الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله نشهد انه مبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق الجهاد. صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداهم الى يوم الدين. اما بعد فموضوع هذه المحاضرة او هذا الدرس قواعد القواعد وكمقدمة لهذا الموضوع ومدخل بين يديه فانه لا يراد ان يدرك في هذا الدرس تأصيل القواعد الشرعية ووضع القواعد للتطعيم فان هذا مجاله مجال الدراسات المتخصصة والبحوث المتخصصة وانما نريد من هذا البحث او هذا الدرس ان نخلص الى نتيجة فيما يتعلق بالتقعيد وفهم للقواعد ثم ما ينبغي اتخاذه مع القواعد وما لا ينبغي اتخاذه مع القواعد. وسبب هذا الدرس سبب نسائه ان الناس يمر بهم كثيرا وخاصة القراء وطلبة علم العلم يمر بهم كثيرا التقعيد يمر بهم كثيرا ذكر القواعد القاعدة في هذا كذا والاصل في هذا كذا. واذا جاء التقعيد فانه يفهم اندراج الفروع تحت هذه وان المسلم يطبق هذه القاعدة بادراج خروعها التي تندرج تحت الفاظها ويشمل عموم لفظ القاعدة للفروع يدرجها فيها بما فهم من القاعدة. ولهذا كثر في هذا الوقت التأصيل والتطعيم كل يقول القاعدة كذا والاصل كذا وفهم السلف لهذه المسألة كذا والاصل في هذا والسلف نقلوا في هذه المسألة كذا وربما جعل بعض الاقوال للسلف قاعدة مطردة وربما طرحت قواعد واصول قررها اهل العلم في كتبهم دللوا عليها. فلهذا كان من اللوازم ان يجعل مدخلا ان يجعل مدخل لهذه القواعد ولفهم التقعيد ولما ينبغي اتخاذه مع بعيد مع ضرب بعض الامثلة. والثاني من سببين انشاء هذا الدرس ان نعطي فصولا عامة ينضبط بها التفكير ينضبط بها عقل طالب العلم او عقل بعامة في هذا العصر الذي كثرت فيه الاراء. وهذا العصر كما ترون وتسمعون وتشاهدون كثرت فيه الاقوال كثرت فيه الاتجاهات كثرت فيه الاراء حتى انها تكثر بعد كل يوم وليلة. وسبب ذلك الاخلال بالتأصيل للعلم سبب ذلك الاخلال بالرجوع الى قواعد العلم. ومن اسباب الاخلال به ومن اسباب حدوث ذلك التفرق او كثرة الاراء وكثرة المدارس من اسباب ذلك كثرة التقعيد الذي يورده اصحاب كل جهة ويكون ذلك التصعيد تارة مسلما وتارة غير مسلم وربما كان مسلما من بها غير مسلم من جهة اخرى كما سيأتي لذلك مثال. وهذا مما جعل كثير من الناس وخاصة الشباب يتخبطون في وضع ضوابط عقلية لان الكل ولله الحمد يريد السلامة يريد ان يتقرب من ربه جل وعلا يريد ان يعلم الحق ثم يتبع الحق. هذا زيدان الجميع. ولهذا كل ما دعا داع الى الحق بطريقته فانه يجد له اتباع ويجد من يقتنع بفطرته. وسبب الاقتناع بالافكار الخاطئة او الافكار الناقصة او الافكار المتبلبلة يعني غير الثابتة التي ليس لها اصول واضحة هو الكلام هو الاراء ايراد اصول ايراد نقول ايراد كواهب ايراد ادلة ونحو ذلك ويكون ذلك الايراد من الادلة والاصول والقواعد والشواهد يكون ناقصا يكون صحيحا في نفسه لكن يكون ناقصا وسبب ذلك ان كثرت الاراء وعرظ كل فكرته بطريقة وعارظت عند الاخر ولو رجع الجميع الى العلم لضبطهم العلم ولكانوا يدا واحدة على من سواهم لهذا اقول ان هذا الدرس مدخل وليس تعيد وليس تقعدا كاملا لهذه المسألة العظيمة بل هو مدخل لذلك يفتح لطالب الحق وطالب الصواب في هذه المسائل ما يمكنه ان يضبط عقله وفهمه ادراكه للامور وللاحداث وللموازين المختلفة القواعد عرفها اهل العلم بانها جمع قاعدة. والقاعدة هي ما يبنى عليها غيرها. قاعدة الشيء ما يبنى عليها غيرها. ولهذا قالوا ان تعريف القاعدة عند اهل الاصطلاح انها امر كلي ترجع اليه فروع كثيرة وقال بعضهم ان القاعدة امر اغلبي ترجع اليه فروع كثيرة. ونفهم من هذا التعريف ان القائل عبارة تجمع قلة في الالفاظ لكن يدخل تحتها صور يدخل تحتها صور كثيرة لان القاعدة موضوعة لجمع الفروع المختلفة. وهذه القواعد التي وضعها اهل العلم واصلت هذه اقسام. منها ما هي قواعد عامة ومنها ما هو ما هي قواعد قواعد خاصة. قواعد عامة لجميع اهل العلم يعني يتفق عليها العلماء جميعا خاصة في الفقه ومنها قواعد خاصة في الفقهيات تختلف ما بين مذهب واخر. والقواعد تقسم كبار اخر الى ان منها قواعد ووصول متصلة بالعقيدة. ومنها قواعد واصول متصلة بالفقه. ومنها قواعد اقول متصلة بالسلوك وانواع التعامل. واذا تأملت الكتب المؤلفة في هذا الشأن فتجد ان ظهور القواعد المتصلة بالعقيدة في كتب ائمة السلف ظهور ذلك بين واضح لمن طلبه وكذلك القواعد الفقهية وكذلك قواعد السلوك التي تبحث عند ذكر الاعتصام بالكتاب والسنة واتباع طريقة السلف الصالح في الفهم وفي العبادة وفي انواع التعامل. هذه انواع للقواعد وللفصول. قد تجد قاعدة في العقيدة قاعدة الفقه قاعدة في السلوك والتعامل. وهذه لابد ان ترعى جميعا لان ذلك التقعيد ما وضع الا لفائدة نعلم ان كل شيء شرعي لابد له من دليل هذه القواعد ما دليلها؟ القواعد باقسامها لابد ان يكون لها دليل. والدليل تارة يكون بنص من الكتاب والسنة يقال دليل هذه القاعدة كذا من الكتاب او من السنة مثلا قاعدة الامور بمقاصدها دليلها قول النبي صلى الله الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات. مثلا لا محرم مع ضرورة دليلها قول الله جل وعلا الا ما اضطر اليه وهكذا وكذلك في مسائل الاعتقاد هناك قواعد لها ادلتها وفي مسائل السلوك هناك قواعد لها ادلتها اذا تعرف القاعدة ويستدل لها بالنص من الكتاب او من السنة كذلك القاعدة يستدل لها الاجماع اجمع السلف اجمع الائمة على ان من القواعد كذا. كذلك يستدل القاعدة بالاستفراغ استقراء امام من الائمة مسائل معينة في باب او في ابواب فيخرج قاعدة باستقراءه وهو رجل مأمول امام من الائمة فيكون ذكره قاعدة واستنتاجه للقاعدة صوابا وصحيحة اذا نظرت في الكتب تارة تجد انه ينص على ان هذه قاعدة يقال لان القاعدة كذا لان الاصل كذا وتارة لا تجد هذا النص في ان هذه قاعدة وان هذا هو الاصل وانما تجد التعبير بامر كلي يرجع اليه افراد كثيرة. امر كلي يقال مثلا لان كل كذا ثم يذكر الحكم او يقول فكل شيء ثم يذكر الحكم التعبير بامر كلي يفهم منه ان هذا تطعيم لان الكليات استرجعوا اليها افرادها فتجد ذلك تارة بذكر القاعدة الاصل والاصل هو القاعدة لان الاصل يأتي بمعان عند اهل العلم ومن ايراداتهم للاصل ان يكون الاصل بمعنى القاعدة كما يقال مثلا ان اكل الميتة بخلاف الاصل فيكون معنى الاصل هنا يعني القاعدة لان القاعدة انه لا يجوز الاكل الا مما احل الله جل وعلا كما ذكر ذلك الاصوليون وغيرهم. ذكرنا ان القواعد اقسام. ومنها القواعد العقدية مثالها ان النص محكم والعقل معطل في ابواب العقائد. مثلا من قواعد العقيدة ان الاسباب مرتبطة بمسبباتها. وان الغاء اسباب لا يجوز وهو معارضة للشرع وقدح في العقل. مثال الفقهية كما ذكرنا الامور بمقاصدها والتابع ومثال السلوكية كل عبادة لم يتعبدها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تتعبدوها يعني ان العبادات مبناها على التوقيف وان المعاملات مبناها على الاخلاء يعني بما يكون عند الناس بما يصلح دنياهم ما لم يرد فيها ناقص يحرمها القواعد انشأها العلماء لماذا؟ لانه بعد الفتوح الاسلامية وبعد ان توسعت رقاة دولة الاسلام ظهرت مساجد ظهرت اراء ظهرت مذاهب ظهرت افكار جديدة وظهرت صور للمسائل كثيرة. فكان لزاما حتى تضبط المسائل في الباب الواحد وهو ما يسمى بالظابط او تظبط المسائل في ابواب مختلفة ان تجعل قواعد يرجع اليها فهم تلك المسائل. هذا في الفقهيات كذلك في العقديات لما كثر خلاف المخالفين للجماعة بطريقة اهل السنة بطريقة السلف الصالح وضعت قواعد تضبط الامر فاذا القواعد في الاصل لم تكن موجودة معبر عنها بالقاعدة عند السلف الصالح يعني عند الصحابة والتابعين وانما وضع العلماء هذه القواعد وعبروا عنها بقاعدة باصل ونحو ذلك من التعبيرات لاجل ان تضبط المسائل وحتى على الناظر ان يتفطن للمسائل التي للمسائل المتفرقة وما يجمعها من قاعدة واصل واحد. فكثرة كانت من اسباب نشأة القواعد كثرة المسائل كثرة الايرادات كثرة الفروع وكثرة الاقوال لا بد ان تظبط بظابط فكان لذلك ان شئت هذه القواعد انشأت تلك القواعد وانشأت الاصول حتى ينضبط العلماء بضابط واحد وحتى اذا من ليس بمجتهد من ليس بعالم غزير العلم لا يأتي ويستقرأ مرة اخرى ويخرج غسولا يضبط بها علمه ونفسه امر قصير لا يتحمل ان ينظر المرء في امور كثيرة لكن اذا ضبطت القواعد فانه ترد الفروع وترد المفردات الى تلك القواعد سينضبط الامر من اسباب النشأة اسباب نشأة علم التقعيد او القواعد ان العقل والفهم اذا لم ينضبط اذا لم ينضبط بتفعيل فانه يشك لان الاراء مختلفة. والحكم على المستجدات الحكم على النوازل يختلف فيه فلان عن فلان من العلماء يختلف فيه ولهذا تجد ان اختلاف السلف من التابعين خاصة تجد ان اختلافهم في الغالب لا يرجع الى خلاف القواعد اما اختلاف العلماء من اهل المذاهب المعروفة يرجع الى تفعيل وذلك لان اولئك نظروا في القواعد وظبطوا بمسائل واما من قبلهم فانه لم تتعطل ذلك فكانت المسائل عندهم مبنية على اجتهاده في النازلة فيأتي من بعده لا يدري قاعدته في هذه المسألة فيقلده في هذا الباب او في تلك المسألة ولا ينظر الى مأخذه من جهة التفعيل العام ايضا من اسباب وضع التقعيد ومن اسباب نشأة القواعد ان لا يتأثر طلاب العلم وان لا يتأثر الناس لان التقعيد يضبط ومن المعلوم ان القواعد كما ذكرنا دليلها المحكم من الكتاب والسنة. اما التي ترد وسيأتي تفصيل للمحكم والمتشابه ان شاء الله تعالى. اما المتشابهات فاذا اوردت على من ليس دراسة في العلم ربما تشتت ربما نظر الى المسألة ولم يتفطن لمأخذها من القواعد فكان من اللوازم ان توضع قواعد في العقيدة قواعد في السلوك قواعد في الفقهيات حتى ينضبط الناس واذا ولدت المتشابهات فان طالب العلم اذا نظر الى المتشابه الذي يخدش القاعدة يعلم ان للعلماء فيه نظرا يعلم ان للعلماء فيه توجيها ولا يترك القاعدة وهي الاصل الاصيل لاجل ايراد احد من ناس متشابه من المتشابهات ولو كان دليلا من الكتاب والسنة لان من ادلة الكتاب والسنة ما هو متشابه لا يؤمل به الا بعد رده الى المحكم هذه الامور مهمة بين يدي هذا الموضوع ومع تجدد الاحوال وتغير الامور في تاريخ الاسلام حدثت نوازل وحدثت حوادث كثيرة حوادث متغيرة حوادث متجددة هذه التي سماها العلماء نوازل والتي قال فيها عمر بن عبد العزيز اذ رحمه الله تعالى تحدث للناس اقضية بقدر ما احدثوا من الفجور. لابد ان يكون هناك نوازل متجددة تنزل بالناس قضايا جديدة فلابد ان يحدث لها احكام. هل كل ما اتت قضية وكل ما اتى شيء؟ يرجع الامر فيه الى اجتهاد جديد؟ ام ان هناك ضوابط؟ هناك قواعد اذا رجع العلماء اليها قل اجتهادهم في النوازل وتيسر الامر عليهم في نظرهم الى المستجدات. لا شك ان حدوث النوازل كان من اسباب التقعيد وايضا خدم التقعيد العلماء وطلبة العلم في النظر الى النوازل والمستجدات النوازل يعني الحوادث المختلفة والمستجدات في البلاد وفي الدول وفي المجتمعات هذه ترجع الى اسباب من اهم اسبابها التطور لان ان الناس يتطورون كل زمن تجد انه يدخل تحسينات على ما قبله خاصة في امور المعاملات تأتي معاملات جديدة ليست في الزمن الاول والعقل بطبعه يحب ان يجدد يحب ان يأتي باشياء جديدة هذا التطور الذي يحدث عند الناس اذا لم ينضبط بتطعيم فانه لا حد للعقل لان العقل يريد ان يتطور ويصل الى اشياء قد تبعده تماما عن الشريعة وعن الدين الذي ارتضاه الله جل وعلا فكانت القواعد مرجعة لهذه النوافل الى اصول ثابتة مهما حدث تجدد في الاحوال ومهما حدث تجدد وتغير في الامور وفي مستجدات فان القواعد تضبط ذلك في فهم طالب العلم وفي حكم العالم وفي فتواه حتى ترجع الى اصول ثابتة. لان هذه الشريعة ثابتة من اوصاف الشريعة انها شريعة ثابتة ثابتة من جهة النظر الى الاشياء ثابتة من جهة الاحكام ثابتة من جهة تعبيد الناس لله جل وعلا ولكن الفتوى كما هو معلوم تتغير بتغير الاحوال والزمان لان الفتوى مبنية على اختلاف احوال الناس وتارة يكون اعتماد المفتي على العرف وهذا له بحث اخر ليس هذا مجاله. ايضا من اسباب وجود النوازل التي دعت الى ضرورة فهم القواعد وضرورة التصعيد. وان يربط المسلم نفسه بالقاعدة فضلا عن طلاب العلم فضلا عن العلماء ان الزمان يفسد وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام لا يأتي زمان الا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم. فهل اذا استجد الزمان بانواع من الفساد وانواع من التغييرات كما قال عمر ابن عبد العزيز تحدث للناس اقضية بقدر ما احدثوا من الفجور. هل اذا تجدد الفجور وازداد الفجور او ازداد بعد الناس عن الدين؟ هل لهم باشياء جديدة لم يكن عليها الامر الاول التقعيد يضبط هذه النوازل التي هي راجعة الى فساد الزمان فساد اهله بامر يجعل الشريعة ثابتة ويجعل النظر وحكم الكتاب والسنة ثابت لا يتغير. لان هذه الشريعة صالحة لكل زمان ومكان كما هو معلوم وحكمها في اول الزمان كحكمها في اخره والله جل وعلا علم ان هذا الدين باق الى قيام الساعة فجعل احكامه باقية الى قيام الساعة. فاذا مهما حدث من فساد الناس مهما حدث من تغير مهما حدث من الامور فارجاعها الى اصول الشرع يضبط ذلك ويجعل ذلك الفساد ليس وسيلة الى تغيير الشرع وسيلة الى تغيير اهله وسيلة الى انقلاب العقل والى انقلاب الفهم في معالجته لتلك الامور لان القواعد ثابتة ولان التقعيد واحد لا يتغير له العلماء والائمة من قبل حتى يمسي عليه الناس جيلا بعد جيل اذا تأملت هذا فمن الذي قعد هذه القواعد؟ ومن الذي يقعد ومن الذي يحق له ان يطبق القواعد الذي يقبل تقعيده اهل العلم فاذا كان التقعيد في العقيدة بذكر اصول وقواعد يرجع اليها في ابواب الاعتقاد فلابد ان يكون ذلك التطعيم من عالم بالعقيدة عالم بدقائق اقوال السلف عالم بالاقوال المخالفة لاقوال السلف. ولهذا قل التقعيد في العقيدة بعد زمن السلف الصالح وائمة الاسلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لاجل طول باعه في هذا الامر ايضا اتى بقواعد ضبطت لنا ضبطت لنا مسائل العقيدة قربت لنا اقوال السلف في ذلك فاذا التقعيد لابد ان يكون من عالم راسخ في علمه. فاذا كان في العقيدة فلا بد ان يكون من عالم راسخ في العقيدة. وقد ذكرنا مرارا ان العقيدة عقيدة اهل السنة والجماعة منها ابواب متصلة باعتقاد القلب وهو شرح اركان الايمان الستة الايمان الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره من الله تعالى. ومن العقيدة عقيدة السلف ما سمي ما سماه بعض اهل العلم بالمنهج لكل جعلنا منكم سلعة ومنهاجا وهو طريقة التعامل في الامور مثل مسائل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هذه من مثل مسائل الامامة من العقيدة من الصحابة من العقيدة الكلام في الولاية وكرامات الاوليا وما يتعلق بذلك هذا من العقيدة وهكذا المسائل التي خالف فيها اهل السنة غيرهم وجعلت مسائل جعلت تلك المسائل من العقيدة لانها مما ميز اهل السنة عن غيرهم من فراق الضلال. لا بد ان يكون المقعد عالما بما خالف فيه اهل السنة غيرهم. فاذا فين ابوابها جميعا تشمل مسائل الاعتقاد واركان الايمان وتشمل المنهج وتشمل ايضا السلوك. ولهذا في العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية جعلها على هذه الاقسام الثلاثة شرح اركان الايمان ثم مسائل التعامل المنهج الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الامامة والصحابة وكرامات الاولياء ما يستطع بذلك من مباحث ثم في اخره مبحث الاخلاق والسلوك عند اهل السنة والجماعة. من يقعد هذه المسائل لابد ان يكون راسخا في ذلك هل يقبل من كل احد ان يقعد؟ لا يسوء ان يقبل من كل احد ان يقعد. لما؟ لانه لو قبل من كل طالب علم ان يقعد في العقيدة مسائل لصار هناك انحرافات لان العقيدة امرها واحد منذ زمن السلف الصالح الى وقتنا هذا والى ان يرث الله الارض ومن عليها. فاتق لا بد ان يكون راجعا الى قول ائمة السلف او الى قول المحققين من الائمة فشيخ الاسلام ابن تيمية وهو ابن القيم ومن نحى نحو وهم وشهد له بالامامة في هذا الباب ايضا التقعيد فيه استحضار المقعد الفروع الكثيرة التي تندرج تحت هذه القاعدة. واحيانا بعض الناس قد يستعجل يقعد وهو لا يستحضر كل الفروع التي تندرج تحت هذه القاعدة مما عايشه او مما علمه. وانما استحضر بعضا فاخرج قاعدة. ولهذا تجد ان من ناس حتى من بعض طلبة العلم يقعد قاعدة ثم يورد عليه معترض بشيء. فيكون خالما لقاعدته صحيح ان القواعد ان القواعد اغلبية لكن هذا لا يعني ان يكون المعارضة للقاعدة ان تكون كثيرة. الثاني التقعيد اذا جاء من مختلفين يعني فلان له طريقة تخالف طريقة فلان واتى التقعيد في هذه المسائل المختلف فيها فانه نتيجة لاختلاف الاراء وللرغبات وللغايات يكون ثمة تعيدات مختلفة ولهذا تجد في مثل هذا الزمان من قعد ممن هو ليس من اهل العلم تجد انه يقعد بحسب الواقع الذي يعيشه كان واقعا دعويا يقعد بحسب الواقع الذي هو فيه. ان كان واقعا فقهيا يقعد بحسب الواقع الذي هو فيه. والواجب ان الذي يحق له ان يقعد ان يكون متخلصا من ان يكون متبنيا لرأي من الاراء لان التطعيم هو استقراء المسائل وذكر اصول قول هذه المسألة من ادلة الشرع حتى تكون مرجعا يرجع اليه اذا حضرت فروع جديدة. وقد رأينا في هذا الزمن انه حصل تقعد لاشياء لا يوافق عليها الائمة من قبل. وجعلت قواعد تبنيت وصار هناك اراء واراء مما سبب اختلافا في وجهاء النظر وعدم دقة في ذكر هذه الاراء. الثالث من المسائل ان المسائل المتصلة بمبحث من الذي يقعد ومن الذي يحق له التقعيد؟ انه لا يسوغ لاحد ان ينسب قاعدة من القواعد للسلف الصالح. يقول القاعدة عند السلف هي الا عن احد طريقين. الاول ان ينص ان يجد نصا على انها قاعدة. يجد نص والقاعدة كذا والاصل كذا في قول ايمان من الائمة او في كتب الاعتقاد او في كتب السلف الصالح رظوان الله عليهم. لا بد ان يكون ثم نص حتى لا نجعل السلف مقعدين لقواعد خاطئة والسلف لا شك انهم هم خير هذه الامة خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. فمن الناس من يأتي يقول القاعدة عند السلف كذا. هل نص السلف على هذه القاعدة لا تجدوا جوابا بالاثبات لانهم نصوا عليها. من اين اوتي من اين اوتي بهذه القاعدة؟ بفهم ذلك والمقعد اذا كان من اهل العلم فانه لن يجترئ على تقعد دون نقص من من السلف الصالح على هذا التصعيد اذا نسب بس تلك القاعدة للسلف هذا الطريق الاول لفهم التقعير المنسوب للسلف الصالح ان ينص على هذه القاعدة عند السلف الصالح الثاني ان يستقرأ عالم راسخ متأني لكلام السلف في المسألة ثم يقعد. فاذا اتى عالم واثق في العلم متأني فيما يأتي وفيما يذر ويستقرئ كلام السلف وبعد استقرائه لكلامهم ولاحوالهم يخرج مثل ما قعد لنا شيخ الاسلام رحمه الله تعالى قواعد كثيرة في فهم في العقيدة وكذلك في السلوك ونسب هذه القواعد للسلف فانه انضبطت الافهام واذا نظرت في اقوال السلف وفي احوالهم لا تجد انها تخرج عن تقعدات شيخ الاسلام ابن تيمية لم؟ لان شيخ الاسلام اذ تقرأ وهو راسخ في العلم واستقرأ وهو ينظر الى اقوال السلف جميعا ما استعجل فنظر الى قول او قولين او عشرة او عشرين او خمسين فاخرج فيها قاعدة ربما لا يكون السلف موافقين على هذه القاعدة وتكون يكون ذلك القول وذلك التطعيم مخالفا لاقوال السلف من القواعد المهمة التي ينبني عليها النظر في كلام الناس وفي اقوال المقاعدين وفي الادلة وفي الاراء المختلفة اصل وقاعدة المحكم والمتشابه تجد ان المصنفين في علوم القرآن يذكرون المحكم المتشابه. المصنفين في اصول الفقه يذكرون المحكم والمتشابه. والمحكم والمتشابه من المباحث المهمة التي ولا اكون مجادفا التي يجب ان يفهمها كل مسلم خاصة في مثل هذا الزمان والازمنة التي فيها الاقوال والاراء والتقلبات المختلفة الله جل وعلا قال في محكم كتابه هو الذي انزل عليك الكتاب. منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا. بين جل وعلا انه جعل من اي القرآن منها ما هو محكم ومنها ما هو متشابه. ابتلاء من الله جل وعلا. لعباده. ما هو المحكم من الايات؟ هو الواضح المعنى. هو بينوا المعنى الذي يفهمه من قرأه بدون اشكال. واضح المعنى مفهوم. وهناك ايات اخر مشتبهات. يعني تشتبه ولا يدرى وجهها حتى ترد الى المحكم هذه المشتبهات كثيرة في القرآن. يشتبه النظر في هذه الاية هل هذه الاية على ظاهرها؟ هل هذه الاية يؤخذ منها الحكم ام ان هذه الاية مبين معناها في مكان اخر مبين مبين معناها في اية اخرى جعل الله جل لو على القرآن منه محكم ومنه متشابه المحكم الواضح المعنى والمتشابه الذي يشتبه على الناظر فيه معناه. كذلك السنة منها محكم ومنها متشابه. