الواجب على كل مؤمن ان يسعى في تعلم هذا الركن من اركان الايمان وهو الايمان بالقدر من الله جل وعلا. خيره وشره وان يتعلم ايضا انه لا يجوز له ان يخوض في مسائل القضاء والقدر ولا الهدى والضلال ولا وهو السعادة ولا احوال الناس الذين جعلهم الله جل وعلا متفاوتين في الايمان وفي الارزاق وفي الاخلاق الا يخوض في ذلك الا بعلم موثوق وهو ما جاء في الكتاب والسنة. لان القدر في الحقيقة امر غيبي. كما قال ابن عباس القدر سر الله جل جلاله. لهذا كلامنا فيما ستسمع ان شاء الله تعالى انما هو من مشكاة الوحي من القرآن والسنة. ولا يجوز لاحد ان يخوض في مسائل الغيب بعامة وفي مسائل القدر الا عن علم ودليل لان الخوض في ذلك بالعقول والاوهام والاقسة مسلك من مسالك الضلال والشيطان يأتي العبد ليضله عن سبيل الله بان يخوض في فعل الله جل وعلا بالعلل والاطشة ولهذا احسن ابن تيمية رحمه الله في قوله في تائيته القدرية المشهورة قال واصل ضلال لا للخلق من كل فرقة هو الخوض في فعل الاله بعلتي فانهم لم يفهموا حكمة له. فصاروا على نوع من الجاهلية. يريد المرء ان يدرك لما حصل كذا ولما اهتدى فلان وضل فلان؟ ولم اعطي هذا ومنع ذاك؟ ولم مرض هذا وصح ذا؟ ولما هذا اذا صار ملك وذاك صار عبدا ولم ولم ولما؟ فاذا خاض في افعال الله وفي ما يحدث في الملكوت بقوله لما؟ فانه سيضل. كما ضل اهل الجاهلية الا ان يتابع ما علل الله جل وعلا به ما يحدث في كتابه او جاءنا عن النبي صلى الله عليه وسلم