الايمان بقدر الله جل وعلا واجب وركن وفرض بان تعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك. وهذا الايمان لا يكمل بل لا يكون العبد مؤمنا بالقضاء والقدر حتى يؤمن باربع مراتب. ذكرها الله جل وعلا في القرآن وجاءت ايضا مبينة في السنة اما المرتبة الاولى فان تؤمن بان الله جل وعلا يعلم كل شيء وعلمه بالاشياء ثابت قديم ازلي فيعلم ما سيكون على الفئة والصفة التي سيكون عليها. لان علمه سبحانه يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون. فتؤمن بان علم الله جل وعلا شامل وكامل وسابق فلا يقع شيء فلا يقع شيء الا والله قد علمه قبل ذلك فلا مجال للاستئناف ولا مجال للبداءة والبداء ولا مجال لوجود اشياء لم يعلمها الله جل وعلا المرتبة الثانية ان الله سبحانه وتعالى لما خلق السماوات والارض قدر مقادير الاشياء التي ستكون في السماوات والارض قبل خلقها بخمسين الف سنة كما ثبت في صحيح مسلم انه عليه الصلاة والسلام قال قدر الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض في خمسين الف سنة وكان عرشه على الماء. ومعنى قدر هنا كتب. قال سبحانه ايضا في بيان الكتابة ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون ما الزبور؟ الزبور اسم لكل كتاب انزله الله جل وعلا. فكل كتاب انزله الله مكتوب فيه الارض يرثها عباد الله الصالحون قال سبحانه ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر. ما الذكر هنا؟ هو الكتاب السابق الذي كتبه الله جل وعلا في اللوح المحفوظ. سماه ذكرا هنا كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم ذكرا في قوله وكتب ففي الذكر كل شيء. وايضا قال جل وعلا الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في في كتاب ان ذلك على الله يسير فما من شيء يحدث الا وقد كتب في اللوح المحفوظ فتكون الاشياء على وقت ما كتب الله جل وعلا. سيأتي ان هذه الكتابة ليس معناها الاجبار هذه كتابة لان الله يعلم ما سيكون وان كل شيء سيكون على نحو ما كتب لجلالة. هذه هاتان المرتبتان العلم والكتابة سابقة لوقوع المقدر والمرتبتان الثالثة والرابعة مقارنة لوقوع المقدر وهي انه لا يحدث شيء تؤمن ايمانا بانه لا يحدث شيء الا والله جل وعلا خالقه. الله خالق كل شيء وهو على كل شيء الوكيل ومن ذلك فعل العبد من الطاعة والمعصية كما قال سبحانه والله خلقكم وما تعملون. ما هنا قد تكون مصدرية فتكون والله خلقكم وعملكم يعني خلق ذواتكم خلق عملكم وقد تكونوا ما هنا موصولة بمعنى الذي فيكون معنى الاية والله خلقكم والذي تعملون دونه وعلى كل فانها دليل على ان ما يعمله العبد فانه خلق لله جل وعلا والعبد فاعل له حقيقة. اذا ما يحدث الشيء الا والله جل وعلا هو الذي خلق. المرتبة الاخيرة الرابعة مما يقارب الوقوع المقدر ان مشيئة الله جل وعلا نافذة. وان مشيئة العبد تبع. ولا يمكن للعبد ان تقل مشيئته باحداث ما يريد. بل وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما. فمشيئة العبد واختيار العبد وارادة العبد تبع او هي خاضعة لمشيئة الله فاذا شاء الله جل وعلا الشيكان واذا شاء العبد ولم يشأ الله جل وعلا لم يكن الا ما يشاءه الله جل وعلا. تريد يا عبدي واريد وليس لك يا عبدي الا ما اذا فايماننا بقدر الله جل وعلا تلحظ انه ايمان بامر غيبي يكون وهو علم وكتابته السابقة وان هذه الاشياء التي تحصل انما هي بخلق الله جل وعلا ومشيئته سبحانه وتعالى. لا يقع شيء فلا يقع شيء الا باذنه تعالى وعلمه السابق وكتابته سبحانه وتعالى لكل شيء. فاذا وقع وانتهى قضي وصار قضاه. فنؤمن بالقدر خيره وشره قبل وقوعه فكل ما قدر الله على عبده من خير او شر نؤمن به ونسلم. واذا قظي فصار قظاء فان اننا نؤمن ونسلم سواء اكان من الخير ام من الشر