الوسطية المطلوبة لها سمات وهذه السمات موجودة النصوص وموجودة في سلوك الصحابة وفي سلوك ائمة الاسلام اما سماتها الوسطية والاعتدال هي سمة الشريعة بنص القرآن فهذه الشريعة متسمة بانها شريعة السماحة ورفع الحرج. قال الله جل وعلا وما جعل عليكم في الدين من حرج وقال ايضا ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج من سماتها انها شريعة العدل في الاحكام والتصرفات ولذلك كانت وسط العدل في الاحكام والتصرفات يوجب الوسطية لان غير ذي الوسط لابد ان يكون بين لابد ان يكون في سلوكه اما الى تفريط اما الى افراط من سمات المنهج الوسطي الذي هو منهج الشريعة ان هذا المنهج موافق للشرف ثم هو موافق للعقل السليم الشرع الصحيح بنصوصه وقواعده واجتهادات العلماء فيه يدعو الى الوسطية والاعتدال. وينهى عن الغلو والمبالغة وكذلك مقتضيات العقل السليم فان حياة الناس لا تستقيم الا بهذه الوسطية فان الانحراف عن الجادة بغلو او جفاء لا يكون معه العيش مستمرا على وفق مصالح الناس ومصالح الناس تقتضي عقلا ان يكون هناك منهج متوسط يجتمعون عليه ويدافعون عنه لان كلا طرفي الامور ذميم كما قال الشاعر من سماتها ايضا ان الوسطية والاعتدال يبرآن من الهوى ويعتمدان على العلم الراسخ والعلم اما ان يكون نصا من كتاب او سنة او ان يكون قولا لصحابي فيما لم يرد فيه النص او يكون من اجتهادات اهل العلم الراسخين في ذلك فاعتماد الوسطية على العلم الراسخ الصحيح مظهر من مظاهرها وسمة من سماتها من سمات الوسطية ان الوسطية تراعي القدرات والامكانات فليس صاحب الوسطية معجزا للناس في طلباته او ذاهبا الى خيالات في ارائه وتنظيراته. كثير من الناس صاحب تنظيرات وصاحب خيالات وهؤلاء يبتعدون عن الوسطية المرادة لان الوسطية والاعتدال يؤثر في حياة الناس واقعا ملموسا. وهذا يعني ان تراعى في ذلك القدرات والامكانات. سواء كان قدرات الافراد او قدرات المجتمع او قدرات الدولة الخاصة بالبلد ام القدرات المتعلقة بالاوضاع العالمية كذلك من سمات الوسطية والاعتدال ان فيها مراعاة للزمن والناس الزمن يتغير والناس ايضا يحتاجون الى تجدد باعتبار الزمن. وباعتبار التغير فمحافظة على المنهج الوسط هذا يقتضي ان يكون هناك مراعاة لاختلاف الازمنة ولاختلاف الامكنة والاختلاف الناس ولهذا نصح اهل العلم على ان الفتوى تختلف في اختلاف الزمان والمكان والوقائع والاحوال والناس