من كلمات ابن مسعود رضي الله عنه التي نقف معها انه قال انما هذه القلوب اوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره. انما هذه القلوب اوعية. وهذا حصر وهذا الحصر صحيح. لانه القلوب هي كالوعاء. فما جعلته فيه انبثق عنه. والاوسنة مغارف للقلوب. لا يظهر على لسان احد كلام الا وقد غرسه من قلبه. فبقدر ما يكون في القلب من العلم او من غيره يكون معروفا باللسان. ويكون مسيطرا على الفكر. ويكون مسيطرا على الفهم والتصرفات ان الله جل وعلا انزل هذا القرآن ليهدي به الناس فهو كتاب منير يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل وهذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. كما قال جل وعلا ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم وقوله جل وعلا هنا يهدي للتي هي اقوم يعني اكمل السبل واقوم السبل واقوم الطرائف في جميع ما يحتاجه العباد فيما يصلح قلوبهم وما يصلح جوارحهم والسنتهم وفي تصرفاتهم في الحياة وفي عباداتهم وفي تنظيماتهم وفي امورهم المالية وامورهم الاجتماعية فالقرآن يهدي للتي هي اقوال. ابن مسعود رضي الله عنه اوصى فقال انما هذه القلوب اوعية فاشغلوها بالقرآن. ان الوعاء لابد ان يمتلك والناس في هذه الحياة الدنيا اذا امتلأوا من شيء فلانهم سمعوه. او قرؤوه او نظروا فيه. فالنظرة مؤثرة في القلب والسماع مؤثر في القلب والقراءة مؤثرة في القلب وانواع الرؤية مؤثرة في القلب ولهذا اذا امتلأ القلب من القرآن فانه ان جاءه حق فانه يوافق ما في القرآن فيقر وفي القلب على الصواب. واما ان اتاه ما ليس بحق ان اتاه باطل من جهة الشهوات او من جهة الشبهات فان القلب الذي امتلأ بالقرآن فانه يرد ذلك الباطل وانما يقبل الحق. واذا عرظ له شيء من الباطل فسرعان ما يحرقه نور القرآن قال ابن مسعود قال فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره. لان القلب انما هو لما لمنشغل به هذه وصية بالقرآن وصية بحفظه وصية بتدبره وصية بتلاوته وصية بتأمل ومدارسته ولا شك ان الناس انما يصرخون وتعظم احوالهم افرادا وجماعات بمقدار ما استمسكوا بهذا القرآن فكلما كان استمساكهم بالقرآن اعظم كلما كانت درجتهم ارفع عند الله جل وعلا. لان القرآن هو حبل الله المتين وهو صراطه المستقيم الذي من اخذ به نجا ومن تخلف عنه هلك