فقول شيئا من وصايا ابي الدرداء وشيئا من الدروس والفقه المتعلق بتلك الوصايا. من تلك وصايا انه قال لرجل جاءه فقال له يا ابا الدرداء اوصله فقال اذكر الله في السراء يذكرك في الضراء واذا ذكرت الموتى فاجعل نفسك كاحدهم واذا اشرفت نفسك على شيء من الدنيا فانظر الى ماذا يصير هذه الوصية الاولى تشتمل على ثلاث وصايا قال اوصني وهذا نأخذ منه ان من هدي السلف ان يطلبوا من علمائهم ومن اهل الفقه والعلم العمل فيهم ان يوصوهم. وينبغي على من طلب الوصية ان يبذل النصح كاملا لمن طلب منه الوصف هذه هي الفائدة الاولى. قال اوصني والنبي عليه الصلاة والسلام قال له جمع من الصحابة اوصني. اوصني يا رسول الله قال لا تغضب اوصني يا رسول الله قال كف عليك هذا وهكذا في عدد منها فاذا انطلبوا الوصية مهم وحبذا ان يكون في كتاب يعني تكتب له فتقول له اوصني اذا كان يعرفك فانه اذا عرف حاله وفي الكتاب يعني في رسالة يعطيك محض النصيحة ويجهد نفسه في بيان ما يناسبك ويخلص لك النصح وهذا مما ينبغي تعاهده فقد كان بين ابي الدرداء وبين اخوانه مراسلات كثيرة كما يعلمها من قرأ ترجمته. فاذا ان نأخذ بهذه الوصية ان تكتب لاخيك اخي اوصني لان الرسالة لها اثر غير المواجهة قد لا يواجهك بالكلام قد لا يواجهك بما فيه قد يستحي وتستحي انت لكن اذا كان الطلب منك فيما يسددك في امر دينك وفي امر التزامك بالطريق المستقيم والمشي الصحيح فان هذا ادعى للتأثير. فتكتب له تقول له يا فلان اوصه سيكتب لك وصيته لك بما يناسب حالك وبما تستفيد منه