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك كالذين سمى الله فاحذروهم. الذين يتبعون ما تشابه منه هم اهل الدير. قال جل وعلا فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون هنا ما تشابه منه ولهذا لما جاءت الخوارج احتجت الخوارج على مبدأهم وعلى مذهبهم بنصوص من الكتاب والسنة. احتجوا على صاحب الكبيرة بنص من القرآن. واحتجوا على ذلك بنص من السنة. احتجوا على ارائهم بنصوص. والنبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه كما في الصحيحين من اوجه متعددة انه قال في الخوارج يمرقون من الدين كما يمرق السهو من الرمية اينما فاقتلوهم فان في قتلهم لمن قتلهم اجرا عند الله جل جلاله. ما سبب ضلالهم انهم اخذوا المتشابهة وتركوا المحكم؟ من يعلم المتشابه من المحكم من الذي يرد المتشابه الى المحكم؟ صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم والخوارج لم يرجعوا الى الصحابة فصار استدلالهم المتشابه استدلوا بالقرآن وبالسنة وليس كل مستدل بالقرآن وبالسنة مصيبا وناديا بل لا بد ان يكون استدلاله بالقرآن تعاني وبالسنة فراجعا الى فهم اهل العلم الذين يرجعون المتشابه الى المحكم. اذا نظرت اراء المختلفة في اقوال المرجئة في اقوال القدرية كل يحتج بالكتاب والسنة. لكن هل احتجاجه بالكتاب والسنة على فهم السلف؟ هل هو وعلى فهم الصحابة هل هو على فهم ائمة الاسلام؟ لو كان على فهمهم لما حصل خروج عن الجماعة الاولى ولكانت هذه الامة جماعة واحدة لكن سبب الخلاف وسبب الفرقة الاخذ بالمتشابهات وترك المحكمات. لهذا من الاصول العظيمة في التقعيد ان تتبين كم من المتشابه ان تضبط محكمات الشرع محكمات الدين محكمات العقيدة فاذا اتى ات بدليل اخر يخالف احكام فلا بد ان تسأل عنه لانك لانك واقف على محكم واقف على دليل على قاعدة ولا تخرج عنه الا بشيء قوي مما النص من الكتاب او السنة او تقعيد اهل الاسلام. اذا نظرت في المحكم والمتشابه على هذا النحو فانك تتعجب ان كان في كتاب الله وهو كلام الله جل وعلا الحكيم الخبير ان كان فيه ما يشتبه ان كان انا فيه ما ضل بسببه بعض الناس. ما ضل بسببه امم ما ضلت بسببه فرق وجماعات مذاهب كما قال النبي عليه الصلاة والسلام وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة وهي هي الجماعة قال الشاطبي رحمه الله في الموافقات انه لا يعجز احد ان يستدل على رأيه في مسألة من المسائل بالكتاب او بالسنة. فهذه النصارى استدلت على رأيهم في ان بعثة النبي صلى الله عليه وسلم حق ولكنها مخصوصة بالعرب بقول الله جل وعلا وانزل عشيرتك الاقربين. وبقوله وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون. كذلك استدل من لم يحرم الخمر وقال ان الخمر لم تحرم في كتاب الله جل وعلا الا فدل على ذلك بقول الله جل وعلا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون فامر بالاجتناب ولم يذكر التحريم نصا. كذلك استدل كما قال اهل الفرق المختلفة استدل الخوارج بما استدلوا به الى اخر ما ذكرنا لك. اذا كان هذا في الكتاب والسنة منه محكم ومنه متشابه. وان اتباع المتشابه من الكتاب والسنة نوع من انواع الزيت الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم فلا ان يقع التشابه في الكلام وفي الاقوال وفي الاراء وفي الافعال لان يقع التشابه في احوال الصحابة في اقوالهم وافعالهم من باب اولى لانه وقع التشابه في الكتاب وفي السنة. ووقع التشابه ايضا في اقوال الصحابة وفي افعالهم. وقع التشابه ايضا من باب اولى في اقوال وافعال التابعين وقع التشابه ومن باب اولى في اقوال وافعال الائمة والعلماء وقع التشابه ومن باب اولى في الذين صنفوا وكتبا فاذا ليست النجاة وليست معرفة الحق في ان تجد قولا مكتوبا في كتاب او قولا منسوبا الى عالم او رأيا يستدل عليه صاحبه بكتاب او بالكتاب او بالسنة او باقوال بعض اهل العلم حتى يكون استدلاله موافقا للقواعد المحكمة التي قررها ائمة الاسلام فان هذه القاعدة وهي معرفة المحكم من المتشابه معرفة المحكم والمتشابه وانه لا الا وانه لا فهم لاقوال السلف ولا نجاة ولا بعد عن طريق الزائغين وطريق مخالفين حتى يكون ذهاب المرء الى المحكمات من القواعد والادلة دون المتشابهات. القواعد من مزاياها انها محكمة انها امر كلي وضعه العلماء بالاستدلال بالنصوص المحكمة دون المتشابهة. اما اقوال اهل الزيغ اقوال اهل الضلال انهم يستدلون بادلة لكن هذه الادلة معارضة بمثلها معارضة بغيرها. وابلغ منه في البعد وابلغ منه في البطلان ان استدل بحال من الاحوال بفعل تابعي بفعل مجموعة من التابعين بقول من اقوالهم بقول وجده في كتاب بقول وجده منسوبا الى الى عالم ولو استدل عليه حتى يوافق ذلك النصوص من الكتاب والسنة وما قعده اهل العلم من القواعد التي تعصم من اخذ بها من الخطأ في هذا الباب العظيم ايضا في الفقهيات المحكم والمتشابه هذا تنظر اليه في ابواب العقيدة وفي ابواب التعامل وفي احوال كثيرة. اذا نظرنا في الفقهيات نأخذ مثالا لقاعدة تقعدية في هذا البيان وهذا التقعيد في الفقه الذي يضبط الذهن ويخلص المرء بتقلبات الاحوال من كثير من الاشكالات ان تعلم ان الفقه هو العلم بالحلال والحرام من نصوص الكتاب والسنة وما فهمه الائمة واستنبطوه من الاحكام الفقه مرتبط بعضه ببعض الفقه مبني بعظه على بعظ. ففهم احكام العبادات مبني على فهم القواعد. مبني على معرفة النصوص والاحكام في ابواب اخرى من الفقه ويتأكد ذلك من بناء واعتماد الفقه بعضه على بعض اذا اتت النواجذ. لان النازلة قد يردها بعض الى دليل دليل واحد يردها بعض الناس الى باب من ابواب الفقه. فيكون نظره فيها تارة مصيبا. وتارة يكون النظر خاطئا متى يكون خاطئا؟ اذا كانت المسألة لها صلة باكثر من باب من ابواب الفقه. مسألة لها صلة لها صلة بالاجتهاد لها صلة بفهم لباب من الابواب الفقهية والفقه في النوازل بعضه ببعض لا يتصور ان يأتي احد ويفتي في نازلة عظيمة او يحكم في واقعه او يحكم في مسألة من المسائل التي تهم المسلمين وهو يعلم بابا من الابواب او متخصص كما يقال في لغة العصر ابواب البيوع مثلا او المعاملات ويأتي نازلة من النوازل ويحكم فيها الفقه الذي يحتاج يحتاج اليه المجتهد ويفتي من ويفتي به في النوازل هذا مرتبط بعضه ببعض. فاذا اتى متجرأ مثلا وتكلم في مسألة فقهية عظيمة ينبني عليها رأي ينبني عليها اختلاف ينبني عليها تفرق ينبني عليها ان يتبعه فيها اناس او يتبعك فيها فئات او جماعات او يتغير فيها البلد او او ينبني عليها مواقف او ينبني عليها عمل وجهاد او نحو ذلك. اذا تكلم في مسألة وهو يعلم من نفسه انه لم يضبط الفقه كله فانه قد جنى على نفسه لانه تكلم في هذه النازلة ببعض ما عنده من العلم وهو اعلم انه لم يضبط هذا العلم كله. النوازل تحتاج في التقعيد من السائل والمسؤول وتحتاج الى التقعيد من المتبوع والتابع ومن الفرض ومن الجماعة الى ان يكون الذي يتكلم فيها ربط الفقه والفقه متصل بعضه ببعض. لا يكون خبيرا بباب من الابواب او بابين او ثلاثة. لان هذا مرتبط بعضه ببعض والفقه مبني على التطعيم. فاذا يكون الارتباط بكلام الائمة والعلماء وبالتطعيم وبالادلة من الكتاب والسنة ولو كان الناس كذلك لانضبطوا لكن الجرأة والاعجاب واسباب كثيرة جعلت المرء يتكلم ثم جعلت من يتبعه ولا شك ان كل من عنده علم لابد ان يكون عنده نوع حجة ويكون عنده احتجاج لكن الشأن ليس في وجود الاحتجاز الشأن ان يكون الاحتجاج في المسائل الفقهية وفي المسائل الخلافية خاصة التي ينبني عليها اراء ومواقف واحوال ان يكون الاحتجاج في نفسه سليما ثم ان يكون سالما من المعارض. لان كثيرا من الاحتجاجات اذا نظرت اليها في نفسها تجد انها سليمة لكن اذا نظر اليها عالم قال هذا معارض بدليل كذا هذا معارض بقاعدة كذا هذا لا يستقيم لان فيه كذا وكذا فاذا ليس الشأن في هذه الابواب ان يتجرأ متجرأ في تفعيل الفقهيات التي ينبني عليها المواقف والاحوال الاراء المختلفة ان يكون عالما ببعض الفقه عالما ببعض المسائل عنده مراجعه فان الفقه ملكة لو كان الفقه مراجعة الكتب سهل الامر من قديم لكن الفقه ملكة تكون بطول ملازمة العلم بطول ملازمة الفقه حتى يكون هذا الناظر هذا الفقيه مجتهدا قد فهم ادلة الشرع وامن وامن هو ان يتكلم على الشرع بهوى وهذا لا شك انه من الاصول المهمة ونخلص منه الى ان الذي يحق له التطعيم في هذه المسائل ويتبع قوله هم المجتهدون الذي يحق له ذلك هم اهل الاجتهاد. لان الفقه بعضه مبني على بعض وبعضه يقود الى بعض. ولا يمكن ان يفرق بين كلام الله جل وعلا. ولهذا من تجرأ على كلام الله وعلى كلام رسوله صلى الله عليه وسلم. يعلم من نفسه انه يعلم بعضا دون بعض وترك التأني ولم يزدري نفسه في هذا الباب فانه قد جنى على نفسه وليس بمعذور. لانه علم نقصه وتجرأ وحكم على ما لا يسوغ له الحكم فيه هذه المسألة او هذا التطعيم لفهم القواعد في الفقهيات له اثار من اثاره وهذا للمثال وليس للحصر من اثاره ما يعلمه كل منكم من دخول كثير من الناس وخاصة بعض المنتسبين الى العلم او طلبة العلم دخلوا في مسائل التفسير والتكفير والتبديل وجعلوا قواعد للتبديع ليست معروفة عند اهل العلم ولهذا تجد ان اهل العلم يخالفونه استدلوا على ذلك التطعيم بادلة وباقوال. لكن لم لم يستدل اهل العلم؟ لما لم يستدل اهل العلم؟ ولم لم يفهموا تلك القواعد على نحو ما اورد اولئك. لاجل ان الفقه بعضه مرتبط ببعض. بعضه صلة لبعض. والتقعيف والعلم بعضه صلة لبعض واولئك اخذوا بعضا وتركوا بعضا. كذلك في مسائل التكفير تجد هذا يكفر. وذاك لا يكفن ويأتي احتدام اما دول واما تكفير اشخاص او تكفير علما او تبديل لاشخاص او علما او طلبة علم او دعاة او تفسير لهذا او هذا ويختلف هذا مع هذا واذا نظرت الى كلام اهل العلم وجدت انه موافق للعلم منضبط لا اعتراض عليه. وهؤلاء يتجادلون فيما بينهم وهذا يورد حجة وقاعدة وذاك يورث حجة وقاعدة. وسبب الخلاف فيما بينهم انهم لم يرجعوا الى تقعيد القواعد التي يتكلمون فيها ومن اهمها في هذه المسائل ان الفقه مبني بعضه على بعض. وايضا الفقه في بعض مسائله مبني على العقيدة في مسائل التكفير مبنية على باب حكم المرتد وباب الردة فاذا هذه متصلة بهذه فالجرأة على التطعيم والجرأة على التطبيق يسبب اثارا من الخلاف واثارا من التفرق واثارا من الاستقلال بالاعراف. هل يقال فلان له رأي هذا اخطأ فيه ورأي؟ هذا صحيح والامر وسهل لو كان هذا يرجع اليه ومقتصر عليه. لكن فيما نرى في هذا الوقت نجد انه ليس الامر كذلك نجد ان كل من له رأي وله فهم لا بد ان تجد من يتبعه على ذلك. وهذا سبب لنا اراء كثيرة وفرق كثيرة واقوال كثيرة وهذا مما يجب ان يدرى وان يجتمع اهل الحق وان يجتمع المؤمنون وطلاب الاصلاح وطلاب الخير وطلاب دعوة وطلاب الجنة وطلاب الدار الاخرة ان يجتمعوا على كلمة سواء. والا يسعوا في التفريق وفي زيادة الفرقة فيما بينهم بان ينضبطوا في تفعيل قواعدهم وفي تقعد كلامهم وفيما يأتون وفيما يذرون لان مراد الجميع الخير وهداية الناس الى الدين اصلاح وازالة المنكرات والامر بالمعروف وفسو الخير وزوال الباطل. وهذا انما يكون بالاستماع والائتلاف. واما فانها مفرحة للشيطان ومحزنة لعباد الله المؤمنين في السلوك هذا مثال يعني مثال للقواعد في او لتقيد القواعد في العقيدة مثال لتقعيد القواعد في الفقهيات مثال لتقعيد القواعد في السلوك وقد ذكره بعضهم وهو ان ينضبط ذهنك في التعامل والسلوك بانه ليس كل قدح او مدح حقا. فلا بد اذا من التثبت ليس كل قدح ولا كل مدح حقه. فلا بد من التثبت تثبت في القوادح والتثبت في ما يمدح به كلمة للذهب الحافظ الذهبي الذي له من اسمه نصيب وقد قال فيه المحدث طرابلسي وكان يسمع به ولم يره حتى قدم عليه دمشق ورآه قال في الحافظ الذهبي ما زلت بالسمع اهواكم وما ذكرت اخباركم قط الا ملت من طربي. وليس من عجب ان ملت نحوكم. فالناس بالطبع قد مالوا الى الذهب. قال الذهبي رحمه الله تعالى ما من امام كامل في الخير الا وثم اناس من جهلة المسلمين ومبتدعيهم يذمونهم ويحقون عليه. وما من رأس في التجهم والرفض والضلالة الا وله اناس ينتصرون له ويذبونه عنه ويدينون بقوله بهوا وجهل وانما العبرة بقول الجمهور انما العبرة بقول الجمهور من الهوى والجهل المتصفين بالورع والعلم. قال نعيد كلامه ما من امام كامل في الخير الا وثم اناس من جهلة المسلمين ومبتدعيهم يذمونه ويحطون عليه. وما من رأس في التجهم والرفض الا وله اناس ينتظرون له ويذبون عنه ويدينون بقوله بهوى وجهل. وانما العبرة بقول الجمهور الخالين من الهوى والجهل المتصفين الورع والعلم انتهى كلامه رحمه الله ومأخذه في اخر كلامه من قول النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة مر بها فاثنوا عليها خيرا ومر بجنازة اخرى فاثنوا عليها شرا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم في الجنازة الاولى التي اثنوا عليها خيرا. هي في الجنة وقالوا في الجنازة التي اثنوا عليها شرا هي في النار قال انتم شهداء الله في ارضه. من هم شهداء الله في ارضه؟ هم المسلمون المتمسكون بما كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين خلوا من الهوى والجهل والذين نتصفوا بالورع والعلم فهذا فهاتان الصفتان عدميتان وصفتان وجوديتان اما الصفتان الوجوديتان فان يكونوا متورعين وان يكونوا علماء يكون عندهم ورع وعندهم علم من الناس من عنده ورع لكن لاعلم عنده فهل يقبل كلامه؟ في الناس فيما يقدح يقدح به في فلان او يمدح من اجله لفلان؟ هل من عنده ورى بلا علم يقبل قوله في هذا؟ اما الصفتان العدميتان ان يكون خاليا من الهوى وخاليا من الجهل. خالي من الهوى لان الهوى يجعله يقدح في من ليس على طريقته. والهوى يجعله من كان على طريقته فبإعجابه وهواه مدح وبإعجابه وهواه قدح وهذا يسبب خللا في السلوكيات وخللا في التعامل وخللا في القلوب وخللا في محبة المؤمنين بعضهم لبعض وفي امور كثيرة من الشر تنبع من اجل الاخلال بهذه القاعدة وهي قاعدة انه ليس كل قدح او مدح حقا فلا بد اذا من التثبت. ولهذا نقول لا بد ان يكون هنا الناظر في المدح وفي القدح تابعا للجمهور وهؤلاء الجمهور هم الذين اتصفوا بالعلم والورع واتصفوا بالخلو من الهوى الجهل تجد من الناس متصف بالعلم وعنده ورع لكن عنده بعض هوى لذلك تجد ان في كلامه ما يخبث في كلامه ما لا يطمئن المرء معه ان هذا هو القول المنسوب لائمة الاسلام او للسلف الصالح. يكون عنده ورع ولكن ليس عنده علم. عنده علم وليس عنده ورع. وهكذا يكون عنده علم ولكن عنده جهالة ببعض الاشياء. فيتسبب من اجل ذلك فيما مدح وفيما قدح يتسبب بما مدح وبما قدح في خلل في في اذهن الناس وفي اذهن وافهام المسلمين فلابد اذا من ان يكون هناك تقعيد عام في مسائل النظر في المدح والقدح وهذا الزمن كما ترون وتعلمون ما من انسان وخاصة من المشتهرين من طلبة العلم او من العلماء او من الدعاة او من غيرهم الا وله مادح وله قادة الامام احمد ثم من قدح فيه حتى قال الكرابيسي كلمته المعلومة في قدح من قدح في الامام احمد. كذلك الامام الشافعي ثم من قدح فيه لكن الله جل وعلا اظهر فضائل اولئك وجعل قدح من قدح في اهل العلم الراسخين جعل قدح من قدح فيهم امره راجع اليه ليس بذي صواب قدح ومدح القدح له اسباب ومدح المادح له اسباب. وهذه القاعدة انه ليس او تقعد لقواعد التعامل ليس كل او مدح حقا لابد ان نتعرف لاسباب القدح. لم يقدح طالب علم في طالب علم لما يقدح مسلم في مسلم؟ لما يقدح مؤمن في مؤمن؟ ما اسباب القدح عندهم القدح له اسباب من الاسباب ان يكون هذا قرينا لهذا وكون هذا قرينا لذاك يجعل القدحاء سهلا لان القرين يكون مع منافسه القرين في تنافس. فربما اراد ان يغلبه او ان يكون مقدما عليه فجعل له ذلك يقدح الامام مالك تكلم في ابن ابي ذئب وابن ابي ذئب قال في الامام مالك يستتاب مالك فان تاب والا قتل الامام ابن مالك احد ائمة الاسلام وابن ابي ذئب ثقة الايمان وهذا امام وهذا امام. بينهم ما بين الافران. وقد قال ابن عباس ان ما حاصله ان العلماء او قال نحوها ان العلماء لا يتنافسون او يتحاسدون كما تنافسوا تحاسدوا التيوس في زروفها. وهذا ظاهر بين فقد يكون قدح هذا في ذاك سببه ان هذا قرين لذاك والمؤمن المسدد الورع يحب من ينصر دين الله يحب من يقول الكلمة ولو كان ما معه الا واحد او ليس معه وذاك معه امم من الناس المهم ان يكون دين الله جل وعلا منصورا وان يكون الكتاب والسنة منشورا بين الخلق. ليس المهم ان يكون هذا اكثر او انا عندي اكثر وذاك افرح بخطأه بل افرح بصوابه ولو لم يكن معي احد واحزن لخطئه ولو كان معي امة من الناس لهذا من اسباب القدح ان يكون هذا قرين لذاك. من اسباب القدح الحسد والحسد نهى الله جل وعلا عنه وهو يأكل الحسنات كما جاء في الحديث. قال جل وعلا ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله فقد اتينا ابراهيم الكتاب والحكمة واتيناه ملكا عظيما. فمنهم من امن به ومنهم من صد عنه. وقد قال عليه الصلاة والسلام اياكم والحسد فانه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. الحسد ما سببه؟ سببه انه حسد هذا وتمنى زوال نعمة الله عليه لشيء في صدره عليه. وحقيقة الحسد انه عدم رضا فعل الله عدم رضا بقضاء الله جل وعلا. من الذي اعطى ذاك؟ من الذي اعطاه الفضل؟ من الذي احسن اليه؟ من الذي جعله هاديا للناس؟ من الذي جعله كذلك وامده بمال؟ امده حسنة الذي امده في ذلك هو الله جل وعلا. فاذا حسدته فتكون في الحقيقة معترظا على فضل الله. الذي يؤتيه من يشاء. من اسبابي ايضا القدح التحزبات المختلفة هذا من فئة وهذا من فئة وهذا يقدح في ذاك وهذا يقدح في ذاك لاجل حزبه وفئاته. من اسباب القدح ايضا ان يقدح في عالم يقدح. في امام لاجل اسقاطه. واذا اسقط كان ثم هدف من وراء اسقاطه. فاذا قدح فيه في عالمه فزال ذلك العالم كان السبيل لهذا ان يأتي ويقرر للناس ما يريد فيكون بعد ذلك سائرا. من اسباب القمح في العلماء. او من اسباب القدح في الموجهين ان يكون لذلك القادح حدث. يسعى من بعد اسقاط ذلك يسعى من ورائه بعد القدح الى اسقاط ذلك. واذا اسقط هذا المقدوح فيه وهو والمشهود له بالخير وتفرق الناس عنه لم يكن موجها ولم يسمع الناس كلامه فخسر الناس كثير وخسر الدين ناصرا من انصاره المدح ايظا له اسباب من اسباب المدح الذي يكون تارة بحق وتارة بغير حق. من اسباب المدح زيادة الاعجاب يعجب بشخصية يعجب برجل فيجعله فيكون اعجابه هذا سبب لان يمدحه بدون استئناف بدون استثناء يملك عليه قلبه يملك عليه مشاعره حتى يكون هو الكامل الذي لا عيب فيه. هذا الاعجاب يجعله يمدح باطلاق ولا يرى عيوبه. كذلك من اسباب المدح الزائف او غير الحق تارة يكون حقا وتارة يكون على غير الحق. من اسباب المدح في التحزبات ايضا. والجماعات المختلفة المختلفة يمدح لكي يظهر هذا فيقبل الناس عليه لانه من الفئة الفلانية. يمدح اخر لما؟ لانه من الفئة المقابلة والقاعدة التي تربط لك هذا ان ليس كل قدح او مدح حقه فلا بد ان تتثبت. والورع يتخلص يتخلص من الهوى يتخلص من ان يرى بقلبه بل تنظر بالعلم. تنظر في هذا في المقدوح فيه وفي الممدوح تنظر فيه بعلم. والموازنة في هذا الامر بان ان تكون مع نفسك ان تكون مع نفسك متحريا للحق طالبا الصواب والا تكون في هوى لا على هذا ولا على ذاك بل نتج من جراء اهمال هذه القاعدة ان كان من يتوسط فلا يمدح باطلاق ولا يقدح باطلاق كان متهما من الفئتين لا هؤلاء يرضون عنه يعني المادحين ولا القادحين يرضون عنه. وكل كان مدحه او قدحه متجاوزا للحج او ليس في وصف من وصفوه ويكون فيه نوع فيه خير وفيه غير ذلك والمؤمن اذا كانت حسناته كثيرة وكانت سيئاته قليلة فانه هو المسدد كما قال بعض اهل العلم اذا زادت حسنات الرجل وقلت سيئاته فهو العدل. من زادت حسناته وقلت سيئاته فهو العدل. من ذا الذي ترضى سجاياه كلها؟ كفى المرء نبلا ان تعذب معايبه هذا من جهة ما يقوم بقلبك يعني من القدح او المدح اما من جهة التعامل فقد اوضحنا انواع التعامل في الدرس الماضي هذه نتيجة عدم رعاية هذا الاصل وهو ان طائفة جعلوا المدح حقا جميعا او طائفة اخرى جعلت المدح غير حق والقدح هو الحق وهذا فيه عدم دقة واولئك فيهم عدم دقة والصواب ان ينظر بعين الورع ويكون المرء في نفسه ما دل عليه الشرع فمن وافق الشرع فهو المحمود ومن خالف الشرع فهو المحمود ومن قواعد اهل السنة ان المؤمنة يجتمع في موجب المحبة ويجتمع فيه موجب عدم المحبة لانه ان اصاب وسدد فهو يحب فيما اصاب فيه وسدد وان وان ضل او عصا او خالف الحق عامدا عالما بذلك او عرف به ولم يرجع فانه يجتمع فيه هذا وذاك كون محبوبا من جهة غير محبوب من جهة. والتوسط هو شعار هذه الشعيرة شعار هذه الشريعة وشعار هذا الدين هو ان هذا الدين وسط بين الاديان السالفة وهذه الطائفة اهل السنة والجماعة وسط بين الطوائف المختلفة خاتمة لهذا الموضوع امثلة لتطبيق بعض القواعد خطأ. بعض القواعد العامة امثلة نمثل لتطبيقها وثم عدة امثلة لكن نذكر منها مثالين الاول قاعدة الجماعة ما وافق الحق وان كنت وحدك هذه قاعدة عامة قالها ابن مسعود رضي الله عنه واهل العلم تتابعوا عليها الجماعة ما وافق الحق وان كنت وحدك هذه القاعدة منها دخل الى ان المرء اذا تبنى فكرة او قولا واقتنع به فانه ينظر الى المخالفين الكثير فيقول انا على الحق ودليل ذلك اننا قليل واما المخالفون فهم كثرة ودليل باطلهم انهم كثير. وقد قال ابن مسعود الجماعة ما وافق الحق وان كنت وحدك لا شك ان العبرة ليست هي بالكثرة. بل العبرة بموافقة الحق. قد تكون موافقة الحق من قلة. وقد تكون موافقة موافقة الحق من كثرة. ففي اول الاسلام كانت موافقة الحق من قلة. ثم لما انتشر الاسلام كانت موافقة الحق من كثرة فاذا ما جاء في النصوص في ذم الكثرة ومدح القلة كقوله تعالى وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله وكقوله وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون وكقوله جل وعلا وما امن معه الا قليل غير هذا من النصوص التي تدل على ان على مدح القلة هذا لا يدل على ان القلة محمودة دائما بل كما قال ابن مسعود في هذه القاعدة العظيمة الجماعة ما وافق الحق وان كنت وحده. الجماعة العبرة فيها ما وافق الحق. واي حق هذا هو الحق الذي الذي دلت عليه القواعد التي استدل عليها ائمة الاسلام بالنصوص من الكتاب والسنة. هذا هو الحق. اما مجرد القلة فانه انه قد يكون المرء انفرد وكانوا وكان اصحابه قليلين ويكونون شذادا وقد يكون في زمن من الازمنة او في مكان من الامكنة يكون اهل الحق الذين هم على الصواب قليلا فلا بد اذا من رعاية القواعد من رعاية اية القاعدة والقواعد الشرعية التي بها نطبق هذا هذه القاعدة مثال ثاني واخير للتطبيق الخطأ او لذكر بعض القواعد خطأ القاعدة المستنبطة من قول الله جل وعلا واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى ومن قوله جل وعلا ولا يجرمنكم مآل قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى. العدل امر الله جل وعلا به. ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي ويتصل بذلك ما جعلت قاعدة وهي ان السلف لا يوازنون بين الحسنات والسيئات. وان السلف اذا كان عند الرجل سيئة فانهم لا ينظرون الى حسناته. وهذا التقعيد من ان العدل مأمور به ومطلوب هذا امر معلوم وهو اصل من اصول الدين وليس قاعدة فحسب بل اصل من اصول الدين والعدل مطلوب في لفظك وفي قولك وفي افعالك السماوات والاراضين ما قامت الا بالعدل والله جل وعلا حكم عدل لا يرضى بالظلم وحرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرم يظلم المرء غيره ويتخذ غير سبيل العدل في قوله في عرضه في رأيه له الى اخر ذلك. مسألة الموازنة ايضا بين الحسنات ربطها بالعدل هذا التقعيد وهذا الربط ليس بدقيق. لان قاعدة الموازنة بين الحسنات والسيئات تارة تكون حقا وتارة تكون فيرد ان يوازن بين الحسنات والسيئات في مسائل ويقبل ان يوازن بين الحسنات والسيئات في مسائل. ولهذا من رأى طريقة شيخ اسلام ابن تيمية وجد انه ذكر الحسنات والسيئات في مسائل معلومة موجودة وفي حكمه على بعض الفئات حتى بعض المعتزل فهو بعض الاشاعرة لم يأخذ بهذه القاعدة في مسائل فجعلها قاعدة مطردة هو مما افتقر الى تنظير وتغسيل متبع فيه طريقة السلف الصالح وكان فيها نوع عدم استقراء كامل لذلك فحصل منها الخلل. نعم لا يوازن بين الحسنات والسيئات اذا كان المقام مقام رد على المخالف مقام رد على مبتدع مقام رد على ضال لانك اذا ذكرت حسنات ذلك المردود عليه او ذلك او ذلك المبتدع او ذلك الظالم ذكرت حسناته في مقام الرد عليه فانك تغري به وفي هذا المقام انما يذكر ما عنده من الاخطاء او السيئات ويرد عليه فيها لان القصد نصيحة الامة وذكر الحسنات في هذا المقام اغراء به في المقابل او في الحالة الاخرى ان الحسنات والسيئات تذكر اذا كان المقصود تقييم الحالة مقصود تقييم الشخص مقصود تقييم المؤلف المقصود تقييم الكتاب او المقصود تقييم فئة الى اخر ذلك. فالاخذ بهذا والتقعيد له عامة ونسبة ذلك الى السلف باطلاق ليس بدقيق لا بهذه الجهة ولا في تلك الجهة. وتحتاج المسألة هذه وغيرها من المسائل التي يقعد فيها ان تعرض على اهل العلم كغير من التقعيدات الحاضرة لاني ذكرت لكم في المقدمة ان التقعيد لابد ان يكون من الراسخين في العلم حتى لا يحصل خلل في الامة الخلل في الفهم او خلل في التصورات هذا واسأل الله جل وعلا ان ينفعني واياكم بما ذكرنا وان يغفر لي زللي وخطئي وخطلي وكل ذلك عندي واسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد والرشد والهداية وان يجعلنا من المتبعين لسلفنا الصالح المبتعدين عن طرق اهل الضلال والخلاف وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد هذه بعض الاسئلة السؤال الاول سؤال امرأة متزوجة تقول من رجل مقصر في كثير من الامور وناصحته كثيرا الى اخر كلامها وهذا اجيب عنه ان شاء الله خلف الورقة يتصل وليها او من اتى بهذه الرسالة هذا السؤال بالامام ويأخذ الجواب بعد الصلاة ان شاء الله قال هل خلاصة القول ان تقدم دراسة القواعد والاصول الفقهية على دراسة الفقه كما هو الحاصل في في غالب من يطلب العلم الجواب ان دراسة الفقه وتوحيد بهما ينجو المرء. اما دراسة القواعد فانما يحتاج اليها المجتهد والقواعد كما ذكرنا منها قواعد عامة وقواعد خاصة في الفقهيات وهذه صنعة المجتهدين. او صنعة طلبة العلم المتقدمين وهناك قواعد عامة تضبط السلوك تضبط التعاملات تضبط التعامل مع اهل العلم تضبط تضبط القراءة الى اخر ذلك فهذا هو الذي يحسن بطالب العلم ان يتتبعها لانها تضبط عقله وتصرفاته من اول طريقه في طلب العلم. اما العلم النافع وكما قال ابن القيم والعلم اقسام ثلاث ما لها من رابع والحق ذو تبيان علم باوصاف الاله ونهته وكذلك الاسماء للديان والامر والنهي الذي هو دينه وجزاؤه يوم المعاد الثاني. العلم النافع التوحيد والفقه. يعني الحلال والحرام وعلم الجزاء فما يحصل يوم القيامة هذه هي العلوم النافعة. فتركيز طلاب العلم على الفقه وعلى التوحيد هذا لا شك انه هو الذي تصح قلوبهم وتصح عباداته يقول انا شاب وعندي همة ورغبة في طلب العلم ولكن لا اعلم ما هي الطريقة الصحيحة التي يسير عليها الانسان اذا اراد طلب العلم. ارجو منك توضيح ذلك لي بغير الى اخره. طلب العلم من الامور المهمة لانه يحصل به المرء على فضيلة العلماء. وان العالم ليستغفر له كل شيء حتى الحيتان في جوف الماء. وهذه فضيلة اهل العلم ولطلبة العلم وان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع كما جاء ذلك في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم طريقة طلب العلم تحتاج الى تطويل والى كلام مفصل لكن تم كلمة سبق ان القيتها بعنوان المنهجية في العلم وهي موجودة مسجلة فحبذا انشاء السائل ان يراجعها او يراجع غيرها من من او يراجع غيرها من الكلمات التي فيها بيان طريقة المرحلية لطلب العلم وتأصيل الطالب يقول من خلال الحديث في الدرس السابق عن معاملة الوالدين فهنالك مشكلة تواجهني وهي عندما يحصل مناسبة زواج لاحد الاقارب يكون في هذه المناسبة بعض قراءة الظاهرة كالغناء والرق ولبس قصير وغيرها من الامور الاخرى. فاضطررت الى منع زوجتي من الحضور الا ان والدتي اقامت الدنيا ولم تقعدها لماذا تمنع زوجتك تمنع زوجتك من ذلك؟ فاوضحت لها ولكنها لم تقتنع من ذلك وعللت بان الناس جميعهم يفعلون ذلك سؤالي هل عملي هذا صواب اولا؟ وكيف اعمل مع والدتي؟ وما الاساليب المناسبة في ذلك؟ اذا كان حضور مثل هذه الدعوات الدعوات الواجبة اللي هي وليمة العرس اذا كان حضورها فيه منكرات اذا كان حضورها فيه فعل العبد بعض المنكرات كسماعه للغنى او رؤيته لبعض المنكرات ولا يستطيع انكارها في جمع بين الامرين بان يحضر ثم ينصرف وهذا الذي كان يعمله الامام احمد ويعمله غيره من السلف فانهم اذا دعوا الى دعوة واجبة حضروا فاذا رأوا منكرا فانكروا وانفروا فهذا يكون فيه استجابة الدعوة اجابة الدعوة الواجبة. ويكون فيه ايضا انكارا للمنكر ثم انصراف ويكون معذورا. وحق الوالدة لا شك انه عظيم. وتجد طاعة الوالدين في غير معصية الله تعالى فالذي ينبغي على هذا السائل ان يقنع والدته وان يجعل زوجته مع والدته في احسن تعامل وان يحيل بالامر امر المنع اليه لا الى زوجته لاجل ان يحصل الائتلاف لانه غالبا الوالدة لا تغضب على ولدها او لا تقاطع ولدها واما زوجة الولد فانه كثيرا ما تحصل بينها وبين ام الزوج كثير من الخلاف طيب فيرجع المنع اليه ويقول ستذهب واذا رأت منكرا فانها ستتصل بي واتي لاخذها من هذا المكان يكون فيه جمع بين ما امر به شرعا وترك ما حظر شرعا. قال من خلال الواقع الذي كلمة غير مفهومة من خلال الواقع الذي كذا عن احوال الكثير من الشباب نجد ان ضعف الشخصية له دور بارز في التثبيط وتغير الاحوال الشباب امام كلمات غير واضحة لا يستطيع ان يفعل اي شيء بل انا ما يعني يعذرني من ان الحبر متقطع ما فهمتني قل ذكرت ان الذي يحكم في النوازل لابد ان يكون ملما بالفقه باكمله من اوله الى اخره بسبب ارتباط بعضه ببعض. مع اننا نجد بعض الابواب لا ارتباط لها البتة بابواب اخرى. وقد ذكر بعض المحققين من الاصوليين ان الاجتهاد يتجزأ. فيكون مجتهدا في باب دون باب اخر. وهكذا وقد ورد دعم بعض الائمة الذي لا يثقه احد في امامتهم واجتهادهم انهم سئلوا عن بعض المسائل فقالوا لا ندري كما ورد عن مالك وغيره فكيف بين هذا وبين ما ذكرت. هذا السؤال كنت مستحظرا له حين كلامي عن المسألة. ولهذا قيدت ارتباط الفقه بعضه ببعض بالافثال في النوازل. اما في غير النوازل يعني فيما يعرض كثيرا ويتردد ويكون من احوال الناس المعتادة فهذا كما قيل الاجتهاد يتجزأ. يعني من ظبط ابواب الطهارة فانه يجيب عن مسائل الطهارة او من ظبط احكام والطلاق والعدد والنفقات الى اخره يتكلم في الاحوال الشخصية واحوال البيوت ومن ظبط مسائل البيوع يتكلم في البيوع لكن اذا كانت المسألة نازلة بالامة كالنوازل التي يحصل معها تغير في الاحوال وتقلب في الاراء ويتوقع معها تفرق الناس فان الذي يحكم في هذه النوازل خاصة اذا كان فيها حكم على فئة او حكم على طائفة او فيها اقرار شيء او منع شيء او نحو ذلك في النوازل العظيمة هذه بمتعلقة باهل العلم الراسخين فيها المجتهدين الذين استحضروا الفقه فربطوا بعضه ببعض واستحضروا القواعد والوصول العقدية وما قاله الائمة. فكلامي ليس معارضا لما هو متقرر عند الاصوليين فهو صواب وهو ان الاجتهاد يتجزأ وان المرء يمكن ان يجتهد في مسألة في باب من الابواب ولا يجتهد في الباب الاخر ربطه هذا الباب لكن المسائل النازلة التي تتعلق بالامة فكما قال عمر رضي الله عنه كانت تنزل به النازلة سيجمع لها اهل بدر كيف يجمع المرء بين طلب العلم والاهل من ناحية الوقت؟ وايهما اولى بذلك؟ لا شك ان الواجب مقدم على النفل وبعض العلم واجب فرض عين ما تصحح به عقيدة وهو اجوبة المسائل الثلاث. ثلاثة الاصول من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك تعلم ذلك بادلته هذا فرض عين على كل مسلم. لابد ان يتعلمه ولو فرط في بعض حقوق الاهل كذلك في الفقه ما تصح به عباداته ما تصح به صلاتك اذا كان صاحب مال كيف يزكي والنصاب الى غير ذلك هذا واجب تعلمه فاذا كان العلم واجبا فانه مقدم على النفل. اما اذا كان العلم نفلا وكان هناك واجبات معارضة لهذا النفل فانه يقدم الواجب مثل حق والديه ومثل حق اهله وزوجته واولاده فانه لا يفرط في هذا الحق الواجب لاجل تحصيل نفل من النوافل الناس يختلفون منهم المشغول ومنهم الذي يعتمد عليه اهله ومنهم من يكون الاعتماد عليه منهم من يكون الاعتماد عليه متوسطا يختلفون والواجب ان يقدم المرء الواجبات والنوافل هي تلو الواجبات. وما تقرب احد الى الله بشيء احب الى الله جل وعلا مما افترضه سبحانه وتعالى كما جاء في الحديث الصحيح وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي تقربوا الي بالنوافل حتى احبه يعني بعد الواجبات. فلابد من من المهمات ان تقدم الواجبات على النوافل. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ان لاهلك عليك حقا وان عليك حقا وانا لربك عليك حقا. فاعطي كل ذي حق حقه. فالواجبات كثيرة تؤدي الواجبات والنوافل تقدمها عليها الواجبات ولا يفقه تطبيق ذلك. ولا يفقه تطبيق ذلك الا بالمران. وتقديم واجبات الشرع على ملذات الناس ابعد من ذلك بعض الناس يذهب الى نوافل ليس الى واجبات الى نوافل بل الى مباحات ويفرط في الواجبات. يذهب في سهر متنوع ويترك اهله ويترك واجبات مطلوب منه ان يفعل كذا. والده كبير في السن يتكلف لو فعل الفعل وذاك يذهب في ليل وقال او فيما يؤنس نفسه وليس لا في فعله لا ات بفرض ولا نفل ومع ذلك يفرط بواجبات. لا شك ان كثير من مشاكل الناس ومخالفاتهم للشرع وكثير من المشاكل والشكوى التي تحصل من الاهالي على الابناء ومن الاباء على الابناء ومن الزوجة على زوجها والزوج على زوجته ومن الاخلال باداء الواجبات وتقديم الواجب على المستحب فضلا عن المباح. الاخير قال كيف نجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم يأس الشيطان ان يعبد في جزيرة العرب ولكن في التحريف بينهم مع انه قد حصل الشرك في هذه الجزيرة والشرك اتباع للشيطان. فافتونا جزاكم الله خيرا ان هذا الحديث رواه مسلم في الصحيح ان الشيطان ايس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم. خلاصة وباهل العلم انه ايس ولم يؤيد ايس هو لما رأى انتثار الاسلام وقوة الاسلام واهل الاسلام ايس ان يعبده المصلين في جزيرة العرب لكن لم يؤيثه الله جل وعلا من ذلك فيأته منه عبادة المصلين له في جزيرة العرب لما شاهد من قوة الاسلام وقبول الناس للحق. والله جل وعلا لم يؤيده ولهذا لما وجد له كرة بعض نشط وعاد الى الدعوة الى الشرك وتحبيب عبادة غير الله للناس فحصل رجوع الناس لعبادة غير الله فالشيطان فرح بذلك لانه عيسى اول مرة ولكنه لم ييأس بعد ذلك وقال قد قال عليه الصلاة والسلام ان الشيطان يأس ان يعبده وفي لفظ ايسر ان يعبده المصلون في جزيرة العرب. قال بعض اهل العلم في قوله المصلون تنبيه الى الذي لا يضره الشيطان هو الذي يوصف بانه من المصلين. الذين قال الله جل وعلا فيهم الا المصلين الذين هم هم على صلاتهم دائمون ولتمام البحث في ذلك موضع اخر ان شاء الله تعالى