والحج كما هو معلوم ركن من اركان الاسلام. وقد قال الله جل وعلا ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين. دلت الاية على ان الحج واجب وعلى انه ركن. فاما على انه واجب فان الله جل وعلا قال ولله على الناس كلمة على انما تستعمل في الواجبات وهي من من الصيغ التي تفيد الوجوب. ودل على الركنية قوله جل وعلى ومن كفر فان الله غني عن العالمين. لان الواجب الذي ليس بركن لا يستعمل في الشريعة مثل هذا التهديد والوعيد فيه وهو قوله ومن كفر يعني بعدم اداء الحج والاستكبار عن ذلك فان فان الله غني عن العالمين والحج احد مباني الاسلام العظام وما دل عليه الحديث الذي في الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما انه عليه الصلاة والسلام قال بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان وفي رواية اخرى وصوم رمضان وحج البيت. وقدم في الرواية المشهورة حج البيت على صوم رمضان وعليها اعتمد البخاري في صحيحه حيث قدم كتاب الحج على كتاب الصوم بفائدة وهي ان النبي صلى الله عليه وسلم قد تبع اركان الاسلام في هذا الحديث بمناسبة وهي ان الشهادتين موردهما القلب واللسان والعمل الصلاة عمل البدن والزكاة واجب في المال والصيام من جنس الصلاة في كونه ملأ البدن والحج يجمع ما بين المال وما بين العمل والعمل يشمل عمل القلب واللسان والجوارح والنفقة المال فجمع في هذا الحديث ان الحج او افاد في هذا الحديث ان الحج فيه ما اجتمع وتفرغ في سائر العبادات. ففيه التوحيد في اول الاهلال والاحرام. جاء في الحديث فاهل رسول والله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد هو قوله لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك. وقد كان اهل الجاهلية يهلون بغير التوحيد. والتوحيد في القلب وفي اللسان وفي الجوارح وايضا الحج فيه حركة الجوارح في طاعة الله جل وعلا فهو خواص وسعي ومشي وحركة لليد برفعها برمي الجمار ونحو ذلك وانما اقيم جميع هذا لاقامة ذكر الله جل وعلا كما صح عن عائشة رضي الله عنها وهو ايضا تعبد بالمال فانه لا حج الا بمال حتى ان العلماء ذكروا ان من لم يكن عنده استطاعة مالية وبذل المال له غيره ولو كان قريبا كولد لوالد او اخ او نحو ذلك قالوا لا يلزمه ان يقبل فله ان يقول لا اقبل حتى يتمكن هو من المال الذي يحج به