصة بالمؤمنين ومعلوم ان المعية الخاصة للمؤمنين تفسر بما تقتضيه وهو انها معية نصر وتأييد وتوفيق وتسديد والهام ونحو ذلك وهذا متظمن المعية العامة وهي معية الاحاطة. والعلم ونحو ذلك اذا وجه الاستدلال اولا انه ذكر المعية الثاني انه ذكر معيته للمحسنين فقال والذين هم محسنون والمحسن والمحسنون ها هنا جمع المحسن والمحسن اسم فاعل الاحسان المحسن اسم لفاعل الاحسان ففاعل الاحسان اسمه محسن والاحسان هو الذي نتكلم عليه في المرتبة الثالثة فاذا وجه الاستدلال من جهتين. اولا ذكر المعية ثانيا ذكر الذكر المحسنين وقوله تعالى وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين وجه الاستدلال من هذه الاية انه ذكر رؤية الله جل وعلا لنبيه حال عبادة نبيه وانه يراه في جميع احواله حين يقوم وتقلبه للساجدين من صحابته اثناء صلاته بهم عليه الصلاة سلام قال واصفا نفسه جل وعلا الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين وهذا دليل الثاني من ركن الاحسان وهو قوله فان لم تكن تراه فانه يراك دليل الرؤية ها هنا قوله الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين يعني في المصلين قال ايضا وقوله تعالى وما تكونوا في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه وجه الاستدلال قوله تعالى هنا الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه وشهود الله جل وعلا لما يعمله العباد من معانيه رؤيته جل وعلا لهم وابصاره جل وعلا بهم رؤيته جل وعلا من معاني قوله جل وعلا شهيدا قال جل وعلا هنا الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه وهذا ظاهر الاستدلال قل وهذا الاستدلال ظاهر لان الاحسان هو ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك قال جل وعلا هنا وما تكونوا في شأن اي شأن تكون فيه وما تتلوا منهم من قرآن انواع تلاوتك للقرآن احوال ذلك في الصلاة خارج الصلاة وانت على جنبك وانت قائم احوال ذلك وما تعملون من عمل احوال عملكم كل ذلك منكم الله جل وعلا شهيد علي يرى احوالكم تلك على تفصيلاتها جاهد وشهيد عليكم يرى اعمالكم يسمع كلامكم ويبصروا اعمالكم جل وعلا وهذا دليل ايضا ظاهر الاستدلال ثم ذكر رحمه الله الدليل من السنة وهو حديث جبريل المشهور عن عمر رضي الله عنه وهو الذي شرحناه في الاربعين النووية اذ هو ثاني الاحاديث النووية الاربعين و بهذا يتم ذكر الاصل الثاني من وصول الاسلام ذكر الاصل الثاني من اصول دين الاسلام الا وهو معرفة دين الاسلام بالادلة نلخص ذلك ذكر الشيخ ان الاصل معرفة العصر الثاني معرفة دين الاسلام بالادلة عرف الاسلام وذكر اركانه وذكر معنى الشهادتين معنى شهادة ان لا اله الا الله فسر التوحيد وادلة ذلك جهاد بان محمدا رسول الله بين معنى الشهادة بان محمدا رسول الله. ثم بين ادلة اركان الاسلام الباقية. ثم ذكر الاصل المرتبة الثانية وهي الايمان كما ذكرنا لكم هذا اليوم ثم ذكر المرتبة الثالثة وهي الاحسان ودلائل ذلك كله على نسق ووضوح يسهل معه الفهم ويسهل معه الافحاص ولهذا ينبغي لنا ان نحرص على هذه الرسالة تعليما لها للعوام وللنساء في البيوت وللاولاد ونحو ذلك على حسب مستوى من يخاطب بذلك. فقد كان علماؤنا رحمهم الله تعالى يعتنون بثلاثة الاصول هذه تعليما وتعلما بل قد فكانوا يلزمون عددا من الناس بعد كل صلاة فجر ان يتعلموها ان يحفظوا هذه الاصول ويتعلموها وذلك هو الغاية في رغبة الخير ومحبة الخير لعباد الله المؤمنين. اذ اعظم ما تسدي للمؤمنين من الخير ان تسدي لهم الخير الذي ينجيهم اين سؤال الملكين للعبد في قبره لانه اذا اجاب جوابا حسنا جوابا صحيحا عاش بعد ذلك سعيدا. وان لم يكن جوابه مستقيما ولا صحيحا عاش بعد ذلك والعياذ بالله على التوعد بالشقاء والعذاب. اسأل الله جل وعلا ان ينور بصائرنا وان يقينا الذلل والخطل وان يلهمنا رشدنا وان يقينا شر انفسنا وان يعلمنا ما ينفعنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد